الكنى والألقاب الجزء ٢
0%
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
الكنى والالقاب
بسم الله الرحمن الرحيم
الباب الثالث في المعروفين بالالقاب والانساب
باب الألف
(الآبى)
عزالدين الحسن بن أبي طالب اليوسفي المعروف بالفاضل الآبى، وابن زينب عالم فاضل محقق فقيه قوي الفقاهة شارح نافع، وتلميذ المحقق، شهرته دون فضله، وعلمه اكثر من ذكره ونقله وكتابه كشف الرموز، كتاب حسن مشتمل على فوائد كثيرة،، وتنبيهات جيدة، وله مع شيخه مباحثات ومخالفات في كثير من المواضع وهو ممن اختار المضايقة في القضاء وتحريم الجمعة في زمان الغيبة، وحرمان الزوجة من الرباع وإن كانت ذات ولد وفرغ من تأليف كتابه سنة ٦٧٢ نقلت ذلك عن العلامة الطباطبائي بحر العلوم والآبي نسبة إلى آية كساوة، ويقال لها ايضا آوة بليدة من توابع قم رديفها المذكور، وأهلها شيعة من زمان الائمة عليهم السلام، وقد ذكر القاضي نورالله ما ورد في مدحها في مجالس المؤمنين واليها ينسب ايضا الوزير ابوسعيد منصور بن الحسين الآبي صاحب نثر الدرر وزير مجد الدولة البويهي، وينسب اليها ايضا السيد العابد الصالح الزاهد رضي الدين محمد الآوي يأتي ذكره في الآوي.
(الآجرى)
ابوبكر محمد بن الحسين بن عبدالله الفقيه الشافعي المحدث صاحب كتاب الاربعين حديثا، روى عنه جماعة منهم ابونعيم الاصبهاني، توفى بمكة سنة ٣٦٠ (شين)، والآجري بالهمزة الممدودة وضم الجيم وتشديد الراء نسبة إلى الآجر قرية من قرى بغداد، والآجري ايضا ابوبكر محمد بن خالد الآجري ذكره الخطيب في تاريخه وقال: كان عبدا صالحا متصوفا.
ثم روى عن ابي نعيم الحافظ عن جعفر الخالدي قال. كنت اعمل الآجر فبينما انا امشي بين اشراج الآجر المضروبة إذ سمعت شرحا يقول لشرج عليك السلام الليلة ادخل النار، قال: فنهيت الاجراء ان يطرحوها في النار وصارت الكتل باقية على حالها وما عملت يعني طبخ الآجر بعد ذلك، اقول: الظاهر ان الآجري يقال لهذا لعمل الآجر.
(الآزاد)
غلام علي الحسيني الواسطي البلكرامي صاحب الديوان وسبحة المرجان في آثار هندوستان، ذكر في تراجم علماء الهند، توفي سنة ١٢٠٠ (غر).
(الآزر)
لقب الحاج لطفعلي بيك بن اقا خان البيكدلي المنتهي نسبه إلى بيكدل خان بن ايلد كزخان بن اغور خان من احفاد ترك بن يافث بن نوح عليه السلام كان شاعرا اديبا ولد سنة ١١٣٤ (غقلد)، وصنف كتابا في احوال الشعراء سماه آتشكدة، توفى سنة ١١٩٥ اخذ ذلك من الذريعة.
(الآزرى)
نورالدين حمزة بن علي الطوسى الشيخ العارف من شعراء الشيعة الامامية، سافر إلى الهند ومدح اهل البيت عليهم السلام بقصائد كثيرة.
(الآغا النجفى)
محمد تقي بن محمد باقر بن محمد تقي بن عبدالرحيم الاصبهاني العالم الفاضل الفقيه المحدث، صاحب التأليفات الكثيرة المشهورة، كان من اهل بيت العلم والفضل والجلالة، أما ابوه الشيخ محمد باقر: كان عالما جليلا، امه بنت الشيخ الاكبر كاشف الغطاء، وزوجته بنت العلامة السيد صدر الدين الموسوي، وكانت بنت خالته ايضا، تلمذ على بعض تلامذة والده، تم على خاله العلامة الشيخ حسن بن الشيخ جعفر، وعلى العلامة المحقق الشيخ مرتضى الانصاري رضوان الله تعالى عليهم، توفي في النجف الاشرف سنة ١٣٠١ (غشا).
