الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات

الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات0%

الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات مؤلف:
تصنيف: متون فقهية ورسائل عملية
الصفحات: 443

الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: عبد الهادي محمد تقي الحكيم
تصنيف: الصفحات: 443
المشاهدات: 85391
تحميل: 5562

توضيحات:

الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 443 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 85391 / تحميل: 5562
الحجم الحجم الحجم
الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات

الفتاوى الميسرة العبادات - المعاملات

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

٢٥ -‏ الإنفاق على الأهل والعيال : ‏فعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( الكادُّ على عياله كالمجاهد في سبيل الله )، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( خيركم، خيركم لأهله ) وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( ما أنفق الرجل على أهله فهو صدقة )، وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( دينار أنفقته على أهلِك، ودينارٌ أنفقته في سبيل الله ودينارٌ أنفقته في رقبة، ودينار تصدّقت به على مسكين وأعظمُها أجراً الدينار الّذي أنفقته على أهلك )

٢٦ -‏ التّوبة مِن الذّنوب صغيرها وكبيرها والندم عليها : ‏قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد:‏( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ) ، وقال تعالى: ‏( وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ، وقال تعالى: ‏( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ) وقال تعالى: ‏( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) ، وقال تعالى: ‏( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .

وعن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه قال لمحمّد بن مسلم: ‏( يا محمّد بن مسلم، ذُنوب المؤمن إِذا تاب منها مغفورةٌ له، فليعمل المؤمن لِما يستأنف بعد التّوبة والمغفرة، أما والله إنّها ليست إلاّ لأهل الإيمان قلت: ‏فإنّه يفعل ذلك مراراً، يُذنب ثمَّ يتوب ويستغفر الله فقال: ‏كلّما عاد المؤمن بالاِستغفار والتّوبة عاد الله عليه بالمغفرة )، وعنهعليه‌السلام أنّه قال: ‏( التّائب مِن الذنب كمَن لا ذنب له، والمُقيم على الذّنب وهو

٣٨١

مستغفِر منه كالمستهزئ ).

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ‏( ما مِن عبدٍ أذنَب ذنباً فنَدِم عليه إلاّ غفَر الله له قبل أنْ يستغفر )، وعنهعليه‌السلام أنّه قال: ‏( إنّ الله يفرح بتوبة عبده المؤمن إذا تاب، كما يفرح أحدُكم بضالّته إذا وجدها ).

وهناك مِن المعروف غير هذه، نصّت عليها كتب الفقه والحديث فراجعها إنْ شئت المزيد.

قلت لأبي: ‏الأرقام الّتي مرّت أشارت لِما هو مِن المعروف، أمّا المنكرات، أو ما يُعَدُّ من المنكر؟

قال: ‏ما يُعدُّ مِن المنكر كثير، سأعدّد لك بعضاً منها، ولكن بنفس الشرط السابق.

قلت: ‏تقصد أنْ أعدك باِجتنابها والنّهي عنها ؟

قال: ‏نعم.

قلت: ‏أعِدُك بذلك.

قال: ‏إذن إليك بعضاً ممّا هو مِن المنكر.

وبدأ أبي يُعدّد مُستعيناً بذاكرته وبمصادره -‏ كما فعل سابقاً -‏ فعدَّ مِن المنكر ما يأتي :

١ -‏ الظلم : ‏قال الله تعالى في كتابه الكريم: ‏( وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ ) .

عن الإمام عليعليه‌السلام : ‏( أعظم الخطايا اِقتطاع مال امرئ مسلم بغير حقّ ).

٣٨٢

وعن الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنّه قال: ‏( لمّا حضَرت عليّ بن الحسين الوفاة ضمَّني الى صدره ثمَّ قال: ‏يا بُني، أُوصيك بما أوصاني به أبي حين حضَرته الوفاة، ممّا ذكَ إنَّ أباه أوصاه به، قال: ‏يا بُني، إيّاك وظُلم مَن لا يجِد عليك ناصراً إلاّ الله ).

وعن الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام : ‏( مَن ظلَم مظلمةً أُخِذَ بها، في نفسه أو في ماله أو في ولده ).

وعنهعليه‌السلام أنّه قال: ‏( من أكل مِن مالِ أخيه ظلماً ولم يرده إليه أكل جذوةً من النّار يوم القيامة ).

