الكنى والألقاب الجزء ٢
0%
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 499
زعمت كلام ربك كان خلقا |
أما لك عند ربك من معاد |
|
كلام الله انزله بعلم |
وأنزله على خير العباد |
|
ومن أمسى ببابك مستضيفا |
كمن حل الفلاة بغير زاد |
|
لقد اظرفت يابن ابي دوأد |
بقولك انني رجل أياد |
ونقل انه دخل ابوتمام على ابن ابي دوأد وقد شرب الدواء فأنشده:
اعقبك الله صحة البدن |
ما ما هتف الهاتفات في الغصن |
|
كيف وجدت الدواء اوجدك |
الله شفاء به مدى الزمن |
|
لا نزع الله عنك صالحة |
أبليتها من بلائك الحسن |
|
لا زلت تزهى بكل عافية |
مجنبا من معارض الفتن |
|
إن بقاء الجواد احمد في |
أعناقنا منه من المنن |
ثم ذكر الخطيب كلمات في ذمه، وروي عن ابي جعفر الصائغ قال هذا شعر قاله ابن شراعة البصري في ابن ابي دوأد حين بلغه انه فلج فقال:
افلت سعود نجمك ابن ابي دوأد |
وبدت نحوسك في جميع اياد |
|
فرحت بمصرعك البرية كلها |
من كان منها موقنا بمعاد |
|
لم نخش من رب السماء عقوبة |
فسننت كل ضلالة وفساد |
|
كم من كريمة معشر ارملتها |
ومحدث اوثقت بالاقياد |
|
لا زال فالجك الذي بك دائما |
وفجعت قبل الموت بالاولاد |
(الابيات) عن عبدالعزيز بن يحيى المكي قال: دخلت على احمد بن ابي دوأد وهو مفلوج فقلت: اني لم آتك عائدا ولكن جئت لاحمد الله تعالى على انه سجنك في جلدك.
مات ابنه ابوالوليد محمد بن احمد في ذي الحجة سنة ٢٣٩، ومات ابوه في المحرم سنة ٢٤٠ وهما منكوبان، فكان بينه وبين ابنه شهر أو نحوه.
وعن سفيان بن وكيع قال لبعض من حضره: تدرون ما رأيت الليلة؟
وكانت الليلة التي رأوا فيها النار ببغداد وغيرها رأيت كأن جهنم زفرت فخرج منها اللهب أو نحو هذا الكلام فقلت ما هذا؟ قال اعدت لابن ابي دوأد إنتهى. وقد تقدم بعض ما يتعلق به في ابن ابي دوأد.
(الايجى)
انظر العضد الايجى.
باب الباء
(بابا ركن الدين)
مسعود بن عبدالله الانصاري العارف المتوفى في سنة ٧٦٩ (ذسط) له مزار معروف في مقبرة تخته فولاد باصبهان، وعليه بقعة رفيعة، ويأتى في البهاء ما يدل على جلالته.
(بابا شجاع الدين)
ابولؤلؤة قد ذكرنا في بعض مصنفاتنا ما يتعلق به وابن اخيه ابوالزناد عبدالله بن ذكوان عالم اهل المدينة الذي اثنى عليه علماء العامة وقد تقدم ذكره.
(بابا فغانى)
انظر الفغانى.
(بابشاذ)
هو ابن داود بن سليمان المصرى وهو فارسي معناه سرور الاب ينسب اليه ابن بابشاذ الحسن بن داود بن بابشاذ ابوسعيد المصري الفاضل الاديب المحاسب ذكره الخطيب في تاريخ بغداد، وأثنى عليه كثيرا، وتوفى سنة، وأما ابن بابشاد النحوي المعروف فقد تقدم ذكره.
(البابى الحلبى)
مصطفى بن عثمان الحنفي قاضي المدينة المنورة، الاديب الشاعر، اخذ فضلاء الدهر، وأوحد ادباء العصر، له ديوان شعر، توفى بمكة المعظمة سنة ١٠٩١ (غصا).
(الباخرزى)
ابوالحسن علي بن الحسن بن علي الشافعي المشهور تلميذ الشيخ ابي محمد الجويني والد إمام الحرمين، صنف كتاب دمية القصر وعصرة اهل العصر تذييل يتيمة الدهر للثعالبي، قتل سنة ٤٦٧ (تسز) في مجلس الانس بباخرز وذهب دمه هدرا، وباخرز بفتح الخاء المعجمة وسكون الراء بعدها الزاي ناحية من نواحى نيسابور على قرى ومزارع. وقد ذيل كتابه الحظيري الوراق ابوالمعالي سعد بن علي بن القاسم الانصاري الخزرجي المعروف بدلائل الكتب وسماه زينة الدهر وعصرة اهل العصر، توفى الحظيرى ببغداد سنة ٥٦٨ وهو بفتح الحاء المهملة وكسر الظاء المعجمة نسبة إلى الحظيرة وهى موضع فوق بغداد ينسب اليه الثياب الحظيرية.
