الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين0%

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين مؤلف:
الناشر: المؤلف
تصنيف: الإمام علي بن الحسين عليه السلام
الصفحات: 413

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد زهير الأعرجي
الناشر: المؤلف
تصنيف: الصفحات: 413
المشاهدات: 242216
تحميل: 13353

توضيحات:

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 242216 / تحميل: 13353
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

مؤلف:
الناشر: المؤلف
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ج ـ ( اللهمّ واجعلني من أهل التوحيد والإيمان بك ، والتصديق برسولك ، والأئمة الذين حتمت طاعتهم ، ممن يجري ذلك(١) به وعلى يديه آمين ربّ العالمين اللهم ليس يردّ غضبك إلاّ حلمك ، ولا يردّ سخط إلاّ عفوك ، ولا يجير من عقابك إلاّ رحمتك ، ولا ينجيني منك إلاّ التضرع إليك وبين يديك ، فصلّ على محمد وآل محمد ، وهب لنا يا إلهي من لدنك فرجاً بالقدرة التي فيها تحيي أموات العباد ، وبها تنشر ميت البلاد ، ولا تهلكني يا إلهي غمّاً حتى تستجيب لي ، وتعرّفني الإجابة في دعائي ، وأذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي ، ولا تشمت بي عدوّي ، ولا تمكّنه من عنقي ، ولا تسلّطه عليّ .

إلهي إن رفعتني فمن ذا الذي يضعني ؟ وإن وضعتني فمن ذا الذي يرفعني ؟ وإن أكرمتني فمن ذا الذي يهينني ؟ وإن أهنتني فمن ذا الذي يكرمني ؟ وإن عذبتني فمن ذا الذي يرحمني ؟ وإن أهلتكني فمن ذا الذي يعرض لك في عبدك(٢) أو يسألك عن أمره ؟ وقد علمت أنه ليس في حكمك ظلمٌ ، ولا في نقمتك عجلةٌ ، وإنما يعجل من يخاف الفوت ، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف ، وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علواً كبيراً .

ــــــــــــــــ

(١) المشار إليه هو النصر فيصير القول : ذلك النصر .

(٢) أي من الذي يعترض عليك في حكمك على عبدك .

٢٤١

اللهم صلّ على محمد وآل محمد ، ولا تجعلني للبلاء غرضاً ، ولا لنقمتك نصباً ، ومهّلني ونفسني(١) ، وأقلني عثرتي ولا تبتليني ببلاء على أثر بلاء فقد ترى ضعفي وقلّة حيلتي ، وتضرّعي إليك أعوذ بك اللهمّ اليوم من غضبك ، فصلّ على محمد وآله ، وأعذني وأستجير بك اليوم من سخطك ، فصلّ على محمد وآله وأجرني وأسألك أمناً من عذابك ، فصلّ على محمد وآله وآمني وأستهديك ، فصلّ على محمد وآله ، واهدني وأستنصرك ، فصلّ على محمد وآله وانصرني واسترحمك ، فصلّ على محمد وآله وارحمني وأسترزقك ، فصل على محمد وآل محمد وارزقني وأستعينك فصلّ على محمد وآله وأعنّي وأستغفرك لما سلف من ذنوبي ، فصلّ على محمد وآله واغفر لي وأستعصمك ، فصلّ على محمد وآله واعصمني فإني لن أعود لشيء كرهته مني إن شئت ذلك .

يا ربّ يا ربّ ، يا حنّان يا منّان ، يا ذا الجلال والإكرام ، صلّ على محمد وآله واستجب لي جميع ما سألتك ، وطلبت إليك ، ورغبت فيه إليك ، وأرده وقدّره ، وأقضه وأمضه ، وخر لي فيما تقضي منه ، وبارك لي في ذلك وتفضّل عليّ به ، وأسعدني بما تعطيني منه ، وزدني

ــــــــــــــــ

(١) مهلني : أعطني المهلة نفسي : أزل همي وكربتي .

