الكنى والألقاب الجزء ٢

الكنى والألقاب0%

الكنى والألقاب مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499

  • البداية
  • السابق
  • 499 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 86441 / تحميل: 18532
الحجم الحجم الحجم
الكنى والألقاب

الكنى والألقاب الجزء 2

مؤلف:
العربية

وفي الكشكول نقلا من الاحياء قال: قدم هشام بن عبدالملك حاجا ايام خلافته فقال ائتوني برجل من الصحابة فقيل قد تفانوا قال فمن التابعين فأتى بطاوس اليماني فلما دخل عليه خلع نعليه بحاشية بساطه ولم يسلم عليه بامرة المؤمنين بل قال السلام عليك ولم يكنه ولكن جلس بازائه وقال كيف انت يا هشام فغضب هشام غضبا شديدا وقال يا طاوس ما الذي حملك على ما صنعت قال: وما صنعت؟ فازداد غضبه فقال خلعت نعليك بحاشية بساطي ولم تسلم علي بامرة المؤمنين ولم تكنني وجلست بازائي وقلت كيف انت يا هشام فقال طاوس اما خلع نعلي بحاشية بساطك فانى اخلعها بين يدي رب العزة كل يوم خمس مرات ولا يغضب علي لذلك واما قولك لم نسلم علي بامرة المؤمنين فليس كل الناس راضين بامرتك فكرهت ان اكذب واما قولك لم تكنني فان الله عزوجل سمى اولياء‌ه فقال يا داود ويا يحيى ويا عيسى وكنى اعداء‌ه فقال (تبت يدا ابى لهب) واما قولك جلست بازائى فانى سمعت امير المؤمنين علي بن ابى طالب (ع) يقول إذا اردت ان تنظر إلى رجل من اهل النار فانظر إلى رجل جالس وحوله قوم قيام فقال هشام عظني فقال طاوس سمعت اميرالمؤمنين علي بن ابى طالب (ع) يقول ان في جهنم حيات كالتلال وعقارب كالبغال تلذع كل امير لا يعدل في رعيته ثم قام وهرب انتهى.

(طباطبا)

لقب ابراهيم بن اسماعيل بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابى طالبعليه‌السلام قال ابن خلكان: إنما قيل له ذلك لانه كان يلثغ فيجعل القاف طاء وطلب يوما ثيابه فقال له غلامه اجئ بدراعة فقال لا طباطبا يريد قباقبا فبقي عليه لقبا واشتهر به (وممن ينسب اليه) ابوالقاسم احمد بن محمد بن اسماعيل بن ابراهيم طباطبا الرسي المصري كان نقيب الطالبيين بمصر وكان من اكابر رؤسائها وله شعر مليح في الزهد والغزل وغير ذلك توفي بمصر سنة ٣٤٥ (شمه) والرسى

٤٤١

بفتح الراء والسين المشددة نسبة إلى بطن من بطون السادة العلوية (وينسب اليه) ايضا ابومحمد عبدالله بن احمد بن علي بن الحسن بن ابراهيم طباطبا الحجازى الاصل المصري الدار والوفاة قال ابن خلكان كان طاهرا كريما فاضلا صاحب رباع وضياع ونعمة ظاهرة وعبيد وحاشية كثير التنعم كان بدهليزه رجل يكسر اللوز كل يوم من اول النهار إلى آخره برسم الحلواء التى ينفذها لاهل مصر من الاستاذ كافور الاخشيدي إلى من دونه ويطلق للرجل المذكور دينارين في كل شهر اجرة عمله فمن الناس من كان يرسل له الحلواء كل يوم ومنهم كل جمعة وهنهم كل شهر وكان يرسل إلى كافور في كل يومين جامين حلوا ورغيفا في منديل مختوم فحسده بعض الاعيان وقال لكافور الحلواء حسن فما لهذا الرغيف فانه لا يحسن ان يقابلك به فارسل اليه كافور يجرينى الشريف في الحلواء على العادة ويعفينى من الرغيف فركب الشريف اليه وعلم انهم قد حسدوه على ذلك وقصدوا ابطاله فلما اجتمع به قال له ايدك الله انا لا ننفذ الرغيف تطاولا ولا تعاظما وإنما هى صبية حسنية تعجنه بيدها وتخبزه فنرسله على سبيل التبرك فاذا كرهته قطعناه فقال كافور لا والله لا تقطعه ولا يكون قوتي سواه فعاد إلى ما كان عليه من ارسال الحلاوة والرغيف وتوفى سنة ٣٤٨ (شمح) بمصر ودفن بقرافة مصر الصغرى وقبره معروف مشهور باجابة الدعاء وروي ان رجلا حج وفاتته زيارة النبي صلى الله عليه وآله فضاق صدره لذلك فرآه صلى الله عليه وآله في نومه فقال له فاتتك الزيارة فزر قبر عبدالله بن احمد بن طباطبا وكان صاحب الرؤيا من اهل مصر.

وحكى بعض من له عليه احسان انه وقف على قبره وانشد:

وخلفت الهموم على اناس

وقد كانوا بعيشك في كفاف

فرآه في نومه فقال قد سمعت ما قلت وحيل بيني وبين الجواب والمكافأة ولكن صر إلى المسجد (مسجدي خ ل) وصل ركعتين وادع يستجب لك.

٤٤٢

(الطبرى)

ويقال له (عماد الدين الطبري) هوالشيخ ابوجعفر محمد بن الشيخ الثقة الجليل ابى القسم علي بن محمد الآملي العالم الثقة الفقيه النبيه صاحب كتاب بشارة المصطفى لشيعة المرتضى وغيره يروي عن الشيخ ابى علي بن شيخ الطائفة عن ابيه ويروي عن القطب الراوندي وشاذان بن جبرائيل رضوان الله عليهم اجمعين.

