الكنى والألقاب الجزء ٢
0%
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
بواسط، وتقدم في ابن النديم المراد من الوراق وفي فهرست ابن النديم انه كان السرى الرفا جارا لابي الحسن علي بن عيسى الرماني بسوق العطش، وكان كثيرا ما يجتاز بالرماني وهو جالس على باب داره فيستجلسه ويحادثه ويستدعيه إلى ان يقول بالاعتزال، وكان السري يتشيع فلما طال ذلك عليه انشد:
اقارع أعداء النبي وآله |
قراعا يفل البيض عند قراعه |
|
وأعلم كل العلم ان وليهم |
سيجزى غداة البعث صاعا بصاعه |
|
فلا زال من والاهم في علوه |
ولا زال من عاداهم في اتضاعه |
|
ومعتزلى رام عزل ولايتي |
عن الشرف العالي بهم وارتفاعه |
|
فما طاوعتني النفس في ان اطيعه |
ولا اذن القرآن لي في اتباعه |
|
طبعت على حب الوصي ولم يكن |
لينقل مطبوع الهوى عن طباعه |
(الرملى)
نسبة إلى الرملة إسم لخمسة مواضع اشهرها بلد بالشام ويطلق على جماعة كثيرة:
(١) شهاب الدين ابو العباس احمد بن الحسين بن الحسن بن علي بن يوسف الرملي المقدسى الشافعي، اخذ عن القلقشندى والسراج البلقيني وكان مقيما بالرملة بجامعه المشهور، وكان يفتي ويدرس ثم ترك ذلك ورحل من الرملة إلى القدس وأقام بالزاوية الختنية وراء قبلة المسجد الاقصى، وألف كتبا في الفقه والنحو، مننها: الزبد، منطومة في التوحيد والفقه، توفى بها سنة ٨٤٤.
(٢) شهاب الدين احمد بن حمزة الرملى المصري الانصارى الشافعي إنتهت اليه الرئاسة في العلوم الشرعية بمصر حتى صارت علماء الشافعية كلهم تلامذته إلا النادر، وكان يخدم نفسه، ولا يمكن احدا ان يشتري له حاجة إلى ان كبر سنه وعجز، توفى سنة ٩٥٧، له شرح عظيم على صفوة الزبد في الفقه ومؤلفات أخر.
(٣) شمس الدين محمد بن شهاب الدين احمد بن حمزة، استاذ الاساتيذ محيى السنة وعميد الفقهاء.
حكي انه ذهب جماعة إلى انه مجدد القرن العاشر، ولد سنة ٩١٩ واشتغل على أبيه في الفقه والتفسير والنحو والصرف وسائر العلوم، واستغنى به عن التردد إلى غيره وجلس بعد وفاة والده للتدريس، وولي عدة مدارس ومنصب افتاء الشافعية، له شرح الزبد، ونهاية المحتاج إلى شرح المنهاج وغيره، توفى سنة ١٠٠٤.
ثم توفى بعده ابن غانم المقدسي فقيل في تاريخهما:
لما قضى الرملي شيخ الورى |
من كان يملي مذهب الشافعى |
|
ثم تلاه المقدسى الذي |
حاز علوم الصحب والتابعي |
|
فقلت في موتهما أرخا |
مات أبويوسف والرافعي |
(٤) خير الدين بن احمد الايوبي العليمي الفاروقى الحنفي شيخ الاسلام وفقيه النعمانيين صاحب الفتاوى المشهورة كان مولده بالرملة بفلسطين سنة ٩٩٣ ثم رحل إلى مصر وأقام بها مدة ثم رجع إلى بلده وقصده الناس من الاقطار الشاسعة للاخذ عنه وطلب الاجازة منه، له الفتاوى الخيرية لنفع البرية، توفى سنة ١٠٨١.
(٥) نجم الدين بن خير الدين المذكور، له نزهة النواظر على الاشباه والنواظر.
(الرواجنى)
أبو سعيد عباد بن يعقوب الرواجنى الاسدي الشيعي الامامي الذي ذكره علماء السنة ووثقوه، ذكره الدار قطني فقال: شيعي صدوق.
وعن ابن خزيمة انه قال: حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه عباد بن يعقوب، وقد اخذ عنه من أئمة السنية غير ابن خزيمة جمع كثير كالبخاري والترمذي وابن ماجة وابن داود، فهو شيخهم ومحل ثقتهم. ففى العبقات في حديث الطير نقلا عن التقريب انه قال في ترجمة عباد المذكور انه صدوق رافضى حديثه في البخاري مقرون.
وقال في مقدمة فتح الباري: عباد بن يعقوب الرواجني رافضي مشهور إلا انه كان صدوقا، وثقه أبوحاتم، وفي تهذيب ابن حجر قال ابن ابراهيم بن ابى بكر بن ابي شيبة لولا رجلان من الشيعة ما صح لهم حديث عباد بن يعقوب وابراهيم بن محمد بن ميمون.
وفيه ايضا قال ابن عدي وعباد فيه غلو في التشيع، وروى احاديث انكرت عليه في الفضائل والمثالب، وقال القاسم بن زكريا المطرز: كان عباد مكفوفا ورأيت في بيته سيفا معلقا فقلت: لمن هذا؟ قال: أعددته لاقاتل به مع المهدي عليه السلام، مات في ذى القعدة سنة ٢٥٠.
