نظرات حول الإعداد الروحي

نظرات حول الإعداد الروحي0%

نظرات حول الإعداد الروحي مؤلف:
تصنيف: كتب الأخلاق
الصفحات: 326

نظرات حول الإعداد الروحي

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ محمد مهدي الآصفي
تصنيف: الصفحات: 326
المشاهدات: 101041
تحميل: 6801

توضيحات:

نظرات حول الإعداد الروحي
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 326 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 101041 / تحميل: 6801
الحجم الحجم الحجم
نظرات حول الإعداد الروحي

نظرات حول الإعداد الروحي

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

١ - الإحساس الأخلاقي ، والشعور بالمسؤولية

وكما يختلف الإنسان المؤمن عن الإنسان الجاهلي في طريقة الشعور بالحياة ، وقيمتها ومعناها ، كذلك يختلف عنه في الإحساس الأخلاقي ، ونحن نعرف : أنّ للعقل البشري مدركاته العملية التي بها ما ينبغي وما لا ينبغي فعله ، إلاّ أنّ الإنسان الجاهلي - بسبب اتجاهه إلى الدنيا من الناحية العملية - يُجمّد هذا الشعور الإنساني الرائع فلا يعيش أيّ مسؤولية أخلاقية في الحياة ، أمّا الإنسان المؤمن ، فإنّ طريقته في التعامل مع الكون ومع الله تعالى ، ومع الذات تُنشّط عنده كافّة المشاعر الأخلاقية ، والإحساس الأخلاقي بالإلزام والمسؤولية ، والمقاييس الثابتة للسلوك التي تفوق معاني اللذّة والشهوة

إنّ افتقاد الشعور بالمسؤولية والإلزام، والقيمة الأخلاقية للأفعال من أوضح معالم الشعور الجاهلي ، شعور الإنسان الضائع الذي ينغمس في لذّته ما أمكنه الانغماس ، والتردّي والقلق الذي جعله يتذبذب بين العوالم المشتّتة للنفس ، والسلوك

( وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الأَنْعَامُ )

بينما يعيه الإنسان المؤمن : ( فما خُلقت لِيَشغلني أكل الطيّبات كالبهيمة المربوطة همّها علَفها ، أو المُرسلة شغلها تقممها ، تكترش من أعلافها ، وتلهو عمّا يراد بها ، أو أترك سدى ، وأُهمل عابثاً )(٥٦) .

والإنسان المؤمن لا يحسّ إحساساً أخلاقيّاً بالحياة وينمّي مدركاته العملية من خلال تنميته للإحساس بالعبوديّة لله تعالى فقط ، وإنّما يشعر

١٤١

بالمسؤولية أمام ظواهر معيّنة في الحياة ، وبأهداف معيّنة محدّدة

فالإنسان المؤمن يشعر بالمسؤولية تجاه ذاته. ومن أجل تغييرها ، وتوجيهها نحو الله تعالى ، مسؤولية التوبة والعودة إلى الله والاستغفار من الذنوب ، والإقلاع عن السيّئات مسؤولية تنمية العلاقات مع الله تعالى ، ومسؤولية التنمية الثقافية ، وتلافي نقاط الضعف الروحي والنفسي ، والعملي ، التي لا ينفكّ عنها إنسان وكذلك يشعر بالمسؤولية تجاه الناس والانحراف الذي يعيشون فيه ويشعر بأنّه راعٍ ، ومسؤول عن رعيّته و ( إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضةٌ عظيمة بها تُقام الفرائض

إنّ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء ، ومنهاج الصلحاء فريضة عظيمة بها تُقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحلّ المكاسب وتُردّ المظالم ، وتُعمّر الأرض ، وينتصف من الأعداء ، ويستقيم الأمر )(٥٧) .

