الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين0%

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين مؤلف:
الناشر: المؤلف
تصنيف: الإمام علي بن الحسين عليه السلام
الصفحات: 413

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد زهير الأعرجي
الناشر: المؤلف
تصنيف: الصفحات: 413
المشاهدات: 242003
تحميل: 13335

توضيحات:

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 242003 / تحميل: 13335
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

مؤلف:
الناشر: المؤلف
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

عَلَى اللّهِ ) (١) ، وفي الحكاية عن النبي محمد (ص : (( قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِيَ إِلّا عَلَى اللّهِ ) )(٢) ، وقوله : (( قُل لاَأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلّا ذِكْرَى‏ لِلْعَالَمِينَ ) )(٣) . وطلب المال لا تتحمله طباع الناس : (( أَمْ تَسْأَلُهُمْ أَجْراً فَهُم مِن مَغْرَمٍ مُثْقَلُونَ ) (٤) ،  ( أَمْ تَسْأَلُهُمْ خَرْجاً فَخَرَاجُ رَبّكَ خَيْرٌ وَهُوَ خَيْرُ الرّازِقِينَ ) (٥) .

ولكن المقصود من المودة في القربى هو موالاة آل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو من سنخ الدعوة الإلهية وهذا المطلب يليق بمقام النبوة ، والدعوة إليه والتعريف به ويكون طلب الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من الأمة مودة آله الأقربين وهم أئمة الهدى الاثنا عشرعليه‌السلام وفاطمة الزهراءعليه‌السلام ، تحنناً منهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليهم لأنه يعود في النهاية على نفعهم ومصلحتهم .

٦ ـ في تفسير قوله تعالى : (( وَالّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقّ مَعْلُومٌ * لِلسّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) (٦) ، قال)ع) : ( الحق المعلوم الشيء الذي يخرجه من ماله

ــــــــــــــــ

(١) سورة يونس : الآية ٧٢ .

(٢) سورة سبأ : الآية ٤٧ .

(٣) سورة الأنعام : الآية ٩٠ .

(٤) سورة القلم : الآية ٤٦ .

(٥) سورة المؤمنون : الآية ٧٢ .

(٦) سورة المعارج : الآية ٢٤ ـ ٢٥ .

١٦١

ليس من الزكاة والصدقة المفروضتين يصل به رحماً ، ويقوي به ضعيفاً ويحمل له كلّ(١) ، أو يصل أخاً في الله ، أو لنائبة تنويه ) (

أقول : السائل هو الفقير الذي يسأل ، والمحروم : الفقير الذي يتعفف ولا يسأل وسياق الآيات القرآنية الواردة في الزكاة تؤيد هذه الرواية فان للزكاة موارد مسماة لمستحقيها في آية الصدقة : (( إِنّمَا الصّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللّهِ ) )(٣) ، والآية ليست مختصة بالسائل والمحروم .

٧ ـ في تفسير قوله تعالى :( فَاصْفَحِ الصّفْحَ الْجَمِيلَ ) )(٤) : هو العفو من غير عتاب )(٥)

٨ ـ في تفسير قوله تعالى : (( وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُوْلِي الْأَلْبَابِ لَعَلّكُمْ تَتّقُونَ ) )(٦) : ولكم ) يا أمة محمد ( في القصاص حياةٌ ) لأن من همّ بالقتل فعرف أنه يقتصّ منه ، فكفّ لذلك من القتل ، كان حياة للذي همّ بقتله ، وحياة لهذا الجاني الذي أراد أن يقتل ، وحياة لغيرهما

ــــــــــــــــ

(١) الكلّ ( بالفتح ) : الثقل ، والعيال .

(٢) وسائل الشيعة ج ٦ ص ٦٩ .

(٣) سورة التوبة : الآية ٦٠ .

(٤) سورة الحجر : الآية ٨٥ .

(٥) وسائل الشيعة ج ٥ ص ٥١٩ .

(٦) سورة البقرة : الآية ١٧٩ .

