الكنى والألقاب الجزء ٢
0%
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
المفيد من فقهاء الاصحاب وله اصل ويروي عنه كثير من الاجلاء كابن ابي عمير وصفوان وابن محبوب والبزنطي والحسن بن سعيد وابن بزيع وغيرهم رضوان الله عليهم اجمعين. وهو الذي كان أول من دخل على الامام موسى بن جعفر بعد وفاة أبيه عليهم السلام واطلع على إمامته ثم اخبر اصحابه بذلك وصرفهم عن عبدالله الافطح الذي جلس مجلس أبيه وادعى الامامة افتراء.
(الجوهرى)
ابونصر اسماعيل بن حماد الفارابي، كان من اذكيا العالم وأعاجيب الدنيا لانه كان من الفاراب احدى بلاد الترك من عشيرة تركية، ولع باللغة العربية وأسرارها وأخذ يطوف من مظان وجودها.
اخذ عن السيرافي والفارسي وسافر إلى الحجاز وشافه باللغة العرب العاربة ودخل بلاد ربيعة ومضر فأقام بها مدة في طلب اللغة ثم عاد إلى خراسان ونزل دامغان عند أبي الحسين بن علي الذي هو احد اعيان الكتاب والفضلاء مكرما عنده في الغاية ثم اقام بنيسابور مدة يدرس في اللغة ويعلم في الكتابة ويشتغل بالتصنيف، وتعلم الخط وكتابة المصاحف والدفاتر، وصنف كتابا في العروض ومقدمة في النحو والصحاح في اللغة بأيدي الناس اليوم وعليه اعتمادهم، أحسن تصنيفه وجود تأليفه وقد اعتنى به الفضلاء فانتخبه بعضهم وسماه منتخب الصحاح وجمع اكثر لغاته محمد بن ابى بكر بن عبدالقادر الرازي بطريق الاختصار وسماه مختار الصحاح، وأخرجه إلى الفارسية بعد التلخيص الشيخ ابوالفضل محمد بن عمر بن خالد المدعو بجمال الدين القرشي فوسمه بالصراح من الصحاح وكان خط الجوهري في نهاية الحسن بحيث يضرب به المثل في الحسن ويذكر مع
ابن مقلة ونظرائه حكي انه مات مترديا من سطح، واختلف في سنة وفاته ولعل الاشهر انها سنة ٣٩٣. وقيل انه تغير عقله وعمل دفتين وشدهما كالجناحين وقال: اريد ان اطير وقفز به من علو فهلك والله تعالى العالم.
وقد يطلق الجوهري على ابى الحسن علي بن الجعد بن عبيد الجوهرى مولى بني هاشم، سمع سفيان الثوري ومالك بن أنس وشبعة ومن في طبقتهم وكتب عنه ابن حنبل وابن معين، وروى عنه البخارى وأبوزرعة وأبوحاتم الرازيان وغيرهم، ذكر الخطيب في تاريخ احمد بن القسم بن مساور ابي جعفر الجوهرى المتوفى سنة ٢٩٣ انه اكثر عن علي بن الجعد فكتب عنه خمسة عشر ألف حديث وروى الخطيب ايضا في ج ١١ عن ابى غسان الدوري قال: كنت عند علي بن الجعد فذكروا عنه حديث ابن عمر كنا تفاضل على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله فنقول خير هذه الامة بعد النبي صلى الله عليه وآله ابوبكر وعمر وعثمان فيبلغ النبي صلى الله عليه وآله فلا ينكر فقال على: انظروا إلى هذا الصبي هو لم يحسن ان يطلق امرأته يقول كنا نفاضل (يشير إلى حديث ابن عمر انه طلق إمرأته في الحيض).
وروي عن احمد بن ابراهيم الدورقى قال قلت لعلي بن الجعد: بلغني انك قلت ابن عمر ذاك الصبي؟ قال: لم اقل ولكن معاوية ما اكره ان يعذبه الله عزوجل وعن هارون بن سفيان المستملي المعروف بالديك قال: كنت عند علي ابن الجعد فذكر عثمان بن عفان فقال: اخذ من بيت المال مائة الف درهم بغير حق (الخ)، توفى سنة ٢٣٠ وقد استكمل ٩٦.
اقول: قال ابن الاثير في الكامل في حوادث سنة ٢٣٠ وفيها مات على بن الجعد ابوالحسن الجوهرى وكان عمره ستا وتسعين سنة، وهو من مشايخ البخاري، وكان يتشيع إنتهى.
وقد يطلق ابنه الحسن بن علي الجعد، ولي قضاء مدينة المنصور بعد عبدالرحمان بن اسحاق الضبي، وكان سريا ذا مروة، وكان من العلماء بمذهب اهل العراق، اخذ عن أبيه وولي القضاء في حياة ابيه، وتوفى سنة ٢٤٢، وتوفى ايضا ابوحسان الزيادي الحسن بن عثمان وكل واحد منهما قاضي، كان احدهما على المدينة والآخر الشرقية، فقيل في رثائهما:
سر بالكرخ والمدينة قوم |
مات في جمعة لهم قاضيان |
|
لهف نفسي على الزيادي منهم |
ثم لهفي على فتى الفتيان |
وقد يطلق الجوهري على الشيخ المقدم احمد بن عبدالعزيز الجوهري صاحب كتاب السقيفة، ذكره الشيخ الطوسي في (ست)، وينقل منه كثيرا ابن ابي الحديد في شرح النهج، وهو عالم محدث كثير الادب ثقة ورع أثنى عليه المحدثون، ورووا عنه مصنفاته.
