تاريخ الشيعة السياسي الثقافي الديني الجزء ٢

تاريخ الشيعة السياسي الثقافي الديني0%

تاريخ الشيعة السياسي الثقافي الديني مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف: تاريخ التشيع
الصفحات: 486

تاريخ الشيعة السياسي الثقافي الديني

مؤلف: العلامة الشيخ سليمان ظاهر
الناشر: مؤسسة الأعلمي
تصنيف:

الصفحات: 486
المشاهدات: 72842
تحميل: 9114


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 486 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 72842 / تحميل: 9114
الحجم الحجم الحجم
تاريخ الشيعة السياسي الثقافي الديني

تاريخ الشيعة السياسي الثقافي الديني الجزء 2

مؤلف:
الناشر: مؤسسة الأعلمي
العربية

سيفا من الخروج، وهم يعرفون أنّني ما وردت بلادهم إلاّ لأجله، ونادى عند ذلك بالسكبانية أن يذهبوا مع الدروز جماعة ابن معن لنهب دمشق، فوردت السكبانية والدروز أفواجاً إلى خارج دمشق، وشرعوا في نهب المحلاّت الخارجيّة، فلمّا اشتدّ الكرب والحرب على المحلاّت، وتلاحم القتال، خاف العقلاء في دمشق، فخرج جماعة إلى ابن جانبولاذ، وقالوا له: إنّ ابن سيفا قد وضع لك عند قاضي القضاة مئة ألف قرش، وتداركوا له خمسة وعشرين ألف قرش أُخر، كما وقع عليه معه الاتفاق، من مال بعض الأيتام التي كانت على طريق الأمانة في قلعة دمشق. وبعد ذلك أدّاها - أيضاً - ابن سيفا كالمئة ألف، فلمّا تكلّم الناس في الصلح طلب ابن جانبولاذ المال الذي وقع عليه الصلح على يد الدفتري، وقال إن جاءني المال في هذا الوقت رحلت. فحملوا له مئة وخمسة وعشرين ألف قرش، ونادى بالرحيل عن المزة في اليوم الرابع من نزوله.

واستمرّ النهب في أطراف دمشق ثلاثة أيّام متوالية، وكانوا يأخذون الأموال والأولاد الذكور، ولم يتعرّضوا للنساء.

ولمّا فارق ابن جانبولاذ دمشق سار على طريق البقاع، وفارق ابن معن هناك، ورحل إلى أن وصل إلى مقابلة حصن الأكراد، وأقام هناك، وأرسل إلى ابن سيفا يطلب منه الصلح والمصاهرة ؛ فأجابه وأعطاه ما يقرب من ثلاث كرات من القروش، وزوّجه ابنته، وتزوّج منه أخته لابنه الأمير حسين.

ورحل ابن جانبولاذ من هناك إلى جانب حلب، وجاءته الرسل من جانب السلطنة، تقبّح عليه ما فعل بالشام، فكان تارةً ينكر فعلته، وتارةً يحيل الأمر على عسكر الشام.

وشرع يسدّ الطرقات، ويقتل مَن يعرف أنّه سائر إلى طرف السلطنة لإبلاغ ما صدر منه، حتّى أخاف الخلق، ونفذ حكمه من أدنة إلى نواحي غزّة.

وكان ابن سيفا ممتثّلاً لأمره غير تارك مداراة السلطنة، واتّفق معه على أن تكون حمص تحت حكم ابن سيفا.

وكانت حماة وما وراءها من الجانب الشمالي إلى أدنة في تعلّق ابن جانبولاذ.

وانقطعت أحكام السلطنة عن البلاد المذكورة نحو سنتين، ثمّ تقلّبت على ابن جانبولاذ أُمور انتهت بقتله في سنة ١٠٢٠ هـ.

هذا ما مُني به ابن سيفا من ابن جانبولاذ، ولكنّ ذلك لا يُعدّ شيئاً مذكوراً في جنب ما لاقاه من الأمير فخر الدين المعني. على أنّ مدّة ولايات ابن جانبولاذ في الديار الشاميّة - وإن ضخمت - فلم يمتدّ في أجله ما

٤٤١

يمتدّ به أجلها، كما كانت الحال في ولاية الأمير فخر الدين، وطول مدّتها، فكان عضباً مشهوراً على يوسف باشا بن سيفا، وعوناً للولاة العثمانيين عليهم، ولا يدع فرصةً في خضد شوكتهم من أيّ متغلّبٍ إلاّ وانتهزها، ولم تلطّف المصاهرة التي انعقدت بين المعني وأبناء سيفا شيئاً من حدّة المعني.

قال المحبي في خلاصة الأثر في ترجمة الأمير فخر الدين بن معن:

وكان وقع بين فخر الدين وبين بني سيفا حكّام طرابلس الشام حروب شديدة، ودهمهم مرّةً فنهب طرابلس، وأباد كثيراً من ضواحيها، وكان سبباً لخراب هاتيك البلاد.

ولقد عرفت الشيء الكثير في تضاعيف أخبار طرابلس في العهد العثماني، ممّا مُني به بنو سيفا، وخاصّةً كبير أمرائهم، ومنشئ دولتهم يوسف باشا.

(٢) علي باشا أخو الأمير يوسف باشا بن سيفا ولم يترجم له المحبي.

(٣) الأمير حسين بن يوسف بن سيفا الأمير ابن الأمير:

ولي في حياة والده كفالة طرابلس الشام، ثمّ عزل عنها، ثمّ ولي كفالة الرُّها، ثمّ تركها من غير عزل.

وقَدِم حلب وكافلها محمد باشا قرة قاش، فحضر الأمر حسين لديه مسلّماً عليه ؛ فأكرمه واحترمه، ثمّ دعاه إلى وليمة، فجاء مع جماعةٍ قليلة فاحتاطت به جماعة قرة قاش، وأمرهم أستاذهم بالقبض عليه، فمسكوه، ورفعوه إلى القلعة مسجوناً. ووُضع في مسجد المقام يحتاط به الحرسة، فبعث قرة قاش إلى السلطان يخبره ذلك.

وبلغ والده الخبر فبعث جماعته، ووعد السلطان بمئة ألف قرش إن عفا عنه، فلم يجبه إلى ذلك، وبعث أمراً بقتله فجاء الجلاد، فقال بقلبٍ جريء وجَنان قويّ: أيليق أن أكون من الباشوات ويقتلني الجلاّد، ثمّ إنّه أشار إلى رجلٍ معظّمٍ من أتباع قرة قاش أن يقتله، وقال له: إصبر علي حتّى أكتب مكتوباً إلى والدي وأوصه بعض وصايا، فكتب ورقةً أوصاه بأولاده وعزّاه في نفسه، ثمّ صلّى ركعتين، واستغفر الله، وقال: ربِّ أني ظلمت نفسي وعملت سوءاً بجهالة فتب عليّ إنّك أنت التوّاب الرحيم. ووضع محرمة نفسه في عنقه، وأمر ذلك

٤٤٢

الرجل بخنقه، فخنقه.