١٦٢

من الناس : إذا علموا أن القصاص واجب ، ولا يجسرون على القتل مخافة القصاص ( يا أولي الألباب ) اولي العقول( لعلّكم تتّقون ) (١)

٩ ـ في قوله تعالى :( وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى‏ يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) (٢) ، قالعليه‌السلام : ( البرزخ هو القبر والله ان القبر لروضة من رياض الجنة أو حفرة من النار )(٣)

١٠ ـ في قوله تعالى :( الله الصّمد ) (٤) : ( الصمد الذي لا شريك له ، ولا يؤوده حفظ شيء ، ولا يعزب عنه شيء ، ولا يعزب عنه شيء ، والذي لا جوف له والذي لا يأكل ولا يشرب ، والذي لا ينام ، والذي لم يزل ولا يزال )(٥)

١١ ـ قيل لعلي بن الحسينعليه‌السلام : يا ابن رسول الله كيف يعاتب الله هؤلاء الأخلاف [ عرب قريش ] على قبائح أسلافهم وهو سبحانه يقول :( وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) (٦)  فقال )ع) : ( ان القرآن نزل بلغة العرب ، فهو يخاطب أهل اللسان بلغتهم فإنك ترى الرجل التميمي يقول : أغرنا على قوم كذا وإنما غار عليهم أسلافه .

ــــــــــــــــ

(١) الإحتجاج للطبرسي ص ٣١٩ .

(٢) سورة المؤمنون : الآية ١٠٠

(٣) الخصال للصدوق ج ١ ص ٥٩ .

(٤) سورة الإخلاص : الآية ٢ .

(٥) الوافي ج ١ ص ٨١ .

(٦) سورة الأنعام : الآية ١٦٤ .

١٦٣

ويقول العربي : نحن فعلنا ببني فلان كذا ، ونحن سبينا آل فلان ، ونحن خربنا البلد الكذائي ، ولا يريد أنهم باشروا ذلك بأنفسهم ، وإنما يريد هؤلاء بالإفتخار أن قومهم فعلوا كذا وهكذا قول الله عزّ وجلّ في هذه الآيات انما هو توبيخ لإسلافهم وتوبيخ عذل لهؤلاء الموجودين لأن هؤلاء الأخلاف رضوا بفعل أسلافهم ومصوبون لهم ، فجاز أن يقول أنتم فعلتم كذا ، أي انكم رضيتم بقبيح أفعالهم )(١)

ب ـ الحديث الشريف :

وكان غاية العلم في القرون الهجرية الأولى هو نقل الرواية الصحيحة عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم باسانيدها الصحيحة في وقت كثر فيه الكذب على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكان زين العابدينعليه‌السلام يروي الحديث النبوي مسنداً عن أبيه الحسينعليه‌السلام عن علي بن أبي طالبعليه‌السلام عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فكان نقل الحديث النبوي الصحيح له قيمة عظمى في حفظ الدين ، لأن السنّة النبوية الشريفة تعدّ المصدر الثاني للشريعة بعد القرآن الكريم فحفظ القرآن الكريم بالوعد الإلهي : (( إِنّا نَحْنُ نَزّلْنَا الذّكْرَ وَإِنّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) )(٢) ، وحفظت السنّة النبوية بأئمة أهل البيتعليه‌السلام وتقانيهم في صيانتها عن التحريف .

ــــــــــــــــ

(١) الاحتجاج للطبرسي ص ١٧٠ .

(٢) سورة الحجر : الآية ٩ .

١٦٤

فكان الدرس العلمي للإمام زين العابدينعليه‌السلام ينعقد في مسجد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالمدينة ، يطرح فيها أحاديث شريفة يرفعها إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بسند متصل صحيح وكان يذكر أقوال أمير المؤمنينعليه‌السلام بسند صحيح ومن المسلّم به عند الطائفة أن أمير المؤمنين عليعليه‌السلام كان لا يقول شيئاً إلا واقتبسه أو نقله عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وبالنتيجة فان درس الإمام زين العابدينعليه‌السلام كان علماً نابعاً من منابع الإسلام الأصيلة .

