الشيعة وفنون الاسلام

الشيعة وفنون الاسلام0%

الشيعة وفنون الاسلام مؤلف:
الناشر: دار المعلم للطباعة
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 184

الشيعة وفنون الاسلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد حسن الصدر
الناشر: دار المعلم للطباعة
تصنيف: الصفحات: 184
المشاهدات: 65441
تحميل: 6562

توضيحات:

الشيعة وفنون الاسلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 184 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 65441 / تحميل: 6562
الحجم الحجم الحجم
الشيعة وفنون الاسلام

الشيعة وفنون الاسلام

مؤلف:
الناشر: دار المعلم للطباعة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

سكن مصر وذكره ابن كثير الشامي في تاريخه ونص على أنّه كان من متكلّمي الشيعة وكذلك ابن النديم عدّه في متكلّمي الإمامية وقال ابن خلكان كان من كبار الشيعة وذكره في نسمة السحر وفضله على المتنبي وأنّ المتنبي أخذ من شعره، قال لكن متانة شعر الناشئ وأنّه السابق فضحت المتنبي، قلت: ذكر القصيدة ابن خلكان وقال أنّ المتنبي أخذ منها في مدح سيف الدولة وأوّل القصيدة:

بآل محمّدٍ عُرف الصوابُ

وفي أبياتهم نزل الكتابُ

وهم حجج الإله على البرايا

بهم وبجدّهم لا يسترابُ

ولا سيّما أبو حسن عليٍّ

له في المجد مرتبة تهابُ

طعام حسامه مهج الأعادي

وفيض دم الرقاب له شرابُ

كأنّ سنان ذابله ضمير

فليس عن القلوب له ذهابُ

وصارمه كبيعته نجم

معاقدها من الخلق الرقابُ

هو البكّاء في المحراب ليلاً

هو الضحّاك إن جدّ الضرابُ

هو النبأ العظيم وفلك نوحٍ

وباب الله وانقطع الخطابُ

كان تولّد الناشئ سنة ٢٧١ هـ ومات سنة ٣٦٦ هـ، عمره ٩٥ سنة.

وأوّل مَن زهى في جمع فنون الشعر حتى لُقّب بالزاهي علي بن إسحق بن خلف الشاعر البغدادي أحد أفراد الدهر ترجمه الخطيب وأبو سعيد ابن عبد الرحيم في طبقات الشعر، وابن خلكان في الوفيات، والقاضي في طبقات الشيعة، وابن شهرآشوب في معالم علماء الشيعة قال وهو من المجاهرين في مدح أهل البيت عليهم السلام مات سنة ٣٥٢ وكان تولّده سنة ٣١٨، ودُفن في جوار الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) في مقابر قريش.

١٤١

وأول أُمّي أُوتي المعجز في شعره نصر بن أحمد الخبز أرزي أبو القاسم الشاعر المشهور بالغزل الذي طبقت الدنيا شهرته، وله في كل كتب التراجم والتواريخ ترجمة وذكره في اليتيمة.

وذكر من شعره جملة قال: وكان شيعيّاً، وذكر ابن خلكان أنّه توفّي سنة ٣١٧ سبع عشرة وثلاثمئة، وأُمّي آخر منهم يُعرف بالخبّاز البلدي يُكنّى أبا بكر محمد بن أحمد بن حمدان الشاعر المشهور عدّه الثعالبي في اليتيمة من حسنات الدنيا.

قال: ومن عجيب أمره أنّه كان أُمّيّاً وشعره كله ملح وتحف وغرر وطرف ولا تخلو مقطوعة من معنى حسن أو مثل سائر، وكان حافظاً للقرآن مقتبساً منه في شعره.

إلى أن قال: وكان يتشيّع ويتمثّل في شعره بمذهبه، وذكر جملاً من شعره في ذلك.

وأوّل الفاتحين باباً للتورية والاستخدام بتلك السهولة والانسجام هو علاء الدين الوداعي الكندي علي بن المظفر بن إبراهيم بن عمر بن زيد صاحب التذكرة الشهيرة بالتذكرة الكندية في خمسين مجلّداً في عدّة فنون كما في نسمة السحر فيمَن تشيّع وشعر، ونقل ما ذكره الشيخ تقي الدين ابن حجّة في كشف اللثام عن التورية والاستخدام، وما أخذه ابن نباتة من شعر الشيخ علاء الدين الوداعي المذكور.

ثم قال: ومحاسن الشيخ علاء الدين تحتمل مجلداً، وبالجملة ابن نباتة المشهور كان عيالاً عليه، وله في فوات الوفيات ترجمة حسنة ذكرتها في الأصل ونصّ فيها على تشيّعه.

