الكنى والألقاب الجزء ٢
0%
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
(الحصرى)
ابواسحاق ابراهيم بن علي بن تميم القيرواني الشاعر المشهور، له ديوان شعر وزهر الآداب وغيره، توفى سنة ٤١٣، والحصري بضم الحاء وسكون الصاد نسبة إلى عمل الحصر أو بيعها.
(الحصكفى)
الخطيب معين الدين ابوالفضل يحيى بن سلام بن الحسين بن محمد الشيعي الامامي الحصكفي نسبة إلى حصن كيفا من مدائن ديار بكر قال في (ضا) نقلا عن أنساب السمعاني.
وكان خطيبا بميافارقين، وهو واحد افاضل الدنيا، وكان في فن الشعر بارعا جواد الطبع رقيق القول، وكان نظمه ونثره وخطبته في الآفاق مشهورا ورزق عمرا طويلا، وكان غاليا في التشيع كما يظهره من شعره، قال السمعاني: واني وصلت إلى خدمته في سنة ٥٥٠ (ثن)، وأجازني بخطه الشريف جميع مسموعاته، وكانت ولادته في حدود سنة ٤٦٠ (تس)، ووفاته بميافارقين في سنة ٥٥١ (ثنا) وعن ابن كثير الشامي في تاريخه ان الخطيب الحصكفى هذا كان إمام زمانه في كثير من العلوم كالفقه والادب والنظم والنثر ولكن كان غاليا في التشيع.
وعن ابن الاثير في الكامل انه قال: وله شعر حسن ورسائل جيدة، (قلت) ومن جملة اشعاره برواية ابن الجوزي كما في مجالس المؤمنين ما يقول فيه من بعد التغزل المتعارف أعماله على ابواب القصائد:
وسائلي عن حب اهل البيت هل |
أقر إعلانا به أم اجحد |
|
هيهات ممزوج بلحمي ودمي |
هوى أئمة الهدى والرشد |
|
حيدرة والحسنان بعده |
ثم علي بعهد محمد |
وجعفر الصادق وابن جعفر |
موسى ويتلوه علي السيد |
|
أعنى الرضا ثم ابنه محمد |
ثم علي ابنه المسدد |
|
والحسن الثانى ويتلو تلوه |
م ح م د بن الحسن المفتقد |
|
فانهم أئمتي وسادتي |
وان لحاهم معشر وفندوا |
|
أئمة اكرم بهم أئمة |
أسمائهم مسرودة تطرد |
|
هم حجج الله على عباده |
وهم اليه منهج ومقصد |
|
قوم لهم فضل ومجد باذخ |
يعرفه المشرك والموحد |
|
قوم لهم في كل أرض مشهد |
لا بل لهم في كل قلب مشهد |
|
قوم منى والمشعران لهم |
والمروتان لهم والمسجد |
|
قوم لهم مكة والابطح والخي |
ف وجمع البقيع الغرقد |
وقد يطلق الحصكفى على علاء الدين محمد بن علي بن محمد الحصكفى الدمشقي العالم المحدث النحوي، كان يدرس ويفتي بدمشق، وله شرح على المنار للنسفي، وشرح على ملتقى الابحر في الفروع الحنفية لابراهيم الحلبي، المتوفى سنة ٩٥٦ وغير ذلك، توفى سنة ١٠٨٨ (غفح).
(الحطيئة)
مصغرا ابومليكة جرول بن اوس العنسي، شاعر مخضرم ادرك الجاهلية والاسلام، نقل (ضا) عن الكشكول انه كان كثير الهجاء، وانه هجا ابن الزبرقان بن بدر بقوله:
دع المكارم لا تنهض لبغيتها |
واقعد فانك أنت الطاعم الكاسي |
فاستعدى عليه عمر بن الخطاب فقال له عمر: ما أراه هجاك ألا ترضى ان تكون طاعما كاسيا ثم بعث عمر إلى حسان بن ثابت فسأله عن البيت هل هو هجاء؟ فقال:
ما هجاه ولكن سلح عليه فحبسه عمر وقال له: يا خبيث لاشغلنك عن اعراض المسلمين فما زال في السجن إلى ان شفع فيه عمرو بن العاص فخرج وانشأ يقول:
ماذا تقول بأفراخ بذي مرح |
زغب الحواصل لا ماء ولا شجر |
|
غادرت كاسبهم في قعر مظلمة |
فارحم هداك مليك الناس يا عمر |
|
وامنن على صبية بالرمل مسكنهم |
بين الاباطح يغشاهم بها الغرر |
|
نفسي فداؤك كم بيني وبينهم |
من عرض راوية يعمى بها الخبر |
فبكى عمر، ورق له وأطلقه بعد ما اخذ عليه العهود على ان لا يعود إلى هجاء الناس، إنتهى.
قيل توفى سنة ٥٩، وقيل ٣٠، حكي انه لما حضرت عبدالله بن شداد الوفاة أوصى ابنه محمدا وقال: يا بني ليكن أولى الامور بك التقوى لله في السر والعلانية، والشكر لله، وصدق الحديث والنية، فان للشكر مزيدا، والتقوى خير زاد كما قال الحطيئة:
ولست ارى السعادة جمع مال |
ولكن التقي هو السعيد |
|
وتقوى الله خير الزاد ذخرا |
وعند الله للاتقى مزيد |
|
وما لا بد ان يأتى قريب |
ولكن الذي يمضي بعيد |
(الحظيرى الوراق)
انظر الباخرزى.
