الكنى والألقاب الجزء ٣
0%
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 297
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 297
الكني والالقاب
تأليف المحقق الشهير والمؤرخ الكبير الشيخ عباس القمى
الجزء الثالث
باب الفاء
(الفارابى)
أبو نصر محمد بن طرخان الفارابي التركي الحكيم المشهور، صاحب التصانيف في المنطق والموسيقى، قالوا انه كان اكبر فلاسفة المسلمين، ولم يكن فيهم من بلغ رتبته في فنونه.
والرئيس أبو علي بن سينا بكتبه تخرج، وبكلامه انتفع في تصانيفه، وكان تركيا نشأ في بلدة فاراب، ثم خرج من بلده، وانتقلت به الاسفار إلى ان وصل إلى بغداد، ثم اشتغل بعلوم الحكمة، وأخذ عن ابي بشر الحكيم وهو يقرأ كتاب ارسطا طاليس في المنطق، ويملي على تلامذته شرحه ثم ارتحل إلى مدينة حران وأخذ عن يوحنا ابن جيلان الحكيم النصراني طرفا من المنطق ايضا، ثم قفل راجعا إلى بغداد وقرأ بها علوم الفلسفة، وتناول جميع كتب ارسطاطاليس وتمهر في استخراج معانيها والوقوف على أغراضه فيها يروى عنه انه سئل من اعلم الناس بهذا الشأن أنت أم ارسطاطاليس؟ فقال: لو أدركته لكنت اكبر تلامذته.
ويقال: انه وجد كتاب النفس لارسطاطاليس وعليه مكتوب بخط الفارابي اني قرأت هذا الكتاب مائة مرة.
وله قصة مشورة من وروده على السلطان سيف الدولة بزي الاتراك قبل ان يعرفه أحد، وكان مجلسه مجمع الفضلاء، فتخطى رقابهم حتى جلس في مسند سيف الدولة، وتكلم بلسان مماليك سيف الدولة، وكان لسانا مخصوصا ثم
اخرج من خريطته عيدانا وركبها ثم لعب بها فضحك منها كل من كان في المجلس ثم ركبها تركيبا آخر فضرب بها فبكى كل من حضر، ثم غير تركيبها فنام كل من في المجلس حتى البواب، ثم تركهم نياما وخرج.
(ويحكى) انه كان منفردا بنفسه لا يجالس الناس، وكان مدة مقامه بدمشق لا يكون غالبا إلا عند مجتمع ماء أو مشتبك رياض ويؤلف هناك كتبه ويتناوبه المشتغلون عليه.
وكان أزهد الناس في الدنيا لا يحتفل بأمر مكسب ولا مسكن، وأجرى عليه سيف الدولة كل يوم من بيت المال اربعة دراهم، وهو الذي اقتصر عليها لقناعته، ولم يزل على ذلك إلى ان توفى بدمشق سنة ٣٣٩ (شلط) وقد ناهز ثمانين سنة، وصلى عليه سيف الدولة في أربعة من خواصه ودفن بظاهر دمشق خارج الباب الصغير.
(والفارابي) نسبة إلى فاراب، وهى مدينة فوق شاش قريبة من مدينة بلاساعون بفتح الموحدة بلدة في بعض ثغور الترك وراء نهر سيحون بالقرب من كاشغر، وكاشغر: بسكون الشين وفتح الغين المعجمتين وهي من المدن العظام في تخوم الصين.
(والفارياب) بلد ببلخ، (وظهير الفاريابي) شاعر أديب معروف، ومن شعره في الموعظة:
بكوش تابسلامت بمأمني برسي |
كهراه سخت مخوفاستومنزلت بسدور |
|
ببين كه چند فراز ونشيب در راه است |
زآستان عدم تابه بيشكاه نشور |
|
تورا مسافت دور دراز دربيش است |
بدين دور روزه إقامت چرا شوي مغرور |
برآستان فنا دل منه كه جاي دگر |
براي نزهت تو بر كشيده اندقصور |
روى شيخنا المفيد (ره) في الارشاد انه كان امير المؤمنين عليه السلام ينادي في كل ليلة حين يأخذ الناس مضاجعهم بصوت يسمعه كافة من في المسجد ومن جاوره من الناس: تزودوا (تجهزوا خ ل) رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل وأقلوا العرجة على الدنيا، وانقلبوا بصالح ما يحضر كم (بحضرتكم خ ل) من الزاد، فان أمامكم عقبة كؤدا، ومنازل مهولة، لابد من الممربها، والوقوف عليها.
