الكنى والألقاب الجزء ٣
0%
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 297
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 297
وعن جامع الاصول لابن الاثير قال ابوجعفر محمد بن يعقوب الرازى الامام على مذهب اهل البيت، عالم في مذهبهم، كبير فاضل، عندهم مشهور، وعد من مجددي مذهب الامامية على رأس المائة الثانية إنتهى وشرح ذلك ماذكره هوفي الباب الرابع من كتاب النبوة من جامع الاصول حيث خرج حديثا من صحيح ابى داود عن النبي صلى الله عليه وآله ان الله يبعث لهذه الامة عند رأس كل مائة سنة من يجدد لهادينها.
ثم قال في شرح غريب هذا الباب: والاجدران يكون ذلك اشارة إلى حدوث جماعة من الاكابر المشهورين على رأس كل مائة يجددون للناس دينهم، ويحفظون مذاهبهم التي قلدوافيها مجتهديهم وأئمتهم ونحن نذكر المذاهب المشهورة في الاسلام التي عليها مدار المسلمين في اقطار الارض هي: مذهب الشافعي، وأبى حنيفة، مالك، وأحمد، ومذهب الامامية، ومن كان المشار إليه من هؤلاء كان رأس كل مائة.
وكذلك من كان المشار إليه في باقي الطبقات، وأمامن كان قبل تلك المذاهب المذكورة فلم يكن الناس مجتمعين على مذهب إمام بعينه ولم يكن قبل إلا المائة الاولى.
ثم انه عدممن كان مجددا لمذهب الامامية على رأس المائة الاولى محمد بن على الباقر عليه السلام، وعلى رأس المائة الثانية على بن موسى الرضا عليه السلام وعلى رأس المائة الثالثة ابوجعفر محمد بن يعقوب الكلينى الرازى، وعلى رأس المائة الرابعة المرتضى الموسوي أخوالرضي إنتهى.
والكليني بتخفيف اللام مصغرا نسبة إلى كلين، كزبير قرية من قرى فشارية التي هي إحدى كورالرح، وفيه قبر ابيه يعقوب (ره) لامكبرا كأمير الذي هو قرية من ورامين، كما زعمه الفيروزابادى
(كمال الدين)
ابوجعفر احمد بن علي بن سعيد بن سعادة البحراني، وهو كما عن (ض) متكلم جليل، وعالم نبيل، كان معاصرا للخواجه نصيرالدين الطوسى، ومات قبله. قرأعليه الشيخ جمال الدين ابو الحسن علي بن سليمان البحراني الفاضل المشهور المعاصر لنصير الدين الطوسي.
ومن مؤلفات الشيخ كمال الدين احمد رسالة في مسألة العلم وما يناسبها من صفاته تعالى ومجموع مسائلها اربع وعشرون مسألة، وهي التي ارسلها تلميذه المذكور الى نصير الدين بعد وفاة استاذه والتمس منه شرح مشكلاتها، فشرحها نصيرالدين ثم ارسلها اليه، وأول الرسالة هكذا: بسم الله الرحمن الرحيم: اعلم ادام الله هدايتك ان المتكلمين اطلقوا القول بأن العلم تابع للمعلوم وأطلقوا على صحة هذا الحكم (الخ).
ثم ابتدأ العلامة المحقق نصيرالدين الطوسي فقال:
(بسم الله الرحمن الرحيم)
أتاني كتاب في البلاغة منته |
إلى غاية ليست تقارب بالوصف |
|
فمنظومه كالدر جاد نظامه |
ومنشوره مثل الدراري في اللطف |
إلى ان قال:
قرأت من العنوان حين فتحته |
وقبلت تقبيلا يزيد على الالف |
|
ولما بدالي ذكركم في مسامعي |
تعشقكم قلبي ولم يركم طرفي |
|
فصادفت هذا البيت في شرح قصتي |
وإيضاح ماعاينته جملة تكفي |
وردت رسالة شريفة ومقالة لطيفة مشحوتة بفرائد الفوائد مشتملة على صحائف اللطائف، مستجمعة لعرائس النفائس، مملوءة من زواهر الجواهرمن الجناب
الكريم السيدي السندي العالمي العاملي الفاضل المفضلي المحقق المدقق الجمالي الكمالي أدام الله جماله وحرس الله كماله إلى الداعى الضعيف المجرم اللهيف محمد الطوسي، فاقتبس من سرار ناره نكت الزبور، وأنس من جانب طوره أثر النور، فوجدها بكرا حملت حرة كريمة، وصادفها صدفا تضمنت درة يتيمة، هى اوراق مشتملة على رسائل في ضمنها مسائل ارسلها وسأل عنها من كان افضل زمانه وأوحد اقرانه، الذي نطق الحق على لسانه، ولوح الحقيقة من بيانه، ادام الله فضائله، وقد سألني الكلام فيها، وكشف القناع عن مطاويها وأين أنا من المبارزة مع فرسان الكلام والمعارضة مع بدر التمام، وكيف يصل الاعرج إلى قلة الجبل المنيع وأنى يدرك الطالع شأو الضليع، لكن لحرصي على طلب التوصل الروحاني إليه باجابة سؤاله، وشغفي بنيل التوسل الحقيقي لديه لايراد الجواب عن مقاله، اجترأت فامتثلت أمره واشتغلت بمرسومه، فان كان موافقا لما اراد فقد ادركت طلبتي، إلا فليغذرني إذ قدمت معذرتي، والله المستعان، وعليه التكلان.
