الكنى والألقاب الجزء ٣
0%
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 297
مؤلف: عباس بن محمد رضا بن أبي القاسم القمي (المحدث القمي)
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 297
يا خليفة رسول الله ان رسول الله صلى الله عليه وآله وعدني بثلاث حثيات من تمر قال فقال ارسلوا إلى غير فقال: يا أبا الحسن ان هذا يزعم ان رسول الله صلى الله عليه وآله وعده ان يحثى له ثلاث حثيات من تمر فأحثها له، قال: فحثاها فقال أبو بكر عدوها فعدوها فوجدوها في كل حثية ستين تمرة لا تزيد واحدة عن الاخرى، قال: فقال أبو بكر الصديق صدق الله ورسوله، قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله ليلة الهجرة ونحن خارجان من الغار نريد المدينة كفى وكف علي في العدل سواء.
(قلت) روى النعالي المذكور عن الشيخ الصدوق (ره) وروى الخطيب عن النعالي عنه قال في تاريخ بغداد: محمد بن علي بن الحسين بن بابوية أبو جعفر القمي نزيل بغداد حدث بها عن أبيه، وكان من شيوخ الشيعة ومشهوري الفضة حدثنا عنه محمد بن طلحة النعالي إنتهى.
قال الفيروز آبادي في (ق): النعل ما وقيت به القدم من الارض (ج) نعال والحسين بن احمد بن طلحة، وأسحاق بن محمد، وأبو علي بن دوماء النعاليون محدثون.
(النعماني)
نسبة إلى النعمانية بالضم كأنها منسوبة إلى رجل اسمه النعمان، بليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفة دجلة معدودة من اعمال الزاب الاعلى وهي قصبة وأهلها شيعة غالية كلهم قاله الحموى.
(قلت): وينسب إليها ابن ابى زينت وقد تقدم ذكره.
(نفطويه)
بكسر النون وفتحها أبو عبد الله ابراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن ابى صفرة الازدي.
كان عالما بارعا نحويا لغويا محدثا، ولد سنة ٢٤٤ (رمد) بواسط وسكن بغداد، وكان طاهر الاخلاق حسن المجالسة حافظا للقرآن الكريم.
حكي انه جلس للاقراء اكثر من خمسين سنة، وكان يبتدئ في مجلسه بالقرآن المجيد على رواية عاصم ثم يقرأ الكتب.
له كتاب اعراب القرآن والمقنع في النحو، ورياض النعيم وغير ذلك، ذكره الخطيب في تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال كان صدوقا.
وله مصنفات كثيرة منها: كتاب كبير في غريب القرآن وكتاب التاريخ وغيرهما، إنتهى.
(قلت): تقدم في ابن جرير كلام المسعودي في مدح كتاب نفطويه بأنه محشومن ملاحة كتب الخاصة مملوء من فوائد الشاذة، وكان احسن اهل عصره تأليفا وأملحهم تصنيفا إنتهى.
ويحكى عن لسان الميزان لابن حجر انه قال قال مسلمة كان فيه شيعية أي ان نفطويه كان شيعيا.
(قلت) ويؤيد تشيعه ما نقل من كلام المنبئ عن استبصاره انه قال اكثر الاحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة إنما ظهرت في دولة بني امية ووضعوها لاجل التقرب إليهم.
وتقدم في الكليني من (جش) ان له مسجدا اللولوى قال كنت أتردد إلى المسجد المعروف اللولوى وهو مسجد نفطوية النحوي أقرأ القرآن على صاحب المسجد وجماعة من اصحابنا يقرؤون الكافي على ابى الحسين احمد بن محمد الكوفي الكاتب إنتهى.
وله شعر حسن فمنه قوله:
كم قد خلوت بمن اهوى فيمنعني |
منه الحياء وخوف الله والحذر |
|
كم قدخلوت بمن اهوى فيقنعني |
منه الفكاهة والتحديث والنظر |
اهوى الملاح وأهوى ان اجالسهم |
وليس لي في حرام منهم وطر |
|
كذلك الحب لا اتيان معصية |
لاخير في لذة من بعدها مقر |
قال اين خلكان حكي عبد العزيز بن الفضل قال: خرج القاضي أبو العباس احمد بن عمر بن سريج وأبو بكر محمد بن داود الظاهرى وأبو عبد الله نفطويه إلى وليمة دعوا لها فأفضى بهم الطريق إلى مكان ضبق فأراد كل واحد منهم صاحبه ان يتقدم عليه، فقال ابن سريج ضيق الطريق يورث سوء الادب، وقال ابن داود: لكنه يعرف مقادير الرجال، فقال نفطويه: إذا استحكمت المودة بطلت التكاليف إنتهى.
ويحكي عنه قال: إذا سلمت على المجوسي فقلت له اطال الله بقاءك وأدام سلامتك وأتم تعمته عليك، فانما اريد به الحكاية، أي ان الله تعالى فعل بك إلى هذا الوقت، توفى ببغداد سنة ٣٢٣ (شكج).
