تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء ٣

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي0%

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي مؤلف:
تصنيف: علم الرجال والطبقات
الصفحات: 543

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد باقر الموحد الأبطحي (الإصفهاني)
تصنيف: الصفحات: 543
المشاهدات: 152266
تحميل: 8221


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 543 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 152266 / تحميل: 8221
الحجم الحجم الحجم
تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي

تهذيب المقال في تنقيح كتاب الرجال النجاشي الجزء 3

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٢٢٧ - احمد بن محمد بن على بن عمر بن رباح(١)

القلاء، السواق(٢) ابوالحسن،

____________________

(١) يأتى في اخيه على ٦٨٧ تمام نسبه هكذا: على بن محمد بن على بن عمر بن رباح بن قيس بن سالم، مولى عمر بن سعد بن أبى وقاص.

وقال الشيخ في الفهرست ص ٢٦ ٧٢: احمد بن محمد بن على بن عمر بن رباح بن قيس بن سالم، القلا، السواق. وفى رجاله في اصحاب الصادقعليه‌السلام ص ٢٥٢ ٤٦٩: عمر بن رباح الزهرى القلا، مولى.

وفيمن لم يرو عنهمعليه‌السلام ٤٥٤ ٩٥: احمد بن محمد بن على بن عمر بن رباح، ابوالحسن.

وقال قى الفهرست: ٩٦ ٤٠٤: على بن محمد بن رباح النحوى، يكنب ابا القاسم، له كتاب النوادر، اخبرنا به جماعة من التلعكبرى، عن محمد بن همام، عن على بن محمد بن رباح. ثم ان النسخ والكتب والروايات حتى مواضعها قد اختلت في ضبط (رباح) بالباء الموحدة او (رياح) بالياء المنقوطة ولا يهمنا تحقيقه في المقام.

(٢) لا دليل على كونه قلاء‌ا، سواقا بصنعته وحرفته القلى والانضاج في المغلى، وصنعة السويق وبيعه، بل لعل تحركه وتجافيه عن محله بكثرة لحديث، والسماع والرواية وسرده الحديث وتحريكه لمن حضره نحو السماع والبحث، اوجب تلقبه بهما، فتامل وتدبر في اللغتين الا ان الوصفين قد ذكرا الغير واحد من آله فتدبر. (*)

٤٦١

مولى آل سعد بن أبى وقاص(١) .

وهم ثلاثة اخوة: ابوالحسن هذا، وهو الاكبر، وابوالحسين محمد، وهو الاوسط، ولم يكن من اهل العلم في شئ، وابوالقاسم على، وهو الاصغر، وهو اكثرهم حديثا.(٢)

____________________

(١) فلا يكون بنى رباح من العربى الصميم، الا ان المولوية لال سعد ربما اورثت الطعن فيهم بضعفهم في معرفة الائمةعليه‌السلام . واما رجال نسبه فلم احضر لجده الاعلى: قيس بن سالم ذكرا غير ما في كلام النجاشى والشيخ، وما في ميزان الاعتدال للذهبى ج ٣ ٣٩٧: قيس بن سالم، عن أبى امامة بن سهل، لم يكد يعرف، وأتى بخبر منكر. كما لم احضر لجده رباح (رياح) ايضا ترجمة ولا رواية وسيأتى الكلام في الباقين.

(٢) وفى الفهرست نحوه بتمامه الا انه قال: (ابوالحسن احمد هذا) ولم يذكر (في شئ).

وفيمن لم يرو عنهم: واخوه محمد ابوالحسين، وابوالقاسم على وهو الاصغر، وهو اكثرهم حديثا، واقفة.

وتقدم عن الفهرست ذكر ابى القاسم على بن محمد بن رباح بكتابه النوادر.

روى عنه ابوعلى محمد بن همام كما في الفهرست ترجمته، وفى الغيبة ص ٤٥، عن القاسم بن اسماعيل القرشى الواقفى الممطور، عن محمد بن أبى حمزة، وعن حنان حديثا كثيرا، مع انه قال ما سمعت منه (أى ابن حمزة) الا حديثا واحدا، وفى حنان: اربعة احاديث او خمسة.

وروى النجاشى عنه كتب الشيعة منها كتاب صبيح أبى الصباح الصيرفى عن احمد بن عبدالواحد، عن عبيد الله بن احمد الانبارى، عن على بن محمد بن رباح من كتابه، عن القاسم بن اسماعيل ابى المنذر الانبارى، عن صفوان بن يحيى، عن صبيح. وروى ابوغالب الزرارى في الرسالة ٨٢ ٩٠ بعض الكتب والرسائل عن أبى الحسن احمد بن محمد بن رباح، عن عمه على بن محمد بن رباح.

