الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين0%

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين مؤلف:
الناشر: المؤلف
تصنيف: الإمام علي بن الحسين عليه السلام
الصفحات: 413

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد زهير الأعرجي
الناشر: المؤلف
تصنيف: الصفحات: 413
المشاهدات: 241957
تحميل: 13335

توضيحات:

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 241957 / تحميل: 13335
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

مؤلف:
الناشر: المؤلف
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ثم يقبل عليهم ويقول : ( قد عفوت عنكم ، فهل عفوتم عني ؟ ومما كان مني من سوء ملكة ، فإني مليك سوء لئيم ظالم ، مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل ) وإذا كان يوم عيد الفطر أجازهم جائزة سنية تصونهم ، وتغنيهم عما في أيدي الناس(١)

صور من دعائه في شهر رمضان :

وكان من أدب السجادعليه‌السلام مع ربه ، التهيؤ والتعبؤ لإحياء شهر رمضان الذي باركه الله تعالى بنزول القرآن فما ان حلّ الشهر الشريف حتى تهيأ الإمامعليه‌السلام لإحيائه عبر الصلاة والصيام والتوسل إلى الله تعالى والتذلل ، من خلال أدعيته التي أطبقت الآفاق شهرةً :

١ ـ عند رؤيته الهلال : ( سبحانه ما أعجب ما دبّر في أمرك ، وألطف ما صنع في شأنك ، جعلك مفتاح شهرٍ حادثٍ لأمرٍ حادثٍ ، فاسأل الله ربي وربك وخالقي وخالقك ومقّدري ومقّدرك ومصّوري ومصّورك أن يصلي على محمدٍ وآله ، وأن يجعلك هلال بركة لا تقمحها الأيام ، وطهارة لا تدنّسها الأثام ، هلال أمن من الآفات ، وسلامة من السيئات )(٢)

ــــــــــــــــ

(١) بحار الأنوار ج ٤٦ ص ١٠٣ ـ ١٠٥ .

(٢) الصحيفة السجادية ص ١٧٩ .

٢٢١

٢ ـ معرفة فضل شهر الصيام : ( اللهم صلّ على محمدٍ وآله ، وألهمنا معرفة فضله ، وإجلال حرمته والتحفّظ مما حظرت فيه ، وأعنّا على صيامه بكفّ الجوارح عن معاصيك ، واستعمالها فيه بما يرضيك حتى لا تصغي بأسماعنا إلى لغو ، ولا نسرع بأبصارنا إلى لهو ، وحتى لا نبسط أيدينا إلى محظور ، ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور ، وحتى لا تعي يطوننا إلا ما أحللت ، ولا تنطق ألسنتنا إلا بما مثّلث ، ولا نتكلف إلا ما يدني من ثوابك ، ولا نتعاطى إلا الذي بقي من عقابك ، ثم خلّص ذلك كلّه من رئاء المرائين ، وسمعة المستمعين ، لا نشرك فيه أحداً دونك ، ولا نبتغي فيه مراداً سواك )(١)

٣ ـ معرفة الصلاة وآثارها : ( اللهم صلّ على محمدٍ وآله ، وقفنا فيه على مواقيت الصلوات الخمس بحدودها التي حددّت ، وفروضها التي فرضت ، ووظائفها التي وظّفت ، وأوقاتها التي وقّتّ ، وأنزلنا فيها منزلة المصيبين لمنازلها ، الحافظين لأركانها ، المؤدّين لها في أوقاتها ، على ما سنّه عبدك ورسولك صلواتك عليه وآله في ركوعها وسجودها ، وجميع فواضلها على أتم الطهور وأسبغه وأبين الخشوع وأبلغه ، ووفّقنا فيه لأن نصل أرحامنا بالبرّ والصلة وأن نتعاهد جيراننا بالأفضال والعطية ، وأن نخلّص أموالنا من التبعات ، وأن نطهّرنا بإخراج الزكوات ، وأن نراجع من هاجرنا ، وأن ننصف من

ــــــــــــــــ

(١) الصحيفة السجادية ـ الدعاء الرابع والأربعون ص ١٨١ .

