تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٣

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي0%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 543

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي (الإصفهاني)
تصنيف: الصفحات: 543
المشاهدات: 152269
تحميل: 8221


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 543 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 152269 / تحميل: 8221
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١٩٥ - احمد بن عبدوس الخلنجى

ابوعبدالله، له كتاب النوادر(١) .

اخبرناه ابن أبى جيد. فال حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثنا الحسن بن متويه بن السندى قال حدثنا احمد بن عبدوس به.(٢)

____________________

(١) ونحوه في الفهرست(٢٤). وذكره فيمن لم يرو عنهمعليه‌السلام تارة(٤٥٣) قائلا: احمد بن عبدوس الخلنجى، واخرى(٤٤٧) بزيادة قوله: روى ابن الوليد عن الحسن بن متويه بن السندى القرشى (العرشى مجمع الرجال) عنه.

(٢) وفى الفهرست: اخبرنا به عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه، واخبرنا ابن ابى جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد الخ.

قلت: الطريق كالضعيف بابن متويه المهمل الا ان تكون رواية ابن الوليد عنه قرينة على الاعتماد به. هذا ولا يبعد كون (متويه) مصحف (متيل) فانه الذى يروى عنه ابن الوليد وتقدمت ترجمته بعنوان: الحسن بن متيل (ج ٢ ٩٨) وفيها مدحه.

روى عن الحسن بن فضال. روى عنه محمد بن على بن محبوب كما في التهذيب ج ١٠ ١٣٠ و ١٦٨ و ٢٢٣ وج ١ ٣٤٩، والاستبصار ج ١ ١٥٤. (*)

٢٨١

١٩٦ - احمد بن محمد بن عيسى بن عبدالله بن سعد بن مالك بن الاحوص...

بن السائب بن مالك بن عامر الاشعرى(١)

من بنى ذخران بن عوف بن الجماهر بن الاشعر(٢) يكنى أبا جعفر(٣) .

____________________

(١) وهكذا عنونه الشيخ في الفهرست(٢٥) مع تفاوت نشير اليه.

وقال ابن حجر في لسان الميزان ج ١ ٢٦٠: احمد بن محمد بن عيسى بن عبدالله بن سعد، العلامة، أبوجعفر الاشعرى القمى، شيخ الرافضة ب‍ (قم) له تصانيف، وشهرة، كان في حدود الثلاثمائة.

وذكره ابن النديم في فهرسته(٣٢٦) في فقهاء الشيعة ومحدثيهم و علمائهم قائلا: ومن القميين قمى ابى جعفر احمد بن محمد بن عيسى، وله من الكتب: كتاب الطب الكبير، كتاب الطب الصغير، كتاب المكاسب.

(٢) في نسخة: الاشعث، وكذا في الفهرست. لكن الظاهر انه مصحف يظهر مما ذكروه في هذا النسب فلاحظ طبقات ابن سعد في ترجمة ابى موسى الاشعرى ج ٤ ١٠٥ و ٣٥٧ في الاشعريين.

(٣) وفى الفهرست: ابا جعفر القمى. وقد مدح الماتن أحمد بن محمد ببيته ونسبه وبطريقته في الحديث، وبوجاهته وعظمته في الطائفة وغيرهم استغناء‌ا عن الاطالة في التوثيق والاطراء.

نسبه وبيته: نشاء احمد بن محمد بن عيسى في بيت كبير من الاشعريين حفت بالمكارم، وفيهم وجوه الطائفة، واعلام الشيعة من رواة الحديث تقدمت الاشارة اليهم في الحسين بن محمد بن عامر الاشعرى (ج ٢ ٢٤٧).

وقد مدح الصادقعليه‌السلام بيته لما دخل عليه عمران بن عبدالله القمى عم أبيه، فقربه، وبره، وبشه وقالعليه‌السلام : هذا من اهل البيت النجباء. وفى رواية: هذا نجيب قوم النجباء. رواهما الكشى في ترجمته(٢١٤).

فأبوه: محمد بن عيسى كان شيخ القميين ووجه الاشاعرة، متقدما عند السلطان، من اصحاب الرضا والجوادعليهما‌السلام . ذكره النجاشى كما يأتى في ترجمته(٩٠٧) وتقدم ذكر عمومته: عمران، ويعقوب وأبنائهم في الحسين بن محمد (ج ٢ ٢٤٩).

وجده: عيسى الاشعرى كان من اصحاب الصادق والكاظم والرضاعليه‌السلام ، كما يأتى في ترجمته(٨٠٤).

ومحمد بن عبدالله الاشعرى، ومحمد بن عبدالله بن عيسى الاشعرى كانا من اصحاب الرضاعليه‌السلام ذكرنا هما في الطبقات. وعبدالله بن سعد الا؟ عرى جد أبيه فيأتى ذكره في ترجمة عيسى عن الخلاصة(١٢٣) عن العقيقى كما تقدم كنيته: أبوبكر او أبوعمر في الحسين بن محمد فلاحظ. (*)

٢٨٢

٢٨٣

واول من سكن (قم) من آبائه سعد بن مالك بن الاحوص،(١) وكان السائب بن مالك وفد إلى النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأسلم(٢) وهاجر إلى

____________________

(١) ونحوه في الفهرست.