١٤٢

وكذلك الحافظ الذهبي مات سنة ست عشرة وسبعمئة والذي لم يوجد قبله بمئتي سنة مَن يضاهيه بنص ابن خلكان هو سبط ابن التعاويذي الشاعر المشهور أبو الفرج محمد بن عبيد الله عبد الله الكاتب.

قال ابن خلكان كان شاعر وقته جمع شعره بين جزالة الألفاظ وعذوبتها ورقّة المعاني ودقّتها، وفيما أعتقد أنّه لم يوجد قبله بمئتي سنة مَن يضاهيه.

قال صاحب ( نسمة السحر ): وقفت على ديوانه وهو حقيق بما أطراه ابن خلكان، وكان من كبار الشيعة.

قال السمعاني: سألته عن مولده فقال سنة ٤٧٦ بالكرخ، وتوفّي في جمادى الأولى سنة ٥٥٣.

ومثله الشريف أبو الحسن على الحماني الكوفي ابن الشريف الشاعر محمد بن جعفر الشاعر ابن محمد الشريف الشاعر ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، ذكره في نسمة السحر وأطراه.

وقال ياقوت: كان في العلوية من الشهرة في الشعر والأدب والطبع كعبد الله بن المعتز في العباسية، وكان يقول أنا شاعر وأبي شاعر وجدي شاعر إلى أبي طالب.

قلت: كان أشعر شعراء عصر المتوكل العباسي بشهادة الإمام أبي الحسن الهادي ابن الرضا عليهم السلام في حديث حكاه البيهقي في باب ( محاسن الافتخار ) بالنبي وآله في كتاب ( المحاسن والمساوي ) وذكرته في الأصل وذكرت قطعة من شعره وهو من شعراء ( اليتيمة والأغاني )، وأورد له أبو تمام في الحماسة، وذكره السيد المرتضى في كتاب المشفي وذكر جملة من شعره.

١٤٣

ومن شعرائهم الهاشميين: الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب، ذكره السيد المدني في الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة وفي نسمة السحر فيمن تشيّع وشعر وترجمه أبو الفرج في الأغاني ترجمة حسنة.

ومن شعراء قريش الشيعة كما في الحصون المنيعة أبو دهبل الجمحي وهب بن ربيعة ذكره ابن قتيبة في كتاب ( الشعر والشعراء ) وذكره المرتضى في أماليه، وذكره الزبير بن بكار وهو ممّن اختاره أبو تمام في ديوان الحماسة وقد ذكرت له في الأصل بعض الشعر في رثاء أبي عبد الله الحسين عليه السلام، ولهؤلاء وجماعات أُخر من شعراء الشيعة تراجم مفصّلة في الأصل.

١٤٤

الفصل الرابع عشر

في تقدّم الشيعة في علم الصرف

وفيه صحائف

الصحيفة الأُولى

في أوّل مَن وضعه للعرب في الإسلام

فاعلم أنّ أوّل مَن وضع علم الصرف هو أبو مسلم معاذ الهراء ابن مسلم ابن أبي سارة الكوفي مولى الأنصار النحوي المشهور، كما نصّ عليه الجلال السيوطي في المزهر في الجزء الثاني وفي ( بغية الوعاة ) عند ترجمة أبي مسلم الهراء، وذكر أنّه كان مؤدّب عبد الملك بن مروان، إلى أن قال: وكان شيعيّاً.

وقال في كتاب ( الوسائل في الأوائل ): أوّل مَن وضع التصريف معاذ الهراء.

وقال العلاّمة البحراني في البلغة معاذ الهراء وهو المخترع لعلم التصريف كما نصّ عليه جماعة من علماء الأدب منهم خالد الأزهري، انتهى.

قلت: أخذ عنه الكسائي وغيره وصنّف كتباً في النحو والحديث وله في كتب فهرست المصنّفين من أصحابنا ترجمة طويلة وترجمه ابن خلكان وذكر له حكاية مع الكميت بن زيد الشاعر تدلّ على أخوتهما وأنّه كان

١٤٥

يتشيّع، وهو من شيوخ أصحاب أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) كما في إرشاد المفيد وغيره، مات سنة ١٨٧ هـ، وكان يشد أسنانه بالذهب من طول عمره.