وقد يطلق (الطبري) على الشيخ العالم الماهر الخبير المتكلم المحدث النحرير عماد الدين الحسن بن علي بن محمد بن الحسن الطبري صاحب كتاب الكامل البهائى في السقيفة المنسوب إلى الوزير المعظم بهاء الدين محمد بن شمس الدين محمد الجويني صاحب الديوان في ايام هولاكو خان الذي كان نظير الصاحب بن عباد وللطبري المذكور كتب كثيرة في الامامة وغيرها وتاريخ ختم كتاب الكامل سنة ٦٧٥ (خعه) وقد يطلق على محمد بن جرير وقد تقدم في ابن جرير ويأتى في الطبرسي ما يتعلق بالطبري.

(الطبرانى)

ابوالقسم سليمان بن احمد بن ايوب بن مطير مصغرا اللخمي احد حفاظ اهل السنة رحل في طلب الحديث من الشام إلى العراق والحجاز واليمن ومصر وغيرها وسمع الكثير وعد شيوخه الف شيخ ويقال له مسند الدنيا يروي عنه ابونعيم الاصبهانى وله مصنفات اشهرها المعاجم الثلاثة وهي اشهر كتبه مولده بطبرية الشام سنة ٢٦٠ (سر) وسكن اصبهان إلى ان توفى بها في قع سنة ٣٦٠ وصلى عليه ابونعيم ودفن بقرب حممة الدوسي الصحابى وحكي عن جعفر بن ابي السري قال سألت ابن عقدة ان يعيد لي فوتا وشددت فقال من اين انت قلت من اصبهان قال ناصبة فقلت لا تقل هذا فيهم فقهاء متشيعة فقال شيعه معاوية قلت بل شيعة عليعليه‌السلام وما فيهم إلا من علي اعز عليه من عينه واهله فاعاد علي ما فاتني ثم قال لي سمعت من سليمان بن احمد اللخمي وهو الطبرانى فقلت لا اعرفه فقال يا سبحان الله ابوالقاسم ببلدكم وانت لا تسمع منه وتوذيني هذا الاذى له نصيرا انتهى.

٤٤٣

والطبراني منسوب إلى طبرية وهي بليدة من اعمال الاردن بقرب دمشق واللخمي بفتح اللام وسكون الخاء المعجمة نسبه إلى لخم ابى جذام.

(الطبرسى)

فخر العلماء الاعلام امين الملة والاسلام ابوعلي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي ابن الفضل وابوه والمذعن بفضله اعداؤه ومحبوه الفقيه النبيه الثقه الوجيه العالم الكامل المفسر العظيم الشان صاحب كتاب مجمع البيان الذي قال في حقه الشيخ الشهيد (ره) هو كتاب لم يعمل مثله في التفسير وله الوسيط والوجيز والجوامع واعلام الورى وغيرها كان من اجلاء الطائفة الامامية انتقل من المشهد الرضويعليه‌السلام إلى سبزوار سنة ٥٢٣ (ثكج) وتوفي في سبزوار سنة ٥٤٨ وحمل نعشه إلى المشهد الرضوي سلام الله على مشرفه ودفن في مغتسل اللرضاعليه‌السلام وقبره مزار معلوم الآن بمقبرة قتلكاه وابنه ابونصر الحسن بن الفضل بن الحسن رضي الدين فاضل كامل فقيه محدث جليل صاحب مكارم الاخلاق وابنه الشيخ الاجل ابوالفضل علي ابن الحسن بن الفضل بن الحسن المحدث الجليل صاحب كتاب مشكوة الانوار الذي ألفه تتميما لكتاب والده مكارم الاخلاق وينقل عنه السيد ابن طاوس في المجتنى والشيخ الكفعمى في المصباح واغلب اخباره منقولة من كتب المحاسن وفي اواخره حديث عنوان البصري الذي تقدم في البصري وقد يطلق الطبرسي على الشيخ العالم الفاضل الكامل النبيل الفقيه المحدث الثقة الجليل ابى منصور احمد بن علي بن ابى طالب الطبرسي صاحب كتاب الاحتجاج على اهل اللجاج وهو كتاب معروف فعن (ض) نقلا عن المجلسي (ره) انه قال وكتاب الاحتجاج وان كان اكثر اخباره مراسيل لكنه من الكتب المعروفة وقد اثنى السيد ابن طاوس على الكتاب وعلى

٤٤٤

مؤلفه وقد اخذ عنه اكثر المتأخرين قال (ض) وكثيرا ما ينقل الشهيد في شرح الارشاد فتاواه واقواله انتهى.

وله الكافي في الفقه وفضائل الزهراء عليها السلام وغير ذلك وهو من مشايخ ابن شهر اشوب المتوفى سنة ٥٨٨ ويروي عن السيد العالم العابد الفقيه الورع مهدي ابن ابى حرب الحسيني المرعشي عن الدرويستي وابى علي بن شيخ الطائفة عن ابيه قدس الله ارواحهم وقد يطلق الطبرسي على شيخنا الاجل ثقة الاسلام الحاج ميرزا حسين بن العلامة محمد تقي النوري الطبرسي صاحب مستدرك الوسائل شيخ الاسلام والمسلمين مروج علوم الانبياء والمرسلينعليه‌السلام الثقة الجليل والعالم الكامل النبيل المتبحر الخبير والمحدث الناقد البصير ناشر الآثار وجامع شمل الاخبار صاحب التصانيف الكثيرة الشهيرة والعلوم الغزيرة الباهر بالرواية والدراية والرافع لخميس المكارم اعظم راية وهو اشهر من ان يذكر وفوق ما تحوم حوله العبارة كان شيخي الذي اخذت عنه في بدء حالي وانضيت إلى موائد فوائده بعملات رحالي فوهبني من فضله مالا يضيع وحنى علي حنو الظئر على الرضيع فعادت علي بركات انفاسه واستضأت من ضياء نبراسه فما يسفح قلمي انما هو من فيض بحاره في البين إلى ان نعب بيننا غراب البين فطوى الدهر ما نشر والدهر ليس بمأمون على بشر فتوفي في أواخر ج ٢ سنة ١٣٢٠ ودفن في جوار امير المؤمنينعليه‌السلام في الصحن الشريف، وكتب هو رحمه الله ترجمة نفسه في آخر المستدرك يروي عن جماعة من اكابر العلماء الاعلام لا مجال لذكرهم رضوان الله تعالى عليهم اجمعين من اراد ذلك فليراجع المستدرك، قال ابن خلكان: في ترجمة ابى علي الحسن بن القاسم الطبري الفقيه الشافعي صاحب الافصاح في الفقه والعدة المتوفى ببغداد سنة ٢٥٠