(الحلاج)
ابومعتب الحسين بن منصور البيضاوي العارف المشهور الذي اختلف الناس في حقه، نشأ بواسط أو بتستر وقدم بغداد فخالط الصوفية وصحب من مشيختهم الجنيد بن محمد وأبا الحسين النوري وعمرو المكى، والصوفية مختلفون فيه فأكثرهم نفنى الحلاج ان يكون منهم، ونسبوه إلى الشعبذة في فعله وإلى الزندقة في عقيدته.
قيل في وجه تسميته بالحلاج انه بعث حلاجا في شغل له فذهب الرجل فلما رجع الرجل وجد كل قطن في حانوته محلوجا فسمي بذلك، أو لانه كان يكشف عن أسرار المريدين ويخبر عنها فسمي حلاج الاسرار.
وقيل: ان اباه كان حلاجا فنسب اليه، ونقل عنه بعض الكلمات والاشعار، ومن شعره لما رؤى على بعض جبال اصبهان وعليه مرقعة وبيده ركوة وعكاز:
لئن امسيت في ثوبي عديم |
لقد بليا في حر كريم |
|
فلا يحزنك ان ابصرت حالا |
مغيرة عن الحال القديم |
|
ولي نفس ستتلف أو سترقى |
لعمرك بي إلى أمر جسيم |
وله ايضا:
اريدك لا اريد للثواب |
ولكني اريدك للعقاب |
|
وكل مآربي قد نلت منها |
سوى ملذوذ وجدي بالعذاب |
روى الخطيب في تاريخ بغداد عن ابى يعقوب النهر جوري قال: دخل الحلاج إلى مكة وكان أول دخلته فجلس في صحن المسجد سنة لا يبرح من موضعه إلا للطهارة أو الطواف ولا يبالي بالشمس ولا بالمطر، وكان يحمل كل عشية كوز ماء للشرب وقرص من اقراص مكة فيأخذ القرص ويعض اربع عضات من جوانبه ويشرب شربتين من الماء شربة قبل الطعام وشربة بعده ثم يضع باقي القرص على رأس الكوز فيحمل من عنده.
وروي انه رؤي في وقت الهاجرة جالسا على صخرة من ابى قبيس في الشمس والعرق منه يسيل على تلك الصخرة.
وروي عن أبى زرعة الطبري يقول الناس فيه اي في الحلاج بين قبول ورد ولكن سمعت محمد بن يحيى الرازي يقول: سمعت عمرو بن عثمان يلعنه ويقول لو قدرت عليه لقتلته بيدي، فقلت: إيش الذي وجد الشيخ عليه؟ قال قرأت
آية من كتاب الله فقال: يمكنني ان اؤلف مثله وأتكلم به، فقال ابوزرعة سمعت ابا يعقوب الاقطع يقول: زوجت ابنتي من الحسين بن منصور لما رأيت من حسن طريقته واجتهاده فبان لي بعد مدة يسيرة انه ساحر محتال خبيث كافر ثم ذكر الخطيب عن الحلاج حكايات من الحيل لا يسع المقام نقلها.
ثم قال: اخبرنا علي بن ابى عن ابي الحسن احمد بن يوسف الازرق ان الحسين بن منصور الحلاج لما قدم بغداد يدعو استغوى كثيرا من الناس والرؤساء وكان طعنه في الرافضة اقوى لدخوله من طريقهم، فراسل ابا سهل بن نوبخت يستغويه، وكان ابوسهل من بينهم مثقفا (أي حاذقا) فهما فطنا فقال ابوسهل لرسوله هذه المعجزات التي يظهرها قد تأتي فيها الحيل ولكن انا رجل غزل(١) ولا لذة لي اكبر من النساء وخلوتي بهن وأنا مبتلى بالصلع حتى اني اطول قحفي وأخذ به إلى حبيبتي وأشده بالعمامة واحتال فيه بحيل ومبتلى بالخضاب لستر الشيب فان جعل لي شعرا ورد لحيتي سوداء بلا خضاب آمنت بما يدعوني اليه كائنا ما كان إن شاء قلت انه باب الامام وإن شاء قلت انه الامام وإن شاء قلت انه النبي وإن شاء قلت انه الله، قال: فلما سمع الحلاج جوابه أيس منه وكف عنه.
اقول وذكر ما يقرب من ذلك الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة وذكر ان الحلاج بعد ذلك سار إلى قم وكتب إلى قرابة علي بن بابويه يستدعيه ويستدعى ابن بابويه ويقول: أنا رسول الامام ووكيله فلما وقع الكتاب في يد ابن بابويه خرقه وأمر باخراج الحلاج من داره متذللا، فخرج الحلاج من قم.
___________________________________
(١) مغازلة النساء محادثتهن والاسم الغزل محركة.