٢٤٢

من فضلك ، وسعة ما عندك ، فإنك واسعٌ كريمٌ ، وصل ذلك بخير الآخرة ونعيمها يا أرحم الراحمين )(١)

الأفضلية في الإنابة

الإنابة هي الانقطاع لله عزّ وجلّ ، وهي قضية ذهنية أيضاً ومعنى الإنقطاع الذهني هو ان يستوعب ذكر الله وتعالى ، في الدعاء والمناجاة والعبادات ، كل ذهن الإنسان وفي جميع الأوقات والأمكنة بينما يكون الإنقطاع الجسدي مصداقاً للإنقطاع الذهني فالجسد هو الذي يقوم بأداء العبادة ومتطلباتها ، والدعاء وألفاظه ، والسهر في الليل والعمل في النهار .

وبكلمة أدقّ فإن الإنابة أخص من العبادة ، لأن العبادة يشترك بالقيام بها الواعي والغافل فقد يصلي الإنسان وفكره شارد في موضوع دنيوي لا يرتبط بالله تبارك وتعالى بينما تنحصر الإنابة بالتوجه الذهني والعقلي الذي يستوعب شخصية الإنسان ، وبذلك تكون الإنابة من خصوصيات أهل العلم والعرفان .

وكان السجادعليه‌السلام هو أفضل من أناب إلى الله تبارك وتعالى في زمانه ، وأو كل جميع أموره إليه عزّ وجلّ وتؤكده أدعيته وعباداته

ــــــــــــــــ

(١) الصحيفة السجادية في ٢٢٧ .

٢٤٣

وسلوكه وننتزع مثالاً رائعاً وهو أنه رأى فقيراً على باب دار مترف جبار ، فسألهعليه‌السلام : ما يقعده هنا قال الفقير : البلاء فأجابه الإمامعليه‌السلام : ( قم فأرشدك إلى بابٍ خيرٌ من بابه ، وإلى ربٍ خيرٌ لك منه ) وأخذ بهعليه‌السلام حتى انتهى به إلى مسجد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقال له : ( استقبل القبلة ، وصلّ ركعتين ، وارفع يدك بالدعاء إلى الله تعالى وصلّ على نبيه ، ثم ادع بآخر سورة الحشر ، وست آيات من أول سورة الحديد ، وبالآيتين في أول سورة آل عمران ، ثم رسول الله سبحانه ، فإنك لا تسأله إلاّ اعطاك )(١)

١ ـ آخر سورة الحشر : (( هُوَ اللّهُ الّذِي لاَ إِلهَ إِلّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ هُوَ الرّحْمَانُ الرّحِيمُ * هُوَ اللّهُ الّذِي لاَ إِلهَ إِلّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدّوسُ السّلاَمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبّارُ الْمُتَكَبّرُ سُبْحَانَ اللّهِ عَمّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوّرُ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنَى‏ يُسَبّحُ لَهُ مَا فِي السّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) ((٢) .

٢ ـ أول سورة الحديد : (( سَبّحَ للّهِ‏ِ مَا فِي السّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السّماوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى‏ كُلّ شَي‏ءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوّلُ وَالْآخِرُ وَالظّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلّ شَي‏ءٍ عَلِيمٌ * هُوَ الّذِي خَلَقَ السّماوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتّةِ أَيّامٍ ثُمّ اسْتَوَى‏

ــــــــــــــــ

(١) الجنة الواقية للكفعمي .

(٢) سورة الحشر : الآيات ٢٢ ـ ٢٤ .

٢٤٤

عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السّماءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ * لَهُ مُلْكُ السّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَى‏ اللّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ * يُولِجُ اللّيْلَ فِي النّهَارِ وَيُولِجُ النّهَارَ فِي اللّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصّدُورِ ) )(١) .

٣ ـ أول سورة آل عمران : )( الم * اللّهُ لاَ إِلهَ إِلّا هُوَ الحَيّ الْقَيّومُ ) )(٢) .

وهذه الرواية تدلّ على إرشاد الغافل الذي ابتغى الرزق في غير محله ، أن يتوجه عقلاً وفكراً وروحاً إلى الله ويذكر في تلك الآيات العظيمة صفاته وقدرته وعظمته ، فتكون وسيلة من وسائل استدرار رحمته عزّ وجل على ذلك المخلوق الضعيف الذي لا يستطيع بذاته أن يحقق حولاً وقوةً .

صورة من إنابةعليه‌السلام :

وتلك الحالة العقلية والنفسية التي تغمر الإنسان وهو في توجهه لله تبارك وتعالى ، يحتاج في تصويرها إلى ريشة فنان مبدع فهي تعني التضرع إلى الله واللجوء إليه والانقطاع إلى مرماه والخشوع والتذلل والذوبان :

ــــــــــــــــ

(١) سورة الحديد : الآيات ١ ـ ٦ .