(النقاش)
ابو بكر محمد بن الحسن بن محمد بن زياد المقرى الموصلي الاصل البغدادي المولد والمنشأ، الفاضل المفسر، صاحب كتاب شفاء الصدور في التفسير وغيره، سافر شرقا وغربا، روى عن جلة من العلماء، ورووا عنه، لكن قالوا في حقه: ان في حديثه مناكير.
(قلت): ومن حديثه ما أورده الخطيب في تاريخ بغداد عنه باسناده عن ابن العباس قال: كنت عند النبي صلى عليه وآله وعلى فخذه الايسر ابنه ابراهيم وعلى فخذه الايمن الحسين بن علي (ع) تارة يقبل هذا وتارة يقبل هذا أذهبط عليه جبرائيل عليه السلام بوحي من رب العالمين، فلما سرى عنه قال: أتاني جبرائيل من ربي فقال لي: يا محمد إن ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: لست اجمعها لك فأخذ احدهما بصاحبه، فنظر النبي صلى الله عليه وآله إلى ابراهيم فبكى ونظر إلى الحسين
فبكى، ثم قال: ان ابراهيم امه امة ومتى مات لم يحزن عليه غيرى، وأم الحسين فاطمة، وأبوه علي ابن عمي ولحمي ودمي، ومتى مات حزنت ابنتي وابن عمي وحزنت أنا عليه، وأنا اؤثر حزني على حزنهما، يا جبرائيل يقبض ابراهيم فديته بابراهيم، قال فقبض بعد ثلاث.
فكان النبي صلى الله عليه وآله إذا رأى الحسين مقبلا قبله وضعه إلى صدره، ورشف ثناياه وقال: فديت من فديته بابني ابراهيم.
قال الخطيب دلس النقاش في سند الحديث توفى سنة ٣٥١، روى الخطيب عن ابى الحسين القطان قال: حضرت ابا بكر النقاش وهو يجود بنفسه في يوم الثلاثاء لثلاث خلون من شوال سنة ٣٥١ فجعل يحرك شفتيه بشئ لا اعلم ما هو، ثم نادى بعلو صوته لمثل هذا فليعمل العاملون، يرددها ثلاثا، ثم خرجت نفسه إنتهى.
(قلت): الظاهران النقاش كان يتشيع، وتحريك شفتيه وقت الموت والاقرار بالامامة وولاية اولياء الله، وكلام الخطيب في نسبة التدليس إليه ليس إلا لنقله الحديث في اهل البيت عليهم السلام، وهذه شنشنة اخزمية كما علمت في ابن معين.
(النمري)
ابو الفضل منصور بن سلمة بن الزبرقان الشاعر الجزرى البغدادي قيل: انه كان في الباطن محبا لاهل البيت عليهم السلام ويكثر مدحهم، ولكن في الظاهر كان مع هارون الرشيد ويمدحه ويظهر موالاته ويذكر اسمه في اشعاره، ويريد به امير المؤمنين عليه السلام، فانه بمنزلة هارون من رسول الله صلى الله عليه وآله. فمما قاله في مدحه قوله:
آل الرسول خيار الناس كلهم |
وخير آل رسول الله هارون |
رضيت حكمك لاابغي به بدلا |
لان حكمك بالتوفيق مقرون |
وقال ايضا:
أي امرئ بات من هارون في سخط |
فليس بالصلوات الخمس ينتفع |
|
إن المكارم والمعروف أودية |
أحلك الله منها حيث يجتمع |
وكان منصور تلميذ العتابي وراويته، وعنه اخذ، ومن بحره استقى والعتابي وصفه للفضل بن يحيى، وقرظه عنده حتى استقدمه من الجزيرة واستصحبه ثم وصله بالرشيد.
قيل: وجرت بعد ذلك بينه وبين العتابي وحشة حتى تهاجيا وتناقضا وسعى كل منهما على هلاك صاحبه، فاتفق ان غاب النمري عن مجلس هارون وخرج إلى الرقة فسعى به العتابي عند هارون فأمر بقتله، فاتفق موته قيل ان يظفروا به.
وعن ابن حجر انه قال في حقه، ثقة ثبت حافظ، من كبار العاشرة مات سنة ٢١٠ (رى) على الصحيح.
(اقول): وينسب إليه ما تقدم في الخطيب البغدادي في ذكر ابيات في مدح بغداد.
(ولا يخفى) عليك انه ليس منصور بن المعتمر بن عبد الله بن ربيعة السلمي الكوفي فانه توفي سنة ١٣٢.
وكان من اصحاب الباقر والصادق عليهما السلام، وعده ان قتيبة من رجال الشيعة، وذكره ابن سعد في طبقاته (في الجزء ٦ ص ٢٣٥) وقال انه عمش من البكاء خشية من الله تعالى.