أولاً : ما رواه عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

وهذه روايات رواها الإمامعليه‌السلام بسند صحيح متصل برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

١ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( والذي نفسي بيده ما جمع شيء إلى شيء أفضل من حلم إلى علم )(١) .

٢ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وعن شبابه فيما أبلاه ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت )(٢) .

ــــــــــــــــ

(١) الخصال ص ٥ .

(٢) الخصال ص ٢٣١ .

١٦٥

٣ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( ما يوضع في ميزان امريء يوم القيامة أفضل من حسن الخلق )(١)

٤ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في آخر خطبته : ( طوبى لمن طاب خلقه ، وطهرت سجيته ، وصلحت سريرته ، وحسنت علانيته ، وأنفق الفضل من ماله ، وأمسك الفضل من قوله ، وأنصف الناس من نفسه )(٢)

٥ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( من أحب السبل إلى الله عزّ وجلّ جرعتان : جرعة غيظ تردها بحلم ، وجرعة مصيبة تردها بصبر )(٣)

٦ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( ان الله عزّ وجلّ خلق العقل من نور مخزون مكنون ، في سابق علمه الذي لم يطلع عليه نبي مرسل ، ولا ملك مقرب ، فجعل العلم نفسه ، والفهم روحه ، والزهد رأسه ، والحياء عينه ، والحكمة لسانه ، والرأفة همه ، والرحمة قلبه ، ثم حشاه وقواه بعشرة أشياء : باليقين ، والإيمان ، والصدق ، والسكينة ، والإخلاص ، والرفق ، والعطية ، والقنوع ، والتسليم ، والشكر ثم قال له عزّ وجلّ : أدبر فأدبر ثم قال له : أقبل فأقبل ثم قال له : تكلم ، فقال : الحمد لله الذي ليس له سند ولا ند ، ولا شبيه ولا كفو ، ولا عديل ولا مثيل ، كلّ شيءٍ لعظمته خاضع ذليل فقال الله تبارك

ــــــــــــــــ

(١) أصول الكافي ج ٢ ص ٩٩ .

(٢) أصول الكافي ج ٢ ص ١٥٦ .

(٣) أصول الكافي ج ٢ ص ٩٩ .

١٦٦

وتعالى : وعزتي وجلالي ما خلقت خلقاً أحسن منك ، ولا أطوع لي منك ، ولا أرفع منك ، ولا أشرف منك ، ولا أعزّ منك بك أواحد ، وبك أعطي ، وبك أوحد ، وبك أعبد ، وبك ادعى ، وبك أرتجى ، وبك أبتغى ، وبك أخاف ، وبك أحذر ، وبك الثواب وبك العقاب )(١)

٧ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعينه )(٢)

٨ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( انتظار الفرج عبادة ، وأن من رضي بالقليل من الرزق رضي الله منه القليل من العمل )(٣)

٩ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لا يتوارث أهل ملتين ، ولا يرث مسلم كافراً ، ولا كافر مسلماً )(٤) وقرأعليه‌السلام : ( )(٥)

١٠ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( ستة لعنهم الله وكل نبي مجاب : الزائد في كتاب الله ، والمكذب بقدر الله ، والتارك لسنتي ، والمستحل من

ــــــــــــــــ

(١) الخصال ص ٣٩٦ ـ ٣٩٧ .

(٢) المعرفة والتاريخ ج ١ ص ٣٦٠ .

(٣) الفصول المهمة لابن الصباغ ص ١٨٨ .

(٤) الجامع المختصر لابن الساعي ج ٩ ص ٨٧ .

(٥) سورة الأنفال : الآية ٧٣ .