وأما جده الشيخ محمد تقي فهو العالم الفاضل المحقق المدقق صاحب هداية المسترشدين، وهو تعليقانه على كتاب المعالم، اخذ عن صهره الشيخ الاكبر والسيد محسن الكاظمي، والامير سيد علي الحائري الطباطبائي رضوان الله عليهم اجمعين، فأصبح من افاضل اهل عصره في الفقه والاصول والمعقول والمنقول، وصار كأنه المجسم من الافكار العميقة والانظار الدقيقة، توفي منتصف شوال
سنة ١٢٤٨ (غرمح) باصبهان، ودفن في مقبرة (تخته فولاد) بقرب قبر المحقق الخونساري وأخوه الشيخ محمد حسين بن عبدالرحيم هوالفاضل المحقق المدقق صاحب الفصول في الاصول، توفي سنة ١٢٦١ (غارس) بكربلاء ودفن في الجائر الشريف حذاء قبر معاصره السيد الجليل الفاضل النبيل السيد ابراهيم بن السيد محمد باقر الموسوي القزويني الحائري صاحب ضوابط الاصول، تلميذ صاحب الرياض وشريف العلماء، والذي كان مدرسا، يجتمع في حلقة درسه سبعمائة إلى ثمانمائة بل إلى ألف من الفضلاء، توفي سنة ١٢٦٤ في كربلاء، ودفن بمقبرة قرب باب الصحن الذي يذهب منه إلى زيارة العباس بن أمير المؤمنين عليه السلام توفي الآغا النجفي سنة ١٣٣٢ (غشلب باصبهان ودفن بها في بقعة رفيعة قرب مقبرة السيد احمد بن علي بن الامام محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب عليه السلام المعروف بامام زاده احمد، وأبوه السيد علي كان كما في الرياض من اعاظم أولاد مولانا الامام محمد الباقر عليه السلام وأكابرهم ولغاية عظم شأنه لا يحتاج إلى التطويل في البيان، وقبره بحوالى بلدة كاشان، ومقبرته معروفة إلى الآن بمشهد بار كرس وله قبة رفيعة عظيمة، وقد ذكر جماعة من علمائنا في شأنه فضائل جمة وأوردوا في كراماته وكرامات مشهده حكايات عزيزة إنتهى.
(الآلوسى)
انظر ابن الآلوسى.
(الآمدى)
بكسر الميم السيد ناصح الدين عبدالواحد بن محمد بن المحفوظ بن عبد الواحد التميمي الآمدي صاحب كتاب « غرر الحكم ودرر الكلم » من كلمات أمير المؤمنين عليه السلام فاضل عالم محدث شيعي إمامي، وفي المستدرك نقلا عن الرياض وقال والمشهور انه لم يكن من السادات فلاحظ وقال وبالجملة فقد عده جماعة من الفضلاء من جملة اجلاء العلماء الامامية منهم ابن شهر اشوب في اوائل كتاب
المناقب(١) حيث قال في اثناء تعداد كتب الخاصة وبيان اسانيد تلك الكتب وقد أذن لي الآمدي في رواية غرر الحكم، وقد عول عليه وعلى كتابه هذا المولى الاستاذ الاستناد في البحار وجعله من الامامية، وينقل عن كتابه فيه إلى ان قال وبالجملة فلا مجال للشك في كونه من علماء الامامية إنتهى وقد يطلق الآمدي على ابى القاسم الحسن بن بشر بن يحيى البصرى المعاصر لابن النديم صاحب المصنفات المليحة الجيدة التي منها كتاب في شدة حاجة الانسان إلى ان يعرف نفسه، وكتاب المختلف والمؤتلف في اسماء الشعراء اخذ عن الاخفش والزجاج وابن دريد ونفطويه وغيرهم، وله شعر حسن، توفى سنة ٣٧١ (شما) وقد يطلق على ابي الحسن علي بن محمد بن سالم التغلبي سيف الدين الآمدي الحنبلي الشافعي البغدادي المصري الدمشقي الحموي صاحب المصنفات في الفقه والمنطق والحكمة وغيرها، المتوفى بدمشق سنة ٦٣١ (خلا). والآمدي بالهمزة الممدودة والميم المكسورة نسبة إلى آمد مدينة كبيرة من بلاد الجزيرة بين دجلة والفرات من ديار بكر.
