تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي0%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 409

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

مؤلف: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي (الإصفهاني)
تصنيف:

الصفحات: 409
المشاهدات: 132975
تحميل: 7858


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 409 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 132975 / تحميل: 7858
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء 1

مؤلف:
العربية

1 - ابورافع مولى رسول الله صلى الله عليه وآله(1)

وإسمه أسلم.(2) كان للعباس بن عبدالمطلب (ره) فوهبه للنبي صلى الله عليه وآله، فلما بشر النبي صلى الله عليه وآله اسلام العباس فانه عليه السلام إمامهم وقد اهتدوا بنور علمه وكان باب مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله. والكتاب انما وضع لذكر مصنفات الشيعة وهم أتبا عليه السلام ولعله لذلك لم يذكر في كتابه ما نسب إلى الائمة المعصومين عليها السلام من الكتب ايضا الا اشارة اليها في تراجم رواتها وقد أحصيناها في فوائد.

____________________

(1) وفي تهذيب التهذيب ج 12 ص 92 ابورافع القبطي مولى رسول الله صلى الله عليه وآله الخ.

قلت: اتفق اصحابنا وغيرهم على انه كان مولاه صلى الله عليه وآله وان كان في كيفية عتقه وسببه - نوع اختلاف. قال ابن عبدالبر في الاستيعاب ج 1 ص 63 باب اسلم قد اجمعوا انه مولى رسول الله صلى الله عليه وآله لا يختلفون في ذلك.قلت: ولا إشكال ايضا في كونه قبطيا وكونه مبشرا باسلام العباس.

(2) كما هو مختار الشيخ الطوسي في رجاله ص 5 (رقم 40) وص 83 وابن سعد في الطبقات وابن نعيم في حليه الاولياء ج 1 ص 183 والخطيب في تاريخ بغداد ج 10 ص 304 وابن عبدالبر وكثير من اصحاب السير والتاريخ والتراجم قال ابن عبدالبر بعد ذكر اسلم: وهو اشهر ما قيل فيه وحكى عن ابن معين انه ابراهيم وعن غيره انه هرمز قلت: وزاد في تهذيب التهذيب قولا رابعا وانه ثابت وفي الاصابة ج 4 ص 68 زاد على ذلك إلى عشرة اقوال.

١٦١

أعتقه.(1) اخبرنا ابوالحسن احمد بن محمد بن الجندي(2) قال حدثنا احمد بن معروف قال حدثنا الحرث الوراق والحسين ابن فهم عن محمد بن سعد كاتب الواقدي قال ابورافع وذكر هذا الحديث(3) .

واخبرنا محمد بن جعفر الاديب قال اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد في تاريخه انه يقال: ان اسم ابي رافع ابراهيم(4)

____________________

(1) ونحوه في طبقات ابن سعد ج 4 ص 73 وج 1 ص 498 والاستيعاب ج 1 ص 61 وغير ذلك مما يطول بذكره. وقيل انه كان لسعيد بن العاص فورثه عنه بنوه وهم ثمانية وقيل عشرة فاعتقوه كلهم الا واحدا وقيل اعتقه ثلاثة منهم فأتى ابورافع رسول الله صلى الله عليه وآله يستعينه على من لم يعتق منهم فكلمهم فيه رسول الله صلى الله عليه وآله فوهبوه له فاعتقه فكان ابورافع يقول انا مولى رسول الله صلى الله عليه وآله وقيل انه صلى الله عليه وآله اشترى السهم الباقي فاعتقه.ذكر ذلك ابن عبدالبر ثم ضعف هذا القول وانه لا يثبت من جهة النقل وان رواية كونه لعباس ابن عبدالمطلب اصح وأولى.

(2) تقدم ذكر بعض احواله في هذا الشرح ص 28.

(3) ذكره في ج 4 من طبقاته ص 73 قلت: وقد روى ذلك ايضا غير محمد بن سعد ممن تقدم او تأخر او ردناها في ترجمته من كتابنا الكبير.

(4) المراد بتاريخه كتابه في ذكر من روى الحديث من الناس كلهم العامة والشيعة واخبارهم كما ذكره الشيخ في الفهرست والماتن في ترجمته. ثم انك عرفت اختلاف الناس في اسمه وان اسلم هو الاشهر.

١٦٢

وأسلم ابورافع قديما بمكة(1) . وهاجر إلى المدينة(2) وشهد مع النبي صلى الله عليه وآله مشاهده(3) ولزم امير المؤمنين (ع) من

____________________

(1) قال ابونعيم الاصفهاني في حلية الاولياء ج 1 ص 183: أسلم قبل بدر وكان يكتم اسلامه مع العباس، ثم قدم بكتاب قريش إلى المدينة على رسول الله صلى الله عليه وآله واظهر اسلامه ليقيم بها فرده رسول الله صلى الله عليه وآله وقال. " ان الا نحبس البرد، ولا نخيس العهد.قلت: ذكر ابن سعد حديث اسلام العباس واسلام ابي رافع في حديث طويل وذكر غيره ايضا وذكروا ان اسلامه كان قبل بدر ولم يشهد بدرا وكان حينئذ مقيما بمكة وذكرنا ماورد في اسلامه في كتابنا الكبير.

