الكنى والألقاب الجزء ٢
0%
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
في حجره بتلك الاقطار المحمية، وأخذ عن والده وغيره من الجهابذ حتى اذعن له كل مناضل ومنابذ، فلما اشتد كاهله وصفت له من العلم مناهله ولى بها شيخ الاسلام وفوضت اليه أمور الشريعة على صاحبها الصلاة والسلام، ولم يزل آنفا من الانحياش إلى السلطان راغبا في العزلة عازفا عن الاوطان، يؤمل العود إلى السياحة، ويرجو الاقلاع عن تلك الساحة، فلم يقدر له حتى وافاه حمامه، وترنم على افنان الجنان حمامه، وأخبرني بعض ثقاة الاصحاب ان الشيخ (ره) قصد قبل وفاته زيارة المقابر في جمع من الاجلاء الاكابر فما استقربهم الجلوس حتى قال لمن معه اني سمعت شيئا فهل فيكم من سمعه؟ فأنكروا سؤاله واستغربوا مقاله، وسألوه عما سمعه فأوهم وعمى في جوابه، ثم رجع إلى داره فأغلق بابه فلم يلبث ان اصاب داعي الردى فأجابه، وكانت وفاته لاثنتي عشرة خلون من شوال المكرم سنة ١٠٣١ (غلا) باصبهان ونقل قبل دفنه إلى طوس فدفن بها في داره قريبا من الحضرة الرضوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام والتحية انتهى حكي عن المجلسي الاول قال في ترجمة استاذه الشيخ بهاء الدين انه سمع قبل وفاته بستة اشهر صوتا من قبر بابا ركن الدين وكنت قريبا منه فنظر الينا وقال: سمعتم ذلك الصوت؟ فقلنا: لا فاشتغل بالبكاء والتضرع والتوجه إلى الآخرة وبعد المبالغة العظيمة قال: اني اخبرت باستعداد الموت وبعد ذلك بستة اشهر تقريبا توفى، وتشرفت بالصلاة عليه مع جميع الطلبة والفضلاء وكثير من الناس يقربون من خمسين ألفا إنتهى.
اقول: حكي ان الذي سمعه الشيخ كان هذا (شيخنا در فكر خود باش)، له مصنفات فائفة مشهورة اكثرها مطبوعة، منها حبل المتين، ومشرق الشمسين والاربعين، والجامع العباسي، والكشكول، والمخلاة، والعروة الوثقى، ونان وحلوا والزبدة، والصمدية، وخلاصة الحساب، وتشريح الافلاك، والرسالة الهلالية، ومفتاح الفلاح في عمل اليوم والليلة، وهذه الكتب كلها مطبوعة في ايران، وله ايضا الاثنى عشريات، والتهذيب، والحواشي على الفقيه وعلى خلاصة الرجال، وعلى الكشاف والبيضاوي وغير ذلك.
وعن قطب الدين الاشكورى انه قال في ترجمة الشيخ البهائي، وحكى لي بعض الاعلام انه سمع من المولى الفاضل والحبر الكامل القاضي معزالدين محمد أقضى القضاة في مدينة اصبهان انه قال: رأيت ليلة من الليالي في المنام احد أئمتنا عليهم السلام فقال لي: اكتب كتاب مفتاح الفلاح ودوام العمل بما فيه فلما استيظت ولم اسمع اسم الكتاب قط من احد فتصفحت من علماء اصبهان فقالوا لم نسمع اسم الكتاب وفي هذا الوقت كان الشيخ الجليل مع معسكر السلطان في بعض نواحى ايران فلما قدم الشيخ رحمه الله بعد مدة في اصبهان تصفحت منه ايضا عن هذا الكتاب فقال: صنفت في هذا السفر كتاب دعاء سميته مفتاح الفلاح إلا اني لم اذكر اسمه لواحد من الاصحاب ولا اعطيت نسخته للانتساخ لاحد من الاحباب، فذكرت للشيخ المنام فبكى الشيخ وناولني النسخة التي كانت بخطه وأنا أول من انتسخ ذلك الكتاب من خطه طاب ثراه إنتهى.
(والد الشيخ البهائى) عزالدين الشيخ حسين بن عبدالصمد بن محمد العاملي قال شيخنا الحر رضوان الله تعالى عليه في الامل كان عالما ماهرا محققا مدققا متبحرا جامعا اديبا منشأ شاعرا عظيم الشأن جليل القدر ثقة، من فضلاء تلامذة شيخنا الشهيد الثاني رحمه الله.
له كتب: منها كتاب الاربعين حديثا ورسالة في الرد على اهل الوسواس سماها العقد الحسني، وحاشية الارشاد، ورسالة رحلته وما اتفق في سفره، وديوان شعره، ورسالة سماها تحفة اهل الايمان في قبلة عراق العجم وخراسان رد فيها على الشيخ علي بن عبدالعالي الكركي حيث امرهم ان يجعلوا الجدي بين
الكتفين وغير محاريب كثيرة مع ان طول تلك البلاد يزيد على طول مكة كثيرا وكذا عرضها فيلزم انحرافهم عن الجنوب إلى نحو المغرب كثيرا، ففي بعضها كالمشهد بقدر نصف المسافة خمسة وأربعين درجة وفي بعضها اقل، وله رسائل اخرى، وكان سافر إلى خراسان وأقام بهراة، وكان شيخ الاسلام بها، ثم انتقل إلى البحرين، وبها مات سنة ٩٨٤ (طفد)، وكان عمره رضوان الله عليه ستا وستين سنة. وقد اجازه الشهيد الثاني إجازة عامة مطولة مفصلة إنتهى.