وقد تدرس نصوص الأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر وتشكّل انطباعاً بأنّ الإسلام يعتبر كلّ فرد مسلم مسؤولاً عن تصرّفات الآخرين إلاّ بعذر. هو مسؤول عن ( دفع ) الفساد كما هو مسؤول عن ( رفعه ) ، وأنّ الإنسان الذي يسكت عن المنكرات ، والمحارم مشاركٌ فيها. معاقب عليها

إنّ الشعور بالمسؤولية تجاه الانحراف الاجتماعي هو بداية افتراق الإنسان المسلم العامل عن غيره من المسلمين ، ومن المؤكّد عندئذ أنّ الشعور بالمسؤولية ليس ( فضلاً ) للإنسان العامل على غيره من الناس عند الله تعالى وقد يكون الإنسان الذي لا يحسّ بمسؤولية تجاه الناس نتيجة لعدم إحساسه بالانحراف ، أو نتيجة لاتجاهه إلى أعمال إسلامية أُخرى ، أو نتيجة لإيمانه

١٤٢

بمعذوريته من الناحية الشرعية ، قد يكون هذا الإنسان أفضل مكاناً عند الله تعالى. إنّ منازل الناس عند الله تعالى لا يحدّدها الوعي والشعور بالمسؤولية ، وإنّما تحدّدها درجة ( الانقياد ) إلى الله تعالى والقرب منه ، والعبودية له ، وأنّ هذا لا يعني بالطبع الغض من قيمة الشعور بالمسؤولية ، والإحساس بالانحراف أمران ضروريّان. ويجب التوصّل إليهما بمختلف الوسائل ، والأساليب لأنّهما بداية انطلاق العمل الجهادي في سبيل الله ، ودفع المنكرات التي تسخط الله

وغاية ما نريد أنّ القيمة الدينية والأخلاقية ليست للشعور بالمسؤولية ، والإحساس بالانحراف. وإنّما للانقياد إلى الله ، وتنفيذ المسؤوليّات المستشعرة وأنت تستطيع أنْ تقول أنّ الإنسان المؤمن الذي يعي انحراف الناس ، ويشعر بمسؤوليته عن تغيير معالم الانحراف ( أنفع ) للإسلام عملياً ، وأكثر عطاء وفائدة للمسلمين ، ولكنّك لا تستطيع أن تقول بأيّ حال من الأحوال أنّه أقرب إلى الله من هذا الإنسان المتعبّد الذي لم تتح له الظروف أنْ يعي مسؤوليته الشرعية ، فقد يكون هذا الإنسان لجهله معذوراً أمام الله ، بينه وبين الله سرّ نجهله أو ولاية لا نعرفها. وقد أخفى الله سبحانه - كما في الرواية - أولياءه في عباده

الاعتزاز باللّه

٢ - الشعور بالعزّة والاستعلاء :

قال الله تعالى :( وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) (٥٨)

( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ) (٥٩)

والمقصود بالاعتزاز الذي يشكّل شعوراً لامعاً من المشاعر المؤمنة ، هو

١٤٣

الاعتزاز بالإيمان ، والانتساب إلى الإسلام ، والعمل في سبيل الله

فليس يرضى الله للمؤمن بالانكسار والشعور بالخيبة ، حتى في أحرَج اللحظات التي يطغى فيها الكُفر ويُقتل فيها المؤمنون ، وتضيق الأرض الواسعة بهم حتى في هذه اللحظات الحرجة ، والأوقات العصبية لا يشعر المؤمن بالضعف ، والانكسار، والوهن، والضعة. وكيف يشعر بالضعة والوهن ، والذلّ ، والانكسار من إلى صفه الجبّار العزيز المهيمن ، والقادر المتعال ؟ فالمؤمن - كما في الرواية - عزيز في دينه وقد فوّض الله أموره إليه ، ولكنّه لم يفوّض إليه أنْ يذلّ نفسه

إنّ لحظة استشعار الذل ، أو الانكسار هي لحظة كافرة ولا يكون المؤمن في حالة هذا الشعور ؛ لأنّه شعور قائم أمّا على أساس نسيان الله ، والانتساب إلى السماء أو على أساس الاستهانة بالعلاقة مع الله تعالى - والعياذ بالله -

وليس الشعور بالاعتزاز ، والقوّة في نفس المؤمن ناشئاً عن الشعور بالمكانة الاجتماعية ، أو القدرات العلمية ، أو غير ذلك من معاني الدنيا ، وإنما ينشأ هذا الشعور من الإحساس بالصلة بالله تعالى ، والإحساس بعزّته ، وعظمته ، وعزّة المؤمنين به ، والكادحين إليه. فهو في حقيقته اعتزاز بالمعنى الإيماني الذي يشعره في نفسه ، وإحساس بقيمة الصلة بالله