الصحيفة الثانية

في أوّل مَن صنذف في علم الصرف

فاعلم أنّ أول مَن صنّف فيه أبو عثمان المازني (رضي الله عنه) وهذا معنى قول أبي الخير: أوّل مَن دوّن علم التصريف أبو عثمان المازني وكان قبل ذلك مندرجاً في علم النحو نقله في كشف الظنون قال أبو العباس النجاشي في فهرست مصنّفي الشيعة أبو عثمان المازني بكر بن محمد بن حبيب بن بقية المازني من بني مازن من شيبان ابن ذهل بن ثعلبة بن عكامة بن مصعب بن علي بن بكر بن وائل، كان سيّد أهل العلم بالنحو والعربية واللغة بالبصرة وتقدّمه مشهور بذلك.

وقال أبو العباس محمد بن يزيد المبرد من علماء الإمامية أبو عثمان بكر بن محمد وكان من غلمان إسماعيل بن ميثم (رضي الله عنه) إمام المتكلّمين في الشيعة قلت، وذكره جمال الدين العلاّمة ابن المطهّر الحلّي في الخلاصة بنحو ما ذكره النجاشي وله من التصانيف ما تقدّم.

الصحيفة الثالثة

في الكتب المصنّفة قديماً في التصريف للشيعة

كتاب الاشتقاق لابن خالويه، كتاب التصريف للطبري، كتاب علم

١٤٦

الصرف للوزير المغربي، كتاب التبيان في التصريف للشيخ أحمد بن علي الماهابادي، كتاب المقتصد في التصريف لملك النحاة، وشرح الشافية في الصرف لنجم الأئمة محمد بن الحسن الاسترابادي، وشرح الشافية في علم الصرف للسيد جمال الدين عبد الله العجمي النقره كار، الذي صرّح المحقّق الكركي في حاشية الذكرى بأنّه من علماء أصحابنا، وشرح الفاضل النسائي كمال الدين محمد بن معين الدين وهو شرح ممزوج لم يصنف مثله في بابه إلى غير ذلك من الكتب الشهيرة المذكورة في فهرست المصنّفين.

١٤٧

الفصل الخامس عشر

في تقدّم الشيعة في النحو العربي

وفيه صحائف

الصحيفة الأُولى

في أوّل مَن وضعه للعرب

فاعلم أنّ أوّل مَن ابتدعه وأنشأه وأملا جوامعه وأُصوله هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، وقد حكى على ذلك الإجماع جمال الدين علي بن يوسف القفطي في كتابه تاريخ النحاة، والمرزباني في المقتبس.

وقال ابن جنّي في الخصائص في باب صدق النقلة ما لفظه: أو لا تعلم أنّ أمير المؤمنين عليه السلام هو البادي به المنبّه عليه والمنشيه والمشير إليه.

وقال عبد الحميد بن أبي الحديد قد علم ذلك الناس كافّة، قلت: وقد أرسل ذلك الأئمّة إرسال المسلّمات وقد أخرجت نصوصهم في الأصل الدالة على صحّة دعوى الإجماع عليه، وضعف ما قيل أنّ أول من وضع النحو عبد الرحمن بن هرمز؛ لأنّ عبد الرحمن أخذ عن أبي الأسود، ويقال: عن ميمون الأقرن الآخذ عن أبي الأسود؛ لأنّ الروايات كلها تستند إلى أبي الأسود، وأبو الأسود يسند إلى علي عليه السلام، وأخرجت

١٤٨

في الأصل رواية أبي الأسود بذلك من عدة طرق متواترة، وسيأتي ذكر بعضهما.

الصحيفة الثانية

في أوّل مَن أسّسه وبوّبه

فاعلم أنّ أوّل مَن أسّس ذلك هو أبو الأسود الدؤلي، ويقال الديلي منسوب إلى الدؤل فيقال الديل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة قال أبو علي الغيائي في كتاب القارع قال الأصمعي وسيبويه والأخفش وابن السكيت وأبو حاتم والعدوي وغيرهم: هو بضم الدال وكسر الهمزة وإنّما فتحت في النسب كما فتحت ميم نمر في النمري ولام سلم في السلمي، قال الأصمعي وكان عيسى بن عمرو يقولها في النسب بكسر الهمزة أيضاً بتبقيته على الأصل، وحكى أيضاً عن يونس وغيره وقال بتبقيته على الأصل شاذاً في القياس قال أبو علي وكان الكسائي وأبو عبيدة ومحمد بن حبيب يقولون أبو الأسود منسوب إلى الديل بكسر الدال وسكون الياء واسمه ظالم بن ظالم ويقال بالتصغير فيهما ويقال عمرو بن عثمان بن عمرو، ويقال ظالم بن عمر بن ظالم، وقيل ابن سفيان بن عمرو بن خليس بن نفاءة بن عدي بن الدئل بن بكر ابن كنانة والأصح أن دؤلي - بضم الدال وفتح الهمزة - نسبة إلى دئل - بضم الدال وكسر الهمزة وفتحها - في النسبة من تغييرات النسب - واسم أبي الأسود الدؤلي في الأشهر عند الأكثر، ظالم بن عمرو الدؤلي المنسوب إلى الدوئل بن بكر بن عبد مناف بن كنانة من سادات التابعين، ومن أصفياء أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.