(2) وذلك بعد هجرته الاولى مع جعفر بن ابي طالب (ع) إلى ارض الحبشة وكانت هجرته إلى المدينة بعد بدر كما في طبقات ابن سعد ج 4 ص 74.

(3) ظاهر عموم كلامه انه شهد بدرا وقد تقدم ان اسلامه كان قبله ولم يشهده اذ كان يومئذ بمكة مع آل عباس بن عبدالمطلب. قال ابن عبدالبر في الاستيعاب ج 1 ص 64: وشهد ابورافع احدا والخندق وما بعدهما من المشاهد ولم يشهد بدرا واسلامه قبل بدر الا انه كان مقيما بمكة. ونحو ذلك في طبقات ابن سعد ج 4 ص 74 والسيرة الجلبية ج 4 ص 618 وفى تهذيب التهذيب ج 12 ص 92 وغيرها وتفصيل ذلك في كتابنا في الطبقات.وزوجه رسول الله صلى الله عليه وآله مولاته سلمى وشهدت معه خيبر وولدت لابي رافع عبيدالله بن أبي رافع ذكره ابن سعد في الطبقات ج 4 ص 74 وابن عبدالبر في الاستيعاب ج 1 ص 63

١٦٣

بعده(1) وكان من خيار الشيعة وشهد معه حروبه(2) وكان صاحب بيت ماله وبالكوفة(3) وابناه(4) عبيدالله(5) وعلي كاتبا اميرالمؤمنين عليه السلام.

____________________

(1) كما يظهر من سيرته وما رواه في مدح اهل البيت عليهم السلام وغيرذلك مما يطول بذكره واليك بكتابنا في اخبر الرواة.

(2) وبذلك يعرف فضل قال ابان بن تغلب فيمن تبع عليا (ع) وشهد حروبه من الصحابة: " والله ما عرفنا فضلهم الا باتباعهم إياه " ويأتي في ترجمته.

(3) قال الحلبي في السيرة ج 4 ص 618 عند ذكره: وكان كاتبا وقد كتب بين يدي علي بن ابي طالب عليه السلام بالكوفة.قلت ما ذكره الماتن يدل على عظمته وعدالته وورعه ولم يذكر أبورافع بزلة ولا شينة والاخبار في مدحه قد أوردناها مع ما يشير إلى ذمه في كتابنا في اخبار الرواة وكانت بيت آل ابي رافع من أرفع بيوت الشيعة. وعقبه بالمدينة وغيرها أشراف عند الناس كما في الاستيعاب ج 1 ص 63 وأولاده وأحفاده من أجلاء رواة الحديث.

(4) يظهر من كتب الجمهور ان أبناء‌ه خمسة عبيدالله، وعلي، ورافع، والحسن، والمغيرة ذكرهم ابن حجر في الاصابة ج 4 ص 28 وذكرايضا انهم رووا عن ابي رافع كما روى عنه احفاده ايضا الحسن وصال وعبيدالله اولاد علي بن ابي رافع والفضل بن عبيدالله بن ابي رافع. وظاهر الماتن في حديث مسيره مع علي عليه السلام إلى الكوفة ان له ابنا آخر يسمى عبدالله وايضا ظاهر بن عبدالبر كما يأتي.

(5) - ينبغي الاشارة إلى منزلته عند اهل البيت (ع) والى اولاده -

١٦٤

والى كتبه ومصنفاته، اما منزلته فنقول: ذكره البرقي (ره) في رجاله ص 4 من خواص اصحابه من مضر، وذكر انه كاتبه. وفي إختصاص الشيخ المفيد (ره) نحوه ص 4، وذكره الشيخ في اصحاهب (ع) ص 47 وقال: كاتبه عليه السلام ونحوه في الفهرست ص 107 (رقم 456) وذكره ابن سعد في الطبقات وانه كاتبه (ع) في ج 4 ص 74 وفي ج 5 ص 282 زاد روى عن علي بن ابي طالب (ع) وكتب له وكان ثقة كثير الحديث.

وقال ابن عبدالبر في الاستيعاب ج 1 ص 63 بعد ذكر ولادته وكان عبدالله بن ابي رافع خازنا وكاتبا لعلي عليه السلام قلت: والظاهر ان عبدالله مصحف عبيد الله حيث أنه لم يذكر عبدالله في اولاد ابي رافع. وذكر الخطيب ترجمته في تاريخ بغداد ج 120 ص 304 وقال: سمع أباه وعلي بن أبي طالب عليه السلام وابا هريرة وكان كاتب علي ابن ابي طالب (ع) وحضر معه وقعة الخوارج بالنهروان. روى عنه بسر بن سعيد، وابوجعفر محمد بن علي (ع) وعبدالرحمن بن هرمز الاعرج، وغيرهم وكان ثقة ثم ذكر حديث واقعة النهروان.