٢٢٢

ظلمنا ، وأن نسألم من عادانا ، حاشا من عودي فيك ولك(١) فإنه العدوّ الذي لا نواليه ، والحزب الذي لا نصافيه ، وأن نتقرّب إليك فيه من الأعمال الزاكية بما تطهّرنا به من الذنوب ، وتعصمنا فيه مما نستأنف من العيوب ، حتى لا يورد عليك أحدٌ من ملائكتك إلا دون ما نورد من أبواب الطاعة لك ، وأنواع القربة إليك )(٢)

٤ ـ ومن دعائهعليه‌السلام في السحر :

أ ـ إلهي لا تؤدبني بعقوبتك ، ولا تمكر بي في حيلتك ، من أين لي الخير يا ربّ ولا يوجد إلا من عندك ، ومن أين لي النجاة ولا تستطاع إلا بك ، لا الذي أحسن استغنى عن عونك ورحمتك ، ولا الذي أساء واجترأ عليك ولم يرضك خرج عن قدرتك ، يا ربّ بك عرفتك ، وأنت دللتني عليك ودعوتني إليك ، ولولا أنت لم أدر ما أنت )(٣)

ب ـ ( يا حبيب من تحبّب إليك ، ويا قرة عينٍ من لاذ بك ، وانقطع إليك ، أنت المحسن ونحن المسيئون ، فتجاوز يا ربّ عن قبيح ما عندنا بجميل ما عندك ، وأي جهلٍ يا ربّ لا يسعه جودك ؟ وأي زمانٍ أطول من أناتك ؟ وما قدر أعمالنا في جنب نعمك ، وكيف نستكثر

ــــــــــــــــ

(١) ولك : أي لأجلك .

(٢) الصحيفة السجادية ص ١٨٢ .

(٣) المصباح للكفعمي .

٢٢٣

أعمالاً نقابل بها كرمك ، بل كيف يضيق على المذنبين ما وسعهم من رحمتك ، يا واسع المغفرة ، يا باسط اليدين بالرحمة ، فوعزّتك لو نهرتني ما برحت من بابك ، ولا كففت عن تملقك لما انتهى إليّ من المعرفة بجودك وكرمك )(١)

ج ـ ( اللهم اني كلما قلت قد تهيأت وتعبأت وقمت للصلاة بين يديك ، وناجيتك ألقيت عليّ نعاساً إذ أنا صليت سريرتي ، وقرب من مجالس التوابين مجلسي ، عرضت لي بلّيةٌ أزالت قدمي ، وحالت بيني وبين خدمتك سيدي لعلك عن بابك طردتني وعن خدمتك نحيتني ، أو لعلك رأيتني مستخفّاً بحرمتك فأقصيتني ، أو لعلك رأيتني معرضاً عنك فلقيتني ، أو لعلك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني ، أو لعلك رأيتني غير شاكرٍ لنعمائك فحرمتني ، أو لعلك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني ، أو لعلك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني ، أو لعلك رأيتني ألفّ مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني ، أو لعلك لم تحب أن تسمع دعائي فباعدتني ، أو لعلك بجرمي وجريرتي كافيتني ، أو لعلك بقلّة حيائي منك جازيتني فإن عفوت يا ربّ فطالما عفوت

ــــــــــــــــ

(١) المصدر السابق .

٢٢٤

عن المذنبين قبلي ، لأنّ كرمك أيّ ربّ يجلّ عن مكافأة المقصّرين )(١)

د ـ ( إلهي وسيدي وعزتك لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنك بعفوك ، ولئن طالبتني بلؤمي لاطالبنك بكرمك ، ولئن أدخلتني النار لأخبرنّ أهل النار بحبي لك إلهي وسيدي إن كنت لا تغفر إلا لأوليائك ، وأهل طاعتك فإلى من يفزع المذنبون ، وإن كنت لا تكرم إلا أهل الوفاء بك فبمن يستغيث المسيئون إلهي إن أدخلتني النار ففي ذلك سرور عدوّك(٢) ، وإن أدخلتني الجنة ففي ذلك سرور نبيّك ، وأنا والله أعلم أنّ سرور نبيّك أحبّ إليك من سرور عدوّك )(٣)

٥ ـ شهر رمضان والتوبة : ( أنت الذي فتحت لعبادك باباً إلى عفوك ، وسميته التوبة ، وجعلت على ذلك الباب دليلاً من وحيك لئلا يضلّوا عنه ، فقلت تبارك اسمك : ( ...( تُوبُوا إِلَى‏ اللّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسَى‏ رَبّكُمْ أَن يُكَفّرَ عَنكُمْ سِيّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللّهُ النّبِيّ وَالّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى‏ بَيْنَ أَيْدِيِهمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنّكَ عَلَى‏ كُلّ

ــــــــــــــــ

(١) المصدر السابق .

(٢) يقصد الشيطان .

(٣) مصباح الكفعمي .