قال أبو الطيب عبد الواحد بن علي اللغوي المتوفّي سنة ٣٥١ في كتابه

١٤٩

مراتب النحويين: كان أوّل مَن رسم للناس النحو أبو الأسود الدؤلي وكان أبو الأسود أخذ ذلك عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وقال ابن قتيبة في كتاب المعارف: أبو الأسود الدؤلي هو ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان بن كنانة وأُمّه من بني عبد الدار بن قصي وكان عاقلاً حازماً بخيلاً، وهو أوّل مَن وضع العربية وكان شاعراً مجيداً.

وقال في كتاب الشعر والشعراء: ويعد في الشعراء والتابعين والمحدثين والبخلاء والمفاليج والعرج والنحويين؛ لأنّه أول مَن عمل كتاباً في النحو بعد علي ابن أبي طالب عليه السلام، وولي البصرة لابن عباس ومات بها وقد أسنّ، وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة في ترجمة أبي الأسود: قال أبو علي القالي حدثنا أبو إسحاق الزجاج، حدثنا أبو العباس المبرد قال: أوّل مَن وضع العربية ونقّط المصحف: أبو الأسود، وقد سُئل أبو الأسود عمّن نهج له الطريق: فقال: تلقّيته من علي بن أبي طالب (ع).

قال: وروى عمرو بن شبة بإسناد له عن عاصم بن بهدلة قال: أوّل مَن وضع النحو أبو الأسود وحكى عن الجاحظ أنّه قال أبو الأسود معدود في التابعين والفقهاء والمحدثين والشعراء والأشراف والفرسان والأمراء والدهاة والنحاة والحاضرين الجواب والشيعة والبخلاء والصلع الأشراف والبخر الأشراف وحكاه عن الجاحظ أبو الفرج في الأغاني والسيوطي في بغية الوعاة أيضاً وقال الراغب في المحاضرات عند ذكره لأبي الأسود وهو أول مَن نقّط المصحف وأسس أساس النحو بإرشاد علي (ع) وكان من أكمل الرجال رأياً وعقلاً وكان شيعياً شاعراً سريع الجواب ثقـة في الحديث إلى آخر كلامه.

١٥٠

وقال اليافعي في مرآة الجنان ظالم بن عمرو أبو الأسود البصري كان من سادات التابعين وأعيانهم وصاحب أمير المؤمنبن علي بن أبي طالب شهد معه حرب صفّين وكان من أكمل رجاله في الرأي والعقل وهو أول مَن دوّن علم النحو بإرشاده. وقال الإمام البيهقي في كتابه المحاسن والمساوي قال يونس بن حبيب النحوي: أوّل مَن أسّس العربية وفتح بابها ونهج سبيلها أبو الأسود الدؤلي واسمه ظالم بن عمرو، انتهى.

وقال أبو البركات عبد الرحمن بن محمد الأنباري في أول كتابه نزهة الألباء قال أبو عبيدة معمر بن المثنى وغيره: أخذ أبو الأسود الدؤلي النحو عن علي بن أبي طالب عليه السلام. وقال أبو حاتم السجستاني: ولد أبو الأسود في الجاهلية وأخذ النحو عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وروى أبو سلمة موسى بن إسماعيل عن أبيه قال كان أبو الأسود أول مَن وضع النحو بالبصرة ثم قال ابن الأنباري إنّ أول مَن وضع علم العربية وأسّس قواعده وحدوده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأخذ عنه أبو الأسود الدؤلي. وقال ابن جنّي في الخصائص في باب صدق النقلة أولا تعلم أنّ أمير المؤمنين هو البادي به والمنبّه عليه والمنشيه والمشير إليه، ثم تحقّق ابن عباس به واكتفاء علي رضي الله عنه أبا الأسود إيّاه.

وقال أبو هلال حسن بن عبد الله العسكري في كتاب الأوائل: أول مَن وضع النحو علي بن أبي طالب عليه السلام، أخرجه الزجاجي في أماليه عن المبرّد.

وقال أبو عبيدة: أوّل مَن وضع العربية أبو الأسود ثم ميمون الأقرن، ثم عنبسة الفيل، ثم عبد الله ابن إسحاق.

