تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ١

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي0%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 409

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

مؤلف: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي (الإصفهاني)
تصنيف:

الصفحات: 409
المشاهدات: 133027
تحميل: 7859


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 409 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 133027 / تحميل: 7859
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء 1

مؤلف:
العربية

ثم انه لا يخفى ان من ذكره المصنف النجاشي بعنوان سلفنا الصالحين من المصنفين من الصحابة والتابعين كلهم ممن أخذ من امير المؤمنين عليه السلام ثم جمع ما سمعه منه (ع) فجعله كتابا، أو روى عنه كتابا، أو نسخة، او خطبة وفى ذلك دلالة على تقدم الشيعة في الفنون باتباعهم عليا عليه السلام، وباهتدائهم بنور علمه فهو المؤسس واول من صنف في الاسلام كما تقدم.

وعلى هذا كان الانسب ذكر الماتن جماعة اخرى من الصحابة او التابعين الذين سمعوا منه جوامع العلم، وكان لهم كتابا، او نسخة وذكر بعضهم شيخ الطائفة في الفهرست ويأتي من الماتن ذكر صعصعة ابن صوحان في بابه (رقم 540). وقد أهمل رحمه الله ذكر مثل أبي الاسود الدؤلى البصري ظالم ابن عمرو بن سفيان بن جندل ويقال ظالم بن ظالم الذي عده الشيخ رحمه الله في اصحاب اميرالمؤمنين وفي اصحابي الحسن والحسين واصحاب ابي محمد السجاد عليهم السلام وذكره اصحاب التراجم والسير والطبقات والتاريخ من اصحابنا ومن العامة. وقد وضع كتابا في النحو كما صرح به غير واحد. وكان ابوالاسود عظيم الشأن كبير المنزلة عند علماء الاسلام حتى العامة مع انه كان من الشيعة، ومن أصحاب اميرالمؤمنين والائمة من بعده عليهم السلام.

قال السيوطي في بغية الوعاة ص 274: كان من سادات التابعين ومن أكمل الرجال رأيا، وأسدهم عقلا، شيعيا، شاعرا، سريع الجواب ثقة في حديثه. روى عن عمر وعلى عليه السلام وابن عباس

٢٠١

وأبي ذر وغيرهم. وعنه إبنه ويحيى بن يعمر. وصحب علي بن ابي طالب (ع)، وشهد معه صفين.

إلى ان قال: وهو اول من نقط المصحف قال الحافظ ابوالاسود معدود في طبقات الناس، وهو في كلها مقدم مأثور عنه في جميعها معدود في التابعين، والفقهاء، والمحدثين، والشعراء، والاشراف والفرسان، والامراء، والدهاة والنحاة، والحاضرين الجواب، والشيعة والبخلاء، والصلع الاشراف والبخر الاشراف، مات سنة سبع وستين للهجرة بطاعون الجارف. انتهى كلامه.

وذكره في تهذيب التهذيب ج 12 ص 11 رقم 52 ثم قال قال: ابوحاتم ولى قضاء البصرة.

وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين ثقة.

وقال العجلي: كوفي تابعي، وهو اول من تكلم في النحو.

وقال الواقدي: كان ممن اسلم على عهد النبي صلى الله عليه وآله وقاتل مع علي (ع) يوم الجمل.

وهلك في ولاية عبيدالله بن زياد وقال يحيى بن معين وغيره: مات في طاعون الجارف سنة تسع وستين قلت: وفيها أرخه ابن ابي خيثمة، والمرزباني وزاد وكان له يوم مات خمس وثمانون سنة.

قال: ابن ابي خيثمة كان يقال ان ابا الاسود مات قبل الطاعون إلى ان قال: وقال ابن سعد في الطبقة الاولى من اهل البصرة. كان شاعرا متشيعا وكان ثقة في حديثه ان شاء الله تعالى وكان ابن عباس لما خرج من البصرة استخلف عليها ابا الاسود فاقره علي عليه السلام.

وذكره ابن عبد البرفى الاستيعاب فقال كان ذا دين، وعقل، ولسان، وبيان وفهم، وذكاء وحزم، وكان من كبار التابعين وذكره

٢٠٢

ابن حبان في ثقات التابعين.

قلت قد اكثروا المدح والثناء عليه بما يطول بذكره وان شئت فلاحظ وفيات الاعيان وطبقات ابن سعد ج 7 ص 99، وتقريب ابن حجر وكتب الذهبي والراغب الاصفهاني وغيرهم وصرحوا في كتبهم بانه اول من أسس النجو بارشاد اميرالمؤمنين عليه السلام وتعليمه.

قال ابن النديم في الفهرست ص 65 قال: محمد بن اسحق: زعم اكثر العلماء ان النحو أخذ عن ابي الاسود الدؤلي وان أبا الاسود أخذ ذلك عن أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (ع) وعن السيوطى في كتابه الاشباه والنظائر عن أمالي ابي القاسم الزجاجي باسناده عن سعيد بن مسلم الباهلي عن ابيه، عن جده، عن أبي الاسود الدؤلي انه قال: دخلت على علي بن ابي طالب عليه السلام فرأيته مطرقا مفكرا، فقلت فيم تفكر يا اميرالمؤمنين؟ قال: اني سمعت ببلدكم هذا لحنا فاردت أن أضع كتابا في اصول العربية فقلنا: ان فعلت هذا حييتنا وبقيت فينا هذه اللغة ثم اتيته بعد ثلث فألقى الي صحيفة فيها بسم الله الرحمن الرحيم الكلام كله اسم، فعل وحرف إلى آخر ما ذكره: وفيه قال ابوالاسود فجمعت منه اشياء وعرضتها عليه فكان من ذلك الخ.