أقول: قد تقدم في ابوالصلت الهروي ما يتعلق بهذا الشيخ في إقامته بهراة وانتقاله منها إلى البحرين.
وعن اللؤلؤة لشيخنا الاجل الشيخ يوسف بن احمد بن ابراهيم البحراني قدس سره قال: اخبرني والدي ان الشيخ حسين بن عبدالصمد كان في مكة المشرفة قاصدا الجوار فيها إلى ان يموت، وانه رأى في المنام ان القيامة قد قامت وجاء الامر من الله عزوجل بأن ترفع ارض البحرين بما فيها إلى الجنة فلما رأى هذه الرؤيا آثر الجوار فيها والموت في ارضها ورجع من مكة وجاء إلى البحرين وأقام بها إلى ان توفى في ٨ ع ١ سنة ٩٨٤ إنتهى.
قلت: وإلى هذه القامة أشار ولده بهاء الدين في رثائه لابيه رضوان الله تعالى عليه:
اقمت يا بحر في البحرين فاجتمعت |
ثلاثة كن امثالا وأشباها |
|
ثلاثة انت انداها وأغزرها |
جودا وأعذبها طعما وأصفاها |
|
حويت من درر العلياء ما حويا |
لكن درك اعلاها وأغلاها |
|
ويا ضريحا حوى فوق السماك علا |
عليك من صلوات الله ازكاها |
الجبعي: نسبة إلى جبع بضم الجيم وفتح الموحدة قرية من جبل عامل فيها قبر صاحبى المدارك والمعالم.
(والعاملي) نسبة إلى جبل عامل، وفي الاصل يقال جبال عاملة ثم لكثرة الاستعمال قيل جبل عامل نسبة إلى عاملة بن سبا وسبا هو الذى تفرق اولاده بعد سيل العرم حتى ضرب بهم المثل فقيل: تفرقوا ايدي سبا كانوا عشرة تيامن منهم ستة الازد وكندة ومذحج والاشعرون وأنمار(١) وحمير وتشاءم اربعة عاملة وجذام ولخم وغسان فسكن عاملة بتلك الجبال وبقى فيها بنوه ونسبت اليهم وفي اعيان الشيعة عن تاريخ المغربي انه أي جبل عامل واقع على الطرف الجنوبي من بلدة دمشق الشام في سعة ثمانية عشر فرسخا من الطول في تسعة فراسخ من العرض والصواب انه في الجانب الغربى من دمشق لا الجنوبي خرج منه من علماء الشيعة الامامية ما ينيف عن خمس مجموعهم مع ان بلادهم بالنسبة إلى باقى البلدان اقل من عشر العشير كما في امل الآمل حتى انه قال: سمعت من بعض مشايخنا انه اجتمع في جنازة في قرية من قرى جبل عامل سبعون مجتهدا في عصر الشهيد الثاني رحمه الله إنتهى.
والحارثي نسبة إلى الحارث بن عبدالله الهمدانى بسكون الميم لانتهاء نسب الشيخ البهائى اليه، وكان الحرث صاحب اميرالمؤمنين عليه السلام وعده البرقي في الاولياء من اصحاب اميرالمؤمنين عليه السلام، وقيل: في حقه كان من التابعين وأفقه الناس وأفرضهم تعلم الفرائض من علي عليه السلام، وذكره الذهبي في المحكي عن ميزانه فاعترف بأنه من كبار علماء التابعين.
ثم نقل عن ابن حيان القول بكونه غاليا في التشيع، ثم اورد من تحامل القوم عليه بسبب ذلك شيئا كثيرا، ومع هذا فقد نقل اقرارهم بأنه كان من افقه الناس وأفرض الناس وأحسب الناس لعلم الفرائض، واعترف بأنه حديث الحارث موجود في السنن الاربعة، وان الجمهور مع توهينهم أمره يروون حديثه في الابواب كلها، وان الشعبي كان يكذبه، ثم بروى عنه قال الذهبي وكان الحارث من أوعية العلم.
___________________________________
(١) من انمار خثعم وبجيلة
وروي عن محمد بن سيرين انه قال: كان من اصحاب ابن مسعود خمسة يؤخذ عنهم ادركت منهم اربعة وفاتني الحارث فلم أره، وكان يفضل عليهم وكان احسنهم إنتهى.
ويأتي في الشعبي ما يتعلق بذلك، وهو الذي قال له امير المؤمنين عليه السلام في حديث شريف: وأبشرك يا حارث لتعرفني عند الممات وعند الصراط وعند الحوض وعند المقاسمة، قال الحارث: وما المقاسمة؟ قال: مقاسمة النار اقاسمها قسمة صحيحة اقول: هذا وليي فاتركيه وهذا عدوي فخذيه الحديث، وقد نظم السيد الحميرى (ره) ما تضمنه هذا الحديث بقوله:
قول علي لحارث عجب |
كم ثم اعجوبة له حملا |
|
يا حار همدان من يمت يرني |
من مؤمن أو منافق قبلا |
|
يعرفني طرفه وأعرفه |
بعينه واسمه وما عملا |
|
وأنت عند الصراط تعرفني |
فلا تخف عثرة ولا زللا |
|
اسقيك من بارد على ظمأ |
تخاله في الحلاوة العسلا |
|
اقول للنار حين توقف للعر |
ض دعيه لا تقبلي الرجلا |
|
دعيه لا تقربيه ان له |
حبلا بحبل الوصي متصلا |
مات الحارث سنة ٦٥.