وبكى عليه جماعة كثيرة لحسنه وكونه شابّاً، وكان شجاعاً بطلاً، إلاّ أنّه كان يبالغ في ظلم العباد. ثم أُخرجت أمعاؤه ودُفنت بتربة القلعيين، وجرت جثّته وأُرسلت إلى والده ؛ فاستقبلها النساء والرجال، بالبكاء والصراخ، والويل والثبور، وصار يوم دخوله كيوم مقتل الحسين.

حكى قرة قاش: إنّي كنت في خدمة السلطان أحمد، وقد خرج إلى الصيد، فعرضوا عليه طيور الصيد، ثمّ جاؤوه بطيرٍ عظيمٍ لا نظير له.

فتعجّب منه، وقال: من بعث هذا؟

قالوا: عبدك حسين باشا بن سيفا أمير الأمراء بطرابلس.

فقال السلطان آه آه آه من خيانة مماليكي الأمر لله إلى هذا الحسين هذا الكافر بالحياة، فأسرّها قرة قاش في نفسه، وصاده بطيره.

وكان قتله في رابع عشر ربيع الأوّل سنة ستّ وعشرين وألف، وعمره قريب من الثلاثين (رحمه الله تعالى).

(٤) الأمير محمد بن علي السيفي الطرابلسي:

أحد أمراء بن سيفا حكّام طرابلس الشام، وولاتها المشهورين بالكرم والأدب.

كان هؤلاء القوم في هذا العصر كبني برمك في عصرهم: فضلاً وكرماً ونُبلاً، ما برحوا في طرابلس لهم العِزّة الزاهرة والحرمة الباهرة، والدولة الظاهرة، وهم مقصد كلّ شاعر، ومورد كلّ مادح، ومدحهم شعراء كثيرون قصدوهم.

وكانوا يعطون أعظم الجوائز، وكان الأمير محمد بينهم كالفضل في بني برمك، وكان من أهل الأدب الظاهر، والفضل السامي، أديباً فاضلاً بليغاً. وُلِّي حكومة طرابلس بعد الأمير يوسف السيفي، وبذل العطايا وكانت إحساناته تستغرق العدّ. ويُحكى عنه من ذلك ما يبعد وقوعه ؛ فمن ذلك ما حكاه الأديب الشاعر محمد بن ملحة العكاري، وكان من شعراء الأمير المختصّين به، قال: لمّا دهم الأمراء بني سيفا الخطب من فخر الدين بن معن، وركب عليهم وحاربهم، وكنت إذ ذاك في خدمة الأمير محمد، فما برحت أدافع عنه بالمقاتلة حتى لقيني من عسكر ابن معن، فضربني على رجلي بسيفٍ فجرحها، فبعث بي الأمير إلى منزله، وأمر بمعالجة رجلي حتّى برأت.

وكان أمرهم انتهى إلى الصلح والمصافاة، فخرج الأمير يوماً إلى التنزّه وأنا معه، وكان الفصل فصل الربيع وقد أزهرت الأشجار، فجلست إلى جانب شجرةٍ مزهرة، فسألني عن رجلي، فقلت: قد برأت، وأريد أن أريك قوّتها، ثمّ ضربت بها تلك الشجرة فتناثر من نوّارها

٤٤٣

شيءٌ كثير ؛ فسرّ بذلك، وأمر لي بجائزةٍ من الدنانير بمقدار ما سقط من النوّار، وكان شيئاً كثيراً.

واختصّ به جماعةٌ من الشعراء: كحسين بن الجزري الحلبي وسرور بن سنين، وكان يقع بينهما محاورات بحضرته.

وكانت وفاته في سنة اثنتين وثلاثين وألف بمدينة قونية مسموماً، وكان متوجّهاً إلى الروم، هكذا روى خبر وفاته الأديب عبد الكريم الطاراني.

ولمّا بلغ ابن الجزري خبر وفاته قال يرثيه:

ولـمّا احـتوت أيدي المنايا محمّداً أمير ابن سيفا ظاهر الروح والبدن

تعجّبت كيف السيف يُغمد في الثرى وكيف يُوارى البحر في طيّة الكفن

حُكي أنّ أُختاً للأمير محمد سمعت بهذين البيتين، فبعثت إلى ابن الجزري بسبعمئة قرش وفرس.

وكان الأمير المذكور نظام البيت السيفي ومَن بعده تقلّب بهم الزمان، وخرجت عنهم الحكومة، وتفرّقوا أيادي سبأ.

وحكى لي بعض الأدباء، قال: أخبرني بعض الإخوان أنّه جاور منهم امرأةً بدمشق، وكانت تعرف الشعر حقّ المعرفة. قال: فسألتها يوماً عن دولتهم، وما كانوا فيه من النعمة ؛ فتنهدت وأنشدت:

كان الزمان بنا غرّاً فما برحت بـه الليالي إلى أن فطّنته بنا

سنة ١٠٤٩ هـ ١٦٣٩ م:

في هذه السنة عزل شاهين باشا عن إيالة طرابلس، وخلفه محمد باشا الأرناؤط، وكان مدبّره مصطفى بك بن الصهيوني.

وفي هذه السنة (ص ٧٢٥):

ركب باشا طرابلس لحرب الأمير سليمان بن سيفا، فظفر به ونهب عكاراً.

وهرب الأمير سليمان، وكان صحبته حمدان بن الشاعر من قرية فاريا الذي هو من أنسباء الشيخ علي حمادة.

سنة ١٠٥١ هـ ١٦٤١ م:

في هذه السنة وقع الاضطهاد على بيت حمادة من والي طرابلس، فطردهم من وادي علمات ومن بلاد جبيل، وقتل محمد ياغي بن قمر الدين

٤٤٤

وصعباً بن حيدر، وبعض تابعيهم، وتولّى على بلادهم الأمير علي بن علم الدين.

وفي هذه السنة حضرت أوامر شريفة من الباب العالي إلى محمد باشا الأرناؤط والي طرابلس، أن تكون صيدا وبيروت في تسليمه ؛ فأرسل مدبّره زلفة آغا متسلّماً.

سنة ١٠٥٤ هـ ١٦٤٤ م:

في هذه السنة عزل محمد باشا الأرناؤط عن إيالة طرابلس، وتولاّها حسن باشا، وكان مدبّره الشدياق رزق البشعلاني، وقُدّمت الشكايات إلى الباب العالي ضده، فحضر كاتبٌ ليعدّ الأشجار والرجال والبيوت والمنازل، وبعد ما سافر المحرّر أبطل الباشا جميع ذلك، وأعاد الأحوال إلى ما كانت عليه. وكانت الناس لكثرة المظالم تبيع كلّ ثلاثة سنابل قمح بقرش.

وفي آخر هذه السنة عُزل محمد باشا الأرناؤط، وتولّى إيالة طرابلس محمد باشا الصوفي، وقيل إنّه في تلك السنة رجع محمد باشا الأرناؤط.

سنة ١٠٦٢ هـ ١٦٥١ م:

في هذه السنة عُزل محمد باشا عن إيالة طرابلس وتولاّها حسن باشا، وسلّم أُمورها إلى الشيخ أبي رزق البشعلاني، واتّفق المذكور مع الأمير إسماعيل الكردي والمقدّم علي بن الشاعر ضدّ بيت حمادة.

وفي هذه السنة: رجع محمد باشا الأرناؤط إلى إيالة طرابلس، وأقام أبا رزق مدبّراً له.