(الآملى)
يطلق على الشيخ عزالدين الشيعي شريك المحقق الكركي في الدرس، صاحب شرح « نهج البلاغة، والرسالة الحسينية »، وقد يطلق على شمس الدين محمد بن محمود صاحب كتاب نفائس الفنون، قال القاضي نورالله في المجالس: كان في عصر السلطان أو لجايتو محمد خدابنده مدرس السلطانية، وله مع القاضي عضد الايجي مناظرات ومجادلات، وله مصنفات منها: شرح كليات القانون، وشرح كليات الطب للسيد شرف الدين الايلاقي، وله شرح مختصر الاصول لابن الحاجب، وكتاب نفائس الفنون إنتهى.
___________________________________
(١) طبع في المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف.
قد يطلق على السيد حيدر الآملي المعاصر لفخر المحققين صاحب الكشكول فيما جرى على آل الرسول(١) عليهم السلام.
(الآوى)
رضي الدين محمد بن محمد بن محمد بن زيد بن الداعي الحسيني الغروي النقيب السيد العابد الزاهد الصالح صاحب المقامات العالية والكرامات الباهرة صديق السيد ابن طاوس الذي يعبر عنه السيد في كتبه بالاخ الصالح، وهو الذي ينتهي اليه سند بعض الاستخارات، وله قصة متعلقة بدعاء العبرات يروي عن آبائه الاربعة: عن السيد المرتضى والشيخ الطوسي وسلار وابن البراج وأبي الصلاح جميع ما صنفوه، توفي سنة ٦٥٤ (خند).
(الابرش الكلبى)
أبومجاشع بن الوليد القضاعي الذي ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق كان في عصر هشام بن عبدالملك وبقى إلى عصر المنصور، ويظهر من الروايات والتواريخ انه كان من خواص هشام، وحكي انه كان بين مسلمة وهشام تباعد وكان الابرش يدخل عليهما فقال له هشام: كيف تكون خاصا بي وبمسلمة على ما بيننا من المقاطعة؟ فقال لابي كما قال الشاعر:
اعاشر قوما لست اخبر بعضهم |
بأسرار بعض إن صدري واسع |
فقال كذلك والله أنت، وحكي انه حدا الابرش بالمنصور فقال:
أغر بين حاجبيه نوره |
إذا توارى ربه ستوره |
فأطرب له المنصور فأمر له بدراهم فقال يا أمير المؤمنين اني حدوت بهشام ابن عبدالملك فطرب فأمر لي بعشرة آلاف درهم، فقال يا ربيع طالبه بها
___________________________________
(١) طبع في المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف
وقد اعطاه الله ما لا يستحقه وأخذه من غير حله فلم يزل اهل الدولة يشفعون فيه حتى رد الدراهم وخلى سبيله.
(الابشيهى)
انظر شهاب الدين.
(الابله الشاعر)
ابوعبدالله محمد بن بختيار بن عبدالله البغدادي جمع في شعره بين الصناعة، والرقة له ديوان شعر توفي ببغداد سنة ٥٧٩ أو ٥٨٠ وإنما قيل له ابله لانه كان فيه طرف بله، وقيل له: لانه كان في غاية الذكاء وهو من اسماء الاضداد كما قيل للاسود كافور.
(الابيوردى)
ابوالمظفر محمد بن احمد بن محمد ينتهي إلى عثمان بن عنبسة بن ابي سفيان صخر بن حرب الاموي الشاعر المشهور كان راوية نسابة، وكان يكتب في نسبه المعاوي ينسب إلى معاوية الاصغر في عمود نسبه.
له ديوان ومقطعات، وله من جملة قصيدة:
فسد الزمان فكل من صاحبته |
راج ينافق أو مداج حاشي |
|
وإذا اختبرتهم ظفرت بباطن |
متجهم وبظاهر هشاش |
ومن شعره أيضا:
تنكر لي دهري ولم يدر انني |
أعز وأحوال الزمان تهون |
|
وظل يريني الخطب كيف اعتداؤه |
وبت أريه الصبر كيف يكون |
كانت وفاته مسموما باصبهان سنة ٥٠٧ والابيوردي بفتح الهمزة وكسر الموحدة وسكون المثناة من تحت وفتح الواو وسكون الراء هذه النسبة إلى أبيورد، ويقال لها ابا ورد وهي بلدة بخراسان، منها جماعة من العلماء وغيرهم كذا قال ابن خلكان، قلت: ومن تلك الجماعة ابوالعباس احمد بن محمد بن
عبدالرحمان بن سعيد احد الفقهاء الشافعيين من اصحاب أبي حامد الاسفرايينى سكن بغداد، وولي القضاء بها ثم عزل، وكان يدرس في قطيعة الربيع، حكي انه كان يصوم الدهر وان غالب إفطاره كان على الخبز، وكان فقيرا يظهر المروئة توفي ببغدادسنة ٤٢٥ (تكه).
