الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين0%

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين مؤلف:
الناشر: المؤلف
تصنيف: الإمام علي بن الحسين عليه السلام
الصفحات: 413

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد زهير الأعرجي
الناشر: المؤلف
تصنيف: الصفحات: 413
المشاهدات: 242213
تحميل: 13353

توضيحات:

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 242213 / تحميل: 13353
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

مؤلف:
الناشر: المؤلف
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

الدين :

١ ـ جماع الدين : تقدم رجل إلى الإمام السجادعليه‌السلام فسأله عن كيفية الدعوة إلى الدين ؟ فقالعليه‌السلام : ( ادعوك إلى الله تعالى وإلى دينه ، وجماعه أمران الأول : معرفة الله والآخر : العمل برضوانه وإن معرفة الله أن تعرفه بالوحدانية ، والرأفة والرحمة ، والعلم والقدرة ، والعلو على كل شيء ، وأنه النافع الضار القاهر لكل شيء الذي لا تدركه الأبصار ، وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير وأن محمداً عبده ورسوله ، وأن ما جاء به هو الحق من عند الله تعالى ، وأن ما سواهما هو الباطل فإذا أجابوا إلى ذلك فلهم ما للمسلمين ، وعليهم ما على المسلمين )(١)

الذنب :

٢ ـ أنواع الذنوب : النص التالي للإمام زين العابدينعليه‌السلام يكشف عن طبيعة الذنوب ومقتضياتها :

) الذنوب التي تغير النعم : البغي على الناس ، والزوال عن العادة في الخير واصطناع المعروف ، وكفران النعم ، وترك الشكر ، قال الله تعالى : (( إِنّ اللّهَ لاَ يُغَيّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتّى‏ يُغَيّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ) (٢) .

والذنوب التي تورث الندم : قتل النفس التي حرّم الله ، قال الله تعالى في قصة قابيل حين قتل أخاه فعجز عن دفنه : (( فَأَصْبَحَ مِنَ النّادِمِينَ ) )(٣) ، وترك صلة القرابة حتى يستغنوا ، وترك الصلاة حتى يخرج وقتها ، وترك الوصية ورد المظالم ، ومنع الزكاة حتى يحضر الموت وينغلق اللسان .

ــــــــــــــــ

(١) التهذيب للشيخ الطوسي ج ٢ ص ٤٧ .

(٢) سورة الرعد : الآية ١١ .

(٣) سورة المائدة : الآية ٣١ .

٣٨١

والذنوب التي تنزل النقم : عصيان العارف ، والتطاول على الناس ، والاستهزاء بهم ، والسخر بهم .

والذنوب التي تدفع النعم : أظهار الإفتقار ، والنوم عن العتمة(١) ، وعن صلاة الغداة ، واستحقار النعم ، وشكوى المعبود .

والذنوب التي تهتك العصم : شرب الخمر ، واللعب بالقمار ، وتعاطي ما يضحك الناس من اللغو والمزاح وذكر عيوب الناس ، ومجالسة أهل الريب .

والذنوب التي تنزل البلاء : ترك اغاثة الملهوف ، وترك معونة المظلوم ، وتضييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

والذنوب التي تديل الأعداء : المجاهرة بالظلم ، واعلان الفجور ، وإباحة المحظور ، وعصيان الأخيار ، واتباع الأشرار .

والذنوب التي تعجّل الفناء : قطيعة الرحم ، واليمين الفاجرة ، والأقوال الكاذبة ، والزنا ، وسد طرق المسلمين ، وادعاء الإمامة بغير حق .

والذنوب التي تقطع الرجاء : اليأس من روح الله ، والقنوط من رحمة الله ، والثقة بغير الله ، والتكذيب بوعد الله .

ــــــــــــــــ

(١) العتمة : وقت صلاة العشاء .

٣٨٢

والذنوب التي تظلم الهواء : السحر والكهانة ، والإيمان بالنجوم ، والتكذيب بالقدر ، وعقوق الوالدين .

