تربية الطفل في الإسلام

تربية الطفل في الإسلام 0%

تربية الطفل في الإسلام مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف: الأسرة والطفل
الصفحات: 114

تربية الطفل في الإسلام

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: مركز الرسالة
الناشر: مركز الرسالة
تصنيف: الصفحات: 114
المشاهدات: 29675
تحميل: 5930

توضيحات:

تربية الطفل في الإسلام
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 114 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 29675 / تحميل: 5930
الحجم الحجم الحجم
تربية الطفل في الإسلام

تربية الطفل في الإسلام

مؤلف:
الناشر: مركز الرسالة
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وشجّع الإمام جعفر الصادق (عليه السلام) على التفاهم لتجنّب الخلافات الحادّة، فقال: (خير نسائكم التي إنْ غضبت أو أُغضبت قالت لزوجها: يدي في يدك لا أكتحل بغمضٍ حتى ترضى عني) (1).

وعن الإمام محمد الباقر (عليه السلام): (وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغيرته) (2).

ونهى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الزوجة عن الممارسات التي تؤدّي إلى حدوث الخلافات فقال: (من شرّ نسائكم الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها، العقيم الحقود، التي لا تتورّع عن قبيح، المتبرّجة إذا غاب عنها زوجها، الحصان معه إذا حضر، التي لا تسمع قوله، ولا تطيع أمره، فإذا خلا بها تمنّعت تمنّع الصعبة عند ركوبها، ولا تقبل له عذراً ولا تغفر له ذنباً) (3) .

ونهى (صلّى الله عليه وآله وسلّم) الزوجة عن تكليف الزوج فوق طاقته، فقال: (أيّما امرأة أدخلت على زوجها في أمر النفقة وكلّفته مالا يطيق؛ لا يقبل الله منها صرفاً ولا عدلاً إلاّ أن تتوب وترجع وتطلب منه طاقته) (4) .

ونهى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن المنّ على الزوج، فقال: (لو أنّ جميع ما في الأرض من ذهب وفضة حملته المرأة إلى بيت زوجها، ثم ضربت على رأس زوجها يوماً من الأيام، تقول: مَن أنت؟ إنّما المال مالي، حبط عملها ولو كانت من أعبد الناس، إلاّ أن تتوب وترجع وتعتذر إلى

____________________

(1) مكارم الأخلاق 200.

(2) مَن لا يحضره الفقيه 3: 277 | 4 باب حق الزوج على المرأة.

(3) مكارم الأخلاق 202.

(4) مكارم الأخلاق 202.

٢١

زوجها) (1) .

وحذّر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) من مواجهة الزوجة لزوجها بالكلام اللاذع المثير لأعصابه، فقال: (أيّما امرأة آذت زوجها بلسانها، لم يقبل منها صرفاً ولا عدلاً ولا حسنة من عملها حتى ترضيه..) (2) .

ونهى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عن الهجران، باعتباره مقدمة للانفصام وانقطاع العلاقات، فقال: (أيّما امرأة هجرت زوجها وهي ظالمة حشرت يوم القيامة مع فرعون وهامان وقارون في الدّرك الأسفل من النار إلاّ أن تتوب وترجع) (3) . وهذه التوجيهات إن رُوعيت رعاية تامة فإنّها كفيلة بالحد من التوتّرات والتشنّجات، وإذا لم يستطع الزوجان مراعاتها فالأفضل أن يكون النقاش الحاد والمتشنّج بعيداً عن مسامع الأطفال، وأن يكون تبادل النظرة السلبية، وتبادل الاتهامات والإهانات بعيداً عن مسامعهم، وأنْ يوضّح للأطفال أنّ الخلافات شيء طبيعي، وأنّهما لازالا يحبّان بعضهما البعض، ويجب عليهما حسم الخلافات وإنهائها في أسرع وقت.

خامساً: التحذير من الطلاق

حذّر الإسلام من الطلاق وإنهاء العلاقة الزوجية؛ للآثار السلبية التي يتركها على الزوجين وعلى الأطفال، وعلى المجتمع. فالطلاق مصدر القلق عند الأطفال، ومصدر للاضطراب النفسي والعاطفي والسلوكي،

____________________

(1) مكارم الأخلاق 202.

(2) مكارم الأخلاق 214.

(3) مكارم الأخلاق 202.