وقد يطلق على ابى عبدالله احمد بن محمد بن عبدالله الجوهري المعروف بابن عياش وقد تقدم وقال صاحب (ضا) في ذكر من يطلق عليهم الجوهري، (ومنهم) الشاعر الاديب الماهر المشهور ابوالحسن علي بن احمد الجرجاني الصاحب للقصائد الفاخرة الكثيرة في مناقب أهل البيت ومصائب شهدائهم الابرار صلوات الله عليهم، كما في الرياض.
ثم قال: ومنهم ايضا في هذه الاواخر من الفارسيين الاعاجم الميرزا محمد باقر الجوهري الهروي الاصل القزويني المسكن الاصفهانى المتوفى والمدفن الذي كان في الحقيقة مالكا لازمة النظم والنثر، وإماما لائمة الكلام الفارسى في قرب هذاالعصر، صاحب كتاب طوفان البكاء في مقاتل الشهداء وغير ذلك، وكانت وفاته زمن اعتكافه بباب سيدنا وسمينا الامام العلامة المرحوم البقار لفضائل والعلوم صاحب مطالع الانوار في حدود نيف و ١٢٤٠ إنتهى.
(الجوينى)
انظر إمام الحرمين.
(الجهضمى)
نصر بن علي بن نصر البصري الجهضمي، كان من اهل البصرة وقدم بغداد وحدث بها، روى الخطيب انه روي عن علي بن جعفر العلوي قال حدثني اخي موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن ابيه علي بن الحسين عن ابيه عن جده عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه وآله اخذ بيد الحسن والحسين عليهما السلام فقال: من احبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة.
قال ابوعبدالرحمان عبدالله، لما حدث بهذا الحديث نصر بن علي امر المتوكل بضربه ألف سوط، وكلمه جعفر بن عبدالواحد وجعل يقول له: هذا الرجل من اهل السنة، ولم يزل به حتى تركه، وكان له ارزاق فوفرها عليه موسى، قال الخطيب: إنما امر المتوكل بضربه لانه ظنه رافضيا فلما علم انه من اهل السنة تركه.
وروى عنه ايضا قال: دخلت على المتوكل فاذا هو يمدح الرفق فأكثر فقلت يا امير المؤمنين انشدني الاصمعي:
لم ار مثل الرفق في لينه |
اخرج للعذراء من خدرها |
|
من يستعن بالرفق في امره |
يستخرج الحية من خدرها |
فقال: يا غلام الدواة والقرطاس فكتبهما، وروي انه بعث اليه المستعين بالله يشخصه للقضاء فصلى ركعتين وقال اللهم إن كان لي عندك خير فاقبضني اليك فنام فأنبهوه فاذا هو ميت، وكان موته في سنة ٢٥٠ (رن).
والجهضمي نسبة إلى جهضم كجعفر وهو بمعنى الاسد واسم ولعله اسم بعض اجداده أو اتفقت له قصة مع الاسد أو غير ذلك.
(الجهنى)
الذى ينقل منه فضل ليلة القدر وانها ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان إسمه عبدالله بن انيس، ولكن ذكر ابن الاثير في اسد الغابة ان اسمه جحش فراجع باب الجيم منه.
(جيحون)
لقب تاج الشعراء الاغا محمد اليزدي المعروف بالميرزا جيحون صاحب ديوان شعر بالفارسية المتوفى في حدود سنة ١٣١٨.
باب الحاء
(الحاتمى)
ابوعلي محمد بن الحسن بن المظفر الكاتب اللغوي البغدادي احد اعلام الادب المطلعين على لغة العرب، اخذ عن ابي عمر الزاهد غلام ثعلب، وأخذ عن جمع من الاكابر منهم القاضي التنوخي، وله الرسالة الحاتمية شرح فيها ماجرى بينه وبين المتنبي من إظهار سرقاته وإبانة عيوب شعره، توفى سنة ٣٨٨ (شفح)، والحاتمي نسبة إلى بعض اجداده اسمه حاتم.
(حاجى خليفة)
انظر كاتب كَلبى.
(الحازمى)
زين الدين ابوبكر محمد بن موسى بن عثمان بن حازم الهمدانى الشافعي صاحب كتاب الاعتبار في بيان الناسخ والمنسوخ من الآثار، المتوفى ببغداد سنة ٥٨٤ (ثفد).
(الحافظ)
في اصطلاحات اهل الحديث له اطلاقات مذكورة في محالها، منهاانهم يطلقونه على من احاط علمه بمائة الف حديث متنا وإسنادا.
وقيل الحافظ: من روى ما يصل اليه ووعى ما يحتاج لديه.
وقيل الحافظ: من كان حافظا للكتاب والسنة، ثم الحافظ يطلق على جماعة كثيرة من علماء الفريقين، منهم
(الحافظ ابرو)
نور الدين لطف الله الهروى ابن عبدالله المؤرخ المتوفى سنة ٨٣٤ (صلد) صاحب زبدة التواريخ بالفارسية، ألفها لبايسنقر ميرزا.