واما ابوه محمد بن على بن عمر بن رباح فروى ابن طاووس في (سعد السعود) من كتاب محمد بن على بن رباح باسناده إلى الصادقعليه‌السلام تفسير قوله تعالى (ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا..) بذرية النبى الاكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم . و رواه في نور الثقلين ج ٤ ٣٦٣ عنه. (*)

٤٦٢

وجدهم عمر بن رباح القلا، روى عن أبى عبداللهعليه‌السلام (١) وابى الحسنعليه‌السلام .(٢)

____________________

(١) ويأتى من الماتن في اخبه على، ٦٧٨: روى عمر بن رباح عن أبى عبداللهعليه‌السلام ، ويقال في الحديث: عمر بن رياح القلا. وذكره الشيخ في اصحاب الصادقعليه‌السلام ٢٥٢ ٤٦٩ كما تقدم.

(٢) كما في التهذيب ج ٥ ص ٤٢٦ ١٤٧٩ وايضا ص ٤٧٤، والاستبصار ج ٢ ٣٣٠ ٤٠، عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب، عن صفوان، عن عمر بن رياح قال قلت لابى الحسنعليه‌السلام : اقدم مكة أتم او أقصر؟ قال: أتم.

قلت: وروى عن أبى جعفرعليه‌السلام ففى باب ٤: من طلق لغير الكتاب والسنة من الكافى ج ٢ ٩٨ باسناد صحيح عن البزنطى، عن أبى بصير، عن عمر بن رياح عن أبى جعفرعليه‌السلام قال قلت له: بلغنى انك تقول: من طلق لغير السنة انك لا ترى طلاقه شيئا؟ ! فقال له أبوجعفرعليه‌السلام : ما اقوله، بل الله عزوجل يقوله، انا والله لو كنا نفتيكم بالجور لكنا شرا منكم، ان الله عزوجل يقول: (لو لا ينهاهم الربانيون والاحبار عن قولهم الاثم وأكلهم السحت..)(*)

٤٦٣

ووقف(١) ،

____________________

(١) وذكره ابوعمرو الكشى ١٥٤ بترجمة وقال: قيل انه كان اولا يقول بامامة ابى جعفرعليه‌السلام ثم انه فارق هذا القول، وخالف اصحابه، مع عدة يسيرة، تابعوه على ضلالته، فانه زعم انه سأل أبا جعفرعليه‌السلام عن مسألة فأجابه فيها بجواب، ثم عاد اليه في عام آخر، وزعم انه سئله عن تلك المسألة بعينها، فأجابه فيها بخلاف الجواب الاول، فقال لابى جعفرعليه‌السلام : هذا بخلاف ما اجبتنى في هذه المسألة عامك الماضى، فذكر انه قال: ان جوابنا خرج على وجه التقية، فشك في امره وامامته، فلقى رجلا من اصحاب أبى جعفرعليه‌السلام ، يقال له محمد بن قيس، فقال: انى سألت أبا جعفرعليه‌السلام عن مسألة فأجابنى فيها بجواب، ثم سألت عنها في عام آخر، فاجابنى فيها بخلاف الجواب الاول، فقلت له: لم فعلت ذلك؟ فقال: فعلته للتقية، وقد علم الله اننى ما سألته الا وانى صحيح العزم على التدين بما يفتينى فيه وقبوله والعمل به، ولا وجه لاتقائه اياى، وهذه حاله. فقال له محمد بن قيس: فلعله حضرك من اتقاه، فقال: ما حضر مجلسه واحد من الحلين غيرى، لا، ولكن كان جوابيه جميعا على وجه التخيب، ولم بحفظ ما اجاب به العام الماضى: فيجيب بمثله.

فرجع عن امامته، وقال: لا يكون امام يفتى بالباطل على شئ من الوجوه ولا في حال من الاحوال، ولا يكون امام يفتى بتقية، من غير ما يجب عند الله، ولا هو مرخى ستره، ولا يغلق بابه، ولا يسع الامام الا الخروج، والامر بالمعروف والنهى عن المنكر، فمال إلى سنته بقول البترية، ومال معه نفر يسير، وذكره بتمامه نحوه النوبختى في فرق الشيعة(٨٠).

قلت: ولا تعجب من ولد مولى آل سعد بن أبى وقاص في الانحراف والميل عن الائمة المعصومينعليه‌السلام وسيأتى انهم كلهم واقفة. وتحقيق ذلك مع ذكر ما ورد فيهم في كتابنا (اخبار الرواة).(*)

٤٦٤

وكل اولاده واقفة(١) وكان ابوالحسن احمد بن محمد ثقة في الحديث(٢) وصنف كتبا فمنها: الصيام(٣) وكتاب الدلائل،

____________________

(١) وهذا طعن عام في مذهب اولاده يؤخذ به الا ما خرج عنه بالدليل.

(٢) وان كان ضعيفا في مذهبه بوقفه.وقال الشيخ في الفهرست نحو ما في المتن بتمامه وقال في رجاله: واحمد المتقدم ثقة.وقال ابوغالب الزرارى في الرسالة إلى ابن ابنه ٤٠: وسمعت من حميد بن زياد.. واحمد بن محمد بن رياح، وهؤلاء من رجال الواقفة، الا انهم كانوا فقهاء، ثقات في في حديثهم، كثيرى الرواية.

