تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي0%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 409

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

مؤلف: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي (الإصفهاني)
تصنيف:

الصفحات: 409
المشاهدات: 133010
تحميل: 7859


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 409 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 133010 / تحميل: 7859
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء 1

مؤلف:
العربية

ما جيلويه عن محمد بن علي الصيرفي عن حماد بن عيسى وعثمان بن عيسى قال حماد بن عيسى وحدثناه ابراهيم بن عمر اليماني عن سليم ابن قيس بالكتاب(1) .

____________________

(1) وبهذا الاسناد ذكره الشيخ في الفهرست إلا انه بعد قوله وعثمان بن عيسى قال: عن ابان بن ابي عياش عنه الخ.قلت فهنا طريقان إلى كتابه احدهما عن حماد بن عيسى عن ابراهيم عنه. ثانيهما عن عثمان بن عيسى عن ابان عنه بل ظاهر الفهرست ان حماد بن عيسى رواه تارة عن ابان عنه واخرى عن ابراهيم عنه ولعله سقط ايضا من نسخ المتن. ثم ان ظاهر النجاشي والشيخ رواية ابراهيم عن سليم فلا ينافي ذلك عد الاصحاب ابراهيم بن عمر من اصحاب الباقرين والكاظم عليهم السلام وممن روى عن ابان بن ابي عياش ايضا.

فدعوى توسط أبان في الطريقين وسقوطه من نسخ الكتابين في غير محلها بعد امكان الرواية عنه بلا واسطة كما في رواية الكليني في الكافي باب ان الائمة (ع) شهداء ج 1 ص 191 من الاصول عن علي ابن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن سليم عن اميرالمؤمنين (ع) وبهذا الاسناد عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عثمان عن سليم في كتاب الروضة ص 50 (رقم 21) والظاهر ان عثمان مصحف عمر فلاحظ.قلت: وما ذكره ابن النديم من ان كتاب سليم لم يروه الا ابان فلا يحتج به، ولعله اجتهاد منه مما ذكره في حديث وفاته فلاحظ وتأمل. وفي طريقين إشكال بمحمد بن علي الصيرفي الذي يأتي تضعيفه

١٨١

في ترجمته ولكن رواه ابن الوليد شيخ القميين وفقيههم ومتقدمهم وكان ثقة ثقة عينا مسكونا اليه كما يأتي في ترجمته وقال الشيخ في الفهرست: عارف بالرجال موثوق به. وظاهر الاصحاب تحرزه عن الضعاف وعن رواياتهم وقد استثنى ابن الوليد جماعة او روايات خاصة منهم بضعفهم او بروايتهم عمن لا يوثق به، بل استثنى من كتب علي بن ابراهيم الجليل حديثا واحدا من كتاب الشرايع وقال لا أرويه على ما ذكره الشيخ رحمه الله في ترجمته في الفهرست ص 89 (رقم 370).

وقد ذكرنا في فوائدنا الرجالية جملة من شواهد تحرزه رحمه الله عن امثال ذلك، فرواية ابن الوليد هذا الكتاب عن طريق الصيرفي تشير إلى نوع من الاعتماد منه (ره) الا ان يقال ان ثبوت الكتاب عنده ولو بطرق اخر لا يلازم صحة هذا الطريق.

بقي في المقام إشكال في طريق الشيخ وغيره إلى ابان بن ابي عياش عن سليم وذلك لتضعيف غير واحد من اصحابنا والجمهور ابان بن ابي عياش فيروز وقيل دينار الزاهد ابا اسماعيل البصري التابعي. فقد عد في اصحاب على بن الحسين عليهم السلام كما في رجال البرقي ص 9 ورجال الشيخ ص 83 (رقم 10) وزاد اسمه فيروز وفي اصحاب الباقر (ع) كما في البرقي ص 9 ورجال الشيخ ص 106 (رقم 36) وزاد تابعي ضعيف وفي اصحاب الصادق (ع) كما في رجال الشيخ ص 152 (رقم 190 وقال البصري تابعي.

قلت لا يبعد كون قوله في اصحاب الباقر (ع) تابعي ضعيف مصحف تابعي صغير كما يظهر من العامة مدعيا انه ليس من كبار التابعين

١٨٢

ويظهر ممن ضعفه من العامة ان ابان بن عياش كان من العباد، فلعل التضعيف كان من جهة المذهب.

قال ابن حبان: كان ابان من الذي يسهر الليل بالقيام ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 10 (رقم 15 بعد ذكر اسمه فيروز قال وقيل دينار الزاهد ابواسماعيل البصري احد الضعفاء وهو تابعي صغير يحمل عن أنس وغيره وهو من موالي عبدالقيس) الخ ثم ذكر عن جماعة تضعيفه.وحكى ابن سعد في الطبقات ج 7 ص 254 تضعيفه عن بعضهم.وحكى العلامة الحلى في الخلاصة ص 206 عن علي بن احمد العقيقي ان سليم كان سبب معرفة أبان لهذا الامر. وعن ابن الغضائري تضعيفه وحكاية نسبة وضع كتاب سليم اليه ثم توقف فيه لاجل تضعيف الشيخ وابن الغضائري.

