الكنى والألقاب الجزء ٢
0%
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
وتشرف بزيارة قبر امير المؤمنينعليهالسلام وعلمه الصادق الزيارة المعروفة التى رواها المشايخ في كتبهم المزارية وتعلم منهعليهالسلام الدعاء المعروف بدعاء علقمة، وعلمهعليهالسلام ايضا كيفية زيارة الحسينعليهالسلام في الاربعين كما رواها الشيخ في التهذيب، ولما اطلع ببركة الصادقعليهالسلام على موضع قبر امير المؤمنينعليهالسلام مكث عشرين سنة يصلي عند قبره عليه السلام والله يعلم ماله من الاجر في ذلك لان الصلاة عند عليعليهالسلام بمائتي الف.
(وروى) الشيخ في مصباح المتهجد عن جماعة عن الصفواني عن ابيه عن جده عن صفوان المذكور قال: استأذنت الصادقعليهالسلام لزيارة مولانا الحسينعليهالسلام فسألته ان يعرفني ما اعمل عليه فقال يا صفوان صم ثلاثة ايام قبل خروجك واغتسل في اليوم الثالث (إلخ) فعلمه عليه لاسلام الزيارة المعروفة بزيارة وارث.
(الصفى الحلى)
عبدالعزيز بن السرايا الشيخ العالم الفاضل الشاعر الاديب المنشئ تلميذ المحقق الحلى (ره) كان شاعر عصره على الاطلاق اجاد القصائد المطولة والمقاطيع تطربك الفاظه المصقولة ومعانيه المعسولة ومقاصده التي كأنها سهام رشقة وسيوف مسلولة، دخل مصر سنة ٧٣٦ واجتمع بالقاضي علاء الدين بن الاثير وابن سيد الناس وابى حيان وفضلاء ذلك العصر فاعترفوا بفضله ثم عاد إلى ماردين، وتوفي ببغداد سنة ٧٥٠ (ذن) له ديوان شعر كبير وديوان شعر صغير والقصيدة البديعة المذكورة بتمامها في انوار الربيع وقصيدة ابن المعتز(١)
___________________________________
(١) قال ابن المعتز في قصيدته:
ونحن ورثنا ثياب النبي |
وكم تجذبون بأهدابها |
|
لكم رحم يا بني بنته |
ولكن بني العم اولى بها |
إلى غير ذلك، ومن شعره قوله:
يا عترة المختار يا من بهم |
يفوز عبد يتولاهم |
|
أعرف في الناس بحبي لكم |
إذ يعرف الناس بسيماهم |
وله في مدح امير المؤمنين عليه السلام:
فوالله ما اختار الاءله محمدا |
حبيبا وبين العالمين له مثل |
|
كذلك ما اختار النبي لنفسه |
عليا وصيا وهو لابنته بعل |
|
وصيره دون الانام أخا له |
وصنوا وفيهم من له دونه الفضل |
|
وشاهد عقل المرء حسن اختياره |
فما حال من يختاره الله والرسل |
وله ايضا:
تول عليا وابناه |
تفز في المعاد واهواله |
|
إمام له عقد يوم الغدير |
بنص النبي واقواله |
|
له في التشهد بعد الصلاة |
مقام يخبر عن حاله |
|
فهل بعد ذكر إله السماء |
وذكر النبي سوى آله |
وله ايضا:
جمعت في صفاتك الاضداد |
فلهذا عزت لك الانداد |
|
زاهد حاكم حليم شجاع |
فاتك ناسك فقير جواد |
|
شيم ما جمعن في بشر قط |
ولا حاز مثلهن العباد |
|
قتلنا امية في دارها |
ونحن احق باسلابها |
قال صفي الدين الحلي رحمه الله:
ألا قل لشر عبيدالاء |
له وطاغي قريش وكذابها |
|
وباغي العباد وناعي العناد |
وهاجي الكرام ومغتابها |
|
أأنت تفاخر آل النبي |
وتجحدها فضل احسابها |
|
بكم باهل المصطفى او بهم |
فرد العداة بأوصابها |
خلق يخجل النسيم من اللطف |
وبأس يذوب منه الجماد |
|
ظهرت منك للورى مكرمات |
فأقرت بفضلك الحساد |
|
ان يكذب بهذا عداك فقد |
كذب من قبل قوم لوط وعاد |
|
جل معناك ان يحيط به الشعر |
ويحصي صفاته النقاد |
(قوله) جمعت في صفاتك الاضداد اشار بذلك إلى ما اشار اليه الشريف الرضي رضي الله تعالى عنه في مقدمة نهج البلاغة قال: ومن عجائبه اى امير المؤمنين (ع) التي انفرد بها وأمن المشاركة فيها ان كلامه الوارد في الزهد والمواعظ والتذكير والزواجر إذا تأمله المتأمل وفكر فيه النظر وخلع من قلبه انه كلام مثله ممن عظم قدره ونفذ امره واحاط بالرقاب ملكه لم يعترضه الشك في انه كلام من لاحظ له في غير الزهادة ولا شغل له بغير العبادة قد قبع في كسر بيت او انقطع في سفح جبل لا يسمع إلا حسه ولا يرى إلا نفسه ولا يكاد يوقن بأنه كلام من ينغمس في الحرب مصلتا سيفه فيقط الرقاب ويجدل الابطال ويعود به ينطف دما ويقطر مهجا وهو مع تلك الحال زاهد الزهاد وبدل الابدال، وهذه من فضائله العجيبة وخصائصه اللطيفة التي جمع بها بين الاضداد وألف بين الاشتات، وكثيرا ما اذكر الاخوان بها واستخرج عجبهم منها وهي موضع للعبرة بها والفكرة فيها، إنتهى.