(البارع البغدادي)
ابوعبدالله الحسين بن محمد بن عبدالوهاب الدباس الشاعر المشهور الاديب النديم، كان نحويا لغويا مقريا حسن المعرفة بصنوف الة داب خصوصا باقراء القرآن الكريم، وهو من بيت الوزارة فان جده القاسم بن عبيدالله بن سليمان ابن وهب كان وزير المعتضد والمكتفي ابن الوزير ابن الوزير، وللبارع مصنفات حسان وديوان شعر، وبينه وبين الشريف ابي يعلى بن الهبارية مداعبات لطيفة فانهما كانا رفيقين ومتحدين في الصحبة، توفى سنة ٥٢٤ (تكد).
(الباغونى)
انظر مغلطاى.
(الباقلانى)
القاضي ابوبكر محمد بن الطيب البصري البغدادي ناصر طريقة ابى الحسن الاشعري، كان مشهورا بالمناظرة وسرعة الجواب، يحكى انه ناظر شيخنا المفيد (رحمه الله) فغلبه الشيخ، فقال للشيخ: ألك في كل قدر مغرفة؟
فقال الشيخ: نعم ماتمثلت بأدوات ابيك.
توفى سنة ٤٠٣ (تج) ببغداد، والباقلاني بكسر القاف نسبة إلى الباقلى وبيعه، وفيه لغتان، من شدد اللام قصر الالف، ومن خففها مد الالف فقال: باقلاء.
(الببغاء) بفتح الموحدتين وتشديد ثانيهما ابوالفرج عبدالواحد بن نصر بن محمد المخزومي من أهل نصيبين، كان اديبا شاعرا لقب به لحسن فصاحته، خدم سيف الدولة بن حمدان، توفى سنة ٣٩٨ (شصح).
(البتانى)
ابوعبدالله محمد بن سنان الحراني الفلكي صاحب الزيج الصابي له الاعمال العجيبة والارصاد المتقنة، كان أوحد عصره في فنه وأعماله تدل على غزارة فضله وسعة علمه، توفى سنة ٣١٧، والبتاني نسبة إلى بتان ناحية من اعمال حران.
(البحترى)
ابوعبادة الوليد بن عبيد بن يحيى الطائى الشاعر المعروف، كان من فحول شعراء القرن الثالث، معاصرا لابي تمام، ومن الادباء من يفضله على ابى تمام، وسئل المبرد عنهما أيهما اشعر.
قال: لابى تمام استخراجات لطيفة ومعان طريقة وجيدة اجود من شعر البحتري ومن شعر من تقدمه من المحدثين وشعر البحتري احسن استواء من ابى تمام، لان البحتري يقول القصيدة كلها فتكون سليمة من طعن طاعن أو عيب عائب، وأبوتمام يقول البيت النادر ويتبعه البيت السخيف وما اشبهه إلا بغائص البحر يخرج الدرة والمخشلبة (اى المرذول) في نظام واحد إلى ان قال: وبالبحتري يختم الشعر.
وقال ابن خلكان: قيل للبحتري أيما اشعر انت أم ابوتمام؟ فقال جيده
خير من جيدي ورديئي خير من رديئه، وكان يقال لشعر البحتري سلاسل الذهب وهو في الطبقة العليا.
ويقال: انه قيل لابى العلاء المعرى أى الثلاثة اشعر ابوتمام أم البحترى أم المتنبي؟ فقال: المتنبي وأبوتمام حكيمان، وإنما الشاعر البحتري، ولد سنة ٢٠٦ يمنبج من اعمال الشام، وتخرج بها، ثم خرج إلى العراق ومدح جماعة من الخلفاء أولهم المتوكل وخلقا كثيرا من الاكابر والروساء، وأقام ببغداد دهرا طويلا، ثم عاد إلى الشام، وله قصيدة في مدح المتوكل في ذكر خروجه لصلاة عيد الفطر أولها:
أخفى هوى لك في الضلوع واظهر |
والام من كمد عليك وأعذر |
منها قوله:
حتى طلعت بضوء وجهك فانجلى |
ذاك الدجى وانجاب ذاك العثير(١) |
|
فافتن فيك الناظرون فاصبع |
يومى اليك بها وعين تنظر |
___________________________________
(١) لايخفى ان هذه الاشعار في مدح خليفة النبي صلى الله عليه وآله الذى لبس لباسه وجلس مجلسه فان كان ذلك الخليفة خليفة حق وجلس مجلسه بالاستحقاق فهذه الاشعار تصدق عليه وإن كان غاصبا ظالما فهذا المدح ايضا غصب وليس له كلبسه ومجلسه بل هذا المدح لخليفته حقا ويصدق هنالك قول ابن نواس:
إذا نحن اثنينا عليك بصالح |
فأنت الذى نثني وفوق الذى يثنى |
|
وإن جرت الالفاظ منا بمدحة |
لغير إنسانا فأنت الذى تعنى |
قال العتابي اخذ ابونواس ذلك من ابى الهذيل الجمحي:
وإذا يقال لبعضهم نعم الفتى |
فابن المغيرة ذلك النعم |
|
عقم النساء فلايجئن بمثله |
ان النساء بمثله عقم |
ويؤيد قولنا ايضا قول الشريف الرضي رضي الله عنه إنما رثيت فضله في جواب من عابه في رثائه للصابي.