قال الخطيب: أنبأنا ابراهيم بن مخلد أنبأنا اسماعيل بن علي الخطبي في تاريخه قال: وظهر أمر رجل يعرف بالحلاج يقال له الحسين بن منصور وكان في حبس السلطان بسعاية وقعت في وزارة علي بن عيسى الاربلي وذكر عنه ضروب من الزندقة ووضع الحيل على تضليل الناس من جهات تشبه الشعوذة والسحر وادعاء النبوة فكشفه علي بن عيسى عند قبضه عليه وأنهى خبره إلى السلطان يعني المقتدر بالله فلم يقر بما رمي به من ذلك وعاقبه وصلبه حيا اياما متوالية في رحبة الجسر في كل يوم غدوة وينادي عليه بما ذكر عنه ثم ينزل به ثم يحبس فأقام في الحبس سنين كثيرة ينقل من حبس إلى حبس حتى حبس بآخره في دار السلطان فاستغوى جماعة من غلمان السلطان وموه عليهم واستمالهم بضروب من حيله حتى صاروا يحمونه ويدفعون عنه ويرفهونه، ثم راسل جماعة من الكتاب وغيرهم ببغداد وغيرها فاستجابوا له، وترقى به الامر حتى ذكر انه ادعى الربوبية، وسعى بجماعة من اصحابه إلى السلطان فقبض عليهم ووجد عند بعضهم كتبا له تدل على تصديق ما ذكر عنه(١) واقر بعضهم بلسانه بذلك وانتشر خبره وتكلم الناس في قتله فأمر امير المؤمنين بتسليمه إلى حامد بن العباس وأمر ان يكشفه بحضرة القضاة ويجمع بينه وبين اصحابه فجرى بذلك خطوب طوال، ثم استيقن السلطان أمره ووقف على ما ذكر له عنه فأمر بقتله وإحراقه بالنار فأحضر مجلس الشرطة بالجانب الغربي يوم الثلاثاء لسبع بقين من ذي القعدة سنة ٣٠٩ (شط) فضرب بالسياط نحوا من ألف سوط وقطعت يداه ورجلاه وضربت عنقه وحرقت جثته بالنار ونصب راسه على سور السجن الجديد وعلقت يداه ورجلاه إلى جانب رأسه، إنتهى ما نقلناه من تاريخ بغداد.
___________________________________
(١) مثل ان فتشوا مخلاة رجل كان لا يفارقها بالليل واللنهار فوجدوا كتاب للحلاج عنوانه: من الرحمن الرحيم إلى فلان بن فلان وقال ابن النديم وكان في كتبه اني مغرق قوم نوح ومهلك عاد وثمود.
وذكر السيد المرتضى الرازي في كتاب تبصرة العوام حكايات من سحر الحلاج وحيله ومخاريقه.
وكذلك ابن الجوزي في كتاب تلبيس ابليس، وقال: وقد جمعت في اخبار الحلاج كتابا بينت فه حيله ومخاريقه.
قال شيخنا الصدوق في عقائده وعلامة الحلاجية من الغلاة دعوى التجلي بالعبادة مع تركهم الصلاة وجميع الفرائض، ودعوى المعرفة بأسماء الله العظمى ودعوى انطباع الحق لهم، وان الولي إذا اخلص وعرف مذهبهم فهو عندهم افضل من الانبياءعليهالسلام .
ومن علامتهم: دعوى علم الكيمياء ولم يعلموا منه إلا الدغل وتنفيق الشبه والرصاص على المسلمين.
قال الشيخ المفيد: والحلاجية ضرب من اصحاب التصوف وهم اصحاب الاباحة والقول بالحلول.
وكان الحلاج يتخصص باظهار التشيع وإن كان ظاهر امره التصوف وهم ملحدة وزنادقة يموهون بمظاهرة كل فرقة بدينهم، ويدعون للحلاج الاباطيل ويجرون في ذلك مجرى المجوس في دعواهم لزرادشت المعجزات ومجرى النصارى في دعواهم لرهبانهم الآيات والبينات والمجوس والنصارى اقرب إلى العمل بالعبادات منهم وهم ابعد من الشرائع والعمل بها من النصارى والمجوس إنتهى.
وذكرنا في سفينة البحار كلام ابن النديم في حقه فلا نطول المقام في ذكره.
(الحلبى)
في عرف اهل الحديث يطلق على جماعة من آل ابي شعبة الحلبي، منهم محمد وعبيدالله ابنا علي بن أبي شعبة.
قال ابوعلي في منتهاه الحلبي يطلق على محمد بن على بن ابي شعبة وعلى اخوته عبيدالله وعمران وعبدالاعلى، وعلى أبيهم وأحمد بن أبى عمر بن أبى شعبة وأبيه عمر وأحمد بن عمران، وفي الاول ثم الثاني اشهر، كذا في النقد، إنتهى وفي (ضا) وأما الحلبي من الرواة المتقدمين فهو في مصطلح اهل الرجال عبارة عن الشيخ الفقيه الثقة الصدوق عبيدالله بن علي بن ابى شعبة الحلبي وآل أبى شعبة بيت مذكور في اصحابنا روى جدهم ابوشعبة عن الحسن والحسين عليهما السلام وكانوا بأجمعهم ثقاة مرجوعا اليهم فيما يقولون، وكان عبيدالله كبيرهم وجههم، وصنف الكتاب المشهور المنتسب اليه وعرضه على مولانا الصادق عليه السلام فصححه واستحسنه، وقال عند قراءته: ليس لهؤلاء في الفقه مثله إنتهى.