٢٢٥

شَي‏ءٍ قَدِيرٌ ) )(١) ، فما عذر من أغفل دخول ذلك المنزل بعد فتح الباب وإقامة الدليل ، وأنت الذي زدت في السوم(٢) على نفسك لعبادك ، تريد ربحهم في متاجرتهم لك ، وفوزهم بالوفادة عليك ، والزيادة منك ، فقلت تبارك اسمك وتعاليت : (( مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسّيّئَةِ فَلاَ يُجْزَى‏ إِلّا مِثْلَهَا ... ) (٣) ، وقلت :( مَثَلُ الّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلّ سُنْبُلَةٍ مِاْئَةُ حَبّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ ) )(٤) ، وقلت : (( مَن ذَا الّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ ) )(٥) ، وما أنزلت من نظائرهنّ في القرآن من تضاعيف الحسنات ، وأنت الذي دللتهم بقولك من غيبك وترغيبك ، الذي فيه حظهم على ما لو سترته عنهم ، لم تدركه أبصارهم ، ولم تعه اسماعهم ، ولم تلحقه أوهامهم ، فقلت : (( فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ ) )(٦) ، وقلت : (( لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنّكُمْ وَلَئِن

ــــــــــــــــ

(١) سورة التحريم : الآية ٨ .

(٢) السوم : المجاذبة بين البائع والمشتري على السلعة .

(٣) سورة الأنعام : الآية ١٦٠ .

(٤) سورة البقرة : الآية ٢٦١ .

(٥) سورة الحديد الآية ١١ .

(٦) سورة البقرة : الآية ١٥٢ .

٢٢٦

كَفَرْتُمْ إِنّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) )(١) ، وقلت : (( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنّ الّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنّمَ دَاخِرِينَ ) )(٢) ، فسميت دعاءك عبادةً وتركه استكباراً ، وتوعدت على تكره دخول جهنم داخرين(٣) فذكروك بمنّك ، وشكروك بفضلك ، ودعوك بأمرك ، وتصدّقوا لك طلباً لمزيدك ، وفيها كانت نجاتهم من غضبك ، وفوزهم برضاك ، ولو دلّ مخلوقٌ مخلوقاً من نفسه على مثل الذي دللت عليه عبادك منك كان موصوفاً بالإحسان ، ومنعوتاً بالإمتثال ، ومحموداً بكلّ لسان فلك الحمد ما وجد في حمدك مذهب ، وما بقي للحمد لفظ تحمد به ، ومعنى ينصرف إليه ، يا من تحمّد إلى عباده بالإحسان والفضل ، وغمرهم بالمنّ والطّول(٤) ما أفشى فينا نعمتك ، وأسبغ علينا منّتك ، وأخصّنا ببرّك ، هديتنا لدينك الذي اصطفيت ، وملّتك التي ارتضيت ، وسبيلك الذي سهّلت وبصّرتنا الزلفة لديك ، والوصول إلى كرامتك )(٥)

٦ ـ في وداع شهر رضمان : ( اللهم يا من لا يرغب في الجزاء ، ولا يندم على العطاء ، ويا من لا يكافئ عبده على السواء ، منّتك ابتداءٌ ،

ــــــــــــــــ

(١) سورة إبراهيم : الآية ٧ .

(٢) سورة غافر : الآية ٦٠ .

(٣) داخرين : أذلاء محقرين .

(٤) المن والطول : النعمة والأحسان .

(٥) الصحيفة السجادية ـ الدعاء الخامس والأربعون ص ١٨٧ .

٢٢٧

وعفوك تفضّل ، وعقوبتك عدلٌ ، وقضاؤك خيرةٌ إن أعطيت لم تشب عطاءك بمنّ ، وإن منعت لم يكن منعك تعدّياً ، تشكر من شكرك وأنت ألهمته شكرك ، وتكافئ من حمدك وأنت علّمته حمدك ، تستر على من لو شئت فضحته ، وتجود على من لو شئت منعته ، وكلاهما أهلٌ منك للفضيحة والمنع ، غير أنك بنيت أفعالك على التفضّل ، وأجريت قدرتك على التجاوز ، وتلقيت من عصاك بالحلم ، وأمهلت من قصد لنفسه بالظلم ، تستنظرهم بأناتك(١) إلى الإنابة ، وتترك معاجلتهم إلى التوبة ، لكيلا يهلك عليك هالكهم ، ولا يشقى بنعمتك شقيّهم إلا عن طول الإعذار إليه ، وبعد ترادف الحجّة عليه ، كرماً من عفوك يا كريم ، وعائدةً من عطفك يا حليم )(٢)