٢ -‏ الإعانة على الظلم والرّضا به : ‏فعن النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( مَن مشى الى ظالم ليعينه، وهو يعلَم أنّه ظالم، فقد خرَج من الإسلام )، وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( شرُّ النّاس مَن باع آخرته بدُنياه، وشرَّ منه مَن باع آخرته بدنيا غيره ).

وعن الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ‏( العامل بالظلم والمعين له والرّاضي به شركَاء ثلاثتهم )، وعنهعليه‌السلام قال: ‏( من عذر ظالماً بظلمه سلّط الله عليه مَن يظلمه، فإنْ دعا لم يُستجب له )، وعنهعليه‌السلام في وصيّته لأصحابه: ‏( وإيّاكم أنْ تعينوا على مسلمٍ مظلوم، فيدعو عليكم فيُستجاب له فيكم، فإِنّ أبانا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول: ‏إنّ دعوة المسلم المظلوم مستجابة )، وعنهعليه‌السلام أنّه قال: ‏( مَن أعان على قتلِ مؤمنٍ بشطرِ كلمة، جاء يومَ القيامة بين عينيه مكتوبٌ: ‏آيسٌ مِن رحمة الله )

٣٨٣

وعنهعليه‌السلام : ‏( يجيء يوم القيامة رجلٌ الى رجلٍ حتّى يلطَّخه بدمه فيقول: ‏يا عبد الله، مالَك ولي ؟ فيقول أعنْتَ عليَّ يوم كذا وبكذا بكلمةٍ فقُتلت ).

٣ -‏ كون الإنسان ممّن ُيتّقى شره : ‏فعَن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنّه قال: ‏( شرُّ النّاس عند الله يوم القيامة الذين يُكرَمون اتّقاء شرَّهم ).

وعن الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام : ‏( مِن أبغض خلقِ الله عبدٌ اِتّقى النّاس لسانه ).

٤ -‏ قطيعة الرّحم : ‏قال الله تعالى في كتابه الكريم: ‏( فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ ) ، وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( لا تقطع رحمك وإنْ قطعك ).

وعن الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنّه قال: ‏( في كتابِ عليّعليه‌السلام ثلاث خِصال، لا يموت صاحبهنّ أبداً حتّى يرى وبالهُنَّ: ‏البغي، وقطعية الرّحم، واليمين الكاذبة يُبارز الله بها ).

وعن الإمام أبي عبد اللهعليه‌السلام أنّه قال: ‏( إنّ رجلاً مِن خَثعَم جاء الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، قال: ‏يا رسول الله، أخبرني ما أفضل الإسلام ؟ قال: ‏( الإيمان بالله ) قال: ‏ثمّ ماذا ؟ قال: ‏( صلة الرحم ) قال: ‏ثُمّ ماذا ؟ قال: ‏( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) قال: ‏فقال الرجل: ‏فاخبرني أيُّ الأعمال أبغض الى الله ؟ قال: ‏( الشرك بالله ) قال: ‏ثمّ ماذا ؟ قال: ‏( قطيعة الرّحم ) قال: ‏ثمّ ماذا ؟ قال: ‏( الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف ).

٥ -‏ الغضب : ‏فعن الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنّه قال: ‏( إنّ

٣٨٤

الرجل ليغضب فما يرضى أبداً حتّى يدخل النار، فأيّما رجلٍ غضَب على قومه وهو قائم فليجلس من فوره، ذلك فإنّه سيذهب عنه رجس الشيطان، وأيّما رجل غضب على ذي رحِم فليَدْنُ منه فليمسه فإنّ الرّحم إذا مُسّت سَكَنَت ).

وعن الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام : ‏( الغضب مفتاح كلِّ شرّ ).

٦ -‏ الاختيال والتكبّر : ‏قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ‏( ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ) .

وقال تعالى: ‏( وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ ) .

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( أكثر أهل جهنّم المتكبّرون ).

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( مَن مشى على الأرض اختيالاً لعَنَتْهُ الأرض ومَن تحتها ومَن فوقها ).

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( مَن تعظّم في نفسه واختال في مِشيتِه لقيَ الله وهو عليه غضبان ).

وعن الاِمامين الباقر والصادق عليهما السلام أنّهما قال: ( لا يدخل الجنّة من في قلبه مثقال ذرة من كبر ).

وعن الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ‏( الجبّارون أبعد النّاس مِن الله يومَ القيامة ).