وبعد مدّةٍ أخبروه أنّ مراده أن يخرج من طرابلس، فقبض عليه وعلى عياله وضبط بيته وأرزاقه.

وبعد خمسة أشهرٍ وردت الأخبار: بأنّ محمد باشا الأرناؤط معزول، وأُقيم على طرابلس مكانه قرا حسن باشا ؛ فأخذ محمد باشا أبا رزق والمقيّدين معه إلى حماة، وعندما وصل قرا حسن باشا إلى حماة أطلق سراح أبا رزق وأولاده، تحت تسعة أكياس التي نقدها عنه ابن الصهيوني، ورجع إلى خدمة قرا حسن باشا.

وبعد وصول محمد باشا الأرناؤط إلى إسلامبول، حضر أمر شريف مع قبجي مخصوص بقطع رأس أبي رزق جيش، فطلب منه قرا حسن باشا بأن يسلم ليعفي

٤٤٥

عنه، فقبل ذلك ونطق بالشهادة أمام القاضي وأعيان طرابلس، ورجع القبجي إلى إسلامبول.

سنة ١٠٦٥ هـ ١٦٥٤ م:

في هذه السنة دخل إيالة طرابلس محمد باشا الكبير، فأعطى حكم البترون إلى المقدّم علي بن الشاعر، وجبّة بشرة إلى الشيخ أحمد.

سنة ١٠٦٦ هـ ١٦٥٥ م:

في هذه السنة استقرّت إيالة طرابلس على ابن الكبرللي، فعيّن إسماعيل الكردي مدبّراً له، ولمّا رأى أنّه لا يركن إليه ؛ هرب بعياله إلى بلاد ابن معن فأسكنه في مدينة صور.

وفي هذه السنة عُزل مراد باشا عن الوزارة، وتسلّم أختامها محمد باشا الذي كان على ايالة طرابلس سابقاً، فتولّى طرابلس محمد آغا الطباج.

سنة ١٠٦٩ هـ ١٦٥٨ م:

في هذه السنة تثبت الطباج على ايالة طرابلس، فأعطى عكار والجبة للمقدّم فارس بن أبي اللمع، وبلاد البترون للمقدّم علي بن الشاعر، ويكون استيفاء مالها على يد ابن معن.

وفي هذه السنة: حضر إلى إيالة طرابلس قبلان باشا وبيده أوامر شريفة ضدّ بيت حمادة، فهربوا إلى كسروان بعيالهم، فهدم الباشا بناياتهم في وادي علمات، ونزل إلى جبيل بالعسكر، وضبط الحنطة التي كانت لأهالي كسروان. ثمّ قرر عكار على المقدّم فارس بن مراد أبي اللمع، وبلاد جبيل على جاور آغا، وجبة بشرة على المقدّم قائدبيه بن الشاعر.

وبسبب فساد بيت حمادة واختلاف بعضهم مع البعض ؛ تضعضعت أحوال الرعايا وأنفق المال، فقبض على جاور آغا وقتله.

سنة ١٠٧١ هـ ١٦٦٠ م:

في هذه السنة تقدّم عرضحالات إلى الباب العالي من مرتضى باشا والي الشام، أنّ بيت شهاب وبعض أغاوات الشام منعوه عن الدخول

٤٤٦

والتصرّف ؛ فأرسل محمد باشا الوزير ابن الكبرللي ولده أحمد باشا إلى نيابة الشام، ومحمد باشا الأرناؤط إلى صيدا وبيروت، وقرّر قبلان باشا على طرابلس. وعند وصول ابن الوزير إلى الشام، كاتب باشا القدس وقبلان باشا والي طرابلس وباشا غزّة، وابن طربيه البدوي، بالركوب لحرب بني قيس.

وجرت أُمورٌ لا تتعلّق بهذا التاريخ فأغفلنا ذكرها.

سنة ١٠٨٢ هـ ١٦٧١ م:

في آخر هذه السنة عُزل محمد باشا عن إيالة طرابلس، وتولّى مكانه حسن باشا، فأعطى مشايخ بيت حمادة قطيعتهم، ولم يكلّفهم سفراً أو تكاليف أُخر عليها.

سنة ١٠٨٥ هـ ١٦٧٤ م:

وفي هذه السنة استمرّ حسن باشا على إيالة طرابلس، فأعطى الشيخ سرحان بلاد جبيل والبرتون.

ولمّا نزل إليه الشيخ أحمد بن قانصوه ليأخذ حكم الجبة، قبض عليه بسبب الخراب الذي بدا فيه، وقبض على الشيخ محمد بن حسن ذيب لتأخّر مال الضنية.

سنة ١٠٨٦ هـ ١٦٧٥ م:

وفي هذه السنة استمرّت إيالة طرابلس بيد حسن باشا، فركب مدبّره لمحاربة بيت حمادة، وطردهم حتّى إلى عين التقير فوق أفقا. ثمّ إنّ المدبّر أحضر الشيخ أحمد وابن محمد عيادة وابن حسن ذيب، وأمر أولاد عمّهم أن يقتلوهم. فلمّا شاع خبر قتلهم، وثب رفاقهم على بلاد جبيل، ونهبوا وحرقوا قرىً كثيرةً في البترون. فمسكوهم وسجنوهم في جبيل، وتضعضعت أحوال الرعايا، فعرض حسن باشا للباب العالي عن عصاوة البلاد، فحضر أمر إلى باشا الشام وباشا صيداء أن ينجدا باشا طرابلس على العصاة.

وفي أوّل تشرين الأوّل اجتمعت النوّاب والعساكر، نحو خمسين ألفاً إلى بلاد البقاع، ونزلوا في قب الياس، وكاتبوا ابن معن كي يسلّمهم العصاة.

وكان إسماعيل باشا صيدا يحب الأمير أحمد بن معن، فأرسل إليه سرّاً أن لا يكبر الوهم عليه ؛ فجمع الأمراء آل شهاب من وادي التيم، ومشايخ البلاد في دير القمر، وكانوا نحو أربعة آلاف شخص، وأجابوا أنّ آل حمادة ليسوا في بلادهم، وكتبوا إلى إسماعيل باشا أنّ ابن

٤٤٧

معن يكفل المال المتأخّر على بيت حمادة، بشرط أن يرجعوا المسجونين المرهونين في قلعة طرابلس. فتعاطى باشا صيدا صرف أمرهم، وأحضروا الرهون إليهم، وقدّم الباشا العشرين ألفاً التي كانت عليهم.. وانصرفت العساكر، ورجع باشا طرابلس وعسكر الشام.

سنة ١٠٨٧ هـ ١٦٧٦ م:

في هذه السنة حضرت أوامر تثبيت إلى حسن باشا على إيالة طرابلس، فولّى الحاج حسين بن الحسامي، وأبا حيدر على بلاد جبيل، والحاج باز بن رعد، ومرعب بن الشاطر على البترون، وأبا كرم على جبة بشرة.