قال السمعاني في الانساب قال أبوحاتم بن حيان عباد بن يعقوب الرواجني من أهل الكوفة يروي عن شريك حدثنا عنه شيوخنا، مات سنة ٢٥٠ في شوال، وكان رافضيا داعية إلى الرفض ومع ذلك يروي المناكير عن اقوام مشاهير فاستحق الترك، روى عن عاصم عن زر عن عبدالله بن عوف قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: إذا رأيتم معاوية على منبرى فاقتلوه، قال السمعاني قلت روى عنه جماعة من مشاهير الائمة مثل أبي عبدالله محمد بن اسماعيل البخارى لانه لم يكن داعية إلى هواه.
وقال السمعاني بعد العبارة السالفة وروى عنه حديث ابى بكر انه قال: لا تفعل يا خالد ما أمرتك به سألت الشريف عمر بن ابراهيم الحسيني بالكوفة عن معنى هذا الاثر فقال كان أمر خالد بن الوليد ان يقتل عليا ثم ندم بعد ذلك فنهي عن ذلك، انتهى.
وروى عباد المذكور باسناده عن ابن مسعود، انه كان يقرأ (وكفى الله المؤمنين القتال) بعلي.
وروى عن عباد انه كان يقول: من لم يتبرء في صلاته كل يوم من اعداء آل محمد صلى الله عليه وآله حشر معهم.
والرواجني: أصله الدواجني بالداء المهملة، نسبة إلى داجن وهو الشاة التي تسمن في الدار فجعلها الناس الرواجني كذا عن أنساب السمعانى.
(الروذكى)
الشاعر المعروف أبوعبدالله جعفر بن محدم السمرقندي يقال له سلطان الشعراء قال المعروفي البلخي:
از رودكي شنيدم سلطان شاعران |
كاندر جهان بكس مكر وجز بفاطمي |
يقال انه كان ضريرا بل حكي انه كان أكمه وشعره في نهاية الحسن بل يقال انه ليس له نظير في العرب والعجم له نظم كتاب كليلة ودمنة الذي كان باللغة الفهلوية وترجمه ابن المقفع بالعربية ولما اشتغل بنظمه جعل واحد يقرأ عليه الكتاب حتى ينظمه.
توفى في حدود سنة ٣٣٠ (شل) وله ديوان شعر والروذكي كما قيل نسبة إلى روذك من نواحي سمرقند وقيل نسبة إلى رود وهو بالفارسية أي البربط.
(الرياشى)
أبوالفضل العباس بن الفرج البصري النحوي اللغوي المؤرخ، قال الخطيب في تاريخه: قدم بغداد وحدث بها وكان من الادب وعلم النحو بمحل
عال وكان يحفظ كتب أبي زيد وكتب الاصمعي كلها وقرأ على ابي عثمان المازني كتاب سيبويه فكان المازني يقول قرأ على الرياشي الكتاب وهو اعلم به مني وكان ثقة انتهى.
روى عنه ابوبكر بن الازهر وابراهيم الحربى وابن دريد وابن أبى الدنيا وكان كثير الرواية عن الاصمعي ومما رواه عن الاصمعي انه قال: مر بنا أعرابى ينشد إبنا له فقلنا صفه لنا فقال: كأنه زنيبير (دنينير خ ل) فقلنا له لم نره قال: فلم يلبث أن جاء بصغير اسيد كأنه جعل قد حمله على عنقه فقلنا له لو سألتنا عن هذا لارشدناك فانه ما زال اليوم بين أيدينا ثم أنشد الاصمعي:
نعم ضجيع الفتى اذا برد الليل |
سحيرا وقرقف الصرد |
|
زينها الله في الفؤاد كما |
زين(١) في عين والد ولد |
(الزنبر الاسد وقرقف الصرد أي حضر البرد) وكان الرياشي معاصرا لابي العتاهية، حدث المبرد عنه قال: أقبل ابوالعتاهية ومعه سلة محاجم فجلس الينا وقال: لست أبرح أو تأتوني بمن احجمه فجئنا ببعض عبيدنا فحجمه ثم أنشأ يقول:
ألا إنما التقوى هى العز والكرم |
وحبك للدنيا هو الذل والعدم |
|
وليس على عبد تقي نقيصة |
اذا صحح التقوى وإن حاك او حجم |
قتل الرياشي سنة ٢٥٧ قتله صاحب الزنج بالبصرة والرياشى نسبة إلى رياش ككتاب رجل من جذام كان والد الرياشي عبدا له.
(وابوصخرة الرياشي) هو أحمد بن ابي نعيم، الذي انشد في يحيى
___________________________________
(١) يحكى عن ابن السراج انه حضر في يوم من الايام بني له صغير فأظهر من الميل اليه والمحبة له ما يكثر من ذلك فقال له بعض الحاضرين أتحبه أيها الشيخ؟ فقال متمثلا:
أحبه حب الشحيح ماله |
قد كان ذاق الفقر ثم ناله |
ابن اكثم القاضى:
أنطقني الدهر بعد اخراس |
لنائبات أطلن وسواسي |
|
يا بؤس للدهر لا يزال كما ير |
فع من ناس يحط من ناس |
|
لا افلحت امة وحق لها |
بطول نكس وطول انعاس |
|
ترضى بيحيى يكون سائسها |
وليس يحيى لها بسواس |
|
قاض يرى الحد في الزناء ولا |
يرى على من يلوط من باس |
القصيدة.