٧-‏ أكل مال اليتم ظلماً : ‏قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ‏( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ) .

٣٨٥

٨ -‏ اليمين الكاذبة : ‏فعن الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام أنّه قال عن كتاب عليّعليه‌السلام : ‏( إنَّ اليمين الكاذبة، وقطعية الرّحم، تذران الديار بلاقع من أهلها ).

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ‏( مَن حلَف على يمينٍ وهُو يعلَم أنّه كاذب فقد بارَز الله عزّ وجلّ ).

٩ -‏ شهادة الزّور : ‏قال الله تعالى في كتابه الكريم يصف المتّقين: ‏( وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً ) .

وعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( ما مِن رجلٍ شهِد شهادةَ زورٍ على مالِ رجلٍ ليقطعه، إلاّ كتب الله عزّ وجل له مكاناً ضنكاً الى النار ).

١٠ -‏ المكر والخديعة : ‏قال الله تعالى في كتابه المجيد: ‏( سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ ) ، وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( ليس منّا مَن ماكَرَ مسلماً).

وعن الإمام علىعليه‌السلام أنّه قال: ‏( لولا أنّ المكر والخديعة في النار لكنت أَمكَرَ العرب ).

١١ -‏ تحقير المؤمن وخاصةً الفقير والاِستخفاف به : ‏فعن الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام : ‏( لا تحقِّروا مؤمناً فقيراً، فإنّ مَن حقّر مؤمناً واستخفّ به حقَّره الله تعالى، ولم يزل ماقتاً له حتّى يرجع عن تحقيره أو يتوب ).

وعنهعليه‌السلام : ‏( من استذلّ مؤمناً وحقَّره لقلّة ذات يده ولفقره، شهَرهُ الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق ).

٣٨٦

١٢ -‏ الحسد : ‏قال الله تعالى في كتابه المجيد: ‏( وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ ).

وعن الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام : ‏( إنَّ الحسد ليَأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب )، وعنهعليه‌السلام : ‏( إنَّ المؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط ).

وعنهعليه‌السلام : ‏( أُصول الكفر ثلاثة: ‏الحِرص، والاستكبار، والحسَد ).

١٣ -‏ الغيبة والاستماع إليها : ‏قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ‏( وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ ) .

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام : ‏( الغيبة حرامٌ على كلِّ مسلم، وإنّها لتأكل الحسَنَات كما تأكل النّار الحطب ).

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( ما عمّر مجلسٌ بالغيبة إلا خرّب مِن الدين، فنزّهوا أسماعكم عن استماع الغيبة، فإن القائل والمستمع لها شريكان في الإثم ).

وعن الإمام أبي جعفرعليه‌السلام : ‏( مَن اغتيب عندَه أخوه المؤمن فلم ينصره، ولم يُعِنه، ولم يدفَع عنه، وهو يقدِر على نصرته وعَوْنِه، حقَّره الله في الدّنيا والآخرة ).

١٤-‏ حُبُّ المال والحرص على الدّنيا : ‏قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ‏( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ ) وقال تعالى: ‏( وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ ) .

٣٨٧

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( مَن أصبح والدّنيا أكبر همّه فليس من الله في شيء )، وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( لتأتينّكم بعدي دنياً تأكل إيمانكم كما تأكل النّار الحطب )، وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( دعوا الدّنيا لأهلها، مَن أخذ مِن الدّنيا فوق ما يكفيه فقد أخذ حتفه وهو لا يشعر ).

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( إنّ الدينار والدّرهم أهلكا مَن كان قبلكم، وهما مهلكاكم ).

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( مَن أحبَّ دنياه أضرَّ بآخرته ).

وعن الإمام زين العابدينعليه‌السلام : ‏( رأيت الخير كلّه قد اجتمع في قَطْع الطمَع عمّا في أيدي النّاس ).

وعن الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام : ‏( بئس العبد عبدٌ يكون له طمعٌ يقوده، وبئس العبد عبدٌ له رغبةٌ تذلّه ).

وعن الإمام أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام : ‏( حبّ الدّنيا رأس كلِّ خطيئة ).