يجدون رؤيتك التى فازوا بها |
من أنعم الله التي لا تكفر |
|
ذكروا بطلعتك النبي فهللوا |
لما خرجت إلى الصلاة وكبروا |
|
حتى انتهيت إلى المصلى لابسا |
نور الهدى يبدو عليك ويظهر |
|
ومشيت مشية خاضع متواضع |
لله لا يزهى ولا يتكبر |
|
فلو ان مشتاقا تكلف ما |
في وسعه لمشى اليك المنبر |
|
ابديت من فصل الخطاب بحكمة |
تنبي عن الحق المبين وتخبر |
|
ووقفت في برد النبي مذكرا |
بالله تنذر تارة وتبشر |
روى المسعودى عن المبرد قال: وردت سر من رأى فأدخلت على المتوكل وقد عمل فيه الشراب وبين يدي المتوكل البحترى الشاعر فابتدأ بنشده قصيدة يمدح بها المتوكل أولها:
عن أي ثغر تبتسم |
وبأى طرف تحتكم |
|
حسن يضئ بحسنه |
والحسن اشبه بالكرم |
|
قل للخليفة جعفر |
المتوكل بن المعتصم |
|
المرتضى بن المجتبى |
والمنعم بن المنتقم |
إلى قوله:
نلنا الهدى بعد العمى |
بك والغنى بعد العدم |
فلما انتهى مشى القهقرى للانصراف فوثب ابوالعنبس فقال يا امير المؤمنين تأمر برده فقد والله عارضته في قصيدته هذه فأمر برده فأخذ ابوالعنبس ينشد:
من اى سلح تلتقم |
وبأي كف تلتطم |
|
ادخلت رأس البحتري |
ابي عبادة في الرحم |
ووصل ذلك بما اشبهه من الشتم فضحك المتوكل حتى استلقى على قفاه وفحص برجله اليسرى وقال: يدفع إلى ابي العنبس عشرة آلاف درهم فقال الفتح يا سيدي البحتري الذي هجى وأسمع المكروه ينصرف خائبا، قال: ويدفع إلى البحتري عشرة آلاف درهم، إنتهى.
توفى بالسكتة بمنبج سنة ٢٨٤ (رفد) ذكره القاضي نورالله في المجالس في شعراء الشيعة.
وقال: أورده الشيخ عبدالجليل الرازي في شعراء الشيعة وابنه ابوالغوث يحيى بن ابي عبادة كان مقيما بالشام وقدم بغداد قبل الثلاثمائة وسمع منه وجوه اهلها اشعار أبيه، ونفي بعد ذلك.
والبحتري بضم الموحدة وسكون الحاء المهملة وضم التاء الثناة من فوقها نسبة إلى بحتر وهو أحد اجداده.
قال الفيروز آبادي: البحتر بالضم القصير المجتمع الخلق وبلا لام فحل من فحولهم، وابن عتود بن عنيز ابوحي من طي منهم ابوعبادة الشاعر، أقول وإلى بحتر ينتسب ايضا ابوعبدالرحمان الهيثم بن عدي بن عبدالرحمان الطائي الكوفي الذي كان راوية اخباريا، نقل من كلام العرب وعلومها وأشعارها الكثير وله مصنفات كثيرة منها كتاب أخبار الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السلام ووفاته واختص بمجالسة المنصور والمهدي والهادي والرشيد وروى عنهم.
روى المسعودي في مروج الذهب خبر إحراق بني العباس قبور بني امية عنه، وتقدم ذلك في ذيل ترجمة ابن بقية، توفى سنة ٢٠٦ (رو).
(بحر العلوم)
السيد محمد مهدي بن العالم السيد مرتضى بن العالم الجليل السيد محمد البروجردي الطباطبائي، كان (ره) سيد علماء الاعلام. ومولى فضلاء الاسلام علامة دهره وزمانه ووحيد عصره وأوانه.
قال شيخنا في المستدرك: قد اذعن له جميع علماء عصره ومن تأخر عنه بعلو المقام والرئاسة النقلية والعقلية وسائر الكمالات النفسانية، حتى ان الشيخ
الفقيه الاكبر الشيخ جعفر النجفي مع ما هو عليه من الفقاهة والرئاسة، كان يمسح تراب خفه بحنك عمامته، وهو من الذين تواترت عنه المكرمات ولقاءه الحجة صلوات الله عليه، ولم يسبقه في هذه الفضيلة احد فيما اعلم إلا السيد رضي الدين علي بن طاوس، وقد ذكرنا جملة منها بالاسانيد الصحيحة في كتابنا دار السلام، والجنة المأوى، والنجم الثاقب لو جمعت لكانت رسالة حسنة إنتهى، تولد في الحائر الشريف سنة ١١٥٥ (غقنه).
حكي عن والده المرتضى انه رأى ليلة ولادة ابنه بحر العلوم ان مولانا الرضا عليه السلام أرسل شمعة مع محمد بن اسماعيل بن بزيع وأشعلها على سطح دارهم فعلى سناها ولم يدرك مداها يتحير عند رؤيته النظر، ويقول لسان حاله ما هذا بشر، تلمذ على جماعة من اساطين الدين من الفقهاء والمحققين منهم الاستاذ الاكبر البهبهاني، والعالم الجليل السيد حسين القزويني والسيد حسن الخونساري والسيد الاجل المير عبدالباقي إمام الجمعة باصبهان، والآغا محمد باقر الهزار جريبي والمحقق الشيخ يوسف البحرانى رضوان الله عليهم اجمعين.