قلت: اتفق اهل الحديث واصحاب التراجم على ان عبيدالله بن ابي رافع كان من خواص اميرالمؤمنين عليه السلام وكان كاتبا له ولا ينافي ذلك كون ابيه ايضا كاتبا له كما تقدم، وايضا كون اخيه علي ايضا كاتبا كما هو ظاهر. وقد عرفت في كلام ابن عبدالبر انه كان خازنا له ايضا وصرح الماتن رحمه الله بان ابا رافع صاحب بيت ماله بالكوفة. ويظهر ايضا

١٦٥

مما رواه في حديث الاستعارة من بيت المال.

ويأتي عن التهذيب ان علي بن ابي رافع كان خازن بيت المال بالكوفة. وهذا مما يوهم التنافي.

وليس كذلك لامكان تعدد الخازن والكاتب من عمال بيت المال او تعدد المحل او الزمان فلاحظ وسيأتي الكلام في حديث الاستعارة. ثم ان كون عبيدالله كاتبا لعلي عليه السلام على بيت المال بل وخازنا على ما تقدم يدل على مكانته عنده عليه السلام وأمانته وورعه وثقته بل وعدالته، وهو من السلف الصالح من الشيعة على ما اشار الماتن اليه في الديباجة وفي كلام بعضهم التصريح بوثاقته.

وقد ابتلى عبيدالله بن ابي رافع بعد شهادة علي عليه السلام وخلافة الحسن عليه السلام ببلاء شديد، وذلك لما استولى بنوامية على الحكم وولى عمرو بن سعيد بن العاص بن امية المدينة. فاول ما صنع انه أرسل إلى ابن ابي رافع. وسئله مولى من انت؟ فقال مولى رسول الله فضربه مائة سوط ثم كرر السؤال خمس مرات وسمع منه ما سمع فضربه مائة سوط في كل مرة وكان ذلك لموالاته واختصاصه بعلي واهل البيت عليهم السلام وقد حاول غير واحد من العامة صرف ذلك إلى ابن ابي رافع غير القبطي هذا تنزيها لهم مع ان الاشد من ذلك من بني امية على اهل البيت وشيعتهم غير عزيز لم ينسه التاريخ. فلاحظ الاصابة ج 4 ص 68 وتمام الكلام في ذلك وفيما ورد في عبيدالله بن ابي رافع في كتابنا الكبير.

١٦٦

أولاده:

1 - محمد بن عبيدالله بن ابي رافع. روى عن ابيه كتاب جده على ما ذكره الماتن وروى كتاب عمه علي على ما في المتن ايضا وكتاب ابيه عبيدالله عنه وايضا عن اخيه عون عن ابيه عبيدالله كتابه على ما في الفهرست ص 107 ترجمة ابيه.

2 - عون. فقد روى عنه الماتن حديث هجرة ابي رافع والشيخ كتاب ابيه في الفهرست ص 107 وهذا ولكن نسخ النجاشي قد ذكر فيها في حديث الهجرة عون بن عبدالله.

3 - عبدالله. فقد روى الماتن عن اسماعيل الرافعى عنه عن ابيه حديث الحية.

4 - الفضل كما ذكره في الاصابة على ما تقدم.

وأحفاده عبدالرحمن بن محمد كما في طريق الماتن إلى كتاب ابن ابي رافع ومحمد بن عبدالرحمن بن كما تقدم.

تصنفيه ذكر الشيخ (ره) في الفهرست ص 107 (رقم 456) عبيدالله ابن ابي رافع رضى الله عنه كاتب اميرالمؤمنين (ع) وذكر له كتابين. الاول كتاب قضايا أميرالمؤمنين عليه السلام ثم قال: اخبرنا به احمد بن عبدون عن ابي بكر الدوري عن ابي الحسن محمد بن جعفر

١٦٧

ابن محمد بن الحسين بن جعفر بن الحسن علي بن ابي طالب(ع) قال: حدثنا احمد بن عبد المنعم العيني قال حدثنا الحسن بن محمد بن الحسين البجلي قال حدثنا على بن محمد بن القاسم الكندي عن محمد ابن عبيداالله بن ابي رافع عن ابيه عن جده عن اميرالمؤمنين (ع) وذكر الكتاب بطوله.

قلت: وفي هذا السند - العيني، والكندي غير مذكورين بشئ واما ابوالحسن محمد بن جعفر فقد ذكره الشيخ (ره) في رجاله فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام ص 600 (رقم 57) قائلا: محمد بن جعفر بن محمد بن جعفر ابن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب (ع) المعروف بابي قيراط روى عنه التلعكبري يكنى ابا الحسن وسمع منه سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة وله منه اجازة.