(صفى الدولة)
ابوالفتيان محمد بن سلطان محمد بن حيوس (كتنور) بن محمد الغنوي الشاعر المشهور، كان يدعى بالامير لان اباه كان من امراء المغرب وهو احد الشعراء الشاميين له ديوان شعر كبير وهو الذي قال في شرف الدولة سلم بن قريش.
انت الذي نفق الثناء بسوقه |
وجرى الندى بعروقه قبل الدم |
وتقدم في ابن الخياط ما يتعلق به، توفي بحلب سنة ٤٧٣ (تعج).
(صفى الدين الاردبيلى)
هو قطب الاقطاب برهان الاصفياء الكاملين الشيخ صفى الدين ابوالفتح اسحق بن السيد امين الدين جبرئيل الاردبيلي الموسوي ينتهى نسبه إلى حمزة بن الامام موسى الكاظم عليه السلام. توفي سنة ٧٣٥ في اردبيل ودفن بها ودفن عنده جماعة كثيرة من اولاده واحفاده كالشيخ صدر الدين والشيخ جنيد والسلطان حيدر وابنه الشاه اسماعيل والشاه محمد خدابنده والشاه عباس الاول وغيرهم رضوان الله عليهم اجمعين.
ينسب اليه السلاطين الصفوية الذين اهتموا بنشر اعلام الدين وترويج شيعة امير المؤمنين عليه السلام.
(اولهم) الشاه اسماعيل الاول ابن السلطان حيدر بن السلطان شيخ جنيد المقتول ابن السطان شيخ ابراهيم بن الخواجه على المشهور بسياه بوش المتوفى سنة ٨٣٣ في بيت المقدس ابن الشيخ صدرالدين موسى بن الشيخ صفي الدين كان مبدأ سلطنته سنة ٩٠٦ وتوفي سنة ٩٣٠.
٢ - ابنه الشاه طهماسب قام بأمر السلطنة في ١٩ رجب سنة ٩٣٠ (ظل) وكان معاصرا للمحقق الكركي والشيخ حسين بن عبدالصمد والد شيخنا البهائي فطالت سلطنته إلى ان بلغ اربع وخمسين وتوفي في منتصف صفر سنة ٩٨٤(١) .
٣ - ابنه الشاه اسماعيل الثانى لم تطل مدته، توفي سنة ٩٨٥.
٤ - اخوه السلطان محمد المكفوف فقام بأمر السلطنة إلى سنة ٩٩٦.
ثم فرض الامر إلى ابنه الشاه عباس الاول، فقام به في نيف واربعين سنة في كمال الابهة والجلالة وله آثار كثيرة من الخيراتوالمبرات وتعمير البقاع المقدسات وهو الذي تشرف بمشهد الرضا (ع) ماشيا على قدميه من دار السلطنة اصفهان إلى حضرة علي بن موسى الرضاعليهالسلام في ٢٨ يوما وامر بتذهيب القبة المطهرة وغير ذلك مما هو مذكور في محله توفي في ٢٤ ج ١ سنة ١٠٣٨.
___________________________________
(١) والعجب ان تاريخه يوافق الخامس عشر من شهر صفر ٩٨٤.
٦ - ابن ابنه الشاه صفي الاول وتوفى ١٢ صفر سنة ١٠٥٢ ودفن بقم في جوار عمته فاطمة بنت موسىعليهالسلام .
٧ - ابنه الشاه عباس الثانى وتوفى سنة ١٠٧٨ ودفن بقم في بقعة كبيرة متصلة بالحضرة الفاطمية سلام الله عليها.
٨ - ابنه الشاه صفي الثاني المعروف بالشاه سليمان توفى سنة ١١٠٥ ودفن بقم في بقعة متصلة ببقعة الشاه عباس.
٩ - ابنه الشاه سلطان حسين وهو آخر السلاطين الصفوية اتصلت بفتنة الافاغنة فاخذ السلطان حسين اسيرا وحبس في سنة ١١٣٧ وقتل في محبسه ٢٢ محرم سنة ١١٤٠ فحمل نعشه إلى قم ودفن عند آبائه في جوار الحضرة الفاطمية لا زالت مهبطا للفيوضات السبحانية.
(صفي الدين الحنفى)
السيد ابوالفضل محمد صفي الدين بن احمد الحسيني البخاري الاصل نزيل بلدة الخليلعليهالسلام ثم نابلس الشام كان آية في حفظ الحديث ومعرفة رجال السند وقد جمع عنده من كتب الحديث قل ما يجتمع عند غيره له القول الجلي في ترجمة ابن تيمية الحنبلي توفى بالطاعون سنة ١٢٠٠ (غر).
(صفى الدين بن عبدالحق)
ابوالفضائل عبدالمؤمن بن الخطيب عبدالحق بن عبدالله البغدادي الحنبلى ولد ببغداد سنة ٦٥٨ وسمع بها الحديث وسمع بدمشق من الشرف بن عساكر وجماعة وبمكة من الفخر التوزري وبرع وافتى ومهر في علم الفرائض والحساب والجبر والمقابلة والهندسة والمساحة وغير ذلك له مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع وهو مختصر معجم البلدان للحموي، توفى سنة ٧٣٩ ودفن بمقبرة ابن حنبل.