١٥١

قلت: أي بعد أخذ ذلك من علي عليه السلام لنص أبي عبيدة نفسه على ذلك كما تقدّم نقل ابن الأنباري عنه ذلك.

قال ابن أبي الحديد في شرح النهج: ابتكره علي بن أبي طالب وأملا على أبي الأسود جوامعه وأصوله.

وقال أبو الفضل بن أبي الغنائم في شرح المفصل: روى أنّ أبا الأسود أخذ النحو من علي عليه السلام فأمره بوضعه في الكلام.

وقال عبد القادر البغدادي في خزانة الأدب عند ذكره لأبي الأسود: وهو واضع علم النحو بتعليم علي رضي الله عنه، ومثله الدميري في ( حياة الحيوان ) في دئل قال: إنّه أول مَن وضع النحو بتعليم علي بن أبي طالب عليه السلام.

وقال ابن النديم في الفهرست قال أبو جعفر بن رستم الطبري: إنّما سمّي النحو نحواً لأنّ أبا الأسود الدؤلي قال لعلي عليه السلام وقد ألقى عليه شيئاً من أصول النحو.

قال أبو الأسود: واستأذنته أن أضع نحو ما وضع فسمّى ذلك نحواً.

ثم قال ابن النديم: ورأيت ما يدل على أنّ النحو عن أبي الأسود ما هذه حكايته وهي أربعة أوراق أحسبها من ورق الصيني ترجمتها هذه فيها كلام في الفاعل والمفعول من أبي الأسود رضي الله عنه عليه بخط يحيى بن يعمر، وتحت هذا الخط بخط عتيق، وهذا خط النضر بن شميل.

وحكى ابن خلكان، وابن الأنباري عن أبي حرب ابن أبي الأسود الدؤلي: إنّ أول باب رسم أبي: باب التعجّب.

١٥٢

وقال ابن الأنباري: إنّه وضع المختصر المنسوب إليه بعد ما نقّط المصحف أيام زياد.

وقال ابن الأنباري في ( النزه ) والصحيح أنّ أوّل مَن وضع النحو علي بن أبي طالب رضي الله عنه؛ لأنّ الروايات كلها تسند إلى أبي الأسود وأبو الأسود يسند إلى علي فإنّه روى عن أبي الأسود أنّه سُئل فقيل له من أين لك هذا النحو؟ فقال: لفّقت حدوده من علي بن أبي طالب.

وقال الإمام الفخر الرازي في كتاب مناقب الشافعي: وقد قرأ الخليل بن أحمد على عيسى بن عمر عن أبي عمرو ابن العلاء وهو عن عبد الله بن إسحاق الحضرمي عن أبي عبد الله ميمون الأقرن، عن عنبسة الفيل وهو عن أبي الأسود الدؤلي عن علي عليه السلام.

وقال رشيد الدين بن شهر اشوب المازندراني في كتاب ( المناقب ) أن الخليل بن أحمد يروي عن عيسى بن عمرو الثقفي عن عبد الله بن إسحاق الجضرمي، عن عالم النحو أبي عمرو ابن العلاء، عن ميمون الأقرن، عن عنبسة الفيل، عن أبي الأسود، عن علي عليه السلام ومثله قال الأزهري في ( تهذيب اللغة ) وابن مكرم في ( لسان العرب ) وابن سيده في ( المحكم )، وابن خلكان في ( الوفيات ) وجماعات من أئمّة العلم:

قال ركن الدين علي بن أبي بكر الحديثي في كتاب الركنى إنّ أول مَن وضع النحو أبو الأسود الدؤلي أستاذ الحسن والحسين، أخذ النحو عن علي، قال فأخذ النحو عنه خمسة وهم: ابناه عطا وأبو الحارث وعنبسة وميمون ويحيى بن النعمان، وأخذ منهم: أبو إسحاق الحضرمي وعيسى الثقفي وأبو عمرو بن العلاء، وأخذ الخليل بن أحمد عن عيسى الثقفي وفاق

١٥٣

فيه وأخذ عنه سيبويه وبعده الأخفش، ثم صار أهل الأدب كوفياً وبصرياً.

وقال الكفعمي من الإمامية في كتاب مختصر نزهة ابن الأنباري إنّ أبا الأسود الدؤلي أول مَن وضع علم العربية وأخذه أبو الأسود من علي عليه السلام، قلت: وفي هذا كفاية لمَن أراد تحقيق الحقيقة ( تبصرة ).