(بهاء الدين الاصفهانى)
انظر الفاضل الهندى.
(بهاء الدين المختارى)
محمد بن محمد باقر الحسيني النائيني الاصفهاني السيد الاجل العالم الفقيه الحكيم صاحب شرح الصمدية، وشرح بداية الهداية، كان معاصرا لسميه الفاضل الهندي قال في (ضا) ويستفاد نم بعض مؤلفاته الشريفة انه كان باقيا
في حدود المائة والثلاثين، وقيل: انه توفى فيما بينه وبين الاربعين، ودفن في دار السلطنة اصفهان ولكني لم اتحقق موضع قبره إلى الآن من هذا المكان ولا يبعد كونه ايضا من جملة المندرسات في فتنة جنود الافغان إنتهى.
(بهاء الدين النيلى)
السيد الاجل العلامة النحرير على بن السيد غياث الدين عبدالكريم بن عبد الحميد النجفي ينتهي نسبه إلى الحسين ذي الدمعة، وكان آباؤه النقباء الشرفاء وجدير بأن يقال فيه:
وانى من القوم الذين هم هم |
إذا مات منهم سيد قام صاحبه |
|
نجوم سماء كلما غاب كوكب |
بدا كوكب تأوي اليه كواكبه |
|
اضاءت لهم احسابهم ووجوههم |
دجى الليل حتى نظم الجزع ثاقبه |
وكان كما عن (ض) فقيها شاعرا ماهرا عالما فاضلا كاملا، صاحب المقامات والكرامات العظيمة، كان من افاضل عصره، وأعالم دهره، وكذا جده السيد عبدالحميد.
وقال شيخنا في المستدرك: له مؤلفات شريفة قد اكثرمن النقل عنها نقدة الاخبار وسدنة الآثار أحسنها كتاب أنوار المضيئة في الحكمة الشرعية في مجلدات عديدة، ثم شرع في وصف الكتاب ونقل عنه بعض النوادر والفوائد منها انه قال: ومن عجيب ما ادرجه فيه في ابواب فضائل امير المؤمنين عليه السلام بمناسبة قال حكاية عجيبة حكاها والدي رحمه الله تعالى ووافقه عليها جماعة اصحابنا ان رجلا كان يقال له محمد بن اذينة كان تولى مسبحة (مسجد ظ) قرية لنا تسى نيلة انقطع يوما في بيته فاستحضروه فلم يتمكن من الحضور فسألوه عن السبب فكشف لهم عن بدنه فاذا هو إلى وسطه ما عدا جانبي وركيه إلى طرفي ركبته محرق بالنار وقد أصابه من ذلك ألم شديد لا يمكنه معه القرار، فقالوا
له: متى حصل لك ذلك؟ قال: اعلموا اني رأيت في نومي كأن الساعة قد قامت والناس في حرج عظيم وأكثرهم يساق إلى النار والاقل إلى الجنة فكنت مع من سيق إلى الجنة فانتهى بنا المسير إلى قنطرة عظيمة في العرض والطول فقيل هذا الصراط فسرنا عليها فاذا هي كلما سلكنا فيها قل عرضها وبعد طولها فلم نبرح كذلك ونحن نسري عليها حتى عادت كحد السيف وإذا تحتها واد عظيم أوسع ما يكون من الاودية تجري فيه نار سوداء يتقلقل فيها جمر كقلل الجبال والناس ما بين ناج وساقط، فلم أزل أميل من جهة إلى اخرى حتى انتهيت إلى قريب من آخر القنطرة فلم اتمالك حتى سقطت من عليها فخضت في تلك النار حتى انتهيت إلى الجرف فجعلت كلما اتشبث به لم يتماسك منه شئ في يدى والنار تحدرني بقوة جريانها وأنا استغيث وقد انذهلت وطار عقلي وذهب لبي فألهمت فقلت: يا علي بن أبي طالب فنظرت فاذا برجل واقف على شفير الوادي فوقع في روعي انه الامام علي عليه السلام فقلت: يا سيدي يا امير المؤمنين فقال: هات يدك فمددت يدي فقبض عليها وجذبني وألقاني على الجرف ثم أماط النار عن وركي بيده الشريفة فانتبهت مرعوبا وأنا كما ترون فاذا هو لم يسلم من النار إلا ما مسه الامام عليه السلام، ثم مكث في منزله ثلاثة اشهر يداوى ما احرق منه بالمراهم حتى برئ، وكان بعد ذلك قل ان يذكر هذه الحكاية لاحد إلا أصابته الحمى، إنتهى.
وكان رحمه الله من اساتيذ الشيخ حسن بن سليمان الحلي وابن فهد الحلي وكان من تلامذة فخر المحققين والشيخ الشهيد رضوان الله عليهم اجمعين، والنيلى نسبة إلى النيل بالكسر وهي قرية بالكوفة وبلد بين بغداد وواسط كما في (ق) وبلدة على الفرات بين بغداد والكوفة، خرج منها جماعة من العلماء وغيرهم، والاصل فيه نهر حفره الحجاج بن يوسف في هذا المكان ومخرجه من الفرات وسماه باسم نيل مصر وعليه قرى كثيرة.
