الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية - مقدمة الجزء ١

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية - مقدمة2%

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية - مقدمة مؤلف:
تصنيف: متون فقهية ورسائل عملية
الصفحات: 793

  • البداية
  • السابق
  • 793 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 73184 / تحميل: 13928
الحجم الحجم الحجم
الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية - مقدمة

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية - مقدمة الجزء ١

مؤلف:
العربية

الروضة البهية في

شرح اللمعة الدمشقية

مقدمة

زين الدين الجبعي العاملي الشهيد الثاني (قدس‌سره )

١

هذا الكتاب

نشر إليكترونياً وأخرج فنِّياً برعاية وإشراف

شبكة الإمامين الحسنين (عليهما‌السلام ) للتراث والفكر الإسلامي

بانتظار أن يوفقنا الله تعالى لتصحيح نصه وتقديمه بصورة أفضل في فرصة أخرى قريبة إنشاء الله تعالى.

_________________________

اللمعة الدمشقية

للشهيد السعيد

محمد بن جمال الدين مكى العاملى (الشهيد الاول)قدس‌سره

٧٣٤ - ٧٨٦

الجزء الاول

القسم الاول

الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ـ مقدّمة

للشهيد السعيد

زين الدين الجبعى العاملى (الشهيد الثانى)قدس‌سره

٩١١ - ٩٦٥

٢

٣

الاهداء

إن كان الناس يتقربون إلى الاكابر بتقديم مجهوداتهم فليس لنا أن نتقرب إلى أحد سوى سيدنا ومولانا إمام زماننا و حجة عصرنا (الامام المنتظر) عجل الله تعالى فرجه الشريف.

فاليك يا حافظ الشريعة بألطافك الجلية، وإليك يا صاحب الامر وناموس الحقيقة أقدم مجهودي المتواضع في سبيل إعلاء كلمة الدين وشريعة جدك المصطفى، وبقية آثار آبائك الانجبين، دينا قيما لا عوج فيه، ولا امتا، ورجائي القبول والشفاعة في يوم لا ترجى إلا شفاعتكم أهل البيت.

عبدك الراجي السيد محمد كلانتر

٤

٥

٦

٧

٨

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وسلام على عباده الذين اصطفى: محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين، الهداة المهديين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.

وبعد؟ فقد كان يراودني باستمرار منذ أمد طويل أن الكتب الدراسية في أوساطنا العلمية بحاجة ملحة إلى تجديد في التنسيق، وعناية. في الطباعة، واهتمام في الاخراج. ولان قدر لبعض هذه الكتب، وغيرها: من أمهات كتب الفقه والحديث، والاصول والرجال أن تطبع فمما يبعث الاسف في النفوس أنها طبعت طبعات تجارية، دون اهتمام كاف في التعليق، ومن غير عناية لائقة في الاخراج. مع أنا نرى في الآونة الاخيرة كثيرا من الجامعات العلمية، قامت بتجديد طبعات الكتب الدراسية التي يتناولها طلابها بالدرس، فأعانتهم على الاقبال على مطالعتها بلا ملل، ولا سأم، لما أضفت عليها من أناقة الاخراج، وبقية الجوانب الفنية الاخرى.

فكان يحز في نفسي أكثر من ذي قبل - غبطة لا حسدا - أن كتبنا الدراسية لم يقدر لها مثل هذا الاهتمام، ومثل تلك العناية من قبل ذوي الاختصاص في هذا المضمار. ومن بين هذه الكتب، بل وأكثرها أهمية في نفسي من أي كتاب آخر كتاب.

(الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية)

ففي ذلك الكتاب الجليل يلتقي الباحث بمصدر خصب من مصادر الفقه الاسلامي: بتعبير واف، وأدب رفيع ٥ فقد جمع " الشهيدان " عليهما رحمة الله ورضوانه في هذا الكتاب الضخم عمق الفكرة إلى جزالة البحث، ودقة النظر إلى سلامة الذوق وغزارة المادة إلى اعتدال الاسلوب، وإحكام الوضع إلى جمال التعبير.