وكما يريد الله تعالى من المؤمن أن يكون عزيزاً في نفسه عزيزاً في مشاعره ، كذلك يريد منه أن يكون عزيزاً في مواقفه عملاقاً شامخاً مستعلياً على الطغاة ، وأتباع الطواغيت حتى في أحرج اللحظات ، عندما يقسو الزمن

١٤٤

وتخون دنيا الناس ويتحكّم في مصائر الأُمة شياطينها وطُغاتها

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام :

( إنّ اللّه فوّض إلى المؤمن أموره كلّها ، ولم يُفوّض إليه أنْ يكون ذليلاً ، أما تسمع أنّ الله عزّ وجل يقول :

فالمؤمن يكون عزيزاً ولا يكون ذليلاً ، ثمّ قال : إنّ المؤمن أعزّ من الجبل ، إنّ الجبل يستقلّ منه بالمعاول ، والمؤمن لا يستقل من دينه شيء )(٦٠)

( فالمؤمن ينبغي أنْ يكون عزيزاً ، ولا يكون ذليلاً يعزّه الله بالإيمان والإسلام )

( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ )

إنّ استرحام الكافر واستعطافه ، والتذلّل للطغاة بداية التنازل والانحراف ، فعلى المؤمن أنْ يكون صلباً حازماً لا يستجدي العطف ، وإنْ كان يستعمل المرونة ، والمداراة ولا يطلب الرحمة من الجبابرة وإنْ كان يدخل معهم في فنون التعامل الحكيم ، والمناقشات المبدئية

الشعور الجماعي والشعور بالإخاء

٣ -والشعور الجماعي : هو أنْ يعيش المؤمن ذاته كعضو في جماعة. وكفرد في أمة مؤمنة من الناس. وهذا الشعور إذا لاحظناه بالنسبة إلى الامتداد الزماني سمّيناه - كما سمّيناه - بالشعور بوحدة المسيرة.. وإذا

١٤٥

لاحظنا ، بالنسبة إلى الامتداد المكاني ، والمؤمنين المعاصرين سمّيناه بالشعور الجماعي. وفي الشعور الجماعي. كما يشعر المؤمن بذاته كفرد له خصوصيّاته الفردية أي يشعر بأناه الخاصة ، كذلك يشعر بأناه الإسلامية العامة. أناه كمؤمن ، أو بكلمة أخرى يشعر بأنّه ، جزء من جبهة الإيمان وتكتّل المؤمنين لله تعالى. يشعر بذات عامة تجمع المؤمنين جميعاً. وبالخصوص المؤمنين الذين يسيرون في طريق العمل ، والجهاد في سبيل الله تعالى وليس في هذا التخصيص مانع أو حزازة ، وقد سجّله القرآن الكريم

( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا ) (٦١)

والشعور بالإخاء قريب من الشعور الجماعي. والشعور الجماعي هو الشعور بالتكامل الإيماني كجسد واحد فيه أعضاء وأجزاء والشعور بالإخاء ، هو الشعور بوحدة النسب نسب الإيمان ، والعقيدة. نسب السماء لا نسب الأرض ومعاني الأرض من العنصرية ، والإقليمية وغيرها

وينتهي هذان الشعوران إلى ما نسمّيه اليوم بـ ( المشاركة الوجدانية ) ، أي شعور المؤمن بما يشعر به إخوانه من آلام ، وأفراح ، وعواطف

يألم إذا تألّموا ، ويفرح إذا فرحوا

١٤٦

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام : ( إنّما المؤمنون إخوة بنو أبٍ وأُم ، وإذا ضرب على رجل منهم عِرق سهر لها الآخرون )(٦٢)

وعنهعليه‌السلام :

( المؤمن أخو المؤمن كالجسد الواحد إنْ اشتكى شيء منه ، وجد ألم ذلك في سائر جسده ، وأرواحهما من روحٍ واحدة ، وأنّ روح المؤمن لأشدّ اتصالاً بروح اللّه من اتّصال شعاع الشمس بها )(٦٣)

٤ -التواضع :

أ :التواضع للّه .