(البهاء زهير)
الوزير ابو الفضل بهاء الدين زهير بن محمد بن علي المهلبي المصري، كان من فضلاء مصر وأحسنهم نظما ونثرا، ومن اكبرهم مروة، له ديوان مطبوع توفى بمصر سنة ٦٥٦.
(البهاء السنجارى)
ابوالسعادات اسعد بن يحيى بن موسى الفقيه الشافعي الشاعر، غلب عليه الشعر واشتهربه وطاف البلاد ومدح الاكابر.
حكي انه كان له صاحب وبينهما مودة اكيدة، ثم جرى بينهما عتاب انقطع ذلك الصاحب عنه فسير اليه يعاتبه لانقطاعه فكتب اليه بيتي الحريري في المقامة ١٥:
لا تزر من تحب في كل شهر |
غير يوم ولا تزده عليه |
|
فاجتلاء الهلال في الشهر يوم |
ثم لا تنظر العيون اليه |
فكتب اليه البهاء من نظمه:
إذا حققت منخل ودادا |
فزره ولا تخف منه ملالا |
|
وكن كالشمس تطلع كل يوم |
ولا تك في زيارته هلالا |
توفى سنة ٦٢٢ (خكب) بسنجار وسنجار بالكسر بلد مشهور على ثلاثة ايام من الموصل وقرية بمصر.
(بهاء الشرف)
السيد الاجل نجم الدين ابوالحسن محمد بن الحسن بن احمد المنتهى نسبه إلى ذى الدمعة، هو الذى ذكر اسمه في أول الصحيفة الكاملة، وروى عنه جماعة من العلماء منهم عميد الرؤساء، والشيخ علي بن السكون، والشيخ محمد ابن المشهدي رضى الله تعالى عنه.
(البهبهانى)
المولى محمد باقر بن محمد اكمل الاستاذ الاكبر ومعلم البشر المحقق المدقق ركن الطائفة وعمادها، وأورع نساكها وعبادها علامة الزمان ونادرة الدوران باقر العلم ونحريره والشاهد عليه تحقيقه وتحبيره، كان والده من فضلاء اهل العلم ومن تلامذة المولى ميرزا الشيرواني، والعلامة المجلسى والشيخ جعفر القاضي وأمه بنت الآقا نورالدين بن المولى محمد صالح المازندراني، وكانت ام الآغا نورالدين العالمة الفاضلة الجليلة آمنة بيكم بنت المجلسي الاول ولهذا يعبر المحقق البهبهاني عن المجلسي الاول بالجد وعن الثاني بالخال، كان ميلاده الشريف باصبهان في سنة ١١١٨ موافقا لقوله تعالى:(نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً) ، وقطن برهة في بهبهان ثم انتقل إلى كربلاء شرفها الله تعالى ونشر العلم هناك، صنف ما يقرب من ستين كتابا، منها شرحه على المفاتيح، وحواشيه على المدارك وعلى شرح الارشاد للمحقق الاردبيلي وعلى الوافي والمعالم والتهذيب والمسالك وعلى شرح القواعد، وعلى الرجال الكبير وغير ذلك من الكتب والرسائل وقد أورد ترجمته تلميذه ابوعلي في منتهاه ومدحه بمدائح عظيمة. وقال في آخره فالحري ان لا يمدحه مثلي ويصف فلعمري تفنى في نعمته القراطيس والصحف لانه المولى الذي لم تكتحل عين الزمان له بنظير كما يشهد له من شهد فضائله ولا ينبئك مثل خبير.
وقال في ترجمة ولده العالم الفاضل الآقا محمد علي، كان ميلاده في سنة ١١٤٤ (غقمد)، واشتغل على والده مدة إقامته في بهبهان ثم انتقل معه إلى كربلاء وبقي بها برهة من السنين مشغولا بالقراءة والتدريس والافادة والتأليف ثم تحول إلى بلدة الكاظمين عليه السلام وأقام بها إلى سنة وقوع الطاعون في العراق والآن في ديار العجم كنار على علم حتى قيل (ومن يشابه أبه فما ظلم)، ثم ذكر
مصنفاته، منها رسالة في حلية الجمع بين فاطميتين رد فيها على شيخنا الشيخ يوسف، وكتاب مقاطع الفضل جمع فيه مسائل انيقة بل رسائل بليغة رشيقة إلى غير ذلك إنتهى.
وله اخ اصغر اسمه الآغا عبدالحسين كان من العلماء والفقهاء المعروفين متوطنا ببلدة همدان، له شرح على المعالم. توفي بعد نيف و ١٢٤٠، وتوفى والدهما المحقق البهبهاني في الحائر الشريف سنة ١٢٠٨ (غرح)، ودفن في الرواق الشرقي المطهر قريبا مما يلي ارجل الشهداء رضوان الله تعالى عليهم اجمعين.