(٢) سورة آل عمران : الآيات ١ ـ ٢ .

٢٤٥

١ ـ الالتجاء إلى الله : ( سبحانك نحن المضطّرون الذين أوجبت إجابتهم ، وأهل السوء الذين وعدت الكشف عنهم وأشبه الأشياء بمشيتك ، وأولى الأمور بك في عظمتك ، رحمة من استرحمك ، وغوث من استغاث بك ، فارحم تضرّعنا إليك ، وأغننا إذ طرحنا أنفسنا بين يديك اللهم إن الشيطان قد شمت بنا إذ شايعناه على معصيتك ، فصلّ على محمد وآله ، ولا تشمته بنا بعد تركنا إياه لك ، ورغبتنا عنه إليك )(١)

٢ ـ الإخلاص في الإنقطاع : ( اللهم إني أخلصت بانقطاعي إليك ، وأقبلت بكلّي عليك ، وصرفت وجهي عمن يحتاج إلى رفدك(٢) ، وقلبت مسألتي عمن لم يستغن عن فضلك ، ورأيت أنّ طلب المحتاج إلى المحتاج سفهٌ من رأيه ، وضلّةٌ من عقله فكم قد رأيت يا إلهي من أناسٍ طلبوا العزّ بغيرك فذلّوا ، فصحّ بمعاينة أمثالهم حازمٌ(٣) وفقه اعتباره ، وأرشده إلى طريق صوابه باختباره فأنت يا مولاي دون كلّ مسؤول موضع مسألتي ، ودون كلّ مطلوب إليه وليّ حاجتي )(٤) .

ــــــــــــــــ

(١) الصحيفة السجادية ـ الدعاء العاشر ص ٦٢ .

(٢) إلى رفدك : إلى صلتك وعطائك .

(٣) بمعاينة أمثالهم : معاينتهم ولفظ أمثال جاء للمبالغة حازم : متقن الرأي وضابط الأمر .

(٤) الصحيفة السجادية ـ الدعاء الثامن والعشرون ص ١٢٩ .

٢٤٦

٣ـ منتهى مطلب الحاجات : ( اللهم ولي إليك حاجةٌ قد قصّر عنها جهدي ، وتقطعت دونها حيلي ، وسوّلت لي نفسي رفعها إلى من يرفع حوائجه إليك ، ولا يستغني في طلباته عنك ، وهي زلّةٌ من زلل الخاطئين ، وعثرةٌ من عثرات المذنبين ثم انتبهت بتذكيرك لي من غفلتي ، ونهضت بتوفيقك من زلّتي ، ونكصت بتسديدك عن عثرتي ، وقلت : سبحان ربي كيف يسأل محتاجٌ محتاجاً وأنى يرغب معدمٌ إلى معدم ؟ فقصدتك يا إلهي بالرغبة ، وأوفدت عليك رجائي بالثقة بك ، وعلمت أن كثير ما أسألك يسيرٌ في وجدك ، وأن خطير ما استوهبك حقيرٌ في وسعك ، وأنّ كرمك لا يضيق عن سؤال أحد ، وأنّ يدك بالعطايا أعلى من كلّ يد .

اللهم فصلّ على محمد وآله واحملني بكرمك على التفضّل ، ولا تحملني بعدلك على الاستحقاق ، فما أنا بأول راغبٍ رغب إليك فاعطيته ، وهو يستحقّ المنع ، ولا بأوّل سائلٍ سألك فأفضلت عليه ، وهو يستوجب الحرمان .

اللهم صلّ على محمد وآله ، وكن لدعائي مجيباً ، ومن ندائي قريباً ، ولتضرّعي راحماً ، ولصوتي سامعاً ، ولا تبتّ(١) سببي منك ، ولا توجّهني في حاجتي هذه وغيرها إلى سواك ، وتولّني بنجح طلبتي وقضاء حاجتي ونيل سؤالي قبل زوالي عن موقفي هذا بتيسيرك.

ــــــــــــــــ

(١) البت : القطع .