(الحافظ رجب البرسى)
فاضل محدث شاعر اديب منشئ، صاحب كتاب مشارق الانوار في حقائق أسرار أمير المؤمنين عليه السلام وغيره.
قال العلامة المجلسيرحمهالله : وكتاب مشارق الانوار وكتاب الالفين للحافظ رجب البرسي ولا اعتمد على ما يتفرد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع وإنما اخرجنا منهما ما يوافق الاخبار المأخوذه من الاصول المعتبرة إنتهى.
(وقال شيخنا) الحر العاملي قدس سره في كتابه افراط وربمانسب إلى الغلو وأورد لنفسه فيه اشعارا جيدة، وذكر فيه ان بين المهدي عليه السلام وبين تأليف ذلك الكتاب خمسمائة وثمانية عشر سنة، ومن المذكور فيه قوله:
فرضى ونفلي وحديثي أنتم |
وكل كلي منكم وعنكم |
|
وأنتم عند الصلاة قبلتي |
إذا وقفت نحوكم ايمم |
|
خيالكم نصب لعيني ابدا |
وحبكم في خاطري مخيم |
|
يا سادتي وقادتي اعتابكم |
بجفن عيني لثراها ألثم |
|
وقفا على حديثكم ومدحكم |
جعلت عمري فاقبلوه وارحموا |
|
منوا على الحافظ من فضلكم |
واستنقذوه في غد وأنعموا |
والبرسي نسبة إلى برس وهي قرية بين الكوفة والحلة كما في (ق)، وعن
معجم البلدان قال: برس بالضم موضع بأرض بابل به آثار لبخت نصر، وتل مفرط العلو يسمى صرح البرس إنتهى، (قلت): وبرس وكتكن من قرى خراسان ايضا بقرب ترشيز.
(الحافظ الشيرازى)
شمس الدين محمد العارف الكامل الشيعي الامامي صاحب الديوان المعروف قال الجلبي في كشف الظنون ذكر مرتب ديوان الحافظ في ديباجته ان مولانا الحافظ لم يرتب ديوانه لكثرة اشتغاله بتحشية الكشاف والمطالع ودرسهما فرتب بعده باشارة قوام الدين عبدالله وهو ديوان معروف متداول بنى اهل الفرس ويتفاءل به، وكثيرا ما جاء بيت منه بحسب حال المتفائل، ولهذا يقال له: لسان الغيب انتهى.
توفى الحافظ المذكور في حدود سنة ٧٩١ ودفن في شيراز عند باب البلد وقبره معروف هناك واتفق مروري به سنة ١٣١٩ في رجوعى من بيت الله الحرام إلى قم المحروسة على طريق شيراز، (والحافظ) ابن محمد بن المستنصر احد الخلفاء الفاظمية يأتى ذكره في العبيدية.
(الحافى)
ابونصر بشر بن الحارث بن عبدالرحمان المروزي الاصل بغدادي المسكن العارف الزاهد المشتهر احد اركان رجال الطريقة، قيل انه كان من اولاد الرؤساء والكتاب، وكان من اهل المعازف والملاهى فتاب ونقل في سبب توبته انه اصاب
في الطريق قطعة فيها مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم وقد وطأته الاقدام فأخذها واشترى بدراهم كانت معه غالية فطيب بها الورقة وجعلها في شق حائط فرأى في النوم كأن قائلا يقول: يا بشر طيبت اسمي فلاطيبن اسمك في الدنيا والآخرة فلما اصبح تاب(١) .
وفي (ضا) قلال العلامة في منهاج الكرامة في سبب توبة بشر انه اجتاز مولانا الامام موسى بن جعفر عليه السلام على داره ببغداد فسمع الملاهى وأصوات الغناء والقصب تخرج من تلك الدار فخرجت جارية وبيدها قمامة فرمت بهافي الدرب فقال عليه السلام لها: يا جارية صاحب هذه الدار حرأم عبد؟ فقالت: بل حرفقال صدقت لو كان عبدا خاف من مولاه فلما دخلت قال مولاها وهو على مائدة السكر ما ابطأك؟ فقالت: حدثني رجل بكذا وكذا فخرج حافيا حتى لقي مولانا الكاظم عليه السلام فتاب على يده واعتذر وبكى لديه استحياء من عمله إنتهى.
قال الخطيب: انه كان ابن عم علي بن خشرم، وكان ممن فاق اهل عصره في الورع والزهد، وتفرد بوفور العقل وأنواع الفضل، قال: وكان كثير الحديث إلا انه لم ينصب نفسه للرواية وكان يكرهها، ودفن كتبه لاجل ذلك، وحكي عن ابراهيم الحربي قال: ما اخرجت بغداد أتم عقلا ولا احفظ للسانه من بشر بن الحرث في كل شعرة منه عقلا، وذكر له حكايات من زهده وقناعته ليس هنا مقام نقلها إنتهى.
وله كلمات حكيمة منها: عقوبة العالم في الدنيا ان يعمى بصر قلبه وقال من طلب الدنيا فليتهيأ للذل، وقال: اجعل الآخرة رأس مالك فما اتاك من الدنيا
___________________________________
(١) ويشبه هذا ما في الكامل البهائي عن كتاب الحاوية انه لما جيئ برأس الحسين عليه السلام إلى يزيد لعنه الله شرب الخمر وصب منها على الرأس الشريف فأخذته إمرأة يزيد وغسلته بالماء وطيبته بماء الورد فرأت تلك الليلة في منامها سيدة النساء فاطمة الزهراء سلام الله عليها وهى تعتذر اليها بحسن صنيعها.