وتلمذ عليه جماعة من الفحول، منهم الفاضل النراقى صاحب المستند وحجة الاسلام الشفتي، والشيخ محمد على الاعسم وقد تقمد وممن تلمذ عليه، وكان معظم قراءته عليه السيد السند الفقيه الفاضل المتتبع الماهر السيد جواد بن السيد محمد العاملي الغروي صاحب الشرح الكبير على قواعد العلامة الموسوم بمفتح الكرامة قال في (ضا) لم تر عين الزمان ابدا بمثله كتابا مستوفيا لاقوال الفقهاء ومواقع الاجماعات وموارد الاشتهارات وأمثال ذلك.
وله ايضا تعليقات كثيرة على القوانين، وقد أذعن لكثرة اطلاعه وطول ذراعه وسعة باعه في الفقهيات اكثر معاصرينا أدركوا فيض صحبته بحيث نقل ان المحقق الميرزا ابا القاسم صاحب القوانين كان إذا اراد تشخيص المخالف في مسالة يراجع اليه فيظفر به
وله تلامذة فضلاء معروفون منهم الشيخ مهدي بن المولى كتاب والشيخ محسن بن اعسم، والشيخ محمد حسن الفقيه الاعظم، توفى سنة ١٢٢٦ إنتهى وينبغى لنا ان نذكر عنه حكاية تشتمل على كرامة من استاذه العلامة الطباطبائي روى شيخنا الاجل صاحب المستدرك عن العالم الصالح الثقة السيد محمد بن العالم السيد هاشم الهندي المجاور في المشهد الغروي عن العبد الصالح الزاهد الورع العابد الحاج محمد الخزعلي، وكان ممن أدرك السيد قال: كان العالم الجليل السيد جواد العاملي صاحب مفتاح الكرامة يتعشى ليلة إذ طارق طرق الباب عليه عرف انه خادم السيد بحر العلوم فقام إلى الباب عجلا فقال له: ان السيد قد وضع بين يديه عشاءه وهو ينتضرك فذهب اليه عجلا فلما لاح له السيد قال له السيد أما تخاف الله؟ أما تراقبه؟ أما تسنتحي منه؟ فقال: ما الذي حدث؟ فقال له(١) : ان رجلا من اخوانك كان يأخذ من البقال قرضا لعياله كل يوم وليلة قسبا(٢) ليس يجد غير ذلك فلهم سبعة ايام لم يذوقوا الحنطة والارز ولا اكلوا غير الفسب وفي هذا اليوم ذهب ليأخذ قسبا لعشائهم فقال له البقال: بلغ دينك كذا وكذا فاستحيى من البقال ولم يأخذ منه شيئا وقد بات هو وعياله بغير عشاء وأنت تتنعم وتأكل وهو ممن يصل إلى دارك وتعرفه وهو فلان، فقال: والله مالي علم بحاله، فقال السيد: لو علمت بحاله وتعشيت ولم تلتفت اليه لكنت يهوديا أو كافرا، وإنما اغضبني عليك عدم تجسسك عن اخوانك وعدم علمك بأحوالهم فخذ هذه الصينية يحملها لك خادمي يسلمها اليك عند باب داره وقل له: قد احببت ان اتعشى معك الليلة، وضع هذه الصرة تحت فراشه أو بوريائه أو حصيره وابق له الصينية فلا ترجعها، وكان كبيرة فيا عشاء
___________________________________
(١) أنا اتمثل في هذا المقام بقول الاعشى:
تبيتون في المشتى ملاء بطونكم |
وجاراتكم غرثى يبتن خمائصا |
(٢) قسب: نوع من التمر يسمى الزهدي.
وعليها من اللحم والمطبوخ النفيس ما هو مأكل اهل التنعم والرفاهية.
وقال السيد: إعلم اني لا اتعشى حتى ترجع إلي فتخبرني انه قد تعشى وشبع، فذهب السيد جواد ومعه الخادم حتى وصلوا إلى دار المؤمن فأخذ من يد الخادم ما حمله ورجع الخادم وطرق الباب وخرج الرجل فقال له السيد: احببت ان اتعشى معك الليلة، فلما اكلا قال له المؤمن: ليس هذا زادك لانه مطبوخ نفيس لا يصلحه العرب ولا فأكله حتى تخبرني بأمره، فأصر عليه السيد جواد بالاكل وأصر هو بالامتناع فذكر له القصة فقال: والله ما اطلع عليه احد من جيرتنا فضلا عمن بعد، وان هذا السيد لشئ عجيب قال سلمه الله وحدث بهذه القضية ثقة آخر غيره وزاد فيه إسم الرجل وهو الشيخ محمد نجم العاملي وان ما في الصرة كان ستين شوشيا كل شوشي يزيد على قرانين بقليل.
توفى العلامة الطباطبائي بحر العلوم في النجف الاشرف سنة ١٢١٢ غريب ودفن بجنب باب المسجد الطوسى، وبجنبه دفن ولده العالم الفاضل السيد محمد رضا رضى الله تعالى عنه.
ويأتى في الشهرستاني ذكر كرامة من بحر العلوم في أخباره بمن يصلي على جنازته وليعلم ان العلامة بحر العلوم يتصل بالمجلسيين من بعض جداته فان والده العالم الجليل السيد مرتضى كانت امه بنت الامير أبى طالب بن ابى المعالي الكبير وأمهابنت المولى محمد نصير بن المولى عبدالله بن المولى محمد تقي المجلسي وأم الامير أبى طالب بنت المولى محمد صالح المازندراني من آمنة بيكم بنت المولى محمد تقي المجلسي. فنسب العلامة بحر العلوم يتصل إلى المجلسي الاول من طريقين فصار المجلسي الاول له جدا والمجلسي الثانى خالا.