٢٤٧

الفصل الثالث : المعالم الإجتماعية

نناقش في هذا الفصل بعض المعالم الإجتماعية التي طبعت فترة الثلين الأخيرين من القرن الهجري الأول ، وأهمها : الضغط السياسي على الناس ، ومشكلة الفقر والحرمان ، ومشكلة الجهل والعصبية ، والمشكلة الأخلاقية واستفحال حال الفساد والفاحشة ، ومشكلة الرق والعبودية ، والمعارضة المسلحة ضد السلطة السياسية .

السلطة السياسية

عاصر الإمام السجادعليه‌السلام الدولة الأموية ابتداءً من مؤسسها معاوية بن أبي سفيان ( ت ٦٠ هـ ) وحتى الوليد بن عبد الملكح ( ت ٩٦ هـ ) ومن أجل فهمٍ أوضح للزمن السياسي الذي عايشه السجادعليه‌السلام ، نعرض باختصار لخلفاء بني أمية خلال خمسة عقود أو أكثر وهي الفترة التي قضاها الإمامعليه‌السلام تحت حكهم :

١ ـ معاوية بن أبي سفيان : أصبح معاوية ( ت ٦٠ هـ ) بعد تسنمه أمارة المسلمين في الشام سنة ٢٠ هجرية من أغنى الناس وأثراهم مالاً ، بعد أن كان طليقاً من طلقاء فتح مكة ، وفقيراً لا مال له يمشي حافياً تحت ركاب علقمة بن وائل الحضرمي ، كما ذكر

٢٤٨

البيهقي في ( المحاسن والمساوئ )(١) أسلم هو وأبوه يوم فتح مكة ، وشهد حنيناً وكان من المؤلفة قلوبهم(٢) أي الذين اعطوا الصدقات حتى يثبتوا على الدين .

ولما بعث أبو بكر الجيوش إلى الشام سار معاوية مع أخيه يزيد بن أبي سفيان ، فلما مات يزيد استخلفه على دمشق ، فأقرّه عمر بن الخطاب ، ثم أقرّه عثمان وجمع له الشام كله ، فأقام أميراً عشرين سنة ، وخليفةً عشرين سنة أخرى وعصى معاوية أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، وخرج عليه في صفين فشق عصا المسلمين ، وخرج على أميرهم .

وكان معاوية قاسياً ، لم يتورع عن قتل المناوئين له وتعذيبهم وقطع صلتهم ببيت المال وكان عمر بن الخطاب يقول فيه ، إذا نظر إليه : ( هذا كسرى العرب )(٣) ومن مصاديق قسوته أنه سلّط بسر بن أبي أرطأة على رقاب المسلمين ، منتهكاً حرمات المؤمنين وعهد بقتل كل من والى علياًعليه‌السلام وأهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

وكان معاوية معروفاً بالغدر والخيانة فخان الإمام الحسن بن عليعليه‌السلام عندما أعطاه ميثاقاً بالوفاء بالعهد سنة ٤١ هـ ، ولكن ما

ــــــــــــــــ

(١) المحاسن والمساوئ للبيهقي ج ١ ص ٢٩ .

(٢) تأريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٩٤ .

(٣) تأريخ الخلفاء ص ١٩٥ .

٢٤٩

أن استتب له الأمر حتى وضع ذلك العهد تحت قدميه ولم يف به وكان يختلق على أهل الشام المختلقات ويزعم بأنه أقرب الناس إلى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا وراث له سواه وأدعى بأن علياًعليه‌السلام قتل الخليفة الثالث بينما كان عليعليه‌السلام يدفع ولديه الحسن والحسينعليهما‌السلام للدفاع عن عثمان وفي النهاية غدر معاوية بالإمام الحسن بن عليعليه‌السلام فدسّ له السّم ، وقتل الصحابي الجليل حجر بن عدي وأصحابه .

وفي سنة ثلاث وأربعين استخلف معاوية زياد بن أبيه ، وهي أول قضية غيّر فيها حكم النبي عليه الصلاة والسلام في الإسلام ، ذكره الثعالبي وغيره(١) فقد استلحق معاوية زياد بن أبيه ، وجعله أخيه وسماه زياد بن أبي سفيان وكان أبو سفيان قد أنكر أنه ابنه من سمية(٢)

وبكلمة ، فقد كان حكم معاوية بالخصوص يمثل كل ما حاربه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من ظواهر جاهلية ، كابتزاز الأموال ، واستذلال الضعفاء ، واحتقار الفقراء ، واستلحاق الأدعياء ، وقتل النجباء ، وترويع الأبرياء .