(والحلبي) في اصطلاح الفقهاء تقي الحلبي الذي تقدم ذكره، وعند العامة يطلق على جماعة منهم علي بن برهان الدين الحلبي الشافعي صاحب إنسان العيون في سيرة الامين المأمون صلى الله عليه وآله المعروف بالسيرة الحلبية، كان واسع العلم غاية في التحقيق، حاد الفهم، قوي الفكرة، متحريا في الفتوى توفى بالقاهرة سنة ١٠٤٤ (غمد).
(الحلبيان)
بصيغة التثنية ابوالصلاح والسيد ابن زهرة رضوان الله تعالى عليهما.
(والحلبيون) في شعر العلامة الطباطبائى: والحلبيون وذو الوسيلة ممن مضى وآثروا تحليله الظاهر انه هما أي الحلبيان وابن البراج ويقال لهم الشاميون وذو الوسيلة هوابن حمزة الطوسي.
(وحلب) مدينة مشهورة في حدود الشام واسعة، قيل سميت به لان ابراهيم عليه السلام كان نازلا بهايحلب غنمه في الجمعات ويتصدق به فيقول الفقراء حلب وقيل: كان حلب وحمص وبرذعة اخوة من عمليق فبنى كل واحد منهم مدينة سميت به، وكانت هذه في القديم محطا لرحال علماء الشيعة الامامية وأهلها من اسلم اهالي الشامات قلبا وأجودهم ذكاء وفضلا وفهما.
نقل عن ابن كثير الشامي ما حاصله ان الملك صلاح الدين ايوب بعد اخذه بلاد مصر ومجيئه إلى حلب اضطرب واليها واستعطف اهلها واستنجدهم للحرب فضمنوا له ذلك وشرط الروافض عليه إعادة حي على خير العمل في الاذان وأن ينادى في جميع الجوامع والاسواق ويستخلص الجامع الاعظم لهم وحدهم وينادى بأسامي الائمة الاثنى عشر سلام الله عليهم أمام الجنائز ويكبر على الجنائز خمس تكبيرات وأن يفوض أمر العقود والانكحة إلى الشريف الطاهر ابى المكارم حمزة ابن زهرة الحسيني مقتدى شيعة حلب فقبل الوالي ذلك كله إنتهى.
(الحلى)
هو ابن ادريس الذي تقدم ذكره.
(والحليان) بصيغة التثنية المحقق والعلامة وبصيغة الجمع هؤلاء مع ابن سعيد الحلي رضوان الله تعالى عليهم اجمعين.
(والحلة) بلدة شريفة خرج منها العلماء والفقهاء وهم اكثر من ان يحصر وأشهر من ان يذكر، وورد عن امير المؤمنينعليهالسلام الاخبار بها ومدحها ومدح اهلها، والرواية كما في إجازات البحار عن الحاج زين الدين علي بن الشيخ زين الدين حسن بن مظاهر تلميذ فخر المحققين ابن العلامة عن مشايخه عن امير المؤمنين عليه السلام، وفي السماء والعالم عن مجموعة الشهيد بخط الشيخ محمد الجباعى مسندا
عن الاصبغ بن نباتة قال: صبحت مولاي امير المؤمنينعليهالسلام عند وروده إلى صفين وقد وقف على تل يقال له تل عرير ثم أومى إلى اجمة ما بين بابل والتل وقال: مدينة وأي مدينة فقلت له: يا مولاي أراك تذكر مدينة أكان هاهنا مدينة وانمحت آثارها؟ فقال: لا ولكن ستكون مدينة يقال لها الحلة السيفية يمدنها رجل من بني اسد، يظهر بها قوم اخيار لو اقسم احدهم على الله لابر قسمه، إنتهى.
وقال ياقوت في معجم البلدان ما ملخصه: ان الحلة مدينة كبيرة بين الكوفة وبغداد كانت تسمى الجامعين، وكان اول من عمرها ونزلها سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الاسدي، وذلك في محرم سنة ٤٩٥، وكانت اجمة تأوي اليها السباع فنزل بها بأهله وعساكره، وبنى بها المساكن الجليلة والدور الفاخرة، وتأنق اصحابه في مثل ذلك فصارت ملجأ وقد قصدها التجار، فصارت افخر بلاد العراق وأحسنها مدة حياة سيف الدولة إنتهى.
وفي الحلة قبور شريفة ومزارات كثيرة من العلماء والفقهاء ووقد زرت كثيرا منها، وبها ايضا مشاهد مشرفة، منها مشهد رد الشمس، وقد ظهرت منه كرامة رواها آية الله العلامة الحلي « قده » في كشف اليقين قال كان بالحلة امير فخرج يوما إلى الصحراء فوجد على قبة مشهد الشمس طيرا فارسل عليه صقرا يصطاده فانهزم الطير فتبعه حتى وقع في دار الفقيه ابن نما والصقر يتبعه حتى وقع عليه فتشنجت رجلاه وجناحاه وعطل فجاء بعض أتباع الامير فوجد الصقر على تلك الحال فأخذه وأخبر مولاه بذلك فاستعظم هذه الحال وعرف علو منزلة المشهد وشرع في عمارته.