ثم شرع في شرح الرسالة بصورة قال اقول: وفيها ٢٤ مسألة وهي في التوحيد ومن ذلك يعلم جلالة قدرصاحب الرسالة، وجلالة قدرمرسلها علي بن سليمان، وحسن اخلاق شارحها رضي الله تعالى عنهم اجمعين، وكمال الدين المشتهر بالميرزا كمالا يأتي في الميرزا.
(الكنجى)
هو الحافظ ابو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي صاحب كتاب كفاية الطالب في المناقب المتوفى سنة ٦٥٨.
وقد يطلق على ابى القاسم يحيى بن زكريا الكنجي الذي عده الشيخ فيمن لم يروعنهم عليهم السلام، وروى عنه التلعكبري وسمع منه سنة ٣١٨.
(الكندى)
ابوعمر محمد بن يوسف بن يعقوب الكندي المصرى التجيبي العالم النساب كان من اعلم الناس بالبلد وأهله واعماله وثغوره، وكان عالما بعلوم العرب، وسمع من النسائي وغيره.
له مصنفات كثيرة في تاريخ مصر وأخبارها وقضاة مصر(١) وغير ذلك توفى سنة ٣٥٠ أوبعد ذلك.
والكندي ايضا ابويوسف يعقوب بن اسحاق بن الصباح، وقد وتقدم في ابومعشر.
(الكواشى)
موفق الدين احمد بن يوسف بن حسن بن رافع الكواشي الموصلي المفسر الفقيه الشافعي.
قرأعلى والده والسخاوي، وبرع في العربية والقراءات والتفسير، له التفسير الكبير الصغير، وعليه اعتمد جلال الدين المحلي في تفسيره، توفى بالموصل في سنة ٦٨٠ (خف).
(الكورانى)
ابواسحاق ابراهيم بن حسن بن شهاب الدين الكردي الكوراني الشهرزوري نزيل المدينة المنورة، لازم الصفي القشاشي وبه تخرج، وأجازه الشهاب الخفاجي والشمس البابلي، وعبد الله بن سعيد اللاهوري وغيرهم، له مؤلفات منها: شرحاه
___________________________________
(١) أول من جمع قضاة مصر الكندي المذكور، ذكرهم إلى سنة ٢٤٦، ثم ذيله ابن زولاق بدأ يذكر القاضي بكار وختم بمحمد بن النعمان في رجب سنة ٣٨٦، ثم ذيله ابن حجر المسقلاني بمجلد كبير سماه: رفع الاجر عن قضاة مصر، وله مختصرات.
على عقيدة شيخه القشاشي، وله الامم لايقاظ الهمم في مصطلح الحديث إلى غيرذلك، توفى سنة ١١٠١.
(الكوفى)
نسبة إلى الكوفة بالضم المصر المشهور بأرض بابل من سواد العراق، ذكرها ياقوت الحموي في معجمه، وأطال الكلام في وجه تسميتها بالكوفة وقال وأما تمصيرها فكانت في ايام عمر بن الخطاب في السنة التي مصرت فيها البصرة وهي سنة ١٧.
وقال قوم: انها مصرت بعد البصرة بعامين سنة ١٩، وقيل في سنة ١٨ ثم ذكر الروايات في فضلها وفضل مسجدها.
وأما ظاهرا الكوفة فانها منازل النعمان بن المنذر والحيرة والنجف والخورنق وغير ذلك، وقال: ومن حفاظ الكوفة محمد بن العلاءبن كريب الهمدانى الكوفي، سمع بالكوفة عبد الله بن المبارك وعبد الله بن ادريس وحفص بن غياث ووكيع بن الجراح وخلقا وغيرهم.
وروى عنه محمد بن يحيى الذهلي، وعبد الله بن يحيى بن حنبل وأبويعلي الموصلي والحسن بن سفيان الثوري والبخارى ومسلم وأبوداود السجستاني والترمذي والنسائي وابن ماجة وخلق سواهم.
وكان ابن عقدة يقدمه على جميع مشايخ الكوفة في الحفظ والكثرة، فيقول ظهرلابن كريب بالكوفة ثلاثمائة ألف حديث، وكان ثقة مجمعا عليه، ومات لثلاث بقين من ج ١ سنة ٢٤٣، وأوصى ان تدفن كتبه فدفنت.
(الكوكبى)
ابوجعفر محمد بن احمد الرخ بن محمد بن اسماعيل بن محمد الارقط بن عبد الباهر بن الامام علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب (ع) وحفيده ابو الحسن احمد بن علي بن محمد الكوكبي نقيب النقباء ببغداد في ايام معز الدولة بن بويه.