قال: وكانت له خرقة ينشف بها الدموع من عينيه، وزعموا انه صام ستين وقامها.. الخ.
وروي عن حماد بن زيد قال: رأيت منصورا بمكة قال وأظنه من هذه الخشبية، وما اظنه كان يكذب الخ.
(اقول): قد يعبر اهل السنة عن الشيعة بالخشبية والترابية والرافضة، وعن ابن قتيبة في كتاب المعارف قال: الخشبية هم من الرفضة.
كان ابراهيم الاشتر لقي عبيدالله بن زياد وأكثر اصحاب ابراهيم معهم الخشب فسموا الخشبية.
(النميري)
ابو المرهف نصر بن منصور بن الحسن المضري العدناني الضرير الشاعر المشهور، قدم بغداد في صباه وسكنها الى حين وفاته، وحفظ القرآن وتفقه على مذهب احمد بن حنبل، وسمع الحديث من جماعة من اهل العلم، وقرأ الادب على ابى منصور بن الجواليقي، وقال الشعر، ومدح الخلفاء والوزراء والاكابر، وحدث.
وكان راهدا ورعا، له ديوان شعر، وكف بصره بالجدري وعمره اربع عشرة سنة، توفى ببغداد سنة ٥٨٨.
والنميري كالزبيري نسبة إلى نمير بن عامر احد اجداده المذكور في عمود نسبه، ذكره ابن خلكان.
(النواب الاربعة)
أولهم أبو عمر وعثمان بن سعيد السمان نصبه أبو الحسن الهادي، وابنه ابو محمد الحسن بن علي العسكري عليهما السلام.
روى الشيخ باسناده عن احمد بن اسحاق القمي قال: دخلت على أبى الحسن علي بن محمد عليه السلام في يوم من الايام فقلت: يا سيدي أنا اغيب
وأشهد ولا يتهيأ لي الوصول اليك إذا شهدت في كل وقت فقول من نقبل وأمر من تمتثل؟ فقال لي صلوات الله عليه هذا ابو عمرو الثقة الامين ماقاله لكم فضي يقوله وما أداه اليكم فعني يؤديه، فلما مضى أبو الحسن عليه السلام وصلت إلى ابى محمد ابنه الحسن صاحب العسكر عليه السلام ذات يوم فقلت له مثل قولي لابيه فقال لي هذا ابو عمرو الثقة الامين الماضي وثقتي في المحيا والممات فما قاله لكم فعني يقوله وما أدى اليكم فعني يؤديه.
ثم ذكر الشيخ رواية في آخرها انه قال أبو محمد العسكري عليه السلام لجمع من شيعته اشهدوا علي ان عثمان بن سعيد العمري وكيلي وان ابنه محمدا وكيل ابني مهديكم.
(ثانيهم) أبو جعفر محمد بن عثمان العمري: كان وكيل الناحية في خمسين سنة والذي ظهر على يديه من طرف المأمول المنتظر عليه السلام معاجز كثيرة، وقال ابو محمد عليه السلام لاحمد بن اسحاق العمري وابنه ثقتان فما أديا اليك فعني يؤديان وما قالا لك فعني يقولان فاسمع لهما وأطعمهما فانهما الثقتان المأمونان، وكانت توقيعات صاحب الامر عليه السلام تخرج على يدي عثمان بن سعيد وأبى جعفر محمد ابن عثمان إلى شيعته وخواص أبيه أبى محمد عليه السلام بالامر والنهي والاجوية عما تسأل الشيعة عنه إذا احتاجت إلى السؤال فيه بالخط الذي كان يخرج في حياة الحسن عليه السلام فلم تزل الشيعة مقيمة على عدالتهما إلى ان توفى عثمان بن سعيد رضي الله عنه وغسله ابنه أبو جعفر وتولى القيام به وحصل الامر كله مردودا إليه والشيعة مجتمعة على عدالته وثقته وأمانته لما تقدم له من النص عليه بالاماته والعدالة، والامر بالرجوع إليه في حياة الحسن عليه السلام وبعد موته في حياة أبيه عثمان رضي الله عنه.
وروي انه حفر لنفسه قبرا وسواه بالساج ونقش فيه آيات من القرآن وأسماه الائمة عليهم السلام على حواشيه.
قيل: سئل عن ذلك فقال للناس اسباب، وكان في كل يوم ينزل في قبره ويقرأ جزءا من القرآن ثم يصعد.
مات في آخر جمادى الاولى سنة خمس أو أربع وثلاثمائة، وكان قداخير عن يوم وفاته، وكان متوليا هذا الامر نحوا من خمسين سنة وقبره ببغداد عند والدته في شارع باب الكوفة.
(اقول): وقبره اليوم في مقبرة كبيرة قرب درب سلمان رحمه الله ويعرف عند اهل بغداد بالشيخ الخلاني.
(ثالثهم): الشيخ أبو القاسم الروحي رضي الله عنه، وقد تقدم في باب الكنى.