فهو ربح وقال: حسبك ان قوما موتى يحيى القلوب بذكرهم، وان قوما احياء يقسو القلوب برؤيتهم، وقال لاصحاب الحديث: أدوا زكاة هذا الحديث قالوا وما زكاته؟ قال: اعملوا من كل مائتي حديث بخمسة احاديث، وقيل له: بأي شئ تأكل الخبز؟ قال: اذكر العافية فأجعلها إداما.
ويحكي عنه انه كان يقول:
اقسم بالله لمص النوى |
وشرب ماء القلب المالحة |
|
اعز للانسان من حرصه |
ومن سؤال الاوجه الكالحة |
|
فاستغن بالله تكن ذا الغنى |
مغتبطا بالصفقة الرابحة |
|
اليأس عز والتقى سؤدد |
ورغبة النفس لها فاضحة |
|
من كانت الدنيا له برة |
فانها يوما له ذابحة |
وسئل عن القناعة فقال لو لم يكن في القناعة شئ إلا التمنع بعز الغناء لكان ذلك يجزي ثم انشأ يقول:
أفادتنى القناعة أي عز |
ولا عز اعز من القناعة |
|
فخذ منها لنفسك رأس مال |
وصير بعدها التقوى بضاعة |
|
تحز حالين تغنى عن بخيل |
وتسعد في الجنان بصبر ساعة |
روى الخطيب عن محمد بن نعيم قال: دخلت على بشرفي علته فقلت عظني فقال: ان في هذه الدار نملة تجمع الاحب في الصيف لتأكله في الشتاء فلما كان يوم اخذت حبة في فمها فجاء عصفور فأخذها والحبة فلا ماجمعت اكلت ولا ما أملت نالت: قلت زدني قال ما تقول فيمن القبر مسكنه والصراط جوازه، والقيامة موقفه والله مسائله فلا يعلم إلى الجنة فيهنأ أو إلى النار فيعزى فواطول حزناه وأعظم مصيبتاه، زاد البكاء فلا عزاء، واشتد الخوف فلا أمن انتهى توفى سنة ٢٢٧ (ركز) وهو ابن ٧٥ سنة وقبره ببغداد وحكي انه كان له ثلاث اخوات وهن مضغة ومخة وزبدة زاهدات عابدات
ورعات، وفي (ضا) قال: ومن اسباطه الشيخ ابونصر عبدالكريم بن محمد الهروني الديباجي، المعروف بسبط بشر الحافي، وكان من علماء الامامية كما في الرياض إنتهى. ثم ان المستفاد من الدرة المنظومة للعلامة بحر العلوم في مبحث كيفية الصلاة على الاموات ان من جملة ألقاب القاضي عز المؤمنين ابن البراج الحافي ايضا وذلك انه يقول:
وسن رفيع اليد بالتكبير |
والمكث حتى الرفع للسرير |
|
والخلع للحذاء دون الاختفا |
وسن في قضائه الحافي الحفا |
(الحاكم)
وقد يقال له الحاكم النيسابوري هو ابوعبدالله محمد بن عبدالله بن محمد ابن حمدويه الحافظ المعروف بابن البيع كالسيد ايضا. كان واسع العلم لمام الحفاظ والمحدثين، جاب البلاد في رحلته العلمية وسمع من جماعة كثيرة يقرب من ألفي شيخ، وكانت اعلام عصره كالصعلوكي والامام ابن فورك وسائر ائمة العلم والحديث يقدمونه على انفسهم ويراعون حق فضله ويعرفون له الحرمة الاكيدة ولا يرتابون في إمامته وهو من ابطال الشيعة وسدنة الشريعة، وله التصانيف التى لعلها تبلغ ألف جزء، منها المستدرك على الصحيحين، وتاريخ علماء نيسابور، وكتاب فضائل فاطمة صلوات الله عليها وغير ذلك، حكي عنه قال: شربت ماء زمزم وسألت الله تعالى ان يرزقني حسن التصنيف.
قال الخطيب في حقه: كان من اهل الفضل والعلم والمعرفة والحفظ، وله في علوم الحديث مصنفات عدة، ثم ذكر انه ورد بغداد في شبيبته فكبت بها عن جمع من الشيوخ ثم وردها وقد علت سنة فحدث بها.
روى عنه الدار قطني وغيره، وكان ثقة، ولد سنة ٣٢١.
وقال: حدثني بعض اصحابنا عن ابي الفضل بن الفلكي الهمداني وكان وحل إلى نيسابور وأقام بها انه قال: كان كتاب تاريخ النيسابور يين الذي صنفه الحاكم احد ما رحلت إلى نيسابور بسببه، وكان ابن البيع يميل إلى التشيع فحدثني ابواسحاق ابراهيم بن محمد الارموي بنيسابور.