(الفارسى)
أبو علي الحسن بن احمد بن عبد الغفار الفسوي النحوي، فارس ميدان العلم والادب، والذي ينسل إلى فضله من كل حدب، المرجوع إلى تحقيقاته الرشيقة في الكتب الادبية، والقواعد العربية، ولد بمدينة فساسنة ٢٨٨ (حرف) وقدم بغداد واشتغل بها سنة ٣٠٧، وكان إمام وقته في علم النحو، وأقام بحلب عند سيف الدولة بن حمدان مدة، وكان قدومه عليه في سنة ٣٤١ وجرت بينه وبين المتني مجالس.
قال الخطيب: وعلت منزلته في النحو حتى قال قوم من تلامذته هو فوق المبرد، وأعلم منه.
وصنف كتبا عجيبة حسنة لم يسبق إلى مثلها، واشتهر ذكره في الآفاق وبرع له غلمان حذاق مثل عمان بن جني وعلي بن عيسى الشيرازي وغير هما وخدم الملوك ونفق عليهم، وتقدم عند عضد الدولة.
قال التنوخي: سمعت أبي يقول: سمعت عضد الدولة يقول: أنا غلام ابى علي النحوي الفسوي في النحو، وغلام ابى الحسين الرازي الصوفي في النجوم.
قال الخطيب: قلت ومن مصنفاته الايضاح في النحو، وكتاب المقصور والممدود وكتاب الحجة في علل القراءآت.
قال محمد بن ابي الفوارس في سنة ٣٧٧: توفي أبو علي الفسوى النحوي ولم أسمع منه شيئا، وكان متهما بالاعتزال، إنتهى.
(أقول): وصنف لعضد الدولة التكملة والمسائل الشيرازيات وهى مشتملة على ثلاثة عشر جزءا رأيتها في مشهد مولانا امير المؤمنين عليه السلام وكانت بخط احمد ابن سابور وعلى ظهرها خط مصنفها ابي علي هكذا قرأ علي أبو غالب احمد بن سابور هذا الكتاب وكتب الحسن بن احمد الفارسي بخطه إنتهى.
وأورده ابن خلكان في تاريخه وأثنى عليه.
وذكر مناماله يتعلق به ثم قال: وبالجملة فهو اشهر من ان يذكر فضله، وكان متهما بالاعتزال إنتهى توفى ببغداد سنة ٣٧٧ (شعر) ودفن بالشونيزي.
وقد يطلق الفارسى على الشيخ ابى اسحاق ابراهيم بن علي، الفارسي اللغوي النحوي، صاحب كتاب شرح الجرمي وغيره، تلميذ ابى علي الفارسي المذكور.
(الفارقى)
ابو علي الحسن بن ابراهيم بن علي بن برهون الفقيه الشافعي، كان مبدء اشتغاله بميافارقين، ثم انتقل إلى بغداد واشتغل على الشيخ ابى اسحاق الشيرازي وعلى ابى نصر بن الصباغ، وتولى القضاء بمدينة واسط.
وكان زاهدا متورعا، له كتاب الفوائد على المهذب، توفى سنة ٥٣٨ بواسط.
(الفاسى)
يطلق على جمع من الفضلاء (منهم) أبو الطيب تقي الدين محمد بن شهاب الدين احمد بن علي الحسني المكي المحدث البارع المؤرخ صاحب التواريخ الحافلة
للبلد الحرام، منها العقد الثمين، وشفاء الغرام، وغير ذلك، توفى سنة ٨٣٢ (ضلب).
(ومنهم) أبو محمد عبد القادر بن علي بن يوسف المغربي الفارسي المالكى المحدث المفسر الصوفي البارع في كثير من العلوم، أخذ منه كثير من الناس، له حاشية على صحيح البخاري، ورسالة في الامامة العظمى وغير ذلك، توفى سنة ١٠٩١ (غصا)، (والفاسي) نسبة إلى فاس بلد عظيم بالمغرب.