ووزع السكمان على جميع القطائع، خوفاً من آل حمادة، ثمّ جاء الأمر بالسفر لمحاربة تركمان البغدلة، فمات مرعب بن الشاطر في القلعة، والشيخ حسين بن أحمد قتل الحاج بازاً في أرض كغد، ولمّا رجع حسن باشا من السفر، وأخبروه بقتل الحاج باز والخراب الذي حدث بغيابه، سار بالرجال إلى بلاد جبيل، فقتل شيخ قرية البربارة، وقبض على ابن الحسامي وعلى مشايخ غرزوز، وغرّمهم ؛ لأنّهم صرفوا إلى حمادة في أملاكه، ثمّ أمر بحرق قرى وادي علمات وقرى جبة المنيطرة. وبعد ما رجعت الدولة حضر آل حمادة وأحرقوا بلاد جبيل وبلاد البترون، فخربت جميع البلاد، ونزح الرعايا إلى بلاد ابن معن، وتفرّقوا في جميع البلاد، واستوطنوا بها، ولم يرجع أحد منهم إلى بلاد جبيل.

سنة ١٠٨٩ هـ ١٦٧٨ م:

في هذه السنة: استولى على الوزارة مصطفى باشا، بعد وفاة ابن الكبرللي محمد باشا، فغيَّر النوّاب في جميع الأيالات وأرسل محمد باشا إلى طرابلس، فأعطى بلاد جبيل إلى الشيخ سرحال، والبترون إلى ولده الشيخ حسن، وجبة بشرة إلى الشيخ حسن بن أحمد، وأمرهم أن يحملوا الرعايا على الطمأنينة ويردّوا النازحين.

سنة ١٠٩١ هـ ١٦٨٠ م:

في هذه السنة صرف محمد باشا آل حمادة في قطائعهم، وفيها انتقل محمد باشا من طرابلس إلى مدينة صيداء.

وتولّى طرابلس باشا آخر اسمه كاسمه، فصرف آل حمادة في مقاطعاتهم.

٤٤٨

سنة ١٠٩٢ هـ ١٦٨١ م:

في هذه السنة قتل المشايخ آل حمادة ابن أخت باشا حلب في بلاد عكار.

وبعد عزل الباشا عن طرابلس، نزلوا وأخرجوا رهونهم من القلعة بالسيف، وباغتوا قرية عشقوت من كسروان وقتلوا بعضاً من أهلها، وعند ذلك حضر فرمان إلى الأمير أحمد أن يتولّى على جميع قطائع آل حمادة ؛ فتوجّه الأمير بالعسكر إلى غزر، وأرسل قوماً ليباغتوهم ؛ فهربوا إلى بلاد بعلبك.

فأحرق القرى وقطع أملاكهم، ثمّ رجع إلى الشوف، ولم يقبل أن يتولّى مقاطعاتهم كما أمره باشا طرابلس.

سنة ١٠٩٨ هـ ١٦٨٦ م:

في هذه السنة استقرّت إيالة طرابلس على علي باشا النكدي، وجاء الأمر له في الركوب ضد عرب البكدلة.

ولمّا توجّه ؛ هاجت آل حمادة على البلاد فقتلوا أخا داغر شيخ حردين، وعليّاً بن رعد شيخ الضنية.

ولمّا رجع الباشا قبض على اثني عشر رجلاً من تابعيهم وقتلهم، ثمّ حضر أمرٌ إلى الباشا أن يركب لحرب الأمير شديد الحرفوش ؛ لأنه خرّب قرية الراس وهدم قلعتها.

فجمع الباشا المقدّم قائد بيه ابن الشاعر، وأخا علي الرعد، وابن دندش، وكتب إلى الأمير أحمد بن معن أن يلاقيه في رجاله، فلاقاه، وهرب الأمير شديد إلى بلاد جبيل إلى آل حمادة، فنقل الباشا إلى العاقورة وحرقها، وحرق قرى غيرها، وقطع أملاك آل حمادة، وهدم دار الشيخ حسن، وضبط ودائعهم.

وعندما كان عسكر الباشا نازلاً على عين الباطية باغتهم آل حمادة، فقتلوا منهم خمسة وأربعين رجلاً، ففرّوا، وانهزم العسكر إلى بعلبك، ورجع كلٌّ إلى بلاده، ورجع الباشا إلى طرابلس.

فنزل آل حمادة وحرقوا قلعة جبيل، ونهبوا المدينة ؛ فهرب ابن الحسامي بعياله إلى مدينة بيروت.

سنة ١٠٩٩ هـ ١٦٨٧ م:

في هذه السنة حضر إلى إيالة طرابلس حسين باشا، فقبض على الشيخ يونس وأخيه عبد الله وأولادهما، بسبب دعوى والدهم على أبي رزق البشعلاني، فهربوا ليلاً إلى بلاد كسروان تحت حماية ابن معن، وعصوا على الباشا.

٤٤٩

سنة ١١٠٣ هـ ١٦٩١ م:

في هذه السنة حضر إلى إيالة طرابلس محمد باشا، فصرف مشايخ آل حمادة في قطائعهم، وأعطى الشيخ حسين بن سرحان بلاد جبيل والبترون، وأعطى ابنه الشيخ إسماعيل الكورة، والشيخ موسى بن أحمد الجبة، وأعطى أولاد حسن ذيب الضنية.

سنة ١١٠٤ هـ ١٦٩٢ م:

في هذه السنة عُزل محمد باشا عن إيالة طرابلس، وحضر مكانه علي باشا، فقرّر آل حمادة في مقاطعاتهم، ثمّ أخرجوا في هذه السنة عن إقطاعاتهم. وجرت عليهم اضطهادات، وقُتل منهم عدد كثير.

وهكذا كانت الأُمور تتبدّل من حالٍ إلى حالٍ ما بين عشيّةٍ وضحاها.

سنة ١١٠٦ هـ ١٦٩٤ م:

في هذه السنة أرسل السلطان أحمد أختام الوزارة إلى علي باشا، وقلّد الحكم مكانه على إيالة طرابلس مملوكه أرسلان باشا المطرجي ؛ فأرسل إلى الأمير أحمد بن معن، يعرض عليه القطائع التي كانت لآل حمادة، فلم يقبل ذلك، وأجاب أنّه لا يمكنه قبولها بسبب خراب البلاد.

ثمّ وزّع الباشا الأعمال على رجالٍ من زعماء البلاد، وأرسل مدبّراً للتفتيش على آل حمادة على طريق الجرد، وأرسل الأُمراء الأكراد مقدّمي بيت الشاعر على طريق الساحل، فلمّا صعدوا إلى الفتوح، ونزلوا إلى عين قبعل، قصدهم أولاد الشيخ حسين حمادة، وكانوا مختبئين في بتاتر. ومشى معهم من الجرد (جرد الشوف) نحو مئتي رجل، وباغتوا الذين أرسلهم أرسلان باشا ليفتشوا عليهم ليلاً ؛ فظفروا بهم وقتلوا منهم نحو أربعين رجلاً، وكان من جملة القتلى الأمير حسن الكردي، وابن الأمير أحمد قلاوون، والمقدّم نصور من بيت الشاعر ابن قائد بيه.

وما زالوا يطاردونهم حتّى نهر إبراهيم. ولمّا بلغ أرسلان باشا ذلك، أرسل عرضحالات إلى الباب العالي يشتكي فيها على ابن معن أنّه مرسل رجاله مع آل حمادة.