قلت: اما تضعيف العامة لابان فلا يوجب وهنا فيه، بعدما كان أبان عاميا ثم إستبصر، فقد يضعف مثله بما لا يضعف به ساير الشيعة، وسيما ان ابان هو الذي لجاء اليه سليم وهو الراوي لكتابه والناشر لحديثه. وكأن اكثر تضعيفات العامة لابان عولا على شعبة. فقد أكثر الوقيعة في ابان وتبعه غيره.

قال معاذ: قلت لشعبة: ارأيت وقيعتك في ابان تبين لك او غير ذلك فقال: ظن يشبه اليقين.

ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 11 وذكر حكايات القوم تضعيف شعبه وقال في ص 10 روى ابن ادريس وغيره عن شعبة قال: لان يزني الرجل غير من أن يروى عن ابان إلى آخر ما ذكره هناك. قلت: وملخص ما قالوا عن شعبة وغيره في تضعيفه امور.

١٨٣

احدها - منامات ذكروها وانهم رأوا النبي صلى الله عليه وآله في المنام بما يدل على ضعفه.

ثانيها - رواية ابان عن انس بن مالك.

ثالثها - رواية المناكير وعد منها روايات في فضل أهل البيت عليهم السلام.

وان شئت فلاحظ ميزان الاعتدال للذهبي وغيره والامر في ذلك كله واضح وهل هو الا العناد؟ واما تضعيف الشيخ فقد عرفت الكلام فيه باحتمال كون كلمة: تابعي ضعيف مصحف تابعي صغير كما ذكر في كلام القوم. واما تضعيف ابن الغضائري فمع الغض عن الكلام المعروف في تضعيفاته انه يرجع إلى كتابه وسيأتي الكلام فيه. هذا مع ان كتاب سليم رواه غير ابان عنه كما اشرنا اليه وقد روى المشايخ احاديثه في كتبهم بطرقهم، وانما ناقش مثل ابن الغضائري وغيره في كتابه باشتماله على مالا يصح الالتزام به وسيأتي الكلام فيه.

وقد روى عن ابان بن ابي عياش كتابه عثمان بن عيسى كما في الفهرست وتقدم، وايضا عمر بن أذينة فروى الكشي في الرجال ص 68 وقال: حدثني محمد بن الحسن البراني قال حدثنا الحسن بن علي بن كيسان عناسحق بن ابراهيم بن عمر اليماني عن ابن اذينة عن ابان بن ابي عياش قال: هذا نسخة كتاب سليم بن قيس العامري ثم الهلالي رفعه إلى ابان بن ابي عياش وقرأه وزعم أبان انه قراء على علي بن الحسين عليه السلام قال صدق سليم رحمة الله عليه. هذا حديث نعرفه.

١٨٤

محمد بن الحسن قال حدثنا الحسن بن علي بن كيسان عن اسحق ابن ابراهيم عن ابن اذينة عن ابان بن ابي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال قلت لاميرالمؤمنين (ع) اني سمعت من سلمان ومن مقداد، ومن ابي ذر أشياء في تفسير القرآن ومن الاحاديث عن نبي الله (ع) انتم تخالفونه وذكر الحديث بطوله.

قال ابان: فقدر لي بعد موت على بن الحسين (ع) اني حججت فلقيت ابا جعفر محمد بن علي عليه السلام فحدثت بهذا الحديث كله لم اخط منه حرفا فاغرورقت عيناه ثم قال صدق سليم قد أتى أبي بعد قتل جدي الحسين (ع) وأنا قاعد عنده، فحدثه بهذا الحديث بعينه فقال له أبي صدقت.

قد حدثني ابي وعمي الحسن عليه السلام بهذا الحديث عن اميرالمؤمنين صلوات الله عليه وعليهم فقالا لك صدقت قد حدثك بذلك ونحن شهود ثم حدثناه انهما سمعا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله ثم ذكر الحديث بتمامه.

وهنا طريق آخر عن الشيخ الطوسي عن ابن الغضائري عن هارون بن موسى التلعكبري عن علي بن همام بن سهيل عن عبدالله بن جعفر الحميري عن يعقوب بن يزيد ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب واحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن ابي عمير عن عمر بن اذينة عن ابان بن ابي عياش عن سليم بن قيس الهلالي قال عمر بن اذينة: دعاني ابن ابي عياش الحديث وذكر حديث اخباره بموته ووصيته بكتاب سليم في حديث طويل اوردناه في محله.