ويُقصد به الاستشعار المستمر لنقاط الضعف الروحي ، والنفسي ، والتقصير أمام اللّه سبحانه وتعالى ، وهو بهذا المعنى يتقابل مع الإعجاب بالذات والتكبّر أمام الله تعالى. والعياذ باللّه. والمن عليه بالإسلام ، والعمل

وفي الرواية أنّه سئل الرضاعليه‌السلام عن حدّ التواضع الذي إذا فعله العبد كان متواضعاً ؟ فقال :

( التواضع أنْ يعرف المرء قدر نفسه ، فينزّلها منزلتها بقلبٍ سليم )

والتواضع - عندئذ - يكتسب قيمته من أمرين

١٤٧

(١) : إنّ التواضع هو الاستشعار الكامل للعبودية لله تعالى ، ولا يمكن لهذا الكائن الصغير أن يؤدّي حق اللّه كاملاً ، وكيف يؤدّي حقّ من أداء حقه إليه يُثبت له حقّاً جديداً ، وشكره يحتاج إلى شكر ؟. وأيضا فإنّ التواضع إدراك لقضية واقعية هي وجود الضعف الأخلاقي ، والنفسي والروحي في الإنسان وأيّ إنسان يخلو من الضعف ، والقصور ، والتقصير ؟ قد يطغى الإنسان ويتصوّر نفسه خالصاً مخلَصاً من العيب والضعف والذنوب ، ولكن لا يوجد إنسان في العالم يصدق مع نفسه إذا اعتقد بذلك

(٢) - إنّ التواضع خلافاً للعُجب بالنفس ، والتواضع له قيمة عملية كُبرى باعتباره أنّه لا يُجمّد وضع الإنسان المسلم عند حدّ معيّن ، ونقطة معينة من النمو ، والتطوّر ، بخلاف العجب الذي يتصوّر فيه الإنسان أنّه وصل إلى نقطة الكمال الأخلاقي والروحي ، فيعتقد الإنسان عندئذ حرارة المعاناة التي تحرّك ، وتدفع إلى أمام. والإنسان الذي يفقد نار المعاناة ما أسهل ما يستحوذ عليه الشيطان

ففي نصٍّ عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

( إنّ موسى سأل إبليس عن الذنب الذي إذا أذنبَه ابن آدم استحوذْتَ عليه ؟ قال - أي إبليس - إذا أعجبته نفسه ، واستكثر عمله وصغر في عينه ذنبه )(٦٤)

ويظهر من النصوص الواردة عن أهل البيتعليه‌السلام أنّ المؤمن في حالة المعاناة ، وحرارة الاندفاع ، - والحرقة في التوجّه أفضل - حتى مع الذنب -

١٤٨

منه وهو في حالة الاستقامة والعجب بذاته

عن أبي عبد اللهعليه‌السلام في خبرٍ صحيح :

( أنّ الرجل ليذنب الذنب ، فيندم عليه ، ويعمل العمل ، فيسرّه ذلك فيتراخى عن حاله تلك ، فلئن يكون على حاله تلك ، خيرٌ له ممّا دخل فيه )

وعنه : ( إنّ الله علم أنّ الذنب خيرٌ للمؤمن من العجُب ، ولولا ذلك ما ابتلي المؤمن بذنب أبداً )

وعن أحدهماعليه‌السلام : ( دخل رجلان المسجد أحدهما عابد ، والآخر فاسق فخرجا من المسجد ، والفاسق صدّيق والعابد فاسق ؛ وذلك أنّه يدخل العابد المسجد مدلاًّ بعبادته ، يدل بها فتكون فكرته في ذلك وتكون فكرة الفاسق في الندم على فسقه ، ويستغفر الله عزّ وجل ممّا صنع من الذنوب )(٦٥)

وفي نصٍّ آخر : ( إنّ الله تعالى مِن حنانه على عبده المؤمن أنّه يلقي ممّا عليه في بعض الليالي نعاساً ، فتفوته صلاة الليل ، حتى لا يدل ، ويعجب بنفسه وهو يداوم عليها )

والسبب أنّ التواضع لله تعالى مِن أخصّ خواص الشخصية الإسلامية

١٤٩

كانت لغة الأنبياء ، والأئمةعليهم‌السلام مع الله تعالى في منتهى الأدب ، والتذلّل ، والخضوع لله فيها اعتراف بالتقصير ، والذنوب ، وإلحاح في طلب المغفرة والتوبة والقبول ، والشعور الدائم بحق الله تعالى عليهم ، وبعدم أدائهم لحق الله

( وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) (٦٦)

وأمّا موسى فقد( قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي )

( وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ ) (٦٧)

ومن أروع معاني التواضع لله تعالى والأدب معه سُبحانه ، ما سجّلته الصحيفة السجّادية من ألوان الاعتراف بالتقصير ونقد الذات ، والاستغفار واستشعار الضعف والقصور ، فاقرأ إنْ شئت من مناجاة الشاكين

( الهي إليك أشكو نفساً بالسوء أمّارة ، والى الخطيئة مبادرة ، وبمعاصيك مولعة ، ولسخَطك متعرّضة ، تسلك بي مسالك

١٥٠

المهالك ، وتجعلني عندك أهوَن هالك ، كثيرةُ العِلل ، طويلة الأمل ، إنْ مسّها الخير تمنع ، وإنْ مسّها الشر تجزع ، ميالة إلى اللعب واللهو ، مملوءة بالغفلة والسهو )

ومن مناجاة التائبين :

( إلهي ألبَسَتْني الخطايا ثوب مذلّتي ، وجلّلني التباعد منك لباس مسكنتي ، وأمات قلبي عظيمُ جنايتي فأحيه بتوبةٍ منك يا أَملي وبُغيتي )

واقرأ في الصحيفة تجد الكثير من هذا الأدب الرفيع. حتى لتكاد تشعر بأنّ قلب زين العابدينعليه‌السلام يتقطّع مِن خشية الله وشدّة التألّم من التقصير والمخالفات ، ولأنّنا لا نعيش معنى للأدب لله ، ونتناسى أنّ كل إمام مهما كان ، وكل نبي له مخالفات وتقصيرات داخل إطار العصمة ، فإنّنا نحاول أنْ نصنع المشاكل ونثير الأبحاث الطويلة ، ونحاول أنْ نجمع الإجابات المختلفة عن السؤال القديم : كيف يمكن لزين العابدين وهو الإمام المعصوم أنْ يعترف بالذنوب والتقصيرات والمخالفات أمام الله ؟ وننسى أنّ زين العابدين لو آمن بأنّه لا تقصير له ، ولا مخالفة عنده ، لما كان معصوماً بحالٍ من الأحوال

ب :التواضع للمؤمنين .

ومن ألوان الوعي الذاتي التواضع للمؤمنين وليس المقصود منه التأدب معهم واحترامهم وحسن الخلق والمداراة وغير

١٥١

ذلك من التعاملات الخارجية الحسنة ، فإنّ هذا نتيجة للتواضع لا التواضع نفسه أمّا التواضع فهو ألاّ تشعر بكونك أعلى منزلة ودرجة مِن أيّ مؤمن تلقاه. أو هو أنْ تشعر بأنّك أقل المؤمنين حظاً ، وأخفضهم منزلة. وهو شعور ضروري ومهم بالقدر الذي هو طبيعي من الإنسان المؤمن ؛ وذلك لأنّ مقياس المسلم في الضعة والرفعة إنّما هو درجة القرب من الله تعالى ومدى قبوله سُبحانه للإنسان وقد تعلم أنّك أكثر من أخيك المؤمن في العلم والثقافة ، كما قد تعلم انّك أكثر خدمة منه للدين والمسلمين ، بل قد تعلم أنّك تصلّي أكثر مما يصلي ، وتعبد أكثر ممّا يعبد ولكنك لا يمكن أنْ تطمئن إلى أنّ مقامك عند الله تعالى أرفع من مقامه ، ومنزلتك أعلى من منزلته

ومن الممكن أنْ يكون هذا الإنسان الذي تحتقره عيناك ممن ترجو شفاعته غداً ؛ لأنّ له سرّاً مع الله لا تعلمه أنت ولا غيرك ، ومن هنا يحكي القرآن الكريم عن بعض أهل النار قولهم

( وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الأَبْصَارُ ) (٦٨)

وعن أبي جعفر الباقرعليه‌السلام عن آبائه عن عليّعليه‌السلام قال :

( إنّ الله أخفى أربعة في أربعة. إلى أنْ قال : وأخفى وليّه في عباده ، فلا تستصغرنّ عبداً مِن عبيد الله ، فربّما يكون وليه ، وأنت لا تعلم )(٦٩)