(الفاضل)
آية الله العلامة الحلي (والفاضلان) العلامة والمحقق الحليان.
(الفاضل الآبى)
الحسن بن ابى طالب، وقد تقدم قي الآبى.
(الفاضل الاردكانى)
تقديم في الاردكاني.
(الفاضل الايروانى)
العالم الجليل والفاضل النبيل المولى محمد بن محمد باقر الايرواني النجفي الكربلائي اخذ عن صاجي الضوابط والجواهر وصاحب انوار الفقاهة، وبالاخير اختص بشيخ الطائفة العلامة الانصاري، واستقل بالتدريس بعده وبعد العلامة الكوهكمري سنة ١٢٩٩، (أتته) شهرة طائلة وزعامة دينية كبرى، فطفق يعول الافاضل بعلمه الجم، ووفره الواسع فصاروا ببركته من كبار العلماء، لهم تراجم ومؤلفات، له رسائل كثيرة في الفقه والاصول وتعليقة على رسائل استاذه العلامة الانصاري، وحواش على قواعد العلامة، وعلى تفسير البيضاوى ورسالة عملية فارسية في العبادات، وأخرى في المعاملات، وكتاب في المكاسب
المحرمة، ورسالة اجتماع الامر والنهي وغير ذلك، توفى ٣ ع ل سنة ١٣٠٦، ودفن بمدرسته المعروفة في النجف الاشرف.
(الفاضل التوني)
انظر التونى.
(الفاضل الجواد)
هو الشيخ جواد بن سعد الله بن جواد البغدادي الكاظمي في (ضا)، كان اسمه محمدا كما يظهر من بعض مصنفاته، وهومن العلماء المعتمدين والفضلاء المجتهدين، صاحب تحقيقات انيقة وتدقيقات رشيقة في الفقه والاصول والمعقول والمنقول والرياضى والتفسير وغير ذلك.
ذكره الحسن بن عباس البلاغي النجفي في كتابه الموسوم بتنفيح المقال وقال: كان كثير الحفظ، شديد الادراك، مستغرق الاوقات في الاشتغال بالعلوم، إنتهى (وكان) اصله ومحتده ارض الكاظمين، إلا إنه ارتحل في مبادئ أمره إلى بلدة اصفهان، فكان متلمذافي الغالب على شيخنا البهائي (ره) إلى ان صار من أخص خواصه وأعزند مائه فصنف بأمره النافذ كتابه المسمى بغاية المأمول في شرح زبدة الاصول، وهو كتاب حسن في الغاية، جميل التأليف يقرب من اربعة عشر ألف بيت.
(وله ايضا) شرح كبير على رسالة خلاصة الحساب لشيخه المذكور، وكتاب آخر كبير من اكبر ماكتب في شأنه وأتمها فائدة سماه مسالك الافهام في شرح آيات الاحكام، وشرح على دروس الشهيد (ره) ينقل عنه في الحدائق وكأنه إلى كتاب الحج كما افيد وشرح على جعفرية الشيخ علي المحقق وغير ذلك ولم اعرف الرواية له ايضا إلا عن شيخنا البهائي شيخ قرائته وإجازته، وعنه
الرواية لجماعة منهم السيد الفاضل الامير محمود بن فتح الله الحسيني الكاظمي النجفي صاحب الرسالة في تقسيم الاخماس في هذه الازمان، ومقالات في الرجعة، والاحاديث المتعلقة بها، ورسالة في صعود جثة الامام إلى السماء من بعد ثلاثة ايام، وغير ذلك إنتهى.
(الفاضل السيوري)
ويقال له ايضا (الفاضل المقداد) هو الشيخ الاجل أبو عبد الله المقداد ابن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد السيوري الحلي الاسدي الغروى، كان عالما فاضلا فقيها محققا مدققا.
له كتب منها شرح نهج المسترشدين في أصول الدين، وكنز العرفان في فقه القرآن، والتنقيح الرايع في شرح مختصر الشرائع، وشرح الباب الحادى عشر، وشرح مبادئ الاصول، وشرح ألفية الشهيد، ونضد القواعد رتب فيه قواعد الشهيد (ره) وشرح فصول الخواجه نصير الدين واللوامع في الكلام إلى غير ذلك.