وخرج الباشا في العسكر إلى نهر إبراهيم، وبقي ينتظر الجواب. ولمّا وصلت الشكايات للباب العالي أصدر أوامر في عزل ابن معن، وإعطاء الأمر موسى اليمني ابن علم الدين السبع

٤٥٠

المقاطعات التي بيد ابن معن، وانتهت الحال بالانتقام من ابن معن.

ولم يطل الأمر حتّى عاد إليهم حكم مقاطعاتهم في هذه السنة نفسها، وفي سنة ١١٠٨ هـ ١٦٩٦ م زاد أرسلان باشا والي طرابلس في طلب المال، فتشتّت كثيرٌ من الرعايا من مواضعهم من شدّة الغلاء والظلم.

سنة ١١٠٩ هـ ١٦٩٧ م:

في هذه السنة: أنعم بإمارة الحجّ على أرسلان باشا، وتولّى إيالة طرابلس أخوه قبلان باشا.

سنة ١١١٠ هـ ١٧٩٨ م:

في هذه السنة: تولّى إيالة طرابلس أرسلان باشا، وإيالة صدا أخوه قبلان باشا، وكان أرسلان باشا قد غضب على المشايخ الحمادية، ونزع من أيديهم ولاية بلاد جبيل، فتشفّع فيهم الأمير بشير الأوّل الشهابي، وكفل كلّ ما يحدث منهم، وأعادهم إلى ولايتهم.

وفي سنة ١١١٢ هـ ١٧٠٠ م، ص ٧٥٠: تقرّرت في هذه السنة: إيالة طرابلس على أرسلان باشا، وإيالة صيدا على قبلان باشا.

سنة ١١٢٧ هـ ١٧١٥ م:

في هذه السنة تولّى على دمشق يوسف باشا، وعزل قبلان باشا عن طرابلس، وتولّى مكانه بشير باشا الذي كان والياً على صيدا.

سنة ١١٤٧ هـ ١٧٣٤ م:

في هذه السنة انتقل أسعد باشا العظم من إيالة صيدا إلى إيالة دمشق، وتولّى إيالة صيداء أخوه سعد الدين باشا والي طرابلس، وتولّى طرابلس سليمان باشا العظم، وقويت شوكة بني العظم في البلاد، وعظمت دولتهم.

سنة ١١٧٣ هـ ١٧٥٩ م:

فيها حصلت زلازل شديدة في برّ الشام، فأخربت طرابلس.

سنة ١١٧٧ هـ ١٧٦٣ م:

وكان في تلك الأيّام نائباً على دمشق عثمان باشا الكرجي الصادق.

٤٥١

وكان ولده محمد باشا نائباً على طرابلس، فأعطى عثمان باشا للأمير يوسف كتاباً إلى ولده محمد باشا أن ينعم عليه بحكم بلاد جبيل، فتوجّه الأمير يوسف إلى طرابلس، ووافاه الشيخ كليب من حاصبيا، فالتقى به في الطريق.

وبعد وصول الأمير يوسف إلى جبيل، أتى إليه أكثر مشايخ بلاد الدروز، وكان له من العمر اثنتا عشرة سنة.

سنة ١١٨٣ هـ ١٧٦٩ م:

في هذه السنة قبض الأمير يوسف على جملة من مشايخ آل حمادة، فالتجأوا إلى وزير طرابلس، وأتوا بعسكرٍ إلى قرية بززا، فسار إليهم الأمير يوسف.

ووقع القتال بينهم في قرية اميون فانكسر عسكر طرابلس وحاصر البعض منهم في البرج الذي في أسفل القرية. وقتل جملة أشخاص، ثم سلموا وساروا إلى طرابلس، ورجع الأمير يوسف إلى مدينة جبيل.

سنة ١١٨٨ هـ ١٧٧٤ م:

في هذه السنة عزل عثمان باشا المصري عن دمشق، وتولاها محمد باشا العظم، وحضر ولده يوسف باشا إلى طرابلس.

سنة ١١٩١ هـ ١٧٧٧ م:

في هذه السنة أرسل يوسف باشا والي طرابلس نائبه عثمان بك الشدد، فكبس الأمير حيدر أخا الأمير يوسف الشهابي في قرية إهدن من مقاطعة جبة بشرة، وحاصره بها يومين. فأتت الرجال من بلاد جبيل والمشايخ بنو الرعد من الضنية. ولما تكاثرت الرجال على عسكر طرابلس انقلب راجعاً إلى اميون، وبلغ الأمير يوسف ذلك، فمدّ أخاه بعسكرٍ وكبس به عسكر طرابلس في اميون فكسره، ورجع إلى طرابلس، وقتل منه جملة أشخاص، ورجع الأمير حيدر إلى مكانه.

سنة ١٢٠٣ هـ ١٧٨٨ م:

وفي ٢٥ تشرين الثاني من هذه السنة التي فرّ فيها الأمير يوسف الشهابي من الجزّار، وقد أرسل الجزّار له ألف خيّال على ساحل البر، ووصلت إلى البترون، وكان الأمير يوسف في جبة بشرة، فورده كتاب من

٤٥٢

محمد الأسعد متسلّم طرابلس، وكان صديقاً له ينذره بأنّ عمّه عثمان باشا الشديد وزير طرابلس، أمره أن يسير بالعسكر من طرابلس ليكبس الأمير يوسف في قرة إهدن، فلمّا وصل كتاب محمد الأسعد إلى الأمير يوسف قام صباحاً بمَن عنده من إهدن على طريق جبل المسقية إلى بلاد بعلبك.

سنة ١٢٠٧ هـ ١٧٩٢ م:

في هذه السنة عُزل خليل باشا عن إيالة طرابلس، وتولاّها حسين باشا.

سنة ١٢١٠ هـ ١٧٩٥ م:

في هذه السنة: فرّ أولاد الأمير يوسف من الأمير بشير حتّى دخلوا طرابلس، وكان متسلّمها الشيخ فاضل الرعد حاكم الضنية، وكان صديقاً لهم من أيّام أبيهم، فأكرمهم وقدّم لهم الذخائر، ثمّ إنّ الأمير بشيراً أرسل عسكر الدولة مع أخيه الأمير حسن إلى قرية زغرتا وحاضر طرابلس، بعد رجوع الأمير بشير ومعهم عسكرهم إلى عمشيت، فخرج عسكر الدولة من جبيل نحو ألف فارس وراجل وعسكر البلاد ؛ فانكسر عسكر طرابلس، ورجع أولاد الأمير يوسف إلى طرابلس، ويُقال إنّ محمد بك الأسعد حاكم عكار كان السبب في انكسار عسكر طرابلس، لما بينه وبين الأمير بشير من المودّة.

وفي هذه السنة: حدثت زلزلة عظيمة في جهة الشمال، فهدّمت أكثر الأبنية، وهُدم في طرابلس جملة أماكن.

سنة ١٢١١ هـ ١٧٩٦ م:

أرسل عبد الله باشا والي دمشق إلى ولده خليل باشا والي طرابلس: أن يوجّه الأمير حسيناً ابن الأمير يوسف لملاقاة العسكر في البقاع، ويوجّه عسكراً من طرابلس إلى بلاد جبيل.

والتحم القتال بين جيش الجزار وجيش الأمير بشير، فانتهى بانكسار العسكر الشامي.