قال السمعانى في الانساب في (القمى) وبناء قم سنة ٨٣ اذ خرج عبدالرحمان بن محمد بن ابيطالب الاشعث بن قيس على الحجاج حينما كان اميرا على سجستان من قبله وجرت بينهما حرب ووقايع وانهزم عبدالرحمان وجماعة من عسكره ما هذا لفظه: وهرب جماعة منهم وكانت اخوة من بنى الاشعر يقال لهم: عبدالله، والاحوص، واسحاق، ونعيم، و عبدالرحمان بنو سعيد بن مالك بن عامر الاشعرى وقعوا إلى الناحية التى بنت بها قم، وكان مقدمهم عبدالله و يعرف بعبد الله سعدان إلى ان قال: وكان لعبد الله سعدان بالكوفة ابن يسمى موسى، وانتقل إلى قم، وهو الذى اظهر مذهب الشيعة بها.

ذكر هذه القصة ابوالوفا محمد بن احمد بن القاسم الاخشيكى في تاريخه.

(٢) قد وفد على النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله جماعة من الاشعريين ويقال كانوا خمسين رجلا قوم اهل السفينتين من أرض الحبشة، ذكره ابن سعد في الطبقات ج ٤ ٣٥٧ وغيره.

وقد أسمى ابن سعد وابن عبدالبر وغيرهما جماعة منهم بترجمة: منهم

١ - ابومالك الاشعرى كما في الطبقات ج ٤ ٤٥٨ وج ٧ ٤٠٠.

٢ - عامر بن أبى عامر الاشعرى (الطبقات ج ٤ ٣٥٨)

٣ - ابوعامر الاشعرى عم ابى موسى الاشعرى (الاستيعاب ج ٤ ١٣٦، والطبقات ج ٤ ٣٥٧ وج ٧ ٤٠٠.

٤ - ابوعامر الاشعرى اخو ابى موسى الاشعرى وقد اختلف ايضا في اسمه.

٥ - ابوعامر الاشعرى آخر غيرهما ذكرهما في الاستيعاب ج ٤ ١٣٧.

٦ - ابورهم بن قيس الاشعرى.

٧ - سهم بن عمرو الاشعرى. ذكرهما ابن سعد في الطبقات ج ٧ ٤٣٤.

٨ - ايضا عبدالرحمان بن غنم بن سعد الاشعرى ٤٤١.

٩ - غير بن اوس الاشعرى ٤٥٦ وغيرهم ممن يطول بذكرهم. (*)

٢٨٤

الكوفة، وأقام بها.(١)

وذكر بعض اصحاب النسب ان في أنساب الاشاعرة احمد بن محمد بن عيسى بن عبدالله بن سعد بن مالك بن هانى بن عامر بن(٢) أبى عامر الاشعرى واسمه عبيد.(٣) .

____________________

(١) ونحوه في الفهرست.

(٢) قد صحب النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وغزا معه، وروى عنه، ولما قتل قاتل ابيه أبى عامر رفع النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تركته وفرسه وسلاحه إلى عامر. ذكره ابن سعد (ج ٤ ٣٥٨).

(٣) ذكروا في الكتب المعد لذكر الصحابة جماعة بعنوان أبى عامر الاشعرى وفى كلامهم التصريح بالاختلاف في اسمهم الا ان ظاهرهم بل صريح ابن عبدالبر ان أبا عامر هذا هو عم ابى موسى الاشعرى قال في الاستيعاب ج ٤ ١٣٦: ابوعامر الاشعرى عم ابى موسى الاشعرى اسمه عبيد بن سليم بن حضار بن حرب من ولد الاشعر.. وقال على بن المدينى: اسم أبى عامر الاشعرى عم ابى موسى. عبيد بن وهب. (*)

٢٨٥

وقد روى انه لما هزم هوازن(١) يوم حنين عقد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لابى عامر الاشعرى على خيل (جمل خ) فقتل فدعا له، فقال: اللهم اعط عبدك عبيدا أبا عامر واجعله في الاكبرين (الاكثرين. خ) يوم القيامة.

____________________

(١) كانت عزوة هوازن في شوال سنة ثمان من مهاجر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وحنين واد بينه وبين مكة ثلاث ليال وكانت بعد فتح مكة لما بغت اشراف هوازن وثقيف وجمعوا ونزلوا بأوطاس حتى لم يروا قط مثله من السواد والكثرة. فخرج رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من مكة يوم البيت لست ليال خلون من شوال في اثنى عشر الفا من المسلمين، فقال ابوبكر لا نغلب اليوم من قلة، ولما التقوا حملوا حملة واحدة حتى تفرق المسلمون منهزمين (وقد قال تعالى اذا عجبتكم كثرتكم..) ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول: أنا عبدالله ورسوله.