(يروى) عن الشيخ الشهيد محمد بن مكي العاملي قدس سره ويروى عنه محمد بن شجاع القطان الحلي، كان فراغه من شرح نهج المسترشدين سنة ٧٩٢ وأجاز لبعض تلاميذه في ج ٢ سنة ٨٢٢، توفى سنة ٧٢٦ (ضكو).
(والسيورى) بضم السين مع الياء المخففة التحتانية نسبة إلى سيور، وهي قرية من قرى الحلة.
قال (ضا) في ذيل ترجمة هذا الفاضل الجليل: هذا ومن جملة ما يحتمل عندى قويا هو ان تكون البقعة الواقعة في برية شهروان بغداد المعروفة عند اهل تلك الناحية بمقبرة مقداد مدفن هذا الرجل الجليل الشأن.
(الفافل المراغي)
المولى احمد بن علي اكبر نزيل تبريز، تلمذ في النجف الاشرف على شيخ الطائفة العلامة الانصاري فهبط تبريز، وظهرت فيها فضائلة. له حواش على كثير من كتب العلم، منها حاشيته على شرح الشمسية، والصمدية، والقوانين، والمطول، وله تعليقات تفسيرية، وتعليقات على نهج البلاغة، توفي في ٥ محرم سنة ١٣١٠ هجـ، ونقل جثمانه إلى النجف الاشرف.
(الفاضل الهندي)
هو الشيخ الاجل تاج المحققين والفقهاء وفخر المدققين والعلماء بهاء الدين محمد بن الحسين بن محمد الاصبهاني، وحيد عصره وأعجوبة دهره مروج الاحكام صاحب كشف اللثام عن قواعد الاحكام، الذي حكي عن صاحب الجواهر رحمه الله انه كان له اعتماد عجيب فيه وفي فقه مؤلفه، وانه كان لا يكتب شيئا من الجواهر لو لم يحضره ذلك الكتاب.
وناهيك به انه فرغ من تحصيل العلوم معقولها ومنقولها ولم يكمل ثلاث عشرة سنة، وشرع في التصنيف ولم يكمل إثنى عشرة سنة، عد مصنفاته إلى ثمانين، يروى عن والده تاج أرباب العمامة تاج الدين حسن المعروف بملا تاجا عن المولى حسن علي احد مشايخ العلامة المجلسي (رحمة الله)، توفي في فتنة الافاغنه باصبهان ٢٥ (مض) سنة ١١٣٧ (غقلز) ودفن بمقبرة تخته فولاد، وبجنبه قبر العالم الفاضل الحاج مولى محمد النائيني المتوفى سنة ١٢٦٣ (غرسج) ويعبر اهل اصبهان عنهما بالفاضلان، وهذا الفاضل النائيني والد العالم الجليل الآقارضا النائيني الذي يروي عنه شيخنا ثقة الاسلام النوري بعض الحكايات في كتاب دار السلام.
(الفاكهي)
جمال الدين عبد الله بن احمد بن علي المكى الشافعي النحوي، إشتغل بالعلم على والده وغيره، ودرس وانتفع به الناس وألف كتبا منها شرح القطر يقال انه ألفه وهو ابن ثماني عشرة سنة وله الفواكه الجنية على متممة الاجرومية وحسن التوسل في آداب زيارة أفضل الرسل صلى الله عليه وآله، وكشف النفاب عن مخدرات ملحة الاعراب، وهو شرح مختصر على ملحة الاعراب للحريري، توفى سنة ٩٧٢ (ظعب).
(الفالي)
ابو الحسن علي بن احمد بن علي بن سلك الاديب الفالي، أقام بالبصرة طويلا وسمع من شيوخ ذلك الوقت، وقدم بغداد واستوطنها وحدث بها وكان شاعرا اديبا.
روى عنه الخطيب صاحب تاريخ بغداد وتقدم في علم الهدى قصة ربيعة الجمهرة للشريف المرتضى وأشعاره في ذلك، ورد السيد رحمه الله الكتاب عليه، والفالي نسبة إلى فالية بالفاء هي بلدة بخوزستان.
(الفتال)
هو الشيخ الاجل السعيد الشهيد أبو علي محمد بن الحسن بن علي بن احمد النيسابوري المعروف بابن الفارسي الحافظ الواعظ صاحب كتاب روضة الواعظين والتنوير في التفسير.