٧ ـ في عيد الفطر : ( خاب الوافدون على غيرك ، وخسر المتعرضون إلا لك ، وضاع الملمّون إلا بك ، وأجدب المنتجعون(٣) إلا من انتجع فضلك بابك مفتوحٌ للراغبين ، وجودك مباحٌ للسائلين ، وإغاثتك قريبةٌ من المستغيثين ، لا يخيب منك الآملون ، ولا ييأس من عطائك المتعرّضون ولا يشقى بنقمتك المستغفرون ، رزقك مبسوطٌ لمن عصاك ، وحلمك معترضٌ لمن ناواك ، عاداتك الإحسان إلى المسيئين ، وسنّتك الإبقاء على المعتدين حتى لقد غرّتهم أناتك عن

ــــــــــــــــ

(١) الأناة : الحلم .

(٢) الصحيفة السجادية ص ١٨٧ .

(٣) المنتجعون : الذين يطلبون الماء والكلاً .

٢٢٨

الرجوع ، وصدّهم إمهالك عن النّزوع ، وإنما تأنيّت بهم ليفيئوا إلى أمرك ، وأمهلتهم ثقةً بدوام ملكك ، فمن كان من أهل السعادة ختمت له بها ، ومن كان من أهل الشقاوة خذلته لها )(١)

في الحج :

وكان من عادة الإمام السجادعليه‌السلام أداء فريضة الحج كل عام وأورد مصنّف العقد الفريد أنه حج خمساً وعشرين حجةً راجلاً(٢) فإذا أراد السفر احتفّ به القراء والعلماء وكانوا لا يخرجون من المدينة إلى مكة حتى يخرجعليه‌السلام وكان يصل عددهم أحياناً ألف راكب ، يتعلمون عنه علوم الدين ومعارفه وكانعليه‌السلام يأمر الناس بالحج ، فيقول : ( حجوا واعتمروا تصح اجسادكم ، وتتسع ارزاقكم ، ويصلح إيمانكم ، وتكفوا مؤونة الناس ، ومؤونة عيالكم )(٣) ، و( الساعي بين الصفا والمروة تشفع له الملائكة )(٤) ، وان ( الحاج مغفور له ، وموجوب له الجنّة ، ومستأنف به العمل ، ومحفوظ

ــــــــــــــــ

(١) الصحيفة السجادية : الدعاء السادس والأربعون ص ١٩٨ .

(٢) العقد الفريد ج٣ ص ١٠٣ .

(٣) وسائل الشيعة ج ٨ ص ٥ .

(٤) من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ١٣٥ .

٢٢٩

في أهله وماله )(١) ، و( استبشروا بالحجاج إذا قدموا ، وصافحوهم وعظموهم تشاركوهم في الأجر قبل أن تخالطهم الذنوب )(٢)

وكان إذا قال : ( لبيك اللهم لبيك ) يغشى عليه ويسقط من راحلته ولا يزال تعتريه تلك الحالة حتى يقضي حجه(٣) وإذا انتهى إلى الحجر قال : ( اللهم أدخلني الجنّ’ برحمتك ، وأجرني برحمتك من النار ، وعافني من السقم ، وأوسع عليّ الرزق الحلال ، وأدرأ عني شر فسقة الجن والإنس وشر فسقة العرب والعجم ((٤) .

يصوّر طاووس اليماني خشوع السجادعليه‌السلام ، فيقول وهو يخاطبه : رأيتك على حالةٍ من الخشوع ، ولك ثلاثة أمور : أرجو أن تؤمنك من الخوف ، أحدها أنك ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الثاني : شفاعة جدك الثالث : رحمة الله .

فأجابه السجادعليه‌السلام : ( يا طاووس أما اني ابن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فلا يؤمنني وقد سمعت الله تعالى يقول : (( فَلاَ أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلاَ يَتَساءَلُونَ ) )(٥) . وأما شفاعة جدي فلا تؤمنني لأن الله تعالى

ــــــــــــــــ

(١) وسائل الشيعة ج ٨ ص ٥ .

(٢) من لا يحضره الفقيه ج ٢ ص ١٥٥ .

(٣) نهاية الأرب ج ٢١ ص ٣٢٦ .

(٤) فروع الكافي ج ٤ ص ٤٠٧ .

(٥) سورة المؤمنون : الآية ١٠١ .