حكي عنه (ره) انه سئل بم بلغت ما بلغت من العلم والعزة والشرف والقبول في الدنيا والآخرة؟ فكتب في الجواب لا اعلم من نفسي شيئا استحق ذلك إلا اني لم اكن احسب نفسي شيئا ابدا ولا اجعلها في عداد الموجودين ولم آل جهدا في تعظيم العلماء والمحمدة على اسمائهم ولم اترك الاشتغال بتحصيل العلم مهما استطعت وقدمته على كل مرحلة ابدا. ثم أعلم ان لآغا محمد علي بن المحقق البهبهانى ولدا فاضلا اسمه احمد، ولد في كرمانشاه سنة ١١٩١، وقرأ في كرمانشاه على والده، وفي العراق على بحر العلوم وكاشف الغطاء، وصاحب الرياض، والميرزا مهدي الشهرستاني والمحقق الاعرجى، وأجازه السيد المجاهد وأثنى عليه ثناء بليغا.
له مصنفات كثيرة منها مرآة الاحوال في معرفة الرجال، وكتاب في تاريخ المعصومين عليهم السلام وتحفة المحبين في فضائل سادات الدين وإمام الائمة الطاهرين عليهم السلام، وتفسير القرآن، والمحمودية في شرح الصمدية ألفها باسم اخيه آغا محمود وجملة من مؤلفاته كتبت في بلاد الهند توفى في كرمانشاه سنة ١٢٤٣ (غرمج)، ودفن في مقبرة والده (ره).
(البياضى)
علي بن يونس العاملي النباطي البياضي الشيخ الجليل الفاضل المحقق المدقق المتكلم الثقة الرضي صاحب كتاب الصراط المستقيم واللمعة في المنطق ورسالة الباب المفتوح إلى ما قيل في النفس والروح، وهذه الرسالة بتمامها مذكورة في كتاب السماء والعالم من البحار، وكتابه الصراط المستقيم كتاب نفيس في الامامة ينبغي ان يكتب في ظهره (صراط علي حق نمسكه).
اجازه الشيخ ناصر بن ابراهيم الذي تقدم ذكره في البويهي توفى سنة ٨٧٧ (ضعز).
ولنتبرك بنقل توقيع شريف مذكور في كتابه الصراط المستقيم، قال: ذكر الشيخ الموثوق به عثمان بن سعيد العمري ان ابن غانم القزويني قال: ان العسكري عليه السلام لا خلف له فشاجرته الشيعة وكتبوا إلى الناحية وكانوا يكتبون لا بسواد بل بالقلم الجاف على الكاغذ الابيض ليكون علما معجزا فورد جوابا اليهم بسم الله الرحمن الرحيم عافانا الله وإياكم من الضلال والفتن انه انتهى الينا شك جماعة منكم في الدين، وفي ولاية ولي أمرهم فغمنا ذلك لكم لا لنا لان الله معنا والحق معنا فلا يوحشنا من بعد علينا ونحن صنايع ربنا والخلق صنائعنا ما لكم في الريب تترددون، أما علمتم ماجاءت به الآثار مما أئمتكم يكون؟ أفرأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون اليها، وأعلاما تهتدون بها من لدن آدم إلى ان ظهر الماضي عليه السلام(١) كلما غاب علم بدا علم، وإذا افل نجم طلع نجم فلما قبضه الله اليه ظننتم انه ابطل دينه وقطع السبب بينه وبين خلقه؟ كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة ويظهر أمر الله وهم كارهون، فاتقوا الله وسلموا لنا وردوا الامر الينا فقد نصحت لكم والله شاه علي وعليكم،
___________________________________
(١) الماضي عليه السلام هوابومحمد الحسن العسكري عليه السلام.
وقديطلق البياضي على الشريف العباسي ابي جعفر بن مسعود بن عبدالعزيز، المتوفى سنة ٤٦٨ (تسح).
له اشعار منها قوله:
يا من ليست لبعده ثوب الضنا |
حتى خفيت به عن العواد |
|
وانست بالسهر الطويل فأنسيت |
اجفان عيني كيف كان رقادي |
|
إن كان يوسف بالجمال مقطع الايدي |
فأنت مقطع الاكباد |
(البيجورى)
الشيخ ابراهيم بن محمد بن احمد البيجوري أو الباجوري المصري الفاضل المدرس، صاحب التأليفات العديدة المشهورة، إنتهت اليه رئاسة الازهر، وكان لسانه رطبا بتلاوة القرآن المجيد، توفي سنة ١٢٧٧.
(البيرجندى)
المولى عبدالعلي بن محمد حسين الفاضل المشهور شارح التذكرة النصيرية في الهيئة، فرغ من تصنيفه في شهر ربيع الاول من السنة الثالثة عشر المنيفة على التسعمائة من الهجرة، له يد طولى في العلوم الرياضية، من تصانيفة شرح المجسطي فرغ منه سنة ٩٣١.
(بيركلى)
زين الدين محمد بن بير علي محيى الدين، حكي انه كان من قصبة بالي كسرى ونشأ في طلب المعارف والعلوم، وعكف على التحصيل والافادة والتصدي للامر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ، فوض اليه تدريس المدرسة الواقعة بالقصبة فمكان يدرس تارة ويعظ اخرى، فقصده الناس من كل فج عميق وانتفع الناس بوعظه ودرسه، له مصنفات منها شرح لب الالباب للبيضاوى، توفى سنة ٩٨١ (ظفا) وهو مكب على التحصيل والعبادة.
(البيرونى)
انظر ابوالريحان.