كان من علماء المائة السادسة ومن مشايخ ابن شهر اشوب، يروى عن الشيخ الطوسي وعن أبيه الحسن بن علي عن السيد المرتضى رضي الله تعالى عنه قال ابن داود في حقه متكلم جليل القدر فقيه عالم زاهد ورع، قتله أبو المحاسن عبد الرزاق رئيس نيسابور الملقب بشهاب الاسلام إنتهى.
(الفتال)
من اسماء البلبل، ولعله لقب به لطلاقة في لسانة في الخطابة والوعظ، وعذوبة في لهجته ورقة في ألفاظه.
(فخر الدولة الموصلي)
انظر ابن جهير وعميد الدولة.
(الفخر الرازي)
ابو عبد الله محمد بن عمر بن الحسين بن الحسن بن علي التيمي الطبري الاصل الرازي المولد الاشعري الاصول الشافعي الفروع، المعروف با الامام فخر الدين والملقب بابن الخطيب، صاحب التفسير الكبير الذى اكمله نجم الدين القمولي وشهاب الدين الخوبى.
وله اساس التقديس في علم الكلام، ولباب الاشارات ولوا مع البينات في شرح أسماء الله والصفات، ومحصل افكار المتقدمين والمتأخرين إلى غير ذلك كان مبدأ اشتغاله على والد ضياء الدين عمر، ثم اشتغل على المجد الجيلي بمراغة ثم هرع إلى خوارزم وما وراء النهر وخراسان، واتصل بخوارزم شاه ونال عنده اسنى المراتب، واستوطن مدينة هراة، وكان يلقب بها شيخ الاسلام، ونال من الدولة إكراما عظيما، فاشتد ذلك على الكرامية ولم يزل بينه وبينهم السيف الاحمر حتى قيل انهم سموه حكي ان له في الوعظ اليد البيضاء ويعظ باللسانين العربي والعجمي وكان يلحقه الوجد في حال الوعظ ويكثر البكاء وعن ابي عبد الله الحسين الواسطي قال: سمعت فخر الدين بهراة ينشد على المنبر عقيب كلام عاتب اهل البلد:
المرء مادام حيايستهان به |
ويعظم الرزء فيه حين يفتقد |
إنتهى
ونسب إليه هذه الابيات:
نهاية اقدام العقول عقال |
وأكثر سعي العالمين ضلاك |
|
وأرواحنا في وحشة من جسومنا |
وحاصل دنيانا اذى ووبال |
|
ولم نستفد من بحثناطول عمرنا |
سوى ان جمعنا فيه قيل وقاك |
|
وكم قد رأينا من رجال ودولة |
فبادوا جميعا مسرعين وزالوا |
|
وكم من حبال قد علت شرفاتها |
رجال فزالوا والجبال جبال |
وفي العبقات قال الذهبي في ميزان الاعتدال: الفخر ابن الخطيب صاحب التصانيف، رأس الذكاء والعقليات لكنه عري من الآثار.
وله تشكيكات علي مسائل من دعائم الدين يورث الحيرة، نسأل الله ان يثبت الايمان في قلوبنا.
وله كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم سحر صريح فلعله تاب من تأليفه إن شاء الله تعالى إنتهى.
وعده ابن تيمية في منهاج السنة في الجبرية، وهم الفرقة الضالة الهالكة وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراني في إرشاد الطالبين وقد طلب الشيخ فخر الدين الرازي الطريق إلى الله تعالى فقال الشيخ نجم الدين الكبرى لا تطيق مفارقة صنمك الذي هو علمك، فقال: يا سيدي لا بدإن شاء الله قأدخله الشيخ الخلوة وسلبه جميع ما معه من العلوم، فصاح في الخلوة بأعلى صوته لا اطيق فأخرجه.
قال ابن حجر السقلاني في لسان الميزان في حقه: وكان مع تبحره في الاصول يقول: من التزم دين العجائز فهو الفائز، وكان يعاب بايراد الشبه الشديدة، ويقصر في حلها، حتى قال بعض المغاربة: يورد الشبهة نقدا ويحلها نسيئة، وذكره ابن دحية فمدح وذم، وذكره ابن شامة فحكى عنه اشياء ردية، وكانت وفاته بهراة يوم عيد الفطر سنة ٦٠٦ (خو) إنتهى.