(الكوهكمرى)
نسبة إلى كوه كمر قرية كلها سادات اشراف من اعمال كنى من مضافات تبريز عاصمة آذربيجان، ينسب إليه حجة الاسلام الحاج السيد حسين بن محمد ابن الحسن بن حيدر الحسيني، ينتهي نسبة إلى الحسين بن علي بن أبى طالب عليه السلام(١) .
تلمذ في تبريز على الميرزا احمد المجتهد وابنه الحاج ميرزا لطف علي إمام الجمعة تلميذي صاحب الرياض، وفي كربلاء على صاحبي الضوابط والفصول وشريف العلماء، وفي النجف الاشرف على الغرر اللائحة على جبهة الدهر الشيخ علي آل كاشف الغطاء، وصاحب الجواهر، وشيخ الطائفة الانصاري رضوان الله عليهم اجمعين. وكان يقرر بحث الشيخ لتلامذته فتهافتت الافاضل للحضور تحت منبره وكانت تقدرعدتهم بأربعمائة فاضل.
وله كتاب علمية كثيرة لكنها لضعف الخط وعدم الروابط في اذيال الصفحات كان من المستصعب، تدوينها، فلذلك عصفت عليها عواصف الضياع، غيران الموجود منها رسالة في الاستصحاب، وفي مقدمة الواجب والخلل والحج والاجارة والارث والقضاء والصلاة والزكاة.
ومن تقرير بحثه في الاصول أوثق الوسائل حاشية على الرسائل، وبشرى والوصول إلى علم الاصول.
توفى (رحمه الله) ٢٣ رجب سنة ١٢٩٩، ودفن في بقعته المعروفة في النجف الاشرف، ورثته ادباء عصره منهم السيد محمدسعيد الحبوبى والشيخ
___________________________________
(١) رأيت في بعض المواضع ترجمته فأوردتها ملخصا.
كاظم السبتي وغيرهما:
وماكان قيس هلكه هلك واحد |
ولكنه بنيان قوم تهدما |
باب اللام
(اللسانى)
الشاعر المشهور، اصله من شيراز، ولكن اكثر اوقاته كان في بغداد وتبريز له اشعار كثيرة تنوف على مائة ألف بيت، توفى بتبريز سنة ٩٤٠، ودفن في مقبرة سرخاب.
باب الميم
(الماجشون)
القرشي مولى آل المنكدر ابويوسف يعقوب بن ابى سلمة التيمي المدني سمع ابن عمروعمر بن عبد العزيز ومحمد بن المنكدر، وهو الدى روى ابن خلكان عن ابنه انه قال: عرج بروح الماجشون فوضعناه على سرير الغسل فرأى الغسال عرقا يتحرك في اسفل قدمه فأخر امره، فمكث ثلاثا على حاله ثم استوى جالسا فقال ائتوني بسويق فأتى به فشربه فقالوا: اخبرنا ما رأيت؟ قال نعم خرجت روحي إلى السماوات حتى انتهيت إلى السماء السابعة، فقيل له: من معك؟ قال الماجشون فقيل له: لم يؤذن له بعد بقي من عمره كذا وكذا، ثم هبط بي
فرأيت النبي صلى الله عليه وآله وأبابكر عن يمينه، وعمرعن يساره، وعمر بن عبد العزيز بين يديه، فقلت للملك الذي معي: من هذا؟ قال، عمر بن عبد العزيز، قلت، انه لقريب المقعد من رسول الله؟ قال انه عمل بالحق في زمن الجور وانهما عملا بالحق في زمن الحق، مات سنة ١٦٤، قال نقلته من تاريخ الحافظ ابن عساكر، إنتهى.(١)
والمنكدر هو ابن هدير التيمي والد محمد بن المنكدر المعروف الزاهد العابد الذى حكى عنه صاحب المستطرف انه جزءعليه وعلى امه وعلى اخته الليل اثلاثا فماتت اخته فجزء عليه وعلى امه فماتت امه فقام الليل كله، لكن مع هذه العبادة كان قليل المعرفة.
روى الشيخ الكلينى (ره) باسناده عن ابى عبد الله عليه السلام قال: ان محمد ابن المنكدر كان يقول ماكنت ارى ان علي بن الحسين عليه السلام يدع خلفا افضل منه حتى رأيت ابنه محمد بن علي عليه السلام فأردت ان اعظه وفوعظني فقال له اصحابه بأي شئ وعظك؟ قال: خرجت إلى بعض نواحي المدينة في ساعة حارة فلقيني ابو جعفر محمد ابن علي عليه السلام، وكان رجلا بادنا ثقيلا وهو متكئ على غلامين اسودين أو موليين، فقلت في نفسي سبحان الله شيخ من اشياخ قريش في هذه الساعة على
___________________________________
(١) اقول: الظاهر ان ابن خلكان لم يعتن بما حكاه عن الماجشون من رؤيته النبي صلى الله عليه وآله وصاحبيه، وعمر بن عبد العزيز ومقامه وظنه تخييلا له لانه نقل عن عبد الله بن المبارك في جواب من سأله ايما افضل معاوية بن ابى سفيان أم عمر بن عبدالعزيز؟ انه قال: والله ان الغبار الذي دحل في انف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وآله افضل من عمر بألف مرة، صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وآله فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية ربنا ولك الحمد فما بعد هذا.