١٥٢

والإنسان الذي قد يسقط في أعيننا لذنبٍ ارتكبه أو خطأ وقع فيه ، قد يتوب في مستقبله ، ويكون في مراتب القرب من الله تعالى ، ونبقى نحن في أوضاعنا الفعلية

ونتيجة لشعور المؤمن بالتواضع للمؤمنين ، واحترامهم الذاتي يتّسم سلوكه معهم بالتقدير والاحترام والخدمة والأُنس ، يصافح الغني والفقير ، والصغير والكبير ، ويُسلّم مبتدئاً على كلّ مؤمن ، ولو كان عبداً من أهل الصلاة هيّن المؤنة ، ليّن الخلق ، كريم الطبيعة جميل المعاشرة. كما ورد في صفة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله

هوامش

__________________

(٤٧) - النور / ٥٥

(٤٨) - الأنبياء / ١٠٥

(٤٩) - الروم / ٤٧

(٥٠) - النور / ٥٥

(٥١) - الأنبياء / ١٠٥

(٥٢) - حق اليقين - سيد عبد الله شبر ج ١ ص ٢٢٧ - ٢٢٨

(٥٣) - سورة ص / ١٧

(٥٤) - سورة ص / ٤١

(٥٥) - سورة ص / ٤٥ - ٤٩

(٥٦) - نهج البلاغة نص ٤٥

(٥٧) - الوسائل كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر م ٦ ص ٣٩٥

(٥٨) - آل عمران / ١٣٩

(٥٩) - المنافقون / ٨

(٦٠) - الوسائل كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

(٦١) - الأنفال / ٧٢

(٦٢) - أصول الكافي ج ٢ ص ١٦٥ - ١٦٦

(٦٣) - نفس المصدر

(٦٤)، (٦٥) - أصول الكافي ج ٢ ص ٣١٣ - ٣١٤

(٦٦) - البقرة / ١٢٧

(٦٧) - سورة ص / ٢٤

(٦٨) - سورة ص / ٦٣

(٦٩) - الوسائل مقدمات العبادات ص ٧٩

١٥٣

الفصل الثالث :

الوجدان ( العاطفة المبدئية والانفعال الرسالي )

١٥٤

في الفصل السابق تناولنا الوعي الديني ، والوعي التاريخي والوعي الذاتي. وهي مجموعات تؤلّف جانب البصيرة والرؤية الفكرية للشخصية الإسلامية. وهذا هو الجانب الأول في الشخصية الإسلامية. والمرتكز الأساس الذي تقوم عليه ، أمّا الجانب الآخر - والأساس هو الآخر. فهو الوجدان الإسلامي بالمعنى الواسع الذي يشمل العاطفة كالحب والبغض ، والانفعال كالخوف ، والرجاء ، والغضب ، والفرح

دور الوجدان في الحياة الإنسانية

وللوجدان بالمعنى المذكور دور كبير في حياة الفرد البشري ، فليس الإنسان مركباً آلياً يتحرّك بسبب الثارات أو بالأحرى الحركات الخارجية ، كما هو شأن كل جسم مادي لا يملك الحيوية الذاتية ، والاندفاع الذاتي ، وليس الإنسان كذلك كائناً عقلياً صرفاً يعقل ، فيتحرّك بسبب رؤيته العقلية فقط ، ويتصرّف بإرادة محضة لا يشاركها حب ، ولا بغض ، ولا غضب ، ولا سرور.

ليس الإنسان كذلك ولا يمكن أن يكون كذلك ، وإنْ أصرّت مجموعة من الفلاسفة على أنْ يكون الإنسان إرادة محضة ، وعقلاً محضاً ، وأنْ ينطلق من أفعاله ، وتصرّفاته من الإحساس بالواجب الأخلاقي والشعور بالإلزام فقط

وبسبب هذا الأمر

وبسبب أنّ للوجدان - عاطفة وانفعالاً - أثراً كبيراً في الفك ر، وفي السلوك ، إذ يدفع نحو بعض المواقف ويمنع من بعض ، ويقرّر بعض الأفكار ، ويحول دون بعضها الآخر ، بسبب هذين الأمرين ( عدم انفكاك الإنسان