(صلاح الدين الاربلى)
ابو العباس احمد بن عبدالسيد بن شعبان من بيت كبير باربل كان حاجبا عند الملك المعظم مظفر الدين صاحب اربل فتغير عليه واعتقله مدة فلما افرج عنه خرج إلى بلاد الشام فاتصل بخدمة الملك المغيث بن الملك العادل فلما توفي المغيث انتقل إلى الديار المصرية وخدم الملك الكامل فعظمت منزلته عنده ووصل منه إلى ما لم يصل اليه غيره وكان ذا فضيلة تامة وكان يحفظ الخلاصة في الفقه للغزالي وله نظم حسن ودو بيت رائق فمنه قوله:
وإذا رأيت بنيك فاعلم انهم |
قطعوا اليك مسافة الآجال |
|
وصل البنون إلى محل ابيهم |
وتجهز الآباء للترحال |
وله ايضا:
يوم القيامة فيه ما سمعت به |
من كل هول فكن منه على حذر |
|
يكفيك من هوله ان لست تبلغه |
إلا إذا ذقت طعم الموت في سفر |
(الصليحى)
بضم الصاد وفتح اللام ابوالحسن علي بن محمد بن علي بالقائم باليمن كان والده محمد قاضيا باليمن سنينا ولكن ابنه علي بن محمد كان فقيها في مذهب الامامية مستبصرا في علم التأويل ملك اليمن وله شأن لا يناسب المقام شرح حاله قتل سنة ٤٧٣ (تعج).
(الصنعانى)
بفتح الصاد وبعدها النون الساكنة هذه النسبة إلى صنعاء وهي من اشهر مدن اليمن ينسب اليها ابوبكر عبدالرزاق ابن همام بن نافع الصنعانى الحافظ المشهور مولى حمير.
قال ابن خلكان: قال ابوسعد بن السمعاني، قيل ما رحل الناس إلى احد بعد رسول الله صلى الله عليه وآله مثل ما رحلوا اليه، يروي عن معمر(١) بن راشد الازدي مولاهم البصري والاوزاعي وابن جريج وغيرهم روى عنه ائمة الاسلام في ذلك العصر منهم سفيان بن عيينة وهو من شيوخه واحمد بن حنبل ويحيى بن معين وغيرهم في زمانه وكانت ولادته في سنة ١٢٦ وتوفي في شوال سنة ٢١١ باليمن رحمه الله انتهى.
قال شيخنا (ره) في المستدرك: عبدالرزاق بن همام اليمانى روى عنهماعليهالسلام ق كذا في نسخ جخ وفي (جش) في ترجمة ابى بكر محمد بن همام شيخ اصحابنا ومتقدميهم له منزلة عظيمة كثير الحديث، قال ابومحمد هارون بن موسى رحمه الله حدثنا محمد بن همام قال حدثنا احمد بن مابندار قال: اسلم ابى اول من اسلم من اهله وخرج من المجوسية فكان يدعو اخاه سهيلا إلى مذهبه فيقول له يا اخي اعلم انك لا تألوني نصحا ولكن الناس مختلفون فكل يدعي ان الحق فيه ولست اختار ان ادخل في شئ إلا على يقين، فمضت لذلك مدة وحج سهيل فلما صدر من الحج قال لاخيه ان الذي كنت تدعو اليه هو الحق قال: وكيف علمت ذلك؟ قال لقيت في حجي عبدالرزاق بن همام الصنعانى وما رأيت احدا مثله فقلت له على خلوة نحن قوم من اولاد الاعاجم وعهدنا بالدخول في الاسلام قريب وارى اهله مختلفين في مذاهبهم وقد جعلك الله من العلم بما لا نظير لك فيه في عصرك مثل
___________________________________
(١) معمر بن راشد الصنعانى البصري ابوعروة عده الشيخ في رجاله من اصحاب الصادق عليه السلام يروي عن الزهري.
واريد ان اجعلك حجة فيما بيني وبين الله عزوجل فان رأيت ان تبين لي ما ترضاه لنفسك من الدين لاتبعك فيه واقلدك فاظهر لي محبة آل رسول الله صلى الله عليه وآله وتعظيمهم والبراءة من عدوهم والقول بامامتهم (إلخ).
وفي تقريب ابن حجر عبدالرزاق بن همام بن نافع الحميرى مولاهم ابوبكر الصنعانى ثقة حافظ مصنف شهير عمي في آخر عمره فتغير، وكان يتشيع من التاسعة مات سنة إحدى عشرة بعد المائتين وله خمس وثمانون سنة، وفي كامل ابن الاثير في حوادث سنة ٢١١ فيها توفي عبدالرزاق بن همام الصنعانى دين من مشايخ احمد بن حنبل وكان يتشيع، وذكر الذهبي في ترجمته ما يقرب منهما وعلى ما ذكروا لا يمكن روايته عن الباقرعليهالسلام بل كان في سنة وفاة الصادقعليهالسلام في حدود العشرين نعم ادرك من عصر الجوادعليهالسلام ثمان سنين انتهى.
(اقول) وابويحيي الصنعاني هو الذى يروي عن ابى عبداللهعليهالسلام وذكروا ان له كتاب فضل إنا انزلناه، وضعفه ابن الغضائري (وصه) والظاهر ان منشأ التضعيف ما يرويه في فضائل اهل البيتعليهمالسلام من الروايات التي كانوا يعدون الاعتقاد بها سابقا غلوا منها روايته في (كا) في ان الائمة عليهم السلام يزارون ليلة الجمعة قيل ان اسمه عمر بن توبة.