هذه الحال في طلب الدنيااما لاعظنه فدنوت منه فسلمت عليه فردعلي بنهر وهو بتصاب عرقا، فقلت: اصلحك الله شيخ من اشياخ قريش في هذه الساعة على هذه الحال في طلب الدنيا أرأيت لو جاءك اجلك وأنت على هذه الحال ماكنت تصنع؟ فقال: لو جاءني الموت وأنا على هذه الحال جاءني وأنافي طاعة من طاعة الله عزوجل اكف بها نفسي وعيالي عنك وعن الناس وإنما كنت اخاف ان لو جاءني الموت وأنا على معصية من معاصي الله، فقلت: صدقت يرحمك الله أردت ان اعظك فوعظتني.
وعن جامع الاصول انه سمع جابربن عبد الله وأنس بن مالك، وروى عنه الثوري وشعبة ومالك، مات سنة ١٣١ إنتهى.
وله اخوان فقيهان عابدان ابوبكر وعمر إبنا المنكدر، وللمنكدر اخ يقال له ربيعة بن هدير من فقهاء الحجاز قيل له: أى الاعمال افضل؟ قال إدخال السرور على المؤمن.
(وقد يطلق) الماجشون على ابن اخيه عبد العزيز بن عبد الله بن ابى سلمة المدني الثقة عند العامة، الذي عده الشيخ (ره) من رجال الصادق عليه السلام، وانه اسند عنه.
وذكره الخطيب في تاريخ بغداد، وذكرانه سمع ابن شهاب محمد ابن المنكدر وعبد الله بن دينار إلى غير ذلك، وروى عنه جمع كثير، وكان عالما فقيها قدم بغداد فسكنها.
روى انه حج المنصور فشيعه المهدي فلما اراد الوداع قال: يا بني استهدني، قال: استهديك رجلا عاقلا، فأهدى له عبد العزيز بن أبى سلمة الماجشون.
توفى سنة ١٦٤ في خلافة المهدي وصلى عليه ودفنه في مقابر قريش، وابنه ابومروان عبدالملك بن عبد العزيز الفقيه المالكي.
تفقه على مالك، وعلى ابيه عبد العزيز وغيرهما، قيل: انه عمي في آخر عمره.
توفى سنة ٢١٣، والماجشون: بكسر الجيم وضم الشين معرب ماه غون أي القمر الوجه.
(ماجيلويه)
محمد بن ابى القاسم عبيدالله بن عمران الجنابى البرقي ابو عبد الله الملقب ماجيلويه، وأبو القاسم يلقب بندار سيد من اصحابنا القميين، ثقة عالم فقيه عارف بالادب والشعر والغريب، وهو صهراحمد بن ابى عبد الله البرقى على ابنته وابنه علي بن محمد منها، وكان اخذ عنه العلم والادب، له كتب منها كتاب المشارب، قاله (جش).
(وقد يطلق) ماجيلويه على سبطه محمد بن علي بن محمد بن ابى القاسم، يروى عنه شيخنا الصدوق محمد بن علي الحسين بن بابويه (ره).
(المادرانى)
احمدبن الحسن المادرائي، عن مجالس المؤمنين ان اهل الري في الاصل لم يكونوا شيعة إلى ان تغلب عليها احمد بن الحسن المادراني، وأظهر مذهب التشيع، فتقرب إليه الناس بتصنيف الكتب في مذهب الشيعة، ومنهم عبد الرحمن ابن ابى حاتم وغيره فصنفوا كتبا في فضائل اهل البيت (ع).
واستولى احمد المذكور على الري في زمان المعتمد العباسي سنة ٢٧٥، وكان قبل هذا في خدمة صاحبه كوتكين بن تكين التركى، ومن ذلك الوقت استولى فيه على الري، إلى الآن هذا المذهب مستمر في تلك الديار، إنتهى.
والمادراني - بفتح الدال المهملة بعد الالف وبعدها الراء، هذه النسبة إلى مادرانا، والظاهر انه من اعمال البصرة.
(المارانى)
ضياءالدين ابوعمر وعثمان بن عيسى بن درباس المارانى، كان من اعلم فقهاء وقته بمذهب الشافعي، وهو أخوالقاضي صدر الدين ابى القاسم عبدالملك الحاكم بالديار المصرية، وناب عنه في الحكم بالقاهرة.