ولذلك كله اهتم به رواد العلم أساتذة وطلابا، تعليقا عليه ودراسة له، حتى تجاوزت شروحه العشرات. أجل.. لقد اهتم به طلاب المعرفة منذ شروقه، وتزايد اهتمامهم حتى الوقت الحاضر، وسيبقى هذا الاكبار له متزايدا ما دام في الوجود من يدرك الحقيقة، ويميز بين الشمس، وسائر الكواكب.

* * *

٩

نعم سيظل منارا يهتدى به حتى ظهور (من تحيا البلاد بمحياه) عجل الله تعالى فرجه الشريف، وملا به الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. ومنذ عهد غير قريب - عندما كنت أدرس هذا الكتاب العظيم في حلقات طلابية متناوبة - كنت ألمس ضرورة القيام بمهمة طبع هذا الكتاب النفيس، وإخراجه بشكل بديع يلائم مستواه الرفيع، ويليق بمكانته العلمية السامية، بعد تحقيقه، والتعليق عليه بما يوضح ما يشكل فهمه على دارسيه، وتفسير مشكلاته. وحل معضلاته: من تحقيق معانيه

١٠

وتوضيح ألفاظه، وإعلال كلماته الغامضة، وإعراب جمله المعقدة، كما سيرى ذلك كله القارئ الكريم.

ففي هذا الكتاب الجليل رغم جلالة شأنه، وعلو قدره بعض العبارات المغلقة التي لا يتسنى فهمها بسهولة لكثير من الطلاب في مراحلهم الدراسية الاولى، دون بسط في الشرح، ومهارة في التوضيح. لذا كنت ولا أزال عند ما أمر خلال ساعات التدريس بهذا النوع من العبارات الغامضة يحز في نفسي ما يلاقيه بعض الطلبة من جراء ذلك الغموض.

* * *

ومما يزيد الاسف: أن الطالب لايجد ما يلجأ إليه في تذليل هذه المصاعب بيسر سوى ما يتلقاه من أستاذه، فيضطر إلى تسجيله، ليرجع إليه عند الحاجة. ولان وجدت بعض التعاليق الموضحة لما أبهم من عباراته فهي تستنزف من مطالعها الكثير من وقته، حيث إنها مبعثرة هنا وهناك على جوانب الصحيفة، ولربما وجد بعضها في صحيفة أخرى دون ترقيم يرشد إلى ربط الهامش بالعبارة التي يحوم المطالع حول حلها.

بل إن الكثير من التعاليق غير متصلة، فأولها في مكان، وآخرها في آخر. أو أنها أصعب فهما على الطالب من نفس العبارة. أو يحتاج فهمها إلى وقت أكثر مما يحتاجه الاصل. أو انها تغمض الطرف عن توضيح المقصود، وتذهب إلى الاطناب في ذكر الاقوال في المسألة، مع عدم توضيحها لاصل المسألة. وأمثال هذا وذاك مما لا يناسب المقام الستيعابه، فترك التعرض له اجدر

١١

كل هذا وذاك مما يلجئ المطالع إلى استيعاب جميع هوامش تلك الصحيفة من اجل العثور على بغيته، إلا اذا شاء‌ت الصدفة أن يقع بصره لاول نظرة، أو في وسط الطريق على ضالته المنشودة. وما أقل هذه المصادفة، وما أشد تعب من هكذا دأبه.

* * *

اضف إلى ذلك كله نوعية حروف الهوامش: من حيث صغر حجمها مما يضطر البعض إلى استعمال المكبرات، ولربما بعد أن يقوم بكل ذلك لا يعثر على مراده فيرجع (بخفي حنين).