ــــــــــــــــ

(١) تأريخ الخلفاء ص ١٩٦ .

(٢) مروج الذهب للمسعودي ج ٣ ص ٧ والإمامة والسياسة لابن قتيبة ص ٢٠٣ .

٢٥٠

ولذلك وجد بنو أمية في أئمة أهل البيتعليه‌السلام واتباعهم كل شروط العداء التأريخي فزجوا الأبرياء في ظلمات السجون ، وقتلوا الأولياء والصالحين منهم يلخص السلفي في ( الطيوريات ) وجه الصراع بين معاوية وعلي ، فيقولو على لسان عبد الله بن أحمد بن حنبل : ( سألت أبي عن عليّ ومعاوية ، فقال : اعلم أن علياً كان كثير الأعداء [ ممن قاتلهم من عرب الجاهلية ] ، ففتش له أعداؤه عيباً فلم يجدوا ، فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فاطروه كياداً منهم له )(١)

وبينما نرى فضل أهل البيتعليه‌السلام ينتشر في الآفاق ، نجد من المسلمين من يشكك في شخصية معاوية ولياقته الإسلامية في إمرة المسلمين ، فعبد الله بن عباس يقول : ( ليس في معاوية خصلة تقرّبه من الخلافة )(٢) وصعصعة بن صوحان العبدي يقول : ( إنما أنت طليق ، وابن طليق أطلقكما رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أنى تصلح الخلافة لطليق ؟! )(٣) . ويصفه المغيرة بن شعبة وهو من ولاة معاوية : ( بأنه [ أي معاوية ] أخبث الناس )(٤) ويصفه سمرة بن جندب حينما عزله عن ولاية

ــــــــــــــــ

(١) تأريخ الخلفاء ص ١٩٩ .

(٢) المسعودي هامش ابن الأثير ج ٦ ص ٧ .

(٣) هامش ابن الأثير ج ٦ ص ٧ .

(٤) مروج الذهب ج ٢ ص ٣٤٢ .

٢٥١

البصرة : ( لعن الله معاوية ، والله لو أطعت الله كما أطعت معاوية لما عذبني أبداً )(١)

عاش الإمام السجادعليه‌السلام حوالي عقدين من باكورة حياته ، وهو يرى معاوية يحكم بلاد المسلمين فذاق من مرارة الظلم ما ذاقه جميع أهل البيتعليه‌السلام ورأى سنّة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يغّيرها معاوية كيفما يشاء يقول سعيد بن المسيب : أول من أحدث الأذان في العيد هو معاوية ، وأول من نقص التكبير أخرجه ابن أبي شيبة وأول من استحلف في البيعة ، استحلفهم بالله فلما كان عبد الملك بن مروان استحلفهم بالطلاق والعتاق وأول من نسب من جاء بسفاح إليه ، وهو زياد بن أبيه ، خلافاً للقرآن الكريم والسنّة المطهرة أحدث كل ذلك ولم يكن له التقدم في الإسلام ، ولا سابقة مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ولا قرابة منه .

٢ ـ يزيد بن معاوية : ويوصي معاوية بن أبي سفيان قبل مماته لإبنه يزيد ( ت ٦٤ هـ ) بالخلافة .

قال ابن سيرين : وفد عمرو بن حزم على معاوية ، فقال له : أذكرك الله في أمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بمن تستخلف عليها فقال : نصحت وقلت برأيك وإنه لم يبق إلا إبني وأبناؤهم ، وإبني أحقّ !

ــــــــــــــــ

(١) تأريخ الطبري ج ٦ ص ١٥٧ .

٢٥٢

وقال عطية بن قيس : خطب معاوية فقال : اللهم إن كنت إنما عهدت ليزيد لما رأيت من فضله فبلّغه ما أملّت وأعنه وإن كنت إنما حملني حبّ الوالد لولده وأنه ليس ما صنعت به أهلاً فاقبضه قبل أن يبلغ ذلك(١)

وقد أجمع رجال المدينة الذين زاروا يزيد ، وبعد ان اعتلى عرش الخلافة وحكم الناس ، على فسقه وشربه الخمر وامتهانه الصلاة وإيتائه المنكر وتسفيهه عقائد المسلمين وقد وصفه المعسودي بقوله : ( كان يبادر بلذته ، ويجاهر بمعصيته ، ويستحسن خطأه ، ويهون الأمر على نفسه في دينه إذا صحت له دنياه ((٢) .