روى ان المأمون قال ليحيى بن اكثم من الذى يقول وهو يعرض به قاض يرى الحد البيت؟ قال أو ما يعرف امير المؤمنين؟ من قاله؟ قال لا قال يقوله الفاجر احمد بن ابي نعيم الذي يقول:
حاكمنا يرتشى وقاضينا |
يلوط والراس شر ما راس |
|
لا احسب الجور ينقضي وعلي |
الامة وال من آل عباس |
قال: فأفحم المأمون واسكت خجلا وقال: ينبغي ان ينفى احمد بن نعيم إلى السند.
باب الزاي
(الزاكانى)
هو عبيد الزاكانى القزويني الشاعر المنشئ الكاتب الظريف المعروف.
قال صاحب (ض) قد كان من علماء عصر السلطان شاه طهماسب بل قبله أيضا ولكن لما قد غلب عليه الهزل والظرافة اشتهر بذلك وخرج اسمه عن ديوان العلماء وله مؤلفات نظما ونثرا ومن ذلك كتاب هزلياته بالفارسية وهو معروف وعندنا قطعة منه ومنها كتاب مقامامته بالفارسية على محاذات كتب المقامات لفحول العلماء بالعربية وكانت عندنا منه نسخة أيضا ويظهر منه فضله وتضلعه في العلوم وتوسعه فيها والله اعلم وله ايضا ديوان شعر فلاحظ، والزاكاني نسبة إلى زاكان.
قال الشيخ فرج الله في رجاله في باب الالقاب: هو بزاي والف وكاف والف
ونون مكسورة منسوب إلى زاكان قبيلة من العرب سكنت بقزوين انتهى.
(الزاهرى)
محمد بن سنان ابوجعفر الزاهري كان من اصحاب الكاظم والرضا والجواد عليهم السلام روي انه قال له موسى بن جعفرعليهالسلام اما انك في شيعتنا ابين من البرق في الليلة الظلماء ثم قال يا محمد ان المفضل كان انسي ومستراحي وانت انسهما ومستراحهما اي انس الرضا والجواد عليهما السلام حرام على النار ان تمسك ابدا قلت وكفى ايضا في حقه ما رواه السيد ابن طاوس في فلاح السائل في مدحه ورده على من يذكر الطعن عليه ونقله عن الشيخ المفيد ما يدل على مدحه وانه روى عن عبدالله بن الصلت القمي قال: دخلت على ابى جعفرعليهالسلام في آخر عمره فسمعته يقول جزى الله محمد بن سنان عنى خيرا فقد وفى لي وروي عنهعليهالسلام ايضاانه يذكر محمد بن سنان ويقول رضي الله عنه برضاى عنه فما خالفني ولا خالف ابى قط مع جلالته في الشيعة وعلو شأنه ورياسته وعظم قدره ولقائه من الائمةعليهالسلام ثلاثة وروايته عنهم وكونه بالمحل الرفيع منهم وانه كان ضرير البصر فتمسح بأبى جعفر الثانىعليهالسلام فعاد اليه بصره بعدما كان افتقده وانه كان متقشفا متعبدا.
(اقول) ويقال له الزاهري لانه ينتهى نسبه الشريف إلى زاهر مولى عمرو ابن الحمق المقتول في نصرة ابي عبدالله الحسينعليهالسلام بكربلاء وذكره القاضي نعمان المصري في شرح الاخبار في قصة يظهر منها انه كان من اصحاب امير المؤمنينعليهالسلام وخصص بمتابعة عمرو بن الحمق الخزاعي صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وحواري امير المؤمنينعليهالسلام العبد الصالح الذي ابلته العبادة فنحل جسمه واصفر لونه فوفق بمواراته ودفنه ثم ساقته السعادة إلى ان رزق في نصرة الحسينعليهالسلام الشهادة رضي الله تعالى عنه.
(الزاهى)
ابوالقاسم علي بن اسحاق البغدادي الشاعر عده صاحب معالم العلماء من الشعراء المجاهرين في مدح اهل البيتعليهمالسلام له ديوان شعر قال القاضي نورالله وكذا ابن خلكان ان اكثر شعره كان في مدح اهل بيت النبي عليهم السلام ومدح سيف الدولة والوزير المهلبي توفي ببغداد سنة ٣٥٢ (شنب) وقبره في مقابر قريش.
والزاهي نسبة إلى قرية من قرى نيسابور ومن شعره في مدح امير المؤمنينعليهالسلام كما في المناقب:
يا سيدي يا ابن ابى طالب |
يا عصمة المعنف والجار |
|
لا تجعلن النار لي مسكنا |
يا قاسم الجنة والنار |
وله ايضا كما في المناقب:
يا آل احمد ماذا كان جرمكم |
فكل ارواحكم بالسيف تنتزع |
|
تلقى جموعكم شتى مفرقة |
بين العباد وشمل الناس مجتمع |
|
ويستباحون اقمارا منكسة |
تهوي ورؤسها بالسمر تنتزع |
|
ما للحوادث لا تجري بظالمكم |
ما للمصائب عنكم ليس ترتدع |
|
منكم طريد ومقتول على ظمأ |
ومنكم دنف بالسم منصرع |
|
وهارب في اقاصي الغرب مغترب |
ودارع بدم اللبات مندرع |
|
ومقصد من جدار ظل منكدرا |
وآخر تحت ردم فوقه يقع |
|
ومن محرق جسم لا يزار له |
قبر ولا مشهد يأتيه مرتدع |
(زبيدة)
اسمها امة العزيز بنت جعفر بن ابي جعفر المنصور زوجة هارون الرشيد ام محمد الامين لقبها جدها ابوجعفر المنصور زبيدة لبضاضتها ونضارتها لها معروف كثير وفعل خير جزيل يحكى عن ابى الفرج بن الجوزي انه قال زبيدة سقت اهل مكة الماء بعد ان كانت الراوية عندهم بدينار وانها أسالت الماء عشرة اميال بحط الجبال وتحت الصخور حتى غلغلته من الحل إلى الحرم وعملت عقبة البستان فقال لها
وكيلها يلزمك نفقة كثيرة فقالت أعملها ولو كانت ضربة فاس بدينار وانه كان لها مائة جارية يحفظن القرآن ولكل واحدة ورد عشرالقرآن وكان يسمع في قصرها كدوي النحل من قراءة القرآن انتهى.