٤٤٥

الطبري هذه النسبة إلى طبرستان وهي ولاية كبيرة يشتمل على بلاد كثيرة اكبرها آمل خرج منها جماعة من العلماء وقال في ترجمة احمد بن ابى احمد المعروف بابن القاص الطبري الفقيه الشافعي الذي يقال انه مات في مجلس وعظه بطرسوس من الرقة والخشية سنة ٣٣٥ (طبرستان) بفتح الطاء المهملة وفتح الموحدة والراء المهملة وسكون السين المهملة اقليم متسع ببلاد العجم يجاور خراسان وله كرسيان سارية وآمل وهو منيع بالاودية والحصون انتهى ملخصا.

قيل ان الطبرستان مركب من الطبر واستان والطبر بالفارسية ما يقطع به الحطب ونحوه واستان الناحية أي بلاد الطبر وطبرستان هي المعروفة الآن بمازندران بل قد يقال على جميع تلك الناحية فيشمل استراباد وجرجان وغيرها وهي واقعة على طرف بحر الخزر ويقال لها بحيرة طبرستان.

(الطحان)

ابوجعفر محمد بن مسلم بن رباح الكوفي الطائفي الثقفي كان من فقهاء اصحاب الباقرعليه‌السلام والاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام والفتيا والاحكام الذين لا يطعن عليهم ولا طريق إلى ذم واحد منهم وهم اصحاب الاصول المدونة والمصنفات المشهورة وقال (جش) في حقه وجه اصحابنا بالكوفة فقيه ورع صحب ابا جعفر وابا عبداللهعليه‌السلام وروى عنهما وكان من اوثق الناس له كتاب يسمى الاربعمائة مسألة في ابواب الحلال والحرام إلى ان قال ومات سنة ١٥٠.

(اقول) وقد وردت روايت كثيرة في مدحه وانه ممن اجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عنه وانه من حواري الباقرينعليه‌السلام وانه ويريد بن معاوية وليث بن البختري وزرارة بن اعين اوتاد الارض واعلام الدين اربعة نجباء امناء الله على حلاله وحرامه لولا هؤلاء انقطعت آثار النبوة واندرست وقال الصادق عليه السلام ما احد احيى ذكرنا واحاديث ابى إلا زرارة وابوبصير ليث المرادي ومحمد بن مسلم ويريد بن معاوية العجلي ولولا هؤلاء ما كان احد يستنبط هذا،

٤٤٦

هؤلاء حفاظ الدين وامناء ابى على حلال الله وحرامه وهم السابقون الينا في الدنيا والسابقون الينا في الآخرة.

وروي عن ابن ابى يعفور قال قلت لابى عبداللهعليه‌السلام انه ليس سكل ساعة ألقاك ولا يمكنني القدوم ويجيئ الرجل من اصحابنا ويسألني وليس عندي كلما يسألني عنه قال فما يمنعك عن محمد بن مسلم الثقفي فانه قد سمع من ابى وكان عنده مرضيا وجيها وعن جرير عن محمد بن مسلم قال ما شجر في رأيى شئ قط إلا سألت عنه ابا جعفرعليه‌السلام حتى سألته عن ثلاثين ألف حديث وسألت ابا عبدالله عليه السلام عن ست عشر ألف حديث (كش) عن الطيالسي قال كان محمد بن مسلم من اهل الكوفة يدخل على ابى جعفرعليه‌السلام فقال ابوجعفر بشر المخبتين وكان محمد بن مسلم رجلا موسرا جليل فقال ابوجعفرعليه‌السلام تواضع فاخذ قوصرة تمر فوضعها على باب المسجد وجعل يبيع التمر فجاء قومه فقالوا فضحتنا فقال امرنى مولاي بشئ فلا ابرح حتى ابيع هذه القوصرة فقالوا اما إذا ابيت إلا هذا فاقعد في الطحانين ثم سلموا اليه رحى فقعد على بابه وجعل يطحن.

(الطحاوى)

ابوجعفر احمد بن محمد بن سلامة الازدي الطحاوي الفقيه الحنفي كان ابن اخت المزنى النحوي وكان شافعيا يقرأ على المزنى وكان يكتب في كتب ابى حنيفة فقال له المزنى يوما والله لا جاء منك شئ فغضب واختار مذهب ابى حنيفة فانتقل إلى ابى جعفر بن ابى عمران الحنفي فاشتغل عليه له كتاب احكام القرآن واختلاف العلماء وتاريخ كبير، توفي بمصر سنة ٣٢١ (شكا) والطحاوي نسبة إلى طحا كدحا قرية بصعيد مصر وعن لب الالباب للسيوطي قال انه ليس من طحابل من طحطوحة قرية بقرب طحا (والازدي) نسبة إلى الازد كأرض قبيلة كبيرة مشهورة من قبائل اليمن وروى في مدحهم عن امير المؤمنينعليه‌السلام هذه الاشعار:

الازد سيفي على الاعداء كلهم

وسيف احمد من دانت له العرب

٤٤٧

قوم إذا فاجئوا أوفوا وإن غلبوا

لا يجمحون ولا يدرون ما الهرب

قوم لبوسهم في كل معترك

بيض رقاق وداودية سلبوا

(الطرطوشي)

انظر ابن ابى رندقه.