وأقدم بين يديك الآن نموذجا من عبارات هذا الكتاب، لترى معي ضرورة القيام بالتعليق عليها بالاسلوب المناسب لمستوى طلابه، ولتصدق بما حدثتك به سابقا، أو ليطمئن به قلبك إن كنت مصدقا: قال الشارح عليه رحمة الله ورضوانه - مبينا لقول (المصنف) (قدس‌سره ): (والشاك في الحدث متطهر وفيهما محدث): إن لم يستفد من الاتحاد والتعاقب حكما آخر. وهي كما ترى عبارة يتعب تفهيمها، وتفهمها.

وسترى في ج ١ من طبعتنا الاولى. ص ٨١. هامش ٤ كيف أوضحناها - بحمد الله ومنه بأسلوب يتجاوب وحاجة الطالب.

وكذلك ما يقوله الشارحقدس‌سره في بحث تعدد الجنائز على التعاقب أثناء الصلاة على أولاها: نعم يمكن فرضه نادرا بالخوف على الثانية. ج ١ من طبعتنا الاولى ص ١٤٥. هامش رقم ١، فان تصوير هذا الفرض بمكان من الصعوبة على الطالب، مع التشويش الكثير في تعاليق المحشين

١٢

على هذه العبارة. وعلى غرار هاتين ما تجده في قولهرحمه‌الله : ولا فرق في المال المخوف ذهابه، والواجب بذله.. إلى قوله: لا أن الحاصل بالاول العوض على الغاصب وهو منقطع، وفي الثاني الثواب وهو دائم، لتحقق الثواب فيهما مع بذلهما اختيارا، طلبا للعبادة لو أبيح ذلك، بل قد يجتمع في الاول العوض والثواب، بخلاف الثاني. ج ١ من طبعتنا الاولى. ص ١٥٢. هامش رقم ٢.

وقولهرحمه‌الله : إلا أن يؤخذ كون مطلق الوقت شرطا، وما بعد ذكره مجملا من التفصيل حكم آخر لليومية. ج ١ من طبعتنا الاولى. ص ١٧٢. هامش ٤.

وقولهرحمه‌الله : ولو جاهلا بحكمه الشرعي، أو الوضعي، لا بأصله أو ناسيا له، أو لاصله. ج ١ من طبعتنا الاولى. ص ٢١٠. هامش ٢ - ٣ - ٤ - ٥ - ٦.

وقولهرحمه‌الله : والاولى تقديم الاجزاء على السجود لها، كتقديمها عليه بسبب غيرها وإن تقدم. وتقديم سجودها على غيره وإن تقدم سببه أيضا. ج ١ من طبعتنا الاولى ص ٣٢٦. هامش رقم ٥.

وقولهرحمه‌الله : ولا فرق في الخوف الموجب لقصر الكمية، وتغيير الكيفية بين كونه: من عدو، ولص، وسبع، لا من وحل، وغرق بالنسبة إلى الكمية. وأما الكيفية فجائزة، حيث لا يمكن غيرها مطلقا. ج ١ من طبعتنا الاولى. ص ٣٦٨. هامش رقم ٣.

كما أن بعض عباراته موجزة جدا، محتاجه إلى زيادة البسط والتوضيح

١٣

ولقد أوضحناها بالمقدار اللازم، والكيفية المناسبة.

وذلك مثل قولهقدس‌سره : وحجة مشترط السفر بظاهر الآية حيث اقتضت الجمع: مندفعة بالقصر للسفر المجرد عن الخوف، والنص محكم فيهما. ج ١ من طبعتنا الاولى. ص ٣٢٦. هامش رقم ٥.

وقولهرحمه‌الله : أو يمضي عليه أربعون مترددا في الاقامة، أو جازما بالسفر من دونه. ج ١ من طبعتنا الاولى. ص ٣٧٣. هامش رقم ٥.

وقوله رحمة الله عليه: لو اعتبرت المطابقة محضا لم يسلم احتياط ذكر فاعله الاحتياج اليه. ج ١ من طبعتنا الاولى ص ٣٣٣ هامش رقم ٦.