١٥-‏ الفحش والقذف وبذاءة اللسان والسَّب: ‏فعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لعائشة :

( يا عائشة... إنّ الفحش لو كان مثالاً لكان مثال سوء )، وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( إنّ الله يبغض الفاحش البذيء، والسائل المُلْحِف )، وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( إنّ مِن أشرِّ عباد الله مَن تكره مجالسته لفُحشِه )، وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( سباب المؤمن فُسوق، وقتاله كُفر وأكل لحمه معصية، وحرمة ماله كحُرمة دمِه ).

ورُوي عن عمرو بن نعمان الجعفي: ‏أنّه قال: ‏( كان لأبي عبد اللهعليه‌السلام صديق لا يكاد يُفارقه فقال يوماً لغلامه: ‏يا بن الفاعلة،

٣٨٨

أين كنت ؟ قال: ‏فرَفَع أبو عبد اللهعليه‌السلام يده فصكّ بها جبهة نفسه، ثمّ قال: ‏( سُبحان الله تقذف أُمّه ! قد كنت أرى لك وَرَعَاً، فإذا ليس لك وَرَع )، فقال: ‏جُعِلت فداك إنّ أُمّه سنديّة مُشرِكة.. فقالعليه‌السلام : ‏( أما علِمت أنّ لكلِّ أُمَّة نكاحاً، تنحَّ عنّي ) فما رأيته يمشي معه حتّى فرّق بينهما الموت ).

١٦ -‏ عقوق الوالدين : ‏قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ‏( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيماً ) .

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( إيّاكم وعقوق الوالدين ).

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( مَنْ أصبح مسخطاً لأبَوَيه، أصبح له بابان مفتوحان الى النّار ).

وعن الإمام أبي جعفر الباقرعليه‌السلام : ‏( إنّ أبيعليه‌السلام نظَر الى رجلٍ ومعه ابنه يمشي والابن متّكىء على ذراع الأب، قال فما كلّمه أبي مقتاً له حتّى فارق الدّنيا ).

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام : ‏( مَن نظر الى أبَوَيْه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة )، وعنهعليه‌السلام : ‏( لو علِم الله شيئاً هو أدنى من أُفٍّ لنهى عنه، وهو مِن أدنى العقوق... ومِن العقوق أنْ ينظر الرجل الى والدَيه فيحدّ النظر إليهم ).

١٧-‏ الكذب : ‏قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ‏( إِنَّمَا

٣٨٩

يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ ) ، وقال تعالى:‏( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) .

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( كبُرت خيانةٌ أنْ تحدّث أخاك حديثاً هو لك به مصدِّق، وأنت له به كاذب ).

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( الكذب يُنقص الرّزق ).

وعن الإمام عليّعليه‌السلام : ‏( لا يجد العبد طَعم الإيمان حتّى يترك الكذِب هزَله وجدّه ).

وعن الإمام السجادعليه‌السلام : ‏( اتّقوا الكذِب الصغير منه والكبير، في كلّ جدٍّ وهزَل، فإنّ الرّجل إذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير ).

وعن الإمام العسكريعليه‌السلام : ‏( جُعِلت الخبائث كلّها في بيتٍ، وجعَل مفتاحها الكذِب ).

١٨ -‏ خلف الوعد : ‏قال الله تعالى في كتابه الكريم:‏( فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقاً فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ ) ، وعن النبيّ محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( مَن كان يؤمن بالله وباليوم الآخر فليف إذا وعد )، وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( أربَع من كُنَّ فيه كان منافقاً، ومَن كانت فيه خلّةٌ منهنّ، كانت فيه خلّة مِن النفاق حتّى يدعها: ‏إذا حدث كذب، وإذا وعَد أخلَف، وإذا عاهَد غدَر، وإذا خاصَم فجَر ).

١٩ -‏ الإصرار على الذّنب بتكرار ارتكابه وعدم تركه وعدم

٣٩٠

النّدم على فعله : ‏قال الله سُبحانه وتعالى: ‏( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ ) .

وعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( إنّ مِن جملة علامات الشقاء الإصرار على الذنب ).

وعن الإمام عليّعليه‌السلام : ‏( أعظم الذنوب ذنب أصرَّ عليه صاحبه ).

وعن أبي عبد الله الصادقعليه‌السلام : ‏( لا والله، لا يقبل الله شيئاً مِن طاعته مع الإصرار على شيءٍ من معاصيه ).