شرح المهذب شرحا شافيا في قريب من عشرين مجلدا ولم يكلمه، وسماه الاستقصاء لمذاهب الفقهاء، وشرح اللمع في اصول الفقه للشيخ ابى اسحاق الشيرازي، توفي بالقاهرة سنة ٦٠٢ (خب)، و(الماراني) هذه النسبة إلى بني ماران بالمروج تحت الموصل.
(المازرى)
ابو عبد الله محمد بن علي بن عمر الفقيه المالكي المحدث الذى شرح صحيح مسلم سماه كتاب المعلم بفوائد مسلم، توفى سنة ٥٣٦ (لوث).
و (المازري) بتقديم الزاي المفتوحة على الراء، وقد تكسر ايضانسبة إلى مازر، بليدة بجزيرة صقلية.
(المازنى)
ابوعثمان بكر محمد بن بقية البصري النحوى اللغوي، سيد اهل العلم بالنحو والعربية واللغة بالبصرة، ومقدمته مشهورة بذلك. وكان من علماء الامامية، ومن غلمان(١) اسماعيل بن ميثم، وأخذ الادب عن ابى عبيدة والاصمعي وأبي زيد وغيرهم، وأخذ عنه ابوالعباس المبرد وبه انتفع، وله عنه روايات كثيرة.
ومما رواه المبرد عنه ان بعض اهل الذمة قصده ليقرأعليه كتاب سيبويه
___________________________________
(١) الغلام بمعنى المتأدب والتلميذ في عبائر القوم كثير.
وبذل له مائة دينارفي تدريسه إياه فامتنع ابوعثمان من ذلك، قال فقلت له جعلت فداك أترد هذه المنفعة مع فاقتك وشدة اضاقتك فقال: ان هذا الكتاب يشتمل على ثلاثمائة كذا وكذا آية من كتاب الله عزوجل، ولست أرى ان امكن منها ذميا غيرة على كتاب الله وحمية له، قال: فاتفق ان غنت جارية بحضرة الواثق بقول العرجي:
اظلوم ان مصابكم رجلا |
اهدى السلام تحية ظلم |
فاختلف من كان في المجلس في اعراب (رجلا)، فمنهم من نصبه وجعله إسم ان، ومنهم من رفعه على انه خيرها، والجارية مصرة على ان شيخها اباعثمان المازني لقنها إياه بالنصب، فأمر الواثق بأشخاصه، قال ابوعثمان: فلما مثلت بين يديه قال: ممن الرجل؟ قلت: من بني مازن، قال: ثم سألني عن الشعر فقال: أترفع رجلا أم تنصبه؟ فقلت: الوجه النصب، قال لم؟ فقلت: ان مصابكم مصدر بمعنى اصابتكم فهو بمنزلة قولك ان ضربك زيدا ظلم، فالرجل مفعول مصابكم والدليل عليه ان الكلام معلق إلى ان تقول ظلم فاستحسنه الواثق، ثم امر له بألف دينار ورده مكرما.
قال المبرد: فلما عاد الى البصرة قال لي: كيف رأيت يا اباالعباس رددناالله مائة فعوضنا ألفا؟ نقلت ذلك من الوفيات، وفي ذلك كان معجزة للقرآن الكريم.
له مصنفات كثيرة في النحو والتصريف والعروض والقوافي وغيرذلك، وعن تعليقات الشهيد على الخلاصة قال ابن داود نقلاعن (كش) انه يعني المازنى إمام ثقة، إنتهى.
وحكي عن القاضي بكار بن ابى قتيبة الحنفي المصري قال: مارأيت نحويا قط يشبه الفقهاإلا حيان الهلال والمازني وكان في غاية الورع، توفي بالبصرة سنة ٢٤٩ أو ٢٤٨.
(الماسرجسى)
ابو الحسن محمد بن علي بن سهل الفقيه الشافعي، صحب ابااسحاق المروزي وتفقه عليه، درس بنيسابور وعنه اخذ فقهاؤها، توفى سنة ٣٨٤.
(والماسرجسي) بفتح السين وكسر الجيم نسبة إلى ماسرجس إسم لجد امه كان نصرانيا اسلم على يد عبد الله بن المبارك.
(المالقى)
ابوبكر احمد بن عبد الله بن الحسن الانصارى المعروف بحميد، قالوا انه كان نحويا فقيها حافظا اديبا كاتبا شاعرا ورعا سريع العبرة كثير البكاء، معرضا عن الدنيا، لايفوه بمايتعلق بها، ولايضحك إلا مبتسما نادرا، ثم يعقبه بالبكاء والاستغفار، مقتصدافي مطعمه وملبسه، مدت بمصر، سنة ٦٥٢ (خنب).
والمالقي: نسبة إلى مالقة بفتح اللام والقاف مدينة بالاندلس.
(المامقانى)
الشيخ الاجل الفقيه الورع الشيخ محمد حسن بن المولى عبد الله المامقاني النجفى، كان من اعاظم العلماء الامامية، مرجعا للتقليد، وكان مروجا للدين بعلمه وعمله، وحاله بعد الرئاسة التامة كحاله قبل الرياسة بدون تغيير في مأكله ومشر به وملبسه ومعاملاته. وكان في غاية التورع عن الحطام الدنيوية، لا يقبل من الظلمة شيئا، ولا يتصرف في الوجوه.