(الصنوبرى)
ابوبكر بن احمد بن محمد بن الحسن بن مرار الضبي الحلبي الانطاكي الامامي كان شاعرا مجيدا مطبوعا عالي النفس ضنينا بماء وجهه عن ان يبذله في طلب جوائز ممدوح صائنا لسانه عن الهجاء يقول الشعر تأدبا لا تكسبا مقتصرا في اكثر شعره على وصف الرياض والازهار قالوا كان من فحول الشعراء ومن جملة من كان منهم بحضرة سيف الدولة ذكره ابن النديم وقال جمع ديوانه الصولي في مقدار مأتى ورقة وذكره ابن شهر اشوب في شعراء اهل البيتعليهمالسلام وله اشعار
في مدائح اهل البيت عليهم السلام ومراثيهم فمنها قوله في مدح امير المؤمنين عليه السلام:
أليس من حل منه في اخوته |
محل هارون من موسى بن عمران |
|
ردت له الشمس في افلاكها فقضى |
صلاته غير ماساه ولا وان |
|
وشافع الملك الراجي شفاعته |
إذ جاءه ملك في خلق ثعبان |
|
ما مثل زوجته اخرى يقاس بها |
ولا يقاس إلى سبطيه سبطان |
|
فمضمر الحب في نور يخص به |
ومضمر البغض مخصوص بنيران |
|
قال النبي له اشقى البرية يا |
على ان ذكر الاشقى شقيان |
|
هذا عصى صالحا في عقر ناقته |
وذاك فيك سيلقانى بعصيانى |
|
ليخضبن هذه من ذا ابا حسن |
في حين يخضبها من احمر قانى |
(الابيات) وله في رثاء الحسين عليه السلام:
ذكر يوم الحسين بالطف اودى |
بصماخي فلم يدع لي صماخا |
|
منعوه ماء الفرات وظلوا |
يتعاطونه زلالا نقاخا |
|
بأبى عترة النبي وامي |
سد عنهم معاندا صماخا |
|
خير ذا الخلق صبية وشبابا |
وكهولا وخيرهم اشياخا |
|
اخذوا صدر مفخر العز مذكا |
نوا وخلوا للعالمين المخاخا |
|
النقيون حيث كانوا جيوبا |
حيث لا يأمن الجنوب اتعاخا |
|
خلقوا اسخياء لا متساخين |
وليس السخي من يتساخى |
|
اهل فضل تناسخوا الفضل ثيبا |
وشبابا اكرم بذاك انتساخا |
|
يا ابن بنت النبي اكرم به ابنا |
وباسناخ جده اسناخا |
|
وابن من وازر النبي ووالا |
ه وصافاه في الغدير وواخى |
|
وابن من كان للكريهة ركا |
با وفي وجه هولها رساخا |
|
للطلى(١) تحت قسطل الحرب ضرا |
با وللهام في الوغى شداخا |
___________________________________
(١) الطلى جمع الطلية أي العنق ومن كلامهم اللحية لحلية مالم تطل عن الطلبة.
ما عليكم اناخ كلكله الد |
هر ولكن على الانام اناخا |
إلى غير ذلك، وله في مدح سيف الدولة:
ما خلت قبلك ان كل فضيلة |
للناس يستجمعن في إنسان |
|
فمتى يطيق لسان شعري مدح من |
ما زال ممدوحا بكل لسان |
توفي سنة ٣٣٤ (شلد)، والصنوبري نسبة إلى الصنوبر شجر معروف.
(الصنهاجى)
الحافظ مجد الدين ابومحمد عبدالله بن محمد بن عبدالله بن الاشيري المتوفى ببعلبك سنة ٥٦١ (ساث) وتقدم في ابن اجروم الصنهاجي.
(الصورى)
ابومحمد عبدالمحسن بن محمد بن احمد الصوري الشاعر الاديب بديع الالفاظ رائق الكلام له ديوان شعر ومن محاسنه قصيدة عملها في علي بن الحسين والد الوزير المغربي توفي سنة ٤١٩ (تيط) وقد يطلق على ابي عبدالله محمد بن علي بن عبدالله بن محمد الصوري قال الخطيب البغدادي قدم علينا في سنة ٤١٨ فسمع من ابي الحسن بن مخلدو من بعده واقام ببغداد يكتب الحديث وكان من احرص الناس عليه واكثرهم كتبا له واحسنهم معرفة به إلى ان قال وكان يسرد الصوم ولا يفطر إلا يومي العيدين وايام التشريق ولم يزل في بغداد حتى توفى بها في ٢٩ ج ٢ سنة ٤٤١ (مات).