قلت وقد صرح غير واحد منهم بانه أخذ النحو من علي (ع) فأمره بوضعه في الكلام: وفي كلام بعضهم أمره عليه السلام باشتراء صحيفة فأملى عليه، وذكر له اصول النحو وقال ابن الجزري في طبقات القراء ج 1 ص 346 في ترجمته: قاضي البصرة ثقة جليل اول من وضع مسائل في النحو باشارة علي عليه السلام فلما عرضها على علي (ع) قال ما احسن هذا النحو الذي نحوت فمن ثم سمى النحو نحوا، أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وآله ولم يره فهو من المخضرمين.

٢٠٣

" باب الالف منه "-

6 - ابان بن تغلب بن رياح ابوسعيد البكري الجريري

مولى بني جرير بن عبادة بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة (تغلبة) ابن عكاشة (عكابة خ) ابن صعب بن علي بن بكر بن وائل(1) . عظيم المنزلة في أصحابنا(2) . أخذ القراء‌ة إلى أن قال: توفى في طاعون الجارف سنة تسع وستين وتفصيل ما ورد في ذلك في محله.

____________________

(1) ونحوه في فهرست الشيخ ص 17 ومعجم الادباء ج 1 ص 107 لياقوت الحموي وبغية الوعاة للسيوطي ص 176 ولقبه البرقي في رجاله بالكندي في اصحاب الباقر (ع) ص 9 وزاد في اصحاب الصادق (ع) كوفي وقال الصدوق (ره) في مشيخة الفقيه اليه (رقم 49) وهو يكنى أبا سعيد وهو كندي كوفي الخ. وذكر ابن سعد في الطبقات ج 6 ص 360 لقبه: الربعي.وقال السيوطي في بغية الوعاة ص 176 في ترجمته: وقال الداين: هو ربعي، كوفي، نحوي، يكنى أبا أميمة أخذ الخ وقال ابن الجزرى في طبقات النحاة ص 4: ابان بن تغلب الربعي ابوسعيد ويقال ابوأميمة الكوفي النحوي جليل قرأ على عاصم الخ..

(2) قلت وفي العامة ايضا كذلك قال في بغية الوعاة ص 176: قال ياقوت: كان قارئا فقيها لغويا، اماميا، ثقة عظيم المنزلة جليل القدر الخ.. وقال ابن الجزري: ص 4 ج 1 من غاية النهاية جليل الخ.

٢٠٤

لقى علي بن الحسين، وابا جعفر، وابا عبدالله عليهم السلام(1) روى عنهم(2) وكانت له عندهم منزلة وقدم(3) . وذكره البلاذري(4) قال روى ابان عن عطية العوفى.

____________________

(1) وفى الفهرست ص 17 ثقة جليل القدر، عظيم المنزلة في اصحابنا، لقى ابا محمد علي بن الحسين الخ ولكن بدل (منزلة): قال: خطوة وذكره في رجاله في اصحاب علي بن الحسين ص 82 9 كما في المتن وقال: مولى توفى في سنة احدى واربعين ومأة في خلافة ابي جعفر، وروى عن ابي جعفر (ع) وابي عبدالله (ع). وذكره في اصحاب الباقر (ع) ص 106، واصحاب الصادق (ع) ص 151 وذكره البرقي ايضا في اصحاب الباقر (ع) ص 9 واصحاب الصادق عليه السلام ص 16 وفى بغية الوعاة للسيوطي كان قارئا، فقيها، لغويا، اماميا، ثقة عظيم المنزلة جليل القدر روى عن علي بن الحسين وابي جعفر وابي عبدالله عليهم السلام الخ. ونحوه في معجم الادباء ج 1 ص 107.

(2) كان اكثر رواياته عن ابي عبدالله عليه السلام ثم عن أبي جعفر (ع) وما اذكر عاجلا له رواية عن علي بن الحسين (ع).

(3) يدل على ذلك روايات كثيرة أوردناها في كتابنا في اخبار الرواة. وأشار إلى بعضها الماتن كما يأتي وروى ابن قولويه في كامل الزيارة ص 331 باسناده عن ابان بن تغلب قال قال لي جعفر بن محمد عليه السلام: يا ابان متى عهدك بقبر الحسين عليه السلام قلت: لا والله يابن رسول الله مالي به عهد منذ حين فقال: سبحانه الله العظيم وأنت من رؤساء الشيعة تترك زيارة الحسين (ع) لا تزوده الحديث.

(4) ذكره علماء الجمهور في كتبهم في التراجم وفى طبقات النحاة وفى القراء وساير فنون العلم بالقران والفقه والحديث والادب واللغة وغيرها وذلك لمكانته السامية عند العلماء كافة. وقد صرحوا بجلالته وعظم منزلته وفيهم من كان يسارع في الجرح والطعن على رواة الشيعة ولا يبالي بما يقول مثل الذهبي. واليك بكتاب الطبقات لابن سعد، ومعجم الادباء =

٢٠٥

____________________

= لياقوت الحموي، وغاية النهاية لابن الجزري وبغية الوعاة للسيوطي وغيرها، وقد روى العامة بطرقهم عن ابان بن تغلب وقد أخرج مسلم وارباب السنن رواياته في كتبهم.