(٣) وفى الفهرست: وصنف كتبا منها كتاب الصيام، اخبرنا به الحسين بن عبيد الله، قال حدثنا احمد بن محمد الزرارى قراء‌ة عليه: قال حدثنا احمد هذا... (*)

٤٦٥

كتاب سقاطات العجلية(١) ، كتاب ما روى في ابى الخطاب محمد بن أبى زينب(٢) وشركة بينه وبين اخيه على بن محمد، ولم أر من هذه الكتب الا كتاب الصيام، حسن(٣) ، واخبرنا بكتبه اجازة احمد بن عبدالواحد قال حدثنا عبيد الله بن احمد بن أبى زيد الانبارى ابوطالب، قال حدثنا احمد بها.(٤)

____________________

(١) العجلية هم ضعفاء الزيدية اصحاب هارون بن سعيد العجلى، ذكرناهم بآرائهم، وبأصحابهم، وبما ورد في ذمهم. وبمن صنف في ردهم في كتابنا في (اخبار مذاهب الرواة).

(٢) قد ورد في ذم ابى الخطاب والخطابية من الغلاة روايات، وقد صنف في ردهم جماعة من اصحابنا استقصينا ذلك، مع ذكر هولاء واصحابهم في (اخبار مذاهب الرواة).

(٣) ليس جملة (ولم ار من.. إلى حسن) في الفهرست.

(٤) وفى الفهرست: واخبرنا بجميع كتبه احمد بن عبدون عن أبى طالب عبيد الله بن احمد بن ابى زيد الانبارى قال حدثنا احمد. قلت: وطريقهما اليها صحيح بناء‌ا على وثاقه مشايخ النجاشى. (*)

٤٦٦

٢٢٨ - احمد بن ابراهيم بن اسماعيل بن داود بن حمدون(١)

الكاتب، النديم، شيخ اهل اللغة، ووجههم، استاذ ابى العباس، و قرأ عليه قبل ابن الاعرابى، وكان خصيصا بسيدنا ابى محمد العسكرى، و أبى الحسنعليهما‌السلام قبله.

____________________

(١) وذكره الشيخ في الفهرست ٢٧ ٧٣ نحوه بتمامه مع تفاوت يسير وزاد؟ عد (النديم): أبوعبدالله.

وبعد (الاعرابى): وتخرج من يده، وبعد (ابى الحسنعليه‌السلام ): وله معه مسائل وأخبار، وله كتب..

وذكره ايضا في رجاله في اصحاب العسكرىعليه‌السلام ٢٢٨ ٤ نحوه إلى قوله: شيخ اهل اللغة، ثم قال: روى عنه، وعن ابيهعليهما‌السلام .

وذكره ياقوت الحموى في معجم الادباء ج ٢ ص ٢٠٤ ٢٢ نحو ما في الفهرست وقال: ذكره ابوجعفر الطوسى في مصنفى الامامية، وقال: هو شيخ اهل اللغة ووجههم الخ، ثم قال: قال النابستى: وكان خصيصا بالمتوكل، ونديما له، وانكر منه المتوكل ما اوجب نفيه من بغداد، ثم قطع اذنه، وكان السبب في ذلك ان الفتح بن خاقان: (ثم ذكر قصة طويله وفيها:) فامر المتوكل بنفيه إلى تكريت، فأقام فيها اياما ثم جائه زرافة في الليل على البريد. وقال: قال امير المؤمنين امر بقطع اذنك.، فقطع غضروف اذنه من خارج.. ثم أعاده المتوكل إلى خدمته.. وقال ص ٢١٧: وتحدث جحظة في أماليه قال قال لى أبوعبدالله بن حمدون: حسبت ما وصلنى به المتوكل في مدة خلافته وهى اربع عشرة سنة وشهور، فوجدته ستين ألفا وثلاثمأة الف دينار، ونظرت فيما وصلنى به المستعين في مدة خلافه وهى ثلاث سنين ونيف، وكان اكثر مما وصلنى به المتوكل..

وقال ابن حجر في لسان الميزان ج ١ ١٣٤ بعد حكاية كلام الشيخ الطوسى: وذكر ياقوت انه نادم جماعة من الخلفاء آخرهم المعتمد، ونقل عن جحظة انه مات في رمضان سنة ٣٩ وولد ٧٢. وذكره السيوطى في بغية الوعاة ٢٩١ ٥٣١ وحكى عن الشيخ في مصنفى الامامية ملحض ما تقدم عنه. ويظهر من تاريخ الطبرى ج ١٠ ٥٣. في احداث سنة ٢٨٤ وكتاب المعتضد إلى ابن حمدون النديم: انه كان من كتابه وندمائه.

قال ابن النديم في الفهرست ٢١٣: آل حمدون، وهو حمدون بن اسماعيل بن داود الكاتب، وهو اول من نادم من اهله، وابنه=

٤٦٧

____________________

=احمد بن حمدون رواية، اخبارى، روى عن العبدى، وله من الكتب كتاب الندماء والجلساء.