وقوله -رحمه‌الله -: ولا ترتيب بينهما، لانهما فيه عضو واحد ولا ترتيب في نفس أعضاء الغسل، بل بينها كأعضاء مسح الوضوء بخلاف أعضاء غسله، فانه فيها، وبينها. ج ١. ص ٩٤. هامش رقم ١.

وكثيرا ما توجد أمثال هذه الموجزات في فضيلة صلاة المرأة في بيتها وفي فضيلة الصلاة جماعة مع العالم، وغيره.

وكذلك في كتاب المتاجر، كالمسألة الرابعة من مسائل بيع الحيوان وهي صعبة الفهم جدا.

وكذلك في أبواب النكاح والرضاع، ومسألة خيار العيب ذات الشجون التي تأخذ من الوقت الشئ الكثير حتي يخرج الدارس منها بسلام.

ومسألة توزيع الارث، وتقسيمه.

١٤

وقد أفردنا للارث جزء مستقلا وكذلك ذكرنا حول (اللباء) شرحا وافيا لم يذكر في الكتب الفقهية. وغير هذا مما هو معروف لدى من عرف هذا الكتاب. وقد وفقنا بحمد الله تعالى لازاحة كل هذه العقبات عن طريق طالب العلم، ولم ندع له ما يصعب عليه فهمه إلا وأوضحناه، حتى شرح غريب الكلمات، وبيان أصل اشتقاقها، كالميضاة، والمهاباة، والاعتياض والتقاص في الاجزاء المطبوعة. وغيرها مما يقف عندها من كان من أهل اللغة فضلا عن غيرهم.

وكذلك تصدينا لاعراب بعض الجمل التي يختل المعنى بدونه. كما أننا تصدينا لشرح (الحيض) ووصفه عن طريق الاطباء بما يناسب المقام في هذه الطباعة الجديدة التي قام بها الاخ في الدين الحاج موسى البغدادي حفظه الله تعالى بجاه محمد وآله الطاهرين. كما عمدنا إلى تخطيط أشكال تقريبية تعين على تطبيق العبارة على الخارج المحسوس في أبواب متفرقة، كالقبلة، والوقت، والقضاء من كتاب الصلاة. وكذلك فيما يتعلق ببعض أبواب الصوم، والحج والارث، وغيرها.

كما أننا وضعنا في هذه الطباعة الجديدة صور الحيوانات التي يحل أكل لحمها، أو يحرم، ليسهل على رواد العلم وأبنائه معرفة أعيانها. ومما شحذ همتي، وزاد في شوقي وتحمسي لطبع هذا الكتاب الجليل بالاضافة لما تقدم من أسباب تعريف (الفقه الجعفري) إلى ذوي المذاهب الاسلامية الاخرى، حيث إن كتبنا الفقهية - مع شديد الاسف - لم تنشر ذلك الانتشار المناسب لاهميتها العلمية، بل ولا تصلح لان تنشر وهي

١٥

على شكلها الحالى: من رداء‌ة الطبع، وكثرة الاخطاء الاملائية والمطبعية وغير ذلك مما يشوه محتوياتها القيمة.

لذلك تجد أكثر أصحاب المذاهب، ومنهم الكثير من علمائهم - كما لمست ذلك بنفسي - لم يطلعوا على محتويات (الفقه الجعفري). بل ويجهل الكثير من متفقهيهم حقيقة وجود هذا المذهب. ولان عرفوا منه شيئا فبصورة مشوهة، رغم ما يمتاز به هذا المذهب: من خصوبة المادة، وعمق الفكرة، وأصالة المباني، بصورة تتجلى. بوضوح ناصع لكل باحث منصف، اطلع بنفسه على مصادر التشريع عندهم !. فلهذا سوف أقوم إن شاء الله تعالى بتوزيع قسط وافر: من نسخ كتاب (الروضة البهية) على كثير من أصحاب المذاهب الاخرى، خدمة للدين واعلاء لكلمة الحق حيث اعتقد أن خير كتاب يمثل (الفقه الجعفري) من حيث الشمول والايجاز هو هذا الكتاب الجليل المقدم له. نعم.. كل ذا وذاك عوامل دعتني بالحاح متواصل إلى طبع هذا الكتاب الشريف بالشكل الذي رسمته مخيلتي منذ حين بعيد.