سنة ١٢١٢ هـ ١٧٩٧ م:

في أيّام هذه السنة تكاثرت الأخبار بقدوم الإفرنج إلى الاسكندرية.

٤٥٣

وكان في ذلك شغل للجزار شاغل، وكان مثل ذلك للدولة العثمانية.

ولمّا تمّ الاتفاق بين الإنكليز والسلطان سليم، على مقاومة الحملة التي كان يقودها نابليون بونابرت، وحضرت عمارة الإنكليز، وأحرقت أربعة عشر مركباً للفرنساويّين كانت راسيةً في أبي قير. ثمّ حضرت مراكب إنكليزية إلى الشام بمضمون هذا الاتفاق، ويحثّهم على مقاومة الفرنساويّين، وحسن معاملة الحلفاء الإنكليز، وكتب بمثل ذلك إلى أهل طرابلس وقاضيها.

سنة ١٢١٤ هـ ١٧٩٩ م:

حضر أمر من عبد الله باشا العظم إلى البلاد، يأمرهم به بطاعة الأمير بشير، ولكنّ الأمير لم يكترث به لعلمه بأنّه لا يُفيده، ولكنّه إكراماً لعبد الله باشا أرسله إلى البلاد، فلم يعبأ به أحدٌ ؛ لأنّه لا يقدر أهلها على مقاومة الجزار مع ما بين أهلها من الاختلاف.

وبعد ذلك توجّه الأمير بشير من كسروان إلى بلاد جبيل، ثمّ إلى الكورة إلى رأس كيفا، وكان ذلك في ٢٥ تشرين الثاني، وكان والي طرابلس رحبون بك من ابن عمّ عبد الله باشا العظم، فأرسل إلى الأمير بشير خلعة بلاد جبيل.

سنة ١٢١٥ هـ ١٨٠٠ م:

في هذه السنة: حضر يوسف باشا أخو عبد الله باشا العظم إلى طرابلس، فما قبلوه، وكان أخوه كرهه، فقاموا عليه وأخرجوه إلى الميناء.

ودام القتال بينه وبينهم عدّة أيام، وقتلوا من عسكره جماعة، ثمّ نزل في البحر وسافر إلى اللاذقية.

وأقام عبد الله باشا مكانه إبراهيم سلطان من أهل البلد، وجعل مصطفى بربر دزداراً (محافظاً) على القعلة، وضبط إبراهيم آغا خزينة يوسف باشا، ورجعت أهالي طرابلس الذين كانوا قد نزحوا إلى بيروت.

سنة ١٢٢٣ هـ ١٨٠٨ م:

في هذه السنة كان الأمير حسن أخو الأمير بشير مريضاً في غزير ؛ فسار الأمير بشير إلى هناك يعوده، وكان ذلك في أوائل المحرّم، فأقام عنده أيّاماً، ولمّا كان قد وقع اختلاف بين مصطفى آغا بربر وأصحاب مقاطعات طرابلس، ركب الأمير إلى جبيل وتوسّط بينهم، وأصلح ذات بينهم.

٤٥٤

سنة ١٢٢٥ هـ ١٨١٠ م:

كان في هذه السنة علي بك الأسعد والياً على طرابلس.

وفي هذه السنة: لمّا استقرّ حكم دمشق الشام على سليمان باشا والي عكاء خَلَفاً ليوسف باشا الذي عصى أوامر الدولة، ولم يشأ تسليم الحكم إليه، واستعان سليمان باشا بالأمير بشير وبحكّام المقاطعات، وظفر بأعدائه وبيوسف باشا.

وحضر إليه فريقٌ من أصحاب المقاطعات، أرسل مصطفى آغا بربر متسلّما على مدينة طرابلس الشام قبل تسلّم القلعة.

سنة ١٢٣٥ هـ ١٨١٩ م:

في هذه السنة وجّهت الدولة العلِيّة الحكم على جميع الإيالات التي كان تولاّها سليمان باشا على عبد الله باشا، ومن جملتها إيالة طرابلس.

وحضر من عبد الله باشا مرسوم إلى الأمير بشير الشهابي، في معنى هذا التوجيه عليه بهذا المنصب العالي.

وفي هذه الأيّام من هذه السنة: كتب علي بك الأسعد متسلّم طرابلس إلى عبد الله باشا أنّ مصطفى آغا بربر يعمل تشويشاً في الإيالة، وهو يراسل درويش باشا وزير دمشق ؛ فحضر إليه الجواب أن يلقي القبض عليه.

وكان مصطفى آغا ساكناً في الدار التي بناها في قرية ايعال بالقرب من طرابلس، وكان شديد البأس، متّخذاً كثيراً من الإخوان والحلفاء. فلم يجسر على مهاجمته، حتّى أرسل يجمع إليه أقواماً من عكار وصافيتا.

ولمّا بلغ مصطفى آغا ذلك، فرّ إلى الجبة، وكتب إلى عبد الله باشا يتوسّل إليه ويستعطفه، وأرسل ذلك الكتاب ضمن كتاب الأمير بشير، وسأله أن يوجّه كتابه إلى الوزير طي كتاب منه يشفع فيه به، وفي الحال كتب الأمير إلى عبد الله باشا يلتمس منه العفو عن مصطفى آغا، فرجع الجواب بالإجابة إكراماً لخاطره، وفي طيّه كتاب لمصطفى آغا يتضمّن العفو وصفو الخاطر ؛ فبادر الأمير بإرساله إليه، ولمّا وصل الكتاب إلى مصطفى آغا سُرّ به سروراً لا يُوصف، وطابت نفسه وحضر على الفور إلى الأمير يشكر سعيه ومنّته عليه، وكان ذلك في ١٢ رجب. وبعد حضوره أرسل الأمير إلى عبد الله باشا أنّ مصطفى آغا بربر قد حضر إليه، وسأله أن يجبر كسر قلبه بما يدفع الشماتة عنه، فأنعم عليه بالرجوع إلى متسلّمية طرابلس، وعزل علي بك

٤٥٥

الأسعد عنها، وأرسل له خِلْعة الرضى والولاية، فنهض مصطفى آغا وصحب معه المباشر الذي حضر بالخلعة ؛ لأجل محاسبة علي بك، واسترجاع ما سلب من أمتعته ؛ فاضطر علي بك أن يردّ إليه كلّ ما كان قد أخذه، وكان بعد فرار مصطفى آغا قد حضر إلى ايعال، وسلب كلّ ما كان هناك لمصطفى آغا من أثاث وحلي وأمتعة وغلال، وباع أكثر ذلك السلب فاغترم ثمنه.

وفي ١٤ شعبان من هذه السنة: حضر كتاب من درويش باشا إلى الأمير بشير، يخبره أنّه في رابع شعبان حضر إليه خبر من الباب الهمايوني بتوجيه ولاية صيدا ويافا وطرابلس، وبقيّة الإيالة التي بيد عبد الله باشا إليه، وقد كتب إمضاءه هكذا: الحاج درويش باشا أمير الحج، ووالي دمشق وصيدا ويافا وطرابلس الشام حالاً، ولقّب نفسه بذلك بناءً على الإنعام الصادر له.