(الصولى)
بالضم ابوبكر محمد بن يحيى بن عبدالله بن العباس بن محمد بن صول تكين الكاتب المعروف بالصولي الشطرنجي كان احد الادباء الفضلاء المشاهير روى عن ابى داود السجستاني وثعلب والمبرد وابى العيناء وروى عنه الدار قطني والمرزبانى وله تصانيف منها كتاب الوزراء واخبار بن هرمة واخبار السيد الحميري واخبار
جماعة من الشعراء وادب الكتاب، وكان ينادم الخلفاء وكان اوحد وقته في لعب الشطرنج لم يكن في عصره مثله في معرفته حتى يضرب به المثل في ذلك قال الخطيب البغدادي في حقه كان واسع الرواية حسن الحفظ للآداب حاذقا بتصنيف الكتب ووضع الاشياء منها ونادم عدة من الخلفاء وصنف اخبارهم وسيرهم وجمع اشعارهم ودون اخبار من تقدم من الشعراء والوزراء والكتاب والرؤساء وكان حسن الاعتقاد جميل الطريقة مقبول القول وقال وله شعر كثير في المدحوالغزل وغير ذلك وذكر من شعره قوله:
احببت من اجله من كان يشبهه |
وكل شئ من المعشوق معشوق |
|
حتى حكيت بجسمي ما بمقلته |
كأن سقمي من جفنيه مسروق |
(وحكي) عن الصولي انه قال: ان رجلا من الكتاب ادعى هذين البيتين فعاتبته فقال هبهما لي فقلت له اخاف ان تمتحن بقولك مثلهما فلا تحسن فقال قل انت فعملت بحضرته:
إذا شكوت هواه قال ما صدقا |
وشاهد الدمع في خدي قد نطقا |
|
ونار قلبي في الاحشاء ملهبة |
لولا تشاغلها بالجسم لاحترقا |
|
يا راقد العين لا تدري بما لقيت |
عين تكابد فيك الدمع والارقا |
|
يكاد شخصي يخفي من ضنى جسدي |
كأن سقمي من عينيك قد سرقا |
فحلف انه لا يدعي البيتين ابدا ثم روى الخطيب عن محمد بن العباس الخراز قال: حضرت الصولي وقد روى حديث رسول الله صلى الله عليه وآله من صام رمضان واتبعه ستا من شوال، فقال واتبعه شيئا من شوال، فقلت: ايها الشيخ اجل النقطتين اللتين تحت الياء فوقها فلم يعلم ما قصدت فقلت انما هو ستا من شوال فرواه على الصواب.
وقال الازهري: سمعت ابا بكر بن شاذان يقول رأيت للصولي بيتا عظيما مملوءا بالكتب وهي مصفوفة وجلودها مختلفة الالوان كل صف من الكتب لون فصف احمر وآخر اخضر وآخر اصفر وغير ذلك، وكان يقول هذه الكتب
كلها سماعي، ثم روى انه انشد ابوسعيد العقيلي لنفسه في الصولي:
إنما الصولي شيخ |
اعلم الناس خزانه |
|
فاذا تسأله مشكلة |
طالبا منه ابانه |
|
قال يا غلمان هاتوا |
رزمة العلم فلانه |
مات بالبصرة سنة ٣٣٥ أو ٣٣٦ انتهى ملخصا.
قال ابن النديم في وصفه: انه كان من الادباء والظرفاء والجماعين للكتب نادم الراضي وكان أولا يعلمه، ونادم المكتفي ثم المقتدر دفعة واحدة، وامره اظهر واشهر وعهده اقرب من ان نستقصيه وكان من ألعب اهل زمانه بالشطرنج حسن المروة وعاش إلى سنة ٣٣٠ (شل) وتوفي مستترا بالبصرة لانه روى خبرا في عليعليهالسلام فطلبته الخاصة والعامة لقتله انتهى.
وقال (ض) عده في المعالم من طبقة الشعراء المتفننين في شعرهم لاهل البيت عليهم السلام.
وقد يطلق الصولي: على عم والد ابى بكر المذكور ابى اسحق ابراهيم بن العباس الصولي ابن اخت العباس بن الاحنف وكان كاتبا بليغا و شاعرا مجيدا لا يعلم فيمن تقدم وتأخر من الكتاب اشعر منه وكان يكتسب في حداثته بشعره ورحل إلى الملوك والامراء ومدحهم طلبا لجدواهم وله مكاتبات قد دونت وفصول حسن من كلامه قد جمعت ومن شعره قوله:
سقياورعيا لايام لنا سلفت |
بكيت منها فصرت اليوم ابكيها |
|
كذاك ايامنا لاشك نندبها |
إذا تقضت ونحن اليوم نشكوها |
وقوله:
أولى البرية طرا ان تواسيه |
عند السرور لمن واساك في الحزن |
|
إن الكرام إذا ما اسهلوا ذكروا |
من كان يالفهم في المنزل الخشن |
وله ايضا:
كم قد تجرعت من حزن ومن غصص |
إذا تجدد حزن هون الماضي |
وكم غضبت فما باليتم غضبي |
حتى رجعت بقلب ساخط راضي |
وله ايضا ويقال انه ما يرددهما من نزلت به نازلة إلا وفرج الله تعالى عنه:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى |
ذرعا وعند الله منها المخرج |
|
ضاقت فلما استحكمت حلقاتها |
فرجت وكان يظنها لا تفرج |
ومن كلامه: مثل اصحاب السلطان مثل قوم علوا جبلا ثم وقعوا منه فكان أقربهم إلى التلف ابعدهم في الارتقاء.
يروى عن الامام علي بن موسى الرضا (ع) توفي بسر من رأى منتصف شعبان سنة ٢٤٣ وابن عمه ابوالفضل بن عمرو بن مسعدة بن سعيد بن صول الكاتب كان احد وزراء المأمون وكان كاتبا بليغا جزل العبارة وجيزها سديد المقاصد والمعاني وتوفى سنة ٢١٧ (ريز).