ذكر ذلك كله ابن سعد في الطبقات عند ذكر غزوة حنين ج ٢ ١٤٩ ثم قال: وثبت معه يومئذ العباس بن عبدالمطلب، وعلى بن ابى طالب، والفضل بن عباس (وغيرهم من بنى عبدالمطلب، سماهم) فناول النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حصيات ورمى بها وجوه المشركين وقال: شاهت الوجوه وقذف الله في قلوبهم الرعب وانهزمو الايلوى احد منهم على احد وتوجه قوم منهم إلى اوطاس فعقد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لابى عامر الاشعرى لواء‌ا ووجهه في طلبهم فانتهى إلى عسكرهم وقاتلوا حتى قتل ابوعامر واستخلف غيره حتى فتح الله لهم وقتل قاتل ابى عامر، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : اللهم اغفر لابى عامر واجعله من أعلى امتى في الجنة. ذكر ذلك ابن سعد في غزوة هوازن حنين ج ٢ ١٥٠ وج ٤ ٣٥٧ وروى في ج ٤ ٣٥٨ في ابى مالك الاشعرى ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عقد لابى مالك الاشعرى على خيل الطلب وأمره ان يطلب هوازن حين انهزمت.

قلت: يحتمل تعدد كنيته كما يحتمل كون ابى مالك ايضا في من طلب هوازن والاول أظهر. وعليك بالتأمل في ما ذكروه في السير وفى كتب تراجم الصحابة مثل الاستيعاب ج ٤ ١٣٦ و ١٧٤ والطبقات ج ٧ ٤٠٠ وغيرها. (*)

٢٨٦

قال الكشى عن نصر بن الصباح: ما كان احمد بن محمد بن عيسى يروى عن ابن محبوب، من أجل ان اصحابنا يتهمون ابن محبوب(١) في روايته عن

____________________

نقد لمدح مريب او لطعن موهوم

(١) العجب من الماتن ره حيث انه قد بدء في مدح احمد بن محمد بن عيسى بما عرفت، وذكره في هذه الحكاية عن طريق نصر بن الصباح الذى ضعفه الكشى كثيرا بالغلو والارتفاع.

واعجب منه انه لم يفرد للحسن بن محبوب ترجمة ولم يذكره إلى هذا الحد بمدح مع جلالته في الطائفة بل بدء بذكره بهذا الطعن الموهون كما يأتى تحقيقه مع انه مناف لما ذكره الكشى(٣٤٤) في تسمية الفقهاء من اصحاب ابى ابراهيم وابى الحسن الرضاعليهما‌السلام : اجمع اصحابنا على تصحيح ما يصح من هولاء وتصديقهم وأقروا لهم بالفقه وهم ستة نفر.. ثم ذكر منهم الحسن بن محبوب. هذا من ان ابن محبوب من اجلاء الطائفة وعيونهم وقد افردنا له ترجمة مفصلة في تذييل باب الحسن (تقدم ج ٢ ٣٣٩) نعم يأتى ذكره من الماتن عند ذكره من روى عنه من الاجلة في ترجمة جعفر بن بشير، وجعفر بن عبدالله.

نعم ان تعليق الماتن ذلك على حكاية الكشى مشعر بعدم الجزم به، فهل حكاه مدحا لاحمد بن محمد حيث دل على اتقانه وورعه في الحديث، أو قدحا حيث يوهم التسرع منه ره في طعن مشايخ الحديث وربما يومى اليه ما يأتى بعد ذلك؟ ! (*)

٢٨٧

ابى حمزة الثمالى(١) ثم تاب ورجع عن هذا القول.(٢)

____________________

(١) قال في مجمع الرجال: هكذا في نسخ الكتاب وهى متعددة عندنا مع التصحيح، ثم استظهر سقوط (ابن) قبل (أبى) وزيادة الماتن ره عنده لفظ (الثمالى) قلت يأتى تحقيقه.

(٢) ذكره الكشى في ترجمته وترجمة اخيه بنان(٣١٨) قال قال نصر بن الصباح: احمد بن محمد بن عيسى لا يروى عن ابن محبوب، من أجل ان اصحابنا يتهمون ابن محبوب في روايته عن (ابن) أبى حمزة ثم تاب احمد بن محمد، فرجع قبل ما مات. وكان يروى عمن كان أصغر سنا منه، وأحمد لم يرزق ويروى عن محمد بن القاسم النوفلى عن ابن محبوب حديث الرؤيا، وحماد بن عيسى، وحماد بن المغيرة، وابراهيم بن اسحاق النهاوندى، يروى عنهم احمد بن محمد بن عيسى في وقت العسكرىعليه‌السلام ..

قلت: التحقيق في المقام في امور: الاول ان اثبات هذا المدح او الطعن عول على ما حكاه الكشى عن نصر.

وهو قاصر: أولا، لما يأتى في ترجمة نصر من الماتن وغيره تضعيفه بالغلو.

وثانيا او قول نصر: اما رواية عن احمد بن محمد بعدم الرواية عنه فهى مرسلة. او اجتهاد برأيه فهو غير حجة، مع انه خطأ كما ستقف عليه.

وثالثا ان الطرق والمشيخات والكتب والمصنفات وقراآت المشايخ و سماعاتهم واجازاتهم تكذبه، فقد اكثروا فيها بذكر رواياته عنه كما لا يخفى على من نظر فيها، الا ان يكون المراد: ان احمد بن محمد بداله ترك الرواية عن ابن محبوب بعدما كان يروى عنه ثم تاب ورجع. ولعله لذلك توقف الماتن تبعا للكشى فيما حكاه كما سنوضحه.