وذكره الماتن في ترجمة ابيه (رقم 311)، وذكر نسبه كما ذكرناه وهذا موافق لما وجدناه بالتأمل في أنسابهم ومما يظهر من عمدة الطالب. وعلى هذا فنسخة الفهرست لا تخلو عن زيادة (ابن الحسين) بين محمد وجعفر وعن نقصان بالحسن بن الحسن وعن تصحيف الحسن بن جعفر بالحسين فلاحظ.

ثم ان ابا الحسن محمد بن جعفر وان لم يصرح بتوثيق الا ان رواية التلعكبري وسماعه واجازته منه، مع ان النجاشي ذكره بانه بانه غير مطعون في حديثه، وكذا رواية ابي بكر الدوري احمد بن جلين الذي قال النجاشي فيه: ثقة في حديثه مسكون إلى روايته، تدل على جلالته فلاحظ.

قلت وقد جمع كثير من رواة الحديث وأكابر الطائفة قضايا

١٦٨

اخبرنا محمد بن جعفر قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا ابوالحسين احمد بن يوسف الجعفي قال حدثنا علي بن الحسين ابن الحسين بن على بن الحسين بن علي بن ابي طالب (ع) قال حدثنا اسماعيل بن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين قال حدثنا اسماعيل ابن الحكم الرافعي عن عبدالله بن عبيدالله بن ابي رافع عن ابيه، عن ابي رافع قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وهو نائم أو يوحي اليه، واذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فاوقظه، فاضطجعت بينه وبين الحية حتى اذا كان منها سوء يكون الي دونه فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية " انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ثم قال: الحمد الله الذي أكمل لعلي (ع) منيته وهنيئا لعلي (ع) بتفضيل الله اياه.

ثم التفت فرآنى إلى جانبه اميرالمؤمنين عليه السلام وصنفوا في ذلك كتبا ذكرهم النجاشي والشيخ في كتبهما الا ان عبيدالله بن ابى رافع هو اول من صنف في ذلك كتابا.

الثاني كتاب تسميته من شهد مع اميرالمؤمنين عليه السلام الجمل، وصفين، والنهروان من الصحابة رضى الله عنهم قال: رويناه بالاسناد عن الدوري عن ابي الحسين زيد بن محمد الكوفي عن احمد ابن موسى بن اسحق، قال حدثنا صفوان بن مرد عن علي بن هاشم ابن البريد عن محمد بن عبيدالله بن ابي رافع عن عون بن عبيدالله عن أبيه، وكان كاتب اميرالمؤمنين عليه السلام.

قلت ان ابا الحسين ومن قبله من رجال السند غير مذكورين بشئ ثم انه يحتمل ضعيفا كون ما يأتي من كتاب الفقه لاخيه علي بن ابي رافع تصنيف عبيدالله كما ان التعدد مع التشابهه كما اشرنا اليه غير بعيد.

١٦٩

فقال: ما أضجعك هاهنا يا ابا رافع؟ فاخبرته خبر الحية فقال: قم اليها فاقتلها فقتلتها.

ثم أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال: يا ابا رافع كيف انت وقوما يقاتلون عليا (ع) هو على الحق وهم على الباطل يكون في حق الله جهادهم فمن لم يستطع جهادهم فبقلبه فمن لم يستطع فليس وراء ذلك شئ فقلت: ادع لي ان ادركتهم ان يعينني الله ويقويني على قتالهم فقال: اللهم ان ادركهم فقوه وأعنه ثم خرج إلى الناس فقال يا ايها الناس من احب ان ينظر إلى أميني على نفسي وأهلي ههذا ابورافع اميني على نفسي(1) .

قال عون بن عبدالله بن ابي رافع(2) فلما بويع علي (ع) وخالفه معاوية بالشام وسار طلحة والزبير ال البصرة قال ابورافع هذا قول رسول الله صلى الله عليه وآله: سيقاتل عليا (ع) قوم يكون حقا على الله جهادهم فباع أرضه بخيبر وداره ثم خرج مع علي (ع) وهو شيخ كبير له خمس وثمانون سنة وقال: الحمد الله لقد اصبحت لا أحد بمنزلتي لقد بايعت البيعتين بيعة العقبة، وح بيعة الرضوان، وصليت القبلتين، وهاجرت الهجر الثلاث.

قلت: وما الهجر الثلاث؟ قال: هاجرت مع جعفر بن ابي طالب رحمة الله عليه إلى أرض الحبشة، وهاجرت مع رسول الله صلى الله عليه وآله إلى المدينة، وهذه الهجرة مع علي بن

____________________

(1) روى الحلبي في السيرة ج 4 ص 619 عن ابي رافع حديث الحية ملخصا مع تفاوت وبلا ذكر ما فيه من فضل علي عليه السلام ونزول هذه الآية في علي بن ابي طالب عليه السلام رواه العامة والخاصة بطرقهم ليس ههنا مقام ذكره.

(2) النسخ عندنا تطابقت على الضبط بما ذكر ولكن الظاهر والله العالم ان عبدالله مصحف عبيدالله فان عون من ولده وسيأتي فلاحظ.