(الطريحى)

مصغرا الشيخ فخرالدين بن محمد علي بن احمد بن على بن احمد بن طريح النجفي الرماحي العالم الفاضل المحدث الورع الزاهد العابد الفقيه الشاعر الجليل صاحب كتاب مجمع البحرين والمنتخب في المقتل والفخرية في الفقه وشرح النافع وجامع المقال في تمييز المشتركات من الرجال وغير ذلك قالوا كان اعبد اهل زمانه واورعهم يروي عن شيخه محمد بن حسام المشرقى عن الشيخ البهائى ويروي عنه ابنه العالم صفي الدين والسيد هاشم البحراني والعلامة المجلسي (ره) توفي بالرماحية سنة ١٠٨٥ (غفه) يحكي عن صاحب الرياض قال اتفق اجتماعى معه في حداثة عمري في سفر زيارتي الاول في جامع الكوفة في سنة ١٠٨٠ (تخمينا) وكان يعتكف بذلك المسجد في شهر رمضان وكانت هو وولده الشيخ صفي الدين واولاد اخيه واقرباؤه علماء انتهى، وكان جده الشيخ احمد من اهل العلم وكان بينه وبين الشيخ بهاء الدين العاملي مراسلات واعقب ثلاثة اولاد كانوا علماء افاضل وهم الشيخ جمال الدين والد حسام الدين والشيخ محمد حسين الشيخ محمد علي والد الشيخ فخر الدين رضوان الله عليهم اجمعين، ومن احفاد الطريحي الشيخ نعمة بن الشيخ علاء الدين ابن امين الدين بن محيى الدين بن صفي الدين بن فخر الدين الطريحي النجفي.

كان من الفضلاء ولد بالنجف سنة ١٢٠٧ ونشأ بها واشتغل بالعلوم الشرعية والآداب العربية حتى اخذ بها حظه فالف كتبا في الفقه والحديث والرجال منها مجمع المقال في الرجال توفى سنة ١٢٩٣.

٤٤٨

(الطغرائى)

مؤيد الدين ابواسماعيل الحسين بن علي بن محمد الاصبهاني فخر الكتاب المنشئ الشيعي الامامي ذكره شيخنا الحر العاملي في (مل) وقال فاضل عالم صحيح المذهب شاعر اديب قتل ظلما وقد جاوز ستين سنة وشعره في غاية الحسن ومن جملته لامية العجم المشتملة على الآداب والحكم وهى اشهر من ان يذكر وله ديوان شعر جيد ثم ذكر بعض اشعاره انتهى.

وذكره ابن خلكان في كتابه واثنى عليه وقال انه كان غزير الفضل لطيف الطبع فاق اهل عصره بصنعة النظم والنثر وذكر قتله (ملخصا) انه كان وزير السلطان مسعود بن محمد السلجوقى بالموصل وانه لما رجى بينه وبين اخيه السلطان محمود المصاف بالقرب من همدان وكانت النصرة لمحمود فاول من اخذ الطغرائى المذكور فاخبر به وزير محمود نظام الدين علي فقال له الشهاب اسعد وكان طغرائيا في ذلك الوقت هذا الرجل ملحد فقال وزير محمود من يكن ملحدا يقتل فقتل ظلما وقد كانوا خافوا منه لفضله فاعتمدوا قتله بهذه الحجة وكانت هذه الواقعة سنة ٥١٣ وقيل ٥١٤ أو غير ذلك ومن محاسن شعره قصيدته المعروفة بلامية العجم وكان عملها ببغداد في سنة ٥٠٥ يصف حاله ويشكو زمانه ثم ذكر ابن خلكان القصيدة ونحن نكتفي ها هنا ببعض اشعارها فانها قصيدة فائقة اعتنى بها الفضلاء ويجري ذكرها في اندية الادباء وهى:

اصالة الرأي صانتني عن الخطل

وحلية الفضل زانتني لدى العطل

مجدي اخيرا ومجدي اولا شرع والشمس رأد الضحى كالشمس في الطفل

فيم الاقامة بالزوراء لا سكني

بها ولا ناقتي فيها ولا جملي

٤٤٩

إلى قوله:

لو كان في شرف المأوى بلوغ منى

لم تبرح الشمس يوما دارة الحمل

اعلل النفس بالآمال ارقبها

ما اضيق العيش لولا فسحة الامل

لم ارض بالعيش والايام مقبلة

فكيف ارضى وقد ولت على عجل

غالى بنفسي عرفاني بقيمتها

فصنتها عن رخيص القدر مبتذل

وعادة النصل ان يزهى بجوهره

وليس يعمل إلا في يدي بطل

ما كنت أوثر ان يمتد بي عمري

حتى ارى دولة الاوغاد والسفل

تقدمتنى اناس كان شوطهم

وراء خطوى إذا امشي على مهل

هذا جزاء امرء اقرانه درجوا

من قبله فتمنى فسحة الاجل

وان علاني من دوني فلا عجب

لي اسوة بانحطاط الشمس عن زحل

فاصبرلها غير محتال ولا ضجر

في حادث الدهر ما يغني عن الحيل

أعدى عدوك ادنى من وثقت به

فحاذر الناس واصحبهم على وجل

وإنما رجل الدينا وواحدها

من لا يعول في الدنيا على رجل

وحسن ظنك بالايام معجزة

فظن شرا وكن منها على وجل

غاض الوفاء وفاض الغدر وانفرجت

مسافة الخلف بين القول والعمل

وشان صدقك عند الناس كذبهم

وهل يطابق معوج بمعتدل

فيم اقتحامك لج البحر تركبه

وانت يكفيك منه مصة الوشل

ملك القناعة لا يخشى عليه ولا

يحتاج فيه إلى الانصار والخول

ترجو البقاء بدار لا بقاء لها

فهل سمعت بظل غير منتقل

ويا خبيرا على الاسرار مطلعا

اصمت ففي الصمت منجاة من الزلل

والطغرائي بضم الطاء وسكون الغين المعجمة نسبة إلى من يكتب الطغرى وهى الطرة التي تكتب في اعلى الكتب فوق البسملة بالقلم الغليظ ومضمونها نعوت الملك الذي صدر الكتاب عنه وهي لفظة اعجمية.