وقال ايضا في الكتاب المترسلين الذين رويت رسائلهم ١٨٥: ابراهيم بن اسماعيل بن داود الكاتب، وله تقدم في البراعة والبلاغة، وله كتاب رسائل.

وقال الحموى في المعجم بعد أحوال أبى عبدالله احمد بن ابراهيم ج ١ ص ٢٠٩: وكان ابوه ابراهيم، واظن انه الملقب بحمدون ينادم المعتصم، ثم الواثق بعده، وكان يعاتب المتوكل في ايام اخيه الواثق.. ولما مات الواثق نادم حمدون المتوكل... ثم ذكر جماعة من آل حمدون وندامتهم للخلفاء.

قلت: ان ندامة احمد بن ابراهيم بن حمدون لخلفاء الجور، ونشوه في بيت كانوا كتابا ندماء للعباسيين الظلمة الفسقة الفجرة، انما تدل على شين وعار لا يزول بمنزلته في البراعة واللغة والادب والبلاغة، وبكونه استاذا لمثل أبى العباس احمد بن يحيى بن زيد بن سيار النحوى الشيبانى البغدادى المولود ٢٠٠ او ما يقاربه والمتوفى ٢٩١ المعروف بتغلب، امام الكوفيين في النحو واللغة، الثقة الصالح الحجة المشهور بالحفظ، وصدق اللهجة والمعرفة بالعربية ورواية الشعر القديم، المقدم عند الشيوخ منذ هو حدث، والمعتمد لابى عبدالله محمد بن زياد الذى يرجع اليه ابن الاعرابى اذا شك في شئ، ثقة منه بغزارة حفظه، على ما يظهر من ابن النديم في الفهرست ص ١٠٨ و ١١٦، ٢٣٠ و ٦٩ ومواضع كثيرة منه، وكذا ابن خلكان في وفيات الاعيان ج ١ ٨٤ ٤٢، والسيوطى في بغية الوعاة، والحموى وغيرهم. وانما يطهره ولائه لاهل البيتعليه‌السلام ومنزلته عند الامامينعليهما‌السلام وكونه خصيصا بهما، بل ربما يكشف عن كون تقربه لرجال الدولة العاصبة على بعض الوجوه. (*)

٤٦٨

٤٦٩

له كتب منها: كتاب اسماء الجبال والمياه والاودية، كتاب بنى مرة بن بن عوف، كتاب بنى النمر بن قاسط، كتاب بنى عقيل، كتاب بنى عبدالله بن غطفان، كتاب طى، شعر العجين السلولى، صنعة شعر ثابت قطنه(١) صنعة كتاب بنى كليب بن يربوع، اشعار بنى مرة بن همام، نوادر الاعراب.

٢٢٩ - احمد بن الحسن الاسفراينى

ابوالعباس، المفسر، الضرير، له كتاب المصابيح في ذكر ما نزل من القرآن في اهل البيتعليه‌السلام ، وهو كتاب حسن، كثير الفوائد(٢) سمعت ابا العباس احمد بن على بن نوح يمدحه ويصفه، اخبرنا الحسين بن عبيد الله قال حدثنا احمد بن ابراهيم بن أبى رافع قال حدثنا ابوطالب محمد بن

____________________

(١) وزاد السيوطى بعد ثابت قطنة: وكان خصيصا بالمتوكل، ونديما له.

(٢) وذكره الشيخ في الفهرست ٢٧ ٢٤ نحو ما ذكر وقال: وهو كتاب كبير حسن.. وايضا في رجاله فيمن لم يرو عنهمعليه‌السلام ٤٥٤ ٩٦ وقال: روى ابن أبى رافع عن ابن بهلول عنه. والاسفراين كما ذكره الحموى، والمسعانى: بليدة حصينة من نواحى نيسابور، وينسب اليها جماعة من العلماء. (*)

٤٧٠

اسحاق بن البهلول قال حدثنا احمد بن الحسن.(١)

٢٣٠ - احمد بن محمد بن احمد بن طلحة، ابوعبدالله

وهو ابن اخى ابى الحسن على بن عاصم المحدث، يقال له العاصمى(٢) كان ثقة في الحديث، سالما، خيرا، أصله كوفى، وسكن بغداد روى عن الشيوخ الكوفيين.(٣)

____________________

(١) وفى الفهرست: اخبرنا به عدة من اصحابنا: منهم ابوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان المفيدرحمه‌الله ، والحسين بن عبيد الله، واحمد بن عبدون، وغيرهم، عن أبى عبدالله احمد بن ابراهيم بن أبى رافع، الخ.

قلت: وابوطالب بن البهلول، وان لم يصرح بتوثيق الا ان رواية احمد بن أبى رفع عنه تشير إلى جلالته فقد تقدم في ترجمته ٢٠١ قول الماتن: كان ثقة في الحديث، صحيح الاعتقاد. اذ كيف يكون من يروى عن الضعاف والمجاهيل ومن يتساهل في الحديث، ثقة في الحديث.