١٧٠

ابي طالب (ع) إلى الكوفة فلم يزل مع علي عليه السلام حتى استشهد علي عليه السلام. فرجع ابورافع إلى المدينة مع الحسن عليه السلام ولا دار له بها ولا ارض(1) . فقسم له الحسن عليه السلام دار علي (ع) بنصفين واعطاه سنح ارض اقطعه اياه (اياها خ) فباعها عبيدالله بن ابي رافع من معاوية بمائة الف وسبعين الفا(2) . وبهذا الاسناد عن عبيدالله بن ابي رافع في حديث ام كلثوم بنت

____________________

(1) والظاهر ان هذه الايام كان او ان فقره لذي أخبر به النبي صلى الله عليه وآله على ما رواه العامة فروى ابونعيم الاصبهاني في حلية الاولياء ج 1 ص 184 باسناده عن ابي رافع مولى النبي صلى الله عليه وآله قال قال النبي صلى الله عليه وآله: كيف بك يا ابا رافع اذا افتقرت " قلت: أفلا أتقدم في ذلك قال بلى قال ما مالك قلت: أربعون ألفا وهي لله عزوجل الحديث.

قلت: ما ورد في إخباره صلى الله عليه وآله بانه يصيبه بعده فقر، ونهيه صلى الله وعليه وآله اياه عن كنز فضول المال وما ورد في فقره ففي كتابنا الكبير.

(2) قلت: وفي ذلك إيماء إلى مكانة ابي رافع عند الائمة (ع) والظاهر انه قد حسن حال ابي رافع واستغنى بعد فقره فقد روى ابوسليم مولاه حديث فقره وحديث غناه قال: فلقد رأيته بعد إستغنى، حتى أتى له عاشر عشرة وكان يقول: ليت أبا رافع مات في فقره او هو فقير قال: ولم يكن يكاتب مملوكه الا بثمنه الذي اشتراه به. رواه ابونعيم في الحلية ج 1 ص 184.

١٧١

اميرالمؤمنين عليه السلام انها استعارت من ابي رافع حليا من بيت المال بالكوفة(1) . ولابي رافع كتاب السنن والاحكام والقضايا.

اخبرنا محمد بن جعفر النحوي قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا حفص بن محمد بن سعيد الاحمسي قال حدثنا حسن بن الحسين الانصاري قال حدثنا علي بن القاسم الكندي عن محمد بن عبيدالله بن ابي رافع عن ابيه عن جده ابي رافع عن علي بن ابي طالب عليه السلام انه كان اذا صلى قال في اول الصلاة وذكر الكتاب إلى آخره بابا بابا الصلاة والصيام، والحج، والزكاة، والقضايا(2) .

وروى هذه النسخة من الكوفيين ايضا زيد بن محمد بن جعفر بن المبارك يعرف بابن أبي إلياس عن الحسين بن حكم الحبري (الحيرى خ) قال حدثنا حسن بن حسين باسناده.وذكر شيوخنا ان بين النسختين

____________________

(1) قلت ويأتي الكلام في حديث الاستعارة عند ذكر اخيه علي ابن ابى رافع.

(2) قلت: الاحمسي، والانصاري، والكندي، ومحمد حفيد ابي رافع غير مذكورين بشئ الا ان يراد بقوله: ورواية ابي العباس اتم، أتميتها سندا وهو يفيد اعتبار السند.

والظاهر والله العالم ان المراد بها أتيتها متنا باشتمالها على الاكثر من ابوابه ورواياته وللشيخ الطوسي (ره) طريق إلى احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة إلى جميع كتبه ورواياته وهذه منها.

ثم ان الكتاب قد جمع فيه ما سمعه عن علي (ع) كما هو ظاهر الاسناد وحينئذ لا يبعد اتحاده مع كتاب علي عليه السلام على ما تقدم وقد روى عن ابي رافع جماعة كثيرة منهم اولاده وأحفاده.

١٧٢

إختلافا قليلا ورواية أبي العباس أتم(1) .

ولابن أبي رافع كتاب آخر وهو علي بن ابي رافع تابعي من خيار الشيعة كانت له صحبة من اميرالمؤمنين عليه السلام وكان كاتبا وله حفظ كثير (وفي نسخة كاتبا له وحفظ كثيرا)(2) .

____________________

(1) لم يذكر طريقه (ره) إلى زيد بن محمد بن جعفر وهو من مشايخ هارون بن موسى التلعكبري وساير رجال السند غير مذكورين في الرجال بغمز.ثم انه لا اشكال في رواية ابي رافع عن النبي صلى الله عليه وآله أخبارا في الوضوء والصلاة وغيرها من الابواب كما لا يخفى على المتتبع في كتب الخاصة والعامة وقد أشار إلى جملة منها البخاري في تاريخه الكبير ج 3 ص 138 (رقم 415) متفرقة فلاحظ.