وعن الطبري قال: اعرس بها هارون الرشيد في سنة ١٦٥ (قسه) وكانت وفاتها سنة ٢١٦ (ريو) في ج ١ ببغداد وذكرها الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليها وقال كانت معروفة بالخير والافضال على أهل العلم والبر للفقراء والمساكين ولها آثار كثيرة في طريق مكة من مصانع حفرتها وبرك أحدثتها وكذلك بمكة والمدينة، وروي انها حجت فبلغت نفقتها في ستين يوما أربعة وخمسين الف الف انتهى.
أقول: حكي انها كانت من الشيعة ويؤيد ذلك ما ذكره ابن شحنة في روضة المناظر قال في سنة ٤٤٣ (تمج) وقعت فتنة عظيمة بين السنة والشيعة احرق فيها ضريح موسى بن جعفر الصادقعليهالسلام وقبر زبيدة وقبور ملوك بني بويه انتهى.
قلت: الظاهر ان احراق اهل السنة قبر زبيدة لم يكن إلا لاجل تشيعها كقبور بني بويه وككتب الشيخ الطوسي وكرسي كان يجلس عليه للكلام فيكمل عليه الخاص والعام وليعلم ان للسلطان فتح علي شاه القاجاري بنت تسمى زبيدة وكانت عارفة اديبة كثيرة الخيرات والمبرات والملازمة للطاعات والعبادات ولها اوقاف وتعميرات في الاماكن المشرفات ولها ديوان.
(الزبيدى)
أبوبكر محمد بن الحسن بن عبدالله الاشبيلي القرطبي صاحب طبقات النحويين اللغويين والاستدراك على سيبويه كان أوحد عصره في علم النحو وحفظ اللغة وكان اخبر اهل زمانه بالاعراب والمعاني والنوادر له كتب تدل على وفور علمه اختاره المستنصر بالله صاحب الاندلس لتأديب ولده وولى عهده هشام المؤيد بالله ونال ابوبكر منه دنيا عريضة وتولى قضاء اشبيلية وتوفي بها سنة ٣٧٩ وزبيد بضم الزاي قبيلة في اليمن قال الحلبي: وكتابه الابنيه في النحو من نوادر الدهر وقد يطلق على عمرو بن معد يكرب الزبيدى المذحجي ابوثور آمن بالنبي صلى الله عليه وآله ثم ارتد بعد وفاته ثم اضطر إلى العود إلى الاسلام وشهد اليرموك ثم القادسية ومات بها وقيل مات سنة ٢١ بعد ان شهد وقعة نهاوند في قرية من قراها وله في نهاوند قبر مشهور وتقدم في ابوالصمصام ما يتعلق بسيفه الصمصامة.
(الزبيرى)
ابوعبدالله الزبير بن ابي بكر بكار بن عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله(١) بن الزبير بن العوام كان من اعيان علماء العامة تولى القضاء بمكة المعظمة وصنف كتاب انساب قريش وعليه اعتماد الناس في معرفة نسب القرشيين وله الموفقيات في التاريخ الفها للموفق بالله ابن المتوكل العباسي حكى الخطيب البغدادى عن جحظة قال: كنت بحضرة الامير محمد ابن عبدالله بن طاهر فاستؤذن عليه للزبير بن بكار حين قدم من الحجاز فلما دخل عليه اكرمه وعظمه وقال: ولئن باعدت بيننا الانساب لقد قربت بيننا الآداب وان امير المؤمنين (يعني المتوكل) ذكرك فاختارك لتأديب ولده وامر لك بعشرة آلاف درهم وعشرة تخوت من الثياب وعشرة ابغل تحمل عليها رحلك إلى حضرته
___________________________________
(١) روى الخطيب في ج ٤ تاريخ بغداد صفحة ٣٩٩ عن عائشة قالت: أول مولود ولد في الاسلام عبدالله بن الزبير قالت فجئنا به إلى النبي صلى الله عليه وآله ليحنكه فقال اطلبوا لى تمرة فطلبنا تمرة فوالله ما وجدناها.
بسر من رأى فشكره على ذلك وقبله انتهى(١) .
توفي في (قع) سنة ٢٥٦ او ٢٥٥ وبلغ ٨٤ سنة وكان سبب موته انه سقط من سطح له فانكسرت ترقوته ووركه وصلى عليه ابنه مصعب ودفن بمكة في مقبرة الحجون.