(رابعهم): الشيخ المعظم الجليل أبو الحسن علي بن محمد السمري رضي الله تعالى عنه، قام بأمر النيابة بعد ابى القاسم الحسين بن روح (رحمه الله) ومضى في النصف من شهر شعبان سنة ٣٢٩ (شكط)، وأخرج إلى الناس توقيعا قبل وفاته بأيام (بسم الله الرحمن الرحيم): يا علي بن محمد السمري عظم الله أجرا اخوانك فيك فانك ميت ما بينك وبين ستة ايام، فاجمع امرك ولا توص إلى احد.. الخ).
فلما كان اليوم السادس دخلوا عليه وهو يجود بنفسه، فقيل له: من وصيك من بعدك؟ فقال: لله أمر هو بالغه وقضى رحمه الله، قبره ببغداد بقرب الشيخ الكليني (ره).
روي انه قال يوما لجمع من المشايخ عنده آجركم الله في علي بن الحسين أي علي بن بابويه القمي فقد قبض في هذه الساعة، قالوا: فأثبتنا تاريخ الساعة واليوم والشهر، فلما كان بعد سبعة عشر أو ثمانية عشر يوما ورد الخبر انه قبض في تلك الساعة التي ذكرها الشيخ أبو الحسن رضي الله تعالى عنه.
(النوبختى)
يطلق على جماعة من اكابر علمائنا المتكلمين، وتقدم بعضهم في ابو سهل النوبختي وأبو محمد النوبختي.
(ويطلق) ايضا على ابى محمد الحسن بن الحسين بن علي بن العباس بن ابى سهل النوبختي الكاتب المحدث الامامي.
قال الخطيب البغدادي حدثني عنه أبو بكر البرقاني والازهري وأبو القاسم التنوخي، وقال لي الازهرى كان النوبختي رافضيا ردى المذهب، سألت البرقاني عن النوبختي فقال: كان معتزليا، وكان يتشيع إلا انه تبين انه صدوق. ثم نقل الخطيب عن بعض المشايخ ان وفاة النوبختي كانت سنة ٤٠٢، وانه كان ثقة في الحديث.
(نور الدين العاملي)
السيد الاجل علي بن علي بن الحسين بن ابى الحسن الموسوي أخو صاحب المدارك وهو كما في (الامل) كان عالما فاضلا اديبا شاعرا منشيا جليل القدر عظيم الشأن.
قرأ على ابيه وأخويه السيد محمد صاحب المدارك وهو أخوه لابيه، والشيخ حسن بن الشهيد الثاني وهو أخوه لامه.
وله كتاب شرح المختصر النافع اطال فيه المقال والاستدلال لم يتم، وكتاب الفوائد المكية، وشرح الاثنى عشرية في الصلاة للشيخ البهائي وغير ذلك من الرسائل (إنتهى).
وذكره السيد علي خان في السلافة وقال: السيد نور الدين علي بن ابى الحسن الحسيني الشامي العاملي، طود العلم وعضد الدين الحنيف، ومالك ازمة التأليف والتصينف، الباهر بالرواية والدراية، والرافع لخميس
المكارم اعظم راية، فضل يعثر في مداه مقتفيه، ومحل يتمنى البدر لو اشرق فيه، وكرم يخجل المزن الهاطل، وشيم يتحلى بهاجيد الزمن العاطل، وساق بهذا النسق كلمات في مدحه إلى ان قال:
كان في مبدأ امره في الشام ثم انثنى عاطفا عنانه، فقطن بمكة شرفها الله تعالى، وهو كعبتها الثانية تستلم اركانه كما تستلم اركان البيت العتيق وتستشم اخلاقه كما يستشم المسك الفتيق، يعتقد الحجيج قصده في غفران الخطايا، وينشد بحضرته:
(تمام الحج ان تقف المطايا)
ولقد رأيته بها وقد اناف على التسعين والناس تستعين به، والنور يسطع من اسارير جبهته، والعزير تفع في ميادين جبهته، ولم يزل بها إلى دعي فأجاب وكأنه الغمام امرع البلاد فانجاب.
وكانت وفاته لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة الحرام سنة ثمان وستين وألف، إنتهى.
وقال شيخنا الحر العاملي: وقد رأيته في بلادنا، وحضرت درسه بالشام اياما يسيرة وكنت صغير السن ورأيته بمكة ايضا اياما، وكان ساكنا بها اكثر من عشرين سنة، ولما مات رثيته بقصيدة طويلة ستة وسبعين بيتا نظمتها في يوم واحد وأولها:
على مثلها شقت حشا وقلوب |
إذا شققت عند المصاب جيوب |
|
لحى الله قلبا لا يذوب لفادح |
تكاد له صم الصخور تذوب |
|
خبانور دين الله فارتد ظلمة |
إذ اغتاله بعد الطلوع منيب |
(إنتهى) يروى عنه المحدث العلامة السيد محمد مؤمن بن دوست محمد الحسيني الاسترابادي المجاور بمكة المعظمة العالم الفاضل الفقيه الشهيد بالحرم الشريف الالهي سنة ١٠٨٨.