ولبعض أرباب الوجد والعرفان (هو ابن العربي) كتاب كبته إلى الفخر الرازي يعجبني نقل بعض كلماته قال فيه! وقد وقفت على بعض تآليفك وما أيدك الله به من القوة المتخيلة والفكرة الجيدة، ومتى تغذت النفس كسب يديها فانها لاتجد حلاوة الجود والوهب، وتكون ممن اكل من تحته، والرحل من يأكل من فوقه كما قال الله تعالى:(وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم) وليعلم وليي وفقه الله ان الوراثة الكاملة وهى التي تكون من كل الوجوه لامن بعضها، والعلماء ورثة الانبياء، فينبغي للعاقل العالم ان يجتهد لان يكون وارثا من كل الوجوه، ولا يكون ناقص الهمة، إلى ان قال: وينبغي للعالي الهمة ان لا يكون معلمه مؤنثا، كما لا ينبغى ان يأخذ من فقير اصلا، وكل مالا كمال له إلا بغيره فهو فقير، وهذا حال كل ما سوى الله تعالى.
فارفع الهمة في ان لا تأخذ علما إلا من الله سبحانه على الكشف واليقين، ولقد اخبرني من ألفت به من اخوانك ومن له فيك نية حسنة انه رآك وقد بكيت يوما فسألك هو ومن حضر عن بكائك، فقلت: مسألة اعتقدتها منذ ثلانين سنة تبين لي الساعة بدليل لاح لي ان الامر علي خلاف ماكان عندي فبكيت وقلت: لعل الذى لاح لي ايضا يكون مثل الاول، فهذا قولك، ومن المحال على الواقف بمرتبة العقل والفكران يسكن أو يستريح ولاسيما في معرفة الله تعالى.
وقال: وينبغى العاقل ان لا يطلب من العلوم إلا ما يكمل به ذاته وينقل معه حيث انتقل، وليس ذلك إلا العلم بالله تعالى، فان علمك بالطب إنما يحتاج إليه في عالم الامراض والاسقام، فإذا انتقلت إلى عالم ما فيه السقم ولا المرض فمن تداوى بذلك العلم.
وكذلك العلم بالهندسة إنما يحتاج إليه في عالم المساحة، فاذا انتقلت تركته
في عالمه، ومضت النفس سادجة ليس عندها شئ منه. وكذلك الاشتغال بكل علم تركته النفس عند انتقالها إلى عالم الآخرة فينبغي للعاقل ان لا يأخذ منه إلا ما مست إليه الحاجة الضرورة، وليجتهد في تحصيل ما ينتقل معه حيث انتقل، وليس ذلك إلا علمان خاصة العلم بالله، والعلم بمواطن الآخرة، إنتهى.
(فخر المحققين)
أبو طالب محمد بن الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي، وجه من وجوه هذه الطائفة وثقاتها، جليل القدر عظيم المنزلة رفيع الشأن، كثير العلم، وحيد عصره وفريد دهره، جيد التصانيف، حاله في علوقدره وسمو مرتبته وكثرة علومه أشهر من أن يذكر، كفى في ذلك انه فازبدرجة الاجتهاد في السنة العاشرة من عمره الشريف، وكان والده العلامة يعظمه ويثني عليه ويعتني بشأنه كثيرا حتى انه ذكره في صدر جملة من مصنفاته الشريفة، وأمره في وصيته التي ختم بها القواعد باتمام ما بقي ناقصا من كتبه بعد حلول الاجل، وأصلاح ما وجد فيها من الخلل له غير ما أتم من كتب والده العلامة، كتب شريفة منها شرح القواعد سماه إيضاح الفوائد، والفخرية في النية، وحاشية الارشاد، والكافية الوافية في الكلام، وشرح نهج المسترشدين، وشرح تهذيب الاصول الموسوم بغاية السؤل، وشرح مبادئ الاصول وشرح خطبة القواعد إلى غيرذلك.
يروي عن أبيه العلامة وغيره، ويروي عنه شيخنا الشهيد (ره) وأثنى عليه في بعض اجازاته ثناء بليغا.