والذنوب التي تكشف الغطاء : الاستدانة بغير نية الأداء ، والإسراف في النفقة على الباطل ، والبخل على الأهل والولد وذي الأرحام ، وسوء الخلق ، وقلّة الصبر ، واستعمال الضجر ، والاستهانة بأهل الدين .

والذنوب التي ترد الدعاء : سوء النية وخبث السريرة ، والنفاق مع الاخوان ، وترك التصديق بالإجابة ، وتأخير الصلوات المفروضات حتى تذهب أوقاتها ، وترك التقرب إلى الله عزّ وجلّ بالبر والصدقة ، واستعمال البذاء والفحش في القول ، والزور وكتمان الشهادة ، ومنع الزكاة والقرض والماعون ، وقساوة القلوب على أهل الفقر والفاقة ، وظلم اليتيم والأرملة ، وانتهار السائل ورده بالليل )(١)

الإنسان :

٣ ـ أعين العبد : ( ان للعبد أربعة أعين : عينان يبصر بهما أمر دينه ودنياه ، وعينان يبصر بهما أمر آخرته فإذا أراد الله بعبدٍ خيراً فتح له

ــــــــــــــــ

(١) معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص ٧٨ .

٣٨٣

العينين اللتين في قلبه فأبصر بهما الغيب وأمر آخرته وإذا أراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه )(١)

٤ ـ الإنسان والقسم : ( لا تحلفوا إلا بالله ، ومن حلف بالله فليصدق ومن حلف له بالله فليرض ومن حلف له بالله فلم يرض فليس من الله )(٢)

٥ ـ وثاقة الإنسان وعدالته : ( إذا رأيتم الرجل قد حسن سمته وهديه ، وتمادى في منطقه ، وتخاضع في حركاته ، فرويداً لا يغرنكم ، فما أكثر من يعجزه تناول الدنيا ، وركوب الحرام منها ، لضعف بنيته ومهانته ، وجبن قلبه ، فنصب الدين فخّاً له ، فهو لا يزال يختل الناس بظاهره فإن تمكن من حرام أقتحمه .

وإذا وجدتموه يعفّ عن المال الحرام فرويداً لا يغرنكم ، فإن شهوات الخلق مختلفة ، فما أكثر من يتأبى عن الحرام وإن كثر ، ويحمل نفسه على شوهاء قبيحة ، فيأتي منها محرماً.

فإذا رأيتموه كذلك فرويداً لا يغرنكم حتى تنتظروا عقدة عقله ، فما أكثر من ترك ذلك أجمع ثم لا يرجع إلى عقل متين ، فيكون ما يفسده بجهله أكثر مما يصلحه بعقله .

ــــــــــــــــ

(١) الخصال ج ١ ص ١٠٦ .

(٢) بحار الأنوار ج ٢٤ ص ١٢ .

٣٨٤

فإذا وجدتم عقله متيناً فرويداً لا يغرنكم حتى تنظروا أيكون هواه على عقله ، أم يكون عقله على هواه ؟ وكيف محبته للرياسة الباطلة وزهده فيها ؟ فإن في الناس من يترك الدنيا للدنيا ، ويرى أن لذة الرياسة الباطلة أفضل من رياسة الأموال والنعم المباحة المحللة ، فيترك ذلك أجمع طلباً للرياسة ، حتى إذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالأثم فحسبه جهنم وبئس المهاد فهو يخبط خبط عشواء ، يقوده أول باطله إلى أبعد غايات الخسارة ، ويمد به بعد طلبه لما لا يقدر في طغيانه ، فهو يحلّ ما حرم الله ، ويحرّم ما أحلّ الله لا يبالي ما فات من دينه إذا سلمت له الرياسة التي قد شقي من أجلها فأولئك الذين غضب الله عليهم ولعنهم وأعدّ لهم عذاباً أليماً .