الثانى ان الظاهر ان احمد بن محمد قد تفرد في ترك الرواية عن ابن محبوب عنه، لاجل هذا الاتهام، فقد روى عن الحسن بن محبوب أجلا الطائفة و واقرانه ومعاصروه، بل رووا عنه عن الثمالى كما لا يخفى على الخبير بالطرق والاسانيد والمشيخات، بل لم يثبت عدم رواية احمد عنه ان لم يثبت خلافه، ولو صحت فقد رجع وتاب فلا يكون لذلك بنفسه طعنا في ابن محبوب ولا في رواياته مطلقا او فيما رواه عن الثمالى.

الثالث ان احمد بن محمد قد روى كثيرا جدا عن الحسن بن محبوب بل روى عنه كتب جماعة من اصحاب الاصول والمصنفات كما يظهر للمتأمل في فهرستى النجاشى والشيخ والمشيخات اليها كما انه قد روى عنه كتاب ابى حمزة الثمالى عنه كما يأتى في ترجمته ورواه المشايخ بأسانيدهم وطرقهم إلى احمد بن محمد عن ابن محبوب عنه. وروى احمه عنه عن الثمالى كما في اختصاص المفيد ص ٢٥١.

ولو اشرنا إلى مواردها مع كثرتها لخرجنا عن غرض الكتاب واشرنا إلى بعضها في الطبقات.

فان اريد بما قبل ان ابن عيسى ما كان يروى عن ابن محبوب ولا يسمع عنه اصلا فهذه الاخبار مع كثرتها تكذب هذا القول، ولا يصح احتمال سماعها و روايتها بعدما تاب ورجع قبل موته وان اريد انه كان يسمع الحديث منه ولكن يتجنب الرواية عنه تورعا منه في مقام الرواية كما اتفق لبعض المشايخ، منهم النجاشى على ما تقدم في مقدمة هذا الشرح، فيبعده كثرتها اذ كيف روى هذه الروايات مع كثرتها بعدما تاب قبل موته او قبل موت ابن محبوب ولم يتأخر موته عن موته بكثرة مع ان اكثار السماع منه قبل توبته ينافى تورعه في الرواية عنه، ولو كان الورع يقتضى التجنب عن الرواية ة عن المطعون عند اصحابنا فالتوبة والرجوع لا معنى له الا اذا تتبين خطأهم في اتهامه.

هذا كله مع ان اتهامه في روايته عن الثمالى لا يوجب اتهامه في رواياته عن غيره كى يتجنب عن الجميع وذلك بقرينة قوله: (في روايته) بدل (بروايته) فانه ظاهر في عدم اتهامه بمذهبه ولا بروايته عن غيره.

الرابع ان صريح المتن ان المتهم لاجله هو ابوحمزة الثمالى لكنه قد اختلف المتأخرون في ذلك وانه ابوحمزة الثمالى او ابنه كما ذكره=

٢٨٨

____________________

=الكشى(٣٦١) او ابن أبى حمزة البطائنى واختار الاخير غير واحد من المتأخرين بل اتعب المحقق نفسه في المجمع في اثباته زاعما انه الحق الذى يذعن به والتزم في اثبات ذلك بأمرين: سقوط كلمة (ابن) من النسخ مع انه غير موجود فيما عنده من النسخ المصححة المعتبرة، وزيادة الماتن ره كلمة (الثمالى) من عند نفسه قائلا: و اما زيادة لفظ (الثمالى) فليست في موضع، انما هى من عند جش. وهذا غريب جدا منهرحمه‌الله فتأمل.

قلت: الالتزام بهما مع وهنهما التزام بما لا يلتزم به لمثله، من مثله اذ لا وجه ابدا لاتهام الاصحاب الحسن بن محبوب في روايته عن ابن ابى حمزة الثمالى و هو ممن عاصره من اجلة الرواة. كما لا وجه لاتهامه في الرواية عن على بن أبى حمزة البطائنى طبقة فانه ممن عاصره بلا كلام. ولا مذهبا بانه من رؤساء الواقفة اما اولا انه لو صحت روايته عنه فلعلها كانت قبل انحرافه ولا يوجب الطعن كما صرح بمثله الشيخ في العدة.

وثانيا: ان الانحراف عن الحق مذهبا لا تنافى كونه ثقة في الحديث و قد عد الشيخ في العدة في القرائن الدالة على صحة الاخبار البطائنى وعثمان بن عيسى ممن كانوا متحرزين عن الكذب وموثوقا بهم في حديثهم مدعيا عمل الاصحاب بأخبار هولاء.

وثالثا ان الرواية عن البطائنى لو كانت توجب الاتهام لاتهم ايضا محمد بن ابى عمير حيث روى عنه، مع انه الثقة المسكون اليه عند الاصحاب ولا يعدله أقرانه في الجلالة.

وقد روى احمد بن محمد بن عيسى وغيره من الاجلة عن عثمان بن عيسى الذى هو احد أركان الوقف ورابعا: ان الرواية عن الضعيف انما توجب عدم الاعتماد على مراسيله وما رواه عن المجاهيل لا الاتهام في نفسه فانه من لوازم الكذب والتدليس.

ومن ذلك ظهر ان الاصح ما في المتن من ذكر ابى حمزة الثمالى واما ما عن بعض نسخ اختيار الكشى فليس صالحا للاعتماد.