(٢) قال الشيخ في الفهرست ٢٨ ٥ ٧: احمد بن محمد بن عاصم، ابو عبدالله، وهو ابن اخى على بن عاصم المحدث، ويقال له العاصمى.

(٣) ثقة في الحديث، سالم الجنبة، اصله الكوفة، سكن بغداد، وروى عن شيوخ الكوفيين.. وفيمن لم يرو عنهمعليه‌السلام من رجاله ٤٥٤ ٩٧: احمد بن محمد بن عاصم، ابوعبدالله، يقال له: العاصمى، ابن اخى على بن عاصم المحدث، روى عنه ابن الجنيد، وابن داود.

ويأتى من الماتن في داود بن كثير الرقى ما يدل على انه كان من الشيوخ العارفين برجال الحديث وأحوالهم، اذ روى باسناده عن الحسين بن احمد بن الياس قال قلت لابى عبدالله العاصمى: داود بن كثير الرقى ابن من؟ قال: الحديث. وقال ابوغالب الزرارى في الرسالة ص ٨ في كتاب الحسن بن الجهم: وقد رويته عن ابى عبدالله احمد بن محمد العاصمى، لانه كان ابن اخت على بن عاصمرحمه‌الله ، وكان على بن عاصم شيخ الشيعة في وقته، ومات في حبس المعتضد، وكان حمل من الكوفة مع جماعة من اصحابه، فحبس من بينهم في المطامير، فمات على سبيل ماء، واطلق الباقون، وكان يسعى به رجل يعرف بابن ابى الدواب (الدواهى خ) وله قصة طويلة. وقال ايضا ص ٨١ ٨٨: كتاب جدنا الحسن بن الجهم، في جلود مخلق، وارجو أن اجده حدثنى به ابوعبدالله احمد بن محمد العاصمى، وسمى العاصمى لانه كان ابن اخت على بن عاصمرحمه‌الله ..

وعده السيد بن طاووس في كتابه (فرج المهموم ١٣٢ من علماء النجوم. وقال ابن شهر آشوب في المعالم ١٦ ٦٧: احمد بن محمد بن عاصم بن عبدالله العاصمى، المحدث الكوفى، ثقة، سكن بغداد، من كتبه: كتاب النجوم.

وروى الصدوق في الاكمال باب من شاهد القائمعليه‌السلام ورآه ووقف على معجزاته من الوكلاء باسناد صحيح قال: ومن الكوفة العاصمى. (*)

٤٧١

٤٧٢

له كتب: منها كتاب النجوم، وكتاب مواليد الائمةعليه‌السلام و اعمارهم، اخبرنا احمد بن على بن نوح، قال حدثنا الحسين بن على بن سفيان عن العاصمى(١)

٢٣١ - احمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمان بن زياد بن عبدالله بن زياد...

بن عجلان

مولى عبدالرحمن بن سعيد بن

____________________

(١) وفى الفهرست: وله كتب منها، كتاب النجوم، اخبرنا به الشيخ ابوعبدالله محمد بن محمد بن النعمان المفيدرحمه‌الله ، واحمد بن عبدون، عن محمد بن احمد بن الجنيد أبى على، قال: حدثنى العاصمى احمد بن محمد.

وفيمن لم يرو عنهم: روى عنه ابن الجنيد، وابن داود. وقال الكلينى في الروضة ٢٥ ٣ بعد حديث صحيفة على بن الحسينعليهما‌السلام ، وكلامه في الزهد: احمد بن محمد بن احمد الكوفى، وهو العاصمى، عن عبدالواحد بن الصواف، عن محمد بن اسماعيل الهمدانى، عن ابى الحسن موسىعليه‌السلام .. وايضا ٢٩٩ ٥٥٣: احمد بن محمد بن احمد الكوفى، عن على بن الحسن التيمى..

٤٧٣

قيس السبيعى الهمدانى(١)

____________________

(١) يأتى في ترجمة شيخه الوجيه الفقيه، اوثق الناس في حديثه جعفر بن عبدالله المذرى، ابوعبدالله العلوى ٣٠٤: رواية الماتن كتابه المتعة، عن جماعة مشايخه، عن احمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن الهمدانى عنه. وقد اشتهر بابن عقدة، الحافظ وقد وصفه بهما الشيخ واصحاب الرجال والتراجم من العامة، كما يأتى، وقد لقبه الماتن بالحافظ في طريقه إلى كتاب الحسين بن ابى العلا الخفاف الاعور ١١٦، وذكر والده بلقبه: عقدة قائلا (ابن عقدة) في طرقه إلى كتب جماعة منهم: احمد بن النضر الخزاز ٢٤٢، وجعفر بن احمد بن يوسف الاودى ٣١٣، وزكريا بن ادريس القمى ٤٥٥، وعلى بن الحسن بن فضال ٦٧٥.

نسبه ونسبته

قد ذكره الشيخ في الفهرست ٢٨ ٧٦ نحو ما في المتن الا ان في النسخة (عبيد الله) وزاد: المعروف بابن عقدة الحافظ، اخبرنا بنسبه احمد بن عبدون، عن محمد بن احمد بن الجنيد.