ولكن الرجل كل الرجل الذي جعل هواه تبعاً لأمر الله ، وقواه مبذولة في قضاء الله ، يرى الذلّ مع الحق أقرب إلى عز الأبد مع العز في الباطل ، ويعلم أن قليل ما يحتمله من ضرائها يؤدي إلى دوام النعيم في دار لا تبيد ولا تنفد ، وأن كثيراً ما يلحقه من سرائها إن اتبع هواه يؤدي به إلى عذاب لا انقطاع له ولا زوال فذلك الرجل تمسكوا به ، واقتدوا بسنته ، وإلى ربكم توسلوا به ، فإنه لا تردّ له دعوة ، ولا يخيب من طلبه )(١)

ــــــــــــــــ

(١) الأحتجاج ج ٢ ص ١٧٥ وتنبيه الخواطر ص ٣١٦ .

٣٨٥

٦ ـ عليك نفسك : ( كفى بالمرء عيباً أن يبصر من الناس ما يعمى عليه من نفسه ، أو يؤذي جليسه بما لا يعنيه )(١)

٧ ـ يا بن آدم : ( ان الله يقول يا ابن آدم أرض بما أتيتك تكن من أزهد الناس ، واعمل بما افترضت عليك تكن من أعبد الناس ، واجتنب عما حرّمت عليك تكن من أورع الناس )(٢)

٨ ـ حقٌ يفي بأهل الأرض : جاء إليه رجلٌ برجلٍ يزعم انه قاتل أبيه ، وقد اعترف به ، ووجب عليه القصاص فسأله علي بن الحسينعليه‌السلام العفو ليعظم ثوابه ، فلم تطب نفس ابن المقتول بالعفو فقالعليه‌السلام : ( إن كان لهذا القاتل عليك حقٌ ، فهب له هذه الجناية ، واغفر له ذنبه ) فقال : يا ابن رسول الله ، له عليّ حق لم يبلغ العفو عن قتل أبي .

فقالعليه‌السلام : ( فماذا تريد منه ؟ ) قال : أريد القود فإن أراد المصالحة صالحته وتركت القود لأجل حقه فقالعليه‌السلام : ( ما حقه عليك ؟ ) قال : انه علمني توحيد الله ونبوة رسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وإمامة علي والأئمةعليه‌السلام فقال السجادعليه‌السلام : ( ألم تر أن هذا يفي بدم أبيك بلى

ــــــــــــــــ

(١) أصول الكافي على هامش مرآة العقول ج ٢ ص ٤٢٨ .

(٢) تحف العقول ص ٦٨ .

٣٨٦

والله ان هذا ليفي بدماء أهل الأرض كلهم من الأولين والآخرين ، سوى الأنبياء والأئمة إن قتلوا فإنه لا يفي بدمائهم شيء )(١)

الموت :

٩ ـ الموت للمؤمن والكافر : ( الموت للمؤمن كنزع ثياب وسخة ، وفك أغلال ثقيلة ، والاستبدال بأفخر الثياب ، وأوطأ المراكب .

وللكافر كخلع ثياب فاخرة ، والنقل من منازل أنيسة ، والاستبدال بأوسخ الثياب وأخشنها ، وأوحش المنازل وأعظمها )(٢)

المؤمن :

١٠ ـ صفات المؤمن : ( المؤمن خلط عمله بحلمه ، يجلس ليعلم ، وينصت ليسلم ، لا يحدّث بالأمانة للاصدقاء ، ولا يكتم الشهادة للبعداء ، ولا يعمل شيئاً من الحق رياءً ، ولا يتركه حياءً إن زكّي خاف مما يقولون ، ويستغفر الله لما لا يعلمون ، ولا يضره جهل من جهله )(٣)

ــــــــــــــــ

(١) الأحتجاج للطبرسي ص ١٧٠ .

(٢) معاني الأخبار باب ١٣٦ .

(٣) تحف العقول ص ٢٨٠ .

٣٨٧

١١ ـ الدعاء للمؤمن بظهر الغيب : ( إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يدعو لأخيه بظهر الغيب أو يذكره بخير ، قالوا : نعم الأخ أنت لأخيك ، تدعو له بالخير ، وهو غائب عنك ، وتذكره بخير قد أعطاك الله مثليّ ما سألت له ، وأثنىا عليك مثليّ ما أثنيت عليه ، ولك الفضل عليه .