١٨٥

كلام حول كتاب سليم

قد اشرنا إلى اشكال بعض الاصحاب في كتاب سليم وسبقه في ذلك ابن الغضائري في محكى رجاله قال: والكتاب موضوع لامرية فيه، وعلى ذلك علامات فيه تدل على ما ذكرنا منها ما ذكر ان محمد ابن ابي بكر وعظ اباه عند الموت. ومنها ان الائمة ثلاثة عشر. وغير ذلك، وأسانيد هذا الكتاب يختلف تارة برواية عمر بن اذينة عن ابراهيم بن عمر الصنعاني عن ابان بن ابي عياش عن سليم، وتارة يروي عن عمر عن ابان بلا واسطة.

قلت ما ذكره في وجه كونه موضوعا من الامور الثلاثة ضعيف جدا مع انه تفرد في دعواه بل أنكر عليه من تأخر ولذلك وامثاله من الاكثار في الجرح توقف جماعة في الاخذ بجرحه. اما الاول فمع تسليم حكاية وعظ محمد لابيه وعدم انكارها كما عن بعض الاصحاب مدعيا ان المذكور فيه وعظ ابن عمر لابيه. وايضا تسليم استحالة وعظ صبي يكون عمره قريبا من ثلث سنين حتى اذا كان بتعليم غيره مع ان الموجود فيه حكايته بكاء ابيه على مافعل دون وعظه لابيه. يرد عليه ان يكون ولادة محمد بن ابي بكر في حجة الوادع كي تتم دعوى استحالة الوعظ من مثله، غير قطعي وان اشتهر فلا يوجب القطع ببطلان حديث وعظه لابيه، ولو سلم فكون حديث الوعظ موضوعا لا يلازم القطع بكون الكتاب كله كذلك.

١٨٦

واما الثاني وهو ان الائمة ثلاثة عشر فلا يوجد في كتاب سليم ولو كان في نسخة لبان واشتهر، وانما هو أمر زعمه ابوالحسين بن الشيبة العلوي الزيدي فذكر ان الائمة ثلاثة عشر مع زيد بن علي عليه السلام واحتج بما في كتاب سليم ان الائمة اثنا عشر من ولد اميرالمؤمنين (ع) على ما ذكره الماتن (ره) في ترجمة هبة الله بن احمد الكاتب (رقم 1196).

قلت وما زعمه فاسد اولا انه لو سلم وجود الحديث الذي ادعاه " ان الائمة اثنا عشر الخ " فانما يقتضى عدم ولاية علي وامامته اذ بعد التصريح بالعدد في الصدر وبالنوع وهو كون الامام من ولد علي عليه السلام كما في الذيل فيخرج علي (ع) من الحديث فلا يجوز الاخذ بظاهره. وثانيا انه لا تصريح فيه بامامة زيد. فالزيدي عليه إلتماس دليل آخر سواء دل الحديث على انهم اثنا عشر او ثلاثة عشر اولا وهذا واضح وما اظن باحد ان يحتج بهذا الحديث على إمامة زيد ولعل ابا الحسين الزيدي قد احتج عليه بان إمامته يستلزم ان يكون الائمة ثلاثة عشر وهو خلاف ضرورة الاخبار الدالة على حصرهم في اثنى عشر. فاتعب ابوالحسين نفسه بالجواب عنه بمنع الضرورة على الحصر المذكور فان في كتاب سليم ما يقتضى كونهم ثلاثة عشر اذ بعد مفروغية إمامة اميرالمؤمنين فامامة الاثنا عشر من ولده يستلزم كون الائمة (ع) ثلاثة عشر. وفيه ان الحديث على خلاف مدعاه أدل فانه نص في العدد وهو

١٨٧

اثنا عشر، وظاهر في كون الجميع من ولد اميرالمؤمنين (ع) مع امكان ارادة كون العدد من علي (ع) ومن ولده بان يكون اكمال العدد من ولده، وحيث لا يقول الزيدي بخروج علي (ع) ولا سائر الائمة (ع) فلابد من التزامه بخروج زيد من الحديث لان التحفظ على نص الحديث في العدد وظهوره في التعيين يقتضى عدم زيد بن علي (ع) فلاحظ.

وثالثا ان كتاب سليم خال عن الحديث المذكور بل فيه ما يدل على خلافه - وهو ما رواه عن النبي صلى الله عليه وآله حيث قال بعد ذكر كون علي عليه السلام وشركائه قرينا لله وللرسول في وجوب الطاعة وتفسير شركاء علي عليه السلام بالحسن والحسين واولاده: ثم اقبل على الحسين فقال سيولد لك محمد بن علي في حياتك فقرأه مني السلام ثم تكملة الاثنى عشر اماما من ولدك يا اخي الحديث فلاحظ المطبوع منه ص 106 ورابعا انه لو سلم وجود رواية في كتاب ربما يحتج به لمذهب او رأي فاسد او امر باطل فهذا لا يوجب كونها موضوعة فضلا عن دعوى كون الكتاب كله موضوعا. او ليس في الكتب الاربعة وغيرها من المصادر المعتمدة عند الشيعة رواية تشعر على مذهب باطل او رأي فاسد فكم فيها من المتشابه الذي يتبعه من في قلبه مرض ابتغاء تأويله.