٤٥٠

(الطنطرانى)

معين الدين ابونصر احمد بن عبدالرزاق صاحب القصيدة الطنطرانية المجنسة:

يا خلي البال قد بلبت بالبلبال بال

بالنوى زلزلتني والعقل في الزلزال زال

وهى قصيدة ترصيفية مجنسة لم يجنس على منوالها مدح بها نظام الملك وزير السلطانين السلجوقيين الب ارسلان وملكشاه توفى سنة ٤٨٥ (تفه).

(الطوسي)

انظر الشيخ الطوسي.

(الطيالسى)

ابوعبدالله محمد بن خالد التميمي روى عنه علي بن الحسن بن فضال وسعد ابن عبدالله كان يسكن بالكوفة في صحراء جرام له كتاب نوادر روى عنه حميد اصولا كثيرة توفي ج ٢ سنة ٢٥٩ وهو ابن ٩٧ سنة وابنه ابوالعباس عبدالله بن محمد بن خالد الذي قالوا في حقه رجل من اصحابنا ثقة سليم الجنبة وكذلك اخوه ابومحمد الحسن وابن الطيالسي هو احمد بن العباس النجاشي الصيرفي يكنى ابا يعقوب سمع منه التلعكبري سنة ٣٣٥ وله منه إجازة وكان يروى دعاء الكامل ومنزله كان في درب البقر قاله الشيخ الطوسي.

(الطيبى)

بكسر الطاء والموحدة بعد المثناة التحتانية الحسن بن محمد بن عبدالله الفاضل المحدث المفسر له شرح على كتاب الكشاف والمشكوة والمصابيح وله الخلاصة في علم الدراية وغير ذلك قيل انه كان آية في استخراج الدقائق من القرآن والسنن مقبلا على نشر العلم متواضعا شديد الرد على الفلاسفة مظهرا فضائحهم مع استيلائهم حينئذ وكان يشتغل في التفسير من البكرة إلى الظهر وفي الحديث من الظهر إلى العصر وكان كثير الحياء وكان يعير الكتب النفيسة لاهل بلده وغيرهم من يعرف

٤٥١

ومن لا يعرف وكان محبا لمن عرف منه تعظيم الشريعة وكان ذا ثروة من الارث والتجارة، فلم يزل ينفقها في وجوه الخيرات حتى صار في آخر عمره فقيرا، توفي ٢٣ (شع) سنة ٧٤٣ (ذمج).

وذكر في الخلاصة حكاية يعجبني إيرادها هنا، قال: قال جعفر بن محمد الطالبي: صلى احمد بن حنبل ويحيى بن معين في مسجد الرصافة فقام بين ايديهما قاص فقال: حدثنا احمد بن حنبل ويحيى بن معين قالا حدثنا عبدالرزاق قال حدثنا معمر عن قتادة عن انس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قال لا إله إلا الله يخلق من كل كلمة منها طائر منقاره من ذهب وريشه مرجان واخذ في قصة من نحو عشرين ورقة فجعل احمد ينظر إلى يحيى ويحيى ينظر إلى احمد فقال انت حدثته بهذا فقلت ما سمعت بهذا إلا هذه الساعة قال فسكتا جميعا حتى فرغ فقال يحيى بيده ان تعال فجاء متوهما لنوال يجيزه فقال له يحيى من حدثك بهذا فقال له احمد بن حنبل ويحيى بن معين فقال انا ابن معين وهذا احمد بن حنبل ما سمعنا بهذا قط في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله فان كان ولا بد لك من الكذب فعلى غيرنا فقال له انت يحيى بن معين قال نعم قال لم ازل اسمع ان يحيى بن معين احمق وما علمته إلى هذه الساعة قال له يحيى وكيف علمت اني احمق قال كأنه ليس في الدنيا يحيى ابن معين واحمد بن حنبل غير كما كتبت عن سبعة عشر احمد بن حنبل غير هذا قال فوضع احمد كمه على وجهه وقال دعه يقوم فقام كالمستهزئ بهما انتهى.

(الطيار)

محمد بن عبدالله الطيار وحمزة ابنه كان من احصاب ابي عبداللهعليه‌السلام شديد الخصومة عن اهل البيتعليهم‌السلام وكان في المناظرة كالطير يقع ويقوم (كش) عن هشام بن سالم قال كنا عند ابي عبداللهعليه‌السلام جماعة من اصحابه فورد رجل من اهل الشام فاستأذن فاذن له فلما دخل سلم فامره ابوعبداللهعليه‌السلام بالجلوس ثم

٤٥٢

لاناظرك فقال ابوعبداللهعليه‌السلام فيما ذا قال في القرآن وقطعه واسكانه وخفضه ونصبه ورفعه (الخبر) وملخصه انهعليه‌السلام احاله على حمران فقال ان غلبت على حمران فقد غلبتني فغلبه حمران ثم قال الشامي للصادقعليه‌السلام اناظرك في العربية فقال يا ابان بن تغلب ناظره فناظره فما ترك الشامي يكشر(١) ثم قال الشامي اريد ان اناظرك في الفقه فقال يا زرارة ناظره فناظره فما ترك الشامي يكشر ثم قال اريد ان اناظرك في الكلام فقال يا مؤمن الطاق ناظره فناظره فسجل الكلام بينهما ثم غلبه مؤمن الطاق ثم قال اريد ان اناظرك في الاستطاعة فقال للطيار كلمه فما ترك يكشر فقال اريد ان اناظرك في التوحيد فقال لهشام بن سالم كلمه فسجل الكلام بينهما ثم خصمه هشام فقال اريد ان اتكلم في الامامة فقال لهشام بن الحكم كلمه يابا الحكم فكلمه ما ترك يرتم (أي يتكلم) ولا يحلى ولا يمر فبقي يضحك ابوعبداللهعليه‌السلام حتى بدت نواجذه فقال الشامي كأنك اردت ان تخبرني ان في شيعتك مثل هؤلاء الرجال قال هو كذلك إلى ان قال فقال قد افلح من جالسك وقال اجعلني من شيعتك وعلمني فقال ابوعبداللهعليه‌السلام لهشام علمه فاني احب ان يكون تلميذا لك.