(أثير الدين الابهرى)
المفضل بن عمر الفاضل المحقق المنطقي صاحب إيساغوجي وهو لفظ يوناني معناه الكليات الخمس، وله هداية الحكمة وغيره، كان من فضلاء القرن السابع ذكر بعضهم وفاته في سنة ٦٦٠.
(الاجهورى)
يطلق على جماعة أحدهم زين الدين عبدالرحمان بن يوسف العالم الفقيه المالكي شارح مختصر خليل، توفي سنة ٩٦١، وثانيهم نورالدين بن زين العابدين بن محمد الاجهوري المصري شيخ المالكية في عصره بالقاهرة، كان فقيها كبيرا بارعا، درس وأفتى وصنف وألف، وعمر كثيرا، توفى بمصر سنة ١٠٦٦.
(الاحمر النحوى)
علي بن المبارك صاحب الكسائي: كان مؤدب الامين، وهو احد من اشتهر بالتقدم في النحو واتساع الحفظ، وجرت بينه وبين سيبويه مناظرة لما قدم سيبويه إلى بغداد، وحكي انه كان يحفظ اربعين ألف بيت شاهد في النحو سوى ما كان يحفظ من القصائد وابيات العرب، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد ولم يذكر سنة وفاته.
وقد يطلق الاحمر على سلمة بن صالح الجعفي الكوفي وكان يكنى ابا اسحاق وكان قد ولي القضاء بواسط في زمن الرشيد، ثم عزل وقدم بغداد فأقام بها إلى ان مات.
وكان كثير الحديث، توفي سنة ١٨٦ أو ١٨٨.
والاحمر ايضا ابوعبدالله جعفر بن زياد الكوفي، كان من رؤساء الشيعة بخراسان، وذكره علماء اهل السنة ووثقوه مع تصريحهم بتشيعه، ذكر الخطيب البغدادي انه قد خرج إلى خراسان فبلغ ابا جعفر المنصور عنه أمر يتعلق بالامامة، وانه ممن يرى رأى الرافضة فوجه اليه بمن قبض عليه وحمله إلى بغداد فأودعه السجن دهرا طويلا، ثم اطلقه، توفى سنة ١٦٧، وذكره ابوجعفر الطبري وقال: كان مولى مزاحم بن زفر من تيم الرباب من ساكني الكوفة وبها كانت وفاته سنة ١٦٧، وكان كثير الحديث شيعيا.
(الاحنف بن قيس)
هو الضحاك بن قيس بن معاوية المنتهي نسبه إلى مناة بن تميم، وقيل اسمه صخر، كان من اعاظم اهل البصرة من سادات التابعين، ادرك عهد النبي صلى الله عليه وآله ولم يصحبه.
قال ابن قتيبة في المعارف: وكان ابوالاحنف يكنى ابا مالك، وقتله بنو مازن في الجاهلية.
وكان الاحنف يكنى أبا بحر وأتى رسول الله صلى الله عليه وآله قومه يدعوهم إلى الاسلام فلم يجيبوا، فقال لهم الاحنف انه ليدعوكم إلى الاسلام وإلى مكارم الاخلاق، وينهاكم عن ذمائمها فأسلموا وأسلم الاحنف ولم يفد، فلما كان زمن عمر بن الخطاب وفد اليه وقال: ولد الاحنف ملتزق الاليتين حتى شق ما بينهما، وقال: كان عم الاحنف يقال له المتشمس بن معاوية يفضل على الاحنف في علمه، وعمه الاصغر صعصعة بن معاوية كان سيد بني تمبم في خلافة معاوية، وفرسه الطرة إشتراها بستين ألف درهم.