الخامس: انه بعدما عرفت ان مورد اتهام ابن محبوب روايته عن الثمالى فالوجه في الاتهام عدم مساعدة روايته مع تاريخ وفات الثمالى سنة(١٥٠) وتاريخ وفات ابن محبوب سنة(٢٢٤)، وكان من ابناء خمس وسبعين سنة كما تقدم في ترجمته فان اللازم ح كون تولده سنة تسع واربعين ومأة بعد وفات الامام الصادقعليه‌السلام بسنة او ما يقارب ذلك، وعلى هذا كان ابن محبوب عند وفات الثمالى صبيا يرتضع وله سنتان، فلا يصح تحمله الحديث ولا روايته الا بالاجازة والوجادة، وحيث ان ظاهر الرواية عنه هو تحمل الحديث سماعا وقرائة الا ان يصرح بالرواية اجازة او وجادة، فهى ممن لا يمكن روايته عنه ح تدليس يوجب الاتهام، ولاجله ترك احمد الرواية عن ابن محبوب، والا فابن محبوب احد اجلاء الطائفة واعيانهم اعلى شأنا من ان يتهم بالوضع والكذب كما هو ظاهر لا يخفى.

ويمكن التقصى عن الاشكار: اولا: بمنع صحة ما قيل في تاريخ وفات ابن محبوب ومدة عمره فانه عول على ما ذكره الكشى(٣٦٠) وتقدم في ترجمته ضعفه سندا وايضا ما هو التحقيق في وفاته فلاحظ. نعم الاشكال في زمان وفات الثمالى لاتفاق المشايخ عليه وثبت كما يأتى في ترجمته: انه مات هو وزرارة ومحمد بن مسلم بعد وفات الصادقعليه‌السلام في سنة واحدة.

وثانيا: انه تقدم في ترجمة ابن محبوب (ج ٢ ٣٤٣) انه ذكر فيمن روى عن أبى عبداللهعليه‌السلام بل روى المفيد في الاختصاص(٢٣١) عنه عنهعليه‌السلام كما تقدم التحقيق في الجواب عما يوهم عدم صحة كونه من اصحابهعليه‌السلام وثالثا: انه روى عن أبى حمزة الثمالى جماعة ممن في طبقة ابن محبوب بل من كان متأخرا عنه، ولم يتهموهم في ذلك ولا اتهمهم احمد بن محمد بن ذلك بل روى عنهم: منهم على بن الحكم الذى عد من اصحاب الجواد والرضاعليهما‌السلام فروى الكلينى في اصول الكافى ج ٢ ١٥ باب ان السكينة هى الايمان عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن ابى حمزة الثمالى وفى فروعه ج ٢ ص ٧٠ وص ٣٧٢ والصدوق في الفقيه ج ١ في باب حد الحائض والمستحاضه وج ٢ ٩٤ ومحمد بن اسماعيل كما في اصول الكافى ج ١ ٣٩٠ باب خلق ابدان الائمةعليه‌السلام وج ٢ ٤ باب طينة المؤمن والكافر.=

٢٨٩

____________________

=وجعفر بن سليمان كما في معانى الاخبار(٢٩٢)، وعلى بن ابى نعيم. كما في التهذيب ج ٩ ١٧٥.

و أسد بن ابى العلاء كما في الكافى ج ٢ ١٣٣، والتهذيب ج ٨ ٢٤٢، والاستبصار ج ٤ ١٦.

وروى حميد بن زياد عن يونس بن على العطار كتاب ابى حمزة الثمالى.

ذكره الشيخ فيمن ولم يرو عنهم(٥١٧): وايضا محمد بن عياش بن عيسى عن ابى حمزة الثمالى كتابه كما في الفهرست(٤٢) ورابعا: ان ابن محبوب روى عن جماعة من اصحاب السجاد والباقر والصادقعليه‌السلام ممن كان في طبقة الثمالى بل روى احمد عنه عنهم، وعن من مات في ايام ابى عبداللهعليه‌السلام .

فروى عن زياد بن المنذر ابى الجارود الذى روى عنهمعليه‌السلام كما في الفقيه ج ٤ ١٣٢، وعن مالك بن عطية مكررا. وروى عن بكير بن أعين من اصحابهما وقد مات في ايام ابى عبداللهعليه‌السلام (التهذيب ج ١٠ ١٦٣) وغيرهم ممن يطول بذكرهم. ويأتى في ترجمة عبدالغفار بن القاسم الانصارى رقم(٦٤٨) من اصحاب السجاد والباقر والصادقعليه‌السلام رواية احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عنه كتابه وقد اشرنا إلى ذلك في ترجمة الحسن بن محبوب فلاحظ.

بقى هنا شئ وهو ما ذكره الكشى في كلامه المتقدم: وكان يروى عمن كان الخ فيحتمل كونه من تتمة كلام نصر تأييدا لاتهام ابن محبوب بان احمد هو الذى يروى عمن كان اصغر منه ولا يروى عن ابن محبوب بلا واسطة بل يروى بواسطة عنه. كما يحتمل كونه من كلام نصر اعتراضا منه على احمد في عدم روايته عن ابن محبوب للاتهام المذكور مع روايته عن هولاء، او كونه من كلام الكشى اعتراضا منه على نصر في دعواه المتقدمة. بل يحتمل كونه تأكيدا من نصر او من الكشى لتوبة احمد ورجوعه عن القول المذكور وانه كان حريصا على سماع روايات ابن محبوب مما لم يرزق علمها وسماعها عنه بواسطة اصاغر معاصريه ممن روى عن ابن محبوب بل عن كل من روى عنه.