٢٠-‏ احتكار الطعام بقصد زيادة سعره : ‏فعَن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( أيّما رجلٍ اشترى طعاماً فحبَسه أربعين صباحاً، يُريد به غلاء المسلمين، ثُمّ باعه فتصدّق بثمنه لم يكن كفّارة لما صنع ).

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( مَن احتكر فوق أربعين يوماً حرَّم الله عليه ريح الجنّة ).

وعنهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( مَن حبَس طعاماً يتربّص به الغلاء أربعين يوماً، فقد برئ مِن الله وبرئ منه ).

٢١-‏ الغش : ‏فعن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( مَنْ غشَّ مسلماً في شراء أو بيع فليس منّا )، وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ‏( ألا ومن غشّنا فليس منّا ) قالها

٣٩١

ثلاث مرّات ( ومَن غشّ أخاه المسلم، نزَع الله برَكة رِزقه، وأفسَد عليه معيشته، ووكّله الى نفسه).

وعن الإمام الباقرعليه‌السلام أنّه قال: ‏( مَرَّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله في سوق المدينة بطعامٍ فقال لصاحبه: ‏ما أرى طعامك إلاّ طيّباً، وسأله عن سعره فأوحى الله عزّ وجلّ إليه أنْ يدسَّ يده في الطعام، ففعل، فأخرَج طعاماً رديّاً فقال لصاحبه: ‏ما أراك إلاّ وقد جمَعت خيانةً وغِشّاً للمسلمين ).

٢٢ -‏ الإسراف وعدم الاِقتصاد والتبذير وإتلاف المال ولو كان قليلاً: ‏قال الله سُبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ‏( وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ) ، وقال تعالى: ‏( وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ ) ، وقال تعالى: ‏( إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا ) .

وعن أمير المؤمنينعليه‌السلام : ‏( إنّ الله إذا أراد بعبدٍ خيراً، ألْهَمَه الاِقتصاد، وحُسن التدبير، وجنّبه سُوء التّدبير، والإسراف ).

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ‏( أترى الله تعالى أعطى مَن أعطى مِن كرامة عليه، ومنَع مَن منَع مِن هَوانٍ به عليه ؟ ولكن المال مالُ الله يضَعه عند الرجل ودائع، وجوَّز لهم أنْ يأكلوا قصداً، ويشربوا قصداً، وينكحوا قصداً، ويركبوا قصداً ويعودوا بما سِوى ذلك على فقراء المؤمنين، ويلمّوا به شعثهم، فمَن فعل ذلك، كان ما يأكل حلالاً، ويركب حلالاً، وينكح حلالاً، ومن عدا ذلك كان عليه

٣٩٢

حراماً، ثمّ قالعليه‌السلام : ( ولا تُسرفوا إنّ الله لا يُحبّ المسرفين ).

وعنهعليه‌السلام : ‏( إنّ القصد أمرٌ يحبّه الله عزّ وجلّ، وإنّ السَّرَف يبغضه، حتّى طرحك النواة فإِنّها تصلح لشيءٍ، وحتّى صبّك فضل شرابك ).

٢٣ -‏ ترك أحد الواجبات : ‏كترك الصلاة أو الصوم أو غيرهما من الواجبات: ‏فعن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال: ‏( مَن ترَك الصلاة متعمداً فقد برئ من ذمّة الله وذمّة رسوله ).

وعن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال: ‏( ولا ينظر الله الى عبدِه ولا يزكّيه لو ترك فريضةً مِن فرائض الله، أو ارتكب كبيرة من الكبائر ).

وعنهعليه‌السلام : ‏( أنّ الله أمَرَه بأمرٍ وأمَرَه إبليس بأمرٍ، فترَك ما أمَرَ الله عزّ وجلّ به وصار إلى ما أمر به إبليس، فهذا مع إبليس في الدرك السابع من النار ).

وهناك غير هذه وتلك لا يسَع المجال لذكرها هنا، فراجعها إن شئت في كُتب الحديث والفقه.

قال ذلك أبي، ثمَّ أضاف مؤكّداً بحزمٍ بينما راحت وتائر صوته تكتسي طابع صراحةٍ رزينة مؤثّرة.