* * *

بيد أن تأسيس (جامعة النجف الدينية) لم يكن بالامر الهين لمن أراد إتقانه، ووضع مناهجها الدراسية الملائمة للوقت لم يكن بأسهل من تأسيسها لمن أراد إحكامها. لذا فقد استوعب هذا وذاك جل أوقاتي، واستهلكا أكثر طاقاتي حتى لم أعد املك المجال الكافي الصالح للقيام بمهمة طبع هذا الكتاب العظيم بالصورة المرضية، والشكل المرسوم.

١٦

أما الآن ولله الحمد والشكر على نعمه وبعد أن من - علي المولى الجليل بلطفه الجزيل، وذلل لي كل صعوبة في طريق الجهاد الاسلامي والمشروع الحيوي فأعانني على إتمام التشييد الفخم - بناية. (جامعة النجف الدينية) - ووضع النظام الاساسي لها، وتطبيقه بشكل برهن على إتقانه، وصلاحه للاستمرار، وتحويل منتسبيه إلى مالا يقاس عليه حالهم السابق.. بعد كل هذا، لم يبق لي عذر عن تحقيق تلك الامنية الغالية. (طبع هذا الكتاب الجليل). ولان كانت إدارة شؤون (جامعة النجف الدينية) والعمل من أجل توسعة ميادينها الحيوية، والقيام بتدريس بعض الحصص فيها يتطلب منى ما يتطلبه أي مشروع ضخم فلا يمنعني ذلك من القيام بتعهد مسؤوليه التعليق على هذا الكتاب وطبعه، بعد أن كانت هذه المهمة وأمثالها من جمله الاهداف التي اسست من أجلها هذه الجامعة:

١٧

" جامعة النجف الدينية " وبعد الاتكال على الله العلي القدير شمرت عن ساعد الجد لاقوم بالتنفيذ فاخترت من أثق بفضله ودينه وجدارته الكاملة لمثل هذا العمل بما يتطلبه هذا الموضوع من جميع جوانبه، ودرس هذا الكتاب الجليل وأدرك جيدا وبوضوح ما يحتاجه الاستاذ خلال تدريسه من مصادر تخص البحث: من كتب لغة، وحديث ورجال، وغيرها مما لابد منه لتحضير الدرس.

كما وقف معي على مقدار ما يحتاجه الطالب: من شرح وتوضيح ونوعية ذلك حسبما يلائم مستواه، ويتمشى مع لياقته: سماحة سيدنا السيد محمد صادق الصدر، وسماحة شيخنا الشيخ غلام رضا الباقري الاصفهاني حفظهما الله تعالى. فهذان العلمان الجليلان اللذان تتمثل بهما الانسانية بأعلى مراتبها قد بذلا من جهدهما أكثره في هذا المضمار، وضحيا بوقتهما العزيز في خدمة هذا المشووع الديني العظيم. فماذا أقول في حقهما وكل ما أقوله قليل فعلى الله إلعزيز أجرهما؟

١٨

ومن الاخوان الذين استجابوا وشاركوا أيضا معي: فضيلة الشيخ محمد هادي معرفة: كما أو عزت إلى بعض الافاضل من الاخوان أن يكتب في بعض جوانب حياة العلمين الجليلين: (المصنف والشارح). (الشهيد الاول، والشهيد الثاني) قدس الله تعالى روحيهما الطاهرتين وأفاض عليهما من رحمته شآبيبها. ففي حياتهما تتجلى الانسانية الكاملة، والحياة النابضة بالفكر والثقافة والجهاد الاسلامي النبيل. فمهدت له السبيل، ور - سمت له الخطوط، ليتفضل ببحث موجز عن تاريخ الحركة العلمية، متضمنا تعريف (الفقه الجعفري)، وبيان جذوره الاصيلة، وتاريخ تطوره منذ بزوغه حتى عصرنا الحاضر، وكيفية انتقال مركزه من (المدينة المنورة) على مشرفها آلاف التحية والسلام إلى (الري)، ومنها إلى (قم)، ثم إلى (بغداد)، وبعدها إلى (النجف الاشرف)، ثم إلى (الحلة)، ثم إلى (النجف الاشرف) ثانية، ثم إلى (كربلاء) ثم إلى (النجف الاشرف) ثالثة كما هي الآن تضم الحوزة العلمية (للشيعة الامامية).