(النوفلي)
الحسين بن يزيد بن محمد بن عبدالملك المتطبب، قال شيخنا في المستدرك أما النوفلي فقال (جش): كان شاعرا اديبا، وسكن الرى، ومات بها، وقال قوم من القميين: انه غلافي آخر عمره، والله اعلم، وما رأينا له رواية تدل على هذا.. الخ.
وذكر الشيخ في (ست) كتاباله، وذكر الطريق إليه من غير إشارة إلى غلوه.
وقال فخر المحققين في الايضاح احتج الشيخ بمارواه عن السكوني في الموثق عن الصادق عليه السلام قال: السحت ثمن الميتة.. الخ.
ثم ذكر شيخنا رواية الاجلاء عنه، وقال في آخره: ومن جميع ذلك ربما يورث الظن بوثاقته مضافا إلى ما يأتي في السكوني، مع ان الغلو في آخر العمر لو سلم غير مضر بأحاديثه كما نص عليه الاستاذ الاكبر إنتهى.
والنوفلي بفتح النون والفاء نسبة إلى بني نوفل بطن من نهيد من القحطانية وآخر من بني عبدمناف من قريش من العدنانية وهم بنو نوفل بن عبد مناف بن قصي (وأبو محمد النوفلي) مصنف مجالس الرضا عليه السلام مع الاديان الحسين بن محمد ابن الفضل بن يعقوب بن سعد بن نوفل بن الحرث بن عبدالمطلب (جش) شيخ من الهاشميين ثقة.
روى ابوه عن ابى عبد الله وأبى الحسن (ع) ذكره أبو العباس وعمومته كذلك اسحاق ويعقوب واسماعيل، وكان ثقة، صنف مجالس الرضا (ع) مع اهل الاديان.
وذكره الشيخ المفيد (ره) في محكي الارشاد من خاصة الكاظم (ع) وثقاته وأهل العلم والورع والفضل من شيعته.
(النووي)
ابو زكريا محيى الدين يحيى بن شرف الدمشقي الشافعي، قيل: انه ولد بنوى من عمل دمشق سنة ٦٣١، وقدم به والده دمشق سنة ٦٤٩، وسكن المدرسة، ولازم كمال الدين المغربي، وحج مع والده سنة ٦٥١، وبرع في العلوم وصار مدققا حافظا للحديث عارفا بأنواعه.
وكان لا يصرف وقته إلا في وظيفته من الاشتغال ولا يأكل إلا مرة مما يؤتى به من عند ابويه بعد العشاء ولا يشرب إلا شربة عند السحر، ويلبس ثوب قطن وعمامة سنجابية.
وكان عليه سكينة ووقار في بحث العلوم الدينية، ولم يزل على ذلك إلى ان مات بنوى حدود سنة ٦٧٧.
له مصنفات كثيرة منها: الاذكار المنتخبة من كلام سيد الابرار، ورياض الصالحين من كلام سيد المرسلين صلى الله عليه وآله والتبيان في آداب حملة القرآن والمنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج إلى غير ذلك.
(وقد يطلق) النووي علي الشيخ محمد بن عمر بن عربي بن علي احد علماء القرن الرابع عشر، صاحب المؤلفات الكثيرة المطبوعة، منها بغية الانام في شرح مولد سيد الانام، وهو شرح على كتاب مولد ابن الجوزى، والتوشيح على شرح ابن قاسم الغزى على متن التقريب لابي شجاع، وتيجان الدرارى شرح على رسالة الباجورى، ومصباح الظلم شرح على المنهج الاتم لعلي المتقى بن حسام الدين الهندي إلى غير ذلك.
والنووي نسبة إلى نوى بليدة قرب دمشق، قال في المراصد: وهي منزل ايوب (ع) وبها قبر سام بن نوح عليه السلام.
(النويري)
شهاب الدين احمد بن عبد الوهاب بن محمد البكري التيمي القرشي النويري الكندى.
كان من النويرة قرية بالصعيد الاذنى، وينسب إلى قبيلة بكر، صاحب كتاب نهاية الارب في فنون العرب، وهو تاريخ كبير في ثلاثين مجلدا، توفى في حدود سنة ٧٣٣.
(النهدي)
مالك بن اسماعيل بن زياد ابو غسان الكوفي النهدي، شيخ البخاري في صحيحه.
ذكره ابن سعد في طبقاته، وقال: كان ابو غمان ثقة، صدوقا، متشيعا شديد التشيع.
وذكره الذهبي في محكي ميزانه بما يدل على عدالته وجلالته، وانه اخذ مذهب التشيع عن شيخه الحسن بن صالح، وان ابا حاتم قال: لم أر بالكوفة اتقن منه لا ابو نعيم ولاغيره، له فضل وعبادة، كنت إذا نظرت إليه رأيته كأنه خرج من قبر كانت عليه سجادتان، إنتهى، مات بالكوفة سنة ٢١٩.