وكان شيخا صالحا فاضلا عالما، قال: جمع الحاكم ابو عبدالله احاديث زعم انها صحاح على شرط البخاري ومسلم يلزمهما إخراجها في صحيحيهما منها حديث الطائر: ومن كنت مولاه فعلي مولاه فأنكر عليه اصحاب الحديث ذلك ولم يلتفتوا فيه إلى قوله ولا صوبوه في فعله، انتهى ما نقلناه عن تاريخ بغداد صرح جمع من الفريقين بتشيعه، عن الذهبي عن ابن طاهر قال سألت ابا اسماعيل الانصاري عن الحاكم فقال: ثقة في الحديث، رافضي خبيث ثم قال ابن طاهر كان شديد التعصب للشيعة في الباطن، وكان يظهر التسنن في التقديم والخلافة وكان منحرفا عن معاوية وآله متظاهرا بذلك ولا يعتذر منه، قال الذهبي: أما انحرافه عن خصوم علي فظاهر.
وأما أمر الشيخين فمعظم لهما بكل حال فهو شيعي لا رافضي، وليته لم يصنف المستدرك فانه عقل عن فضائله لسوء تصرفه، وذكره ابن شهر اشوب في معالم العلماء، وصاحب الرياض في القسم الاول في عداد الامامية على ما نقل عنهما. توفى ثالث صفر سنة ٤٠٥ خمس واربعمائة بنيسابور، والحاكم في اصطلاح المحدثين من احاط علمه بجميع الاحاديث.
وقول ابن خلكان في حق الحاكم النيسابوري، وإنما عرف بالحاكم لتقلده القضاء تعسف، ولعله إنما قال لك تعصبا لمذهبه. والنيسابورى بفتح النون وسكون المثناة من تحت نسبة إلى نيسابور وهى
من احسن مدن خراسان واعظمها وأجمعها للخيرات، وإنما قيل لها نيسابور، لان سابور ذا الاكتاف احد ملوك الفرس المتأخرة لما وصل إلى مكانها اعجبه، وكان مقصبة فقال يصلح ان يكون هاهنا مدينة فأمر بقطع القصب وبنى المدينة فقيل لها نيسابور (والني القصب بالفارسية) كذا عن السمعاني.
اقول: وينسب اليها ابوعلي الحسين بن علي بن يزيد بن داود الحافظ النيسابورى الذى ذكره الخطيب في تاريخه.
وقال: كان واحد عصره في الحفظ والاتقان والورع مقدما في مذاكرة الائمة كثير التصنيف، ذكره الدار قطني فقال: إمام مذهب وكان مع تقدمه في العلم احد الشهود المعدلين بنيسابور.
ورحل في طلب الحديث إلى الآفاق البعيدة بعد ان سمع بنيسابور، ثم ذكر مشايخه في البلاد الذي رحل اليها.
وروي عن ابي بكر بن ابي دارم الكوفي الحافظ بالكوفة انه قال: ما رأيت ابا العباس بن عقدة يتواضع لاحد من حفاظ الحديث كتواضعه لابى علي النيسابوري توفى منتصف ج ١ سنة ٣٤٩ (شمط)، وكان مولده سنة ٢٧٧.
(الحاكم بأمر الله)
المنصور بن العزيز بن المعز الفاطمي صاحب مصر احد الخلفاء العبيديين الذين تأتي الاشارة اليهم في العبيدية إن شا الله تعالى.
ذكر ابن خلكان انه كان جوادا بالمال، سفاكا للدماء، وان سيرته كانت من اعجب السير يخترع كل وقت احكاما كالامر بسب الصحابة والنهي عنه، والامر بقتل الكلاب، والنهي عن بيع الفقاع والجرجير والسمك الذي لا قشر له وعن بيع الزيت وعن حمله إلى مصر وأمره النصارى واليهود بلبس العمائم السود، وأن تعمل في اعناقهم الصلبان، وأن يكون الصلبان في اعناقهم
إذا دخلوا الحمام وفي اعناق اليهود الجلاجل ليتميزا عن المسلمين ثم افرد حماملتهم من حمامات المسلمين وأمر بهدم الكنيسة المعروفة بقمامة، وهدم جميع الكنائس بالديار المصرية، نهى عن تقبيل الارض له وعن الدعاء والصلاة عليه في الخطب، ونهى عن التكلم في صناعة النجوم، وأمر بنفى المنجمين عن البلاد فجمعوا وتابوا فأعفوا، وكذلك اصحاب الغناء، ومنع النساء من الخروج إلى الطرقات ليلا ونهارا، ومنع الاساكفة من عمل الخفاف للنساء، ومحيت صورهن من الحمام، ولم تزل النساء ممنوعات عن الخروج إلى ايام ولده الظاهر وكانت مدة منعهن سبع سنين وسبعة اشهر إلى غير ذلك.
وكان يحب الانفراد والركوب على بهيمة وحده، فاتفق انه خرج ليلة ٢٧ شوال سنة ٤١١ (تيا) إلى ظاهر مصر، ثم توجه إلى شرقى حلوان ففقد فوجدت ثيابه وفيهاآثار السكاكين يقال ان اخته دست عليه من يقتله والله أعلم وحلوان هنا كحمران قرية مليحة كثيرة النزه فوق مصر بمقدار خمسة اميال، كان يسكنها بعدالعزيز بن مروان الاموي لما كان واليامصر وبها توفى، وبها ولد ابنه عمر بن عبدالعزيز.