قال: ‏سأختتم حواريّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بكلام لأحد أكابر المجتهدينقدس‌سره جاء فيه:‏( إنّ مِن أعظم أفراد الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأعلاها وأتقنها وأشدّها، خصوصاً بالنسبة الى رُؤسَاء الدين: ‏أنْ َُلبس رِداء المعروف واجبَه ومندوبّة،

٣٩٣

ويَنزع رِداء المنكر مُحرّمه ومكروهه، ويستكمل نفسه بالأخلاق الكريمة، ويُنزّهها عن الأخلاق الذميمة فإنّ ذلك منه سببٌ تام لفعل النّاس المعروف ونزعهم المنكر، خصوصاً إذا أكمل ذلك بالمواعظ الحسنة المرِّغبة والمرِّهبة فإنّ لكلّ مقامٍ مقالاً، ولكلّ داءٍ دواء وطبّ النفوس والعقول أشدٌّ مِن طبّ الأبدان بمراتب كثيرة وحينئذٍ يكون قد جاء بأعلى أفراد الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر ).

وبحواريّة الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر سننهي حواريّاتنا -‏ قال أبي -‏ راجياً مِن الله عزّ وجلّ أنْ يجعلها خالصةً لوجههِ الكريم، نافعةً لك ولإخوانك المؤمنين، وسأخصِّص حواريّة غدٍ للإجابة عن أسئلةٍ عامّة تختارها أنت، قد تكون أغفلَت الإجابة عنها حواريّاتنا السابقة أو أوجزَتها، أو قد تكون هذه الأسئلة خارج نِطاق بحث الحواريّات مارّة الذّكر.

قلت: ‏فكرةٌ جيّدة، وأتوقّع أنْ تكون مفيدة.

قال: ‏فإلى جِلسة يومِ غد إنْ شاء الله.. إلى جِلسة الغد والحواريّة العامّة.

* * * *

٣٩٤

( الحواريّة العامّة الأُولى )

٣٩٥

٣٩٦

بمجرّد أنْ فارقني أبي مودّعاً، لمْلَمت أوراق مذكّرات ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر )، لأختَتِم بذلك آخر حواريّة فقهيّة لموضوعٍ مستقل، ولاَستعدّ بعد ذلك لفتحِ ملفٍّ خاصٍّ بالحواريّة القادمة، تلك التي سأُحدّد أنا أسئلتها وحواراتها واتّجاهاتها كما وعدني أبي.

وما أنْ انقضت ساعة، حتّى كنت قد دوّنت مجموعةَ أسئلة شكّلت النواة الأُولى لأسئلة الحواريّة العامّة القادمة، أعقبتها بعد ذلك ساعات عمل وأعدادٌ من الأسئلة.

وحين حلّ موعد الحِوار، وجاء أبي وسلّم وحمِد الله وأثنى عليه مبتدئاً الحواريّة العامّة، انهالت أسئلتي عليه، واطَّردَت إجاباته عنها.

وكان أوّل أسئلتي عن الجلود الطبيعيّة المصنَّعة والمستوردة مِن دول غير إسلامية، كأُوربّا مثلاً وغيرها.

* قُلت لأبي: ‏رجلٌ يلبس ساعة سوارها مصنوع من جِلدٍ طبيعيٍّ مستورد من بلدٍ غير إسلامي، ولا يدري لابسه ما إذا كان هذا الجِلد جلدُ حيوانٍ مذبوحٍ بطريقة إسلاميّة أم لا، أو يكون حزام

‏‏

٣٩٧

بنطلونه من جلدٍ كذلك فهل عليه أنْ ينزعهما عند إرادة الصلاة ؟

‏-‏ قال: ‏تصحّ صلاته به ما دام يحتمل احتمالاً معتدّاً به أنّ هذا السوار أو ذاك الحزام من جِلد حيوان مأكول اللحم ومذبوح بطريقة شرعيّة.

* ومحفظة النقود الموضوعة داخل الجيب إثناء الصلاة إذا كان جلدها كجِلد ذلك السِّوار مارّ الذكر ؟

‏-‏ تجوز الصلاة معها.

* لنفترض أنّه اطمأن بأنّ ذاك السوار أو الحزام مِن جلدِ حيوان غير مذبوح على الطريقة الإسلاميّة، ولكنّه صلّى به نسياناً ثُمّ تذكّر وهو يُصلّي فخلَع ساعته أو حزامه فوراً ؟

‏-‏ تصحّ صلاته، إلاّ إذا كان نسيانه ناشئاً مِن قلّة مبالاته واهتمامه بالأمر [فيلزمه إعادة صلاته].