(2) كان علي بن ابي رافع من خواص اميرالمؤمنين عليه السلام وكاتبا له وكان من فقهاء الشيعة كتب كتابا في الفقه ومن سلفنا الصالحين على ما تقدم من الماتن في ديباجة الكتاب.وتفقه على امير المؤمنين عليه السلام وجمع كتابه في ايامه واين هو ومن عده العامة اول من صنف في الفقه مثل ابي حنيفة وكان ابن ابي رافع فقيها قبله بأكثر من خمسين سنة بل الانسب ذكره في الاقدمين من الحفاظ من اهل الحديث على ما ذكره الماتن (ره). وكان علي بن ابي رافع خازن بيت المال وكاتبا لاميرالمؤمنين (ع) فروى الشيخ في التهذيب ج 10 ص 151 (رقم 606) عن علي بن ابراهيم عن الحجال عن صالح بن السندى عن الحسن بن محبوب عن عبدالله بن غالب عن ابيه عن سعيد بن المسيب عن علي بن ابي رافع قال: كنت على بيت مال على بن ابي طالب (ع) وكاتبه

١٧٣

وجمع كتابا في فنون من الفقه: الوضوء والصلاة وساير الابواب اخبرني ابوالحسن التميمي قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا علي بن القاسم البجلي قرائة عليه قال حدثني ابو الحسن علي بن ابراهيم المعلى البزاز قال حدثنا عمر بن محمد بن عمر بن علي بن الحسين قال حدثني ابومحمد عبدالرحمن بن محمد بن عبيدالله بن ابي رافع وكان كاتب اميرالمؤمنين عليه السلام انه كان يقول: اذا توضأ احدكم للصلاة فليبدأ باليمين قبل الشمال من جسده وذكر الكتاب(1) .

وكان في بيت ماله عقد لؤلؤ كان اصابه يوم البصرة قال: فارسلت الي بنت علي بن ابي طالب عليه السلام فقالت علي: بلغني ان في بيت مال اميرالمؤمنين (ع) عقد لؤلؤ وهو في يدك وأنا احب ان تعيرنيه أتجمل به في ايام عيد الاضحى، فارسلت اليها عارية مضمومة مردودة يا بنت أميرالمؤمنين؟ فقالت: نعم عارية مضمومة مردودة بعد ثلاثة أيام فدفعته اليها وان اميرالمؤمنين (ع) رآه عليها فعرفه فقال لها: من اين صار اليك هذا العقد فقالت استعرته من علي بن ابي رافع خازن بيت مال اميرالمؤمين لاتزين به في العيد ثم أرده، قال فبعث الي اميرالمؤمنين عليه السلام الحديث.

قلت: تقدم من الماتن رواية الاستعارة عن ابي رافع بطريق عبيدالله بن ابي رافع والظاهر اتحاد الواقعة ولعل المراد بعبيدالله في طريق الماتن هو عبيدالله بن على بن ابي رافع وقد حذف كلمة (ابن) في طريق الماتن والله العالم.

____________________

(1) قلت: على بن القاسم البجلي غير مذكور والظاهر اتحاده مع الحسن بن القاسم البجلي المذكور في طريق الشيخ (ره) في الفهرست

١٧٤

قال عمر بن محمد: واخبرنى موسى بن عبدالله بن الحسن عن ابيه انه كتب هذا الكتاب عن عبيد الله بن علي بن ابي راقع وكان إلى على بن عبيد الله بن محمد ص 94 (رقم 293) وايضا مع ابي الحسن ابن القاسم كما في التهذيب ج 4 باب علامة اول شهر رمضان ص 166 (رقم 672) بقرينة رواية احمد بن محمد بن سعيد بن عقدة في الجميع واتحاد من روى ابن القاسم عنه ويأتي في أسناده إلى على (ع) كما ان ساير رجال السند من بعده غير مذكورين بشي ايضا ولا يخفى ان في الطريق خفاء من وجه آخر اذ الظاهر سقوط الواسطه بين ابي محمد عبدالرحمن بن عبيد الله وبين صاحب الكتاب على بن ابي رافع على ما هو ظاهر صدر كلامه ولعل الساقط قوله عن ابيه عن جده بعد قوله عبيد الله ثم ان ظاهر كلامه (ره) الاختلاف في صاحب هذا الكتاب المبوب في فنون من الفقه فقول: بانه على بن ابى رافع على ما يقضيه الطريق المذكور في المتن وقول بانه عبيد الله بن على بن ابي رافع كما ذكر عبدالله بن الحسن على ما في المتن وقول ثالث بانه على بن ابى طالب عليه السلام ولازمه كون على وعبيد الله ابني ابي رافع من رواه كتابه واسناد الكتاب إلى رواته غير عزيز في كتب اصحابنا وهذا ما رواه عمر بن محمد عن طريق العلويين عن جدهم عليه السلام وقد تقدم ذكر الطرق إلى كتاب على (ع) ويمكن القول بالتعدد لظاهر الطرق والعناوين ولعل القول بالاتحاد نشأ من تشابه الكتب مع ان على بن ابى رافع وعبيد الله قد جمعا كتابيهما مما سمعاه من أمير المؤمنين عليه السلام

١٧٥

يعظمونه ويعلمونه(1) .