ولمّا وصل الكتاب إلى الأمير بشير أرجع الرسول من غير جواب، وأرسل الكتاب إلى عبد الله باشا، فحضر الجواب إليه أن يطلق التنبيه على أهالي بلاده، ويسير بعسكر إلى جسر بنات يعقوب، وقد كتب إمضاءه هكذا: السيّد عبد الله باشا أمير الحج، ووالي دمشق وصيداء ويافا وطرابلس الشام حالاً، ولبّى الأمير بشير طلب عبد الله باشا، وجمع الجموع كما جمع عبد الله جموعه، وجرت حرب بين عسكر عبد الله باشا ورويش، انتهت بانتصار جيوش عبد الله باشا.

وجرت بعد ذلك أُمورٌ لا يتعلّق ذكرها بهذا التاريخ فتركناها، وكان آخرها فوز عبد الله باشا بالولاية، بتوسّط الأمير بشير الذي سافر إلى مصر، مستشفعاً عزيز مصر محمد علي باشا.

سنة ١٢٤١ هـ ١٩٢٥ م:

حضر في هذه السنة كتاب من علي باشا المرعب، يبشّر الأمير بإسناد منصب طرابلس إليه، ويعرض عليه إرسال عساكر لإسعافه، معتذراً بأنّ إقامة الشيخ بشير (جنبلاط) عنده كانت بأمر والي طرابلس سابقاً ؛ فأكرم الأمير الرسول بخمسمئة قرش، وكتب إليه يهنّئه بالمنصب.

سنة ١٢٤٨ هـ ١٨٣١ م:

أمر إبراهيم أن يتوجّه الأمير خليل بن الأمير بشير بألف مقاتل لبنانيّين إلى طرابلس، للمحافظة عليها من عسكر السلطان ؛ فنهض من المعسكر إلى الشويفات، وأحضر إليه الشيخ حمود النكدي، والشيخ حسين تلحوق، والشيخ يوسف الملكي، وبعض أقربائهم، ومعهم ألف

٤٥٦

مقاتل، وسار بهم وبالأمير عبد الله حسن إلى طرابلس، ولمّا كتب الأمير خليل إلى إبراهيم باشا يخبره بجمع مدبر عثمان باشا عسكراً ومجيئه من اللاذقية إلى عكار، نهض إبراهيم باشا حالاً من المعسكر بأربعة آلاف، وزحف بها إلى طرابلس، أمّا مدبّر عثمان باشا، فلمّا قدم بفرسانه من عكار نحو طرابلس، خرج إليه الأمير خليل بعسكر، وانتشبت الحرب بينهم فقتل من أهل عكار ثلاثة رجال، ومن عسكره رجل واحد، وانهزم المدبّر بعسكره.

وأمّا أهل طرابلس، فقد كتبوا إلى عثمان باشا أن يحضر بعسكره، وهم يسلّمونه المدينة ؛ فأرسل لهم جواباً يخبرهم أنّه قادم إليهم، فوقع ذلك الجواب بيد مصطفى بربر، فقتل أولئك الرسل، وقبض على القاضي والمفتي وبعض الأعيان، ووضعهم في القلعة.

ثمّ قَدِم عثمان باشا إلى قرية المنية وبصحبته أربعة آلاف مقاتل أرناؤوط وهوارة وغيرهم من تلك المقاطعات، وبنى متاريس على تلٍّ هناك تجاه المدينة ؛ فخرج إلى قتاله مصطفى بربر بمئتي مقاتل طرابلسيين، ومئتين من العسكر النظامي. واشتعلت نار الحرب بينهم، فانكسر عسكر طرابلس، فلمّا رأى الأمير خليل ذلك زحف برجاله، وهجم على عثمان باشا هجمةً هائلةً، وصدم عسكره نحو التلّ عند الأرناؤوط، فهجم عليهم الستمئة المذكورون، فارتدّ عليهم نحو ألف وخمسمئة فارس من عسكره، ففصلوا منهم نحو خمسين شخصاً، فقتلوا بعضهم وقبضوا على الباقين.

فلمّا رأى الأمير خليل ذلك هجم بعسكره عليهم فكسر الفرسان من السهل، والأرناؤوط من التل، وجدَّ في أثرهم إلى البداوي فقتل منهم خمسة أشخاص، ثمّ عاد إلى المدينة ظافراً.

وقُتل من عسكر عثمان باشا ثلاثون رجلاً وشيخ صافيتا، أمّا إبراهيم باشا، فإنّه لمّا أقبل على طرابلس خرج لملاقاته الأمير خليل والأمير عبد الله. ولمّا بلغ عثمان باشا قدومه فرّ هارباً ليلاً نحو حماة، ثمّ أرسل إبراهيم باشا الأمير عبد الله إلى المنية ليضبط ما تركه عثمان باشا، ونهض بعسكره في أثره إلى حمص.

سنة ١٢٤٩ هـ ١٨٣٣ م:

في هذه السنة: قَدِم إبراهيم باشا من طرابلس إلى بيروت، فوافاه الأمير أمين.

وفيها: لمّا وصل الأمير خليل إلى طرابلس التقاه سليم بك ؛ فأمر بالقبض على خمسة وعشرين رجلاً من الطرابلسيّين الذين ظهرت خيانتهم

٤٥٧

وسجنهم في القلعة، وكان منهم ثمانية رجال من الأعيان. أمّا مصطفى بربر فقد خاف أن يُتّهم بالتعصّب على إبراهيم باشا ؛ فتوجّه إلى بتدين يبرئ نفسه. ثم نهض الأمير خليل وسليم بك برجالهما إلى عكار فقبضا على أسعد بك المرعب وأسعد بك، وعلى اثنين من أولاد محمد بك القدور، ثمّ أمرا بالقبض على ثلاثين رجلاً وبعض وجوه عكار، ثمّ رجع الأمير خليل إلى طرابلس لمرضٍ اعتراه ومنها إلى بتدين.

أمّا مصطفى بربر فالتمس من الأمير أن يستميح له من الوزير صفو الخاطر والأمان، فعرض الأمير ذلك إلى الوزير فأجابه، وأمر برجوعه آمناً إلى وطنه في قرية ايعال فرجع.

سنة ١٢٥٦ هـ ١٨٤٠ م:

في هذه السنة اتّفق الباب العالي مع دول النمسا والروسية والانكليز وبروسيا على استخلاص سورية من يد محمد علي باشا عزيز مصر. ولمّا كان الأمير بشير من أكبر أعوان ولده إبراهيم باشا على امتلاك سورية، وكان فريق من أُمراء البلاد اللبنانيّة وشيوخهم على خلاف رأي الأمير، وخاصّةً الدروز.

ولمّا علم إبراهيم باشا باتّفاق الباب العالي مع تلك الدول، وتحقّق أن مخالفي الأمير بشير سينضمّون إلى الجانب العثماني، كتب إلى الأمير بشير بجمع السلاح من النصارى، فأهاج هذا الطلب النصارى، وقام اجتماع من العامّة والخاصّة قرّر مطاليب، وطلب أن يحقّقها الأمير، وكان قد سبق ذلك ترك جمع السلاح وإرجاع ما جُمع منه. ثمّ قرر فريقٌ من الأُمراء الشهابيّين، واللمعيّين، وغيرهم، أن يقطعوا الطريق على العساكر المصريّة لئلاّ يدخلوا البلاد، فوجّهوا الأمير حمود إلى جهة صيدا، والأمير علي منصور إلى جهة البقاع، وأبا سمرا إلى جهة طرابلس، وغيرهم من الشيوخ في جهات أُخرى.