١٦٧

عترتي ما حرم الله ، والمتسلط بالجبروت ليذلّ من أعزه الله ، ويعزّ من أذله الله ، والمستأثر بفيء المسلمين المستحل له )(١)

١١ ـ حدثني أبي أن جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : ( أعبد الناس من أقام الفرائض ، وأسخى الناس من أدى الزكاة ، وأزهد الناس من اجتنب المحارم ، وأتقى الناس من قال بالحق في ما له وعليه ، وأعدل الناس من رضى للناس بما يرضى لنفسه ، وكره لهم ما كره لنفسه ، وأكيس الناس من كان أشد ذكراً للموت ، وأغبط الناس من كان تحت التراب قد أمن العقاب ويرجو الثواب ، وأعقل الناس من يتعظ بتغير الدنيا من حال إلى حال ، وأعظم الناس في الدنيا خطراً من لم يجعل للدنيا خطراً ، وأعلم الناس من جمع علم الناس إلى علمه ، وأشجع الناس من غلب هواه ، وأكثر الناس قيمة أكثرهم علماً ، وأقل الناس لذة الحسود ، وأقل الناس راحة البخيل ، وأبخل الناس من بخل بما افترض الله عليه ، وأولى الناس بالحق أعلمهم ، وأقلّ الناس حرمة الفاسق ، وأقلّ الناس وفاءً الملوك ، وأقلّ الناس صديقاً الملوك ، وأفقر الناس الطمّاع ، وأغنى الناس من لم يكن للحرص أسيراً ، وأفضل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً ، وأكثر الناس(٢) أتقاهم ، وأعظم الناس حذراً من ترك ما لا يعنيه ، وأورع الناس من ترك المراء وإن كان محقاً ، وأقل

ــــــــــــــــ

(١) الخصال ص ٣٠٨ .

(٢) كلمة ساقطة في المتن ، ولعلها وأكثر الناس إيماناً أتقاهم .

١٦٨

الناس مروءة من كان كاذباً ، وأشقى الناس الملوك ، وأمقت الناس المتكبر ، وأشد الناس اجتهاداً من ترك الذنوب ، وأحلم الناس من فرّ من جهال الناس ، وأسعد الناس من حالف كرام الناس ، وأعقل الناس أشدهم مداراة للناس ، وأولى الناس بالتهمة من جالس أهل التهمة ، وأعتى الناس من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه ، وأولى الناس بالعفو أقدرهم على العقوبة ، وأحق الناس بالذنب السفيه ، وأذلّ الناس من أهان الناس ، وأحزم الناس أكظمهم للغيظ ، وأصلح الناس أصلحهم للناس ، وخير الناس من انتفع به الناس )(١)

١٢ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( ما زلت أنا ومن كان قبلي من النبيين مبتلين بمن يؤذينا ، ولو كان المؤمن على رأس جبل لقيض الله عزّ وجلّ من يؤذيه ليؤجره على ذلك )(٢)

١٣ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( رأس العقل بعد الإيمان بالله عزّ وجلّ التحبب إلى الناس )(٣)

١٤ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إن أحب الأعمال إلى الله تعالى إدخال السرور على المؤمن )(٤)

ــــــــــــــــ

(١) الغايات لأبن بابويه القمي .

(٢) وسائل الشيعة ج ٥ ص ٤٨٦ .

(٣) الخصال ص ١٧ .

(٤) مصادقة الأخوان للشيخ الصدوق .

١٦٩

١٥ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( كفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، وأن يؤذي جليسه بما لا يعنيه )(١)

١٦ ـ أتى رجل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال له : ما بقي من الشر شيء إلا عملته ، فهل من توبة ؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( هل بقي من والديك أحد ؟ ) قال : نعم قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( فبره ، فلعله أن يغفر لك ) فولى الرجل فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( لو كانت أمه ((٢) .

١٧ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( إن المؤمن ليشبع من الطعام فيحمد الله فيعطيه الله من الأجر ما يعطي الصائم القائم ، إن الله يحب الشاكرين )(٣)

١٨ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( الإيمان أقرار باللسان ، ومعرفة باللقلب ، وعمل بالأركان )(٤)

١٩ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( الإيمان قولٌ وعمل )(٥)

٢٠ ـ روىعليه‌السلام بسنده عن آبائهعليه‌السلام أن المسلمين قالوا لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : لو أكرهت يا رسول الله من قدرت عليه من الناس على الإسلام لكثر عددنا وقوينا على عدونا ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( ما

ــــــــــــــــ

(١) أصول الكافي ج ٢ ص ٤٦ .

(٢) الدعوات للقطب الراوندي ص ٤٧ .