قال ابوالعباس بن سعيد: حدثنا عبدالله بن احمد بن مستورد قال حدثنا مخول بن ابراهيم النهدي قال سمعت موسى بن عبدالله بن الحسن يقول: سأل ابى رجل عن التشهد فقال: هات كتاب ابن ابي رافع فأخرجه وأملاه (فأملاه خ) علينا(2) . وقد طرق عمر بن محمد هذا الكتاب إلى اميرالمؤمنين (ع) اخبرنا ابوالحسن التميمي قال حدثنا احمد بن محمد سعيد قال حدثنا الحسن بن القاسم قال حدثنا معلى عن عمر بن محمد بن عمر قال حدثنا علي بن عبيدالله بن محمد بن عمر بن علي قال حدثني ابي محمد عن ابيه عن جده عمر بن علي بن ابي طالب عن اميرالمؤمنين (ع)

____________________

(1) يظهر من ذلك عظمة الكتاب عند الطائفة وثقتهم به. ثم ان السند من قوله: قال عمر بن محمد معلق على سابقه فلا ارسال وموسى غير مذكور بشئ وكذا ابوه عبدالله.

(2) يظهر منه ان الكتاب كان معتمدا عند الاصحاب ثم ان عبدالله بن احمد ومن قبله من رجال السند غير مذكورين بشئ. وروى عن على بن رافع اولاده: عبيد الله، والحسن وصالح وايضا عن جدهم ابي رافع كما في الاصابة على كا تقدم وذكر الشيخ الحسن على في الحسن بن ابي رافع في اصحاب السجاد عليه السلام ص 86 وايضا ابنه ايوب بن الحسن في أصحابه (ع) ص 83 وايضا عبيد الله بن على ابى رافع في اصحابه (ع) ص 97 وذكر ابراهيم ابن على بن الحسن بن على بن ابي رافع في اصحاب الصادق (ع) ص 166

١٧٦

وذكر ابواب الكتاب(1) . قال ابن سعيد حدثنا الحسن عن معلى عن أبي زكريا يحيى بن سالم عن ابي مريم عن أبي اسحق عن الحرث عن علي اميرالمؤمنين عليه السلام من ابتداء باب الصلاة في الكتاب وذكر خلافا بين النسختين(2) .

2 - ربيعة بن سميع

عن اميرالمؤمنين عليه السلام(3) كتاب في زكاة النعم. أخبرني الحسين بن عبيدالله وغيره. عن جعفر بن محمد بن قولويه قال: حدثنا ابي وساير شيوخي، عن سعد بن عبدالله، عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن ابي عمير، قال حدثنا عبدالله ابن المغيرة قال حدثنا مقرن عن جده ربيعة بن سميع عن اميرالمؤمنين (ع) أنه كتب له في صدقات النعم وما يؤخذ من ذلك وذكر الكتاب(4) .

____________________

(1) لم يثبت وثاقة الحسن بن القاسم ومن قبله من رجال السند.

(2) الحسن ومعلى وابواسحق لم يظهر حالهم.قلت قد عرفت الطرق إلى كتاب علي عليه السلام وما يتعلق به فيما تقدم فلاحظ.

(3) لم أجد في كلام أصحابنا ولا غيرهم عاجلا مدحا له غير عد الماتن رحمه الله اياه من السلف الصالح من أصحابنا المصنفين وليس في كلامه دلالة على انه من الطبقة الاولى وهم الصحابة او من الطبقة الثانية من المصنفين وهم التابعون ولم أقف عاجلا على رواية له في كتب الحديث.

(4) في الاسناد من لم أجد له ذكرا وهو مقرن الا رواية الجليل

١٧٧

3 - سليم بن قيس الهلالي(1)

ابن المغيرة عنه. ثم انه قد اشرنا إلى ان الماتن (ره) لم يكن في مقام إستقصاء المصنفين وخاصة الاسبقين منهم فلم يذكر جماعة منهم سلمان الفارسي المحمدي أحد الاركان الاربعة رضى الله عنه وقد ذكره الشيخ (ره) في فهرست أسماء المصنفين ص 80 (رقم 328) وتبعه من تأخر مثل ابن شهر آشوب في المعالم وقد روى الشيخ عنه باسناده في التهذيب وغيره من كتبه قد اشرنا اليها في محل آخر.

ومنهم جندب بن جنادة ابوذر الغفاري رضى الله عنه فقد ذكره الشيخ ايضا في الفهرست ص 45 (رقم 149) وابن شهر آشوب وغيرهما ولا نطيل بذلك اذ ليس هو الغرض في هذا الشرح.