وإذا سمعوه يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه ، قالوا له : بئس الأخ أنت لأخيك ، كف أيها المستر على ذنوبه وعورته ، واربع على نفسك ، واحمد الله الذي ستر عليك ، واعلم أن الله أعلم بعبده منك )(١)

١٢ ـ المتحابون في الله : ( إذا جمع الله الأولين والآخرين نادى منادٍ يسمعه الناس يقول : أين المتحابون في الله ؟ فيقوم عنق من الناس ، فيقال لهم : اذهبوا إلى الجنة بغير حساب ، فتتلقاهم الملائكة ويسألونهم عن العمل الذي جاز بهم إلى الجنة ، فيقولون : نحن المتحابون في الله فيقولون : وأي شيء كانت أعمالكم ؟ فيقولون : كنا نحب في الله ، ونبغض في الله فيقولون لهم : نعم أجر العاملين )(٢)

١٣ ـ أهل الفضل : ( إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ : ليقم أهل الفضل فيقوم ناس قبل الحساب ، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة ،

ــــــــــــــــ

(١) أصول الكافي ج ٢ ص ٥٠٨ .

(٢) وسائل الشيعة ج ١١ ص ٤٣٢ .

٣٨٨

فتتلقاهم الملائكة ويسألونهم إلى أين ؟ فيقولون : إلى الجنة فإذا سألوهم عما استحقوا ذلك ، يقولون : كنا إذا جهل علينا حلمنا ، وإذا ظلمنا صبرنا ، وإذا أسيء إلينا غفرنا فيقال لهم : ادخلوا الجنة فنم أجر العاملين

ثم ينادي منادٍ : ليقم جيران الله عزّ وجلّ ، فيقوم ناس ، فيقال لهم : انطلقوا إلى الجنة فتسألهم الملائكة عما استحقوا ذلك ، وما مجاورتهم لله عزّ وجلّ ؟ فيقولون : كنا نتزاور في الله ، ونتجالس في الله ، ونتبادل في الله ، فيقولون : ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين )(١)

١٤ ـ علامات المؤمن : قال الإمام زين العابدينعليه‌السلام : ( علامات المؤمن خمس ) فقال له طاووس اليماني : وما هي يا ابن رسول الله ؟ قالعليه‌السلام : ( الورع في الخلوة ، والصدقة في القلّة ، والصبر عند المصيبة ، والحلم عند الغضب ، والصدق عند الخوف )(٢)

١٥ ـ من أخلاق المؤمن : ( من أخلاق المؤمن : الإنفاق على قدر الإقتار(٣) ، والتوسعة على قدر التوسع ، وانصاف الناس ، وابتداؤه بالسلام عليهم )(٤)

ــــــــــــــــ

(١) حلية الأولياء ج ٣ ص ١٥٩ .

(٢) الخصال ص ٢٤٥ .

(٣) الإقتار : ضيق المعيشة .

(٤) أصول الكافي ج ٢ ص ٢٤١ .

٣٨٩

١٦ ـ منجيّات المؤمن : ( ثلاث منجيّات للمؤمن : كف لسانه عن الناس وعن اغتيابهم ، وشغله بما ينفعه لدنياه وآخرته ، وطول بكائه على خطيئته )(١)

١٧ ـ لطفه تعالى بالمؤمن : ( ان العبد المؤمن ليطلب الإماة والتجارة ، فإذا اشرف من ذلك على ما يهوى بعث الله إليه ملكاً يصدّه عن أمرٍ لو دخل فيه لاستحق النار فينزل الملك ويصدّه عن ذلك الأمر بلطف الله تعالى ، ويصبح العبد يقول لقد دهاني من دهاني ، فعل الله به وفعل وما يدري ان الله جلّ وعلا هو الناظر له في ذلك ولو تركه وذلك الشيء لدخل النار ( .

١٨ ـ الخطوتان والجرعتان والقطرتان : ( ما من خطوة أحب إلى الله تعالى من خطوتين : خطوةٌ يسد بها المؤمن صفاً في سبيل الله ، وخطوة إلى ذي رحم قاطع وما من جرعة أحب إلى الله تعالى من جرعتين : جرعة غيظ يردها بحلم ، وجرعة مصيبة يردها بصبر وما من قطرة أحبّ إلى الله تعالى من قطرتين : قطرة دم في سبيل الله وقطرة دمعة في سواد الليل لا يرد بها عبدٌ إلا الله عزّ وجلّ ((٢) .