وهذا أمر لا يخفى على المتتبع الا ترى ان الواقفة قد استند بروايات كثيرة من اخبارنا على مذهبهم: ان القائم الحجة هو ابوالحسن موسى بن جعفر عليهم فهل يوجب ذلك الطعن في هذه الكتب؟ وامثال ذلك كثيرة بل نعلم جزما بوجود اخبار متعارضة في هذه الكتب ويستلزم ذلك القطع بعدم صدور احد المتعارضين وكذبه فهل يستلزم ذلك الطعن في الكتب؟

١٨٨

واما الثالث وهو اختلاف أسانيد كتاب سليم، ففيه اولا منعه فقد روى اصحابنا تارة عن حماد بن عيسى وعثمان بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن سليم كما تقدم عن الكليني والنجاشي بل عن الشيخ على كلام وعن غيرهما واخرى عن حماد وعثمان عن ابراهيم عن ابان بن ابي عياش عنه كما في الفهرست على ما تقدم وايضا التهذيب ج 9 ص 177 وغيره.

وثالثة عن عمر بن اذينة عن ابان عنه كما ذكره الكشي والصدوق في الخصال ب 3 ص 20 وغير موضع من عيون الاخبار مثل ص 25 وص 45 من ج 1 وغير ذلك مما يطول بذكره. فلم نجد عاجلا رواية ابن اذينة عن ابراهيم عن ابان تارة وعن ابن اذينة عنه بلا واسطة اخرى. ولو سلم فرواية المعاصر عن مثله وعن شيخهما بواسطة المعاصر او بدونها كثيرة كما لا يخفى. ومع عدم صحة الرواية بلا واسطة لعلو الطبقة يلتزم بسقوطها عن النسخة دون وضع الكتاب كله.

وروى الاصحاب ايضا عن علي بن جعفر الحضرمي عن سليم ايضا كما في اختصاص المفيد ص 329 وقد ظهر مما ذكرنا ان نسبة وضع الكتاب في غير محلها وقد أجاد من انكر على ابن الغضائري ذلك بعدم وجود امارات للوضع. وانت خبير بان نسبة الوضع لا تلائم رواية اجلاء الطائقة قبل ابن الغضائري لهذا الكتاب ولروايات سليم وفيهم من صرح النجاشي وغيرهم بكونه غير مطعون في حديثه، ثقة في رواياته، مسكونا اليه في احاديثه وغير ذلك مما ينافى روايتهم لكتاب موضوع.

١٨٩

وهؤلاء مثل ابن ابي جيد شيخ النجاشي والشيخ، والصدوق، وابن الوليد، واحمد بن محمد بن عيسى، والحسين بن سعيد وعبدالله ابن جعفر الحميري، ومحمد بن الحسين بن ابي الخطاب، وهارون بن موسى التلعكبري، ويعقوب بن يزيد، وحماد بن عيسى، ومحمد بن ابي عمير وغيرهم من اجلاء الرواة.

تتميم: ظاهر جملة من الروايات: ان سليم بن قيس روى نسخة وصية اميرالمؤمنين (ع) وصريح بعضها انها نسخة كتاب سليم فروى الشيخ (ره) في الغيبة ص 177 عن شيخه احمد بن عبدون عن ابن الزبير القرشي عن علي بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبدالله بن زرارة عمن رواه عن عمرو بن شعر عن جابر عن ابي جعفر (ع) قال: هذه وصية اميرالمؤمنين (ع) - وهي نسخة كتاب ليم بن قيس الهلالي رفعها إلى ابان وقرأها عليه قال ابان: وقرأتها على علي بن الحسين (ع) فقال: صدق سليم رحمه الله قال سليم الحديث.

وروى ايضا في التهذيب ج 9 ص 178 باب الوصية ووجوبها باسناده عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن عمروبن شعر عن جابر عن ابي جعفر عليه السلام وابراهيم بن عمر عن ابان رفعه إلى سليم بن قيس الهلالي رضى الله عنه قال سليم: شهدت وصية اميرالمؤمنين عليه السلام حين اوصى ابنه الحسن (ع) واشهد على وصيته الحسين (ع) ومحمدا وجميع ولده ورؤساء شيعته وأهل بيته ثم دفع الكتاب اليه والسلاح ثم قال لابنه الحسن (ع) الحديث.

قلت وذكر الحديث في الوصية الي ان قال عند تمامها: وزاد فيه ابراهيم بن عمر قال قال ابان: قرأتها على علي بن الحسين (ع) فقال علي بن الحسين

١٩٠

4 - الاصبغ بن نباتة المجاشعي(1)

كان من خاصة اميرالمؤمنين عليه السلام(2) عليه السلام: صدق سليم. ورواه الصدوق في الفقيه.