٢٣٠

يقول : (( وَلاَ يَشْفَعُونَ إِلّا لِمَنِ ارْتَضَى ) ‏ )(١) وأما رحمة الله ، فالله يقول : (( إِنّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ) )(٢) ، ولا أعلم أني محسن )(٣)

وكانعليه‌السلام إذا رأى قوماً يسألون الناس ويطلبون رفدهم يوم عرفة ، ينكر عليهم ذلك ويقول : ( ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم ! إنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيداً )(٤)

صور من دعائه في الحج :

أتخذ الإمام السجادعليه‌السلام اسلوباً متميزاً في تأدية الفرائض ، فكان يحيط فريضته بأجواء قدسية مشحونة بالدعاء والبكاء وتذكير النفس بمشاهد يوم القيامة وكان أداء فريضة الحج على تلك الشاكلة ، فكانعليه‌السلام لا يقف في موقف من مواقف الحج العظيمة حتى تتناثر كلمات الشكر والتسبيح والتمجيد لله عزّ وجلّ من فمه الطاهر :

ــــــــــــــــ

(١) سورة الأنبياء : الآية ٢٧ .

(٢) سورة الأعراف : الآية ٥٦ .

(٣) بحار الأنوار ج ٤٦ ص ١٠١ .

(٤) بحار الأنوار ج ٤٦ ص ١٠٥ .

٢٣١

١ ـ عند الحجر الأسود : ( إلهي سيدي سيدي ، هاتان يداي قد مددتهما إليك بالذنوب مملؤتين وعيناي بالرجاء ممدودتين ، وحق من دعاك بالندم تذللاً أن تجيبه بالكرم تفضلاً .

سيدي : من أهل الشقاء خلقتني فأطيل بكائي ؟ أم من أهل السعادة خلقتني فأبشر رجائي ؟

سيدي : ألضرب المقامع خلقت أعضائي ؟ أم لشرب الحميم خلقت أمعائي ؟

سيدي : لو أن عبداً استطاع الهرب من مولاه لكنت أول الهاربين من مولاه لكني أعلم أني لا أفوتك .

سيدي : لو أن عذابي مما يزيد في ملكك سألتك الصبر عليه ، غير أني اعلم أنه لا يزيد في ملكك طاعة المطيعين ، ولا ينقص منه معصية العاصين .

سيدي : ما أنا وما خطري ؟ هب لي بفضلك ، وجللني بسترك ، واعف عن توبيخي بكرم وجهك .

إلهي وسيدي ارحمني مصروعاً على الفراش تقلبني أيدي أحبتي ، وارحمني مصروعاً على المغتسل يغسلني صالح جيرتي ، وارحمني محمولاً قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي ، وارحم في ذلك البيت المظلم وحشتي وغربتي )(١)

ــــــــــــــــ

(١) روضة الواعظين ج ١ ص ٢٣٧ .

٢٣٢

٢ ـ عند الطواف قبيل السحر : ( إلهي غارت نجوم سماواتك ، وهجعت عيون أنامك ، وأبوابك مفتّحات للسائلين ، جئتك لتغفر لي وترحمني ، وتريني وجه جدي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، في عرصات القيامة ) ثم بكى وخاطب الله تعالى قائلاً : ( أما وعزّتك وجلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك ، وما عصيتك إذ عصيتك وأنا بك شاك ، ولا بنكالك جاهل ، ولا لعقوبتك متعرض ، ولكن سوّلت لي نفسي ، وأعانني على ذلك سترك المرخى به عليّ ، فأنا الآن من عذابك من يستنقذني ، وبحبل من اعتصم إن قطعت حبلك عني ، فواسوأتاه غداً من الوقوف بين يديك ، إذا قيل للمخفّين جوزوا ، وللمثقلين حطوا ، أمع المخفين أجوز ؟ أم مع المثقلين أحط ؟ ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي ولم أتب ، أما آن لي أن أستحي من ربي ...

سبحانك تعصى كأنك لا ترى ، وتحلم كأنك لم تعص ، تتودد إلى خلقك بحسن الصنيع كأنّ بك الحاجة إليهم ، وأنت يا سيدي الغني عنهم )(١)

٣ ـ في حجر إسماعيلعليه‌السلام : ( عبدك بفنائك ، مسكينك بفنائك ، سائلك بفنائك ، فقيرك بفنائك )(٢)

٤ ـ دعاؤه في عرفات :

ــــــــــــــــ

(١) كشف الغمة ج ٤ ص ١٥١ .

(٢) نور الأبصار ص ١٢٧ .