(الحامض النحوى)
ابوموسى سليمان بن محمد بن حامد البغدادي، أخذ النحو عن ثعلب وجلس مجلسه وخلفه بعد موته، وصنف كتبا في الادب وغيره، توفى ببغداد سنة ٣٠٥ (شه).
(حجة الاسلام)
عند العامة يطلب على ابي حامد الغزالي ويأتي ذكره، وأما عندنا فيطلق على السيد العلامة محمد باقر بن محمد نقي الموسوى الشفتي الجيلاني الاصبهاني الذي كان أمره في العلم والتحقيق والتدقيق والديانة الجلالة ومكارم الاخلاق اشهرمن ان يذكر وأجل من ان يسطر، ولد في سنة ١١٧٥.
وانتقل إلى العراق سنة ١١٩٢ وله سبع عشرة سنة فحضر في كربلاء على الاستاذ الاكبر والمير السيد علي صاحب الرياض، ثم رحل إلى النجف وتلمذ على العلامة الطباطبائي بحر العلوم والشيخ الاكبر كاشف الغطاء ثم رجع إلى الكاظمية وقرأ القضاء والشهادات على المقدس الاعرجي مدة. وفي سنة ١٢٠٠ رحل إلى قم وحضر عند المحقق القمي ستة اشهر، ثم رحل إلى كاشان عند المولى مهدي النراقى، ثم انتقل إلى اصبهان فسكن بها، فاجتمع عليه اهل العلم والمحصلون وانتقلت اليه رئاسة الامامية في اغلب الاقطار بعد ذهاب المشايخ رحمهم الله تعالى. له مصنفات فائقة نافعة، منها كتاب السؤال والجواب وكتاب مطالع الانوار في الفقه، وتحفة الابرار بالفارسية، بلغ فيه إلى ابواب التعقيب مشتملا على فوائد مهمة وفروع نادرة ورسالة في مناسك الحج، ورسائل في الفقه، وفي الرجال اكثرها معروفة مشحونة بالتحقيقات والفوائد الكثيرة حج سنة ١٢٣٢ من طريق البحر.
وفي حدود سنة ١٢٤٥ اخذ في بناء المسجد الاعظم باصبهان وأنفق عليه مالا جزيلا، وجعل له مدارس وحجرات للطلبة، وأسس اساسا لم يعهد مثله من احد من العلماء والمجتهدين، وبنى فيه قبة لمدفن نفسه، فتوفى (ره) بمرض الاستسقاء ثاني شهر ربيع الاول سنة ١٢٦٠ (غرس) فدفن فيها وهي الآن مشهد معروف ومزار متبرك.
له حكايات في عباداته ومناجاته ونوافله وسخائه وعطاياه، وفي إقامته الحد وغير ذلك.
ويروي عن المحقق القمي وعن المحقق الاعرجي السيد محسن الكاظمي (ره) وولده السيد السند العالم الفقيه الجليل السيد اسد الله، كان من اجلاء تلامذة صاحب الجواهر، حكي ان الناس كانوا يقدمونه على أبيه في اغلب مكارم اخلاقه ومحامد اوصافه.
توفى سنة ١٢٩٠ (غرص)، وقبره في النجف الاشرف وأستاذه صاحب الجواهر هو الشيخ الاجل خاتم العلماء والمجتهدين الشيخ محمد حسن بن الشيخ باقر النجفى مربي الفضلاء والاب الروحاني لكافة العلماء الذي من على من اتى بعده من الفقهاء بتاليف هذا الكتاب الشريف والجامع المنيف الذي هو كالبحار بين كتب الحديث جزاه الله تعالى خير الجزاء.
توفى سنة ة ١٢٦٦ وقبره في النجف الاشرف مزار مشهور، قال تلميذه صاحب نخبة المقال في تاريخه:
ثم محمد حسن بن الباقر |
شيخ جليل صاحب الجواهر |
|
عنه استفدنا برهة مما سلف |
كان وفاته على ارض النجف |
١٢٦٦.
يروي (ره) عن صاحب كشف الغطاء وعن السيد جواد العاملي ويروي عنه الشيخ الاجل شيخ العراقين الحاج الشيخ عبدالحسين الطهراني استاذ شيخنا العلامة النوري نورالله مراقدهم اجميعن.
وروى شيخنا في المستدرك عن شيخه المذكور انه قال: لو اراد مؤرخ زمان صاحب الجواهر ان يثبت الحوادث العجيبة في ايامه ما يجد حادثة بأعجب من تصنيف الجواهر في عصره، وهذا من الظهور بمكان لا يحتاج إلى الشرح والبيان (إنتهى).
(الحداد الشاعر)
ابوالمنصور ظافر بن القسم بن منصور الجزامى الاسكندرانى له ديوان شعر روى عنه الحافظ السلفى وغيره توفى سنة ٥٤٦.
(الحذاء)
انظر ابن ابى عقيل وأبوعبيدة الحذاء.