(النهرواني)
القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا بن يحيى بن حميد المعروف بابن طراز الجريري النهرواني العالم الفاضل المعروف الذي قال في حقه خطيب بغداد: كان من اعلم الناس في وقته بالفقه والنحو واللغة وأصناف الادب.
وقال أبو محمد الباقي: إذا حضر القاضي أبو الفرج فقد حضرت العلوم كلها، وكان الباقي يقول: لو اوصى رجل في ماله بأن يدفع إلى اعلم الناس
لافتيت بأن يدفع إلى ابن طراز.
قال الخطيب قال البرقاني: لكن كان كثير الرواية للاحاديث التي يميل إليها الشيعة، سألت البرقاني عنه مرة اخرى، فقال: ثقة، ولم اسمع منه شيئا إنتهى.
وقال ابن النديم: انه اوحد عصره في مذهب ابى جعفر الطبري وحفظ كتبه، ومع ذلك متفنن في علوم كثيرة مضطلع بها، مشار إليه فيها في نهاية الذكاء وحسن الحفظ وسرعة الخاطر في الجوابات إنتهى، ويروي له اشعار منها قوله:
أأقتبس الضياء من الضباب |
وألتمس الشراب من السراب |
|
اريد من الزمان النذل بذلا |
واريا(١) من جنى سلع(٢) وصاب(٣) |
|
أرجى ان الاقي لاشتياقي |
خيار الناس في زمن الكلاب |
ويقرب من قوله قول من قال:
إذا وصف الطائي بالبخل مادر |
وعير قسا بالفهامة باقل |
|
وقال السهى للشمس انت ضئيلة |
وقال الدجى للصبح لونك حائل |
|
وطاولت الارض السماء سفاهة |
وكاترت الشهب الحصى والجنادل |
|
فيا موت زر إن الحياة ذميمة |
ويا نفس جودي ان عيشك هازل |
وله في ذم الحسد:
ألا قل لمن كان لي حاسدا |
أتدري على من اسأت الادب |
|
اسأت على الله في فعله |
لانك لم ترض لي ما وهب |
|
فجازاك عنه بأن زادني |
وسد عليك وجوه الطلب |
__________________
(١) الاري: العسل.
(٢) السلع محركة شجر مر ذو سم أو ضرب من الصبر والجمع سلع.
(٣) الصابة: شجر مر، والجمع صاب.
وله ايضا:
مالك العالمين ضامن رزقي |
فلماذا املك الخلق رقي |
|
قد قضى لي بما علي ومالي |
خالقي جل ذكره قبل خلقي |
|
فكما لا يرد عجزي رزقي |
فكذا لا يجر رزقي حذقي |
قال ابن خلكان: ومن غريب ما اتفق له ما حكاه أبو عبد الله الحميدى صاحب الجمع بين الصحيحين قال: قرأت بخط ابى الفرج المعافى بن زكريا النهرواني قال حججت سنة وكنت بمنى ايام التشريق فسمعت مناديا ينادي يا ابا الفرج فقلت لعله، يريدني، ثم قلت في الناس خلق كثير ممن يكنى ابا الفرج ولعله ينادي غيري فلم اجبه فلما رأى انه لا يجيبه احد نادى يا ابا الفرج المعافى فهممت ان اجيبه، ثم قلت: قد يتفق ان يكون آخر اسمه المعافى، ويكنى ابا الفرج فلم اجبه، فرجع فنادى يا ابا الفرج المعافى بن زكريا النهرواني فقلت: لم يبق شك في مناداته إياي إذ ذكر اسمي وكنيتي واسم أبي وبلدي الذى انسب إليه فقلت: ها انا ذافماتريد؟ قال: لعلك من نهروان الشرق؟ فقلت: نعم فقال: نحن نريد نهروان الغرب، فعجبت من إتفاق الاسم والكنية واسم الاب وما انتسب إليه، وعلمت ان بالمغرب موضعا يسمى النهروان غير النهروان الذى بالعراق إنتهى.
له مصنفات ممتعة: منها: كتاب الجليس الصالح الكافي، والانيس الناصح الشافي.
توفى في ١٨ ذى الحجة سنة ٣٩٠ بالنهروان، والجريري: نسبة إلى محمد بن جرير الطبري، لان ابا الفرج المذكور كان على مذهبه، مقلدا له فانه كان مجتهدا له اتباع.
والنهروان: ناحية وسيعة بين بغداد وواسط، وفي القاموس هو بفتح النون وتثليث الراء، وبضمهما ثلاث قرى أعلى وأوسط، وأسفلهن بين واسط وبغداد.