اخذ عن العلامة الانصاري، والحاج السيد حسين الكوهكمري، والشيخ راضي، والشيخ مهدي آل كاشف الغطاء.
له (البشرى في علم الاصول)، (وذرائع الاحلام في شرح شرائع الاسلام) وغير ذلك.
وقد كتب ابنه الفاضل الماهر المتبحر الشيخ عبد الله صاحب المصنفات الكثيرة رسالة في ترجمته.
توفي في المحرم سنة ١٣٢٣ عن خمس وثمانين سنة، ودفن في النجف الاشرف في مقبرة المعروفة.
وتوفي نجله المذكور ١٦ (شل) سنة ١٣٥١، ودفن معه رحمة الله ورضوانه عليهما.
(الماوردى)
اقضى القضاء ابو الحسن علي بن محمد بن حبيب البصري البغدادى كان منوجوه الفقهاء الشافعية وكبارهم.
اخذ عن ابى القسم الصيمري بالبصرة، وأبى حامد الاسفرايني ببغداد، وأخذ عنه صاحب تاريخ بغداد، وفوض إليه القضاء ببلدان كثيرة، واستوطن بغداد في درب الزعفراني.
وله مصنفات، منها: كتاب أدب الدين والدنيا، والاقناع والحاوي وتفسير القرآن، وغيرذلك.
حكي عنه قال: ومما مااتدارك من خالي اني صنفت في البيوع كتابا جمعية مااستطعت من كتب الناس، واجتهدت فيه نفسي، وكررت فيه خاطري حتى إذانهدت واستكمل وكدت اعجب به، وتصورت اني اشهد الناس اطلاعا بعمله حضرني وأنا في مجلسي اعرابيان، فسألاني عن بيع عقداه في البادية على شروط تضمنت اربع مسائل لم اعرف لشئ منها جوابا، فأطرقت مفكرا وبحالي وحالهما معتبرا، فقالا: أماعندك فيما سألناك جواب وأنت زعيم هذه الجماعة؟ فقلت: لا، فقالا، ايهالك وانصرفا.
ثم أتيا من قد يتقدمه في العلم كثيرمن اصحابى فسألاه فأجابهما مسرعا بما اقنعهما، فانصرفا عنه راضيين بجوابه حامدين لعلمه.
قال: فكان ذلك زاجر نصيحة، وتدبر عظيمة تذلل لهما قياد النفس، وانخفض لهما جناح العجب.
توفي آخر (ع ل) سنة ٤٥٠ (تن) ودفن في مقبرة باب حرب ببغداد، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد، وقال: صليت عليه في جامع المدينة، وكان قدبلغ ٨٦ سنة، قال وكتبت عنه وكان ثقة إنتهى، و(الماوردي) نسبة إلى بيع ماء الورد.
(المبرد)
ابوالعباس محمد بن يزيد بن عبدالاكبر الازدي الثمالي البصري النحوى اللغوى الفاضل الامامي المقبول القول عند الفريقين:
وإذايقال من الفتى كل الفتى |
والشيخ والكهل الكريم العنصر |
|
والمستضاء براأيه وبعلمه |
وبعقله قلت ابن عبدالاكبر |
صاحب كتاب الكامل المعروف، والروضة، والمقتضب(١) ، ومعاني القرآن وغيرها من الكتب النافعة.
___________________________________
(١) المقتضب في الخطب: شرحه علي بن عيسى الرماني، روى الخطيب عن علي بن عيسى بن علي النحوي قال: كان ابوبكر بن السراج يقرأ عليه كتاب الاصول الذى صنفه فمر فيه باب استحسنه بعض الحاضرين فقال: هذا والله احسن من كتاب المقتضب، فأنكر عليه ابوبكر ذلك، وقال: لا نقل هذا، وتمثل ببيت وكان كثيرا ما يتمثل فيما يجري له من الامور بأبيات حسنة، فأنشد (ح):
ولكن بكت قبلي فهاج لي البكا |
بكاها فقلت الفضل للمتقدم |
كان إماما في النحو واللغة، قال الخطيب في تاريخ بغداد بعد سرد نسبه مالفظه: ابوالعباس الازدي ثم الثمالي المعروف بالمبرد، شيخ اهل النحو وحافظ علم العربية، كان من اهل البصرة فسكن بغداد، وروى بها عن ابى عثمان المازنى، وأبى حاتم السجستاني وغيرهمامن الادباء.