وايضا في رجاله فيمن لم يرو عنهم ٤٤١ ٣٠: احمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمن بن ابراهيم بن زياد بن عبدالله بن عجلان مولى عبدالرحمن بن سعيد بن قيس الهمدانى، السبيعى، الكوفى، المعروف بابن عقدة، يكنى ابا العباس..

وذكره العلامة في الخلاصة ٢٠٣ ١٢ نحو ما في المتن وقال بعد عجلان: بن سعيد بن قيس السبيعى الهمدانى الكوفى المعروف بابن عقدة، يكنى ابوالعباس..

وذكره ابن داود ٤٢٢ ٣٨ نحو ما ذكره الشيخ في رجاله.

وقال الخطيب في تاريخ بغداد ج ٥ ١٤ رقم ٢٣٦٥: احمد بن محمد بن سعيد بن عبدالرحمان بن ابراهيم بن زياد بن عبدالله بن عجلان، ابوالعباس الكوفى المعروف بابن عقدة. وزياد مولى عبدالواحد بن عيسى بن موسى الهاشمى، عتاقه، وجده: عجلان هو مولى عبدالرحمن بن سعيد بن قيس الهمدانى.

وذكر هناك ص ٢٢ اختلاف ما يكتبه في اجازاته عن نسبه هكذا: ابوالعباس احمد بن عبدالرحمن بن ابراهيم، احمد بن محمد بن سعيد الهمدانى مولى سعيد بن قيس، واحمد بن محمد بن سعيد مولى عبدالوهاب بن موسى الهاشمى، والحافظ. ووصفه الصدوق في التوحيد ٢٣٠ باب البسملة بمولى بنى هاشم.

والده عقدة: قال الخطيب في التاريخ ١٥ في ترجمة ولده احمد: قلت: وعقدة هو والد ابى العباس، وانما لقب بذلك لعلمه بالتصربف والنحو، وكان يورق بالكوفة، ويعلم القرآن والادب..

قال ابن النجار: وكان عقدة زيديا، وكان ورعا، ناسكا، وانما سمى عقدة لاجل تعقيده في التصريف، وكان ورافا جيد الخط..

وقال الذهبى في تذكرة الحفاظ ج ٣ ص ٥٧ ٤٩: وكان ابوه نحويا، صالحا، يلقب بعقدة.

وقال ابن حجر في لسان الميزان ج ٢٦٣: وعقدة لقب أبيه، لعلمه بالتصريف والنحو، وكان عقدة ورعا ناسكا.

(*)

٤٧٤

٤٧٥

هذا رجل جليل في اصحاب الحديث(١)

____________________

(١) جلالته ووثاقته في اصحاب الحديث: قال الشيخ في الفهرست: وأمره في الثقة، والجلالة، والحفظ أشهر من ان يذكر. وفيمن لم يرو عنهم من رجاله: جليل القدر، عظيم المنزلة... وقال النعمانى في مقدمة كتاب الغيبة ص ٢٥ بعد ذكره: وهذا الرجل ممن لا يطعن عليه في الثقة، ولا في العلم بالحديث والرجال الناقلين له.

وقال الخطيب: وكان حافظا، عالما، مكثرا، جمع التراجم والابواب، والمشيخة واكثر الرواية، وانتشر حديثه، وروى عنه الحفاظ والاكابر، مثل ابى بكر بن الجعابى.. وقال ابن حجر: محدث الكوفة، شيعى، متوسط.

وقال اليافعى في مرآة الجنان في ذكر وفاته: احد اركان الحديث، كان آية من آيات الله تعالى في الحفظ.

وقال ابوسعيد المالينى. اراد ابن عقدة ان يتحول، فكانت كتبه ستمأة حملة.

ذكره الخطيب، وابن حجر، وذكره الخطيب في ذلك حديث يطول بذكره.

قلت: كان ابوالعباس بن عقدة في الامانة والوثاقة والتحرز من الكذب والوضع والافتراء بمنزلة عظيمة عند قاطبة اهل الحديث، حتى ان المخالفين الطاعنين لاجل مذهبه، وروايته في الخلفاء المثالب والطعون، قد برؤه من الوضع، بل كذبوا توهمه، ولما سئل الدار قطنى عن ابن عقدة وضعفه برفضه قال: واكذب من يتهمه بالوضع، بل عن ابن حمزة عن الدار قطنى: اشهد ان من اتهمه بالوضع فقد كذب.

ذكره ابن حجر في لسان الميزان إلى ان قال قال المؤلف في تذكرة الحفاظ عقب الحكاية الاخيرة: ما علمت ابن عقدة اتهم بوضع حديث.. وقال أبوعلى الحافظ: ما رأيت احد احفظ لحديث الكوفيين من أبى العباس بن عقدة، فقيل له: ما يقول له بعض الناس فيه؟ فقال: لا يشتغل بمثل هذا، ابوالعباس امام، حافظ، محله محل من يسأل عن التابعين واتباعهم، فلا يسأل عنه احد من الناس.