كالاستاذ الاكبر المحقق البهبهانى فان امه بنت الآغا نورالدين بن المولى محمد صاحل المازندراني وأمه آمنة بيكم بنت المولى محمد تقي المجلسى، وكانت عالمة فاضلة صالحة متقية.
قال صاحب الرياض: وسمعنا ان زوجها مع غاية فضله قد يستفسر عنها في حل بعض عبارات قواعد العلامة العلامة.
توفى السيد مرتضى والد بحر العلوم في سنة ١٢٠٤ ورثاه معاصره سيد الشعراء والادباء السيد ابراهيم العطار الحسني بقصيدة منها قوله:
أرأيت هذا اليوم ما صنع الردى |
بدعائم التقوى وأعلام الهدى |
|
انظر إلى شمل المكارم والعلى |
من بعد ذاك الجمع كيف تبددا |
|
ميت له بكت المفاخر والعلى |
ونعته اندية السماحة والندى |
|
يا آل بيت المصطفى والمرتضى |
صبرا على ما نابكم وتجلدا |
|
ورضا بحكم الواحد الاحد الذى |
هو بالدوام وبالبقاء تفردا |
|
وكفى النفوس تسليا من بعده |
بسليله مهدي أرباب الهدى |
|
صدر الافاضل قدوة العلماء من |
بجدوده في القول والفعل اقتدى |
|
المفرد العلم الذى بوجوده |
أمسى بناء المكرمات موطدا |
|
فهو الذى يحيي مآثر جده |
ويشيد من عليائه ما شيدا |
|
إن رمت تاريخ الشريف المرتضى |
فهلم أرخ قد قضى علم الهدى |
(البخارى)
ابو عبدالله محمد بن اسماعيل بن ابراهيم البخاري(١) صاحب كتاب التاريخ وكتاب الصحيح المشهور أوثق المحدثين وأقدمهم رتبة عند علماء الجمهور ذكر ابن خلكان في تاريخه انه رحل في طلب الحديث إلى اكثر محدثي الامصار وكتب بخراسان والجبال ومدن العراق والحجاز والشام ومصر وقدم بغداد واجتمع اليه اهلها واعترفوا بفضله وشهدوا بنفرده في علم الرواية والدراية إلى
___________________________________
(١) ابن مغيرة بن بردزبه، قال ياقوت: وبردزبه مجوسي اسلم على يديمان البخارى.
ان ذكر انه كان ابن صاعد(١) إذا ذكره يقول الكبش النطاح.
ونقل عنه محمد بن يوسف الفريرى انه قال: ما وضعت في كتابي الصحيح حديثا إلا اغسلت قبل ذلك وصليت ركعتين. وقال: صنف كتابى الصحيح لست عشرة سنة خرجته من ستمائة ألف حديث وجعلته حجة فيما بيني وبين الله عزوجل.
اقول قال ابن حجر في مقدمة فتح الباري على ما يحكى عنه ينبغى لكل مصنف ان يعلم ان تخريج صاحب الصحيح لاي راوكان مقتض لعدالته عنده وصحة ظبطه وعدم غفلته، ولا سيما ما انضاف إلى ذلك من اطباق جمهور الائمة على تسمية الكتابين بالصحيحين وهذا معنى لم يحصل لغير من خرج عنه في الصحيح فهو بمثابة اطباق الجمهور على تعديل من ذكر فيهما إنتهى.
وقال المولى المولى علي في محكي المرقاة وقد كان ابوالحسن المقدسى يقول فيمن خرج احدهما في الصحيح هذا حاز القنطرة يعني لا يلتفت إلى ما قيل فيه لانهما مقدمان على ائمة عصرهما ومن بعدهما في معرفة الصحيح والعلل.
وقال ايضا: ولا يقدح فيهما أي في الصحيحين إخراجهما لمن طعن فيه لان تخريج صاحب الصحيح لاي راوكان مقتض لعدالته وصحة ظبطه، وعدم غفلته إنتهى.
اقول: اني قد ذكرت الشيخ البخاري وما قيل في حق صحيحه في كتابى المسمى بفيض القدير فيما يتعلق بحديث الغدير.
ولد سنة ١٩٤، وتوفى ليلة الفطر سنة ٢٥٦ (رنو) بخرتنك قرية من قرى سمرقند، وذكر الخطيب في تاريخ بغداد في ترجمة الامير ابى الهيثم خالد بن احمد بن خالد الذهلي المتوفى سنة ٢٧٠، ولي إمارة بخارى وسكنها وله بها(١) ومثل ذلك ذكر الخطيب في تاريخ بغداد، وكان ابن خلكان اخذ منه. آثار مشهودة وأمور محمودة.