وقَدِم علي بك عسكره إلى طرابلس، وكان الأمراء الشهابيّون واللمعيّون يشدّدون العامّة سرّاً، ويحثّونهم على الثبات، وكذلك كان يفعل قناصل الدولة المتّفقة مع الباب العالي ضد المصريين.

توجّه أبو سمرا إلى جهة طرابلس بمئة رجل، أبقاهم محافظين في انطلياس ونهر الكلب وجونية، وتبعه وهو ذاهب إلى طرابلس بعض شيوخ الحبيشيّة والدحادحة والخوازنة والحمادية.

ولمّا بلغ والي طرابلس قدومه أرسل إليه نحو أربعة آلاف عسكري بمدافع، فالتقاهم، ونشبت الحرب بينهم فتقهقر أبو سمرا إلى ايعال، وقتل من جماعته سبعة أشخاص ومن

٤٥٨

العسكر المصري نحو عشرين رجلاً، وعاد العسكر إلى طرابلس، ثمّ جمع أبو سمرا رجالاً إلى ايعال وفي اليوم الثالث قصد عسكر طرابلس إلى ايعال، فالتقاهم بمن معه، وشنّ الغارة عليهم فانكسروا إلى طرابلس فأعمل اللبنانيّون في أقفيتهم السلاح وأخذوا منهم مدفعاً، فقتل منهم نحو خمسين رجلاً ومن اللبنانيين نحو عشرين، ثمّ انفضّ اللبنانيّون عن أبي سمرا.

وسار بعشرين رجلاً من المتاولة إلى الضنية، ولمّا وصل أبو سمرا إلى الضنية، استقبله المشايخ بنو الرعد، وحالاً جمعوا رجالهم وقاموا على متسلّم الدولة المصريّة وقتلوه، واستلموا مقاطعتهم.

فبلغ والي طرابلس ذلك فأرسل عسكراً لمحاربتهم. فالتقوه إلى قرية نجعة وحاربوه هناك، فانكسر العسكر المصري، وتقهقر إلى قرية مرياطا، وقتل منهم جماعة.

وفي اليوم التالي رجع إليهم العسكر وحاربهم فتبدّدوا، وقٌتل منهم ثلاثون رجلاً وأُسر عشرة، ثمّ توجّه أبو سمرا بالمتاولة إلى وادي موسى، فاجتمع إليه هناك ١٥٠ رجلاً، فقصد متسلّم عكار فقتله وسلبه، وأخذ منه أربعة من خيله، وحاصر جماعته في قرية الريحانيّة على شاطئ البارد، ثمّ انهزموا فنهبها أبو سمرا، وانطلق إلى جرد عار وانصرفت جماعته عنه، ثمّ توجّه إلى مزيارا فاختبأ فيها.

ما جاء في أخبار الأعيان في جبل لبنان للشدياق من أخبار طرابلس:

جاء فيه في الصفحة الثامنة في ذكر المدن الفينيقيّة الثمان الأُولى:

طرابلوس: وهي لفظة يونانية مركّبة معناها مدن ثلاث: وهي مدينة في الشمال يمرّ في وسطها نهر أبي علي، فيها قلعة حصينة بناها ريموند الفرنسوي سنة ١١٠٢، وسنة ١١٠٩ استولى عليها الإفرنج بعد محاصرتها خمس سنين، وسنة ١٢٨٧ حاصرها الملك المنصور قلاوون ستّة وعشرين يوماً، ففتحها بالسيف فهرب منها الإفرنج إلى جزيرة بين المدينة والمينا ؛ فهجمت عليهم الفرسان سابحين على خيولهم في البحر، وقتلوا كبارهم وسبوا الصغار والنساء.

ثمّ أمر الملك بهدم المدينة فدكّوها إلى الأرض. ولها ميناء بعيدة عنها نحو ميل، وسكّانها إسلام ونصارى، وهم من الظرف والكرم والشجاعة على جانبٍ عظيمٍ، وخارجها بساتين وحدائق كثيرة.

وجبل لبنان معاملتان: الأُولى معاملة طرابلس وأوّلها شرقيّ

٤٥٩

طرابلوس، وآخرها جسر المعاملتين بين جونية وجبيل، وفي هذه المعاملة ثماني مقاطعات:

الأُولى: الزاوية. الثانية: الكورة. الثالثة: القويطع. الرابعة: جبة بشرة أي جبة القاعدة. الخامسة: بلاد البترون. السادسة: عبرين أي المجاز. السابعة: بشعلة ودوما وسورات أي صورة. الثامنة: الفتوح، ومنتهى حدود هذه المعاملة جسر المعاملتين، وعندها ينتهي الخطّ الحديدي الممتدّ من بيروت.

نسبة الأمراء بني سيفا:

المقدّم جمال الدين الملقّب بسيفا ولد عبد الله، وعبد الله ولد أولاداً فولد أحد أولادهم محمداً، ومحمد ولد ولدين يوسف وحسيناً. فيوسف ولد سبعة أولاد وهم حسين وحسن وعمر وقاسم ومحمود وبلك وعساف.

فحسين ولد سليمان وسليمان ولد عليّاً.

هؤلاء الأمراء ينتسبون إلى المقدّم جمال الدين المذكور ابن أحد مماليك الجراكسة، وعمّالهم في طرابلس وعكار وحصن الأكراد وما والاها. ثم توفّي فتولّى بعده ولده المقدّم عبد الله، ثمّ تولّى بعده من ذرّيّته محمد باشا، ثمّ توفّي وله ولدان الأمير يوسف والأمير حسين، وتولّى ولده يوسف باشا.

وفي سنة ١٦٣٧: استخدم شاهين باشا الأمير إسماعيل (من أُمراء راس نحاش الأكراد) والشيخ علي حمادة، وأرسلهما بعسكرٍ لقتال آل سيفا وتابعهم، فقبضوا على قاسم باشا سيفا والأولاد والنساء، وبحثا عن أموالهم فتبدّدت آل سيفا.

وسنة ١٦٢٢، لمّا كان الأمير فخر الدين محاصراً يوسف باشا في طرابلس، حضر الأمير موسى إلى منزل الأمير فخر الدين متجسّساً، وأظهر أنّه آتٍ لتوسّط الصلح، ولمّا رجع أخبر حسين باشا أنّ الأمير جلس في الإيوان، فأطلق الباشا المدافع على ذلك الإيوان إلى القلعة فانهدم جانب من الترس ولم يكن حينئذٍ هناك أحد ؛ فانتقل الأمير تلك الدار، وأمر بهدمها.

وفي سنة ١٦٤١: غضب وزير طرابلس على الحماية ففرّوا من وادي علمات وبلاد جبيل.

سنة ١٦٥٩: تولّى قبلان باشا على طرابلس، فلمّا بلغ الحمادية أنّه مأمور بقصاصهم، فرّوا إلى كسروان بعيالهم ؛ فهدم الباشا دورهم وقرى وادي علمات.

٤٦٠