٢٢

حيثُ إنّ الطفل بحاجة إلى الحب والحنان من كلا الوالدين على حدٍّ سواء، بل إنّ التفكير المجرد بالطلاق يولّد القلق والاضطراب في أعماقه، فيبقى في دوامة من المخاوف والاضطرابات التي تنعكس سلبياً على ثباته العاطفي وعلى شخصيته السوّية، وقد وضع الإسلام منهجاً في العلاقات وإدامتها، للحيلولة دون الوصول إلى قرار فصم العلاقات الزوجية، وتهديم الأُسرة، فحذّر من الطلاق في مواضع مختلفة، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (أوصاني جبرئيل (عليه السلام) بالمرأة حتى ظننت أنّه لا ينبغي طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة) (1) .

وقال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام): (ما من شيءٍ ممّا أحلّه الله عزَّ وجلَّ أبغض إليه من الطلاق، وإنّ الله يبغض المطلاق الذوّاق) (2) .

وقال (عليه السلام): (إنّ الله عزّ وجلّ يحب البيت الذي فيه العرس، ويبغض البيت الذي فيه الطلاق، وما من شيء أبغض إلى الله عزّ وجل من الطلاق) (3) .

وحثّ الإسلام على اتخاذ التدابير الموضوعية للحيلولة دون وقوع الطلاق، فدعا إلى توثيق روابط المودّة والمحبّة، ودعا إلى حلّ المشاكل والخلافات التي تؤدّي إلى الطلاق، فأمر بالعِشْرة بالمعروف، قال الله تعالى: ( .. وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) (4) .

____________________

(1) مَن لا يحضره الفقيه 3: 278 | باب حق المرأة على الزوج.

(2) الكافي 6: 54 | 2 باب كراهية طلاق الزوجة الموافقة ـ الذوّاق: السريع النكاح السريع الطلاق.

(3) الكافي 6: 54 | 3 باب كراهية طلاق الزوجة الموافقة.

(4) النساء 4: 19.

٢٣

وحثّ على الإصلاح وإعادة التماسك الأُسري، قال الله تعالى: ( وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزاً أَوْ إِعْرَاضاً فَلا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحاً وَالصُّلْحُ خَيْرٌ.. ) (1) . فالصلح أولى من عدمه، وبما أنّ القلوب تتقلّب وأنّ المشاعر تتغيّر من وقتٍ لآخر ومن ظرفٍ لآخر، فإنّ الإسلام حثّ على إجراء مفاوضات الصلح قبل القرار بالانفصال، قال تعالى: ( وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا ) (2) وإذا لم تنفع كل محاولات الإصلاح وإعادة العلاقات إلى مجاريها، وإذا لم تتوقّف التشنّجات والتوتّرات إلاّ بالطلاق، فقد يكون الطلاق سعادة لكلا الزوجين، ولكنّه يؤثّر على نفسيّة الطفل، وينعكس على سلوكه، ولهذا منح الإسلام فرصة جديدة للعودة إلى الحياة الزوجية، فأعطى للرجل حق العودة أثناء العدّة دون عقد جديد، وبعد العدّة بعقد جديد، وجعل للرجل حق العودة بعد الطلاق الأول والثاني، فإذا لم تنجح محاولات إعادة العلاقة الزوجية، وتمّ انفصالها، يجب على الوالدين مراعاة مشاعر الطفل ومنحه الحنان والحب، ويجب عليهما توفير كل الظروف التي تساعده على الإيمان بسلامة أخلاق والده أو والدته، حيثُ حرّم الإسلام البهتان والغيبة وكشف المساوئ. وبهذا الأسلوب يستطيع الطفل تحمّل صدمة الطلاق، أمّا إذا لم يُتّبع هذا الأُسلوب وحاول كلٌّ من الوالدين كشف مساوئ الآخر أمام الطفل، فإنّ الطفل سوف يبغض الحياة ويحتقر نفسه، وتنعكس على عواطفه اتجاه والديه فهو يحبهّما

____________________

(1) النساء 4: 128.

(2) النساء 4: 35.

٢٤

ويبغضهما في آن واحد بعد اطلاعه على مساوئهما، فيبقى يعيش في دوّامة من القلق والاضطراب، وتزداد همومه يوماً بعد يوم وتنعكس سلبيّاً على علاقاته الاجتماعية، وعلاقاته الأُسرية في المستقبل.