والصولى نسبة إلى صول تكين وكان احد ملوك جرجان وكان تركيا واسلم على يد يزيد بن المهلب بن ابي صفرة الذي تقدم ذكره في ابوصفرة وكان جد الصولى المذكور والعباس بن الاحنف الذى يدعى خئولته هو ابوالفضل العباس ابن الاحنف بن الاسود بن طلحة الحنفى اليمامي الشاعر المشهور في ايام الرشيد كان رقيق الحاشية لطيف الطباع جميع شعره في الغزل، وفي سنة وفاته وموضعها اختلاف.
قال ابن خلكان ما حاصله انه توفي سنة ١٩٢ ببغداد في اليوم الذي توفي فيه الكسائي وابراهيم الموصلى وهشيمة الخمارة فرفع ذلك إلى الرشيد فأمر المأمون ان يصلى عليهم فخرج فصفوا بين يديه فقال: من هذا الاول فقالوا: ابراهيم الموصلى فقال اخروه وقدموا العباس بن الاحنف فقدم فصلى عليه وهذه الحكاية تخالف ما يجئ في الكسائى انه مات بالري.
وحكى المسعودي في مروج الذهب عن جماعة من اهل البصرة قالوا: خرجنا نريد الحج فلما كنا ببعض الطريق إذا غلام واقف على المحجة وهو ينادى
ايها الناس هل فيكم احد من اهل البصرة قالوا: فعدلنا اليه وقلنا له ما تريد قال: ان مولاي لما به يريد ان يوصيكم فملنا معه فاذا شخص ملقى على بعد من الطريق تحت شجرة لا يحير جوابا فجلسنا حوله فأحس بنا فرفع طرفه وهو لايكاد يرفعه ضعفا فانشأ يقول:
يا غريب الدار عن وطنه |
مفراد يبكي على شجنه |
|
كلما جد البكاء به |
دبت الاسقام في بدنه |
ثم اغمي عليه طويلا ونحن جلوس حوله إذ أقبل طائر فوقع على أعلى الشجرة وجعل يغرد ففتح عينيه وجعل يسمع تغريد الطائر ثم أنشأ يقول:
ولقد زاد الفؤاد شجا |
طائر يبكي على فننه |
|
شفه ما شفني فبكى |
كلنا يبكي على سكنه |
قاتل: ثم تنفس تنفسا فاضت نفسه منه فلم نبرح من عنده حتى غسلناه وكفناه وتولينا الصلاة عليه، فلما فرغنا من دفنه سالنا الغلام عنه فقال: هذا العباس بن الاحنف انتهى.
وذكر الخطيب ما يقرب من ذلك عن الاصمعي عنه وذكر في أحوال جعفر بن يحيى البرمكي ان هذ الاشعار للعباس بن الاحنف:
ولما رأيت السيف خالط جعفرا |
ونادى مناد للخليفة في يحيى |
|
بكيت على الدنيا وأيقنت إنما |
قصارى الفتى يوما مفارقة الدنيا |
|
وما هى إلا دولة بعد ودلة |
تخول ذا نعمى وتعقب ذا بلوى |
|
إذا انزلت هذا منازل رفعة |
من الملك حطت ذا إلى الغاية القصوى |
(الصهرشتى)
ابو الحسن سليمان بن الحسن صاحب كتاب قبس المصباح مختصر مصباح المتهجد، قال الشيخ منتجب الدين الشيخ الثقة ابوالحسن سليمان بن الحسن
ابن سلمان الصهرشتي فقيه وجه دين قرأ على شيخنا الموفق ابى جعفر الطوسي وجلس في مجلس درس سيدنا المرتضى علم الهدى رحمه الله وله تصانيف منها: كتاب النفيس، وكتاب التنبيه، كتاب النوادر، كتاب المتعة، اخبرنا بها الوالد عن والده عنه.
باب الضاد
(الضحاك الشيبانى)
الحافظ ابوبكر احمد بن عمرو الظاهري حكي انه ولي قضاء اصبهان ست عشرة سنة وذهبت كتبه في البصرة في فتنة صاحب الزنج فأعاد من حفظه خمسين ألف حديث وكان ظاهري المذهب لا يقول بالقياس توفي سنة ٢٨٧ (فرز).
(ضياء الدين الراوندى)
السيد الاجل ابوالرضا فضل الله بن على بن عبيدالله الحسني الراوندي الكاشانى العالم العيلم والطود الاشم والبحر الخضم علامة دهره واستاذ أئمة عصره جمع مع علو النسب كما الفضل والحسب له مصنفات فائقة نافعة كضوء الشهاب والاربعين في الاحاديث وكتاب ادعية السر وترجمة العلوي للطب الرضويعليهالسلام وشرح الرسالة الذهبية والحماسة والتفسير وغير ذلك وهو من استاتيذ ابن شهر اشوب والشيخ محمد بن الحسن الطوسي والد الخواجه نصير الدين الطوسي وهو تلميذ الشيخ ابي علي بن شيخ الطائفة.
يروي عن جم غفير من المشايخ الاجلة الذين ذكرهم شيخنا في المستدرك منهم السيد الاجل ابوالصمصام ذوالفقار بن محمد بن معبد الحسني عن الشيخ الطوسي والشيخ النجاشى إلى غير ذلك.
(واولاده واحفاده) جميعا من اهل العلم منهم: السيد ابوالمحاسن احمد ابن فضل الله العالم الفاضل قاضي كاشان والسيد عزالدين ابوالحسن على بن فضل الله الفقيه الثقة الاديب الشاعر الذي ألف وصنف وقرط بفوائده الاسماع
وشنف ونظم ونثر وحمد منه العين والاثر إلى غير ذلك.