قال ابن فارس في كتابه الصاحبي المترجم بفقه اللغة ما لفظه، فإن قال قائل فقد تواترت الروايات بأنّ أبا الأسود أول مَن وضع العربية وأنّ الخليل أول مَن تكلّم في العروض، قيل له: نحن لا ننكر ذلك بل نقول إنّ هذين العلمين قد كانا قديماً وأتت عليهما الأيام وقلاّ في أيدي الناس، ثم جدّدهما هذان الإمامان، انتهى. قلت: هذا بظاهره يشبه كلام أهل السوداء ضرورة عدم حاجة عرب الجاهلية إلى علم النحو؛ لأنّهم فطروا على العربية وجبلوا عليها لا يستطيعون خلافها حتى يحتاجون إلى علم ما يقوّم لسانهم.

والروايات التي اعترف بتواترها روت السبب في وضع أمير المؤمنين عليه السلام له وسبب نحو أبي الأسود نحوه، وحاصلها فساد لسان أولاد العرب المتولّدين من الأنباط والموالي في أيام النبوّة وبعدها فحاولوا السراية وفساد اللغة فرسموا النحو لحفظ ما كان محفوظاً بالفطرة الأصلية.

وبالجملة، التاريخ والاعتبار يدلاّن على خلاف ما زعمه هذا الفاضل وهو رأي تفرّد به مرّ فيه على وجهه لم يدر ما يدخل عليه من ذلك فنأخذ ما روى وننبذ مارأى، وأمّا وهمه في قدم العروض فقد قدمنا جوابه فلا نعيد.

١٥٤

الصحيفة الثالثة

في تحقيق السبب الذي دعا أمير المؤمنين عليه السلام إلى اختراع أُصول علم النحو وتحديد حدوده

وتحقيق السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو

لأنّ الناس اختلفوا في المقامين وذكروا في المقام الأول وجوهاً، أحدها ما ذكره ابن الأنباري في خطبة شرح سيبويه قال:

إنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم سمع يوماً قارئاً يقرأ إنّ الله بريء من المشركين ورسوله بجر لام الرسول فغضب صلّى الله عليه وآله وسلّم وأشار إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام: انح النحو واجعل له قاعدة، وامنع من مثل هذا اللحن، فطلب أمير المؤمنين أبا الأسود الدؤلي وعلّمه العوامل والروابط وحصر كلام العرب وحصر الحركات الإعرابية والبنائية، وكان أبو الأسود كيّساً فطناً ذهناً فألّف ذلك وإذا أشكل عليه شيء راجع أمير المؤمنين عليه السلام ورتّب وركّب بعض التراكيب وأتى به إلى خدمة أمير المؤمنين عليه السلام فاستحسنه وقال نعم ما نحوت - أي قصدت - فللتفاؤل بلفظ علي عليه السلام سُمّي هذا العلم نحواً، انتهى.

ولا يخفى أنّ لفظة النحو فيما ذكره من القصّة إنّما صدرت أولاً من قول النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا من كلام علي عليه السلام، كما قال ابن الأنباري، والمعلوم عند أهل العلم في وجه تسمية علم النحو هو ما قاله لا ما في هذه القصة الشبيهة بحكايات القصاصين، وأهل العلم بالأخبار لا يرون وقوع هذه القصة في زمن النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم وإنّما تفرّد بها ابن الأنباري فيما أعلم؛ لأنّي لم أعثر على مَن قصّها قبله.

١٥٥

نعم حكاها عنه بعض المتأخّرين وذكرتهم في الأصل.

ثانيها: ما ذكره رشيد الدين علي بن شهرآشوب المازندراني في كتاب المناقب: أنّ السبب في وضع أمير المؤمنين عليه السلام ذلك أنّ قريشاً كانوا يزوّجون بالأنباط، فوقع فيما بينهم أولاد ففسد لسانهم، حتى أنّ بنتاً لخويلد الأسدي كانت متزوّجة في الأنباط، فقالت: إنّ أبوي مات وترك علي مالاً كثيراً فلمّا رأى علي عليه السلام فساد لسانها أسّس النحو.

وفي كتاب الركني لركن الدين علي ابن أبي بكر الحديثي ما لفظه: وسببه أنّ امرأة دخلت على معاوية في زمن عثمان وقالت أبوي مات وترك مالاً فاستقبح معاوية ذلك فبلغ الخبر عليّاً عليه السلام فرسم لأبي الأسود رقعة فيها أصول النحو الحديث.

قلت: لا منافاة بين الروايتين.