روى الشيخ الصدوق انه استحلف الزبير بن بكار رجل من الطالبيين على شئ بين القبر والمنبر فحلف وبرص وأبوه بكار قد ظلم الرضا عليه السلام في شئ فدعا عليه فسقط في وقت دعائه عليه من قصره فاندقت عنقه وابوه عبدالله بن مصعب هو الذى مزق عهد يحيى بن عبدالله بن الحسن بين يدي الرشيد وقال: اقتله يا امير المؤمنين فانه لا امان له وهو الذي استحلفه يحيى بالبراءة وتعجيل العقوبة فحم من وقته ومات بعد ثلاث فانخسف قبره مرات كثيرة.
قال الشيخ المفيد (ره) في كلام له ان الزبير بن بكار لم يكن موثوقا به في النقل وكان متهما فيما يذكره من بغضه لامير المؤمنينعليهالسلام وغير مأمون، وروى ابن الاثير في الكامل عند ذكر سيرة المعصتم عن أحمد بن سليمان ابن أبي شيخ انه قدم الزبير بن بكار العراق هاربا من العلويين لانه كان ينال فيهم فتهددوه فهرب منهم وقدم على عمه مصعب بن عبدالله بن الزبير وشكى اليه حاله وخوفه من العلويين وسأله انهاء حاله إلى المعتصم فلم يجد عنده ما أراد وأنكر عليه حاله ولامه.
قال أحمد: فشكي ذلك إلي وسألني مخاطبة عمه في أمره فقلت له في ذلك وانكرت عليه إعراضه عنه فقال لي ان الزبير فيه جهل وتسرع فأشر عليه أن يستعطف العلويين ويزيل ما في نفوسهم منه أما رأيت المأمون ورفقه بهم وعفوه عنهم وميله اليهم؟ قلت بلى قال: فهذا أمير المؤمنين والله على مثل ذلك وفوقه ولا أقدر اذكرهم عنده بقبيح فقل له ذلك حتى يرجع عن الذى هو عليه من ذمهم انتهى.
___________________________________
(١) روى الخطيب عن محمد بن اسحاق الشاهد قال: سألت الزبير بن بكار فقلت منذكم زوجتك معك؟ قال لا تسلني ليس يرد القيامة اكثر كباشا منها ضحيت عنها سبعين كبشا.
أقول: اذا عرفت ذلك فاعلم انه لا اعتبار بما رواه أبوالفرج الاصبهانى المرواني في مقاتل الطالبيين عن الزبيري المذكور في تزويج عبدالله بن عمرو بن عثمان فاطمة بنت الحسينعليهالسلام بمالا يرضى مسلم غيور بنقله فكيف بمن كان من اهل الايمان ولا غرو من ابي الفرج في نقل ذلك وامثاله فانه عرقت فيه عروق امية ومروان والعجب انه روى بعد ذلك عن احمد بن سعيد في أمر تزويجه إياها ما يكذب هذه الرواية الزبيرية الموضوعة فانه روى مسندا عن اسماعيل بن يعقوب ان فاطمة بنت الحسينعليهالسلام لما خطبها عبدالله أبت ان تروجه فحلفت امها عليها ان تتزوجه وقامت في الشمس وآلت أن لا تبرح حتى تزوجه فكرهت فاطمة أن تحرج فتزوجته.
وقد يطلق الزبيري على أبي عبدالله الزبير بن أحمد بن سليمان بن عبدالله ابن عاصم بن المنذر بن الزبير بن العوام البصري الفقيه الشافعي كان أعمى وله مصنفات في الفقه منها الكافي وغيره قدم بغداد وحدث بها روى عنه محمد بن الحسن النقاش وغيره توفي قبل العشرين والثلاثمائة.
وقد يطلق على أبي أحمد محمد بن عبدالله بن الزبير الاسدي مولى لبني اسد وليس من ولد الزبير بن العوام كوفي قدم بغداد سمع مسعر بن كدام والثوري ومالك بن أنس وبشير بن سلمان روى عنه احمد بن حنبل وابوبكر ابن أبى شيبة والقواريري وغيرهم ممن كان في طبقتهم.
قال الخطيب في تاريخ بغداد: قدم ابواحمد في بغداد وحدث بها وذكر ابن الجعابي ان له أخا يسمى حسنا من وجوه الشيعة يروى عنه.
وروى عن ابن نمير قال: ابواحمد الزبيرى صدوق وهو في الطبقة الثانية من اصحاب الثوري ما علمت إلا خيرا مشهور بالطلب ثقة صحيح الكتاب وكان صديق ابي نعيم وسماعها قريب ابونعيم اسن منه واقدم سماعا.
وروى عن احمد بن عبدالله العجلي قال: محمد بن عبدالله الزبيرى الاسدي يكنى أبا احمد كوفي ثقة وكان يتشيع.
وعن محمد بن يزيد قال: كان محمد بن عبدالله الاسدي يصوم الدهر وكان اذا تسحر برغيف لم يصدع فاذا تسحر بنصف رغيف صدع من نصف النهار إلى آخره فان لم يتسحر صدع يومه أجمع.
مات في ج ١ بالاهواز سنة ٢٠٣ (جر).
(الزجاج)
ابواسحاق ابراهيم بن السري بن سهل النحوي الاديب صاحب معاني القرآن والامالي ومصنفات في الادب اخذ عن المبرد وثعلب واخذ عنه الزجاجي وابو علي الفارسي كان يخرط الزجاج ثم تركه واشتغل بالادب فنسب إليه توفي سنة ٣١١ (شيا) حكي ان آخر كلامه الذي سمع منه قوله اللهم احشرنى على مذهب احمد بن حنبل.