وقام يزيد بثلاث إنجازات في أربع سنوات من حكمه ، الأولى : قتل الإمام الحسينعليه‌السلام سبط رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في كربلاء والثانية : إباحة مدينة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقتل صحابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والثالثة : إستباحة مكة وحرق الكعبة المشرفة .

ووقائع عظيمة كواقعة كربلاء بفظاعتها ، وواقعة الحرة بوحشيتها ، وضرب الكعبة بالمنجنيق واحتراق استارها وسقفها من شرارة نيرانهم ، أحدث هزّة عنيفة في ضمير الناس فمل يعهدوا ذلك

ــــــــــــــــ

 (١) تأريخ الخلفاء ص ٢٠٦ .

(٢) التنبيه والاشراف للمسعودي ص ٢٦٤ .

٢٥٣

حتى من المشركين ، باستثناء جيش ابرهة الذي لم يصل الكعبة حتى أحرقه الله تعالى بحجارةٍ من سجيل .

وتذكر الروايات التأريخية أمثلة عديدة من وحشيتهم فهذا الصحابي الجليل أبو سعيد الخدريّ لزم بيته في المدينة ، فدخل عليه نفر من أهل الشام ، فقالوا : أيها الشيخ من أنت ؟ فقال : أنا أبو سعيد الخدري صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فقالوا ما زلنا نسمع عنك فبحظك أخذت في تركك قتالنا ، وكفك عنا ، ولزوم بيتك ؛ ولكن أخرج إلينا ما عندك قال : والله ما عندي مال ، فنتفوا لحيته ، وضربوه ضربات ثم أخذوا ما وجدوه في بيته حتى الصواع(١)

وجيء إلى مسلم بن عقبة ، وهو بالمدينة يقتل الناس صبراً ، بسعيد بن المسيب ، فقال له : بايع ! فقال : أبايع على سيرة أبي بكر وعمر ، فأمر بضرب عنقه فشهد رجلٌ أنه مجنون فخلّى سبيله ذكره ابن كثير عن المدائني .

وما توقف الجيش الأموي عن تلك المذابح في المدينة ومكة ، إلا بسماع موت يزيد في منتصف ربيع الأول عام أربع وستين .

٣ ـ معاوية بن يزيد بن معاوية ( ت ٦٤ هـ ) : وجاء الخبر بموت يزيد والقتال مستمر بين جيش عبدالله بن الزبير والجيش الأموي فنادى ابن الزبير : يا أهل الشام إن طاغيتكم قد هلك فانفلّوا وذلّوا

ــــــــــــــــ

(١) الإمامة والسياسة ص ٢٣٦ الصواع : الكوز الذي يشرب به .

٢٥٤

وتخطّفهم الناس ودعا ابن الزبير إلى بيعة نفسه ، وتسمّى بالخلافة بينما بايع أهل الشام معاوية بن يزيد .

واضطرب الأمويون بعد معاوية بن يزيد بن معاوية الذي فاجئهم بتخليه عن الخلافة ، وماجوا في الفتنة ، وهرعوا إلى معلمه فاتهموه بتعليمه محبة أهل البيتعليه‌السلام فدفنوه حياً(١)

وكانت مدة خلافته أربعين يوماً ، ومات وله إحدى وعشرون سنة ، ولما احتضر قيل له : ألا تستخلف ؟ قال : ما أصبت من حلاوتها فلم أتحمل مرارتها ؟(٢) وكان لهذا الشباب ستة عشر سنة عندما أدخل رأس الحسينعليه‌السلام وسباياه والسجادعليه‌السلام على أبيه يزيد في المسجد الأموي ولعل أثر ذلك بقي في نفسه فأبت الخلافة !

٤ ـ عبدالله بن الزبير ( ت ٧٣ هـ ) : لما مات يزيد بن معاوية بويع له بالخلافة ، وأطاعه أهل الحجاز واليمن والعراق وخراسان ، ولم يبق بلداً خارجاً عنه إلى الشام ومصر فإنه بويع بهما معاوية بن يزيد ، فلم تطل مدته فملا مات أطاع أهلهما ابن الزبير وبايعوه .