قال الذهبي في ميزان الاعتدال ج 1 ص 5 (م، عو) الكوفي شيعي جلد، لكنه صدوق، فلنا صدقه وعليه بدعته، وقد وثقه احمد ابن حنبل، وابن معين، وابوحاتم، وأورده ابن معين، وقال: كان غاليا في التشيع. وقال السعدي زائغ مجاهر.فلقائل ان يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحد الثقة العدالة والاتقان؟ فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة؟ وجوابه ان البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع، او كالتشيع بلا غلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الاثار النبوية وهذه مفسدة بينة. ثم بدعة كبرى، كالرفض الكامل والغلو فيه، الخ. وفي آخر كلامه ما يدل على ان ابان كان صاحب بدعة صغرى.قلت: ان وثاقة ابان بن تغلب فضل شهدت به العامة حتى مثل الذهبي الحريص في الطعن على الشيعة وعلى اعلامهم والافتراء عليهم. يدل عليه كلامه هذا بل الكتاب كله وساير كتبه.واما رميه ابان بن تغلب بالغلو والبدعة كساير اعلام الشيعة فليس هنا مقام دفعه وامره إلى الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم وفى كلامه مواضع من الخبط كما لا يخفى على المتأمل.

٢٠٦

قال له ابوجعفر عليه السلام: اجلس في مسجد المدينة، وافت الناس، فانى احب ان يرى في شيعتي مثلك(1) . وقال ابوعبدالله عليه السلام لما أتاه نعيه " اما (أم خ) والله لقد اوجع قلبي موت ابان "(2) وكان قاريا من وجوه القراء فقيها لغويا سمع من العرب وحكى عنهم(3) .

____________________

(1) الكشي ص 212 حمدويه عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابي عمير عن ابان بن تغلب قال قال لي ابوعبدالله عليه السلام: جالس اهل المدينة فاني احب ان يروا في شيعتنا مثلك.قلت: وفى رواية ابن ابي عمير عن ابان مع انه توفى في حياة ابي عبدالله (ع) اشكال وسيأتي الكلام فيها في ترجمته. وذكر الحديث نحو ما في المتن الشيخ (ره) في الفهرست.

(2) روى ابوعمرو الكشي ص 212 باسناده عن جميل عن ابي عبدالله (ع) قال: ذكرنا ابان بن تغلب عند ابي عبدالله عليه السلام فقال: رحمه الله اما والله لقد أوجع قلبي موت أبان.

قلت: ذكر هذه الرواية مرسلة الشيخ (ره) في الفهرست ص 17 وياقوت الحموي في المعجم ص 108.

(3) وفي الفهرست وكان قارئا فقيها لغويا بندارا وسمع من العرب وحكى عنهم الخ.

ونحوه في معجم الادباء الا انه قال: نبيها ثبتا بدل بندارا قلت: وقد مدحه بذلك جماعة يطول بذكر كلامهم. وروى الكشي في ترجمة هشام بن الحكيم ص 178 باسناده عن هشام ابن سالم حديث ورود الرجل الشامي على ابي عبدالله (ع) للمناظرة وفيه قال: فقال الشامي ارأيت يا ابا عبدالله اناظرك في العربية؟ فالتفت ابوعبدالله (ع): فقال: يا ابان بن تغلب فناظره. فما ترك الشامي يكشرالى أن قال (ع) للشامي واما ابان بن تغل ب فمغث حقا بباطل فغلبك. الحديث.

٢٠٧

وقال ابوعمرو الكشي (ره) في كتاب الرجال: روى ابان عن علي بن الحسين عليه السلام(1) .

وذكره ابوذرعة الرازي في كتابه: ذكر من روى عن جعفر بن محمد (ع) من التابعين ومن قاربهم، فقال ابان بن تغلب روى عن انس بن مالك(2) وذكر ابوبكر محمد بن عبدالله بن ابراهيم الشافعي ما رواه ابان عن الرجال فقال: وروى عن الاعمش(3) وعن محمد بن المنكدر(4) وعن سماك بن حرب(5) معه في الفنون.

____________________

(1) لا يوجد ذلك في الموجود من اختيار الشيخ لرجال الكشي وكان وفات علي بن الحسين (ع) سنة خمسة وتسعين.

(2) وكان وفاته سنة تسعين او احدى وتسعين او اثنتين او ثلاث وتسعين على اقوال ذكره في الاصابة ج 1 ص 84.

(3) على ما ذكره جماعة مثل ابن الجزري وغيره توفى الاعمش سنة ثمان واربعين ومائة كما ذكره ابن سعد في الطبقات ج 6 ص 343 وغيره.

(4) وتوفى سنة احدى وثلاثين ومائة وكان عاميا ولكن له ميلا ومحبة شديدة واراد ان يعظ ابا جعفر الباقر (ع) فدنى منه فوعظه عليه السلام وتفصيل ذلك في محله.