(الحربى)
ابواسحاق ابراهيم بن اسحاق بن ابراهيم، ولد سنة ١٩٨، وسمع ابا نعيم الفضل بن دكين وأحمد بن حنبل وعلي بن الجعد وجمعا كثيرا من نظرائهم، وروى عنه خلق كثير ذكره الخطيب في تاريخة وأثنى عليه كثيرا وقال: كان إماما في العلم رأسا في الزهد عارفا بالفقه بصيرا بالاحكام حافظا للحديث مميزا لعلله، قيما بالادب، جماعا للغة، وصنف كتبا كثيرة منها غريب الحديث وغيره، وكان اصله من مرو، ثم ذكر له حكايات كثيرة وقال ذكر عبدالرحمان السلمي انه سأل الدار قطني عن ابراهيم الحربي فقال: كان إماما وكان يفاس بأحمد بن حنبل بزهده وعلمه وورعه.
وروي عن الدار قطني ايضا انه قال في حقه إمام مصنف بارع في كل علم صدوق، مات ببغداد سنة ٢٨٥ إنتهى.
حكي انه دخل عليه قوم يعودونه فقالوا: كيف تجدك يا ابا اسحاق؟ قال اجدني كما قال الشاعر:
دب في البلاء سفلا وعلوا |
وأجدني اذوب علوا فعلوا |
|
بليت جدتي بطاعة نفسي |
فتذكرت طاعة الله نضوا |
(الحر العاملى)
محمد بن الحسن بن علي المشغري شيخ المحدثين وأفضل المتبحرين العالم الفقيه النبيه المحدث المتبحر الورع الثقة الجليل ابوالمكارم والفضائل، صاحب المصنفات المفيدة، منها الوسائل الذي من على المسلمين بتاليف هذا الجامع الذي هو كالبحر لا يساجل.
ومنها كتاب (امل الآمل) الذي نقلنا منه كثيرا في هذا الكتاب جزاه الله تعالى خير الجزاء لخدمته بالشريعة الغراء. قال في هذا الكتاب في ترجمة نفسه، كان مولده في قرية مشغرة ليلة الجمعة ثامن رجب سنة ١٠٣٣ (غلج)، قرأ بها على أبيه وعمه الشيخ محمد الحر وجده لامه الشيخ عبدالسلام بن محمد الحر وخال أبيه الشيخ علي بن محمود وغيرهم، وقرأ في قربة جبع على عمه ايضا وعلى الشيخ زين الدين بن محمد بن الحسن بن زين الدين وعلى الشيخ حسين الظهيري وغيرهم، وأقام في تلك البلاد اربعين سنة وحج فيها مرتين، ثم سافر إلى العراق فزار الائمة عليه السلام ثم زار الرضا عليه السلام بطوس، واتفق مجاورته بها إلى هذا الوقت مدة اربع وعشرين سنة، وحج فيها ايضا مرتين، وزار أئمة العراقعليهالسلام ايضا مرتين، له كتب ثم شرع في تعداد كتبه وذكر بعض اشعاره إنتهى.
(اقول) اني ذكرت في سفينة البحار انه رحمه الله كان في الحجة الثالثة ماشيا من وقت الاحرام إلى ان فرغ، وكاتن معه جماعة مشاة نحو سبعين رجلا وانه رأى رؤيا فيها فائدة.
كان رحمه الله متوطنا في المشهد المقدس الرضوي وأعطي شيخوخة الاسلام ومنصب القضاء وصار من اعاظم علماء خراسان المشار اليهم بالبنان إلى ان توفى في الحادى ووالعشرين من شهر رمضان سنة ١١٠٤ ودفن في الصحن العتيق جنب المدرسة المنسوبة بميرزا جعفر، يروي عن العلامة المجلسي رحمه الله ويروي المجلسي عنه، وصورة إجازته للمجلسي في إجازات البحار ص ١٥٨، وتقدم في البهائى الكلام في العاملي.
(الحرفوشى)
الشيخ محمد بن علي بن احمد العاملي الشامي منار العلم السامي وملتزم كعبة الفضل وركنها الشامى، من فضلاء العلماء الامامية، صاحب الشروح على قواعد الشهيد، والاجرومية، والصمدية والزبدة وغيرها، توفى سنة ١٠٥٩ وابنه الشيخ ابراهيم بن محمد الحرفوشي، كان فاضلا صالحا، قرأ على أبيه وغيره، توفى بطوس سنة ١٠٨٠، قال صاحب الامل: وحضرت جنازته.
والحرفوشي نسبة إلى آل حرفوش الذين كانوا امراء بعلبك، يقال ان اصلهم من العراق من خزاعة، ومسكنهم بعلبك وكرك نوح، ويقال ان من تولى الحكم منهم في بعلبك الامير يونس، وكانوا شيعة إثني عشرية يكرمون العلماء والاشراف، وبنوا المساجد في بعلبك وغيرها، وجامع النهر في بعلبك بناه الامير يونس، وسكنوا قلعة بعلبك وبنوا فيها في المدينة الابنية الفاخرة ودار الامير يونس بجانب القلعة لا تزال قائمة.
(ذكر) الشيخ علي السبط في محكىالدر المنثور في ذكر والده العالم الفاضل الورع التقي الشيخ محمد بن الحسن بن زين الدين الشهيد الثانى المتوفى بمكة المعظمة سنة ١٠٣٠.