وروى انه كان بينه وبين رجل من أهل العلم يقال له مسيند شر فاتصل ونسجه ابليس واحكمه حتى خرج الزجاج إلى حد الشتم فكتب اليه مسيند:
أبي الزجاج إلا شتم عرضي |
لينفعه فآثمه وضره |
|
واقسم صادقا ما كان حر |
ليطلق لفظه في شتم حره |
|
ولو اني كررت لفر مني |
ولكن للمنون على كره |
|
فأصبح قد وقاه الله شري |
ليوم لا وقاه الله شره |
فلما اتصل الشعر بالزجاج قصده راجلا واعتذر اليه وسأله الصفح.
اقول قد ظهر من هذه الحكاية ان هذا الرجل كان من اهل العلم حقيقة وكان عاملا بعلمه قال الله عزوجل في سورة السجدة:(وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) .
وروى الشيخ المفيد قدس سره عن جابر قال سمع امير المؤمنينعليهالسلام رجلا يشتم قنبرا وقد رام قنبر أن يرد عليه فناداه امير المؤمنينعليهالسلام مهلا يا قنبر دع شاتمك مهانا ترضى الرحمن وتسخط الشيطان وتعاقب عدوك فو الذي فلق الحبة وبرأ النسمة ما أرضى المؤمن ربه بمثل الحلم ولا اسخط الشيطان بمثل الصمت ولا عوقب الاحمق بمثل السكوت عنه.
وروى عن طبقات ابن سعد صفحة ٢١٨ انه روى عن سالم مولى ابي جعفر قال: كان هشام(١) بن اسماعيل يؤذي علي بن الحسينعليهالسلام وأهل بيته يخطب بذلك على المنبر وينال من عليعليهالسلام فلما ولي الوليد بن عبدالملك عزله وأمر به ان يوقف للناس فكان يقول لا والله ما كان احد أهم إلي من علي بن الحسينعليهالسلام كنت أقول رجل صالح يسمع قوله فوقف للناس فجمع علي بن الحسينعليهالسلام ولده وخاصته ونهاهم عن التعرض له وغدا على بن الحسينعليهالسلام مارا لحاجته فما عرض له فناداه هشام بن اسماعيل الله اعلم حيث يجعل رسالته، وفي رواية اخرى قال له ابنه عبدالله بن علي ولم لا نتعرض له؟ والله ان أثره عندنا لسئ وما كنا نطلب إلا مثل هذا اليوم قال يا بني نكله إلى الله تعالى فوالله ما عرض له احد من آل الحسينعليهالسلام بحرف حتى تصرم امره.
(تذييل): قد ظهر من خبر جابر الذي تقدم ان قنبرا كان عند امير المؤمنينعليهالسلام في مقام رفيع ومنزلة شريفة وكذلك كان، روى الصدوق عن ابى عبداللهعليهالسلام قال كان لعلي عليه السلام غلام اسمه قنبر وكان يحب عليا حبا شديدا فاذا خرج علي عليه السلام خرج على أثره بالسيف وتقدم في ابن السكيت ما يدل على جلالته ويعلم جلالته من أنه كان في مجلس وصية الحسن بن علي عليه السلام إلى اخيه الحسينعليهالسلام وما كان غائبا عن سماع كلام يحيى به
___________________________________
(١) كان واليا على المدينة لعبد الملك بن مروان وكان من بني مخزوم
الاموات، وروى ان الحجاج بن يوسف قال ذات يوم احب أن اصيب رجلا من اصحاب ابي تراب فأتقرب ال يالله تعالى بدمه فقيل له ما نعلم أحدا كان اطول صحبة لابى تراب من قنبر مولاه فبعث في طلبه فاتى به فقال انت قنبر؟ قال نعم قال ابوهمدان؟ قال نعم قال مولى علي بن ابي طالب؟ قال الله مولاى وامير المؤمنين علي عليه السلام ولي نعمتي قال ابرأ من دينه قال فاذا برأت من دينه تدلني على دين غيره افضل منه؟ قال اني قاتلك فاختر اى قتلة احب اليك؟ قال قد صيرت ذلك اليك قال ولم؟ قال لانك لا تقتلني قتلة إلا قتلتك مثلها وقد اخبرني امير المؤمنين عليه السلام ان منيتي تكون ذبحا ظلما بغير حق فأمر به فذبح، قلت ويظهر من تاريخ بغداد ان في اولاده رواة الحديث والاخبار.
روى الخطيب في ج ٤ صفحة ٢١٠ باسناده عن قنبر بن احمد بن قنبر مولى علي بن ابي طالب عليه السلام عن ابيه عن جده عن كعب بن نوفل عن بلال بن حمامة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وآله ذات يوم ضاحكا مستبشرا فقام اليه عبدالرحمن بن عوف فقال ما اضحكك يا رسول الله؟ فقال بشارة اتتنى من عند ربى ان الله تعالى لما اراد ان يزوج عليا فاطمة عليهما السلام امر ملكا ان يهز شجرة طوبى فهزها فنثرت رقافا يعنى صكاكا وانشأ الله ملائكة التقوطها فاذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق فلا يرون محبا لنا اهل البيت محضا إلا دفعوا اليه منها كتابا براءة له من النار من اخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من امتي من النار انتهى.