٢٣٣

أ ـ ( الحمد لله ربّ العالمين ، اللهم لك الحمد بديع السماوات والأرض ، ذا الجلال والإكرام ، ربّ الأرباب ، وإله كلّ مألوه ، وخالق كلّ مخلوق ، ووارث كلّ شيء ، ليس كمثله شيءٌ ، ولا يعزب(١) عنه علم شيء ، وهو بكلّ شيء محيطٌ ، وهو على كلّ شيء رقيبٌ ...

أنت الذي قدّرت كلّ شيء تقديراً ، ويسّرت كلّ شيء تيسيراً ، ودبرت ما دونك تدبيراً وأنت الذي لم يعنك على خلقك شريكٌ ، ولم يؤازرك في أمرك وزيرٌ ، ولم يكن لك مشاهدٌ ولا نظيرٌ أنت الذي أردت فكان حتماً ما أردت ، وقضيت فكان عدلاً ما قضيت ، وحكمت فكان نصفاً ما حكمت أنت الذي لا يحويك مكانٌ ، ولم يقم لسلطانك سلطانٌ ، ولم يعيك برهانٌ ولا بيانٌ )(٢)

ب ـ ( سبحانك من لطيفٍ ما ألطفك(٣) ، ورؤوف ما أرأفك ، وحكيم ما أعرفك سبحانك من مليك ما أمنعك ، وجواد ما أوسعك ، ورفيع ما أرفعك ، ذو البهاء والمجد والكبرياء والحمد سبحانك بسطت بالخيرات يدك ، وعرفت الهداية من عندك ، فمن التمسك(٤) لدين أو دنيا وجدك سبحانك خضع لك من جرى في

ــــــــــــــــ

(١) لا يعزب : لا يغيب .

(٢) الصحيفة السجادية ـ الدعاء السابع والأربعون ص ٢٠٢ .

(٣) اللطف : الفضل على الخلق .

(٤) من التمسك : من طلبك .

٢٣٤

علمك(١) ، وخشع لعظمتك ما دون عرشك ، وانقاد للتسليم لك كلّ خلقك سبحانك لا تحسّ ولا تجسّ ولا تمسّ ولا تكاد ولا تماط(٢) ، ولا تنازع ولا تجارى ولا تمارى(٣) ، ولا تخادع ولا تماكر سبحانك سبيلك جددٌ(٤) ، وأمرك رشدٌ ، وأنت حيٌّ صمدٌ سبحانك قولك حكمٌ ، وقضاؤك حتمٌ ، وإرادتك عزمٌ سبحانك لا رادّ لمشيّتك ، ولا مبدّل لكلماتك سبحانك قاهر الأرباب ، باهر الآيات ، فاطر السماوات ، بارئ النسمات )(٥)

ج ـ ( لك الحمد حمداً يدوم بدوامك ، ولك الحمد حمداً خالداً بنعمتك ، ولك الحمد حمداً يوازي صنعك ، ولك الحمد حمداً يزيد على رضاك ، ولك الحمد حمداً مع حمد كلّ حامد ، وشكراً يقصر عنه شكر كلّ شاكر ، حمداً لا ينبغي إلاّ لك ، ولا يتقرّب به إلاّ إليك ، حمداً يستدام به الأول ، ويستدعى به دوام الآخر ، حمداً يتضاعف على كرور الأزمنة ، ويتزايد أضعافاً مترادفةً ، حمداً يعجز عن إحصائه

ــــــــــــــــ

 (١) خضع لك من جرى في علمك : أي جميع المخلوقات خاضعة ومنقادة لك .

(٢) لا تحس : لا تدرك بالحواس لا تجس : لا يعلم اخبارك احد لا تمس : فالخالق عز وجل ليس بحسم فلا يمس لا تكاد : لا يصل إليك أحد بكيد أو مكر لا تماط : لا تزال .

(٣) لا تمارى : لا يجادلك أحد .

(٤) جدد : واضح .

(٥) الصحيفة السجادية ص ٢٠٤ .

٢٣٥

الحفظة(١) ، ويزيد على ما أحصته في كتابك الكتبة(٢) ، حمداً يوازن عرشك المجيد ، ويعادل كرسيّك الرفيع ، حمداً يكمل لديك ثوابه ، ويستغرق كلّ جزاء جزاؤه ، حمداً ظاهره وفقٌ لباطنه ، وباطنه وفقٌ لصدق النية فيه ، حمداً لم يحمدك خلقٌ مثله ، ولا يعرف أحدٌ سواك فضله ، حمداً يعان من اجتهد في تعديده ، ويؤيّد من أغرق نزعاً في توفيته(٣) ، حمداً يجمع ما خلقت من الحمد ، وينتظم ما أنت خالقه من بعد ، حمداً لا حمد أقرب إلى قولك منه ، ولا أحمد ممن يحمدك به ، حمداً يوجب بكرمك المزيد بوفوره ، وتصله بمزيد بعد مزيد طولاً منك(٤) ، حمداً يجب لكرم وجهك ، ويقابل عزّ جلالك )(٥)