ثالثها: أنّ أعرابياً سمع من سوقي يقرأ إنّ الله بريء من المشركين ورسوله، فشجّ رأسه فخاصمه إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال له في ذلك، فقال: إنّه كفر بالله في قراءته فقال عليه السلام إنّه لم يتعمّد بذلك فأسّس أُصول النحو في رقعة ودفعها لأبي الأسود، الحديث ذكره رشيد الدين.

وقال شمس الدين محمد ابن السيد الشريف الجرجاني في كتابه الموسوم بالرشاد في شرح الإرشاد للعلاّمة التفتازاني في وجه تسمية النحو بالنحو أنّ أبا الأسود الدؤلي سمع قارئاً يقراً إنّ الله بريء من المشركين ورسوله بالجر في المعطوف والواجب فيه الرفع أو النصب، فحكى لأمير المؤمنين علي عليه السلام فقال ذلك لمخالطة العجم.

ثم قال: أقسام الكلمة ثلاثة اسم وفعل وحرف، إلى آخر الصحيفة،

١٥٦

وقال الإمام ميثم البحراني في بداية الأمر إنّ أبا الأسود سمع رجلاً يقرأ: إنّ الله بريء من المشركين ورسوله بالكسر فأنكر ذلك وقال: نعوذ بالله من الخور بعد الكور - أي من نقصان الإيمان بعد زيادته وراجع عليّاً عليه السلام في ذلك فقال: نحوت أن أضع للناس ميزاناً يقوّمون به ألسنتهم.

فقال له مولانا عليه السلام: الكلمات ثلاث: اسم وفعل وحرف، فالاسم إلى آخر الصحيفة وقال عليه السلام: انح يا أبا الأسود نحوه وأرشده إلى كيفية ذلك الوضع وعلّمه إيّاه، قلت وهذا أيضاً لا مخالفة فيه غير الاختلاف فيمَن سمع أنّ الله بريء من المشركين ورسوله.

رابعها: ما ذكره إبراهيم بن علي الكفعمي الشامي قال: وروي أنّ سبب وضع النحو من علي عليه السلام أنّه سمع رجلاً يقرأ لا يأكله إلاّ الخاطئين.

خامسها: ما ذكره رشيد الدين أنّ السبب في ذلك أنّ أبا الأسود كان يمشي خلف جنازة - فقال له رجل: مَن المتوفّى؟ فقال الله أخبر عليّاً عليه السلام فأسّس ذلك ودفعه إلى أبي الأسود في رقعة وقال: ما أحسن هذا النحو، أحش له بالمسائل فسمي نحواً.

سادسها: ما رواه السيد المرتضى علم بن الحسين الموسوي في كتاب الفصول المختارة من كتاب العيون والمحاسن للشيخ أبي عبد الله المفيد محمد بن النعمان المعروف بابن المعلم.

قال أخبرني الشيخ أبو عبد الله أدام الله عِزّه عن محمد بن سلام الجمحي أنّ أبا الأسود الدؤلي دخل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فرمى إليه رقعة فيها بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كلّه ثلاثة أشياء،

١٥٧

اسم وفعل وحرف جاء لمعنى: فالاسم ما أنبأ عن المسمّى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى، والحرف ما أوجد معنى في غيره، فقال أبو الأسود يا أمير المؤمنين هذا كلام حسن فما تأمرني أن أصنع به فإنّني زدت بإيقافي عليه، فقال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّي سمعت في بلدكم هذا لحناً كثيراً فاحشاً، فأحببت أن أرسم كتاباً مَن نظر فيه ميّز بين كلام العرب وكلام هؤلاء، فابن عليه ذلك.

فقال أبو الأسود وفّقنا الله بك يا أمير المؤمنين للصواب، انتهى.

قال رشيد الدين قال بن سلام الجمحي بعد نقل الرقعة وكتب عليه السلام: كتبه علي بن أبو طالب فعجزوا عن ذلك فقالوا أبو طالب اسمه كنيته وقالوا هذا تركيب مثل دراحنا وحضرموت.

وقال الزمخشري في ( الفائق ) ترك في حال الجر على لفظه في حال الرفع؛ لأنّه أشهر بذلك وعرف فجرى مجرى المثل الذي لا يتغيّر.

وقال أبو القاسم الزجّاج في أماليه عن أبي جعفر الطبري عن أبي حاتم السجستاني، عن يعقوب بن اسحق الحضرمي، عن سعيد بن مسلم الباهلي، عن أبيه، عن جدّه، عن أبي الأسود الدؤلي أنّه قال:

دخلت على علي بن أبي طالب عليه السلام فرأيته مطرقاً مفكّراً فقلت فيم تفكّر يا أمير المؤمنين؟ قال: إنّي سمعت ببلدكم هذا لحناً فأردت أن أضع كتاباً في أصول العربية، فقلنا إن فعلت هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللغة.