وبقى الاحنف إلى زمان مصعب بن الزبير فخرج معه إلى الكوفة فمات، وقد كبر جدا.
قال الاصمعي: ودفن الاحنف بالكوفة بالقرب من قبر زياد بن ابى سفيان، وقبر زياد بالثوية إنتهى.
وكانت وفاته سنة ٦٧، وشيعه مصعب بن الزبير، وكان الاحنف احد السادات الطلس، وكان سيد قومه موصوفا بالعقل والدهاء والعلم والحلم، وروى عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وعن عمر وعثمان، وروى عنه الحسن البصري وأهل البصرة، وشهد مع امير المؤمنين عليه السلام وقعة صفين ولم يشهد وقعة الجمل مع احد الفريقين، وشهد بعض فتوحات خراسان في زمن عمر وعثمان، ويحكى من عظمة قدره عند الناس انه إذا دخل المسجد الجامع بالبصرة يوم الجمعة لا تبقى حبوة إلا حلت إعظاما له.
وله كلمات حكمية، ومن كلامه في ثلاث خصال ما اقولهن إلا ليعتبر معتبر ما دخلت بين اثنين قط حتى يدخلاني بينهما، ولا أتيت باب احد من هؤلاء ما لم ادع اليه يعني الملوك، وما حللت حبوتي إلى ما يقوم الناس اليه، وقال: ما ادخرت الآباء للابناء، ولا ابقيت الموتى للاحياء افضل من اصطناع معروف عند ذوي الاحساب والآداب، وقال: كثرة الضحك تذهب الهيبة وكثرة المزاح تذهب المروئة، ومن لزم شيئا عرف به.
وروي عنه قال: شكوت إلى عمي صعصعة وجعا في بطني فنهرني، ثم قال: يابن اخي إذا نزل بك شئ لا تشكه إلى احد مثلك، فان الناس رجلان صديق يسوءه، وعدو يسره، والذي بك لا تشكه إلى مخلوق مثلك لا يقدر على دفع مثله عن نفسه، ولكن إلى من ابتلاك به فهو قادر ان يفرج عنك، يابن اخي إحدى عينى هاتين ما ابصر بها سهلا ولا جبلا منذ اربعين سنة وما
اطلع على ذلك إمرأتي ولا احد من أهلي(١) ، اقول: كأنه اخذ صعصعة قوله فان الناس رجلان الخ من هذين البتين الذين تمثل بهما امير المؤمنين عليه السلام في قصة السقيفة:
فان تسأليني كيف انت فاننى |
صبور على ريب الزمان صليب |
|
يعز علي ان ترى بي كآبة |
فيشمت عاد أو يساء حبيب |
وكان الاحنف يضرب به المثل في الحلم فيقال: احلم من الاحنف، وكان يقول: ما تعلمت الحلم إلا من قيس(٢) بن عاصم المنقري لانه قتل ابن اخ له بعض بنيه فأتى بالقاتل مكتوفا يقاد اليه فقال: ذعرتم الفتى ثم اقبل على الفتى فقال: يا بني بئس ما فعلت نقصت عددك وأوهنت عضدك وأشمت عدوك وأسأت بقومك، خلوا سبيله واحملوا ام المقتول ديته فانها غريبة، ثم انصرف القاتل، وما حل قيس حبوته ولا تغير وجهه (الاحول) لقب مؤمن الطاق ويأتي ذكره في الطاقي، روي عن ابي عبدالله عليه السلام انه قال زرارة وبريد بن معاوية ومحمد بن مسلم والاحول احب الناس إلى أحياء وأمواتا، والاحول ايضا ابوالعباس محمد بن الحسن بن دينار حدث عن ابن الاعرابي وروى عنه نفطويه النحوي ذكره الخطيب في تاريخه، وقال:
___________________________________
(١) ويقرب منه ما حكاه ابن خلكان عن ابي سليمان داود الطائي العارف المعروف انه قال ابن ابي عدي: صام داود الطائي اربعين عاما ما علم به اهله، وكان خزازا، وكان يحمل غذاءه معه ويتصدق به في الطريق ويرجع إلى اهله يفطر عشاء ولا يعلمون انه صائم.