د ـ ( ربّ صلّ على محمد وآله ، صلاةً زاكيةً لا تكون صلاةٌ أزكى منها ، وصلّ عليه صلاةً ناميةً لا تكون صلاةٌ أنمى منها ، وصلّ عليه صلاةً راضيةً لا تكون صلاةٌ فوقها ربّ صلّ على محمد وآله صلاةً ترضيه ، وتزيد على رضاه ، وصلّ عليه صلاةً ترضيك ، وتزيد على رضاك له ، وصلّ عليه صلاةً لا ترضى له إلاّ بها ، ولا ترى غيره لها أهلاً .

ــــــــــــــــ

(١) وهم الملائكة الكرام الذين يحفظون أعمال العباد .

(٢) وهم الملائكة الذين يكتبون أعمال الناس .

(٣) الاغراق : الاكثار والتوفية : الوفاء .

(٤) الطول : الإحسان .

(٥) الصحيفة السجادية ص ٢٠٥ .

٢٣٦

ربّ صلّ على محمد وآله صلاةً تجاوز رضوانك(١) ، ويتصل اتصالها ببقائك ، ولا ينفد كما لا تنفد كلماتك ربّ صلّ على محمد وآله صلاةً تنتظم صلوات ملائكتك(٢) وأنبيائك ورسلك وأهل طاعتك وتشتمل على صولات عبادك من جنّك وإنسك وأهل إجابتك ، وتجتمع على صلاة كلّ من ذرأت وبرأت(٣) من أصناف خلقك ربّ صلّ عليه وآله صلاةً تحيط بكلّ صلاة سالفة ومستأنفة ، وصلّ عليه وآله صلاةً مرضيةً لك ولمن دونك ، وتنشئ مع ذلك صلوات تضاعف معها تلك الصلوات ، وتزيدها على كرور الأيام زيادةً في تضاعيف لا يعدّها غيرك ) (

هـ ـ ( اللهمّ وأنا عبدك الذي أنعمت عليه قبل خلقك له ، وبعد خلقك إياه فجعلته ممن هديته لدينك ، ووفقته لحقّك ، وعصمته بحبلك ، وأدخلته ، في حزبك ، وأرشدته لموالاة أوليائك ، ومعاداة أعدائك ، ثم أمرته فلم يأتمر ، وزجرته فلم ينزجر ، ونهيته عن معصيتك فخالف أمرك إلى نهيك ، لا معاندةً لك ولا استكباراً عليك ، بل دعاه هواه إلى ما زيلته(٥) وإلى ما حذّرته وأعانه على ذلك

ــــــــــــــــ

(١) أي تجاوز القدر الذي ترضى به .

(٢) أي تكون مع صلاة ملائكتك .

(٣) ذرأت : خلقت برأت : أنشأت .

(٤) الصحيفة السجادية ص ٢٠٧ .

(٥) زيلته : أبعدته .

٢٣٧

عدوّك وعدوّه(١) فأقدم عليه(٢) عارفاً بوعيدك ، راجياً لعفوك ، واثقاً بتجاوزك ، وكان أحقّ عبادك مع ما مننت عليه ألاّ يفعل وها أنا ذا بين يديك صاغراً ، ذليلاً خاضعاً خاشعاً خائفاً ، معترفاً بعظيم من الذنوب تحمّلته ، وجليل من الخطايا اجترمته(٣) مستجيراً بصفحك ، لائذاً برحمتك ، موقناً أنه لا يجيرني منك مجيرٌ ، ولا يمنعني منك مانعٌ فعد عليّ بما تعود به على من اقترف من تغمّدك ، وجد عليّ بما تجود به على من ألقى بيده إليك من عفوك ، وامنن عليّ بما لا يتعاظمك أن تمنّ به على من أمّلك من غفرانك واجعل لي في هذا اليوم نصيباً أنال به حظاً من رضوانك ، ولا تردّني صفراً مما ينقلب به المتعبّدون لك من عبادك ، وإني وإن لم أقدّم ما قدموه من الصالحات ، فقد قدّمت توحيدك ونفي الأضداد والأنداد والأشباه عنك ، وأتيتك من الأبواب التي أمرت أن تؤتى منها ، وتقربت إليك بما لا يقرب به أحدٌ منك إلا بالتقرب به ، ثم أتبعت ذلك بالإنابة إليك ، والتذلّل والاستكانة لك ، وحسن الظنّ بك ، والثقة بما عندك ، وشفعته برجائك الذي قلّ ما يخيب عليه راجيك ، وسألتك مسألة الحقير الذليل ، البائس الفقير ، الخائف المستجير ، ومع ذلك خيفةً وتضرعاً

ــــــــــــــــ

(١) يقصد به الشيطان وهو عدو الله وعدو الإنسان .