(البيضاوى)
القاضي ناصر الدين عبدالله بن عمر بن محمد بن علي الفارسي الاشعري الشافعي المفسر المتكلم الاصولي صابح التفسير المسمى بأنوار التنزيل الذى هو في الحقيقة تهذيب الكشاف وتنقيحه. حكي ان هذا الكتاب صار منشأ ترقياته وسبب تقربه عند سلطان ذاك العصر واختصاصه بمنصب القضاء وذلك انه كان قد بعث اليه بكتاب تفسيره المذكور فاستحسنه منه وأشار اليه بأن يطلب منه شيئا بأزاء هذا العمل فقال اريد قضاء البيضاء لكي اترفع به بين اهل ديارى الذين كانوا ينظرون إلى بعين التحقير، وقيل: انه قد استند في انجاح هذا المقصد بذيل همة الشيخ العارف الاوحد الخواجة محمد الكنجائي الذي كان الملك من مريديه، ويزوره في ليالي الجمعات فقبل الشيخ ذلك ولما اجتمع بالملك قال: ان استدعائي من حضرة الملك في هذه الليلة ان يقطع قطعة من رباع جهنم لشخص يتوقعها من جنابك فاستكشف الملك عن مراد الشيخ فقال: ان فلانا أراد ان تمنحه منشور قضاء مملكة فارس فأجابه الملك إلى مسئوله الحكاية.
وله ايضا لبب اللباب والطوالع، والمنهاج، وشرح المصابيح وغير ذلك توفى بتبريز سنة ٦٨٥ (خفه).
وقد يطلق البيضاوي على القاضي ابي عبدالله محمد بن عبدالله بن احمد بن محمد الفقيه، ذكره الخطيب البغدادي في تاريخه، وقال: سكن بغداد في درب السلولي. وكان يدرس الفقه، ويفتي على مذهب الشافعي، وولي القضاء بربع الكرخ، وحدث شيئا يسيرا عن ابى بكر بن مالك القطيعي والحسين بن محمد ابن عبيد العسكري كتبت عنه، وكان ثقة صدوقا دينا سديدا.
ثم روى عنه باسناده عن النبي صلى الله عليه وآله قال: معترك المنايا بين السبعين والستين ثم قال: مات القاضى ابوعبدالله البيضاوي فجأة في ليلة ١٤ رجب سنة ٤٢٤ ودفن صبيحة تلك الليلة في مقبرة باب حرب إنتهى.
والبيضاوي نسبة إلى بيضاء مدينة مشهورة بفارس، وعن تلخيص الآثار قال: بيضاء مدينة كبيرة بأرض فارس بناها العفاريت من الحجر الابيض لسليمان عليه السلام، وهي مدينة طيبة، وافرة الغلاة، صحيحة الهواء لا يدخلها الحيات والعقارب الخ، وعن عجائب البلدان: ان فرعون موسى عليه السلام كان من اهل بيضاء إنتهى .
(البيهقى)
ابوبكر احمد بن الحسين بن علي الخسروجردي الشافعي الحافظ الفقيه المشهور صاحب السنن الكبير والسنن الصغير، ودلائل النبوة، وشعب الايمان وغيرها، قيل: انه كان من كبار اصحاب الحاكم ابن البيع، وكان زاهدا قانعا من دنياه بالقليل.
قال إمام الحرمين في حقه: ما من شافعي إلا وللشافعي في عنقه منة إلا البيهقي فان له المنة على الشافعي نفسه وعلى كل شافعي لما صنف في نصرة مذهبه ومن كلماته بنقل صاحب الكامل البهائي مقابل قول من قال: ان معاوية خرج من الايمان بمحاربة علي عليه السلام، قال: ان معاوية لم يدخل في الايمان حتى يخرج منه بل خرج من الكفر إلى النفاق في زمن الرسول صلى الله عليه وآله، ثم رجع إلى كفره الاصلي بعده.
توفى سنة ٤٥٨ (تنح) بنيسابور ونقل إلى بيهق وبيهق بفتح الموحدة وسكون الياء وفتح الهاء موضع كان بقرب سبزوار.
وعن العلامة الطباطبائي بحر العلوم (ره) قال: بيهق ناحية معروفة بخراسان بين نيسابور وبلاد فارس وقاعدتها بلدة سبزوار وهي من بلاد الشيعة الامامية قديما وحديثا، وأهلها في التشيع اشهر من اهل خاف وباخرز في التسنن، إنتهى.