(5) ابي المغيرة الدهلي الذي عده الشيخ (ره) في اصحاب علي ابن الحسين (ع) 92 - 13 وذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 2 ص 232 ومدحه بانه من اوعية العلم وعن مختصر الذهبي انه توفى سنة ثلاث وعشرين ومائة.

٢٠٨

وعن ابراهيم النخعي(1) وكان ابان رحمه الله مقدما في كل فن من العلم (العلوم خ): في القرآن(2) .

____________________

(1) ذكر ترجمته مفصلة ابن سعد في الطبقات ج 6 ص 284 وانه توفى سنة ست وتسعين.

(2) وذكر ياقوت الحموي والسيوطي انه كان قارئا لغويا.قلت: وبذلك مدحه جماعة كثيرة من العامة ايضا. ويشهد لذلك ما روى عنه في هذه الفنون وما صنف في ذلك وقد اشار الماتن وغيره إلى بعضها. وذكر ابن النديم من مصنفاته: كتاب القراء‌ات.ويشهد لتقدمه في علوم القرآن كتبه، وقراء‌اته، وما ورد عنه في تفسيره وسماعه عن مشايخه في هذا الفن. ذكر السيوطي ص 176 عن الداني انه قال فيه: اخذ القرائة عن عاصم بن ابي النجود، وطلحة ابن مصرف، وسليمان الاعمش. وهو أحد الثلاثة الذين ختموا عليه القرآن.وسمع الحكم بن عتيبة وابا اسحق الهمداني وفضيل بن عمر وعطية العوفي.وقال ابن الجزري في غاية النهاية ج 1 ص 4 بعد مدحه: قرأ على عاصم، وابي عمرو الشيباني، وطلحة بن مصرف، والاعمش وهو أحد الذين ختموا عليه ويقال إنه لم يختم القرآن على الاعمش إلا ثلاثة منهم ابان بن تغلب الخ. وفي ص 347 ترجمة عاصم قال: روى القرائة عنه ابان بن تغلب وذكر ايضا جماعة منهم الاعمش. وفى ترجمة سليمان الاعمش ص 315 ذكره فيمن روى القرائة عنه عرضا وسماعا. وفى طلحة بن مصرف ص 343 عده فيمن روى عنه القرائة عرضا.

قلت: ان عاصم بن بهدلة ابابكر بن ابي النجود احد القراء السبعة من الطبقة الثالثة من الكوفيين بعد يحيى بن وثاب. ومات سنة ثمان وعشرين ومائة، كما ذكره ابن النديم في الفهرست ص 49 وايضا ابن الجزرى في ترجمته في غاية النهاية ص 348 على ومات طلحة بن مصرف التابعى الكبير الكوفي سنة اثنتي عشرة ومائة كما ذكره ابن الجزرى ومات عطية بن سعد العوفي سنة احدى عشرة ومائة كما ذكره ابن سعد في طبقات ج 6 ص 304 ويظهر من رواية أبان بن تغلب عن هؤلاء وقرائته عليهم علو طبقته فلاحظ

٢٠٩

والفقه(1)

____________________

(1) قد شهد بفقاهته أصحابنا وعلماء الجمهور ايضا واليك بكتبهم نص عليه الحموى والسيوطى وغيرهما من اعلامهم ويدل على فقاهته، وبلوغة إلى المرتبة العليا من الفقه والحديث وغيرهما من مباني الاستنباط، وحصول الملكة الشريقة للاجتهاد ورد الفروع على الاصول ما رواه الماتن رحمة الله عن ابي جعفر الباقر عليه السلام قال: اجلس في مسجد المدينة وأفت الناس الح، وايضا ما رواه الكشي عن ابي عبدالله (ع) في ذلك كم تقدم. وما رواه المشايخ الثلاثة في الكتب الاربعة وغيرهم في الابواب المتفرقة من الفقه مما يدل على تقدمه في الفقه بل كان يفتي بمحضر ابي عبدالله الصادق (ع).بل يظهر من الاخبار انه كان بصيرا بفقه العامة وكان له علم بالقياس وحديث العامة كما في حديث دية الاصابع رواه البرقي في المحاس ج 1 ص 214 باب المقائس والرأي. وروى الكشي في رجاله ص 212 ما يدل على ترخيص الصادق (ع) ابان بن تغلب في الجواب عما سئله العامة بما علمه من قولهم عند التقية منهم. والاخبار الواردة في ذلك مما يدل على فقاهة ابان وتقدمهعلى اقرانه في الفقه اوردناها في كتابنا أخبار الرواة.

٢١٠

والحديث(1) ، والادب، واللغة، والنحو(2) وله كتب: منها تفسير غريب القران(3) وكتاب الفضائل.

____________________

(1) يدل على تقدم ابان في الحديث مضافا إلى شهادة اصحابنا وعلماء العامة، روايته عن ابي عبدالله (ع) ثلاثين الف حديث كما رواه الماتن ويأتي. وقال مسلم بن ابي حبة كنت عبد ابي عبدالله (ع) في خدمته فلما أردت ان أفارقه ودعته، وقلت: احب ان تزودني قال إئت ابان بن تغلب فانه قد سمع مني حديثا كثيرا فما روى لك عني فأروه عني. رواه الكشي في رجاله ص 212 باسناده عنه والصدوق ايضا ملخصا.قلت: والحديث يدل على الوثاقة وغاية الاعتماد على ابان وعلى كثرة سماعه وحفظه الحديث عنه وقد اخرجنا ما يدل على ذلك في كتابنا الكبير.