(٢) قيس بن عاصم هو الذي قال عبيدة بن الطيب في مرثيته:
فما كان قيس هلكه هلك واحد |
ولكنه بنيان قوم تهدما |
كان ثقة اديبا عالما بالعربية، وله مصنفات منها كتاب الدواهي، وكتاب الاشباه وغيرها إنتهى (أخطب خوارزم) ابوالمؤيد الموفق بن احمد الخوارزمي، فقيه محدث خطيب شاعر له كتاب في مناقب أهل البيتعليهمالسلام (١) ، قال في آخر المناقب:
هل أبصرت عيناك في المحراب |
كأبي تراب من فتى محراب |
|
لله در أبي تراب انه |
أسد الحراب وزينة المحراب |
|
هو ضارب وسيوفه كثواقب |
هو مطعم وجفانه كجواب |
|
هو قاصم الاصلاب غير مدافع |
يوم الهياج وقاسم الاسلاب |
|
ان النبي مدينة لعلومه |
وعلي الهادي لها كالباب |
|
لولا علي ما اهتدى في مشكل |
عمر الاصابة والهدى لصواب |
توفى سنة ٥٦٨، وخوارزم إسم لناحية إحدى قراها الزمخشر، وهو مركب من خوار بمعنى اللحم بلغة الخوارزمية وررم بمعنى الحطب، وسمي بذلك لان اهله في أول ما سكنوا فيه كانوا يصيدون السمك ويشوون بالحطب الذي كان عندهم فسمي بخوارزم، فخفف وقيل خوارزم.
(الاخطل)
الشاعر غياث بن غوث التغلبي النصرانى الشاعر المشهور المقرب عند خلفاء بنى امية لمدحه إياهم وانقطاعه اليهم، وكان عبدالملك بصيرا بالشعر يعجبه شعر الاخطل فيطرب لما يقوله فقربه وأكرمه وسماه شاعر بنى امية ومن شعره في الحكمة:
وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد |
ذخرا يكون كصاحل الاعمال |
حكي عن الخليل انه كان كثيرا ما ينشد هذا البيت، واختلف في سبب
___________________________________
(١) طبع في المطبعة الحيدرية في النجف.
تلقبه بالاخطل قيل: انه هجا رجلا من قومه فقال له: يا غلام انك لاخطل، أي سفيه، وقيل لقب بالاخطل لبذاءته وسلاطة لسانه، وتقدم في ابوصفرة ثلاثة ابيات منه في مدح يزيد بن المهلب وصلة يزيد له، وتقدم في ابوخرزة انه احد الثلاثة الذين ليس في شعراء الاسلام مثلم.
(الاخيطل)
محمد بن عبدالله بن شعيب ابوبكر الشاعر مولى بني مخزوم، كان من اهل الاهواز قدم بغداد ومدح محمد بن عبدالله بن طاهر وهو ظريف مليح الشعر، يسلك طريق أبي تمام الطائي ويحذو حذوه كذا قال الخطيب في تاريخه.
(الاخفش)
يطلق على ثلاثة من كبار علماء النحو: الاول ابوالخطاب عبدالحميد ابن عبدالمجيد الهجري استاذ سيبويه، والكسائي وأبي عبيدة، وكان تلميذ أبي عمرو بن العلاء، وكان إمام اهل العربية، ولقي الاعراب وأخذ عنهم، وهو أول من فسر الشعر كل بيت وهوالاخفش الاكبر، والثاني ابوالحسن سعيد ابن مسعدة المجاشعي بالولاء البلخي صاحب المصنفات تلميذ الخليل وهو الاوسط والثالث ابوالحسن علي بن سليمان وهو الاصغر، والاخفش إذا اطلق فهو الاوسط كان احد نحاة البصرة ومن ائمة العربية، وهو افضل الثلاثة، وأخذ النحو عن سيبويه، وكان اكبر منه، وكان يقول: ما وضع سيبويه في كتابه شيئا إلا عرضه علي، وكان يرى انه اعلم به مني وأنا اليوم اعلم به منه، وهذا الاخفش هو الذي زاد بحر الخبب في العروض، توفى سنة ٢١٥ (ريه) واعلم ان الاخافش من النحاة احد عشر وهؤلاء الثلاثة هم المشهورون منهم، وأول البقية ابوعبدالله احمد بن عمران بن سلامة الالهاني الهمداني كان نحويا لغويا اصله من الشام وتأدب بالعراق، وله اشعار كثيرة في اهل البيت عليهم السلام وعن العلامة بحر العلوم انه عده من شعراء اهل البيت خالص الودلهم عليهم السلام مات قبل الخمسين ومائتين.