باب الظاء

(الظاهرى)

ابوسليمان داود بن علي بن خلف الاصبهاني الشافعى قال ابن خلكان كان زاهدا متقللا اخذ العلم عن ابن راهويه وابى ثور وغيرهما وكان من اكثر الناس تعصبا للامام الشافعي وصنف في فضائله والثناء عليه كتابين وكان صاحب مذهب مستقل وتبعه جمع كثير يعرفون بالظاهرية وكان ولده ابوبكر محمد بن داود على مذهبه وانتهت اليه رئاسة العلم ببغداد وهو إمام اصحاب الظاهر إلى ان قال وكان داود من عقلاء الناس قال ابوالعباس ثعلب في حقه كان عقل داود اكثر من

___________________________________

(١) كشر عن اسنانه ابدى يكون في الضحك وغيره

٤٥٣

قال له ما حاجتك ايها الرجل قال بلغني انك عالم بكل ما تسئل عنه فصرت اليك علمه وكان يقول خير الكلام ما دخل الاذن بغير اذن وكان مولده بالكوفة سنة ٢٠٢ (رب) ونشأ ببغداد وتوفي بها سنة ٢٧٠ (رع) ودفن بالشونيزية قال ولده ابوبكر محمد رأيت ابى داود في المنام فقلت له ما فعل الله بك فقال غفر لي وسامحني فقلت غفر لك ففيم سامحك فقال يا بني الامر عظيم والويل كل الويل لمن لم يسامح واصله من اصبهان حكي انه لمامات داود وجلس ولده ابوبكر محمد في مجلسه استصغروه فدسوا اليه رجلا وقالوا له سله عن حد السكر فاتاه الرجل فسأله عن السكر ما هو ومتى يكون الانسان سكرانا فقال إذا عزبت عنه الهموم وباح بسره المكتوم فاستحسن ذلك منه وعلم موضعه من العلم توفي سنة ٢٩٧ (زصر) انتهى ملخصا ولا يخفى ان ابا سليمان داود الظاهري غير ابي سليمان داود الطائي فانه داود ابن نصير الطائي الكوفي سمع الاعمش وابن ابى ليل وروى عنه ابونعيم الفضل ابن دكين وغيره وكان ممن شغل نفسه بالعلم ودرس الفقه وغيره من العلوم ثم اختار بعد ذلك العزلة وآثر الانفراد والخلوة ولزم العبادة واجتهد فيها إلى آخر عمره وقد بغداد في ايام المهدي ثم عاد إلى الكوفة وبها كانت وفاته ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وحكى من زهده وورعه وطول تعبده واجتهاده في مخالفة النفس حكايات كثيرة ليس مجال نقلها هنا توفي سنة ١٦٥.

باب العين

(العاصمى)

احمد بن محمد بن عاصم احد وكلاء الناحية المقدسة الذي تشرف بلقاء مولانا الحجة ابن الحسن صاحب الزمانعليه‌السلام وقال الشيخ الطوسي كما عن (ست) احمد ابن محمد بن عاصم ابوعبدالله هو ابن اخي علي بن عاصم المحدث ويقال له العاصمي ثقة في الحديث سالم الجنبة اصله الكوفة وسكن بغداد وروى عن شيوخ الكوفيين وله كتب منها كتاب النجوم الخ.

٤٥٤

(العاضد)

ابومحمد عبدالله بن يوسف بن الحافظ آخر ملوك مصر من العبيديين الذين يقال لهم الخلفاء الفاطمية ويأتى ذكرهم في العبيدية.

(العالم الرباني)

انظر ابن ميثم.

(العبدى)

سفيان بن مصعب العبدي الشاعر الكوفي روى عن ابى عبداللهعليه‌السلام قال يا معشر الشيعة علموا اولادكم شعر العبدي فانه علي دين الله ومن شعره في المناقب:

وقالوا رسول الله ما اختار بعده

اماما ولكنا لانفسنا اخترنا

اقمنا إماما ان اقام على الهدى

اطعنا وان ضل الهداية قومنا

فقلنا إذا انتم امام امامكم

بحمد من الرحمن تهتم ولا تهنا

ولكننا اخترنا الذي اختار ربنا

لنا يوم خم ما اعتدينا ولاحلنا

سيجمعنا يوم القيامة ربنا

فتجزون ما قلتم ونجزى الذي قلنا

ونحن على نور من الله واضح

فيارب زدنا منك نورا وثبتنا

(العبيدية)

الذين اظهروا مذهب التشيع في الديار المصرية ويقال لهم الخلفاء الفاطمية وهم اربعة عشر اولهم عبيدالله المهدي وآخرهم العاضد ومدة خلافتهم من سنة ٢٩٦ (صور) إلى ان توفي العاضد سنة ٥٦٧ اثنين وسبعين ومائتين فلنذكرهم مختصرا:

(اولهم) ابومحمد عبيدالله الملقب بالمهدي ابن محمد بن عبدالله بن ميمون ابن محمد بن اسماعيل بن الامام جعفر الصادقعليه‌السلام وقيل هو عبيدالله التقي بن الوفي بن الرضي وهؤلاء الثلاثة يقال لهم المستورون في ذات الله وإنما استتروا خوفا على انفسهم لانهم كانوا مطولبين من جهة الخلفاء العباسية وبالجملة هو اول من قام بهذا الامر وادعى الخلافة بالمغرب وكان داعيه ابا عبدالله الشيعي وبنى المهدية بافريقية توفى بها سنة ٣٢٢ فقام بالامر بعده ولده.

٤٥٥

٢ - ابوالقاسم محمد الملقب بالقائم ويدعى نزار بن المهدي جهزه ابوه إلى مصر ليأخذها مرتين المرة الاولى في ١٨ ذي الحجة سنة ٣٠١ فوصل إلى الاسكندرية فملكها والفيوم وصار في يده اكثر خراج مصر والمرة الثانية في سنة ٣٠٧ وتوفي بالمهدية سنة ٣٣٤ (شلد) فقام بالامر بعده ولده.