ولتوضيح الامر نشير إلى امور: احدها ان قول ابن الصباح بترك ابن عيسى الرواية عن ابن محبوب ثم توبته ورجوعه عن هذا القول، وان كان ربما يشير إلى انه لم يكن ذلك منه ورعا واحتياطا في الحديث والرواية، بل كان مع قول سيئى فيه او كان يترك روايته عنه وهنا وشينا عليه، كل ذلك اغترارا باتهام الاصحاب لابن محبوب في روايته عن الثمالى، والا فليست الرواية عن الثقة المتهم المطعون بوجه او تركها ذنبا يحتاج إلى التوبة، الا انه يمكن كون اظهاره الندامة والتوبة بعد تبيين بطلان الاتهام له ثم الرواية عنه بلا واسطة مهما امكن وبواسطة الرجال حتى أصاعر معاصريه ومن أدركه، احتياطا منه في الدين وصونا لعرض الناس وخاصة العلماء وحملة الحديث وتثبيتا للتوبة ولبطلان الاتهام والقول المذكور.

نعم هذا اذا تحققت روايته عنه بلا واسطة فان الرواية عنه بواسطة الرجال لا تنفى الاتهام المذكور ولا تثبت بطلانه، اذ لعلها كانت اعتمادا على الرجال كما كانت سيرة غير واحد من مشايخ الحديث من تركهم الرواية عن المطعون بلا واسطة مع روايتهم عنه بواسطة الرجال وقد حققنا ذلك في ترجمة النجاشى في ديباجة الكتاب فلاحظ.

ثانيها ان اتهام الاصحاب لابن محبوب في روايته عن ابن ابى حمزة البطائنى، على ما في الكشى انما هو لكونه مطعونا في مذهبه ومن عمد المواقفة الذين لا يوثق بهم وبرواياتهم، واما اتهامه في الرواية عن ابى حمزة الثمالى كما في المتن فانما هو باختلاف الطبقة وعدم الاتصال لا من أجل احتمال اسناد ابن محبوب ما لم سمعه من الثمالى اليه كذبا، فانه اعظم شأنأ وأجل قدرا ومنزلة في الطائفة من ان يتهم بما دون الكذب فضلا عن هذا الذنب العظيم، كيف وقد ذكر الكشى (*)=

٢٩٠

____________________

=اجماع الطائفة على تصحيح ما يصحح عنه. بل انما اتهم باحتمال الاسناد الظاهر في السماع والقراء‌ة تعليقا على وجادته الرواية في كتب الثمالى، او على سماعه من الرجال عنه ثم اسناد ذلك إلى الثمالى عولا وثقة بهم عولا على الاجازه كما كانت اجازة جملة من الرواة والمحدثين لاولادهم الصغار في نقلهم كتبهم ورواياتهم تؤيد ذلك.

ثالثها ان ما نسب إلى ابن عيسى من تركه الرواية عن جماعة او روايته عن آخرين وان كان ربما يوهم قولا ورأيا خاصا له ربما يوجب وهنه، الا ان التدبر يقتضى كون ذلك مدحا بليغا في طريقته في الرواية من الورع والدقة وتركه التساهل في امر الحديث، وربما يوجب كون رواية ابن عيسى عن الرجال مشيرا إلى اعتماده عليهم والى خلوهم من طعن يعرف فتدبر وسيأتى ما يشير إلى ذلك فانتظر.

٢٩١

٢٩٢

٢٩٣

٢٩٤

٢٩٥

قال ابن نوح: وما روى احمد عن ابن المغيرة(١) ،

____________________

ترك احمد الرواية عن عبدالله بن المغيرة

(١) وتقدم عن الكشى(٣١٨) عن نصر بن الصباح: وما روى احمد قط عن عبدالله بن المغيرة..

قلت: والكلام ذوجهين: التمثيل لورع احمد في الرواية بتركه الرواية عن مثل ابن المغيرة الجليل، او الطعن فيه بأمر في نفسه باجتنابه عن الرواية عن مثل عبدالله بن المغيرة الكوفى البجلى الذى يأتى من الماتن في ترجمته

قوله فيه: ثقة، ثقة، لا يعدل به احد، من جلالته، ودينه، وورعه، روى عن ابى الحسن موسىعليه‌السلام ، قيل انه صنف ثلثين كتابا.. وايضا في ترجمة حماد بن عيسى الجهنى الجليل: وكان ثقة في حديثه، صدوقا.

قال سمعت من أبى عبداللهعليه‌السلام سبعين حديثا، فلم ازل ادخل الشك على نفسى حتى اقتصرت على هذه العشرين، وله حديث مع ابى الحسن موسىعليه‌السلام في دعائه بالحج، وبلغ من صدقه: انه روى عن جعفر بن محمدعليهما‌السلام ، وروى عن عبدالله بن المغيرة وعبدالله بن سنان عن أبى عبداللهعليه‌السلام .