وقد يطلق البيهقي على ابراهيم بن محمد احد اعلام القرن الثالث، صاحب كتاب المحاسن والمساوي، وهو كتاب كتبه في ايام المقتدر العباسي، وروى عن المدائني المتوفى سنة ٢٢٥ بلفظ حدثنا، وعن ابن السكيت وعن ابراهيم ابن السندي بن شاهك الذى كان عند المأمون في مقام أبيه السندي عند هارون الرشيد، وكان من العلماء بأمر الدولة وبالجملة هو كتاب نفيس ويذكر فيه قصة ضرب عبدالملك السكة الاسلامية باشارة مولانا ابى جعفر الباقر عليه السلام وتعليمه إياه، نقل منه الدميري في حياة الحيوان ومما ذكر فيه وينبغي هنا نقله ما رواه عن عدي بن حاتم انه دخل على معاوية بن ابي سفيان فقال يا عدي أين الطرفات؟ يعني بنيه طريفا وطارفا وطرفة قال: قتلوا يوم صفين بين يدي علي بن ابي طالب عليه السلام فقال: ما أنصفك ابن ابي طالب إذ قدم بنيك وأخر بنيه، قال: صف لي عليا؟ فقال: إن رأيت ان تعفيني، قال: لا اعفيك قال: كان والله بعيد المدى شديدالقوى، يقول عدلا ويحكم فصلا تتفجر الحكمة من جوانبه، والعلم من نواحيه، يستوحش من الدنيا وزهرتها ويستأنس بالليل ووحشته، وكان والله غزير الدمعة طويل الفكرة، يحاسب نفسه إذا خلا ويقلب كفيه على ما مضى، يعجبه من الناس القصير، ومن المعاش الخشن، وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذا سألناه ويدنينا إذا أتيناه ونحن مع تقريبه لنا
وقربه منها لا نكلمه لهيبته، ولا نرفع اعيننا اليه لعظمته، فان تبسم فعن اللؤلؤ المنظوم، يعظم اهل الدين، ويتحبب إلى المساكين، لا يخاف القوي ظلمه ولا ييأس الضعيف من عدله، فأقسم لقد رأيته ليلة وقد مثل في محرابه وأرخى الليل سرباله وغارت نجومه ودموعه تتحادر على لحيته وهو يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين فكأني الآن اسمعه وهو يقول: يا دنيا إلي تعرضت أم إلي اقبلت؟ غري غيري لا حان حينك قد طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك، فعيشك حقير وخطرك يسير، آه من الزاد وبعد السفر وقلة الانيس، قال: فوكفت عينا معاوية وجعل ينشفها بكمه، ثم قال: يرحم الله أبا الحسن كان كذلك؟ فكيف صبرك عنه؟ قال: كصبر من ذبح ولدها في حجرها فهي لا ترفأ دمعتها. ولا تسكن عبرتها.
قال: فكيف ذكرك له؟ قال: وهل يتركني الدهر ان أنساه؟ إنتهى.
باب التاء
(تأبط شرا)
لقب ثابت بن جابر احد فرسان العرب، يحكي انه كان اعدى الناس أي اجرأهم حتى قيل: انه إذا جاع اطلق على رجليه خلف الظبية فأمسكها وذبحها وشواها وأكلها.
توفى سنة ٥٣٠ مسيحي، وهو شاعر شهير، قيل: لقب بهذا اللقب لانه تأبط سيفا وخرج، فقيل لامه: أين هو؟ فقالت: لا ادري تأبط شرا وخرج.
(تاج الدين)
الاحسن بن محمد الاصفهاني المعروف بملا تاجا تلميذ العالم الجليل المولى حسن علي وهو والد الفاضل الهندي الذي يأتى ذكره.
(تاج الدين الخراسانى)
محمد بن ابى السعادات عبدالرحمان بن محمد بن مسعود المروزي الفقيه الشافعي الاديب الفاضل الذي شرح مقامات الحريري شرحا كبيرا، كان مقيما بدمشق ومات بها سنة ٥٨٤ ودفن بجبل قاسيون بكسر السين وهو جبل مطل على دمشق من جهتها الشمالية.
(تاج الدين)
علي بن احمد الحسيني العاملي، فاضل زاهد محدث عابد فقيه نبيه، صاحب كتاب التتمة في معرفة الائمة عليهم السلام، روى عنه جماعة من مشايخ كتاب الوسائل.
(تاج الدين الكندى)
ابواليمن زيد بن الحسن بن زيد المقري النحوي، كان واحد عصره في الادب، ولد في بغداد، ونشأ في دمشق أخذ عن أبيه الشجري وابن الخشاب وابن الجواليقي، وصحب الامير عزالدين فروخ شاه بن شاهنشاه وهو ابن اخي السلطان صلاح الدين بن ايوب واختص به وسافر بصحبته إلى الديار المصرية واقتنى من كتب خزائنها كل نفيس، وعاد إلى دمشق واستوطنها وقصده الناس وأخذوا عنه، وله كتاب مشيخة.
ومن شعره:
دع المنجم يكبوا في ضلالته |
إن ادعى علم ما يجري به الفلك |
|
تفرد الله بالعلم القديم فلا |
الانسان يشركه فيه ولا الملك |
|
أعد للرزق من اشراكه شركا |
وبئست العدتان الشرك والشرك |
توفى بدمشق سنة ٦١٣ (خيج)
(تاج الملة)
لقب عضد الدولة الديلمي وإلى هذا اللقب اضاف الصابي كتابه التاجي في اخبار بني بويه.
(التجلى)
المولى على رضا بن كمال الدين الحسين الاردكاني العالم الفاضل الشاعر، كان تلميذ المحقق الخونساري، له تصانيف في الفقه والكلام والتفسير وغيرها، إلا ان براعته في الشعر محت سائر فضائله، فهو ملك الشعراء، له ديوان شعر فارسي، ومن شعره من ألطف الاشعار وأعذبها، توفى بشيراز سنة ١٠٨٥ (غفه) كذا عن (ض).