وكان قد سمع من اسحاق بن راهويه وذكر جمعا آخر من نظرائه، ثم ذكر من روى عنه، وانه انفق في طلب العلم اكثر من ألف ألف درهم ولما استوطن بخارى اقدم على حضرته حفاظ الحديث فبسط يده بالاحسان إلى اهل العلم فغشوه وقدموا اليه من الآفاق وأراد من محمد بن اسماعيل البخاري المصير إلى حضرته فامتنع من ذلك، وفي رواية اخرى اظهر الاستخفاف به فأخرجه من بخارى إلى ناحية سمرقند فلم يزل محمد هناك حتى مات إنتهى ملخصا، والبخاري نسبة إلى بخارى من اعظم مدن ماوراء النهر بينها وبين سمرقند مسافة ثمانية ايام.
قال الحموي في معجم البلدان: فقد ذم هذه المدينة الشعراء ووصفوها بالقذارة وظهور النجس في ازقتها لانهم لا كنف لهم فقال لهم ابوالطيب طاهر بن محمد بن عبدالله بن طاهر الطاهري:
بخارا من خرى لا شك فيه |
يعز بربعها الشئ النظيف |
|
فان قلت الامير بها مقيم |
فذا من فخر مفتخر ضعيف |
|
إذا كان الامير خرا فقل لي |
أليس الخرء موضعه الكنيف |
وقال محمد بن داود البخاري:
باء بخارى فاعلمن زائدة |
والالف الوسطى بلا فائدة |
|
فعي خرا محض وسكانها |
كالطير في اقفاصها راكدة |
وقال ابواحمد الكاتب:
فقحة(١) الدنيا بخارى |
ولنا فيها افتحام |
|
ليتها تفسو بنا الآ |
ن فقد طال المقام |
___________________________________
(١) الفتحة حلقة الدبر أو واسعها.
(البدايعى البلخى)
محمد بن محمود احد شعراء عصر السلطان محمود، اقول: قد أخذ شعر أوله من كلام امير المؤمنين عليه السلام في ذم الدنيا إحذروا هذه الدنيا الخداعة الغدارة التى قد تزينت بحليها وفتنت بغرورها وغرت بآمالها وتشوقت لخطابها، فأصبحت كالعروس المجلوة والعيون اليها ناظرة والنفوس بها مشغوفة والقلوب اليها تائقة، وهي لازواجها كلهم قاتلة، فلا الباقى بالماضي معتبر ولا الآخر بسوء أثرها على الاول مزدجر إلى آخر ما قال صلوات الله عليه.
(البديع الاسطرلابى)
ابوالقاسم هبة الله بن الحسين بن يوسف الشاعر المشهور، كان وحيد زمانه في عمل الآلات الفلكية متقنا لهذه الصناعة، وحصل له من جهة علمها مال جزيل في خلافة المسترشد بالله، توفى ببغداد سنة ٥٣٤، والاسطرلابي بفتح الهمزة وسكون السين وضم الطاء نسبة إلى الاسطرلاب وهو الآلة المعروفة كلمة يونانية معناها ميزان الشمس، قيل: ان أول من وضعه بطليموس صاحب المجسطي المعروف في الهيئة الذي قد حرره الخواجه نصير الدين الطوسي (قده) قال (ضا) قيل: ان بطليموس كان تلميذ جالينوس وجالينوس تلميذ بليناس
وبليناس تلميذ أرسطو، وأرسطو تلميذ افلاطون، وأفلاطون تلميذ سقراط وسقراط تلميذ بقراط وبقراط تلميذ جاماسب وجاماسب أخو كشتاسب وهو من تلامذة لقمان الحكيم مثل فيثاغورث الحكيم المشهور إنتهى.
(بديع الزمان)
ابوالفضل احمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني الشاعر المهشور فاضل جليل إمامي اديب منشئ، له المقامات وهو مبدعها، ونسج الحريري على منواله، وزاد في زخرفتها وطبعت المقامات مكررا وطبع بعضها مع ترجمتها باللغة الانكليزية في مدارس.
وكان بديع الزمان معجزة همذان(١) ومن اعاجيب الزمان يحكى انه كان ينشد القصيدة التى لم يسمعها قط وهي اكثر من خمسين بيتا فيحفظها كلها ويؤديها من أولها إلى آخرها لا يخرم منها حرفا، وينظرفي اربع أو خمس اوراق من كتاب لم يعرفه ولم يره نظرة واحدة، ثم يمليها على ظهر قلبه، وكان يترجم ما يقترح عليه من الابيات الفارسية المشتملة على المعاني الغريبة بالابيات العربية فيجمع فيها بين الابداع والاسراع ومن كلماته البديعة الماء إذا طال مكثة ظهر خبثه، وإذا سكن متنه تحرك نتنه، وكذلك الضيف يسمج لقاؤه إذا طال ثؤاره ويثقل ظله إذا انتهى محله روي عن ابن فارس وغيره، وسكن هراة من بلاد خراسان، وكانت وفاته مسموما بمدينة هراة سنة ٣٩٨ (شصح).
وحكي انه مات من السكتة وعجل دفنه فأفاق في قبره وسمع صوته بالليل وانهم نبشوا قبره فوجدوه قد قبض على لجيته ومات من هول القبر.
وذكره الثعالبي في يتيمة الدهر من جملة شعراء الصاحب بن عباد وأثنى عليه، وقد يطلق البديع على الشيخ عبدالواسع الجبلي وهو ايضا من ارباب
___________________________________
(١) يحكى انه ناظر ابا بكر الخوارزمي فغلبه وبذلك طارصيته في الآفاق.