١٩ ـ من شروط الأمان يوم القيامة : ( ثلاث من كنّ فيه كان في كنف الله تعالى وأظله يوم القيامة في ظل عرشه وآمنه من الفزع

ــــــــــــــــ

(١) الدر النظيم ص ١٧٤ .

(٢) الخصال ج ١ ص ٢٦ .

٣٩٠

الأكبر : من اعطى الناس من نفسه ما هو سائلهم لنفسه ، ورجلٌ لم يقدم يداً ولا رجلاً حتى يعلم انه في طاعة الله قدمها أو في معصيته ، ورجلٌ لم يعب أخاه بعيبٍ حتى يترك ذلك العيب من نفسه وكفى بالمرء شغلاً بعيبه عن عيوب الناس )(١)

٢٠ ـ أهل الحكمة : ( لا تحتقر اللؤلؤة النفيسة ان تجلبها من الكبا الخسيسة(٢) ، فان أبي حدثني قال سمعت أمير المؤمنينعليه‌السلام يقول : ان الكلمة من الحكمة لتلجلج(٣) في صدر المنافق نزاعاً إلى مظانها حتى يلفظ بها فيسمعها المؤمن فيكون أحق بها وأهلها ، فيلقفها )(٤)

المنافق :

٢١ ـ صفات المنافق : ( المنافق ينهى ولا ينتهي ، ويأمر ولا يأتي ، إذا قام للصلاة اعترض ، وإذا ركع ربض ، وإذا سجد نقر ، يمسي وهمه العشاء ولم يصم ، ويصبح وهمه النوم ولم يسهر )(٥)

ــــــــــــــــ

(١) تحف العقول ص ٦٨ .

(٢) الكبا : الكناسة .

(٣) لجلج في صدره : تردد .

(٤) بحار الأنوار ج ١ ص ٩٥ باب من يجوز أخذ العلم منه .

(٥) تحف العقول ص ٢٨٠ .

٣٩١

ومعنى ذلك ان المنافق قام للصلاة اعترض على وجوبها وناقش في نفعها ، وإذا ركع ربض أي هوى إلى الأرض كالغنم عند ربوضها ، وإذا سجد نقر مثله كمثل الطائر عند نقره الطعام .

أمراض الدنيا :

٢٢ ـ الكبر والحسد : ( ما من عمل أفضل عند الله تعالى بعد معرفة الله ، ومعرفة رسوله أفضل من بغض الدنيا وإن لذلك شعباً كثيرة ، وإن للمعاصي شعباً .

فأول ما عصي الله به الكبر ، وهو معصية ابليس حين أبى واستكبر ، وكان من الكافرين .

والحسد وهو معصية ابن آدم حيث حسد أخاه فقتله ، فتشعب من ذلك : حب النساء ، وحب الدنيا ، وحب الرياسة ، وحب الراحة ، وحب الكلام ، وحب العلو ، وحب الثروة فصرن سبع خصال ، فاجتمعن كلهن في حب الدنيا رأس كل خطيئة ، والدنيا دار بلاء )(١)

ــــــــــــــــ

(١) أصول الكافي باب ذم الدنيا .

٣٩٢

صلة الرحم :

٢٣ ـ آثار صلة الرحم : ( من سره أن يمدّ الله في عمره ، وأن يبسط له في رزقه فليصل رحمه ، فإن الرحم لها لسان يوم القيامة ، ذلق(١) ، تقول : يا رب صل من وصلني ، واقطع من قطعني )(٢)

أقول : ان الرحم حقيقة عرفية ، أكد على صلتها الشرع الحنيف والرحم في الأصل كما في ( مفردات الراغب ) هو رحم المرأة واستعير للقرابة لكونهم خارجين من رحمٍ واحدٍ فالمتصل بالسبب خارج عنهم .