وكان عالما فاضلا موثوقا به في الرواية، حسن المحاضرة مليح الاخبار كثير النوادر، حدث عنه نفطويه النحوي، ومحمد بن ابى الازهر، ثم عد جماعة، ثم ذكربعض ماقيل في مدحه من شعر الشعراء، فممن مدحه احمد بن عبد السلام الشاعر فقال:
يا ابن سراة الازد ازد شنوءة |
وأزد العتيك الصدر رهط المهلب |
|
وأنب الذى لايبلغ الناس مدحه |
وان اطنب المداح مع كل مطنب |
|
رأيتك والفتح بن خاقان راكبا |
وأنت عديل الفتح في كل موكب |
|
وآويت علمالايحيط بكنهه |
علوم بني الدنيا ولا علم ثعلب |
|
يؤوب اليك الناس حتى كأنهم |
ببابك في اعلى منى والمحصب |
ولبعضهم في مدحه:
رأيت محمد بن يزيد يسمو |
إلى العلياء في جاه وقدر |
|
جليس خلائق وغذي ملك |
واعلم من رأيت بكل امر |
|
وفتيانيه الظرفاء فيه |
وابهة الكبير بغير كبر |
|
وينثران اجاك الفكر درا |
وينثر لؤلؤامن غير فكر |
|
وقالوا ثعلب رجل عليم |
واين النجم من شمس وبدر |
|
وقالوا ثعلب يملي ويفتي |
وأين الثعلبان من الهزير |
إنتهى كان المبرد وثعلب عالمين متعارضين، قد ختم بهماتاريخ الادباء، وفيهما يقول ابوبكر بن ابى الازهر:
أيا طالب العلم لاتجهلن |
وعذ بالمبرد او ثعلب |
|
تجد عند هذين علم الورى |
فلا تك كالجمل الاجرب |
|
علوم الخلائق مقرونة |
بهذين في الشرق المغرب |
كان المبرد (ره) فصيحا مفوها، كثير الامالي، حسن النوادر، فمما املاه.
ان المنصور اباجعفر ولى رجلا على العميان والايتام والقواعد من النساء اللاتي لاازواج لهن، فدخل على هذا المتولي بعض التخلفين ومعه ولده فقال المتولي: ان القواعد نساء فكيف اثبتك فيهن؟ فقال: فقى العميان فقال أماهذا فنعم فان الله تعالى يقول: (لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)، فقال: وتثبت ولدي في الايتام فقال: هذا افعله ايضا فانه من يكن انت اباه فهو يتيم فانصرف عنه، وقد اثبته في العميان وولده في الايتام، وحكي انه كان كثيرا ما ينشد في مجالسه:
يا من تلبس اثوابا يتيه بها |
تيه الملوك على بعض المساكين |
|
ما غير الجل اخلاق الحمير ولا |
نقش البرادع اخلاق البراذين |
وذكر الخطيب في ترجمة اسماعيل بن اسحاق البصري الفاضل الفقيه صاحب المسند، وكتب في علوم القرآن، وكان استوطن بغداد وولي القضاء بهاالى ان مات.
عن ابى العباس المبرد قال: لماتوفيت والدة اسماعيل بن اسحاق القاضي ركبت إليه اعزيه وأتوجع له فألفيت عنده الجلة من بني هاشم والفقهاء والعدول ومستوري مدينة الاسلام ورأيت من ولهه ماابداه ولم يقدرعلى ستره وكلا يعزيه وقدكاد لا يسلو فلمارأيت ذلك منه ابتدأت بعد التسليم فأنشدته:
لعمري لئن غال ريب الزمان |
فينا لقد غال نفسا جبيبة |
|
ولكن علمي بمافي الثواب |
عند المصيبة ينسى المصيبة |
فتفهم كلامى واستحسنه ودعا بدواة وكتبه ورأيته بعد قد انبسط وجهه وزال عنه ماكان فيه من تلك الكآبة وشدة الجزع توفى سنة ٢٨٥ ببغداد ودفن في مقبرة باب الكوفة في دار اشتريت له، ولماتوفي لم يبق له ممائل إلا ثعلب فنظم ابوبكر بن العلاف ابياتا كان ابن الجواليقي كثيرا ماينشد ها وهي هذه:
ذهب المبرد وانقضت ايامه |
وليذهبن اثر المبرد ثعلب |
|
بيت من الآداب اصبح نصفه |
خربا وباقي بيتها فسيخرب |
|
فابكوا لماسلب الزمان ووطنوا |
للدهر انفسكم على مايسلب |
|
وتزودوا من ثعلب فبكأس ما |
شرب المبرد عن قريب يشرب |
|
وأرى لكم ان تكتبوا انفاسه |
إن كانت الانفاس مما يكتب |