٢٥

٢٦

الفصل الثاني

المرحلة الأُولى: مرحلة ما قبل الاقتران ومرحلة الحمل

حرص الإسلام على العناية بالطفل، والحفاظ على صحّته البدنية والنفسية قبل أن يُولد بإعداد الإطار الذي يتحرّك فيه، وتهيئة العوامل اللازمة التي تقي الطفل من كثير من عوامل الضعف الجسدي والنفسي، ابتداءً من انتقاء الزوج أو الزوجة، ومروراً بالمحيط الأول للطفل وهو رحم الأُم، الذي يلعب دوراً كبيراً ومؤثّراً على مستقبل الطفل وحركته في الحياة، وتتحدد معالم هذه المرحلة بما يأتي:

أولاً: مرحلة ما قبل الاقتران

أثبت الواقع الاجتماعي، والواقع العلمي بدراساته المستفيضة الأثر الحاسم للوراثة، والمحيط الاجتماعي في تكوين الطفل ونشوئه، وانعكاسات الوراثة والمحيط عليه في جميع جوانبه الجسدية والنفسية (1) فأغلب الصفات تنتقل من الآباء والأُمهات والأجداد إلى الأبناء، كالذكاء والاضطراب السلوكي وانفصام الشخصية والأمراض

____________________

(1) علم النفس التربوي، للدكتور فاخر عاقل: 45 ـ 57 (دار العلم للملايين 1985 م ط11).

٢٧

العقلية والانضباط الذاتي، وصفات التسامح والمرونة، فيكونون وسطاً مساعداً للانتقال، أو يكون في الأبناء الاستعداد للاتصاف بها، إضافة إلى انعكاس العادات والتقاليد على الأبناء، نتيجة لتكرّر الأعمال (1) ومن هنا أكدّ الإسلام على الزواج الانتقائي، أي بانتقاء الزوجين من أُسرة صالحة وبيئة صالحة.

1 ـ انتقاء الزوجة:

راعى الإسلام في تعليماته لاختيار الزوجة الجانبين، الوراثي الذي انحدرت منه المرأة، والجانب الاجتماعي الذي عاشته وانعكاسه على سلوكها وسيرتها، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (اختاروا لنطفكم فإنّ الخال أحد الضجيعين) (2) .

وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (تخيّروا لنطفكم فإنّ العِرقَ دسّاس) (3) .

فالرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يؤكّد على اختيار الزوجة من الأُسر التي تحمل الصفات النبيلة؛ لتأثير الوراثة على تكوين المرأة وعلى تكوين الطفل الذي تلده. وكانت سيرته قائمة على هذا الأساس، فاختار خديجة (عليها السلام) فأنجبت له أفضل النساء فاطمة (عليها السلام)، وتبعه في السيرة هذه أهل البيت (عليهم السلام) فاختاروا زوجاتهم من الأُسر الكريمة، وإلى جانب الانتقاء على أُسس الوراثة، أكدّ الإسلام على انتقاء الزوجة من المحيط الاجتماعي الصالح الذي أكسبها الصلاح وحسن السلوك، فحذّر من المحيط غير الصالح

____________________

(1) علم النفس العام، للدكتور انطون حمصي 1: 94 ـ مطبعة ابن حبّان دمشق 1407 هـ.

(2) الكافي، للكليني 5: 332 | 2 باب اختيار الزوجة ـ دار التعارف 1401 هـ ط 3.

(3) المحجّة البيضاء، للفيض الكاشاني 3: 93، جامعة المدرّسين قم ط2.

٢٨

الذي تعيشه، فحذّر من الزواج من الحسناء المترعرعة في منبت السوء، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إيّاكم وخضراء الدمن.. المرأة الحسناء في منبت السوء) (1) .

وحذّر الإمام الصادق (عليه السلام) من المرأة الزانية قال: (لا تتزوّجوا المرأة المستعلنة بالزنا) (2) والسبب في ذلك أنّها تخلق في أبنائها الاستعداد لهذا العمل الطالح.

وحذّر الإمام الباقر (عليه السلام) من الزواج من المرأة المجنونة خوفاً من انتقال الصفات منها إلى الطفل، فسُئل عن ذلك فقال: (لا، ولكن إن كانت عنده أمَة مجنونة فلا بأس بأن يطأها ولا يطلب ولدها) (3) .