(النيازى)
السيد ميرزا احمد بن اسحاق بن ابى تراب، ينتهي نسبه إلى سلطان العلماء كان محدثا فقيها مرتاضا اديبا، امه بنت الشاه السلطان حسين الصفوي، وصار صدرا وصهرا لخاله الشاه طهماسب الثاني بن الشاه السلطان حسين.
وكان قبلة لادباء عصره وفضلاء مصره، وله شعر رائق بالفارسية وشعره وان كان قليلا إلا أنه في غاية الجودة.
له ديوان شعر صغير يعرف بديوان النيازى الاصفهاني، توفى سنة ١٢١٦ وخلف الميرزا السيد علي.
(النيسابوري)
انظر الحاكم النيسابوري
(النيلى)
نسبة إلى النيل بلدة على الفرات بين بغداد والكوفة، وقد تقدم في بهاء الدين النيلي، خرج منها جماعة من العلماء وغيرهم منهم أبو سعيد النيلي مادح امير المؤمنين عليه السلام في قصيدة منها قوله:
ذاك الذي لولاه ما اتصحت لنا |
سبل الهدى في غوره وسنامه |
|
عبد الاءله وغيره من جهله |
ما زال معتكفا على اصنامه |
باب الواو
(الوابصى)
ابوالفضل عبد السلام بن عبد الرحمن بن صخر بن عبد الرحمن بن وابصة ابن معبد الاسدي الرقي.
كان قاضي الرقة، ثم ولي القضاء ببغداد في ايام المتوكل، وكان رجلا جميل الطريقة.
توفى سنة ٢٤٧ أو ٢٤٩، وكان جده وابصة بن معبد الذي ينسب إليه صحابي.
حكي انه سكن الكوفة، ثم انتقل إلى الرقة فأقام بها إلى ان مات، وكان كثير البكاء لا يملك دمعته.
(الواحدى)
ابو الحسن علي بن احمد النيسابوري المفسر النحوى، استاذ عصره وواحد دهره، كان النظام يكرمه ويعظمه.
له من الصنفات: البسيط والوسيط والوجيز في التفسير، ومنه اخذ الغزالي اسماء كتبه الثلاثة في الفقه وأسباب النزول، وشرح ديوان المتنبي، وشرح اسماء الله الحسنى، توفي بنيسابور سنة ٤٦٨.
(الواسطى)
يطلق على جماعة (منهم) الشيخ ابو عبد الله محمد بن زيد الواسطي من جلة المتكلمين وكبارهم، تلميذ ابى على الجبائي، توفى سنة ٣٠٦.
(ومنهم): الشيخ ابو عبد الله الحسين بن عبد الله الفقيه المعاصر للسيد المرتضى.
(ومنهم): موسى بن بكر الواسطي، عدة الشيخ من اصحاب الصادق والكاظم (ع)، وقال: اصله كوفي واقفي، له كتاب روى عن ابو عبد الله عليه السلام إنتهى (كش) عنه قال: ارسل إلي أبو الحسن عليه السلام فأتيته فقال لي: مالي أراك مصفرا، وقال لي: ألم آمرك بأكل اللحم، قال: فقلت مااكلت غيره منذامرتني، فقال: كيف تأكله؟ قلت: طبيخا، قال: كله كبابا، فأكلت فأرسل إلى بعد جمعة فاذا الدم قدعاد في وجهي، فقال لي: نعم، ثم قال لي يخف عليك ان نبعثك في بعض حوائجنا، فقلت انا عبدك فمرنى بم شئت، فوجهني في بعض حوائجه إلى الشام.
والواسطي: نسبة إلى واسط، وقدعدفي القاموس سبعة عشر موضعا
من البلاد والقرى والجبال والاراضي إسم كل منهاواسط، أولهابلد بالعراق اختطها الحجاج في سنتين.
ويقال واسط: القصب ايضا، وهو قصر كان قدبناه أولا قبل ان ينشئ البلد، ومنه المثل: (تغافل كأنك واسطي) لانه كان يتسخرهم في البناء فيهربون وينامون بين الغرباءفي المسجد فيجيئ الشرطي ويقول ياواسطي فمن رفع رأسه اخذه فلذلك كانوا يتغافلون.
(الواعظ القزويني)
انظر رفيع الدين القزويني.
(الواقدى)
ابو عبد الله محمد بن عمربن واقد المدنى، كان إماما عالما، له التصانيف والمغازى وفتوح الامصار، وله كتاب الردة وغير ذلك. كان من اقدم مؤرخي الاسلام، وكتاب مغازيه، له مقدمة وشروح باللغة الانكليزية.
يروي عن كتابه محمد بن سعد وجماعة من الاعيان، تولى القضاء بشرقي بغداد وولاء المأمون القضاء بسكر المهدي وهي المحلة المعروفة بالرصافة بالجانب الشرقي من بغداد عمرها المنصور لولده المهدي فنسب اليه، وكان المأمون يكرم جانبه ويبالغ في رعايته.