ثم اعلم ان الاخفش أى الصغير العينين مع سوء بصرهما والخفاش كرمان الوطواط سمي لصغر عينيه وضعف بصره. ومن عجائبه انه دم ولحم يطير بغير ريش، ويلد كما يلد الحيوان فهو طائر ولود، ويكون له الضرع ويخرج منه اللبن، ولا يبصر في ضوء النهار ولا في ظلمة الليل وإنما يرى في ساعتين بعد غروب الشمس ساعة، وبعد طلوع الفجر ساعة قبل ان يسفر جدا.
قال امير المؤمنين عليه السلام في خطبة له يذكر فيها بديع خلقة الخفاش بعد الحمد والثناء على الله عزوجل ومن لطائف صنعته وعجائب خلقته ما أرانا من غوامض الحكمة في هذه الخفافيش التي يقبضها الضياء الباسط لكل شئ، ويبسطها الظلام القابض لكل حي، وكيف عشيت اعينها عن ان تستمد من الشمس المضيئة نورا تهتدي به في مذاهبها وتتصل (تصل خ ل) بعلانية برهان الشمس إلى معرفها إلى ان قال عليه السلام: فسبحان من جعل الليل لها نهارا ومعاشا والنهار سكنا وقرارا، وجعل لها اجنحة من لحمها تعرج بها عند الحاجة إلى الطيران كأنها شظايا الآذان غير ذوات الريش ولا قصب، إلا انك ترى مواضع العروق بينة اعلاما، لها جناحان لما يرقا فينشقا ولم يغلظا فيثقلا تطير وولدها لاصق بها لاجئ اليها، يقع إذا وقعت ويرتفع إذا ارتفعت، لا يفارقها حتى تشتد اركانه ويحمله للنهوض جناحه ويعرف مذاهب عيشه ومصالح نفسه، فسبحان البارئ لكل شئ على غير مثال خلا من غيره.
(الادفوى)
كمال الدين ابوالفضل جعفر بن ثعلب بن جعفر الشافعي، ولد سنة ٦٨٥ بأدفوا من اعمال قوص بمصر، وأخذ عن ابن دقيق وغيره، وصحب ابان وحمل عنه اشياء، وصنف الامتاع في احكام السماع والطالع السيد في تاريخ الصعيد إلى غير ذلك، مات بالطاعون في حدود سنة ٧٤٨.
(الاربلى)
بهاء الدين ابوالحسن علي بن عيسى بن ابى الفتح الاربلي من كبار العلماء الامامية، العالم الفاضل الشارع الاديب المنشئ النحرير والمحدث الخبير الثقة الجليل ابوالفضائل والمحاسن الجمة صاحب كتاب كشف الغمة في معرفة الائمةعليهالسلام فرغ من تصنيفه سنة ٦٨٧، وله رسالة الطيف وديوان شعر وعدة رسائل، وله شعر كثير في مدح الائمةعليهالسلام ذكر جملة منه في كشف الغمة، وكتابه كشف الغمة كتاب نفيس جامع حسن، ولصاحبه بيان في تأويل مانسب الائمة عليهم السلام إلى انفسهم المقدسة من الذنب والخطايا والعصيان مع عصمتهمعليهالسلام يروى عن السيد رضي الدين بن طاووس والسيد جلال الدين بن عبدالحميد بن فخار الموسوي والاربلى نسبة إلى اربل، كدعبل بلد بقرب الموصل من جهتها الشرقية، ولا يخفى عليك انه غير الوزير الكبير ابى الحسن علي بن عيسى بن داود البغدادي الكاتب وزير المقتدر والقاهر قال في (ضافي) ترجمته كان غنيا شاكرا صدوقا دينا خيرا صالحا عالما من خيرا الوزراء، وهو كثير البر والمعروف والصلاة والصيام ومجالسة العلماء، توفى سنة ٣٣٤، وزر للمقتدر مرتين، له كتاب جامع الدعاء، وكتاب معاني القرآن وتفسيره، أعانه عليه ابوالحسين الواسطي وابوبكر بن مجاهد، وكتاب ترسل، وكان يستغل ضياعه في السنة سبعمائة ألف دينار ويخرج منها في وجوه البر ستمائة ألف دينار وستين الف دينار، وينفق اربعين ألف دينار على خاصته.