وحذّر الإمام علي (عليه السلام) من تزوّج الحمقاء لانتقال هذهِ الصفة إلى الطفل، ولعدم قدرتها على تربية الطفل تربية سويّة فقال: (إيّاكم وتزويج الحمقاء فإنّ صحبتها بلاء وولدها ضياع) (4) .

وأكدّت الروايات على أن يكون التدّين مقياساً لاختيار الزوجة، وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يشجّع على ذلك، فقد أتاه رجل يستأمره في الزواج فقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (عليك بذات الدين تربت يداك) (5) .

وقدّم الإمام الصادق (عليه السلام) اختيار التدّين على المال والجمال، فقال: (إذا

____________________

(1) مكارم الأخلاق، للطبرسي: 304 ـ منشورات الشريف الرضي1410 هـ ط2.

(2) مكارم الأخلاق، للطبرسي: 305 ـ منشورات الشريف الرضي 1410 هـ ط2.

(3) وسائل الشيعة، للحر العاملي 20: 85 | 1 باب 34 ـ مؤسّسة آل البيت قم 1412 هـ ط1.

(4) الكافي 5: 354 | 1 باب كراهية تزويج الحمقاء.

(5) الكافي 5: 332 | باب فضل مَن تزوّج ذات دين.

٢٩

تزوّج الرجل المرأة لجمالها أو مالها وكّل إلى ذلك، وإذا تزوّجها لدينها رزقه الله الجمال والمال) (1) .

فالمرأة المنحدرة من سلالة صالحة ومن أُسرة صالحة، وكان التدّين صفة ملازمة لها، فإنّ سير الحركة التربوية يتقدّم أشواطاً إلى الأمام، وتكون تربيتها للأطفال منسجمة مع القواعد التي وضعها الإسلام في شؤون التربية، فيكون المنهج التربوي المتَّبع متَّفقاً عليه من قبل الزوجين، لا تناقض فيه ولا تضّاد، وتكون الزوجة حريصة على إنجاح العملية التربوية وتعتبرها تكليفاً شرعياً قبل كل شيء، هذا التكليف يجنّبها عن أي ممارسة سلبية مؤثّرة على النمو العاطفي والنفسي للأطفال.

2 ـ انتقاء الزوج:

للأب الدور الأكبر في تنشئة الأطفال وإعدادهم نفسياً وروحياً، ولذا أكدّ الإسلام في أول المراحل على اختياره طبقاً للموازين الإسلامية التي يراعى فيها الوراثة والمحيط الذي ترعرع فيه، وما يتصف به من صفات نبيلة وصالحة؛ لأنّه القدوة الذي يقتدي به الأطفال وتنعكس صفاته وأخلاقه عليهم، إضافة إلى اكتساب الزوجة (الأُم) بعض صفاته وأخلاقه من خلال المعايشة المستمرّة. وقد أكّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على اختيار الزوج الكفء وعرفّه بقوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (الكفء أن يكون عفيفاً وعنده يسار) (2) . والكفء هو الذي ينحدر من سلالة صالحة وذو دين وخُلق سامٍ.

____________________

(1) الكافي 5: 333 | 3 باب فضل مَن تزوّج ذات دين.

(2) الكافي 5: 347 | 1 باب الكفء.

٣٠

وحذّر الإمام الصادق (عليه السلام) من تزويج الرجل المريض نفسياً فقال: (تزّوجوا في الشكاك ولا تزوّجوهم، لأنّ المرأة تأخذ من أدب زوجها ويقهرها على دينه) (1) .

وجعل الإسلام التدّين مقياساً في اختيار الزوج، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إذا جاءكم مَن ترضون خلقه ودينه فزوّجوه) (2) .

وحرّم الإسلام كما هو مشهور من تزويج غير المسلم؛ حفاظاً على سلامة الأطفال وسلامة العائلة من جميع جوانب السلامة، في العقيدة وفي السلوك وفي الظواهر الروحية والنفسية؛ لتأثّر الزوجة والأطفال بمفاهيم الزوج وسلوكه في الحياة.