١٥٥

عن العاطفة والانفعال ، وأثرهما الكبير في الفكر ، والسلوك ) أكّد الإسلام في مفاهيمه الأخلاقية ومناهجه التربوية على كل من الميول النفسية ( العواطف ) ، وعلى الاستجابات النفسية الثائرة من غضبٍ ، وفرحٍ ، ومن خوفٍ ورجاء

مبدآن إسلاميان للحياة الوجدانية

وكان التأكيد الإسلامي ، والعمل الذي تقوم به التربية الإسلامية ، باتجاه الحياة الوجدانية للإنسان ، مرتكزاً على أساسين أو مبدأين :

المبدأ الأول :

تكوين وجدان إسلامي خاص بالإنسان المسلم. وقد أعدّ الإسلام بهذا الصدد قائمة طويلة للمعاني التي يجب أنْ يبتني عليها الإنسان المسلم ، وتقوم على أساسه الشخصية الإسلامية والتي تتألّف من عناصر عديدة كحب اللّه تعالى والأُنس به ، والاشتياق إليه والخوف منه ، ورجاؤه والرضا بقضائه وقدره وحب المؤمنين وحب الرسالة ، وبغض الكافرين والمنحرفين والشرّيرين ، والسرور بالحسنة والتضايق من المعصية والانفتاح النفسي على الحياة والابتهاج بها ، إلى غير ذلك من المعاني الإسلامية الكثيرة في هذا المجال. وتوجد إلى جانب ذلك عناصر سلبية في الوجدان المسلم. كالزهد الذي يعني تفريغ الإنسان المسلم لوجدانه من حب الدنيا. والخوف عليها ورجائها

لماذا يصر الإسلام على تكوين وجدان خاص بالإنسان المسلم ، ولا يكتفي منه بالعمل ؟ إنّ السبب في هذا الإصرار من قبل الإسلام يعود

١٥٦

إلى أمرين :

١ - إن هدف الإسلام ليس مجموعة من التصرّفات والمواقف ، والحركات يؤدّيها الإنسان المسلم ، وإنّما هو بناء الإنسان الصالح بكل ما يعنيه الإنسان من الفكر ، والروح ، والوجدان والسلوك

إنّ الإسلام يهدف إلى إيجاد صيغة جديدة للإنسان تختلف عن كل الصيغ المعروفة للإنسان في مختلف الحضارات ، صيغة كاملة شاملة. وليست محصورة ضمن نطاق الفعل ، والسلوك الاجتماعي وبهذا يختلف الإسلام عن مجموعة من أنظمة الأرض التي لا تريد سوى أن تؤكّد سلطتها وسيطرتها السياسية ، والاجتماعية على الناس

٢ - ينظر الإسلام إلى الشخصية الإنسانية وحدة متكاملة يؤثّر كل جانب منها ، وكلّ جزء في الجانب الآخر ، والأجزاء الأخرى ، ومن هنا فهو يرى أنّ من غير الممكن أن نؤمّن جانباً من الشخصية الإنسانية دون تأمين كافّة الجوانب الأخرى ، ليس من الممكن للإسلام أنْ يحكم السلوك الاجتماعي ، والسياسي للناس دون أنْ يغيّر من مضمونهم العاطفي ، والانفعالي ، والوجداني ، ودون أن يغيّر من مفاهيمهم الحياتية ورُؤاهم الفكرية حول الكون ، والحياة كما لا يمكنه أنْ يؤكّد على جوانب الفكر ، والوجدان في شخصيّة الإنسان المسلم ، دون أنْ يؤكّد على جانب السلوك ، والنظام الاجتماعي ، والسلطة الزمنية

المبدأ الثاني :

تحكيم العقل والدين على العاطفة والانفعال ، فمهما كانت

١٥٧

العواطف ، والانفعالات رسالية ، وإنسانية عامّة أو منحرفة فهي - محكومة - في شخصية الإنسان المسلم - لإرادة اللّه تعالى التي يعرفها العقل

وعلى هذا فالعاطفة والانفعال - ولو كانا مبدأين - يعتبرهما الإسلام ( طاقة نفسية ) لا بدّ منها ، أمّا الجهاز الحاكم في الشخصية فليس هو العاطفة ، ولا الانفعال وإنّما العقل والإرادة ، أوّلهما : يوضّح الصحيح مِن الخطأ والحلال من الحرام في ضوء المنطق الشرعي ، وثانيهما ينفذ ويقرّر عملياً ويرتكز ذلك على ما يلي :