ورواه الكليني باب النص على امامة الحسن (ع) ج 1 ص 298 باسناده عن الحسين ابن سعيد نحوه.

____________________

(1) ذكر البرقي والشيخ وغيرهما كالذهبي في ص 271 من ميزان الاعتدال ج 1 لقبه التميمي الحنظلي. قال ابن سعد في الطبقات ج 6 ص 225 الاصبغ بن نباتة بن الحارث بن عمرو بن فاتك بن عامر بن مجاشع بن دارم من بني تميم. روى عن علي (ع) وكان من اصحابه.

(2) عده البرقي من خواص أصحابه (ع) من مضرص 5 وذكره الشيخ (ره) في اصحابه (ع) ص 34 وابن سعد في طبقاته ج 6 ص 225. وفى مدح الاصبغ روايات بل فيها ما يصرح بوثاقته وقد أوردناها في كتابنا أخبار الرواة. وذكره الكشي في شرطة الخميس من أصحابه (ع) ص 68 وهناك روايات ترجع إلى واحد عن ابي الجاورد عن الاصبغ في شرطة الخميس وتفسيرها وذكر تفسيرها البرقي ايضا في اصحابه (ع) ص 3 وايضا المفيد في الاختصاص ص 65.

وفيما رواه الكشي باسناده عن الاصبغ قال قلت له: كيف سميتم شرطة الخميس يا اصبغ؟ قال: انا ضمنا له الذبح، وضمن لنا الفتح - يعني اميرالمؤمنين عليه السلام. وقد ورد في تفسير شرطه الخميس روايات أوردناها مع ما عد فيه الاصبغ من شرطة الخميس في كتابنا في أخبار الرواة

١٩١

وعمر بعده(1) وكان الاصبغ كثير الحب لامير المؤمنين عليه السلام تشير إلى ذلك سيرته وما ورد فيه منها ماورد في استيذانه للدخول عليه بعدما اصيب (ع) برأسه كما في امالي المفيد في المجلس الثاني والاربعين ص 216 وغيره اوردناها في محله.

وفي ميزان الاعتدال ج 1 ص 125 في ترجمته قال ابن حبان: فتن بحب علي عليه السلام فأتى بالطامات فاستحق من اجلها الترك. وكان الاصبغ رجلا فاضلا كا نص عليه المفيد في الاختصاص ص 65 ويدل عليه ما رواه عن اميرالمؤمنين عليه السلام ومنها ما رواه الشيخ في الغيبة ص 104.

وكان شهد معه (ع) حرب الجمل، وصفين كما يشهد بذلك جملة من الاخبار وعنه حكاية ما وقع في صفين كما في ترجمة اويس القرني في الكشي ص 65 وكان ممن امرهم اميرالمؤمنين عليه السلام بالمسير من الكوفة إلى المدائن كما ذكره المفيد في الاختصاص ص 273.

____________________

(1) ونحوه في فهرست الشيخ (ره) ص 37 وروى ابن سعد في الطبقات ج 6 ص 225 باسناده عن فطر قال: رأيت الاصبغ يصفر لحيته الخ.ولكن في الكشي ترجمة محمد بن فرات ص 144 باسناده عن جعفر بن فضيل قال قلت لمحمد بن فرات لقيت انت الاصبغ؟ قال: لقيته مع أبي فرأيته شيخا أبيض الرأس واللحية طوالا الحديث.وبقى إلى زمان أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام وروى عنه كثيرا كما ذكره الشيخ (ره) في اصحابه ص 66 والذهبي في سير اعلام النبلاء ج 3 ص 4 وابن المشهدي في المزار باب فضل مسجد الكوفة. وقد روى عنه جماعة من اصحاب السجاد والباقر عليهما السلام

١٩٢

روى عنه (ع) عهد الاشتر(1) ووصيته إلى محمد إبنه.

روى عن الاصبغ جماعة مثل سعد بن طريف وزياد بن المنذر ابي الجارود كثيرا وعبدالله بن جرير العبدي كما في الروضة ص 295 وغير هؤلاء ممن يطول بذكرهم.