الانشاء وأهل الادب وهو غيربديع الزمان الهرندي القهبائي الفقيه المحدث، صاحب شرح الصحيفة السجادية على منشأها آلاف السلام والتحية. وكان هذا الرجل شيخ الاسلام ببلدة يزد في عهد الشاه عباس الصفوي رضوان الله تعالى عليه.
(البديعي الدمشقى)
يوسف الفاضل الاديب الناظم الحلبي قاضى الموصل له الصبح المنبي عن حيثية المتنبي مختصر يحوي على ذكر المتنبي وأخباره ونبذة من قلائد اشعاره وله هبة الانام فيما يتعلق بأبي تمام وغير ذلك، توفى سنة ١٠٧٣ (غعج). (البراثى) نسبة إلى براثا بالثاء المثلثة والقصر قرية من نهر الملك ومحلة كانت في طرف بغداد في قبلة الكرخ، وكان لها مسجد تصلي فيه الشيعة، وقد ورد له فضل كثير، ويستحب الصلاة وطلب الحوائج فيه.
وتقدم في ابن القادسي انه كان يملي في جامع المنصور مدة، وكان خطيب بغداد ممن يحضره، ثم مضى إلى مسجد براثا فأملى فيه، قال الخطيب وكانت الرافضة تجتمع هناك وقال لهم: قد منعني النواصب ان أروي في جامع المنصور فضائل أهل البيت عليهم السلام، ثم جلس في مسجد الشرقية واجتمعت اليه الرافضة ولهم إذ ذاك قوة وكلمتهم ظاهرة إنتهى، وينسب إلى براثا ابوشعيب البراثي العابد الذي اشرنا اليه في سائر كتبنا وغيره.
(البراوستانى)
سلمة بن الخطاب صاحب كتاب ثواب الاعمال وكتاب وفاة النبي صلى الله عليه وآله، وكتاب مقتل الحسين عليه السلام وغير ذلك يروي عنه جمع من مشائخ قم منهم محمد ابن الحسن الصفار والحميري وغيرهما رضوان الله تعالى عليهم اجمعين، والبراوستاني
بفتح الباء نسبة إلى براوستان من نواحى قم ينسب اليه ابوالفضل اسعد بن محمد ابن موسى مجد الملك الشيعي الامامي وزير بركيا روق صاحب الآثار الحسنة كقبة أئمة البقيع عليهم السلام ومشهد الامامين الهمامين الكاظمينعليهالسلام ومشهد عبدالعظيم الحسني رضى الله تعالى عنه وغير ذلك، قتل سنة ٤٩٢ (تصب) أو ٤٧٢ .
(البرزالى)
الشيخ علم الدين ابوالقاسم بن محمد الدمشقي المحدث الماهر المتتبع صاحب التاريخ المعروف الذي جمع فيه وفيات المحدثين، توفى سنة ٧٣٨ (ذلح).
(البرزنجى)
جعفر بن الحسن بن عبدالكريم الشافعي مفتي السادة الشافعية بالمدينة المنورة، كان إماما وخطيبا ومدرسا بالمسجد النبوي، له مؤلفات إحداها مولد النبي صلى الله عليه وآله المعروف بمولد البرزنجي، وجالية الكدر بأسماء اصحاب سيد الملائك والبشر وهي منظومة جمع فيها اسماء اهل بدر وأحد، توفى سنة ١١٧٧ ودفن بالبقيع.
وقد يطلق البرزنجي على محمد بن عبدالرسول بن عبدالسيد الشافعي الشهرزوري صاحب نواقض الروافض وأنهار السلسبيل في شرح تفسير البيضاوي توفى سنة ١١٠٣ ودفن بالمدينة المنورة (رزويه الاصبهانى) ابوجعفر احمد بن يعقوب المعروف بغلام نفطويه النحوي اخذ عن اليزيدي وغيره توفى سنة ٣٥٤ (شند).
(البرزهى)
زين الدين محمد بن القاسم العالم الفقيه الفاضل الذي ينقل قوله في الكتب الفقهية نسب إلى البرزة وهى قرية بيهق من نواحي نيسابور منها حمزة بن حسين البيهقي
(البرسى)
انظر الحافظ رجب.
(البرقانى)
نسبة إلى برقان بفتح أوله، وبعضهم يقول: بكسره من قرى كاث شرقى جيحون على شاطئه بينها وبين الجرجانية مدينة خوارزم يومان، منها ابوبكر احمد بن محمد بن احمد بن غالب الخوارزمي البرقاني سمع ببلده وورد بغداد فسمع ابا علي الصواف وأبابكر القطيعي وسمع ببلاد كثيرة مثل جرجان ونيسابور وهراة وغيرها، ثم استوطن بغداد وكتب عنه ابوبكر الخطيب، وروى عنه كثيرا في تاريخ بغداد، قال الخطيب: وكان ثقة ورعا متقنا مثبتا لم نر في شيوخنا اثبت منه كان حافظا للقرآن عارفا بالفقه، له حظ من علم العربية كثير الحديث، صنف مسندا ضمنه ما اشتمل عليه صحيح البخاري ومسلم ولم يقطع التصنيف إلى حين وفاته، وكان حريصا على العلم منصرف الهمة اليه، وكان له كتب كثيرة إنتقل من الكرخ إلى قرب باب الشعير، وكان عدد اسفاط كتبه ثلاثة وستين سفطا وصندوقين، وكان مولده في آخر سنة ٣٣٦ ومات سنة ٤٢٥ ببغداد.