قال الشهيد الأول ( ت ٧٨٦ هـ ) في القواعد : ( ان الصلة المأمور بها لا حقيقة لها شرعية ولا لغوية ، فتختلف باختلاف العادات وبعد المنازل وقربها وتصدق بكل ما تتحقق به ، وأدناه السلام بنفسه ثم برسوله والدعاء بظهر الغيب والثناء في المحضر وأعظم الصلة ما فيه جلب نفع للنفس ودفع ضرر عنها والواجب من صلة الأرحام ما يخرج به عن القطيعة المحرمة بل قيل انها من الكبائر ، وغيره مستحب )(٣)

ــــــــــــــــ

(١) ذلقٌ : لسانٌ فصيحٌ .

(٢) بحار الأنوار للمجلسي .

(٣) القواعد ص ٢١٤ .

٣٩٣

الإحسان :

٢٤ ـ الإطعام والإكساء : ( من أطعم مؤمناً من جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ، ومن سقى مؤمناً عن ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم ، وأيما مؤمن كسى مؤمناً من عري ، لم يزل في ستر الله وحفظه ما بقيت منه خرقة )(١) و( من أطعم مؤمناً حتى يشبع ، لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل إلا الله رب العالمين ) و( من موجبات المغفرة إطعام المسلم السغبان(٢) ) ثم تلا قوله تعالى :( أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ * يَتِيماً ذَا مَقْرَبَةٍ * أَوْ مِسْكِيناً ذَا مَتْرَبَةٍ ) (٣) .

٢٥ ـ قضاء حاجات المؤمن : ( من قضى لأخيه حاجة قضى الله له مائة حاجة ، ومن نفس عن أخيه كربة نفسّ الله عنه كربه يوم القيامة ، بالغاً ما بلغت ومن أعانه على ظالم له ، أعانه الله على إجازة الصراط عند دحض الأقدام ومن سعى له في حاجة حتى قضاها له فسرّ بقضائها ، كان كإدخال السرور على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن سقاه من ظمأ ، سقاه الله من الرحيق المختوم ومن أطعمه من جوع ، أطعمه الله من ثمار الجنة ومن كساه من عري ، كساه الله من استبرق

ــــــــــــــــ

(١) المؤمن للحسين بن سعيد الأهوازي ص ٦٣ ح ١٥٩ .

(٢) السغبان : الجائع .

(٣) سورة البلد : الآية ١٤ ـ ١٦ .

٣٩٤

وحرير ومن كساه من غير عري لم يزل في ضمان الله ما دام على المكسي من الثوب سلك ومن كفاه ما أهمه أخدمه الله من الولدان ومن حمله على راحلة بعثه الله يوم القيامة على ناقة من نوق الجنة يباهي به الملائكة ومن كفّنه عند موته كساه الله يوم ولدته أمه إلى يوم يموت ومن زوّجه زوجة يأنس بها ويسكن إليها ، آنسه الله في قبره بصورة أحب أهله إليه ومن عاده في مرضه حفته الملائكة تدعو له حتى ينصرف ، وتقول : طبت وطابت لك الجنة والله لقضاء حاجته أحب إلى الله من صيام شهرين متتابعين باعتكافهما في الشهر الحرام )(١)

٢٦ ـ الإنفاق : ( إني لأستحيي من ربي أن أرى أخاً من اخواني ، فأسأل الله له الجنة وأبخل عليه بالدينار والدرهم ، فإذا كان يوم القيامة قيل لي : لو كانت الجنة لك لكنت بها أبخل ، وأبخل ، وأبخل )(٢)

٢٧ ـ عموم الإحسان : ( إن أرفعكم درجات ، وأحسنكم قصوراً وأبنية [ في الجنة ] أحسنكم إيجاباً للمؤمنين ، وأكثركم مواساة لفقرائهم إن الله ليقرّب الواحد منكم إلى الجنة بكلمة طيبة يكلّم بها أخاه المؤمن الفقير ، بأكثر من مسيرة ألف عام يقدمه .

ــــــــــــــــ

(١) ثواب الأعمال ص ٨١ .

(٢) سير أعلام النبلاء ج ٤ ص ٢٣٩ .