١ - إنّ ارتباط الغريزة والعاطفة ، والانفعال الذي تقتضيه هذه الدوافع ليس ارتباطاً حتمياً ، وإنّما هو ارتباط اقتضائي ؛ إذ يمكن للإنسان أن يحول بين العاطفة والانفعال وبين نتائجهما العملية

٢ - إنّ مقتضى العبودية للّه تعالى هو ، أن ينسجم الإنسان سلوكياً مع إرادته تعالى ، سواء كانت مثبتة تشريعياً على شكل إلزام ، أم على شكل ترجيح ، أم كانت إرادته تعالى هي ترجيح أحد الأطراف المتزاحمة من وجهة نظر المصالح ، والمفاسد

٣ - إنّ العواطف ولو كانت دينية - لا تقتضي دائماً الفعل الذي ينسجم مع إرادة اللّه تعالى ، بل قد تختلف مقتضياتها مع مقتضيات الإرادة الإلهية فقد يَسبُّ المؤمن - لعاطفته الدينية - الذين كفروا فيسبوّا اللّه تعالى ، وقد ينفعل - غاضباً للّه تعالى فيتعجّل بموقفٍ يعود بالضرر على الدين وعلى هذا أناط الإسلام ( الفعل ) بالتدبّر بالعاقبة والتعقّل كما جاء في حديث عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله :

١٥٨

( إذا هممت بأمرٍ فتدبّر عاقبته ، فإنْ يك رُشداً فامضه ، وإنْ يكن غيّاً فدعه )

الضغط على العواطف الرسالية في حياة القادة

والأمثلة على الضغط على العواطف الرسالية ، في سبيل المصلحة العُليا للرسالة كثيرة في حياة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ، والأئمةعليهم‌السلام

أذكر من سيرة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله موقفه في صُلح الحديبية ، في شكل الكتاب بينه ، وبين موفد المشركين إذ رفَض المشرك ( سهيل بن عَمْر ) أنْ يفتتح الكتاب بـ( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ) ، وأن يُسمي فيه محمّداً برسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله وأقرّه الرسول بذلك ، وأنْ يردّصلى‌الله‌عليه‌وآله بعض المسلمين المهاجرين إليه من العذاب الجاهلي ، فيردّهم إلى المشركين لموقع العهد بينهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبينهم وهو موقف في قمّة الضغط على العاطفة الرسالية لمجرّد الوفاء بشرط اشترطهصلى‌الله‌عليه‌وآله للمشركين(١) .

واذكر من سيرة الإمام عليعليه‌السلام موقفه عندما غلَب الانحراف على الخط الإسلامي الأصيل بعد وفاة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وفي ذلك يقولعليه‌السلام كما في الخطبة الشقشقية : ( وطفِقت أرتئي بين أنْ أَصول بيدٍ جذّاء ، أو أصبر على طخية عمياء ، يشيب فيها الصغير ، ويهرم فيها الكبير ، ويكدح فيها مؤمن ، حتى يلقى ربّه فرأيت أنّ الصبر على هاتا أحجى ، فصبرت وفي العين قذى ، وفي الحلق شجا ، أرى تراثي نهباً )(٢)

ومن سيرة الإمام الحسنعليه‌السلام عملية الصلح مع معاوية التي لم تتحمّلها

١٥٩

حتى القلوب المؤمنة. فتفجرت على شكل ملاحظات ، وكلمات نابية قُوبل بها الإمامعليه‌السلام من قبل خيرة أصحابه. ولكن المرحلة ، ومصلحة الإسلام العليا التي هي المقياس في صحّة الموقف ، والانفعالات كانت تقتضي منهعليه‌السلام أنْ يقبل بالصلح ضمن شروط معيّنة

وأمّا الآن فإلى مجموعة من العواطف الإسلامية والانفعالات المؤمنة.

حب اللّه

أولى عناصر العاطفة الإيمانية ، حبّ اللّه تعالى قال سبحانه :

( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ ) (٣) .

( قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ) (٤)

وعاطفة الحب أوسع العواطف الإيمانية ، وأشملها ، وتتمثّل في الميل النفسي إلى اللّه تعالى والاستعداد الدائم للأنس والالتذاذ بلقائه وينبسط

١٦٠