قال السمعانى في كتاب الانساب ما معناه: اني لما وصلت إلى كاشان قصدت زيارة السيد ابي الرضا ضياء الدين المذكور فلما انتهيت إلى داره وقفت على الباب هنيئة انتظر خروجه فرأيت مكتوبا على طرار الباب (جبهته وحواشيه) هذه الآية المشعرة بطهارته وتقواه(إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّـهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) فلما اجتمعت به رأيت منه فوق ما كنت اسمعه عنه وسمعت منه جملة من الاحاديث وكتبت عنه مقاطيع من شعره ومن جملة اشعاره التي كتبها لي بخطه الشريف هذه الابيات:
هل لك يا مغرور من زاجر |
او حاجز عن جهلك الغامر |
|
امس تقضى وغدا لم يجئ |
واليوم يمضي لمحة الباصر |
|
فذلك العمر كذا ينقضي |
ما اشبه الماضي بالغابر |
انتهى (اقول): وقد اورد كثيرا من اشعاره السيد علي خان رضوان الله عليه في انوار الربيع، والراوندي نسبة إلى راوند وقد تقدم في الراوندي.
باب الطاء
(طاشكبرى زاده)
المولى عصام الدين احمد بن مصلح الدين مصطفى بن خليل صاحب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية وشرح العوامل المائة للشيخ عبدالقاهر الجرجانى ومفتاح السعادة في موضوعات العلوم وكتاب آداب البحث والمناظرة وغير ذلك، قال في اول الشقائق: وضعت الرسالة على ترتيب سلاطين آل عثمان فقال: الطبقة الاولى في علماء دولة السلطان عثمان الغازي بويع له بالسلطنة في سنة ٦٩٩ ثم ذكر علماء زمانه ثم ذكر الطبقة الثنية أورخان بن عثمان الغازي بويع له بععد وفاة ابيه في سنة ٧٢٦ ثم ذكر علماء زمانه وهكذا إلى ان ذكر الطبقة العاشرة في علماء زمان السلطان سليمان خان ابن السلطان سليم خان بويع له
بالسلطنة بعد وفاة ابيه سنة ٩٢٦ ثم ذكر علماء زمانه وفي آخره ذكر تاريخ احواله وانه ولد في مدينة بروسة سنة ٩٠١ ثم ذكر مسافرته بانقرة وقسطنطينية ورجوعه بمدينة بروسة وذكر كيفية تحصيله ومشايخه وتدريسه بمدرسة الحاج حسن بقسطنطينية ثم تدريسه باسحاقية اسكوب ثم ارتحاله إلى قسطنطينية وتدريسه بمدرسة قلندر خانه ثم تدريسه بمدرسة الوزير مصطفى فلم يزل ينقل من مدرسة إلى مدرسة إلى ان انتقل إلى مدرسة السلطان بايزيد خان بمدينة ادرنة ثم صار قاضيا بمدينة بروسة في سنة ٩٥٢ وفرغ من كتاب الشقائق في سنة ٩٦٥ وختمه بهذا الدعاء اللهم اقسم لنا من خشيتك (الدعاء) وهذا دعاء اورده مشايخنا في اعمال ليلة النصف من شعبان، ويظهر من رواية غوالي اللئالى لابن ابى جمهور انه يدعى به في كل وقت ولا يختص بليلة النصف من شعبان والدعاء هذا (اللهم اقسم لنا من خشيتك ما يحول بيننا وبين معصيتك ومن طاعتك ما تبلغنا به رضوانك ومن اليقين ما يهون به علينا مصيبات الدنيا اللهم امتعنا باسماعنا وابصارنا وقوتنا ما احييتنا واجعله الوارث منا واجعل ثارنا على من ظلمنا وانصرنا على من عادانا ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ولا تجعل الدنيا اكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا تسلط علينا من لا يرحمنا برحمتك يا ارحم الراحمين) توفي طاشكبرى زادة في سنة ٩٦٨.
(الطاطري)
علي بن الحسن بن محمد الطائى الجرمي سمي بذلك لبيعه ثيابا يقال لها الطاطرية، وكان فقيها ثقة في حديثه من اصحاب الكاظم عليه السلام واقفى المذهب من وجوه الواقفة شديد العناد في مذهبه وهواستاذ الحسن بن محمد ابن سماعة الصيرفي الكوفي الواقفي المتعصب المتوفى سنة ٢٦٣ (رجس) وطاطر: سيف من اسياف البحر ينسج فيها الثياب الطاطرية، وسيف البحر بالكسر: ساحله.
(الطاقى ومؤمن الطاق)
ابوجعفر محمد بن على بن النعمان الكوفي الصيبرفي ثقة، روى عن علي بن الحسين وابي جعفر وابى عبدالله (ع) وكان يلقب بالاحول والمخالفون يلقبونه شيطان الطاق كان دكانه في طاق المحامل بالكوفة يرجع اليه في النقد فيخرج كما ينقد فيقال شيطان الطاق وكان كثير العلم حسن الخاطر.
روى عن ابى خالد الكابلى قال رأيت ابا جعفر صاحب الطاق وهو قاعد في الروضة قد قطع اهل المدينة ازراره وهو دائب يجيبهم ويسألونه فدنوت منه وقلت ان ابا عبدالله (ع) نهانا عن الكلام فقال وامرك ان تقول لي فقلت: لا والله ولكنه امرنى ان لا اكلم احدا قال فاذهب واطعه فيما امرك فدخلت على ابى عبدالله (ع) فأخبرته بقصة صاحب الطاق وما قلت له وقوله اذهب واطعه فيما امرك فتبسم ابوعبدالله (ع) وقال يا ابا خالد ان صاحب الطاق يكلم الناس فيطير وينقض (انقض الطائر هوى ليقع) وانت ان قصوك لن تطير.