(الزجاجى)
ابوالقاسم عبدالرحمن بن اسحاق الصيمري الاصل البغدادي الاشتغال الشامي المسكن والخاتمة كان اصله من صيمر ونزل بغداد ولزم ابا اسحاق الزجاج حتى برع في النحو ولذلك يقال له الزجاجي وصنف الجمل والايضاح والكافي في
النحو وغير ذلك وكتاب جمله مشهور بنى اهل العربية وقد تعرض لشرحه جمع كثير من العلماء حكي انه صنفه بمكة المعظمة فكان اذا فرغ بابا طاف اسبوعا ودعا لنفسه ولقارئه بالمغفرة.
قال الدميري ولذلك لا يشتغل به احد إلا انتفع به توفي بطبرية سنة ٣٣٩ (شلط) والصيمري نسبة إلى صيمر كحيدر وقد تضم ميمه بلد بين خوزستان وبلاد الجبل وفي تاريخ ابن خلكان ذكر مكانه النهاوندي ثم اعلم انه غير ابي اسحاق الزجاجي التاجر المروزي فان اسمه ابراهيم بن محمد بن ابراهيم قدم بغداد حاجا وحدث بها سنة ٣٨٠ وغير ابي عمرو الزجاجى العارف الذى كان في المائة الرابعة فان اسمه محمد بن ابراهيم النيسابورى.
(الزرارى)
انظر ابوغالب الزرارى.
(قال) الخطيب في تاريخ بغداد: عبيدالله بن احمد بن محمد بن محمد بن سليمان بن الحسن بن الجهم بن بكير ابن اعين ابوالعباس الكاتب يعرف بالزرارى روى عن ابى بكر بن الانبارى حدثنى عنه القاضي ابوالقسم التنوخي قال وكان اديبا شاعرا وزعم ان بكير بن اعين هو اخو زرارة بن اعين وحمران بن اعين قال وانما نسبنا إلى زرارة دون بكير لان زرارة حجدنا من قبل امنا فاشتهرنا به اخبرنا التنوخى قال انشدني ابوالعباس عبيدالله بن احمد الزرارى قال انشدنا ابوبكر بن الانبارى:
وكم من قائل قد قال دعه |
فلم يك وده لك بالسليم |
|
فقلت اذا جزيت الغدر غدرا |
فما فضل الكريم على اللئيم |
|
واين الالف يعطيني عليه |
واين رعاية الحق القديم |
وقال التنوخي انشدنى ابوالعباس الزرارى لنفسه:
لي صديق قد صيغ من سوء عهد |
ورماني الزمان فيه بصد |
|
كان وجدى به فصار عليه |
وطريف زوال وجد بوجد |
(الزرقانى)
ابوعبدالله محمد بن عبدالباقي بن يوسف المصرى المالكي المتوفي سنة ١١٢٢ (غقكب) له شرح الموطأ وشرح المواهب اللدنية بالمنح المحمدية للقسطلاني وغير ذلك اخذ عن حافظ العصر البابلى وعن والده العالم المتبحر عبدالباقي المتوفى سنة ١٠٩٩ شارح مختصر خليل في فقه مالك وشارح المقدمة العزية وغير ذلك قال الفيروز ابادى في (ق) زرقان كعثمان لقب ابي جعفر الزيات المحدث ووالد عمرو شيخ للاصمعي انتهى.
(قلت) زرقان كنعمان موضع بناحية قم ايضا.
(الزركشى)
بدر الدين ابوعبدالله محمد بن بهادر بن عبدالله التركي المصرى المنهاجي كان ابوه بهادر مملوكا لبعض الاكابر وتعلم ابنه محمد في صغره صنعة الزركش ثم حفظ المنهاج في الفقه فقيل له المنهاجي رحل إلى حلب ودمشق لطلب العلم واخذ عن مغلطاي والاسنوي والبلقيني وغيرهم له يقظة العجلان في اصول الفقه وسلاسل الذهب في الاصول وتشنيف المسامع في شرح جمع الجوامع في اصول الفقه لتاج الدين السبكي وزهر العريش في احكام الحشيش، وغير ذلك، توفى بالقاهرة سنة ٧٩٤ (ذصد).
(الزرندي)
الحافظ جمال الدين محمد بن يوسف الزرندي المدنى كان من اكابر الحفاظ والعلماء الاعلام من اهل السنة له تبا درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطينعليهالسلام توفي في بضع وخمسين وسبعمائة.
(الزعفرانى)
ابوالقسم عمر بن جعفر اللغوي الاديب الشاعر المعروف بالرومي المعاصر للصاحب بن عباد ومادحه، يحكى انه انشد الصاحب ابياتا نونية منها قوله:
ايا من عطاياه تهدي الغنى |
إلى راحتي من نأى اودنا |
|
كسوت المقيمين والزائرين |
كسا لم يخل مثلها ممكنا |
|
وحاشية الدار يمشون في |
صنوف من الخز إلا انا |
فقال الصاحب قرأت في اخبار معن بن زائدة الشيباني ان رجلا قال احملنى ايها الامير فأمر له بناقة وفرس وبغل وحمار وجارية ثم قال: لو علمت ان الله تعالى خلق مركوبا غير هذا لحملتك عليه وانا فقد امرنا لك بجبة وقميص ودراعة وسراويل ومنديل ومطرف ورداء وكساء وجورب وكيس ولو علمنا لباسا آخر يتخذ من الخز لاعطيناك.