اقول: قصة رد الشمس لامير المؤمنينعليهالسلام في ايام النبي صلى الله عله وآله بدعاءه وبعد النبي صلى الله عليه وآله ببابل مشهورة والروايات والاخبار في ذلك واشعار الشعراء فيها اكثر من ان يذكر، فلنكتف في هذا المختصر بذكر اشعار السيد الحميري في القصيدة المذهبة التي لا يشك احد فيها، وهو قوله في مدح امير المؤمنين عليه السلام.
ردت عليه الشمس لما فاته |
وقت الصلاة وقد دنت للمغرب |
|
حتى تبلج نورها في وقتها |
للعصر ثم هوت هوي الكوكب |
|
وعليه قد حبست ببابل مرة |
اخرى ولم تحبس لخلق معرب |
|
إلا لاحمد اوله ولردها |
ولحبسها تأويل امر معجب(١) |
(ضا) قال السيوطي في كتاب كشف اللبس في حديث رد الشمس على ما نقل عنه المحدث النيسابوري ان حديث رد الشمس معجزة لنبينا صلى الله عليه وآله صححه الامام ابوجعفر الطحاوي وغيره، وأفرط الحافظ ابوالفجر ابن الجوزي فأورده في كتاب الموضوعات.
(الحمانى)
يحيى بن عبدالحميد بن عبدالرحمن بن ميمون ابوزكريا الحماني الكوفي قدم بغداد وحدث بها عن جماعة كثيرة منهم سفيان بن عيينة، وأبوبكر بن عياش ووكيع.
___________________________________
(١) وروي ايضا الا ليوشع أوله ولفظة أو على هذه الرواية بمعنى الواو فكأنه قال الا ليوشع وله كما قال الله تعالى:(فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً) على احد التأويلات في الآية، وأما إذا قلت: الا لاحمد أوله فلفظة او بمعناها لان رد الشمس لعليعليهالسلام في ايام النبي صلى الله عليه وآله يضيفه قوم اليه صلى الله عليه وآله دون اميرالمؤمنين عليه السلام، ومن اراد شرح الابيات فليرجع إلى شرح السيد المرتضى رضي الله تعالى عنه للقصيدة، ونقل عنه في المجد التاسع من البحار ص ٥٥٩.
ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأورد روايات عن يحيى بن معين انه قال يحيى بن عبدالحميد الحماني صدوق ثقة، وروي عنه قال: كان معاوية وفي حديث العتيقي مات معاوية على غير ملة الاسلام.
مات الحماني سنة ٢٢٨ بسر من رأى في شهر رمضان، وكان أول من مات بسامراءمن المحدثين الذين اقدموا وكان لا يخضب.
(اقول) وكان هو مع ابى بكر بن عياش في مجلس إنكاره على موسى بن عيسى الهاشمي في كرب قبر الحسينعليهالسلام والقصة مذكورة في اواخر العاشر من البحار.
(الحمدونى)
محمد بن بشر السوسجزدي من غلمان ابي سهل النوبختي ينسب إلى آل حمدون وله كتب (جش)، متكلم جيد الكلام صحيح الاعتقاد كان يقول بالوعيد، له كتب منها كتاب المقنع في الامامة كتاب المنقذ في الامامة إنتهى.
وقال العلامة (ره) فيه: كان عينا من عيون اصحابنا وصالحيهم، متكلما جيد الكلام صحيح الاعتقاد وكان يقول بالوعيد، حج على قدميه خمسين حجة (ره) إنتهى، وقد تقدم في ابن قبة ما يتعلق به.
(الحمزاوى)
انظر العدوى.
(الحمصى)
سديد الدين محمود بن علي بن الحسن الحمصي الرازي العلامة المتكلم المتبحر صاحب التعليق العراقي في فن الكلام.
قال الشيخ منتجب الدين في حقه علامة زمانه في الاصولين ورع ثم عد له جملة من مؤلفاته وقال حضرت مجلس درسه سنين إنتهى.
(اقول) هذا الشيخ من اكابر علمائنا الامامية ويذكر فتواه في مسألة إرث ابن العم الابويني والعم الابي والخال والخالة، يروي عنه الشيخ الزاهد ورام(١) بن ابى فراس المتوفى سنة ٦٠٥ (خه) وهو يروي عن الشيخ الصالح الثقة موفق الدين الحسين بن الفتح الواعظ الجرجانى عن الشيخ ابي على الطوسي عن والده شيخ الطائفة رضي الله عنهم اجمعين.
(والحمصي) نسبة إلى حمص بكسر الحاء البلد المعروف بالشامات الواقع بين حلب ودمشق وفي القاموس حمص كورة بالشام اهلها يمانيون وقد تذكر وكحلز وقنب حب معروف نافع ملين مدر يزيد في المني والشهوة والدم مقو للبدن والذكر بشرط ان لا يؤكل قبل الطعام ولا بعده بل وسطه.
(وابراهيم) بن الحجاج الحمصي لسكناه دار الحمص بمصر، وكذا عمه عبدالله إلى ان قال: وبالضم مشددا محمود بن علي الحمصي متكلم، اخذ عنه الامام فخر الدين أو هو بالضاد إنتهى.
وعن خط الشيخ البهائى انه قال: وجدت بخط بعضهم ان سديد الدين الحمصي الذى هو من مجتهدي اصحابنا، منسوب إلى حمص قرية بالري وهي الآن خراب.