وكانت غلته عند عطلته ولزوم بيته نيفا وثمانين ألف دينار ينفق على نفسه وخاصته ثلاثين ألف دينار ويصرف الباقى في وجوه البر كذا في ذيل الصفدي على تاريخ ابن خلكان.
ونقل ايضا عن الصولى انه قال وأشار على المقتدر زمن نكبته ان يقف عقاره ببغداد على الحرمين والثغور وغلتها ثلاثة عشر الف دينار في كل شهر، والضياع الموروثة له بالسواد وغلتها نيف وثمانون الف دينار ففعل ذلك وأشهد على نفسه، وأفرد لهذه الوقوف ديوانا وسماه ديوان البر، وخدم السلطان سبعين سنة لم يزل فيها نعمة عن احد، وأحصى له ايام وزارته نيف وثلاثون الف توقيع من الكلام السديد، ولم يقتل احدا، ولا سعى في دمه، وكان على خاتمه لله صنع خفي في كل أمر يخاف، وكان يجري على خمسة وأربعين ألف إنسان جرايات تكفيهم.
ونقل القشيري في رسالته المشهورة باسناده المتصل إلى ابي عمر الانماطي قال: ركب علي بن عيسى الوزير في موكب عظيم فجعل الغرباء يقولون من هذا؟ فقالت امرأة قائمة على الطريق إلى متى تقولون من هذا هذا عبد سقط من عين الله فأبلاه الله بما ترون، فسمع علي بن عيسى ذلك ورجع إلى منزله واستعفى من الوزارة وذهب إلى مكة وجاور بها، وقد غلط من نسب هذه الحكاية إلى شيخنا المحدث الجليل علي بن عيسى الاربلي المتقدم ذكره صاحب كشف الغمة.
(الارجانى)
القاضي ابوبكر ناصح الدين احمد بن محمد بن الحسين التستري، كان نائب القاضي بتستر وعسكر مكرم، كان فقيها شاعرا. له ديوان شعر يقال انه كان له في كل يوم ينظم ثمانية ابيات على الدوام، ومن شعره:
أنا اشعر الفقهاء غير مدافع |
في العصر أو أنا افقه الشعراء |
|
شعري إذا ما قلت دونه الورى |
بالطبع لا بتكلف الالقاء |
كالصوت في ظلل الجبال إذا علا |
للسمع هاج تجاوب الاصداء |
ومن شعره ايضا:
شاور سواك إذا نابتك نائبة |
يوما وإن كنت من اهل المشورات |
|
فالعين تنظر منها ما دنا ونأى |
ولا ترى نفسها إلا بمرآة |
وله ايضا:
ولما بلوت الناس اطلب عندهم |
اخا ثقة عند اشتداد الشدائد |
|
فلم أر فيما ساءني غير شامت |
ولم أر فيما سرني غير حاسد |
|
تطلعت في حالي رخاء وشدة |
وناديت في الحالين هل من مساعد |
|
تمتعتما يا ناظري بنظرة |
وأوردتما قلبي أمر الموارد |
|
أعيني كفا عن فؤادي فانه |
من البغي سعي اثنين في قتل واحد |
وله ايضا:
أحب المرء ظاهره جميل |
لصاحبه وباطنه سليم |
|
مودته تدوم لكل هول |
وهل كل مودته تدوم |
وهذا البيت يقرأ معكوسا، توفى بمدينة تستر سنة ٥٤٤ (ثمد) والارجاني بفتح الهمزة وتشديد الراء المهملة نسبة إلى ارجان من اعمال تستر، وهي من كور الاهواز من بلاد خوزستان، وأكثر الناس يقولون انها بالراء المخففة، واستعملها المتنبي في شعره في مدح ابن العميد:
ارجان أيتها الجياد فانه |
عزمي الذي يذر الوشيج مكسرا |
(الاردبادى)
العالم الفاضل الاديب البارع الشاعر المتبحر الخبير الميرزا محمد علي الاردبادي النجفى دام علاه، رأيت بخطه انه ولد في ٢١ رجب سنة ١٣١٢، وأخذ العلم عن والده ثم عن اساتذة العلم شيخ الشريعة الاصبهاني وحجة الاسلام الميزاعلي