ولدليلة ٢٠ ج ١ سنة ٦٨٢، وتوفى ليلة ٢٥ ج ٢ سنة ٧٧١، قال صاحب نخبة المقال في تاريخه:
فخر المحققين نجل الفاضل ذاع ٧٧١ للارتحال بعدنا حل ٨٩.
(فخر الملك)
أبو غالب محمد بن علي بن خلف الواسطي كان وزيربهاء الدولة ابى نصر ابن عضد الدولة بن بويه، وكان من اعظم وزراء آل بويه بعد ابن العميد والصاحب بن عباد، وكان جم الفضائل والافضال جزيل العطايا والنوال.
حكى القاضي نور الله انه كان كثير الصلاة والصدقات، حتى انه كان يكسي في يوم ألف فقير.
وكان أول من قسم الحلوا على الفقراء ليلة النصف من شعبان، وكان يتشيع، إنتهى.
حكي ان رجلا شيخا رفع إلى فخر الملك قصة سعى فيها بهلاك شخص، فلما وقف فخر الملك عليها قلبها وكتب في ظهرها: السعاية قبيحة وإن كانت صحيحة، فان كنت اجريتها مجرى النصح فخسرانك فيها اكثر من الربح، ومعاذ الله ان نقبل من مهتوك في مستور، ولو لا انك في خفارة من شيبك لقا بلناك بما يشبه مقالك، وتردع به امثالك، فاكتم هذا العيب، واتق من يعلم الغيب والسلام. ومحاسن فخر المك كثيرة، ولم يزل في عزه وجاهه إلى ان نقم عليه مخدومه سلطان الدولة، فحبس ثم قتل في سنة ٤٠٧ (تز).
قال ابن خلكان: ورثاه الشريف الرضي بأبيات ما اخترت منها شيئا حتى اثبته هاهنا، قلت العجب منه كيف ذكر هذا مع انه اثبت وفاة الشريف الرضي في سنة ٤٠٦ (تو) قبل فخر الملك بسنة.
(الفراوى)
كمال الدين أبو عبد الله محمد بن الفضل بن احمد النيسابورى، الفقيه المحدث
الواعظ، كان يقال في حقه الفراوي ألف راوي، توفى سنة ٥٣٠ (ثل).
والفراوى - بضم الفاء نسبة إلى فراوة، وهي بليدة مما يلي خوارزم بناها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون.
(الفراء)
أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الاسلمي الديلمي الكوفي تلميذ الكسائي، وصاحبه كان ابرع الكوفيين، وأعلمهم بالنحو واللغة وفنون الادب.
حكي عن ثعلب انه قال: لولا الفراء لما كانت عربية، لانه خلصها وضبطها، إنتهى.
وممارفع قدره وجمع الادباء حوله حظوته عند المأمون الخليفة فانه كان يقدمه وعهد إليه تعليم ابنيه النحو واقترح عليه ان يؤلف ما يجمع به اصول النحو وما سمع من العربية. وأمران تفرد له حجرة من الدار ووكل بها جواري وخدما للقيام بما يحتاج إليه وصير إليه الوراقين يكتبون ما يمليه، حتى صنف كتاب الحدود في سنتين، وعظم قدر الفراء في الدولة العباسية، حتى تسابق تلميذاه ابنا المأمون إلى تقديم فعله إليه لما نهض للخروج، ثم اصطلحا على ان يقدم كل منهما فرده، وبلغ المأمون ذلك، فاستدعاه وقال له بذلك، فقال: لقد اردت منعها ولكن خشيت ان ادفعهما عن مكرمة سبقا اليها أو اكسر نفوسهما عن شريفة حرصا عليها، ففرح المأمون وقال: لو منعتهما عن ذلك لاوجعتك لوما، توفى سنة ٢٠٧ (رز) في طريق مكة.
(والفراء)
بالفاء وتشديد الراء، قالوا قيل له الفراء لانه كان يفرى الكلام ولم يكن يعمل الفراء ولا يبيعها.