وقال صاحب (ضا) في كلام طويل انه ليس بالحمصى بالصاد المهملة بل هو حمضي بتشديد الميم والضاد لانه قال في القاموس في مادة حمض ومحمود بن علي الحمضي بضمتين مشددة، متكلم شيخ للفخر الرازي، ثم قال: وهذا من جملة فرائد فوائد كتابنا هذا فليلاحظ وليتمحظ وليتحفظ وليتقبل ولا تغفل.
___________________________________
(١) ورام بن ابي فراس شيخ زاهد عالم فقيه محدث جليل صاحب كتاب تنبيه الخواطر ينتهي نسبه إلى ابراهيم بن الاشتر وهو جد السيد رضي الدين علي بن طاوس من طرف امه، قال السيد في محكى فلاح السائل كان جدي ورام ابن ابى فراس قدس الله جل جلاله روحه ممن يقتدى بفعله وقد أوصى ان يجعل في فمه بعد وفاته فص عقيق عليه أسماء أئمته عليهم السلام إنتهي.
قال شيخنا صاحب المستدرك لاحظنا فرأينا فيه مواقع للنظر ثم رد عليه بأحسن بيان، وقال في آخره: فظهر بهذه السبع الشداد، ان ما حققه من افحش اغلاط كتابه إن شئت العثور عليه فراجع خاتمة المستدرك ص ٤٧٨.
قال المسعودي في مروج الذهب في اخبار هشام بن عبدالملك الاموي، وعرض هشام يوما الجند بحمص فمر به رجل من اهل حمص وهو على فرس نفور فقال له هشام: ما حملك على ان تربط فرسا نفورا، فقال الحمصي لا والرحمن الرحيم يا امير المؤمنين ما هو بنفور ولكنه ابصر حولتك فظن انها عين غزوان البيطار فقال له هشام تنح فعليك وعلى فرسك لعنة الله، وكان غزوان البيطار نصرانيا ببلاد حمص كأنه هشام في حولته وكشفته.
(الحموى)
ياقوت بن عبدالله الرومي الحموى المولد البغدادي الدار صاحب معجم البلدان ومعجم الادباء ومعجم الشعراء.
ذكروا انه كان متعصبا على امير المؤمنين عليه السلام وكان قد طالع شيئا من كتب الخوارج فاشتبك في ذهنه منه طرف قوي، وناظر في دمشق بعض من يتعصب لامير المؤمنين عليه السلام وجرى بينهما كلام أدى إلى ذكره امير المؤمنينعليهالسلام بما لا يسوغ، فثار الناس عليه ثورة كادوا يقتلونه فخرج من دمشق منهزما إلى حلب، ثم انتقل إلى اربل وسلك منها إلى خراسان وصادفه وهو بخوارزم خروج التتر وذلك في سنة ٦١٦ فانهزم إلى الموصل بكمال التعب والشدة وأقام بالموصل مدة، ثم انتقل إلى حلب إلى ان انتقل إلى ما أعد له في الآخرة سنة ٦٢٦ (خكو) ومع انه كان منحرفا عن امير المؤمنينعليهالسلام ينقل بعض فضائله، قال في معجم البلدان في الاحقاف انها رمال بأرض اليمن كانت عاد تنزلها ويشهد
بصحة ذلك ما رواه ابوالمنذر هشام بن محمد عن ابي يحيى السجستاني عن مرة ابن عمر الاملي عن الاصبغ بن نباتة قال: إنا لجلوس عند علي بن ابي طالبعليهالسلام ذات يوم في خلافة ابى بكر الصديق إذ اقبل رجل من حضرموت لم ار قط رجلا انكر منه فاستشرفه الناس وراعهم منظره واقبل مسرعا جوادا حتى وقف علينا وسلم وجثا وكلم أدنى القوم منه مجلسا وقال: من عميدكم؟ فاشاروا إلى عليعليهالسلام وقالوا: هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وآله، وعالم الناس والمأخوذ عنه، فقام وقال:
اسمع كلامي هداك الله من هاد |
وافرج بعلمك عن ذى غلة صاد |
|
جاب التنائف في وادي سكاك إلى |
ذات الاماحل في بطحاء اجياد |
|
تلفه الدمنة البوغاء معتمدا |
إلى السداد وتعليم بارشاد |
|
سمعت بالدين دين الحق جا به |
محمد وهو قرم الحاضر الباد |
|
فجئت منتقلا من دين باغية |
ومن عبادة اوثان وأنداد |
|
ومن ذبايح اعياد مضللة |
نسيكها غائب ذو لوثة عاد |
|
فادلل علىالقصد واجلالريب عن خلدي |
بسرعة ذات إيضاح وإدشاد |
|
والمم بفضل هداك الله عن شعثي |
واهدني انك المشهود في الناد |
|
ان الهداية للاسلام نائية |
عن العمى والتقى من خير ازواد |
|
وليس بفرج ريب الكفر عن خلد |
افظه الجهل إلا حية الواد |
قال: فأعجب علياعليهالسلام والجلساء شعره، وقال عليعليهالسلام : لله درك من رجل ما أرصن شعرك ممن انت؟ قال: من حضرموت فسربه علي عليه السلام وشرح له الاسلام فأسلم على يديه الخ.