(٣) ربيع الأبرار ج ٤ ص ٣٢٨ .

(٤) الخصال ص ١٦٥ .

(٥) الخصال ص ٥٣ .

١٧٠

كنت لألقى الله عزّ وجلّ ببدعة لم يحدث إلي فيها شيء ، وما أنا من المتكلفين ) فأنزل الله تبارك وتعالى يا محمد : (( وَلَوْ شَاءَ رَبّكَ لَآمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلّهُمْ جَميعاً أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النّاسَ حَتّى‏ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ) ((١) ... )(٢) .

٢١ ـ قالعليه‌السلام : حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسينعليه‌السلام ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالبعليه‌السلام قال : سمعت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : ( قال الله عزّ وجلّ : إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدوني ، فمن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله باخلاص باخلاص دخل في حصني ، ومن دخل في حصني أمن من عذابي )(٣)

٢٢ ـ قال رسول اللهر : ( حبي وحب أهل بيتي نافع في سبعة مواطن أهوالهن عظيمة : عند الوفاة ، وفي القبر ، وعند النشور ، وعند الكتاب ، وعند الحساب ، وعند الميزان ، وعند الصراط )(٤)

٢٣ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( قال الله عزّ وجلّ : علي بن أبي طالب حجتي على خلقي ، ونوري في بلادي ، وأميني على علمي ) .

٢٤ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( خلقت أنا و علي من نور واحد )(٥)

ــــــــــــــــ

(١) سورة يونس : الآية ٩٩ .

(٢) التوحيد للصدوق ص ٣٤٢ .

(٣) التوحيد ص ٢٥ .

(٤) الخصال ص ٣٣٠ .

(٥) الخصال ص ٣١ .

١٧١

٢٥ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( يا علي أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأنك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك ، فمن أقر بذلك وكان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له ) .

٢٦ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( هبط عليّ جبرئيل فقال : إن الله يقرئك السلام ويقول : حرمت النار على صلب أنزلك ، وبطن حملك ، وحجر كفلك )(١) والصلب الذي أنزله هو عبدالله ، والبطن التي حملته هي آمنة بنت وهب ، والحجر الذي كفله هو أبو طالب وفاطمة بنت أسد .

٢٧ ـ دخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على نفر من أهله ، فقال : ( ألا أحدثكم بما يكون خيراً من الدنيا والآخرة لكم ، وإذا كربتم أو غممتم دعوتم الله عزّ وجلّ ففرج عنكم قالوا : بلى يا رسول الله قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قولوا : ( الله ، الله ، الله ، ربنا لا نشرك به شيئاً ثم ادعوا ما بدا لكم )(٢)

٢٨ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخاطب أمير المؤمنين عليعليه‌السلام : ( الجنة تشتاق إليك ، وإلى عمار ، وإلى سلمان ، وأبي ذر ، والمقداد )(٣)

ــــــــــــــــ

(١) التعظيم والمنّة ص ٣٢ .

(٢) دعوات القطب الراوندي ص ٢٠ .

(٣) الخصال ص ٢٧٥ .

١٧٢

٢٩ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( علي بن أبي طالب خليفة الله وخليفتي ، وحجة الله وحجتي ، وصفي الله وصفيي ، وحبيب الله وحبيبي ، وخليل الله وخليلي ، وسيف الله وسيفي ، وهو أخي وصاحبي ووزيري ، محبّه محبّي ، ومبغضه مبغضي ، ووليه وليي ، وعدوه عدوي ، وزوجته ابنتي ، وولده ولدي ، وحربه حربي ، وقوله قولي ، وأمره أمري ، وهو سيد الوصيين ، وخير أمتي )(١)

٣٠ ـ قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لأصحابه : ( أن الله قد فرض عليكم طاعتي ، ونهاكم عن معصيته ، وهو وصيي ، ووارثي ، وهو مني وأنا منه ، حبه إيمان وبغضه كفر ((٢) .

ثانياً : ما رواه عن الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام

وهذه روايات رواها الإمامعليه‌السلام بسند صحيح عن أمير المؤمنينعليه‌السلام ولاشك ان علي بن أبي طالبعليه‌السلام كان يستلهم علمه من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فيرجع الأمر الى نفس المنبع الالهي .