قال الخطيب البغدادى ماملخصه: قدم الواقدى بغداد، وولي قضاء الجانب الشرقي فيها، وهوممن طبق شرق الارض وغربها ذكره لم يخفف على احد عرف اخبار الناس امره، وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات وأخبار النبي والاحداث التي كانت في وقته وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وكتب الفقه واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك، وكان جوادا كريما مشهورا بالسخاء.
يحكى عن ابى حذاقة قال: كان للواقدى ستمائة قمطر كتبا، وقال ابن سعد: كان الواقدى يقول: مامن احد إلا وكتبه اكثر من حفظه، وحفظي اكثر من كتبي، وعن اسماعيل بن مجمع الكلبي قال: سمعت اباعبد الله الواقدى يقول: ماادركت رجلا من ابناء الصحابة وأبناء الشهداء ولامولى لهم إلا وسألته هل سمعت احدامن اهلك يخبرك عن مشهده وأين قتل، فاذا اعلمني مضيت إلى الموضع فأعلينه، ولقد مضيت إلى المريسيع فنظرت اليها، وماعلمت غزاة إلا مضيت إلى الموضع حتى اعاينه أونحو هذاالكلام.
فعن هارون القروى قال: رأيت الواقدى بمكة ومعه ركوة، فقلت: أين تريد؟ فقال: اريدان امضي إلى حنين حتى ارى الموضع والوقعة.
قال الخطيب: وكان الواقدى مع ماذكرناه من سعة علمه وكثرة حفظه لايحفظ القرآن.
ثم روى عن المأمون انه قال للواقدى: اريدان تصلي الجمعة غداب الناس قال: فامتنع قال لا بدمن ذلك، فقال: لاوالله ياامير المؤمنين مااحفظ سورة الجمعة قال: فأنا احفظك، قال: فافعل، فجعل المأمون يلقنه سورة الجمعة حتى يبلغ النصف منهافاذا حفظه ابتدأ بالنصف الثانى فاذاحفظ النصف الثانى نسي الاول فأتعب المأمون ونعس فقال لعلي بن صالح: ياعلي حفظه انت فذكرانه مثل المأمون لم يقدر على ان يحفظه، فقال المأمون: اذهب فصل بهم واقرأ أى سورة شئت.
وروى عن غسان قال: صليت خلف الواقدي صلاة الجمعة فقرأ إن هذالفي الصحف الاولى صحف عيسى وموسى.
وروي عن ابراهيم الحربي قال: كان الواقدى اعلم الناس بأمر الاسلام، فأما الجاهلية فلم يعمل فيهاشيئا، إنتهى مانقلناه من تاريخ بغداد.
وقال ابن النديم: ان الواقدي كان يتشيع، حسن المذهب، يلزم التقية، وهو الذى روى ان علياعليه السلام كان من معجزات النبي صلى الله عليه وآله كالعصا لموسى عليه السلام، وإحياء الموتى لعيسى بن مريم عليه السلام وغير ذلك من الاخبار.
كان من اهل المدينة فانتقل إلى بغداد وولي القضاء بها للمأمون، وقال: رأيت بخط قديم انه خلف ستمائة قمطر كتبا، كل قمطر حمل رجلين، وكان له غلامان مملوكان يكتبان الليل والنهار، وقبل ذلك بيع له كتب بألفي دينار، إنتهى.
قال ابن خلكان روى المسعودى في كتاب مروج الذهب: ان الواقدى قال كان لي صديقان احدهما هاشمي وكناكنفس واحدة فنالتني ضائقة وحضر العيد فقالت امرأتي: أمانحن في انفسنا فنصبر على البؤس والشدة، وأما صبياننا هؤلاء فقد قطعوا قلبي رحمة لهم لانهم يرون صبيان الجيران قدتزينوا في عيدهم وأصلحوا ثيابهم وهم على هذه الحال من الثياب الرثة، فلواحتلت في شئ فصرفته في كسوتهم، قال: فكتبت إلى صديقي الهاشمي اسأله التوسعة علي بماحضر فوجه إلي كيسا مختوما ذكر ان فيه الف درهم، فما استقر قراري حتى كتب إلي الصديق الآخر يشكو مثل ماشكوت إلى صاحبي الهاشمي فوجهت إليه الكيس بختمه، وخرجت إلى المسجد فأقمت فيه ليلتي مستحييا من امرأتي، فلمادخلت عليها استحسنت ماكان مني ولم تعنفني عليه، فبيناأنا كذلك إذوافى صديقي الهاشمي ومعه الكيس كهيئته فقال لي: اصدقني عما فعلته فيماوجهت به اليك، فعرفته الخبر على وجهه فقال لي: إنك وجهت إلى ومااملك على الارض إلا مابعثت به اليك، وكتبت إلى صديقنا اسأله المواساة فوجه إلي كيسي بخاتمي.
قال الواقدي: فتواسينا الالف درهم فيمابيننا، ثم إنا اخرجنا للمرأة