ونهى الإسلام عن تزويج غير المتدّين والمنحرف في سلوكه عن المنهج الإسلامي في الحياة، لتحصين العائلة والأطفال من الانحراف السلوكي والنفسي، فنهى الإمام الصادق (عليه السلام) عن تزويج الرجل المستعلن بالزنا، حيثُ قال (عليه السلام): (لا تتزوجوا المرأة المستعلنة بالزنا، ولا تزوّجوا الرجل المستعلن بالزنا إلاّ أن تعرفوا منهما التوبة) (3) .

وحذّر الإمام الصادق (عليه السلام) من تزويج شارب الخمر، فقال: (مَن زوّج كريمته من شارب خمر فقد قطع رحمه) (4) .

فالمنحرف يؤثّر سلبياً على سلامة الأطفال السلوكية، لانعكاس سلوكه

____________________

(1) الكافي 5: 348 | 1 باب مناكحة النصّاب والشكّاك.

(2) الكافي 5: 347 | 2، 3 باب آخر منه.

(3) مكارم الأخلاق: 305.

(4) وسائل الشيعة 20: 79. الكافي 5: 347 | 1 باب 29.

٣١

عليهم وعدم حرصه على تربيتهم، إضافة إلى المشاكل التي يخلقها مع الزوجة التي تساعد على إشاعة الاضطراب والقلق النفسي في أجواء العائلة، وجعل الحياة العائلية بعيدة عن الاطمئنان والاستقرار والهدوء الذي يحتاجه الأطفال في نموّهم الجسدي والنفسي والروحي.

وقد كانت سيرة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وسيرة أهل البيت (عليهم السلام) قائمة على أساس اختيار الأكفاء لأبنائهم وبناتهم، فرسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لم يزوّج فاطمة لكبار الصحابة، وكان جوابه لهم أنّه ينتظر بها نزول القضاء (1) ثم زوّجها بأمر من الله تعالى إلى عليّ بن أبي طالب (2) .

وشجّع رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إحدى المسلمات وهي الذلفاء المعروفة بانتسابها إلى أُسرة عريقة، والمتصفة بالجمال الفائق من الاقتران بأحد المسلمين، وهو جويبر، الذي لا يملك مالاً ولا جمالاً إلاّ التدّين (3) .

3 ـ العلاقة قبل الحمل وتكوين الطفل

بعد عملية الاختيار للزوج على أُسس وموازين إسلامية نبيلة، يستمر الإسلام في التدرّج مع الطفل خطوة خطوة، ويضع لكلِّ خطوة واقعة في طريق تكوين الطفل ونشوئه أُسساً وقواعد واقعية لينشأ نشأة سليمة، وما على الزوجين إلاّ العمل على ضوئها.

قال سبحانه وتعالى: ( وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً

____________________

(1) مجمع الزوائد، للهيثمي 9: 206 ـ دار الكتاب العربي 1402 هـ ط3.

(2) مجمع الزوائد 9: 204. المعجم الكبير للطبراني 22: 408. الصواعق المحرقة، لابن حجر الهيتمي.

(3) الكافي 5: 342 | 1 باب أنّ المؤمن كفؤ المؤمنة.

٣٢

لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً.. ) (1) .

فجعل العلاقة بين الزوجين علاقة مودّة وحب، وتبادل العواطف النبيلة والأحاسيس المرهفة، ومن أجل إدامة هذه العلاقة دعا الإسلام إلى ربط الزوجين بالقيم والموازين التي حدّدها المنهج الربّاني في الحياة، ففي أول خطوات العلاقة والاتصال بين الزوج والزوجة، وهي ليلة الزفاف، أمر الإسلام بالتقيّد بالقيم الربّانية؛ لكي لا تكون العلاقة علاقة بهيمية جسدية فقط، وأول هذه القيم هي استحباب الصلاة ركعتين لكلِّ منهما، وحمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة على رسول الله وآله، ثم الدعاء بإدامة الحب والودّ: (اللّهمّ ارزقني إلفها وودّها ورضاها بي، وأرضني بها واجمع بيننا بأحسن اجتماع وأيسر ائتلاف، فانّك تحب الحلال وتكره الحرام) (2) .

والالتزام بذلك يخلق جوّاً من الاطمئنان والاستقرار والهدوء في أول خطوات اللقاء، ولا يبقى لقلق الزوجة واضطرابها مجالاً، فتكون ليلة الزفاف ليلة أُنس وحب وودّ.