(2) وتقدم انه كان قارئا لغويا سمع من العرب وحكى عنهم ويدل عليه كتابه في غريب القران وما ذكر فيه من شواهده من الشعر.

(3) قال الشيخ في الفهرست: وصنف كتاب الغريب في القران وذكر شواهده من الشعر. ونحوه في معجم الادباء ص 108 قلت: ذكر غير هؤلاء ايضا كتابه في غريب القران ويطول بذكرهم.وقال ابن النديم في الفهرست ص 322 في فقهاء الشيعة ومحدثيهم وعلمائهم واسماء المصنفين منهم في الاصول والفقه: ابان بن تغلب.وله من الكتب: كتاب معاني القرآن لطيف، كتاب القراء‌ات، كتاب من الاصول في الرواية على مذهب الشيعة. وقال الشيخ في الفهرست بعد ذكر الكتابين والطريق اليهما: ولابان بن تغلب اصل.قلت: وكلام الشيخ هذا يدل على ما ذكرنا في تفسير الاصل في الفوائد المتقدمة فلاحظ.

٢١١

اخبرنا محمد بن جعفر النحوي قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد بن المنذر بن محمد بن منذر اللحمي قال حدثني أبي قال حدثني عمي الحسين بن سعيد بن ابي الجهم قال حدثني أبي عن ابان بن تغلب في قوله تعالى: (مالك يوم الدين) وذكر التفسير إلى آخره(1) . وبهذا الاسناد كتابه الفضائل(2) .

ولا بان قرائة مفردة مشهورة عند القراء(3) . اخبرنا ابوالحسن التميمي قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا محمد بن يوسف الرازي المقري بالقادسية سنة احدى وثمانين

____________________

(1) وهو كتابه المفرد. وسيأتي الطرق إلى كتابه المشترك الذي جمعه محمد بن عبدالرحمن.وروى الشيخ في الفهرست هذا المفرد قائلا: فاخبرنا به احمد بن محمد بن موسى عن احمد بن محمد بن سعيد ثم ذكر الاسناد نحو ما في المتن.قلت الطريق حسن بمحمد بن المنذر، والحسين بن سعيد، وابيه الممدوحين في كلام الماتن في ترجمة المنذر بن محمد 1120 بانه من بيت جليل وايضا في ترجمة سعيد ابي الحسين انه من بيت كبير.

(2) حسن كما تقدم. وروى الشيخ ايضا كتابه الفضائل باسناده المتقدم.وروى الصدوق في المشيخة (رقم 49) عن ابيه، عن سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن صفوان بن يحيى، عن ابي ايوب، عن ابي علي صاحب الكلل، عن ابان بن تغلب.قلت: رجال الطريق الاجلاء الثقات الا صاحب الكلل فلم يصرح بتوثيق الا ان الكليني روى في باب حق المؤمن على أخيه 8 باسناده عن ابن ابي عمير عن صاحب الكلل وتقدم عن الشيخ فيه انه لا يروى الا عن ثقة.

(3) عدم ذكر العامة قرائة أبان المفردة في عداد القرء‌ات المشهورة(1) وهو كتابه المفرد.

٢١٢

ومأتين(1) قال حدثني ابونعيم الفضل بن عبدالله بن العباس بن معمر الازدي الطالقاني ساكن سواد البصرة سنة خمس وخمسين ومأتين(2) قال حدثنا محمد بن موسى بن أبي مريم صاحب اللؤلؤ قال سمعت أبان بن تغلب وما رأيت أحدا اقرأ منه قط(3) يقول: " انما الهمز رياضة "(4) ، لا ينافي الشهرة في العصور السابقة.

____________________

(1) ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال ج 4 ص 72 والخطيب في تاريخ بغداد ج 3 ص 379 وذكر انه سكن بغداد وقدم إلى هنا قبل الثلاثمائة وان له نحوا من ستين نسخة قراء‌ات ثم رماه بالوضع والكذب. وفي فهرست الشيخ بعد (ومأتين) في الموضعين زاد " بالري ".

(2) لم اجد لابي نعيم ولا لمحمد بن موسى ذكرا عاجلا.

(3) وفي الفهرست هكذا " وما احد اقرأ منه يقرأ القرآن من اوله إلى آخره وذكر القرائة وسمعته رحمه الله يقول الخ ".

(4) الهمز النبر: رفع الصوت بعد الخفض ونبر الحرف: همزه وهو ضد الحدر وهو خفض الصوت بعد رفعه وفي قرائة القرآن بالنبر والهمز او الحدر او الترتيل وهو التأنيق في تلاوته والتناسق والانتظام فيها كلام ذكره علماء الصرف واللغة والقرائة.قال ابن الاثير في النهاية في نبر: النبر همز الحرف ولم تكن قريش تهمز في كلامها. ولما حج المهدي قدم الكسائي يصلي بالمدينة فهمز، فانكر عليه اهل المدينة، وقالوا انه ينبر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله بالقرآن. قيل له صلى الله عليه وآله يا نبئ الله فقال انا معشر قريش لا ننبر.