وقد يطلب الزعفراني على ابى علي الحسن ابن محمد بن الصباح احد رواة أقوال الشافعى المتوفى سنة ٢٦٠.
قال صاحب القاموس الزعفران: معروف واذا كان في بيت لا يدخله سام ابرص إلى ان قال والزعفرانية قرية بهمذان منها القاسم بن عبدالرحمن شيخ الدار قطني وببغداد منها الحسن بن محمد بن الصباح صاحب الشافعي واليه ينسب درب الزعفراني.
(الزمخشرى)
جار الله ابوالقاسم محمود بن عمر بن محمد الخوارزمي المعتزلى استاذ فن البلاغة صاحب المصنفات المعروفة اساس البلاغة والانموذج واطواق الذهب والفائق، واعجب العجب شرح لامية العرب والكشاف عن حقائق التنزيل وهذا الكتاب اشهر مصنفاته وقد اعتنى به الفضلاء وقيل في مدحه:
ان التفاسير في الدنيا بلا عدد |
وليس فيها لعمرى مثل كشاف |
|
ان كنت تبغي الهدى فالزم قراءته |
فالجهل كالداء والكشاف كالشافي |
ونسب اليه:
كثر الشك والخلاف فكل |
يدعي الفوز بالصراط السوي |
|
فاعتصامي بلا إله سواه |
ثم حبي لاحمد وعلي |
|
فاز كلب بحب اصحاب كهف |
كيف اشقى بحب آل النبي |
وينسب اليه ايضا:
تزوجت لم اعلم واخطأت لم اصب |
فيا ليتني قد مت قبل التزوج |
|
فوالله لا ابكي على ساكني الثرى |
ولكنني ابكي على المتزوج |
وله على ما حكي عن ترجمته المطبوعة في الجزء الاخير من الكشاف:
اذا سألوا عن مذهبي لم ابح به |
واكتمه كتمانه لي اسلم |
|
فان حنيفا قلت قالوا بأنه |
يبيع الطلا وهو الشراب المحرم |
|
وان مالكيا قلت قالوا بأنني |
أبيح لهم لحم الكلاب وهم هم |
|
وان شافعيا قلت قالوا بأنني |
أبيح نكاح البنت والبنت تحرم |
|
وان حنبليا قلت قالوا بأنني |
ثقيل حلولي بغيض مجسم |
وله أيضا في مدح الخمول:
اطلب ابا القاسم الخمول ودع |
غيرك يطلب أساميا وكنى |
|
شبه ببعض الاموات نفسك لا |
تبرزه إن كنت عاقلا فطنا |
|
ادفنه في البيت قبل ميتته |
واجعل له من خموله كفنا |
|
علك تطفي ما انت موقده |
إذ انت في الجهل تخلع الرسنا |
سافر إلى مكة وجاور بها زمانا ولقب جار الله، يحكى انه سقطت إحدى رجليه من ثلج أصابه في بعض الاسفار وتقدم في ابن الشجري ما جرى بينه وبينه لما قدم الزمخشري بغداد توفي بجرجانية خوارزم بعد رجوعه من مكة المعظمة ليلة عرفة سنة ٥٣٨ (ثلح) وكان أوصى أن يكتب هذه الابيات على قبره وأوردها في تفسيره في سورة البقرة:
يا من يرى مد البعوض جناحها |
لي ظلمة الليل البهيم الاليل |
|
ويرى مناط عروقها في نحرها |
والمخ في تلك العظام النحل |
|
اغفر لعبد تاب عن فرطاته |
ما كان منه في الزمان الاول |
والزمخشري نسبة إلى زمخشر كسفرجل قرية بنواحي خوارزم وقد تقدم في أخطب خوارزم ما يتعلق بخوارزم.
(الزوارى)
علي بن الحسين الزواري الاصبهانى الشيخ العالم الفاضل المفسر من فضلاء الامامية كان من تلامذة المحقق الكركي واستاذ المولى فتح الله الكاشاني له تأليفات منها تفسير كبير فارسي معروف بالتفسير الزواري وله شرح نهج البلاغة وترجمة كشف الغمة فرغ منها سنة ٩٣٨ وله ايضا ترجمة مكارم الاخلاق وعدة الداعي والاحتجاج واعتقاد الصدوق وتفسير الامام.
والزواري بكسر الزاى نسبة إلى زوارة قصبة من اعمال اصبهان معروفة بقرية السادات لكثرة العلويين فيها.
(الزوزنى)
ابوعبدالله الحسين بن على بن احمد الزوزنى كان وحيد عصره في النحو واللغة والعربية له ترجمان القرآن وشرح المعلقات توفي سنة ٤٨٦ (تفو) والزوزنى نسبة إلى زوزن بالفتح بلد بين هراة ونيسابور.
(الزهاد الثمانية)
الربيع بن خيثم، وهرم ككتف ابن حيان، واويس القرني، وعامر بن عبد قيس وهؤلاء الاربعة كانوا مع على (ع) ومن اصحابه وكانوا زهادا اتقياء كذا قال الفضل بن شاذان وأما الاربعة الباقية فهم على الباطل وهم ابومسلم الخولانى، ومسروق بن الاجدع، والحسن البصري، واسود بن يزيد وجرير بن عبدالله.