* غسّالة كهربائيّة تجفّف الملابس بعد قطع الماء عنها، تجفّفها بواسطة قوّة الدوران لا العصر، فهل يكفي ذلك في تطهيرها ؟

‏-‏ نعم يكفي ذلك في تطهيرها.

* أُصافح مرّات بعض الأشخاص ويَدي مبتلّة ولا ادري أمسلمٌ هذا الذي صافحته أم كافرٌ غير محكوم بالطهارة، فهل يجب عليّ أنْ اسأله لأتأكد ؟

‏-‏ كلا، لا يجب عليك سؤاله، يمكنك أنْ تقول إن يدي التي

٣٩٨

لامست يده طاهرة.

* طالب جامعي، أو تاجر، أو سائح، أو ما شابههم يُسافر إلى دول غير إسلاميّة كأُوربّا مثلاً، حيث لا تكاد تخلو حياته اليوميّة مِن تماس مباشر مع سكّانها من المسيحيّين واليهود برطوبةٍ مسرية.. في مقهى أو عند حلاّق أو طبيب أو صاحب مكوى أو غيرهم، ممّا يصعب عليه إحصاؤه، فما العمل ؟

‏-‏ يبني على طهارة أجسامهم ما لَم يُحرِز تنجّسها بنجاسةٍ خارجيّة.

* لو دخلت منزلاً كان يقطنه قبلي أُناسٌ غير محكومين بالطهارة فهل يحقّ لي أنْ أحكم بطهارة كلّ شيء ؟

‏-‏ نعم، احكم بطهارة كلّ شيء، لم تعلم أو تطمئن بنجاسته.

* دعني انتقل الى الصلاة فأسأل عن حكم شخص يُصلّي ويصوم ولكنّه كان كثيراً ما يُخطئ في الغُسل.. فهو الآن متأكّد تماماً مِن أنّ بعضاً من أغساله السابقة باطلة، ولكنّه لا يدري كم هي، وتبعاً لذلك فهو لا يدري كم صلاة باطلة صلاّها بها، وكم صيام ؟

‏-‏ صيامه صحيح وإنْ كان غُسله باطلاً، ولكن يجب عليه أنْ يقضي كلّ صلاة صلاّها بغسل باطل، وإذا تردّدت بين الأقلّ والأكثر جاز له الاِقتصار على الأقل.

* أحياناً أُريد الصلاّة وفي جيبي بعض الأوراق البيضاء، فهل يجوز لي السجود عليها ؟

‏‏

٣٩٩

‏-‏ نعم، يجوز لك السجود عليها إِنْ كانت طاهرة ومصنوعة مِن الخشب أو ما شاكله، ممّا يصحّ السجود عليه، وهكذا إذا كانت مصنوعة مِن القطن أو الكتّان.

* والسجود على الاسمنت ؟

‏-‏ كذلك يجوز لك السجود عليه.

* أسمع مِن جهاز تسجيل أو مذياع أو جهاز تلفزيون شريطاً مسجّلاً لمقرئ للقرآن يتلو آيةً يجب السجود لها، فهل أسجد ؟

‏-‏ كلاّ، لا يجب عليك السجود، إلاّ إذا سمعتها مِن المُقرئ نفسه لا من تسجيله.

* اِمرأة تصلّي ولا تعلم أنّ بعضاً مِن شعرها خارج مِن تحت ساتر الرأس، فهل يجب عليَّ إخبارها بذلك إثناء صلاتها أو بعدها ؟

‏-‏ كلاّ، لا يجب عليك إخبارها، ولو لم تعلم هي به حتّى أتمّت صلاتها فصلاتها صحيحة، وإذا علِمت به في الأثناء فبادرت الى ستره صحّت صلاتها أيضاً.

* شخصٌ يستيقظ قبل دخول وقتِ صلاة الفجر بدقائق، فهل يحقّ له معاودة النوم ثانيةً إذا كان يعلم أو يحتمل احتمالاً قويّاً أنّه لا يستيقظ إلاّ والشمس طالعة ؟

‏-‏ إذا كان ذلك تهاوناً واستخفافاً منه بالصلاة لم يجِز.

* طالب، أو عامل، أو موظّف يدرس أو يعمل بمنطقة تبعُد عن مدينته أكثر من ٢٢ كيلو متر، هو يذهب يوميّاً لمقرّ عمله ويعود

٤٠٠