٣ - اسماعيل المنصور بن القائم بويع يوم وفاة ابيه وكان بليغا فصيحا يرتجل الخطب وكان ابوه قد ولاه محاربة ابى يزيد الخارجي وكان ابويزيد مخلد ابن كيداد رجلا من الاباضية يظهر التزهد ولا يركب غيرالحمار ولا يلبس إلا الصوف وله مع القائم وقائع كثيرة وملك جميع مدن القيروان ولم يبق للقائم إلا المهدية فحاصرها بو يزيد فهلك القائم ثم تولى المنصور فاستمر على محاربته واخفى موت والده حتى رجع ابويزيد عن المهدية فخرج المنصور عليه فهزمه ووالى عليه الهزائم إلى ان اسره في المحرم سنة ٣٣٦ فمات بعد اسره بأربعة ايام من جرح كانت به فامر بسلخه وحشا جلده قطنا وصلبه وبنى مدينة في موضع الواقعة وسماها المنصورية وكان المنصور شجاعا رابط الجاش بليغا ذكر ابوجعفر احمد ابن محمد المروروذي قال خرجت مع المنصور يوم هزم ابا يزيد فسايرته وبيده رمحان فسقط احدهما مرارا فمسحته وناولته اياه وتفألت له فانشدته:

فالقت عصاها واستقر بها النوى

كما قر عينا بالاياب المسافر

فقال ألا قلت ما هو خير من هذا وأصدق (واوحينا إلى موسى ان الق عصاك فاذا هي تلقف ما يأفكون فوقع الحق وبطل ما كانوا يعملون فغلبوا هنالك وانقلبوا صاغرين) فقلت يا مولانا انت ابن رسول الله قلت ما عندك من العلم توفى آخر شوال سنة ٣٤١ (شام) ودفن بالمهدية فقام بالامر بعده ابنه.

٤٥٦

٤ - المعز لدين الله ابوتميم معد بن اسماعيل المنصور فجلس على سرير ملكه ودخل عليه الخاصة وكثير من العامة وسلموا عليه بالخلافة وكان مظهرا للتشيع معظما لحرمة الاسلام حليما كريما حازما سريا يرجع إلى الانصاف ويجرى على احسن احكامه فخرج إلى بلاد افريقية يطوف بها ليمهد قواعدها فانقاد له العصاة من اهل تلك البلاد ودخلوا في طاعته ثم جهز القائد ابا الحسن جوهر بن عبدالله إلى الديار المصرية ليأخذها بعد موت ملكها الاستاذ كافور الاخشيدي وسير معه العساكر فسار من افريقية على جيش كثيف وذلك في سنه ٣٥٨ (شنح) فتم له فتحها وتسلم مصر ١٨ (شع) من السنة المذكورة وصعد المنبر خطيبا ودعا لمولاه المعز قال ابن خلكان وقطع خطبة بني العباس عن منابر الديار المصرية وكذلك اسمهم من السكة وعوض عن ذلك باسم مولاه المعز وازال الشعار الاسود والبس الخطباء الثياب البيض وجعل يجلس بنفسه في كل يوم سبت للمظالم بحضرة الوزير والقاضي وجماعة من اكابر الفقهاء وفي يوم الجمعة الثامن من (قع) امر جوهر بالزيادة عقيب الخطبة اللهم صل على محمد المصطفى وعلى علي المرتضى وعلى فاطمة البتول وعلى الحسن والحسين سبطي الرسول الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، اللهم وصل على الائمة الطاهرين آباء امير المؤمنين وفي يوم الجمعة ثامن عشر ع ٢ سنة ٣٥٩ (شنط) صلى القائد في جامع ابن طولون بعسكر كثير وخطب عبدالسميع ابن عمر العباسي الخطيب وذكر اهل البيت عليهم السلام وفضائلهم ودعا للقائد وجهر القراء‌ة ببسم الله الرحمن الرحيم وقرأ سورة الجمعة والمنافقون في الصلاة واذن بحي على خير العمل(١) إلى ان قال: وشرع في عمارة الجامع بالقاهرة وفرغ من بنائه في ١٧ (مض) سنة ٣٦١ وجمع فيه الجمعة وهذا الجامع هو المعروف بالازهر.

___________________________________

(١) حكي عن تاريخ الخلفاء للسيوطي قال: في سنة ٣٦٠ اعلن المأذنون بدمشق بحي على خير العمل بأمر جعفر بن صلاح نائب دمشق للمعز بالله ولم يجرأ أحد على مخالفته.

٤٥٧

قال ابن خلكان واستمر على علو منزلته وارتفاع درجته متوليا للامور إلى يوم الجمعة ١٧ محرم سنة ٣٦٤ فعزله المعز عن دواوين مصر وجباية اموالها والنظر في احوالها وكان محسنا إلى الناس إلى ان، توفي سنة ٣٨١ (شفا) وكانت وفاته بمصر ولم يبق شاعر الا رثاه وذكر مآثره، وتوفي المعز بالقاهرة سنة ٣٦٥ (سشه) واليه تنسب القاهرة فيقال القاهرة المعزية لانه بناها القائد للمعز (فقام) بالامر بعده ابنه.

٥ - العزيز بالله ابومنصور نزار بن معد وكان كريما شجاعا حسن العفو عندالقدرة، قال ابن خلكان كان محبا للصيد مغرى به وكان اديبا فاضلا ذكره الثعالبي في يتيمة الدهر واورد له اشعارا قاله في بعض الاعياد وقد وافق موت بعض اولاده وعقد عليه المأتم وهو:

نحن بنو المصطفى ذوو محن

يجرعها في الحياة كاظمنا

عجيبة في الانام محنتنا

او لنا مبتلى وخاتمنا

يفرح هذا الورى بعيدهم

ونحن اعيادنا مآتمنا

وزادت مملكته على مملكة ابيه وفتحت له حمص وحماة وشيزر وحلب وخطب له المقلد بن المسيب العقيلي صاحب الموصل بالموصل في المحرم سنة ٣٨٢ وضرب اسمه على السكة والبنود وخطب له باليمن ولم يزل في سلطانه إلى ان توفي سنة ٦٨٦ (خوف) ودفن عند ابيه المعز وكان اخوه ابوعلي تميم بن المعز فاضلا شاعرا ذكره ابن خلكان في تاريخه (فقام) بالامر بعده ابنه.