ويستمر الدعاء عند الخطوة الثانية وهي مرحلة المباشرة، فيستحب أن يقول: (اللّهم ارزقني ولداً واجعله تقيّاً ذكيّاً ليس في خلقه زيادة ولا نقصان، واجعل عاقبته إلى خير)، وأفضل الذكر في أول المباشرة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) (3) .

____________________

(1) الروم 30: 21.

(2) مكارم الأخلاق: 208.

(3) مكارم الأخلاق: 209.

٣٣

ثانياً: مرحلة الحمل

1 ـ انعقاد الجنين:

من أجل سلامة الجنين الجسدية والنفسية؛ وضع الإسلام برنامجاً سهلاً يسيراً لا كلفة فيه ولا عسر ولا شدّة.

فقد أوصى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) بمنع الزوجة في أُسبوعها الأول من (الألبان والخلّ والكزبرة والتفاح الحامض)، لتأثير هذه المواد على تأخّر الإنجاب واضطرابه وعسر الولادة، والإصابة ببعض الأمراض (1) التي تؤثّر سلبياً على الحمل وعلى الوليد.

كما حذّر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل البيت (عليهم السلام) من المباشرة في أوقات معيّنة، وهذا التحذير لا يصل مرتبة الحرمة، ولكن فيه كراهة؛ لانعكاساته السلبية على سلامة الجنين وصحّته الجسدية والنفسية، ومن هذه الأوقات: ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس، ومن مغيب الشمس إلى مغيب الشفق، وبعد الظهر مباشرة، وفي أول الشهر ووسطه وآخره، وفي الأوقات التي ينخسف فيها القمر، وتنكسف فيها الشمس، وفي أوقات الريح السوداء والحمراء والصفراء، والأوقات التي تحدث فيها الزلازل، وشجّع (صلّى الله عليه وآله وسلّم) على غير هذه الأوقات، فبعض الأوقات لها تأثير على الجانب العاطفي للطفل، وخصوصاً الأوقات المخيفة، فينشأ الطفل مضطرباً هيّاباً متردداً، والأوقات الأُخرى قد تؤدي إلى إصابة الطفل بالجذام والحمق

____________________

(1) مكارم الأخلاق: 209.

٣٤

والجنون (1) .

وهنالك بعض التوصيات المتعلّقة في المباشرة.

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لا تتكلّم عند الجماع، فإنّه إن قضى بينكما ولد لا يؤمن أن يكون أخرس، ولا ينظرنَّ أحد في فرج امرأته، وليغض بصره عند الجماع، فإنّ النظر إلى الفرج يورث العمى في الولد) (2) .

وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (يكره أن يغشى الرجل المرأة وقد احتلم حتى يغتسل من احتلامه الذي رأى، فإن فعل ذلك فخرج الولد مجنوناً فلا يلومنَّ إلاّ نفسه) (3) .

وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لا تجامع امرأتك من قيام، فإنّ ذلك من فعل الحمير، وإن قضى بينكما ولد كان بوّالاً في الفراش..) (4) .

وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (لا تجامع امرأتك بشهوة امرأة غيرك، فإنّي أخشى إن قضي بينكما ولد أن يكون مخنّثاً، مؤنّثاً، مخبلاً) (5) .

ويُفهم من هذه الرواية الشريفة أن لا يتخيّل الرجل امرأة أُخرى في أثناء المباشرة.

وقال (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (إذا حملت امرأتك فلا تجامعها إلاّ وأنت على وضوء،

____________________

(1) الكافي 5: 498 | 1 باب الأوقات التي يكره فيها الباه. مكارم الأخلاق: 208 ـ 209.

(2) مكارم الأخلاق: 209.

(3) مكارم الأخلاق: 209.

(4) مكارم الأخلاق: 210.

(5) مكارم الأخلاق: 211.

٣٥

فإنّه إن قُضي بينكما ولد يكون أعمى القلب، بخيل اليد) (1) .

وفي كلِّ الأوقات يشجّع الإسلام على ذكر الله تعالى قبل المباشرة والتسمية عندها، إضافة إلى استخدام الأساليب المعمّقة لروابط الحب والودّ والرباط المقدّس، كالتقبيل والعناق ورقّة الكلمات وعذوبتها (2) .