____________________

(1) وفي الفهرست ص 37 (رقم 109) وروى عهد مالك الاشتر الذي عهده اليه أميرالمؤمنين عليه السلام لما ولاه مصر. وذكر ذلك ابن شهر اشوب في المعالم ويأتي في ترجمة صعصعة بن صوحان رقم 549 طريقا اخر إلى عهد الاشتر.قلت كان الاصبغ كثير الرواية متقنا في حديثه من كبار التابعين وكان اكثر رواياته عن اميرالمؤمنين عليه السلام وقد روى عن الصحابة عن النبي صلى الله عليه واله فضائل علي عليه السلام وله روايات كثيرة في فنون العلم: ابواب الفقه والتفسير والحكم وساير الابواب وروايات في فضل اميرالمؤمنين عليه السلام وفضل وليه وشيعته كما في اختصاص المفيد ص 66 وغيره.ولاجل ذلك كله طعن فيه جماعة من العامة مع تصريح عدة منهم بانه ثقة في نفسه وانما أتى الانكار من جهة من روى عنه ومن جهة احاديثه ورواياته بما مر جوابه في كلامهم وما ذكره في وجه ضعفه امور ذكرها الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 125 وابن حجر في تهذيب التهذيب ج 1 ص 362.احدها حبه لعلي عليه السلام. قال ابن حبان: فتن بحب علي عليه السلام فأتى بالطامات فاستحق الترك. ثانيها ان عامة ما يرويه عن علي (ع) قال ابن عدي: ما يرويه

١٩٣

اخبرنا ابن الجندي، عن علي بن همام، عن الحميري، عن هارون بن مسلم، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الاصبغ بالعهد(1) . عن علي عليه السلام لا يتابعه احد عليه وهو بين الضعف. وقال: البزاز اكثر احاديثه عن علي عليه السلام لا يرويها غيره.

ثالثها قوله بالرجعة. ذكره العقيلي.

رابعها انه كان على شرطة علي عليه السلام.

خامسها انه منكر الحديث.

قاله الدار قطني ويظهر من غيره ايضا وقد ذكروا من مناكيره روايته عن ابي ايوب عن النبي صلى الله عليه وآله انه امرنا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين قلت يا رسول الله مع من؟ قال مع علي بن ابي طالب. وروايته عن علي عليه السلام قال ان خليلي حدثني أني اضرب بسبع عشرة تمضين من رمضان وهي التي مات فيها موسى عليه السلام وأموت لاثنين وعشرين تمضين من رمضان وهي الليلة التي رفع فيها عيسى قلت وان شئت فلاحظ ميزان الاعتدال وتهذيب التهذيب وطبقات ابن سعد.

____________________

(1) وفي الفهرست اخبرنا بالعهد ابن ابي جيد عن محمد بن الحسن بن الحميري عن هارون بن مسلم، والحسن بن طريف جميعا عن الحسين بن علوان الكلبي وذكر نحوه.قلت والطريق لا يخلو عن كلام تارة بعلي بن همام، فلم يذكر بمدح واخرى بسعد بن طريف فلم يوثق بل قيل ناووسي واقفي الا ان الشيخ (ره) قال: صحيح الحديث، وايضا روى عنه جعفر بن بشير الذي وثقه النجاشي وقال روى عن الثقات ورووا عنه وثالثة بالحسين بن علوان فعن ابن عقدة ان الحسن اوثق من أخيه

١٩٤

واخبرنا عبدالسلام بن الحسين الاديب، عن ابي بكر الدوري عن محمد بن احمد بن ابي الثلج عن جعفر بن محمد الحسنى، عن علي بن عبدك عن الحسن بن ظريف، عن الحسين بن علوان عن سعد بن طريف عن الاصبغ بالوصية(1) .

واحمد عند اصحابنا وفي جش اخيه الحسن اخص بنا واولى وفى الكشي ص 247 ذكر جماعة وعده منهم ثم قال: هؤلاء من رجال العامة الا ان لهم ميلا ومحبة شديدة الخ.

____________________

(1) وفي الفهرست اخبرنا الحسين بن عبيدالله عن الدوري الخ وذكر مثله، الا انه زاد لقب علي بن عبدك بالصوفي وايضا بالاسناد عن الدوري نحوه.قلت: علي بن عبدك مهمل وجعفر بن محمد روى عن التلعكبري ولم يصرح بتوثيق هذا مضافا إلى القدح في السند بما تقدم.وروى الصدوق (ره) في المشيخة (رقم 83) عن ما جيلويه عن ابيه عن احمد بن محمد بن خالد عن الهيثم بن عبدالله النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن ثابت عن سعد بن طريف عن الاصبغ.قلت: اما عمرو بن ثابت فلم يثبت وثاقته والهيثم ممدوح بانه خير فاضل كما في الكشي وفي النجاشي انه قريب الامر وما جيلويه لم يصرح بتوثيق الا انه استفيد وثاقته من عدة امور مذكورة في محلها.وللصدوق (ره) طريق آخر إلى عمرو بن ثابت ابي المقدام في المشيخة (رقم 362) يأتي ذكره في محله كما ان له طريق آخر إلى وصية اميرالمؤمنين عليه السلام إلى ابنه محمد بن الحنفية (رقم 359) باسناده إلى ابى عبدالله عليه السلام عنه (ع).

١٩٥

5 - عبيدالله بن الحر الجعفي

الفارس الفاتك(1) وقد ذكرها في الفقيه وروى اصحابنا حديث الوصية بطرقهم ويطول بذكرها.