ثم خرج مروان بن الحكم فغلب على الشام ثم مصر ، واستمر إلى أن مات سنة خمس وستين ، وقد عهد إلى ابنه عبد الملك .

ــــــــــــــــ

(١) حياة الحيوان للدّميري ج ١ ص ٦٢ .

(٢) تأريخ الخلفاء ص ٢١١ .

٢٥٥

واستمر ابن الزبير بمكة خليفة إلى أن تغلّب عبد الملك ، فجهز لقتاله جيشاً بقيادة الحجاج في أربعين ألفاً ، فحاصره بمكة أشهراً ، ورمى عليه المنجنيق ، وخذل ابن الزبير أصحابه وتسللوا إلى الحجاج ، فظفر به وقتله وصلبه لسبع عشرة خلت من جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعين .

ولم يحمل إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم رأس إلى المدينة قط ، ولا يوم بدر وأول من حملت إليه الرؤوس هو يزيد بن معاوية ومن ثم عبد الله بن الزبير .

٥ ـ مروان بن الحكم ( ت ٦٥ هـ ) : قال الذهبي ان مروان بن الحكم لا يعدّ من أمراء المؤمنين ، بل هو باغٍ خارج على ابن الزبير ، ولا عهده إلى إبنه بصحيح ، وإنما صحت [ في رأي الذهبي ] خلافة عبد الملك من حين قتل ابن الزبير سنة ٧٣ هـ(١) ولقد كانت لمروان بن الحكم طريد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم خبرة في الإدارة أيام الخليفة الثالث حيث استوهبه واستوهب بني أمية وآل أبي معيط أموالاً طائلة من بيت مال المسلمين .

وفي أيام مروان استخفى المؤمنون ، وكانت الشيعة تطلب في أقطار الأرض تهدر دماؤهم وأموالهم ، وأظهروا لعن أمير المؤمنين

ــــــــــــــــ

(١) تأريخ الخلفاء ص ٢١٢ .

٢٥٦

عليه‌السلام على منابرهم(١) وعللّوه : ( بأنه لا يستقيم لنا الأمر إلا بذلك ((٢) .

ومات مروان بن الحكم خنقاً ، قتلته زوجته أم خالد قال ابن الأثير عطته بوسادة حتى مات قتلاً(٣)

٦ ـ عبد الملك بن مروان ( ت ٨٦ هـ ) : وجاء في سنة ٧٣ للهجرة جبار آخر في حياة الإمام زين العابدينعليه‌السلام وهو عبد الملك بن مروان ، وهو القائل : ( لا يأمرني أحدٌ بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه )(٤) ، و( إني لا أداوي هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لي قناتكم )(٥) وكان بخيلاً حتى سمي بـ رشح الحجارة(٦) ، وعانى الناس في حكمه من الجوع والفقر والظلم .

وقد ولى على الكوفة الحجاج بن يوسف الثقفي ، (فكان الحجاج لا يصبر عن سفك الدماء ، وارتكاب أمور لا يقدر عليها غيره(٧) وكان الحجاج يفتخر قائلاً : ( والله ما أعلم اليوم رجلاً على

ــــــــــــــــ

(١) إثبات الوصية للمسعودي ص ١٦٨ .

(٢) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١٣ ص ٢٢٠ .

(٣) تاريخ ابن الأثير ج ٢ ص ٦٤٧ .

(٤) تأريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢١٩ .

(٥) الذهب المسبوك للمقريزي ص ٢٩ .

(٦) تأريخ القضاعي ص ٧٢ .

(٧) حياة الحيوان ج ١ ص ١٦٧ .

٢٥٧

ظهر الأرض هو أجرأ على دمٍ مني )(١) فوضع سيفه على رقاب القرّآء والعلماء فضلاً عن بقية عباد الله .