(وذيل) معجم البلدان محمد أمين الكتبي الخانجي الحلبي سماه منجم العمران في المستدرك على معجم البلدان، واختصر معجم البلدان صفي الدين بن عبدالحق المتوفى سنة ٧٣٩ وسماه مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع.
والحموي نسبة إلى حماة بلدة بالشام، ثم اعلم انه غير أبي الدر ياقوت بن عبدالله الرومي مهذب الدين الشاعر الذى اشتغل بالعلم والادب وسمى نفسه عبدالرحمن، وكان مقيما بالمدرسة النظامية ببغداد وحفظ القرآن الكريم وكتب خطا حسنا، وله ديوان شعر.
توفى ببغداد سنة ٦٢٢، ويأتي في المولوي ما يتعلق بالرومي اعلم انه غير أبي الدر ياقوت بن عبدالله الموصلي أمين الدين الكاتب الفاضل الذي اخذ النحو عن ابن الدهان النحوي وانتشر خطه في الآفاق.
وكان في نهاية الحسن، ولم يكن من يقاربه في حسن الخط، وكانت مغرما بنسخ الصحاح للجوهري فكتب منها نسخا كثيرة تباع كل نسخة منها بمائة دينار توفى بالموصل سنة ٦١٨ (خيح).
(الحموئى)
شيخ الاسلام ابواسحاق ابراهيم بن سعد الدين محمد بن المؤيد ابى بكر ابن جمال السنة ابى عبدالله محمد بن حمويه بن محمد الجويني المعروف الحموئي وابن حمويه جميعا المتوفي سنة ٧٢٢، وله ٧٨ سنة كما عن تذكرة الحفاظ، كان من اعظم علماء اهل السنة ومحدثيهم وحفاظهم.
وكذا أبوه وجده على ما هو الظاهر، ولكن المنقول عن صاحب الرياض انه ذهب إلى تشيعه.
له كتاب فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين عليهم السلام فرغ من تأليفه سنة ٧١٦ يروي عن جم غفير من علماء السنة منهم بعض بني عمومته من حمويه.
ويروي ايضا عن جمع كثير من اكابر علماء الشيعة كالشيخ سديد الدين والد العلامة وعن المحقق الحلي وابن عمه يحيى بن سعيد وابني طاووس والشيخ
مفيد الدين بن الجهم والخواجه نصير الدين، والسيد عبدالحميد بن فخار رضوان الله تعالى عليهم اجمعين.
قال في (ضا) بعد ترجمته ثم ليعلم انه احتمل قويا اتحاد هذا الشيخ مع الشيخ المذكور في بعض المواضع بعنوان الشيخ صدر الدين ابراهيم بن سعد الدين محمد بن ابى المفاخر المؤيد بن ابى بكر بن ابى الحسن محمد بن عمر ابن علي بن محمد بن حمويه الحموئي الصوفي، والمنتسب في بعض الكتب للتشيع واستناد إسلام السلطان غازان خان أخي السلطان محمد اولجايتو اليه وذلك في رابع شعبان المعظم من شهور سنة ٦٩٤ (خص) عند باب قصره بمقام لاردماوند وكان قد عقد مجلسا عظيما واغتسل في ذلك اليوم، ثم تلبس بلباس الشيخ سعد الدين الحموئي والد الشيخ ابراهيم المذكور وأسلم باسلامه خلق كثير من الترك وبذلك سميت تلك الطائفة تركمان كما في القاموس لمساعدة الاسم والنسب والطبقة وغير ذلك لاتحادهما فلا تغفل إنتهى.
الحموئي: نسبة إلى حمويه بفتح الحاء وتشديد الميم المضمومة كشبويه أقول: لعل حمويه هذا هو الذي كان في أول امره رجلا فقيرا فزار أبا الحسن الرضاعليهالسلام بطوس وسأله ولاية خراسان، وزاره في ذلك الوقت رجل آخر فسأله حمارا وأشياء اخر فلما سمع ما سأله ذلك الفقير ركله (أي ضربه) برجله استخفافا به وقال: مثلك بهذا الحال يطمع في خراسان فاستجيب دعاؤه ببركة ذلك القبر وصار صاحب جيش خراسان فطلب الرجل الذي ركله برجله فأحسن اليه ودفع اليه ما سأله من صاحب القبر سلام الله عليه.
والخبر في البحار الثاني عشر ص ٩٨ في ذكر ما ظهر من قبر الرضاعليهالسلام من المعجزات، وان الناس كانوا يقصدونه لحوائجهم، ولرفع كربهم وأحزانهم والجويني نسبة إلى جوين كزبير كورة بخراسان.
وعن تلخيص الآثار جوين مصغرا ناحية بين خراسان وقهستان كثيرة الخيرات وافرة الغلاة تشتمل على اربعمائة قرية في اربعمائة قناة إنتهي، اقول تقدم في إمام الحرمين الكلام في الجوين.
(الحميدى)
ابوعبدالله محمد بن ابى نصر فتوح بن عبدالله بن حميد الازدي الاندلسي القرطبي الحافظ المشهور.
روى عن ابن حزم واختص به وأكثر عنه وعن ابن عبدالبر، وسافر في طلب العلم واستوطن بغداد.