٦ - الحاكم بأمر الله ابوعلي المنصور بن نزار وقد تقدم ذكره وذكر مختصر من سيرته في الحالكم وذكرنا انه فقد سنة ٤١١ (تيا) فوجدت ثيابه وفيها آثار السكاكين (فقام) بالامر بعده ابنه.

٧ - الظاهر لاعزاز دين الله ابوهاشم علي بن المنصور وجرت له امور واسباب تضعضت دولته واستوزر نجيب الدولة ابا القاسم علي بن احمد الجرجاني العراقي وكان اقطع اليدين من المرفقين قطعهما الحاكم والد الظاهر ولما استوزر كان يكتب عنه القاضي القضاعي صاحب كتاب الشهاب واستعمل في وزارته العفاف والامانة والاحتراز والتحفظ إلى ان توفي الظاهر منتصف شعبان سنة ٤٢٧ (تكز)، (فقام) بالامر بعده ابنه.

٤٥٨

٨ - المستنصر بالله ابوتميم معد بن علي وجرى في ايامه ما لم يجر لاحد من اهل بيته منها قصة البساسيري فانه لما عظم امره وكبر شأنه ببغداد قطع خطبة القائم الخليفة العباسى وخطب للمستنصر الفاطمي وقد تقدم في البساسيري وكان امير الجيوش بدر الجمالي الذي استنابه المستنصر بمدينة صور وعكا يعد في ذوي الآراء والشهامة وقوة العزم فلما ضعف حال المستنصر واختلت دولته استدعاه فوصل إلى القاهرة سنة ٤٦٦ ولاه المستنصر تدبير اموره وقامت بوصوله الحرية واصلح الدولة وكان وزير السيف والقلم وساس الامور احسن سياسة ويقال ان وصوله كان اول سعادة المستنصر ولم يزل كذلك إلى ان توفي سنة ٤٨٧ وهو الذي بنى الجامع بثغر الاسكندرية وبنى مشهد الرأس بعسقلان واقام المستعلي بن المستنصر شاهنشاه الافضل بن امير الجيوش مقام ابيه وكان الافضل حسن التدبير ويأتي ذكره في الآمر بأحكام الله وذكر ولده ابى علي احمد في الحافظ توفى المستنصر سنة ٤٨٧ (تفز) (فقام) بالامر بعده ابنه.

٩ - المستعلي ابوالقاسم احمد بن المستنصر ولي الامر بعد ابيه بالديار المصرية والشامية وفى ايامه اختلت دولتهم وضعف امرهم واستولى الفرنج على كثير من بلاد الساحل كانت ولادته بالقاهرة سنة ٤٦٩ وبويع يوم غدير خم سنة ٤٨٧ وتوفى بمصر سنة ٤٩٥ (تصه) (فقام) بالامر بعد ولده.

١٠ - الآمر بأحكام الله ابوعلي المنصور بن احمد المستعلي بويع يوم مات ابوه واقام بتدبير دولته الافضل شاهنشاه ابن امير الجيوش وكان وزير والده ولما اشتد الامر وفطن لنفسه قتل الافضل واعتقل جميع اولاده وكانت ولادة الآمر بالقاهرة سنة ٤٩٠ وتولي وعمره خمس سنين ولما انقضت ايامه خرج من القاهرة ونزل إلى مصر فكمن له قوم في طريقه فوثبوا عليه وقتلوه وذلك في قع سنة ٥٢٤ (ثكد) (فقام) بالامر بعده ابن عمه.

٤٥٩

١١ - الحافظ ابوالميمون عبدالمجيد بن محمد بن المستنصر بويع يوم مقتل ابن عمه الآمر باحكام الله بولاية العهد وتدبير المملكة حتى يظهر الحمل المخلف عن الآمر لان الآمر لم يخلف ولدا وخلف امرأة حاملا كان الامر قد نص على الحمل وكان الآمر لما قتل الافضل الوزير اعتقل جميع اولاده وفيهم ابوعلي احمد بن الافضل فاخرجه الجند من الاعتقال لما قتل الآمر وبايعوه فسار إلى القصر وقبض على الحافظ المذكور واستقل بالامر وقام به احسن قيام ورد على المصادين اموالهم واظهر مذهب الامامية وتمسك بالائمة الاثني عشر عليهم السلام ورفض الحافظ واهل بيته ودعا على المنابر للقائم في آخر الزمان الامام المنتظر صاحب الزمان صلوات الله عليه وكتب اسمه على السكة ونهى ان يؤذن حي على خير العمل واقام كذلك إلى ان وثب عليه رجل من الخاصة في المحرم سنة ٥٢٦ فقتله فبادر الاجناد باخراج الحافظ وبايعوه ولقبوه الحافظ ودعي له على المنابر وكان مولده بعسقلان في المحرم سنة ٤٦٧ وتوفي سنة ٥٤٤ (ثمد).

حكي ان هذا الحافظ كان كثير المرض بعلة القولنج فعمل له شير ماه الديلمي وقيل موسى النصراني طبل القولنج من المعادن السبعة في اشراف الكواكب السبعة وكان من خاصيته ان الانسان إذا ضربه خرج الريح من مخرجه وبهذه الخاصية كان ينفع من القولنج وهذا الطبل كان في خزائنهم فكسره السلطان صلاح الدين لما ملك الديار المصرية (ثم قام) بالامر بعد الحافظ ولده.

٤٦٠