وفي سنة أربع وسبعين سار الحجاج إلى المدينة ، وأخذ يتعنت على أهلها ويستخفّ ببقايا من فيها من صحابة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وختم على إعناقهم وأيديهم ، يذلّهم بذلك كأنس ، وجابر بن عبد الله ، وسهل بن سعد الساعدي(٢)

ويروى عن نفاق عبد الملك ومكره في رواية تأريخية لها دلالة قال يحيى الغساني : لما نزل مسلم بن عقبة المدينة دخلت مسجد النبي عليه الصلاة والسلام ، فجلست إلى جنب عبد الملك ، فقال لي النبي عليه الصلاة والسلام ، فجلست إلى عبد الملك ، فقال لي عبد الملك : أمن هذا الجيش أنت ؟ قلت : نعم قال : ثكلتك أمك ! أتدري إلى من تسير ؟ إلى أول مولود في الإسلام(٣) ، وإلى ابن حواريّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإلى ابن ذات النطاقين ، وإلى من حنّكه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، أما والله إن جئته نهاراً وجدته صائماً ، ولئن جئته ليلاً لتجدنّه قائماً ، فلو أن أهل الأرض أطبقوا على قتله لأكبّهم الله جميعاً في النار !

ــــــــــــــــ

(١) طبقات ابن سعد ج ٦ ص ٦٦ .

(٢) تاريخ الخلفاء ص ٢١٥ .

(٣) يقصد عبد الله بن الزبير .

٢٥٨

فلما صارت الخلافة إلى عبد الملك وجّهنا مع الحجاج حتى قتلناه(١)

قال أحد الشعراء وهو يصف غدر عبدالملك بن مروان :

يا قوم لا تغلبوا عن رأيكم فلقد

جرّبتم الغدر من أبناء مروانا

أمسوا وقد قتلوا عمرا وما رشدوا

يدعون غدراً بعهد الله كيسانا

ويقتلون الرجال البزل ضاحية

لكي يولوا أمور الناس ولدانا

تلاعبوا بكتاب الله فاتّخذوا

هواهم في معاصي الله قرآنا

وتذكر أحدى الروايات مدى تكالب الناس على المال :

كان عمرو بن سعيد على الشام زمن إمارة عبد الله بن الزبير ، وكان له أنصار كثيرون فاستدرجه عبد الملك إلى قصره وأمر الخلافة لم يستتب بعد ، وقتله بقطع رأسه .

وكان أصحاب عمرو بن سعد وعددهم يربو على أربعة آلاف رجل مسلّح خارج القصر ، وهم ينتظرون إذا خفت صوت عمرو عليهم ، شهروا سيوفهم على عبد الملك وأخذوا بثأر سيدهم عمرو.

ــــــــــــــــ

(١) تاريخ الخلفاء ص ٢١٧ .

٢٥٩

استشار عبد الملك حاشيته ، فأشاروا عليه : ارم الرأس المقطوع على أصحاب عمرو ، ثم ارم عليهم الدنانير والدراهم يتشاغلون بها .

وهكذا كان ، فأمر عبد الملك برأس عمرو أن يطرح إليهم من أعلى القصر ، فطرح إليهم وطرحت الدنانير ، ونثرت الدراهم ثم هتف عليهم الهاتف ينادي : إن أمير المؤمنين قد قتل صاحبكم ، بما كان من القضاء السابق ، والأمر النافذ ولكم على أمير المؤمنين عهد الله وميثاقه ، أن يحمل راجلكم ، ويكسو عاريكم ، ويغني فقيركم ، ويبلغكم إلى أكمل ما يكون من العطاء والرزق قال : فصاحوا نعم نعم نعم سمعاً وطاعةً لأمير المؤمنين(١) .

عاش الإمام السجادعليه‌السلام في هذه الأجواء الإجتماعية ، بينما كان يتوارد إلى سمعه ما كتبه الحجاج إلى عبد الملك مشيراً عليه قتل علي بن الحسينعليه‌السلام حتى يثبت ملكه فيجيبه عبد الملك : ( أما بعد : فجنبني دماء بني هاشم ، واحقنها فإني رأيت آل أبي سفيان لما ولغوا فيها لم يلبثوا أن أزال الله عنهم الملك ) ولكن عبد الملك ولغ في دماء المؤمنين بالواسطة فكان الحجاج يده اليمنى التي يقطع بها رؤوس الأبرياء وما عسى أن يفعل السجادعليه‌السلام ، وهو يرى ماكنة القتل والقطع تدور ليل نهار ، غير التوسل بالله عزّ وجلّ بالانتقام .

ــــــــــــــــ

(١) الإمامة السياسة ج ٢ ص ٣٣ ـ ٣٥ .

٢٦٠