وروى الخطيب في تاريخه ص ١٩ عن محمد بن على المقرى عن محمد بن عبدالله، ابى عبدالله النيشابورى قال قلت لابى على الحافظ: ان بعض الناس يقولون في أبى العباس، قال: فيماذا؟ قلت: في تفرده بهذه المقحمات عن هولاء المجهولين، فقال: لا تشتغل بمثل هذا، ابوالعباس امام، حافظ، محله محل من يسئل من التابعين واتباعهم.(*)

٤٧٦

مشهور بالحقظ، والحكايات تختلف عنه، في الحفظ، وعظمه.(١)

____________________

(١) قد اعترف بشهرة احمد بن عقدة الحافظ جميع من ذكره من اصحابنا والمخالفين، بل قد رووا في حفظه وعظمته حكايات كثيرة، حتى ان الماتن وغيره من اصحابنا قد اعرضوا عن روايتها لكثرتها، فقال الشيخ في الفهرست: وامره في الثقة، والجلالة، والحفظ اشهر من ان يذكر.

وايضا في الرجال: وكان حفظه، سمعت جماعة يحكون انه قال: احفظ مأة وعشرين الف حديث بأسانيدها، واذا كر بثلثمأة الف حديث..

وقال أبوغالب الزرارى في الرسالة(٢٩): الكوفى، المشهور بكثرة الحديث.

قال اليافعى: كان آية من آيات الله في الحفظ. وقال الدار قطنى.

اجمع اهل بغداد: انه لم ير بالكوفة من زمن ابن مسعود إلى زمن ابن عقدة احفظ منه وقال عبد الغنى بن سعيد: سمعت الدار قطنى يقول: ابن عقدة يعلم ما عند الناس، ولا يعلم الناس ما عنده.

ذكره ابن حجر في لسان الميزان واليافعى والذهبى في الاعتدال ج ١ ١٣٧ والخطيب في تاريخه وقال الذهبى في تذكرة الحفاظ: ابن عقدة حافظ العصر، والمحدث البحر.

وقال الخطيب عن ابن النجار بعد ذكر والده: وكان ابنه ابوالعباس احفظ من كان في عصرنا للحديث.

حدثت عن أبى احمد محمد بن احمد بن اسحاق الحافظ النيسابورى قال قال لى ابوالعباس من عقدة: دخل البرديجى الكوفة، فزعم انه احفظ منى.

فقلت: لا تطول، تقدم إلى دكان وراق، وتضع القبان، وتزن من الكتب ما شئت، ثم تلقى علينا فنذكره، فبقى. (اى بقى مبهوتا، مدهوشا).

وقال ابوالطيب احمد بن الحسن بن هرثمة، كنا بحضرة ابى العباس بن عقدة الكوفى المحدث، نكتب عنه، وفى المجلس رجل هاشمى إلى جانبه فجرى حديث حفاظ الحديث، فقال ابوالعباس: أنا اجيب في ثلاثمأة الف حديث من حديث اهل بيت هذا، سوى غيرهم، وضرب بيده على الهاشمى. ذكره الخطيب.

وقال ابوالحسن على بن عمر الدار قطنى: سمعت ابا العباس ابن عقدة يقول: انا جيب في ثلثمأة الف حديث من حديث اهل البيت خاصة. ذكره الخطيب. وقال ابوبكر ابن ابى دارم الحافظ بالكوفة: سمعت ابا العباس احمد بن محمد بن سعيد يقول: احفظ لاهل البيت ثلثمأة الف حديث رواه الخطيب.

وقال ابوالحسن محمد بن عمر بن يحيى العلوى: حضر ابوالعباس بن عقدة عند ابى، في بعض الايام، فقال له: يا ابا العباس قد اكثر الناس على في حفظك الحديث، فاحب ان تخبرنى بقدر ما تحفظ؟ فامتنع ابوالعباس ان يخبره، و اظهر كراهة ذلك، فاعاد المسألة وقال: عزمت عليك الا اخبرتنى، فقال ابوالعباس: احفظ مأة الف حديث بالاسناد والمتن، واذا كر بثلثمأة الف حديث رواه الخطيب، وقال: قال ابوالعلاء: وقد سمعت جماعة من اهل الكوفة و بغداد يذكرون عن ابى العباس بن عقده مثل ذلك.

وقال الخطيب: حدثنا القاضى ابوالقاسم على بن الحسن التنوخى، من حفظه، قال سمعت ابا الحسن محمد بن عمر العلوى يقول: كان الرياسة بالكوفة في بنى الفدان قبلنا، ثم فشت رياسة بنى عبيد الله، فعزم ابى على قتالهم وجمع الجموع فدخل اليه ابوالعباس بن عقدة، وقد جمع جزء‌ا فيه ست وثلاثون ورقة، فيها حديث كثير، لا احفظ قدره، في صلة الرحم عن النبىصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، و عن اهل البيت، وعن اصحاب الحديث، فاستعظم ابى ذلك واستنكره، فقال له: يا ابا العباس بلغنى من حفظك للحديث، ما استنكرته واستكثرته، فكم تحفظ؟ فقال له: أنا احفظ منسقا من الحديث بالاسانيد والمتون خمسين و مأتى الف=

٤٧٧

____________________

=حديث، واذا كر بالاسانيد وبعض المتون والمراسيل والمقاطيع ستمأة الف حديث.