من جملة احتياطه وتقواه: انه بلغه ان بعض اهل العراق لا يخرج الزكاة فكان كلما اشترى شيئا من القوت شيئا زكويا، زكاه قبل ان يتصرف فيه وقال: وأرسل اليه الامير يونس بن حرفوش رحمه الله إلى مكة المشرفة خمسمائة قرش، وكان هذا الرجل له املاك من زرع وبساتين وغير ذلك، ويتوقى ان يدخل الحرام فيها، وارسل اليه معها كتابة مشتملة على آداب وتواضع، وكان له فيه اعتقاد زائد والتمس منه ان يقبل ذلك وانه من خالص ماله الحلال، وقد زكاه وخمسة فأبى ان يقبل، فقال له الرسول: ان اهلك وأولادك في بلاد هذا الرجل وله بك تمام الاعتقاد، وله على أولادك وعيالك شفقة زائدة فلا ينبغي ان تجبهه بالرد، فقال: ان كان ولا بد من ذكل فابقها عندك واشتر في هذه السنة بمائة قرش منها شيئا من العود والقماش وغيره ونرسله اليه على وجه الهدية وهكذا تفعل كل سنة منه حتى لا يبقى منه شئ، فأرسل له ذلك تلك السنة وانتقل إلى رحمة الله ورضوانه.
(الحريرى)
ابومحمد القاسم بن علي بن محمد بن عثمان البصري الفاضل الاديب المعروف صاحب المقامات المشهورة، ودرة الغواص في أوهام الخواص وملحة الاعراب وشرحها، وقداعتنى الفضلاء وأرباب الادب بكتاب المقامات وشرحوها شروحا كثيرة ومدحوها مدائح عظيمة.
قال الزمخشري في مدحها:
أقسم بالله وآياته |
ومشعر الخيف وميقاته |
|
ان الحريري حرى بأن |
تكتب بالتبر مقاماته |
ذكر ابن خلكان في ترجمة محمد بن محمد بن ظفر الصقلي ان الحافظ السلفي رأى الحريرى في جامع البصرة وحوله حلقة وهم يأخذون عنه المقامات فسأل عنه فقيل له: ان هذا قد وضع شيئا من الاكاذيب وهو يمليه على الناس فسكت ولم يعرج عليه إنتهى، واني كنت في عنفوان الشباب مولعا بمطالعة هذا الكتاب فمن الله تعلاى علي ببركات اهل البيتعليهمالسلام ومطالعة احاديثهم وكلماتهم ومواعظهم ان ظهر لي ان مطالعة هذا الكتاب وأمثاله يسود القلب ويذهب بصفائه، ولو أراد الانسان الادب والبلاغة والفصاحة والحكمة والمواعظ النافعة فعليه بكتاب نهج البلاغة فان التفاوت بينه وبين سائر الكتب، كالتفاوت بين أمير المؤمنين عليه السلام وسائر الناس:
علي الدر والذهب المصفى |
وباقي الناس كلهم تراب |
توفى في البصرة سنة ٥١٦ (ثيو).
(حسام الدولة)
ابوحسان المقلد بن المسيب بن رافع العقيلي صاحب الموصل، كان فيه
عقل وسياسة وحسن تدبير فغلب على سقي الفرات واتسعت مملكته واستخدم من الديلم والاتراك ثلاثة آلاف رجل، وكان فيه فضل وأدب ومحبة لاهل الادب وينظم الشعر، ذكره ابن خلكان في تاريخه وأثنى عليه، وقال: بينما المقلد المذكور كان في مجلس انسه وهو بالانبار إذ وثب عليه غلام تركى فقتله وذلك في صفر سنة ٣٩١ (شصا).
وحكي ان هذا التركي سمعه وهويقول لرجل ودعه وهو يريد الحج إذا جئت ضريح رسول الله صلى الله عليه وآله فقف عنده وقل له عني: لولا صاحباك لزرتك وذكر مثل ذلك القاضي نورالله في مجالس المؤمنين، ونقل عن تاريخ مصر انه قال في حقه: كان له شعر جيد ورفض فاحش إنتهى.
ولما مات رثاه الشريف الرضي بقصيدتين، ورثاه جماعة من الشعراء، وكان ولده معتمد الدولة ابوالمنيع قرواش غائبا عنه، ثم تقلد الامر من بعده وكانت له بلاد الموصل والكوفة والمدائن وسقي الفرات، ووصلت الغزالى الموصل ونهبوا دار قرواش فاستنجد بنور الدولة ابي الاعز دبيس بن صدقة فأنجده واجتمعا على محاربة الغز فنصروا عليهم وقتل الكثير منهم، ومدحه ابوعلي بن الشبل البغدادي الشاعر بقصيدة منها قوله:
نزهت ارضك من قبور جسومهم |
فغدت قبورهم بطون الانسر |
|
من بعد ما وطأوا البلاد وظفروا |
من هذه الدنيا بكل مظفر |
|
فضوا رتاج السد عن يأجوجه |
ولقوا ببأسك سطوة الاسكندر |
ودامت إمارة قرواش مدة خمسين سنة فوقع بينه وبين اخيه بركة بن المقلد، وكان خارج البلد فقبض بركة عليه في سنة ٤٤١ وقيده وحبسه وتولى مكانه وأقام بالامارة سنتين، وتوفى سنة ٤٤٣ فقام مقامه ابن اخيه قريش بن بدران بن المقلد فأول ما فعل قتل عمه قرواشا في مستهل رجب سنة ٤٤٤ ودفن بتل توبة شرقي الموصل.