وفي رواية: لا تنبر باسمى. وقال رضي الدين في شرح الشافية ص 31 في تخفيف الهمزة: روى عن اميرالمؤمنين (ع) نزل القرآن بلسان قريش وليسوا لا ينافي الشهرة في العصور السابقة. قال ابن الجزري في النشر في القراء‌ات العشر ج 1 ص 205: فالتحقيق يكون لرياضة الالسن وتقويم الالفاظ، واقامة القرائة بغاية الترتيل وهو الذي يستحسن ويستحب الاخذ به على المتعلمين الخ.ويظهر من ذلك ان الهمز برفع الصوت بعد الخفض وهو النبر او النطق بالكلمة بالهمزة، او وضع علامة الهمزة عليها يكون رياضة الالسن وبه التحقيق وتقويم الالفاظ والتخفيف مستحسن.قال ابن الجزري في النشر في القراء‌ات ج 1 ص 216: فالهمزة اذا ابتداها القاري من كلمة فليلفظ بها سلسة في النطق إلى ان قال: وكثير من الناس ينطق بها في ذلك كالمتهوع الخ.

قلت: ومن ذلك كله ظهر معنى قوله: ان الهمز او الهمزة رياضة فلاحظ.

٢١٣

[ وذكر قرائته إلى آخرها(1) . وله كتاب صفين. قال ابوالحسن احمد بن الحسين رحمه الله: وقع الي بخط ابى العباس بن سعيد قال حدثنا ابوالحسين احمد بن يوسف بن يعقوب الجعفي من كتابه في شوال سنة احدى وسبعين ومأتي ] باصحاب نبر ولولا ان جبرئيل نزل بالهمزة على النبي صلى الله عليه وآله ماهمزنا. ثم انهم ذكروا ان الهمزة لما كانت أدخل الحروف في الحلق ولها نبرة كريهة تجري مجرى التهوع، ثقلت بذلك على لسان المتلفظ بها ولذلك خففها اكثر اهل الحجاز ولا سيما قريش وحققها غيرهم وقالوا: ان التحقيق هو الاصل كسائر الحروف.

____________________

(1) قلت: الرازي، والطالقاني، وصاحب اللؤلؤ لم اجد لهم ذكرا عاجلا.وروى الشيخ في الفهرست القرائة المفردة لابان عن شيخه احمد بن محمد بن موسى، قال احمد بن محمد بن سعيد الحديث ذكره نحوه باصحاب نبر ولولا ان جبرئيل نزل بالهمزة على النبي صلى الله عليه وآله ماهمزنا. ثم انهم ذكروا ان الهمزة لما كانت أدخل الحروف في الحلق ولها نبرة كريهة تجري مجرى التهوع، ثقلت بذلك على لسان المتلفظ بها ولذلك خففها اكثر اهل الحجاز ولا سيما قريش وحققها غيرهم وقالوا: ان التحقيق هو الاصل كسائر الحروف.قال ابن الجزري في النشر في القراء‌ات العشر ج 1 ص 205: فالتحقيق يكون لرياضة الالسن وتقويم الالفاظ، واقامة القرائة بغاية الترتيل وهو الذي يستحسن ويستحب الاخذ به على المتعلمين الخ.ويظهر من ذلك ان الهمز برفع الصوت بعد الخفض وهو النبر او النطق بالكلمة بالهمزة، او وضع علامة الهمزة عليها يكون رياضة الالسن وبه التحقيق وتقويم الالفاظ والتخفيف مستحسن.قال ابن الجزري في النشر في القراء‌ات ج 1 ص 216: فالهمزة اذا ابتداها القاري من كلمة فليلفظ بها سلسة في النطق إلى ان قال: وكثير من الناس ينطق بها في ذلك كالمتهوع الخ.قلت: ومن ذلك كله ظهر معنى قوله: ان الهمز او الهمزة رياضة فلاحظ.

٢١٤

قال حدثنا محمد بن يزيد النخعي قال حدثنا سيف بن عميرة عن ابان(1) .

واخبرنا محمد بن جعفر قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا جعفر بن محمد بن هشام قال حدثنا علي بن محمد الحريري قال حدثنا ابان بن محمد بن ابان بن تغلب قال سمعت ابي يقول: دخلت مع أبي إلى ابي عبدالله (ع) فلما بصر به، أمر بوسادة، فالقيت له وصافحه، واعتنقه، وسائله ورحب به، وقال: وكان أبان اذا قدم المدينة تقوضت اليه الحلق، واخليت له سارية النبي صلى الله عليه وآله.

اخبرنا احمد بن عبدالواحد قال حدثنا علي بن محمد القرشي سنة ثمان واربعين وثلثمائة. وفيها مات(2) قال حدثنا على بن الحسن بن فضال عن محمد بن عبدالله بن زرارة عن محمد بن ابي عمير عن عبدالرحمن بن الحجاج قال: كنا في مجلس ابان بن تغلب فجاء‌ه شاب فقال: يابا سعيد اخبرني كم شهد مع علي بن ابي طالب عليه السلام من اصحاب النبي صلى الله عليه واله؟ قال فقال له ابان: كانك تريد ان تعرف فضل علي عليه السلام بمن تبعه من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله؟ قال فقال الرجل: هو ذلك.فقال: والله ما عرفنا فضلهم الا باتباعهم اياه.قال فقال ابوالبلاد: عض ببظر امه رجل من الشيعة في أقصى الارض وادناها يموت ابان لا يدخل معيبته عليه قال فقال ابان له: يا با البلاد تدري من الشيعة؟ الشيعة

____________________

(1) الجعفي، والنخعي مهملان في الرجال.