وذكر الشيخ في الفهرست ص 38 للاصبغ بن نباتة المجاشعي مقتل الحسين (ع) وقال: وروى الدوري عنه ايضا مقتل الحسين بن علي (ع) عن احمد بن محمد بن سعيد عن احمد بن يوسف الجعفي عن محمد بن يزيد النخعي، عن احمد بن الحسين عن أبي الجارود عن الاصبغ، وذكر الحديث بطوله.

قلت الجعفي والنخعي مهملان وابوالجارود ضعيف واحمد بن الحسين مشترك بين الضعيف وغيره.

____________________

(1) وكان شجاعا لا يعطى للامراء طاعة وربما كان يخرج في خمسين فارسا.ولما دخل على معاوية قال: يابن الحر ما هذه الجماعة التي بلغني أنها ببابك قال أولئك بطانتي أقيهم وأتقى بهم إن ناب جور أمير. وجرى بينهما كلام في علي عليه السلام فخرج عبيدالله مغضبا وارتحل إلى الكوفة في خمسين فارسا وسار يومه ذلك حتى إذا أمسى بلغ مسالح معاوية، فمنع من السير، فشد عليهم وقتل منهم نفرا، وهرب الباقون، وأخذ دوابهم، وما احتاج اليه ومضى، لا يمر بقرية من قرى الشام الا أغار عليها حتى قدم الكوفة. هذا كما يستفاد من كتب القوم وان شئت فلاحظ خزانة الادب للشيخ ابن عمر البغدادي ج 1 ص 297 ولعله لذلك قيل له الفارس الفاتك. وقيل انه من اللصوص والخائضين في دماء الناس واموالهم والله العالم.

١٩٦

الشاعر(1) .

_____________________

(1) وله اشعار منها ما أنشأه في رثاء ابي عبدالله الحسين (ع) ذكرها البغدادي في خزانة الادب ج 1 ص 296.قلت لم نجد في كتب التاريخ والحديث ما يدل على حسن حال عبيدالله الجعفي ولذا ينكر على النجاشي ذكره في عداد سلفنا الصالحين من مصنفي الامامية هذا مع ان النجاشي هو الاولى بالعلم بأحوال الرجال لاحاطته وقوة وبصيرته. ولعله رحمه الله اكتفى في ذلك بما عرف من صحة اعتقاده وعدم مشاركته في نصر معاوية على اميرالمؤمنين عليه السلام.ولما دخل على معاوية وكان له مكرما، قال لعلك يابن الحر قد تطلعت نحو بلادك ونحو علي بن ابي طالب (ع) قال عبيدالله ان زعمت ان نفسي تطلع إلى بلادي وإلى علي (ع) إني لجدير بذلك. وإنه لقبيح لي الاقامة معك وتركي بلادي. واما ما ذكرت من علي (ع) فانك تعلم انك على الباطل.

فقال له عمرو بن العاص كذبت يابن الحر وأثمت فقال له عبيدالله بل انت اكذب مني ثم خرج مغضبا. ولما رجع من الشام إلى الكوفة، وعرف ان امرأته بالكوفة قد أخذها اهلها وزوجوها من عكرمة، خاصمهم إلى علي بن ابي طالب فقال له: يابن الحر أنت الممالئ علينا عدونا فقال ابن الحر: اما ان ذلك لو كان لكان أثري معه بينا وما كان ذلك مما يخاف من عدلك وقاضى الرجل إلى علي عليه السلام، فقضى له بالمرأة، فاقام عبيدالله معها منقبضا عن كل أمر في يدي علي عليه السلام.هذا ما وقفت عليه وان شئت التفصيل في معرفة احواله فراجع خزانة الادب للبغدادي ج 1 ص 297 وغيره.

١٩٧

ولم يشارك ابن الحر في نصر الخمير يزيد لعنه الله على حرب الحسين واهل بيته عليهم السلام.

فلما قتل مسلم بن عقيل عليه السلام بالكوفة وتحدث اهل الكوفة ان الحسين عليه السلام يريد الكوفة خرج ابن الحر متحرجا من دم الحسين ومن معه من اهل بيته وبذلك نطق ايضا عندما واجهه الحسين عليه السلام قائلا له: ما يمعنك يابن الحر أن تخرج معي قال ابن الحر لو كانت كائنا من احد الفريقين لكنت معك، ثم كنت من أشد اصحابك على عدوك.ولما قتل الحسين عليه السلام واهل بيته واصحابه عليهم السلام ندم ابن الحر على تساهله وتركه لنصره، ورثاه بشعره المعروف. ذكر ذلك البغدادي في خزانة الادب ج 1 ص 296 وغيره فلاحظ.ومن شعره:

يالك حسرة مادمت حيا

تردد بين حلقي والتراقي

حسينا حين يطلب بذل نصرى

على اهل العداوة والشقاق

ولو أنى اواسيه بنفسي

لنلت كرامة يوم التلاق

مع ابن المصطفى نفسي فداه

فيا لله من ألم الفراق

غداة يقول لي بالقصر قولا

أتتركنا وتزمع بالطلاق

فلو فلق التلهف قلب حي

لهم اليوم قلبي بانفلاق

فقد فاز الاولى نصر واحسينا

وخاب الآخرون أو لي النفاق

قلت: ان هذا كله لا يخرجه عن كونه غير معروف بالوثاقة والصلاح ان لم يكن بالفساد مشهورا فلا عذر بعد تقصير واي ذنب اعظم من تركه لنصر امام زمانه ريحانة رسول الله وابن سيدة النساء والندم والتأسف والتلهف والحزن والرثاء لا يبرر أمثاله.