وللطاقي مع ابى حنيفة حكايات كثيرة فمن ذلك ما رواه الخطيب في تاريخ بغداد قال: كان ابوحنيفة يتهم شيطان الطاق بالرجعة وكان شيطان الطاق يتهم ابا حنيفة بالتناسخ قال: فخرج ابوحنيفة يوما إلى السوق فاستقبله شيطان الطاق ومعه ثوب يريدبيعه فقال له ابوحنيفة اتبيع هذا الثوب إلى رجوع علي فقال ان اعطيتني كفيلا ان لا تمسخ قردا بعتك فبهت ابوحنيفة.
(قال) ولما مات جعفر بن محمد (ع) إلتقى هو وابوحنيفة فقال له ابوحنيفة اما إمامك فقد مات فقال له شيطان الطاق اما امامك فمن المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم انتهى.
(ومن ذلك) انه كان ابوحنيفة يوما يتماشى مع مؤمن الطاق في سكة من سكك الكوفة إذا بمناد ينادي من يدلني على صبي ضال؟ فقال مؤمن الطاق:
اما الصبي الضال فلم نره وان اردت شيخا ضالا فخذ هذا عني به ابا حنيفة إلى غير ذلك.
(اقول) قد ظهر لك ان وجه تسميته بالطاقي لانه كان دكانه في طاق المحامل بالكوفة لا انه ينسب إلى باب الطاق ببغداد الذي ينسب اليه ابن بهته محمد بن عمر بن محمد بن حميد البزاز من اهل باب الطاق سمع جمعا كثيرا حدث عنه ابوبكر البرقانى والقاضي الصيمري وغيرهما وكان شيعيا ثقة توفي في رجب سنة ٣٧٤ ذكر ذلك الخطيب في تاريخه.
(الطاووس)
ابوعبدالله محمد بن اسحق بن الحسن بن محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى بن الامام الجتبى الحسن بن على بن ابي طالب (ع) جد سادات بنى طاووس الذين ينتسبون اليه.
لقب بالطاووس: لحسن وجهه وجماله وكان هو اول من ولي النقابة بسوراء ووالده اسحق كان يصلي في اليوم والليلة الف ركعة خمسمائة عن نفسه وخمسمائة عن والده كذا عن مجموعة الشهيد (ره).
(الطاووس ركن الدين)
ابوالفضل العراقي بن محمد بن العراقي القزويني كان إماما فاضلا مناظرا قيما بعلم الخلاف ماهرا فيه صنف فيه ثلاث تعاليق مختصرة متوسطة مبسوطة اجتمع عليه الطلبة بمدينة همدان وقصدوه من البلاد البعيدة، توفي بها سنة ستمائة.
والطاووسي: نسبة إلى طاووس بن كيسان على الظاهر كما احتمله ابن خلكان (وطاوس بن كيسان) هو ابوعبدالرحمن الخولاني الهمدانى اليمانى احد الاعلام التابعين سمع ابن عباس وابا هريرة.
وروى عنه مجاهد وعمر بن دينار، توفي حاجا بمكة قبل يوم التروية بيوم وصلى عليه هشام بن عبدالملك وذلك في سنة ١٠٦ او ١٠٤.
قال ابن خلكان: قال بعض العلماء مات طاووس بمكة فلم يتهيأ اخراج جنازته لكثرة الناس حتى وجه ابراهيم بن هشام المخزومي امير مكة بالحرس فلقد رأيت عبدالله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن ابي طالب يحمل السرير على كاهله وقد سقطت قلنسوة كانت على رأسه ومزقت رداءه من خلفه ورأيت بمدينة بعلبك داخل البلد قبرا يزار واهل البلد يزعمون انه الطاووس المذكور وهو غلط انتهى.
ولا يخفى عليك ان هذا الرجل من فقهاء العامة ومتصوفيهم ولم ينقل من احد من العلماء ما يدل على تشيعه نعم ذكره (ضا) في فقهاء اصحابنا الامجاد ورد عليه شيخنا في المستدرك في كلام طويل ليس هنا مجال نقله نعم عده الشيخ في رجاله من اصحاب السجاد (ع) ولعله لما يروي عنه (ع) من العبادة والمناجاة مع الله تعالى فقد روى ابن شهر اشوب عن طاووس قال: رأيت في الحجر زين العابدين (ع) يصلي ويدعو (عبيدك ببابك واسيرك بفنائك سائلك ببابك يشكو اليك ما لا يخفى عليك).
اعلام الدين للديلمي روى ان طاووس اليمانى قال: رأيت رجلا متعلقا بأستار الكعبة وهو يقول:
الا ايها المأمول في كل حاجتي |
شكوت اليك الضر فاسمع شكايتي |
|
ألا يا رجائي انت كاشف كربتي |
فهب لى ذنوبى كلها واقض حاجتي |
|
فزادي قليل لا اراه مبلغا |
أللزاد ابكي ام لبعد مسافتي |
|
أتيت بأعمال قباح ردية |
فما في الورى خلق جنا كجنايتي |
|
اتحرقني بالنار يا غاية المنى |
فأين رجائى منك اين مخافتي |
قال: فتأملته فاذ هو علي بن الحسين عليه السلام.