١ ـ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( إن الله تبارك وتعالى أخفى أربعة في أربعة : أخفى رضاه في طاعته ، فلا تستصغرن شيئاً من طاعته فربما

ــــــــــــــــ

(١) روضات الحنات ج ٦ ص ١٨٣ ـ ١٨٤ .

(٢) ينابيع المودة القندوزي باب ٤١ .

١٧٣

وافق رضاه وأنت لا تعلم وأخفى سخطه في معصيته ، فلا تستصغرن شيئاً من معصيته فربما وافق سخطه وأنت لا تعلم وأخفى إجابته في دعوته ، فلا تستصغرن شيئاً من دعائه فرمبا وافق إجابته وأنت لا تعلم وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبداً من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم )(١)

٢ ـ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( الأعمال على ثلاثة أحوال : فرائض ، وفضائل ، ومعاصٍ فأما الفرائض فبأمر الله ، وبرضى الله ، وبقضاء الله وتقديره ومشيئته وعلمه عزّ وجلّ [ وأما الفضائل ](٢) ، وأما المعاصي فليست بأمر الله ، ولكن بقضاء الله ، وتقدير الله وبمشيئته وعلمه ، ثم يعاقب عليها )(٣)

٣ ـ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( إنما الدهر ثلاثة أيام أنت في ما بينهن : مضى أمس بما فيه فلا يرجع أبداً ، فإن كنت عملت فيه خيراً لم تحزن لذهابه ، وفرحت بما استقبلته منه ، وإن كنت قد فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه ، وفرحت بما استقبلته منه ، وإن كنت قد فرطت فيه فحسرتك شديدة لذهابه ، وتفريطك فيه وأنت في يومك الذي أصبحت فيه من غد في غرة ، ولا تدري لعلك لا تبلغه ، وأن بلغته لعل حظك فيه في

ــــــــــــــــ

(١) الخصال ص ١٩١ .

(٢) محذوقة في متن الرواية .

(٣) الخصال ص ١٥٦ .

١٧٤

التفريط مثل حظك في الأمس الماضي عنك ، فيوم من الثلاثة قد مضى أنت فيه مفرط .

ويوم تنتظره لست منه على يقين من ترك التفريط ، وإنما هو يومك الذي أصبحت فيه ، وقد ينبغي لك إن عقلت وفكرت في ما فرطت في الأمس الماضي مما فاتك فيه من حسنات ألا تكون اكتسبتها ، ومن سيئات ألا تكون ابتعدت عنها .

وأنت مع هذا مع استقبال غدٍ على غير ثقة من أن تبلغه وعلى غير يقين من اكتساب حسنة أو مرتدع عن سيئة محبطة ، فأنت في يومك الذي تستقبل على مثل يومك الذي استدبرت فاعمل عمل رجل ليس يأمل من الأيام إلا يومه الذي أصبح فيه وليلته ، فاعمل أو دع ، والله المعين على ذلك )(١)

٤ ـ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( اللهم منّ عليّ بالتوكل عليك ، والتفويض إليك ، والرضا بقدرك ، والتسليم لأمرك ، حتى لا أحب تعجيل ما أخرت ، ولا تأخير ما عجلّت يا رب العالمين ) (

٥ ـ قال أمير المؤمنين في قصة تروى : ( من اعتدل يوماه فهو مغبون ، ومن كثرت همومّه في الدنيا كثرت حسرته عند فراقها ، ومن كان غده شراً من يومه فمحروم ، ومن لم يبال بما يرى في آخرته إذا

ــــــــــــــــ

(١) أصول الكافي ج ٢ ص ٤٥٣ .

(٢) أصول الكافي ج ٢ ص ٤٥٣ .