(٢) أقدم عليه أي أقدم على المعصية .

(٣) اجترمته : اقترفته .

٢٣٨

وتعّوذاً وتلّوذاً ، لا مستطيلاً بتكبّر المتكبرين ، ولا متعالياً بدالّة المطيعين ، ولا مستطيلاً بشفاعة الشافعين ، وأنا بعد أقلّ الأقلين ، وأذلّ الأذلين ، ومثل الذّرة أو دونها )(١)

٥ ـ في عيد الأضحى :

أ ـ ( أسألك اللهمّ بأنّ لك الملك والحمد ، لا إله إلاّ أنت أن تصلي على محمد وآل محمد عبدك ورسولك ، وحبيبك وصفوتك وخيرتك من خلقك ، وعلى آل محمد الأبرار الطاهرين الأخيار ، صلاةً لا يقوى على إحصائها إلا أنت ، وأن تشركنا في صالح من دعاك في هذا اليوم من عبادك المؤمنين يا ربّ العالمين ، وأن تغفر لنا ولهم إنّك على كلّ شيء قدير ...

اللهم من تهيّأ وتعبّأ ، وأعدّ واستعدّ لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده ونوافله وطلب نيله وجائزته ، فإليك يا مولاي كانت اليوم تهيئتي وتعبئتي ، وإعدادي واستعدادي ، رجاء عفوك ورفدك وطلب نيلك وجائزتك اللهم فصلّ على محمد وآل محمد ، ولا تخيّب اليوم ذلك من رجائي ، يا من لا يحيفه(٢) سائلٌ ، ويا ينقصه نائلٌ ، فإني لم آتك ثقةً مني بعملٍ صالح قدمته ، ولا شفاعة مخلوق رجوته إلا شفاعةً محمد وأهل بيته عليه وعليهم سلامك أتيتك مقرّاً بالجرم والإساءة

ــــــــــــــــ

(١) الصحيفة السجادية ـ الدعاء السابع والأربعون ص ٢١١ .

(٢) يا من لا يحيفه أي لايبلغ آخر ما عنده .

٢٣٩

إلى نفسي أتيتك أرجو عظيم عفوك الذي عفوت به عن الخاطئين ، ثم لا يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم إن عدت عليهم بالرحمة والمغفرة فيا من رحمته واسعةٌ ، وعفوه عظيمٌ ، يا عظيم يا عظيم ، يا كريم يا كريم ، صلّ على محمد وآل محمد ، وعد عليّ برحمتك ، وتعطّف عليّ بفضلك ، وتوسّع عليّ بمغفرتك )(١) .

ب ـ ( اللهمّ إنّ هذا المقام(٢) لخلفائك وأصفيائك ، ومواضع أمنائك في الدرجة الرفيعة التي اختصصتهم بها قد ابتزّوها ، وأنت المقدّر لذلك ، لا يغالب أمرك ، ولا يجاوز المحتوم من تدبيرك ، كيف شئت ، وأنى شئت ، ولما أنت أعلم به ، غير متّهم على خلقك(٣) ، ولا لإرادتك ، حتى عاد صفوتك وخلفاؤك مغلوبين ، مقهورين مبتزّين ، يرون حكمك مبدّلاً ، وكتابك منبوذاً ، وفرائضك محرّفة عن جهات أشراعك ، وسنن نبيك متروكةً ...

اللهم صلّ على محمد وآل محمد إنك حميدٌ مجيدٌ كصلواتك وبركاتك وتحياتك على أصفيائك إبراهيم وآل إبراهيم وعجّل الفرج والروح والنصرة والتمكين والتأييد لهم )(٤) .

ــــــــــــــــ

(١) الصحيفة السجادية ـ الدعاء الثامن والأربعين ص ٢٢٤ .

(٢) يقصد به مقام صلاة العبد .

(٣) أي لا تتهم بأنك قد عملت على خلاف الحكمة .

(٤) الصحيفة السجادية ص ٢٢٦ .

٢٤٠