2 ـ المحيط الأوّل للطفل:

رحم الأُم هو المحيط الأول الذي ينشأ به الإنسان، ولهذا المحيط تأثيراته الايجابية والسلبية على الجنين؛ لأنّه الإطار الذي يتحرك فيه، ويعتبر الجنين جزءاً من الأُم، تنعكس عليه جميع الظروف التي تعيشها الأُم، وقد أثبتت الدراسات العلمية تأثير الأُم على نمو الجنين الجسدي والنفسي، فالاضطراب والقلق والخوف والكبت وغير ذلك، يترك أثره في اضطراب الوليد عاطفياً (3) .

فالجنين يتأثّر بالأُم ومواصفاتها النفسية، وما يطرأ عليها في مرحلة الحمل من عوامل ايجابية أو سلبية، وإنّ (الاضطرابات العصبية للأُم توجّه ضربات قاسية إلى مواهب الجنين قبل تولّده، إلى درجة أنّها تحوّله إلى موجود عصبي لا أكثر، ومن هنا يجب أن نتوصّل إلى مدى أهميّة التفات الأُم في دور الحمل إلى الابتعاد عن الأفكار المقلقة، والهمّ والغمّ، والاحتفاظ بجو الهدوء والاستقرار) (4) .

____________________

(1) مكارم الأخلاق: 211.

(2) مكارم الأخلاق: 212.

(3) علم النفس التربوي، للدكتور فاخر عاقل: 46 ـ 47.

(4) الطفل بين الوراثة والتربية، لمحمد تقي فلسفي 1: 106 ـ دار التعارف 1381 هـ، عن كتاب نحن والأبناء 27.

٣٦

وشهور فترة الحمل تؤثّر في الثبات العاطفي للطفل إيجاباً أو سلباً (1) .

وقد أكدّ الإسلام على هذهِ الحقيقة قبل أن يكتشفها علماء النفس في يومنا هذا، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (الشقي مَن شقى في بطن أمّه، والسعيد مَن سعد في بطن أُمه) (2) .

والمقصود من الشقاء والسعادة في بطن الأُم، هو تلك الانعكاسات التي تطرأ على الجنين تأثّراً بالحالة الصحّية الجسدية والنفسية للأُم، فتولِّد فيه استعداداً للشقاء أو للسعادة، فبعض الأمراض الجسدية تؤثّر على الجنين فيولد مصاباً ببعضها وتلازمه الإصابة إلى الكبر فتكون مصدر الشقاء له، أو يكون سالماً من الأمراض فتكون السلامة ملازمة له، وكذلك الحالة النفسية والعاطفية، فالقلق أو الاطمئنان، والاضطراب أو الاستقرار، والخوف وعدمه، وغير ذلك يؤثّر في الجنين ويبقى ملازماً له ما لم يتوفّر له المحيط الاجتماعي المثالي لكي ينقذه من آثار الماضي، أو يبعده عن السلامة في صحّته الجسدية والنفسية، وفيما يلي الإجراءات الوقائية التي اتخذها الإسلام لإبعاد الجنين عن الظواهر السلبية المؤثّرة في نموه الجسدي والنفسي:

أ ـ الاهتمام بغذاء الأُم:

من الحقائق الثابتة أنّ صحّة الجنين الجسدية تتناسب طردياً مع صحة الأُم، ومن العوامل المؤثّرة في صحّة الأُم الغذاء، ونحن نلاحظ أنّ المجاعة في بعض البلدان كان لها تأثير واضح في صحّة الوليد، فالضعف

____________________

(1) مشاكل الآباء في تربية الأبناء، للدكتور سپوك: 263 ـ 1980 م ط3.

(2) بحار الأنوار، للمجلسي 3: 44 ـ مؤسّسة الوفاء 1403 هـ ط2.

٣٧

الجسدي والأمراض الجسدية والتشوّهات في الخلقة، ترجع أسبابها إلى المجاعة وسوء التغذية، والعكس صحيح.

لذا أوصى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل البيت (عليهم السلام) بالاهتمام بغذاء الحامل، وخصوصاً الغذاء الذي له تأثير على الصفات النفسية والروحية للجنين.

السفرجل:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (كلوا السفرجل فإنّه يجلو البصر وينبت المودّة في القلب، وأطعموه حبالاكم فإنّه يحسّن أولادكم) (1) .

اللبان:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (اطعموا نساءكم الحوامل اللبان، فانّه يزيد في عقل الصبي) (2) .