وله كتاب الجمع بين الصحيحين والبخاري ومسلم وهومشهور، ومن شعره قوله:
لقاء الناس ليس يفيد شيئا |
سوى الهذيان من قيل وقال |
|
فأقلل من لقاء الناس إلا |
لاخذ العلم أو إصلاح حال |
وأدرك ابا بكر الخطيب بدمشق وروى عنه، وروى الخطيب ايضا عنه توفى ببغداد سنة ٤٨٨ (تفح).
والحميدي نسبة إلى حميد مصغرا جده المذكور، وقد يطلق على زين الدين عبدالرحمان بن احمد بن علي الحميد المصري الشاعر الاديب صاحب الدر المنظم في مدح الحبيب الاعظم، تفى سنة ١٠٠٥ (غه).
(الحميرى)
يطلق على جماعة منهم ابوالعباس عبدالله بن جعفر بن الحسين (الحسن خ ل) ابن مالك بن جامع الحميري القمي شيخ القميين ووجههم، ثقة من اصحاب ابي محمد العسكرى عليه السلام، قدم الكوفة سنة نيف وتسعين ومائتين وسمع اهلها منه فأكثروا وصنف كتبا كثيرة، منها كتاب قرب الاسناد.
والسيد الحميرى يأتي في السيد الحميري نسبة إلى حمير كدرهم ابوقبيلة باليمن كانت منهم الملوك، وفي القاموس حمير كدرهم موضع غربي صنعاء اليمن وابن سبا ابن يشجب ابوقبيلة.
(الحوفى)
ابوالحسن علي بن ابراهيم البلقيني عالم مفسر نحوى له تفسير. توفى سنة ٤٣٠ (تل)، (والبلقيني) منسوب إلى بلقينة بالضم كسر القاف قرية بمصر، (وحوف) كفوق ناحية تجاه بلبيس وهو كغرنيق بلد بمصر.
(الحيرى)
ابوعبدالله بن اسماعيل بن احمد بن عبدالله الضرير النيسابورى، قال الخطيب قدم علينا حاجا في سنة ٤٢٣ وحدث ببغداد، وكتبنا عنه ونعم الشيخ كان فضلا وعلما ومعرفة وأمانة وصدقا وديانة وخلقا، سئل عن مولده فقال: ولدت في رجب سنة ٣٦١، لما ورد بغداد كان قد اصطحب معه كتبه عازما على المجاورة بمكة وكانت وقر بعير وفي جملتها صحيح البخارى، وكان سمعه من ابى الهيثم الكشميهني عن الفروي فلم يقض لقافلة الحجيج النفوذ في تلك السنة لفساد الطريق ورجع الناس فعاد اسماعيل معهم إلى نيسابور، ولما كان قبل خروجه بأيام خاطبته في قراءة كتاب الصحيح فأجابني إلى ذلك فقرأت جميعه عليه في ثلاثة مجالس إثنان منها في ليلتين كنت ابتدأ بالقراءة وقت صلاة المغرب وأقطعها عند صلاة الفجر وقبل ان اقرأ المجلس الثالث عبر الشيخ إلى الجانب الشرقي مع القافلة ونزل الجزيرة بسوق يحيى فمضيت اليه مع طائفة من اصحابنا كانوا حضروا قراءتي عليه في الليلتين الماضيتين، وقرأت عليه في الجزيرة من ضحوة النهار إلى المغرب ثم من المغرب إلى طلوع الفجر ففرغت من لكتاب ورحل الشيخ في صبيحة تلك الليلة مع القافلة وحدثت انه مات بعد ٤٣٠ بيسير، والحيرى بالكسر نسبة إلى الحيرة محلة بنيسابور.
(حيص بيص)
انظر ابن الصيفي.
باب الخاء
(الخاجوئى)
المولى اسماعيل بن محمد حسين بن محمد رضا المازندراني الساكن في محلة خاجو من محلات اصبهان، العالم الورع، الحكمى المتأله الجليل القدر من اكابر علماء الامامية، قالوا في حقه: كان آية عظيمة من آيات الله وحجة بالغة من حجج الله، وكان ذا عبادة كثيرة وزهادة خطيرة، معتزلا عن النسا بمبغضا لمن كان يحصل العلم للدنيا، عاملا بسنن النبي صلى الله عليه وآله، وكان في نهاية الاخلاص لائمة الهدىعليهالسلام مستجاب الدعوة مسلوب الاعداء معظما في اعين الملوك والاعيان مفخما عند أولي الجلالة والسلطان.
له مؤلفات عديدة، منها شرح دعاء الصباح، توفى سنة ١١٧٣ (غقعج) وقبره باصبهان في مقبرة تخته فولاذ، بجنب قبر الفاضل الهندي وقد زرتهما رضوان الله تعالى عليهما، يروي عنه العالم الجليل المولى مهدي النراقي صاحب مشكلات العلوم.
(الخواجه)
عندنا يطلق على الخواجه نصير الملة والدين الطوسي، الذي يأتى ذكره في نصير الدين.
(والخواجه أوحد السبزوارى) هو الشاعر الحكيم الاديب الفاضل الكاتب المنشئ المشهور، له ديوان ذكره القاضي نورالله في المجالس في شعراء الشيعة، وأورد له قصيدة في مدح الامام ابي الحسن الرضا عليه السلام وذكر وفاته في سنة ٨٦٨ (ضسح).