(البرقى)
ابوعبدالله محمد بن خالد بن عبدالرحمان بن محمد بن علي البرقى ينسب إلى برق رود قرية من سواد قم على واد هناك، كان اديبا حسن المعرفة بالاخبار وعلوم العرب له كتب، وعده ابن النديم من اصحاب الرضا عليه السلام وابنه الشيخ الاجل الاقدم ابوجعفر احمد بن محمد بن خالد البرقى قالوا في حقه انه كان ثقة في نفسه يروى عن الضعفاء واعتمد المراسيل، وصنف كتاب المحاسن وغيرها وقد زيد المحاسن ونقص.
أصله كوفي، وكان جده محمد بن علي، حبسه يوسف بن عمر بعد قتل زيد ثم قتله، وكان خالد صغير السن فهرب مع أبيه عبدالرحمان إلى برق رود قرية من قرى قم فأقاموا بها.
وعن ابن الغضائري قال: طعن عليه القميون، وكان احمد بن محمد بن عيسى ابعده عن قم، ثم اعاده اليها، واعتذر اليه، ولما توفى مشى احمد بن محمد بن عيسى في جنازته حافيا حاسرا ليبرئ نفسه مما قذفه به إنتهى.
ويقال: ان احمد بن فارس وأبا الفضل العباس بن محمد النحوى الملقب عرام شيخي الصاحب بن عباد كانا من تلاميذ البرقى، وعنه اخذا.
توفى سنة ٢٧٤ أو سنة ٢٨٠ بقم، وليس لقبره الشريف أثر في زماننا ككثير من قبور العلماء والمحدثين.
قال العلامة المجلسي رحمة الله: ومقابر قم مملوءة من الافاضل والمحدثين واكرامهم اكرام الائمة الطاهرين عليهم السلام.
(برهان الدين)
ويقال ابن الدهان ايضا ابوشجاع محمد بن علي بن شعيب البغدادي الفرضي الحاسب النحوي الاديب الشاعر الماهر في النجوم، صنف غريب الحديث، ومن شعره ما كتبه إلى بعض وقد عوفي من مرضه.
نذر الناس يوم برئك صوما |
غير اني عزمت وحدي فطرا |
|
عالما ان يوم برئك عيد |
لا أرى صومه ولو كان نذرا |
توفى سنة ٥٩٠ (ثص) بالحلة، وبرهان الدين الفرغاني المرغيناني شيخ الاسلام ابوالحسن علي بن ابى بكر بن عبدالجليل الذي ذاع صيته بتأليف كتاب بداية المبتدى مع شرحه المسمى بالهداية في الفقه الحنفي.
حكي انه بقي في تصنيفه ثلاث عشرة سنة وكان صائما في تلك المدة لا يفطر اصلا، وكان يجتهد ان لا يطلع على صومه احد فصار كتابه مرجعا للفضلاء ومنظرا للفقهاء، توفى بسمرقند سنة ٥٩٣.
(البزار)
ابوبكر احمد بن عمر البصري الحافظ صاحب المسند الكبير من علماء العامة كانوا يشبهونه بأحمد بن حنبل في زهده وورعه رحل في آخر عمره إلى الشام ونشر علمه، توفى بالرملة من الشام سنة ٢٩٢ (صبر)، وقد يطلق على خلف بن هشام ابن ثعلب البغدادي ابي محمد البزار المقري، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه، وروى انه كان يشرب من الشراب على التأويل، ثم تركه فكان يصوم الدهر إلى ان مات، وانه كان عابدا فاضلا، وقال: اعدت صلاة اربعين سنة كنت اتناول فيها الشراب على مذهب الكوفيين، توفى سنة ٢٢٩، والبزار بتقديم الزاي على الراء المهملة كشداد بياع نزر؟ الكتان أي زيته.
(البزنطى)
احمد بن محمد بن ابي نصر الكوفي احد من اجمع الاصحاب على تصحيح ما يصح عنه، وأقروا له بالفقه، وكان ممن لقي الرضا وأبا جعفر عليهما السلام، وكان عظيم المنزلة عندهما، وكان له كتاب الجامع، وكان من الواقفية فاستبصر روى عن قرب الاسناد عن ابن عيسى عن البزنطي قال بعث إلى الرضا عليه السلام بحمار له فجئت إلى صريا فمكثت عامة الليل معه، ثم اتيت بعشاء ثم قال افرشوا له ثم اتيت بوسادة طبرية ومرادع وكساء قياصري وملحفة مروي فلما اصبت من العشاء قال لي: ما تريد ان تنام؟ قلت بلى جعلت فداك فطرح علي الملحفة والكساء ثم قال بيتك الله في عافية، وكنا على سطح فلما نزل من عندي قلت في نفسي قد نلت من هذا الرجل كرامة ما نالها احد قط فاذا هاتف يهتف بي يا احمد ولم اعرف الصوت حتى جاءني مولى له فقال: أجب مولاي فنزلت فاذا هو مقبل إلى فقال كفك فناولته كفي فعصرها، ثم قال: ان اميرالمؤمنين عليه السلام أتى صعصعة بن صوحان عائدا له فلما اراد ان يقوم من عنده قال: يا صعصعة بن