ثم أتيته بعد ثلاث فألقى إليّ صحيفة فيها بسم الله الرحمن الرحيم، الكلام كلّه اسم وفعل وحرف، فالاسم ما أنبأ عن المسمّى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل.

١٥٨

ثم قال لي: تتبعه وزد فيه ما وقع لك، واعلم يا أبا الأسود أنّ الأشياء ثلاثة ظاهر ومضمر، وشيء ليس بظاهر ولا مضمر.

قال أبو الأسود فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه فكان من ذلك حروف النصب فذكرت فيها أنّ وإن وليت ولعلّ وكأنّ، ولم أذكر لكن، فقال لي لِم تركتها؟ فقلت: لم أحسبها منها، فقال: بل هي منها، فزدتها فيها، انتهى ما في أمالي الزجاج.

قلت وبعد حمل المجمل من هذه الوجوه على مبينها ومطلقها على مقيدها يكون الحاصل منها أنّ سماع اللحن ممّن فسد لسانه بمخالطة العجم سبب وضع أمير المؤمنين له وأمر أبي الأسود باتباعه نحوه، وكل هذه الوجوه تردّ مقالة ابن فارس أيضاً كما قدّمنا.

وأمّا روايات للسبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو فأيضاً لا تنافي بينها، فقد حكى أبو سعيد أنّه مرّ بأبي الأسود سعد وكان رجلاً فارسياً من أهل زندخان كان قدم البصرة مع جماعة أهله، فدنوا من قدامة بن مظعون وادعوا أنّهم أسلموا على يديه وأنّهم بذلك من مواليه، فمرّ سعد هذا بأبي الأسود وهو يقود فرسه، فقال: مالك يا سعد: لم لا تركب؟ قال إنّ فرسي ضالعاً أراد ضالع، قال فضحك به بعض مَن حضره، فقال أبو الأسود هؤلاء الموالي قد رغبوا في الإسلام ودخلوا فيه فصاروا لنا إخوة، فلو عملنا لهم الكلام فوضع باب الفاعل والمفعول. وإنّ امراة دخلت على معاوية في زمن عثمان وقالت: أبوي مات وترك مالاً، فاستقبح معاوية ذلك، فبلغ الخبر عليّاً فرسم لأبي الأسود فوضع أبو الأسود أولاً باب الياء والإضافة، ثم سمع رجلاً يقرأ إنّ الله بريء من المشركين ورسوله بالجر فصنّف بابي العطف والنعت.

١٥٩

ثم قالت ابنته يوماً: يا أبت ما أحسن السماء بالضم على لفظ الاستفهام: فقال لها: نجومها؟ قالت: إنّما أتعجب من صنعتها فقال لها: قولي ما أحسن السماء وافتحي فاك، فصنّف بابي التعجّب والاستفهام.

وأنت خبير أن لا تنافي في هذه الروايات، فإنّ كلاًّ سبب لتصنيف باب من أبواب النحو.

وأمّا ما ذكره ابن النديم في الفهرست، والشيخ أبو الحسن سلامة بن عيان بن أحمد الشامي النحوي في أول كتاب المصباح في النحو، ولفظ الأول قد اختلف الناس في السبب الذي دعا أبا الأسود إلى ما رسمه من النحو، فقال أبو عبيدة أخذ النحو عن علي بن أبي طالب عليه السلام أبو الأسود، وكان لا يخرج شيئاً أخذه عن علي كرّم الله وجهه إلى أحد حتى بعث إليه زياد أن اعمل شيئاً يكون للناس إماماً ويعرف به كتاب الله فاستعفاه من ذلك حتى سمع أبو الأسود قارئاً يقرأ إنّ الله بريء من المشركين ورسوله بالكسر، فقال: ما ظننت أنّ أمر الناس آل إلى هذا، فرجع إلى زياد فقال: افعل ما أمر به الأمير فليبغني كاتباً لقناً يفعل ما أقول، فأتي بكاتب من عبد القيس فلم يرضه، فأتي بآخر.

قال أبو العباس المبرد: أحسبه منهم، فقال أبو الأسود إذا رأيتني قد فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، وإن ضممت فمي فأنقط نقطة بين يدي الحرف، وإن كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف فهذا نقط أبي الأسود انتهى.

قلت: هذا لا ربط له في موضوع الكلام، فإنّ الكلام في سبب رسم علم النحو لا رسم المصحف، والعجب من هذين الفاضلين حيث ذكراه في سبب رسم النحو؛ فتأمّل.

١٦٠