قلت: ما حكاه النجاشى عن ابن نوح، والكشى عن نصر في نفى رواية احمد عن ابى المغيرة ينافى رواياته كثيرة عنه بلا واسطة فضلا عما كانت مع واسطة الرجال عن ابن المغيرة، فمن الاول ما رواه في التهذيب ج ٧ ٩ ٢٨ في الغسل ليوم الجمعة عن احمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن عبدالله، وعبدالله بن المغيرة عن ابى الحسن الرضاعليه‌السلام .

وايضا بهذا الاسناد عنهعليه‌السلام في ناقضية النوم للوضوء. رواه في التهذيب ج ١ ٦ ٤، والاستبصار ج ١ ٧٩ ٣، وايضا فيمن يجب عليه التمام في السفر عن احمد بن محمد بن عيسى عن عبدالله بن المغيرة كما في الاستبصار ج ١ ٢٣٢ ١، ولكن في التهذيب ج ٣ ٢١٤ ٥٢٤: احمد بن محمد عن محمد بن عيسى عن عبدالله بن المغيرة. الحديث. ولا يبعد زيادة (عن محمد) في التهذيب.

كما روى احمد بن محمد بن عيسى عن عبدالله بن المغيرة، وحده بلا واسطة كما في التهذيب ج ٣ ٤٧ ١٦٤ فيمن رفع رأسه من الركوع قبل امام الجماعة، والاستبصار ج ١ ٤٣٨ ٢ وفى باب المهور والاجور من التهذيب ج ٧ ٣٥٥ ١٤٤٧. بل روى احمد وعبدالله ابنا محمد بن عيسى، عن ابيهما، عن عبدالله بن المغيرة كما في اصول الكافى ج ١ ٤٤٩ ٣٣ باب مولد النبىعليه‌السلام اسلام ابيطالب بحساب الجمل. وروى احمد عن ابيه، عن عبدالله بن المغيرة كما في باب البئر يقع فيها البعير من الاستبصار ج ١ ٣٤ ٩١٧، وفى باب اللقطة والضالة من التهذيب ج ٦ ٣٩٨ ١٢٠١ وغيره. (*)

٢٩٦

٢٩٧

ولا عن الحسن بن خرذاذ(١)

____________________

(١) ترك احمد بن عيسى الرواية عن ابن خرذاذ تقدم عن الكشى(٣١٨) عن نصر بن الصباح: وما روى احمد قط عن عبدالله بن المغيرة ولا عن الحسن بن خرذاذ. كما قد تقدمت في باب الحسن ج ٢ ٥٩ ٨٦ من هذا الكتاب ترجمة الحسن بن خرذاذ الكشى القمى من اصحاب الهادىعليه‌السلام قول الماتن: قمى، كثير الحديث، له كتاب اسماء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكتاب المتعة، وقيل: انه غلا في آخر عمره..

قلت: يحتمل تعليل ترك رواية احمد عنه باتهامه بالغلو في آخر عمره، الا انه يبعده:

اولا: تأخر طبقة الحسن بن خرذاذ فان الشيخ عده تارة في اصحاب الهادىعليه‌السلام واخرى فيمن لم يرو عنهمعليه‌السلام ، واحمد كان أعلا طبقة منه اذ كان من اصحاب الرضا والجواد والهادىعليه‌السلام .

وثانيا: بان القول بغلوه واتهامه كان في آخر عمره، ولا وجه لترك الرواية عنه قبل ذلك.

وثالثا: ان القول المذكور في نفسه ضعيف، والا لاستثنى القمييون ومن ارتضى رأيهم روايات محمد بن احمد بن يحيى عن الحسن بن خرذاذ فيما استثنوا من رواياته، وقد روى الشيخ في التهذيب ج ١ ٣٤٢ ١٦٩ باب تلقين المحتضرين في الصحيح عن محمد بن احمد بن يحيى عن الحسن بن خرذاذ. (*)

٢٩٨

وأبوجعفررحمه‌الله شيخ القميين، ووجههم، وفقيههم(١)

____________________

منزلته في اصحابنا

(١) شيخوخية احمد بن محمد بن عيسى للقميين ووجاهته بينهم وكونه وجها لهم، وكونه فقيههم، تدل على منزلته ومكانته وورعه وثقته في نفسه وفى الحديث عندهم، فلا يكون المطعون بوجه كذلك. وهذا اجمع وابلغ مدح له يستغنى به عن التوثيق لفظا، وقد وثقه الشيخ في اصحاب الرضاعليه‌السلام من رجاله كما يأتى. وقد سبق النجاشى غيره من اعلام الطائفة في الاكتفاء بمثل ذلك عن توثيقه فقال الصدوقرحمه‌الله في مقدمة كتابه (اكمال الدين ٣): وكان احمد بن محمد بن عيسى في فضله وجلالته، يروى عن ابى طالب عبدالله بن الصلت القمى.. ولذلك ولغيره وثقه المتأخرون حتى قيل: ان وثاقته متفق عليها بين الفقهاء وعلماء الرجال، متسالم عليه، من غير تأمل من احد، ولا غمز فيه بوجه من الوجوه، وقد اعترف بشيخوخيته وشهرته وفقاهته وعلمه غير اصحابنا من الجمهور على ما تقدم في كلام ابن النديم في الفهرست، وابن حجر في لسان الميزان. (*)

٢٩٩

غير مدافع(١) وكان ايضا الرئيس الذى يلقى السلطان(٢)

____________________

(١) هذا مدح آخر عظيم، فان الرجال غالبا يدافعون في اخوانهم و عشيرتهم ومعاصريهم، ومن يؤمل منه خيرا بمنع عنه، وشذ من لا يدافع ولا ينكر عليه في شيئ فاذا كان احمد بن عيسى غير مدافع في وجاهته وفقاهته و حديثه وساير اموره، مرضيا عند القوم فهو في رتبة عالية ومنزلة كريمة من الورع وحسن السيرة، والسماحة والبصيرة.