(تذييل) حكى شيخنا في المستدرك عن كامل المبرد خبر ابى نيزر أحببت ايراده هنا قال: كان ابونيزر من ابناء بعض ملوك العجم قال: وصح عندي بعد انه من ولد النجاشي، فرغب في الاسلام صغيرا فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله فأسلم وكان معه في بيوته فلماتوفى رسول الله صلى الله عليه وآله صار مع فاطمة وولدها عليهم السلام قال ابونيزر جاءني علي بن ابى طالب عليه السلام وأنااقوم بالضيعتين عين ابى نيزر والبغيبغة فقال: هل عندك من طعام فقلت طعام لا ارضاه لامير المؤمنين عليه السلام قرع من قرع الضيعة صنعته باهالة سنخة فقال علي به فقام إلى الربيع وهو جدول غسل يده، ثم اصاب من ذلك شيئا، ثم رجع إلى الربيع فغسل يديه بالرمل حتى انقاهما ثم ضم يديه كل واحدة منهما إلى اختها وشرب بهما حسا من ماءالربيع ثم قال: يابا نيزر ان الاكف انظف الآنية ثم مسح ندى ذلك الماء على بطنه وقال: من ادخله بطنه في النار فأبعده الله، ثم اخذ المعول وانحدرفي العين فجعل يضرب وبطأ عليه الماء فخرج وقدتنضح جبينه عليه السلام عرقا فانتكف العرق عن جبينه ثم اخذ المعول وعاد إلى العين فأقبل يضرب فيها وجعل يهمهم فانثالت كأنهاعنق جزور فخرج مسرعا وقال: اشهدالله انهاصدقة، علي بداوة
وصحيفة قال: فعجلت بهما إليه فكتب: (بسم الله الرحمن الرحيم) هذا ماتصدق به علي أمير المؤمنين تصدق بالضيعتين المعروفتين بعين ابى النزر والبغيبغة على فقراء اهل المدينة وابن السبيل ليقي الله بهماوجهه حرالنار يوم القيامة لاتباعا ولا توهبا حتى يرثهما الله وهو خير الوارثين إلا ان يحتاج اليهما الحسن والحسين فهما طلق لهما وليس لاحد غيرهما قال محمد بن هشام: فركب الحسين (ع) دين فحمل إليه معاوية بعين ابى نيزر مائتى ألف دينارفأبى ان يبيع، وقال إنما تصدق بها ابي ليقي الله وجهه حرالنار ولست بايعهما بشئ.
(مبرمان)
كنهروان، ابوبكر محمد بن علي بن اسماعيل العسكرى النحوي، اخذ عن المبرد، وأكثر بعده عن الزجاج.
وكان قمينا بالنحو، اخذ عنه الفارسي والسيرافي، قيل: انه كان ضنينا بالاخذ منه، ويحكى في ذلك حكايات لايهمنا ذكرها، توفى سنة ٣٥٤ (شمه).
(المتنبى)
ابوالطيب احمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفى الكندي الكوفي الشاعر المشهور.
ولد بالكوفة سنة ٣٠٣ وقدم الشام في حال صباه وجال في اقطاره، واشتغل بفنون الادب ومهر فيها، وكان من المكثرين من نقل اللغة، والمطلعين على غريبها وحواشيها، ولا يسئل عن شئ إلا واستشهد فيه بكلام العرب من النظم والنثر.
وأما شعره فهو في النهاية، والناس في شعره على طبقات: فمنهم
من يرجحه على ابى تمام، ومنهم من يرجح ابا تمام عليه.
وقال الواحدي في شعره:
ما رأى الناس ثاني المتنبي |
أي ثان يرى لبكر الزمان |
|
وهوفى شعره نبي ولكن |
ظهرت معجزاته في المعاني |
واعتنى العلماء بديوانه فشرحوه، قال ابن خلكان: قال لي احد المشايخ الذين اخذت عنهم: وقفت على اكثر من اربعين شرحا مابين مطولات ومختصرات ولم يفعل هذا بديوان غيره.
وممن شرح شعره ابوالعلاء المعري، صنف كتاب اللامع العزيزى في شرح شعر المتنبي، وقال ابوالعلاء كأنما نظرإلي بلحظ الغيب حيث يقول:
أنا الذي نظر الاعمى إلى أدبي |
وأسمعت كلماتي من به صمم |
قال ابن خلكان: كان الشيخ تاج الدين الكندي يروي له بيتين لا يوجدان في ديوانه فأحببت ذكرهما لغرابتهما، وهما:
أبعين مفتقر اليك نظرتني |
فأهنتني وقذفتني من حالق |
|
لست الملوم أناالملوم لانني |
انزلت آمالي بغير الخالق |
وذكره الخطيب في تاريخ بغدادوقال: بلغني انه ولد بالكوفة سنة ٣٠٣، ونشأ بالشام وأكثر المقام بالبادية، وطلب الادب وعلم العربية، ونظر في ايام الناس، وتعاطى قول الشعر من حداثته(١) حتى بلغ فيه الغاية التي فاق اهل عصره وعلاشعراء وقته، واتصل بالامير ابى الحسن بن حمدان المعروف بسيف الدولة وانقطع إليه وأكثر القول في مدحه.
___________________________________
(١) فمما قال في حداثته وصباه قوله:
أبلى الهوى اسفا يوم النوى بدني |
وفرق الهجر بين الجفن والوسن |
|
روح تردد في مثل الخلال إذا |
اطارت الريح عنه الثوب لم يبن |
|
كفى بجسمي نحو لا انني رجل |
لو لا مخاطبتي إياك لم ترن |