وإطلاق الفراء على معاذ بن مسلم النحوي اشتباه بالهراء فراجع الهراء، (قال) ابن خلكان: وذكر أبو عبد الله المرزباني في كتابه ان زيادا والد الفراء كان اقطع، لانه حضر وقعة الحسين بن علي رضي الله عنهما، فقطعت يده في ذلك الحرب، وهذا عندي فيه نظر لان الفراء عاش ثلاثا وستين سنة فتكون ولادته سنة اربع وأربعين ومائة، وحرب الحسين كانت سنة إحدى وستين للهجرة فبين حرب الحسين وولادة الفراء اربع وثمانون سنة، فكم قد عاش أبوه، فان كان الاقطع جده فيمكن، والله اعلم إنتهى كلامه.
(أقول): العجب من ابن خلكان مع تبحره واطلاعه وإحاطته بالتاريخ كيف لم يفهم ان المراد من الحسين بن علي هنا هو الحسين بن علي بن الحسن بن ابن الحسن بن علي أبي طالب الشهيد بفخ في سنة ١٦٩ لا الحسين بن علي ابن أبي طالب (ع) الشهيد بالطف سنة ٦١، ولكن هو معذور، لانه وأمثاله لم يكونوا يراجعون إلى كتب الشيعة، ولا إلى تواريخهم، ولا إلى سيرة أئمتنا الاثنى عشر عليهم السلام، وكفى شاهدا على قولي الرجوع إلى كتابه، فتراه كتب في احوال أدنى شاعرا أو فاسق أو ساقط ما يدلك على أحواله وسيرته وشأنه وأما في أحوال أئمتنا (ع) فيكتفي باسمه وإسم آبائه ووفاته مثلا كتب في باب الميم الامام محمد باقر والامام محمد الجواد والامام صاحب الزمان (ع) فلا يبلغ تمام ماكتب في احوالهم (ع) صفحة من كتابه فاكتفى في احوال الامام المهدي صاحب الزمان عليه السلام الذي كتب في احواله العامة والخاصة كتبا كثيرة بهذه الكلمات أبو القاسم محمد بن الحسن العسكري ابن علي الهادي بن محمد الجواد المذكور قبله ثاني عشر الائمة الاثنى عشر على اعتقاد الامامية المعروف بالحجة، وهو الذي تزعم الشيعة انه المنتظر والقائم والمهدي وهو صاحب السرداب عندهم وأقاويلهم فيه كثيرة، وهم ينتظرون ظهوره في آخر الزمان من السرداب بسر من رأى، ثم ذكر تاريخ ولادته وتاريخ دخوله السرداب.
هذا ما كتب في تاريخ هذا الامام الحجة من الله على الناس مع ما فيه من مواقع النظرو الاعتراض.
(الفرخي)
علي بن جولوغ السجستاني شاعر معروف من شعر اء السلطان محمود الغزنوي كان فاضلا اديبا، له كتاب ترجمان البلاغة.
قيل: ان الرشيد الوطواط نسج على منواله كتابه (حدائق السحر) وله ايضا ديوان شعر، توفى سنة ٤٢٩.
(الفردوسي)
سحبان العجم الحكيم: أبو القاسم الحسن بن محمد الطوسي الشاعر المعروف له يد في تمام فنون الكلام من التشبيت، والغزل، والحكمة، والاعذار، والانذار، والمدح، والهجاء، والرثاء، والافتخار، والعتاب وغيرها من اغراض الشعر، ولذلك يعد من اكبر شعراء ايران وأشهر هم، لا لأنه أتى بالشعر الحماسي الذي أحيى به القومية الايرانية.
ولذلك قيل في وصف الشاهنامة هي المرجع المهم في التاريخ والادب الفارسي لجميع الادباء والمؤرخين، وهو كنز اللغة الفارسية وقاموسها، فليس هو كتابا تاريخيا يشتمل على ذكر الملوك والابطال وقضايا ايران وحوادثها الماضية فحسب بل هو محتو على أغلب فنون الادب، ففيه حكمة وغزل وأخلاق وموعظة وتزهيد في اسلوب قريب وطرز بديع.
(قيل): كان من دهاقين طوس، نظم كتاب (شاهنامه) من أول زمان كيومرث إلى زمان يزدجردبن شهريار في ستين ألف بيت في مدة ثلاثين سنة، آخرها سنة ٣٨٤، وذكره السيد الشهيد القاضى نورالله في مجالسه