(٢) في ذلك اشارة إلى حذاقته وبصيرته بالامور وحسن سياسته وتبيره الذى يرتضيه القمييون في اتجاهه بالسلطان وحمايته عن الشيعة وعن اهل قم صالحا للزعامة والرئاسة الدنيوية وولاية الامور. ثم انه لا بأس بالاشارة إلى بعض الروايات التى قيل أنها تدل على ذم احمد بن محمد بن عيسى مما أحصيناه في كتابنا (اخبار الرواة): فمنها ما رواه الكشى في يونس بن عبدالرحمن(٣٠٨) ٤٢ عن على بن محمد القتيبى قال حدثنا الفضل بن شاذان قال: كان احمد بن محمد بن عيسى تاب واستغفر الله من وقيعته في يونس لرؤيا رآها.

قال ابوعمر والكشى بعد ذكر روايات في الطعن في يونس ص ٣٠٩: قال ابوعمرو: فلينظر الناظر فليتعجب من هذه الاخبار التى رواها القمييون في يونس وليعلم انها لا تصح في العقل، وذلك ان احمد بن محمد بن عيسى، وعلى بن حديد قد ذكر الفضل من رجوعهما عن الوقيعة في يونس ولعل هذه الروايات كانت من احمد قبل رجوعه.

قلت: وقد روى الكشى غير واحد من الذموم المشار اليها عن طريق احمد بن محمد بن عيسى القمى مثل خبر ٤٢ و ٥٣ و ٤٤ و ٤٥. لكن ظن الافتعال برواة الذموم المأثورة في رواة الحديث كما ترى.

ومنها ما روى الكلينى في اصول الكافى ج ١ ٣٢٤ باب النص على ابى الحسن الثالثعليه‌السلام عن الحسين بن محمد، عن الخيرانى، عن أبيه انه قال: كان يلزم باب ابى جعفرعليه‌السلام للخدمة التى وكل بها، وكان احمد بن محمد بن عيسى يجيئ في السحر في كل ليلة ليعرف خبر علة ابى جعفرعليه‌السلام ، وكان الرسول الذى يختلف بين أبى جعفرعليه‌السلام ، وبين ابى اذا حضر، قام احمد وخلا به أبى، فخرجت ذات ليلة وقام احمد عن المجلس، وخلا أبى بالرسول واستدار احمد، فوقف حيث يسمع الكلام، فقال الرسول لابى: ان مولاك يقرأ عليك السلام ويقول لك: انى ماض والامر صائر إلى ابنى على، وله عليكم بعدى ما كان لى عليكم بعد ابىعليه‌السلام ، ثم مضى الرسول، ورجع احمد إلى موضعه، وقال لابى: ما الذى قد قال لك؟ قال: خبرا، قال: قد سمعت ما قال، فلم تكتبه؟ ! واعاد ما سمع، فقال له أبى: قد حرم الله عليك ما فعلت، لان الله تعالى يقول: (فلا تجسسوا)، فاحفظ الشهادة لعلنا نحتاج اليها يوما، واياك ان تظهرها إلى وقتها فلما اصبح ابى كتب نسخة الرسالة في عشر رقاع وختمها ودفعها إلى عشرة من وجوه العصابة وقال: ان حدث بى حدث الموت قبل ان اطالبكم بها فافتحوها واعلموا بما فيها، فلما مضى ابوجعفرعليه‌السلام ذكر ابى انه لم يخرج من منزله حتى قطع على يديه نحو من اربعمأة انسان، واجتمع رؤساء العصابة عند محمد بن الفرج يتفاوضون هذا الامر، فكتب محمد بن الفرج إلى ابى، يعلمه باجتماعهم عنده وانه لو لا مخافة الشهرة لصار معهم اليه، ويسأله ان يأتيه، فركب ابى و صار اليه، فوجد القوم مجتمعين عنده، فقالوا لابى: ما تقول في هذا الامر؟ فقال ابى لمن عنده الرقاع: احضروا الرقاع، فأحضروها، فقال لهم: هذا امرت به، فقال بعضهم: قد كنا نحب ان يكون معك في هذا الامر شاهد آخر؟ فقال لهم قد أتاكم الله عزوجل به، هذا ابوجعفر الاشعرى يشهد لى بسماع هذه الرسالة، وسأله ان يشهد بما عنده، فانكر احمد ان يكون سمع من هذا شيئا، فدعاه ابى إلى المباهلة، فقال: لما حقق عليه، قال قد سمعت ذلك، وهذا مكرمة كنت احب ان تكون لرجل من العرب، لا لرجل من العجم، فلم يبرح القوم حتى قالوا بالحق جميعا.=

٣٠٠