(2) يأتي من الماتن في ترجمة احمد بن عبدالواحد (رقم 209) قوله: وكان قد لقى ابا الحسن علي بن محمد القرشي المعروف بابن الزبير وكان علوا في الوقت. قلت ويأتي هناك ترجمته ان شاء الله.

٢١٥

الذين اذا اختلف الناس عن رسول الله صلى الله عليه وآله أخذوا بقول علي عليه السلام، واذا اختلف الناس عن علي (ع) أخذوا بقول جعفر بن محمد عليه السلام.

جمع محمد بن عبدالرحمن بن فنتي بين كتاب التفسير لابانوبين كتاب ابى روق عطية بن الحرث(1) ومحمد بن السائب(2) وجعلها كتابا واحدا(3) .

اخبرنا ابوالحسين علي بن احمد قال حدثنا محمد بن الحسن عن الحسن بن متيل عن محمد بن الحسين الزيات عن صفوان بن يحيى وغيره عن ابان بن عثمان عن ابان بن تغلب روى عني ثلاثين الف

____________________

(1) وهو الهمداني من بطن منهم وهو صاحب التفسير ذكره محمد ابن سعد في الطبقات ج 6 ص 369 والعلامة في الخلاصة في القسم الاول ص 131 وقال: الهمداني الكوفى تابعي.قال ابن عقدة: انه كان ممن يقول بولاية اهل البيت عليهم السلام.

(2) ذكره ابن سعد في الطبقات ج 6 ص 358 قال ويكنى محمد ابن السائب الكلبي ابا النضر ثم ذكر ان جده واباه وعمومته شهدوا الجمل مع اميرالمؤمنين عليه السلام وقتل السائب مع مصعب بن الزبير وان محمد بن السائب كان عالما بالتفسير وأنساب العرب واحاديثهم وتوفي بالكوفة سنة ست واربعين ومائة. قلت: وذكره الشيخ في اصحاب الصادق عليه السلام ص 289 (رقم 144).

(3) قلت قال الشيخ في الفهرست بعد ذكر كتاب تفسير ابان: فجاء فيما بعد عبدالرحمن بن محمد الازدي الكوفي فجمع من كتاب ابان ومحمد بن السائب الكلبي، وابي روق بن عطية بن الحرث فجعله كتابا واحدا. فبين ما اختلفوا فيه، وما اتفقوا عليه فتارة يجئ كتاب ابان مفردا وتارة يجي مشتركاعلى ما عمله عبدالرحمن إلى أن قال: واما المشترك الذي لعبدالرحمن، فاخبرنا به الحسين بن عبيدالله، قال قرأته على أبي بكر احمد بن عبدالله بن جلين قال قرأته على ابي العباس احمد بن محمد بن سعيد، واخبرنا احمد بن محمد بن موسى المعروف بابن الصلت الاهوازي، قال اخبرنا احمد بن محمد بن سعيد قال اخبرنا ابواحمد (بن خ) الحسين بن عبدالرحمن الازدي قال حدثنا أبي، قال حدثنا أبوبردة ميمون مولى بني فزارة وكان فصيحا لازم ابان بن تغلب وأخذ عنه.

قلت: طريق الشيخ إلى كتابه المشترك: فيه ابوبردة، والحسين ابن عبدالرحمن، وهما مهملات.والظاهر ان ما ذكره في المتن طريق إلى الرواية " روى عني ثلاثين " لا إلى الكتاب وعلى كل فقيه سقط كما نشير اليه كما ان لفظ (ابن) بعد ابي احمد زائد مؤيدا بنسخة الرجال القهبائي.

٢١٦

حديث فاروها عنه(1) . قال ابوعلي احمد بن محمد بن رياح الزهري الطحان. حدثنا محمد بن عبدالله بن غالب قال حدثني محمد بن الوليد عن يونس بن يعقوب عن عبدالله بن خفقة قال قال لي ابان بن تغلب: مررت بقوم يعيبون علي روايتي عن جعفر عليه السلام. قال فقلت: كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شئ إلا قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله. قال فمر صبيان وهم ينشدون

____________________

(1) ولا يبعد يقوط (عن ابي عبدالله قال ان) بعد قوله عن ابان بن عثمان كما هو ظاهر والله العالم، وقال الصدوق في المشيخة: وقال (ع) (أى الصادق) لابان بن عثمان: ان ابان بن تغلب قد روى عني رواية كثيرة فما رواه لك عني فاروه عني.

٢١٧

العجب كل العجب بين جمادي ورجب فسألته عنه فقال: لقاء الاحياء بالاموات(1) .

قال سلامة بن محمد الارزني: حدثنا احمد بن علي بن ابان عن احمد بن محمد بن عيسى، عن صالح بن السندي، عن امية بن علي عن سليم بن أبي حبة قال: كنت عند ابي عبدالله عليه السلام فلما أردت أن أفارقه ودعته، وقلت: احب أن تزودني فقال ائت ابان بن تغلب، فانه قد سمع مني حديثا كثيرا، فما روى لك فاروه عني(2) . ومات ابان في حياة ابي عبدالله عليه السلام سنة إحدى وأربعين ومائة(3) .