حدثنا ابوالحسين محمد بن على بن مخلد الوراق، بحضرة ابى بكر البرقانى قال سمعت عبدالله الفارسى: وعرفه البرقانى، يقول: أقمت مع اخوتى بالكوفة عدة سنين، نكتب عن ابن عقدة، فلما اردنا الانصراف ودعناه، فقال ابن عقدة، قد اكتفيتم بما سمعتم منى؟ أقل شيخ سمعت منه، عندى عنه مأة ألف حديث.

قال فقلت: ايها الشيخ نحن اخوة اربعة، قد كتب كل واحد منا عنك مأة الف حديث. ما اصاب ابن عقدة من يحيى بن صاعد قال الخطيب في تاريخه في ترجمته ص ١٨: حدثنى القاضى ابوعبدالله الحسين بن على الصيمرى قال حدثنى ابواسحاق الطبرى، قال سمعت ابن الجعابى يقول: دخل ابن عقدة بغداد ثلث دفعات، فسمع في الدفعة الاولى من اسماعيل القاضى ونحوه، ودخل الثانية في حياة ابن منيع، وطلب منى شيئا من حديث يحيى بن صاعد لينظر فيه، فجئت إلى ابن صاعد، وسألته ان يدفع إلى شيئا من حديثه لاحمله إلى ابن عقدة، فدفع إلى مسند على بن ابيطالبعليه‌السلام ، فتعجبت من ذلك، وقلت في نفسى: كيف دفع إلى هذا، وابن عقدة اعرف الناس به ! مع اتساعه في حديث الكوفيين، وحملته إلى ابن عقدة، فنظر فيه ثم رده على، فقلت: ايها الشيخ هل فيه شئ يستغرب؟ فقال: نعم، فيه حديث خطأ، فقلت: اخبرنى به، فقال: والله لا أعرفنك ذلك حتى اجاوز. قنطرة الياسرية وكان يخاف من اصحاب ابن صاعد، فطالت على الايام، انتظارا لوعده، فلما خرج إلى الكوفة سرت معه، فلما اردت مفارقته، قلت: وعدك؟ فقال: نعم، الحديث عن ابى سعيد الاشج، عن يحيى بن زكريا بن أبى زائدة، ومتى سمع منه؟ وانما ولد ابوسعيد في الليلة التى مات فيها يحيى بن زكريا بن أبى زائدة؟ فودعته وجئت إلى ابن صاعد، فقلت: ولد ابوسعيد الاشج في الليلة التى مات فيها يحيى بن زكريا بن ابى زائدة؟ فقال: كذا يقولون، فقلت له في كتابك حديث عن الاشج، عنه، فما حاله؟ فقال لى: عرفك ذلك ابن عقدة؟ فقلت: نعم، فقال: لاجعلن على كل شجرة من لحمه قطعة. ثم رجع يحيى إلى الاصول، فوجد الحديث عنده، عن شيخ غير ابى سعيد، عن ابن أبى زائدة، وقد أخطأ في نقله، فجعله على الصواب.

وقال ايضا: اخبرنا ابومنصور محمد بن عيسى الهمدانى حدثنا صالح بن احمد بن محمد الحافظ قال سمعت أبا عبدالله الزعفرانى يقول: روى ابن صاعد ببغداد في أيامه حديثا أخطا في اسناده، فانكر عليه ابن عقدة الحافظ، فخرج عليه اصحاب بن صاعد، وارتفعوا إلى الوزير على بن عيسى.

وحبس ابن عقدة، فقال الوزير: من يسأل ويرجع اليه؟ فقالوا، ابن أبى حاتم، قال: فكتب اليه الوزير يسأله عن ذلك. فنظرو تأمل، فاذا الحديث على ما قال ابن عقدة، فكتب بذلك. فاطلق ابن عقدة، وارتفع شأنه.

وحكى من تأخر كالذهبى وابن حجر عن الخطيب ما جرى بين ابن عقدة، وبين ابن صاعد واتباعه من البغداديين مما نشأ عن الحقد والتعصب الجاهلى على الشيعة ورواتهم، حتى ان الذهبى وابن حجر قالا فيه: قال ابن عدى: صاحب معرفة، وحفظ، وتقدم في الصنعة، رأيت مشايخ بغداد يسيئون الثناء عليه، ثم قوى ابن عدى امره، وقال: لو لا انى شرطت ان اذكر كل من تكلم فيه، يعنى: لا احابى، لم اذكره، للفضل الذى كان فيه من الفضل والمعرفة، ثم لم يسق له ابن عدى شيئا منكرا.(*)

٤٧٨

٤٧٩

٤٨٠