١٧٥

سلمت له دنياه فهو هالك ، ومن لم يتعاهد النقص من نفسه غلب عليه الهوى ، ومن كان في نقص فالموت خير له إن الدنيا حقيرة ولها أهل ، وإن الآخرة لها أهل ، طلقت أنفسهم عن مناصرة أهل الدنيا ، لا يتنافسون في الدنيا ، ولا يفرحون بغضارتها ، ولا يحزنون لبؤسها من خاف البيات قلّ نومه ، وما أسرع الليالي والأيام في عمر العبد ، فأخزن كلامك ، وعدّ أيامك ، ولا تقل إلا بخير ، إرض للناس ما ترضى لنفسك ، وأت إلى الناس ما تحب أن يؤتى إليك )(١) .

٦ ـ سأل زيد بن صوحان الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام :

أيّ سلطان أغلب وأقوى ؟ فأجاب الإمامعليه‌السلام : ( الهوى ( .

أي ذلّ أذلّ ؟ فأجابعليه‌السلام : ( الحرص على الدنيا ( .

أي فقر أشد ؟ فأجابعليه‌السلام : ( الكفر بعد الإيمان ( .

أي دعوة أضلّ ؟ فأجابعليه‌السلام : ( الداعي بما لا يكون ( .

أي عمل أفضل ؟ فأجابعليه‌السلام : ( التقوى ( .

أي عمل أنجح ؟ فأجابعليه‌السلام : ( طلب ما عند الله ( .

أي صاحب أشر ؟ فأجابعليه‌السلام : ( المزين لك معصية الله ( .

أي الخلق أشقى ؟ فأجابعليه‌السلام : ( من باع دينه بدنيا غيره ( .

أي الخلق أقوى ؟ فأجابعليه‌السلام : ( الحكيم ( .

ــــــــــــــــ

(١) أمالي الطوسي ص ٢٧٧ .

١٧٦

أي الخلق أشح ؟ فأجابعليه‌السلام : ( من أخذ من غير حلّه ، فجعله في غير حقه ( .

أي الناس أكيس ؟ فأجابعليه‌السلام : ( من أبصر رشده من غيّه ( .

من أحلم الناس ؟ فأجابعليه‌السلام : ( الذي لا يغضب ( .

أي الناس أثبت رأياً ؟ فأجابعليه‌السلام : ( من لم يغيره الناس من نفسه ، ولم تغيره الدنيا بشقوتها ( .

أي الناس أحمق ؟ فأجابعليه‌السلام : ( المغتر بالدنيا ، وهو يرى ما فيها من تقلب أحوالها ( .

أي الناس أشد حسرة ؟ فأجابعليه‌السلام : ( الذي حرم الدنيا والآخرة ، ذلك هو الخسران المبين ( .

أي الخلق أعمى ؟ فأجابعليه‌السلام : ( الذي عمل لغير الله تعالى ، ويطلب بعمله الثواب من عند الله ( .

أي القنوع أفضل ؟ فأجابعليه‌السلام : ( القانع بما أعطاه ( .

أي المصائب أشد ؟ فأجابعليه‌السلام : ( المصيبة بالدين ( .

أي الأعمال أحب إلى الله ؟ فأجابعليه‌السلام : ( انتظار الفرج ( .

أي الناس خير عند الله ؟ فأجابعليه‌السلام : ( أخوفهم له ، واعملهم بالتقوى ، وأزهدهم في الدنيا ( .

أي الكلام أفضل عند الله ؟ فأجابعليه‌السلام : ( كثرة ذكره ، والتضرع [ له ] ، ودعاؤه ( .

١٧٧

أي القول أصدق ؟ فأجابعليه‌السلام : ( شهادة أن لا إله إلا الله ( .

أي الأعمال أعظم عند الله ؟ فأجابعليه‌السلام : ( التسليم والورع ( .