____________________

(1) هذه الرواية من الاخبار المأثورة في الملاحم والفتن ما يقع في آخر الزمان قبل ظهور الامام الحجة عجل الله فرجه الشريف وفي ذلك روايات مذكورة هناك.

(2) قال ابوعمرو الكشي في رجاله ص 212 روى عن صالح بن السندي عن امية بن علي بن عن مسلم بن أبي حبة ثم ذكره نحوه.قلت: والحديث يدل على وثاقة ابان في حديثه، وصحة مارواه عنه (ع) وفى سنده اشكال باقية ومسلم وغيرهما ذكرناه في الشرح على الكشي.

(3) ونحوه في فهرست الشيخ وفي رجاله في اصحاب علي بن الحسين عليه السلام لكن قال: في خلافة ابي جعفر وفي طبقات ابن سعد ج 6 ص 360 توفى في الكوفة في خلافة ابي جعفر وعيسى بن موسى وال على الكوفة وكان ثقة روى عنه شعبة.قلت: والامر ظاهر فقد كانت وفات ابي عبدالله (ع) سنة 148 ايضا في خلافة ابي جعفر المنصور وذكر وفاته في هذه السنة ياقوت الحموي في المعجم، والسيوطي وغيرهم من اكابر اصحابنا ومن العامة. وفي شذرات الذهب ج 1 ص 210 وقايع سنة إحدى واربعين ومائة ذكر ابان بن تغلب وقال ال في العبر الكوفي القارئ المشهور وكان من ثقات الشيعة يروى عن الحكم وطائفة انتهى.وقال في المغنى: ابان بن تغلب ثقة معروف إلى ان قال ووثقه احمد وبن معين وابوحاتم ثم قال وقد خرج له مسلم والاربعة. وفي طبقات القراء لابن الجزري ج 1 ص 4 توفى سنة احدى واربعين ومائة وقال القاضي أسد: سنة ثلاث وخمسين ومائة. وقال الصدوق في المشيخة (رقم 49): توفى في ايام الصادق (ع) فذكره جميل عنده، فقال رحمه الله اما والله لقد اوجع قلبي موت ابان.نسبه.

٢١٨

7 - أبان بن عثمان الاحمر البجلي

أصله كوفي كان يسكنها تارة، والبصرة تارة(1) وقد

____________________

(1) ونحوه في فهرست الشيخ ص 18 وفى الكشي ص 225 محمد ابن مسعود قال: حدثني علي بن الحسن قال: كان أبان من أهل البصرة، وكان مولى بجيلة، وكان يسكن الكوفة، وكان من الناووسية (وفى نسخة القادسية الناووسية كذا نقل الاصحاب عنه) قلت: وعن بعض النسخ القادسية بدل الناووسية. وسيأتي الكلام فيه. وقال ابن شهر اشوب في المعالم ص 27: أبان بن عثمان الاحمر البجلي، ابوعبدالله مولى كوفي سكن البصرة. وفي معجم الادباء ج 1 ص 108 أبان بن عثمان بن يحيى بن زكريا اللؤلؤي يعرف بالاحمر البجلي، أبوعبدالله مولاهم. وقال السيوطي في البغية ص 177: ابان بن عثمان بن يحيى اللؤلؤي الاحمر قلت: ووصفه أكثر الاصحاب بالاحمر، البجلي، الكوفي كما في رجال البرقي والشيخ، فما يظهر من ابن داود تبعا لظاهر الكشي من انه بصري الاصل ليس في محله قال في القسم الثاني ص 415: كوفي المسكن بصري الاصل (لم) كان ناووسيا. طبقته

٢١٩

أخذ عنه أهلها ابوعبيدة معمر بن المثنى(1) وابوعبدالله محمد بن سلام(2) .

____________________

(1) هو احد أئمة النحو واللغة، كما يظهر من الفير وزابادي صاحب القاموس في البلغة وقال: أخذ عنه ابوعبيدة وغيره، وله عدة تصانيف هذا كما في بغية النحاة ص 177.قلت: ان أبا عبيدة اللغوي البصري من مشايخ المازني وأبي حاتم ونظرائهما المتوفى سنة 209 او ما يقار بها ذكره السيوطي في البغية ص 395 وحكى الشيخ في التهذيب ج 1 ص 186 عن ابن دريد في الجمهرة عن ابي عبيدة معمر بن المثنى في معنى (الصعيد) ثم قال: وقوله: حجة في اللغة.

(2) وفي معالم ابن شهر اشوب أخذ عنه ابوعبيدة القاسم ابن سلام.قلت: ان القاسم بن سلام كان من أكابر عصره أديبا لغويا خبيرا بالفقه والحديث ومعاني القرآن والقراء‌ات وغريب القرآن وغير ذلك وله كتب كثيرة ذكر ترجمته ابن النديم في الفهرست ص 112 والسيوطي في بغية الوعاة ص 376 وابن عبد ربه في عقد الفريد وغيرهم. ومات سنة 224.قلت: لا يبعد كون ما في المتن وفهرست الشيخ ومن تبعهما مصحف أبي عبيدة القاسم بن سلام ولم أجد في كتبنا ولا في عدة مما وفقت عليه من كتب الجمهور ذكرا لابي عبدالله محمد بن سلام فلاحظ.

٢٢٠