(الترمذى)
ابوعيسى محمد بن عيسى بن سورة الضير المحدث المشهور، لقي الصدر الاول، وأخذ عن المشاهير كالبخاري، وشاركه في بعض شيوخه، وكان يضرب به المثل في الحفظ والضبط، له (الشمائل المحمدية) و (كتاب السنن) أحد الصحاح الست. فعن كشف الظنون قال الجامع الصحيح للامام الحافظ ابى عيسى الترمذي المتوفى سنة ٢٧٩ وهو ثالث الكتب الستة في الحديث.
نقل عن الترمذي قال: صنفت هذا الكتاب فعرضته على علماء الحجاز والعراق وخراسان فرضوا به ومن كان في بيته فكأنما النبي صلى الله عليه وآله في بيته يتكلم إنتهى، وقد يطلق الترمذي على ابى عبدالله محمد بن علي بن الحسن الحكيم الترمذي من كبار مشائخ خراسان من علماء القرن الثالث.
له من التصانيف نوادر الاصول، وعلل الشريعة، حكي انهم نفوه من ترمذ وأخرجوه منها وشهدوا عليه بالكفر وذلك بسبب تصنيفه كتاب الولاية وكتاب علل الشريعة، وقالوا انه يقول: ان للاولياء خاتما كما ان للانبياء خاتما، فجاء إلى بلخ فقتلوه بسبب مخالفته إياهم على المذهب.
ويطلق ايضا على ابي جعفر محمد بن احمد بن نصر الترمذى الفقيه الشافعي البغداي المتوفى سنة ٢٩٥ (رصه). والترمذي نسبة إلى ترمذ مدينة قديمة على طرف نهر بلخ الذى يقال له جيحون وفيه ثلاث لغات اشهرها كسر التاء والميم.
(التسترى)
بضم أوله وسكون ثانيه وفتح ثالثه نسبة إلى تستر بلدة من كور الاهواز من خوزستان ويقال لهاشوشتر بها قبر البراء بن مالك الانصاري أخو أنس بن مالك وهو الذي شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلا بدرا، وكان شجاعا مقداما وتقدم في أبودجانة الارشاد إلى ذلك، وكان من السابقين الذين رجعوا إلى امير المؤمنينعليهالسلام ، ينسب اليها جماعة كثيرة منهم ابومحمد سهل بن عبدالله التستري من كبار الصوفية، لقي ذا النون المصري وسكن البصرة زمانا وعبادان مدة، ولد سنة ٢٠٠، وتوفى بالبصرة سنة ٢٨٣ أو ٢٧٣، ويأتى في ذوالنون ما يتعلق به.
ومنهم شيخنا الاجل عزالدين المولى عبدالله بن الحسين التستري، قال المجلسي الاول في شرح المشيخة في حقه: كان شيخنا وشيخ الطائفة الامامية في عصره العلامة المحقق المدقق الزاهد العابد الورع وأكثر فوائد هذا الكتاب من افاداته رضى الله تعالى عنه، حقق الاخبار والرجال والاصول بما لا مزيد عليه، وله تصانيف منها التتميم لشرح الشيخ نورالدين علي على قواعد الحلي سبع مجلدات منها يعرف فضله وتحقيقه وتدقيقه.
وكان لي بمنزلة الاب الشفيق، بل بالنسبة إلى كافة المؤمنين، وتوفى رحمه الله
في العشرالاول من محرم الحرام، وكان يوم وفاته بمنزلة العاشوراء وصلى عليه قريب من مائة ألف ولم نر هذا الاجتماع على غيره من الفضلاء، ودفن في جوار اسماعيل بن زيد بن الحسن ثم نقل إلى مشهد ابي عبدالله الحسين عيه السلام بعد سنة ولم يتغير حين اخرج.
وكان صاحب الكرامات الكثيرة مما رأيت وسمعت، وكان قرأ على شيخ الطائفة ازهد الناس في عهد مولانا احمد الاردبيلي رحمه الله وعلى الشيخ الاجل احمد بن نعمة الله بن احمد بن محمد بن خاتون العاملي رحمهم الله وعلى ابيه نعمة الله، وكان له عنهما الاجازة للاخبار، وأجاز لي كما ذكرته في اوائل الكتاب ويمكن ان يقال انتشار الفقه والحديث كان منه وإن كان غيره موجودا ولكن كان لهم الاشغال الكثيرة، وكان مدة درسهم قليلا بخلافه رحمه الله فانه كان مدة إقامته في اصبهان قريبا من اربع عشرة سنة بعد الهرب من كربلا المعلى اليه وعندما جاء باصبهان ولم يكن فيه من الطلبة الداخلة والخارجة خمسون وكان عند وفاته ازيد من الالف من الفضلاء وغيره من الطالبين ولا يمكن عد مدائحه في المختصرات رضي الله تعالى عنه.
وعن حدائق المقربين نقل انه جاء يوما إلى زيارة شيخنا البهائي فجلس عنده ساعة إلى ان اذن المؤذن فقال الشيخ: صل صلاتك هاهنا لان نقتدي بك ونفوز بفوز الجماعة فتأمل ساعة ثم قام ورجع إلى المنزل ولم يرض بالصلاة في جماعة هناك فسأله بعض احبته عن ذلك وقال مع غاية اهتمامك في الصلاة في أول الوقت كيف لم تجب الشيخ الكذائي إلى مسؤله فقال: راجعت إلى نفسي سويعة فلم أر نفسي لا تتغير بامامتي لمثله فلم ارض بها.