أي الناس أكرم ؟ فأجابعليه‌السلام : ( من صدق في المواطن )(١)

٧ ـ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( إن الله عزّ وجلّ خلق خلقاً ، وضيّق الدنيا عليهم نظراً لهم ، فزهدهم فيها وفي حطامها ، فرغبوا في دار السلام الذي دعاهم أليه ، وصبروا على ضيق المعيشة ، وصبروا على المكروه ، واشتاقوا إلى ما عند الله من الكرامة وبذلوا أنفسهم ابتغاء رضوان الله ، وكان خاتمة أعمالهم الشهادة ولقوا الله وهو عنهم راض ، وعلموا أن الموت سبيل لمن مضى وبقي ، فتزودوا لآخرتهم غير الذهب والفضة ، ولبسوا الخشن ، وصبروا على أدنى القوت ، وقدموا الفضل ، وأحبوا في الله ، وابغضوا في الله عزّ وجلّ ، أولئك المصابيح وأهل النعيم في الآخرة )(٢)

٨ ـ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( أيها الناس أتدرون من يتبع الرجل بعد موته ؟ ) فسكتوا فقالعليه‌السلام : ( يتبعه الولد يتركه فيدعو له بعد موته ويستغفر له وتتبعه الصدقة يوقفها في حياته فيتبعه أجرها بعد موته وتتبعه السنّة الصالحة يعمل بها بعدة فيتبعه أجرها ، وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيء ( .

ــــــــــــــــ

(١) أمالي الطوسي ص ٢٧٧ .

(٢) المصدر السابق .

١٧٨

٩ ـ وهذه خطبة رواها الإمام زين العابدينعليه‌السلام وهي من خطب الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام

( إن الحمد لله ، أحمده وأستعينه وأستهديه ، وأعوذ بالله من الضلالة ، من يهد الله فلا مضلّ له ، ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمداً عبده ورسوله ، انتجبه لأمره ، واختصه بالنبوة ، أكرم خلقه ، وأحبهم إليه ، فبلّغ رسالة ربه ، ونصح لأمته ، وأدى الذي عليه .

أوصيكم بتقوى الله ، فإن تقوى الله خير ما تواصى به عباد الله ، وأقربه لرضوان الله ، وخيره في عواقب الأمور عند الله ، وبتقوى الله أمرتم ، وللاحسان والطاعة خلقتم فاحذروا من الله ما حذّركم من نفسه ، فإنه حذّر بأساً شديداً .

واخشوا الله خشية ليست بتعذير ، واعملوا في غير رياء ولا سمعة ، فإن من عمل لغير الله ، وكله الله إلى ما عمل له ومن عمل لله مخلصاً تولى الله أجره واشفقوا من عذاب الله فإنه لم يخلقكم عبثاً ، ولم يترك شيئاً من أمركم سدى ، قد سمى آثاركم ، وعلم أعمالكم ، وكتب آجالكم فلا تغروا بالدنيا فإنها غرارة بأهلها ، مغرورون من اغتروا بها ، وإلى فناء ما هي وإن الآخرة هي دار الحيوان لو كانوا

١٧٩

يعلمون ، اسأل الله منازل الشهداء ، ومرافقة الأنبياء ، ومعيشة السعداء ، فإنما نحن له وبه )(١)

١٠ ـ قال أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( النوم على أربعة أوجه : الأنبياء تنام على أقفيتها مستلقية ، وأعينها لا تنام ، متوقعة وحي الله تعالى والمؤمن ينام على يمينه مستقبل القبلة والملوك وأبناؤها تنام على شمائلها ليستمرؤا ما يأكلون وإبليس وإخوانه وكل مجنون وذو عاهة ينام على وجهه منبطحاً )(٢)

أقول : نقل المحدث النوري أحاديث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمةعليه‌السلام تذكر النوم مستقبل القبلة كهيئة الميت عند وضعه في القبر ، واضعاً يده اليمنى تحت خده الأيمن(٣)

ج ـ فقه العبادات :

والناس زمن الإمام زين العابدينعليه‌السلام كانت بحاجة إلى معرفة أحكام عباداتها وعقائدها ، بسبب كثرة الإدعاءات ونسبة الأحاديث المزورة إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فتصدى الإمام السجادعليه‌السلام لشرحها وتفصيلها ولو أخذنا حديث الصوم الذي قالهعليه‌السلام لجماعة

ــــــــــــــــ

(١) وقعة صفين ص ١٣ .

(٢) الخصال للصدوق ج ١ ص ١٢٥ .

(٣) دار السلام للنوري ج ٢ ص ٣٣ .

١٨٠