وقال الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام): (أطعموا حبالاكم اللبان، فإن يكن في بطنهنَّ غلام خرج ذكي القلب عالماً شجاعاً. وإن يكن جارية حسن خَلقها وخُلقها، وعظمت عجيزتها، وحظيت عند زوجه) (3) .

التمر:

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): (أطعموا المرأة في شهرها الذي تلد فيه التمر، فإنّ ولدها يكون حليماً نقياً) (4) .

____________________

(1) مكارم الأخلاق: 172.

(2) مكارم الأخلاق: 194.

(3) مكارم الأخلاق: 194.

(4) مكارم الأخلاق: 169.

٣٨

وقد وضع أهل البيت (عليهم السلام) جدولاً متكاملاً في أنواع الأغذية المفيدة في صحّة الجسم، كما ورد في كتاب الأطعمة والأشربة من الكافي ومكارم الأخلاق، كالرمّان والتين، والعنب، والزبيب، والبقول، والسلق، والفواكه الأُخرى، وكذلك اللحم والهريسة والخضروات.

إضافة إلى منعهم من الغذاء المضرّ على الصحّة الجسدية والنفسية، كالميتة والدم ولحم الخنزير والخمر، وكل ما ورد في القرآن الكريم والسنّة النبوية من الأطعمة والأشربة المحرّمة.

ب ـ الاهتمام بالصحّة النفسية للحامل:

اختيار المنزل الواسع:

قال الإمام الصادق (عليه السلام): (من السعادة سعة المنزل) (1) .

وقال (عليه السلام): (للمؤمن راحة في سعة المنزل) (2) .

أثر سعة المنزل على سعادة الإنسان من الحقائق الثابتة. والإسلام يشجّع على ذلك، فإذا كان المجتمع مجتمعاً إسلامياً، يتبنّى الإسلام منهاجاً له في الحياة، فسيكون للتكافل الاجتماعي دور في إشباع هذه الحاجة، وفي غير ذلك، وفي حالة عدم قدرة الرجل على شراء أو إيجار المنزل الواسع، فيمكنه أن يطمئن المرأة الزوجة على العمل، وبذل الجهد من أجل الحصول عليه ويؤمّلها بذلك، أو تشجيعها على الصبر الجميل، وما أعدّه الله تعالى لهما من الثواب والحسنات على ما يعانونه من فقر،

____________________

(1) مكارم الأخلاق 125.

(2) مكارم الأخلاق: 131.

٣٩

فإنّ ذلك يجعلها مطمئنة ومرتاحة البال وإن كان المنزل ضيّقاً.

توفير المستلزمات الضرورية للمرأة:

عن عبد الله بن عطا قال: دخلت على أبي جعفر (عليه السلام) فرأيت في منزله نضداً ووسائد وأنماطاً ومرافق، فقلت ما هذا؟ قال: (متاع المرأة) (1) .

فالمستلزمات التي تحتاجها المرأة في المنزل ضرورية، كالوسائد والمتّكآت ومفارش الصوف الملوّنة، إضافة إلى الملابس الجميلة وبعض الأثاث المنزلية تؤثّر في راحتها وسعادتها، فمن الضروري توفيرها لها حسب القدرة والإمكانيات، وفي حالة عدم القدرة عليها جميعاً أو على بعضها، فيمكن للرجل إقناعها بما أعدّه الله تعالى لها من النعيم في الدار الآخرة، إضافة إلى زرع الأمل في نفسها بتحسين أوضاعها وإشباع حاجاتها.

حسن التعامل مع المرأة:

حسن التعامل مع المرأة، وخصوصاً الحامل، يجعلها تعيش حياة سعيدة مليئة بالارتياح والاطمئنان والاستقرار النفسي والروحي، فلا يبقى للقلق والاضطراب النفسي موضعاً في قلبها وروحها.

قال الإمام زين العابدين (عليه السلام): (وأمّا حقّ رعيّتك بملك النكاح، فأنْ تعلم أنّ الله جعلها سكناً ومستراحاً وأُنساً وواقية، وكذلك كلّ واحد منكما يجب أن يحمد الله على صاحبه، ويعلم أنّ ذلك نعمة منه عليه، ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ويكرمها ويرفق بها، فإنّ لها حق الرحمة

____________________

(1) مكارم الأخلاق: 131.

٤٠