١٩٨

له نسخة يرويها عن امير المؤمنين (ع).

قال ابوالعباس احمد ابن علي بن نوح: وقد ذكر ذلك البخاري(1) فقال اسماعيل بن جعفر بن أبي حفصة عن سليمان بن يسار وقال شريك عن عمر بن حبيب عن عبيدالله بن حر(2) حديثه في الكوفيين(3) . قال ابوالعباس حدثنا الحسين بن ابراهيم قال حدثنا محمد بن هارون الهاشمي قال حدثنا محمد بن الحسين بن الحسين، وعيسى بن عبدالله الطيالسي العسكري قالا: حدثنا محمد بن سعيد الاصفهاني قال حدثنا شريك، عن جابر، عن عمرو بن حريث عن عبيدالله بن الحر: انه سأل الحسين بن علي عليهم السلام عن خضابه؟ فقال (ع) اما انه ليس كما ترون انما هو حنا وكتم(4) .

____________________

(1) تعليق الماتن رحمه الله كون ابن الحر ذا نسخة على أبي العباس حكاية عن البخاري، مشعر بعدم الجزم به - اما للتوقف في اصل النسخة، أو في إسنادها إلى ابن الحر، أو لعدم كونه من سلفنا الصالحين وانما ذكره بهذه النسخة في عداد المصنفين من الطبقة الاولى من الشيعة لثبوتها بطريق المخالفين الذين عير بعضهم علينا " بانه لا سلف لكم ولا مصنف " كما ذكره الماتن (ره) في ديباجة الكتاب.

(2) ذكره البخاري في التاريخ الكبير ج 3 ق 1 ص 377 (رقم 1202) وفيه خصيفة بدل حفصة.

قلت: وفى نسخة من المتن خضفة وفى نسخة أخرى خصفة.

(3) يشترك مع الطريق الاول في الضعف بجهالة غير واحد من رجاله وضعف بعضهم.

(4) إشارة إلى حديث دخول الحسين بن علي (ع) على عبيدالله ابن الحر في مسيه إلى الكوفة. ولما نزل قصر بنى مقاتل ورأى فسطاطه

١٩٩

أرسل بعض أصحابه اليه ليدعوه إلى نصره، فلم يجب دعوته، ثم اقبل الحسين عليه السلام بنفسه يمشي حتى دخل عليه في الفسطاط.

قال يزيد بن مرة: فحدثني عبيدالله بن الحر قال: دخل علي الحسين (ع) ولحيته كانها جناح غراب ولا رأيت احدا قط أحسن ولا أملا للعين من الحسين (ع)، ولا رققت على أحد قط رقتي عليه حين رأيته يمشي والصبيان حوله، (ثم ذكر الحديث) إلى أن قال: ثم خرج الحسين (ع) من عنده، وعليه جبة خز، وكساء وقلنسوة موردة قال: ثم أعدت النظر إلى لحيته فقلت: أسواد ما أرى أم خضاب؟ قال: عجل علي الشيب، فعرفت انه خضاب. ذكره البغدادي في خزانة الادب ج 1 ص 297 وبعده.

قلت: ذكر اصحابنا الامامية كالصدوق في اماليه ص 94 في المجلس الثلثين وغيره بل الجمهور كاحمد بن داود الدينوري في الاخبار الطوال ص 249، والطبري في تاريخه ج 4 ص 307 وغيرهم حديث دعوة الحسين بن علي (ع) ابن الحر لنصره، وما جرى بينهما من المحادثات) واباء ابن الحر عن نصره، وحديث اهدائه سيفه وفرسه وإعراض الحسين (ع) عنه قائلا: لا حاجة لنا فيك ولا في فرسك، وما كنت متخذ المضلين عضدا ولكن فر، فلا لنا ولا علينا، فانه من سمع واعيتنا أهل البيت ثم لم يجبنا أكبه الله على وجهه في نار جهنم ثم سار. وايضا حديث وقوفه على مصرع الشهداء بعد وقعة كربلا وبكائه وندامته وما انشد من الشعر وغير ذلك من اخباره في كتابنا اخبار الرواة ويأتي في ابراهيم بن سليمان النهمي (رقم 18) كتاب في حديث ابن الحر.

٢٠٠