____________________

(1) كان سليم من التابعين من اصحاب أميرالمؤمنين (ع). وبقى إلى زمان ابي جعفر الباقر (ع). وتوفى في ايام الحجاج. وقد ذكره البرقي والشيخ في طبقات أصحابهم إلى زمان الباقر عليه السلام.بل عده البرقي في الاولياء من اصحاب اميرالمؤمنين (ع) ص 4 وقال الشيخ في اصحاب علي بن الحسين عليه السلام ص 91 سليم بن قيس الهلالي ثم العامري الكوفي صاحب اميرالمؤمنين (ع) وعده الشيخ المفيد رحمه الله في الاختصاص ص 3 من شرطة الخميس من اصحابه عليه السلام ونحوه ايضا في اصحاب الحسين (ع) ص 8. وفيما رواه ابوعمرو الكشي في رجاله ص 69 دلالة على سماع سليم منهم عليهم السلام.

١٧٨

وكان سليم شيخا متعبدا له نور يعلموه، على ما ذكره ابان بن ابي عياش وقال: فلم أر رجلا كان أشد إجلاله لنفسه، ولا أشد اجتهادا، ولا أطول حزنا، ولا أشد خمولا لنفسه، ولا أشد بغضا للشهرة نفسه منه. وفي روايات عديدة تصديق ابي محمد السجاد والباقر عليهما السلام سليما على ما رواه ابن ابي عياش وفيها ترحمه على سليم وانه (ع) اغرورقت عيناه حينما ذكر عنده حديث سليم وقد اوردنا ما ورد في مدح سليم من الاخبار في كتابنا في اخبار الروات فلا نطيل. وقد مدحه علماء الرجال بل عده بعضهم من العدول وعده الماتن رحمه الله في الاسبقين من سلفنا الصالحين على ما تقدم في الديباجة.وقال العلامة (ره) في الخلاصة ص 83 بعد ذكر الخلاف في كتابه.والوجه عندي: الحكم بتعديل المشار اليه والتوقف في الفاسد من كتابه.وعن المجلسي عده من الثقات العظام والعلماء الاعلام.قلت: لم اجد قدحا في سليم نفسه وانما الطعن المعروف، في كتابه وليس الكلام المحكى عن ابن الغضائري عن اصحابنا: من عدم ذكره في الاحاديث إلا تأييدا للطعن في الكتاب سيأتي الكلام فيه ان شاء الله. وذكره ابن النديم في الفهرست ص 321 في فقهاء الشيعة ومحدثيهم وعلمائهم.

وقال قال: محمد بن إسحاق من اصحاب اميرالمؤمنين (ع) سليم بن قيس الهلالي. وكان هاربا من الحجاج لانه طلبه ليقتله، فلجأ إلى ابان بن أبي عياش، فآواه، فلما حضرته الوفاة، قال لابان: ان لك علي حقا، وقد حضرتني الوفاة يا ابن أخي - انه كان من

١٧٩

له كتاب. يكنى أبا صادق(1) اخبرني علي بن احمد القمي قال حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثنا محمد بن ابي القاسم أمر رسول الله صلى الله عليه وآله كيت وكيت، وأعطاه كتابا وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور. رواه عنه أبان بن ابي عياش لم يرو عنه غيره وقال أبان في حديثه، وكان سليم بن قيس شيخا له نور يعلموه.واول كتاب ظهر للشيعة كتاب سليم بن قيس الهلالي رواه ابن ابي عياش لم يروه غيره انتهى.

قلت: النسخة المطبوعة هكذا وكان قيس شيخا الخ والظاهر بقرينة غيرها سقوطه من النسخة.

قلت: تقدم ان اول كتاب للشيعة هو كتاب إمامهم اميرالمؤمنين عليه السلام ثم عدة من الصحابة ومنهم ابورافع الا انه لا ينافي ذلك كون كتاب سليم اول كتاب للشيعة ظهورا عند عامة الناس وفي كونه مشهورا يعرفه كل أحد.قال النعماني في كتاب الغيبة ص 47: وليس بين جميع الشيعة ممن حمل العلم ورواه عن الائمة عليهم السلام خلاف في كتاب سليم ابن قيس الهلالي.

أصله من أكبر كتب الاصول التي رواها اهل العلم وحملة حديث اهل البيت عليهم السلام، وأقدمها، لان جميع ما اشتمل عليه هذا الاصل انما هو عن رسول الله صلى الله عليه وآله، وعن اميرالمؤمنين (ع) وسلمان، والمقداد، وابي ذر ومن جرى مجراهم ممن شهد رسول الله صلى الله عليه وآله واميرالمؤمنين (ع) وسمع منهما وهو من الاصول التي ترجع اليها الشيعة ويعول عليها.

____________________

(1) ونحوه في الفهرست ص 81 (رقم 334) وذكره ابن النديم بكتابه في الفهرست كما تقدم وابن شهر آشوب وغيرهم وهو كتاب مشهور بين الفريقين كما أشار اليه ابن النديم على ما تقدم.ثم انه لم تجد خلافا في كنيته

١٨٠