ولا تزال عامرة إن شاء الله تعالى حتى ظهور (الحجة المنتظر) عجل الله تعالى فرجه الشريف، وملا الدنيا ببهجة نوره. فتفضل بهذه الخدمة الانسانية، مجيبا لطلبي بقلب طاهر، وأتى بمقدمة ممتعة حاوية لجميع ما رغبت فيه اليه. فجزاه الله خير جزاء المحسنين.

وهكذا تظافرت جهود هؤلاء الاخوان الاعزاء، فآزروني خير مؤازرة في إنجاز هذا العمل، وشاطروني في سهراتي الطويلة، التي قمت فيها

١٩

في استخراج هذه التعاليق بما فيها من تعيين مواضع الحاجة، ومقدار ما يلزم بيانه فلم يفتني شئ فيما أعلم. فاكرر شكري لهم مقدرا مساعيهم الجليلة، وابتهل إلى العلي القدير أن يتفضل على الجميع بما هو أهله، إنه قريب مجيب.

ولا يفوتني بهذه المناسبة تقديم شكري الجزيل إلى فضيلة الاخ المكرم النبيل الشيخ شريف نجل المرحوم آية الله الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء طلب ثراه، حيث وافانا بنسخ مخطوطة من هذا الكتاب تمتاز بقدم تاريخ خطها من مكتبة والده الشيخ المرحومقدس‌سره .

كما أشكر فضيلة حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد علي نجل المرحوم آية الله أستاذنا السيد يحيى المدرسي الطباطبائي طاب ثراه على تزويدنا بنسخة خطية نفيسة من نفس اللمعة أفادتنا كثيرا. وكيف كان فقد بدأنا بالعمل في جمادى الثانية سنة ١٣٨٥ ملتزمين بتحقيق محتويات الكتاب بمراجعة عدة نسخ مطبوعة وخطية، حذرا من الوقوع في الخطأ الواقع في كثير منها، كما هو المشاهد في كثير من تلك النسخ ٥ وقد أشرنا لبعض الاختلافات الواقعية فيها كي يبقى للغير رأيه.

* * *

كما التز منا بارجاع الاخبار إلى مصادرها بترقيم دقيق في هذه الطبعة الجديدة الثانية. ليتسنى لمن أراد مراجعتها العثور عليها بسرعة وسهولة. كما أننا ذكرنا نص الحديث الوارد في المقام، والمستشهد به من قبل (الشهيدين)قدس‌سره ما، لتعم الفائدة. وكذلك فصلنا الاقوال التي يرمز اليها الشارحقدس‌سره ، وأرجعناها

٢٠

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629

630

631

632

633

634

635

636

637

638

639

640

641

642

643

644

645

646

647

648

649

650

651

652

653

654

655

656

657

658

659

660

661

662

663

664

665

666

667

668

669

670

671

672

673

674

675

676

677

678

679

680

681

682

683

684

685

686

687

688

689

690

691

692

693

694

695

696

697

698

699

700

701

702

703

704

705

706

707

708

709

710

711

712

713

714

715

716

717

718

719

720

721

722

723

724

725

726

727

728

729

730

731

732

733

734

735

736

737

738

739

740

741

742

743

744

745

746

747

748

749

750

751

752

753

754

755

756

757

758

759

760

761

762

763

764

765

766

767

768

769

770

771

772

773

774

775

776

777

778

779

780

781

782

783

784

785

786

787

788

789

790

791

792

793