٣٩٥

٢٨ ـ ( من كتم علمه أحداً أو أخذ عليه أجراً لم ينتفع به أبداً )(١)

التجارة :

٢٩ ـ صدق التعامل : ( إذا التاجران صدقا وبرا ، بورك لهما وإذا كذبا وخانا ، ولم يبارك لهما ) .

٣٠ ـ الرزق الحلال : ( الرزق الحلال قوت المصطفين ( .

الفضائل :

٣١ ـ أداء الأمانة : ( عليكم باداء الأمانة ، فوالذي بعث محمداً بالحق نبياً لو أن قاتل أبي الحسين بن علي أئتمنني على السيف الذي قتله به لأديته إليه )(٢) .

٣٢ ـ العمل بالسنّة : ( أفضل الأعمال عند الله ما عمل بالسنّة )(٣)

٣٣ ـ شكر المخلوق للمخلوق : ( لقد استرقك بالوّد من سبقك بالشكر )(٤) ) إن الله تعالى يجب كل قلب حزين ويجب كل عبد

ــــــــــــــــ

(١) حلية الأولياء ج ٣ ص ١٤٠ .

(٢)  دار السلام للنوري ج ٢ ص ١٤٠ .

(٣) الوافي ج ١ ص ٦٧ .

(٤) نهاية الأرب في فنون الأدب ج ٢١ ص ٣٣١ .

٣٩٦

شكور ويقول الله لعبدٍ من عبيدة يوم القيامة : أشكرت فلاناً ؟ فيقول : بل شكرتك يا رب فيقول الله سبحانه : لم تشكرني إن لم تشكره ) ثم قالعليه‌السلام : ( أشكركم أشكركم للناس )(١)

الشرح : ان شكر المخلوق يقتضي أمرين :

الأول : ان شكر المخلوق بأمر الله تعالى ، فيكون شكره شكراً لله ويؤيده قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : ( لا يحمد حامدٌ إلا ربه ) فشكر الإنسان المحسن مما أمر به المولى عزّ وجلّ فيكون الشكر في النهاية لله تعالى .

الثاني : ان الحقيقة الإجتماعية لشكر الناس بعضهم بعضاً هو توثيق أواصر الأخوة والمحبة بينهم وإلى هذا المعنى أمر الله نبيهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بالدعاء لمن اتاه بالزكاة ، فقال عزّ وجل : (( خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهّرُهُمْ وَتُزَكّيهِم بِهَا وَصَلّ عَلَيْهِمْ إِنّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ) (٢) .

٣٤ ـ إيثار الخالق على المخلوق : ( إن الله جل جلاله يقول : وعزتي وعظمتي ، وجمالي وبهائي ، وعلوي وارتفاع مكاني لا يؤثر عبدٌ هواي على هواه إلا جعلت همه في آخرته ، وغناه في قلبه ، وكففت عنه

ــــــــــــــــ

(١) أصول الكافي ـ باب الشكر .

(٢) سورة التوبة : الآية ١٠٣ .

٣٩٧

ضيعته ، وضمنت السموات والأرض رزقه ، وأتته الدنيا وهي راغمة )(١)

٣٥ ـ الغنى عما في أيدي الناس : ( ما استغنى أحد من الناس إلا افتقر الناس إليه)

٣٦ ـ عدم معاداة الناس : ( لا تعادين أحداً ، وإن ظننت أنه يضرك ) .

٣٧ ـ الإتكال على إختيار الله : ( من أتكل على حسن إختيار الله عزّ وجلّ له ، لم يتمن غير الحالة التي إختارها الله له ) .

٣٨ ـ قبول العذر : ( لا يعتذر إليك أحد إلا قبلت عذره ، وإن علمت أنه كاذب ) .

٣٩ ـ ستر العيوب : ( ليقلّ عيب الناس على لسانك ) .

٤٠ ـ الصدق والوفاء : ( خير مفاتيح الأمور الصدق ، وخير خواتيمها الوفاء ) .

٤١ ـ الكلام الحسن : ( لكل شيء فاكهة ، وفاكهة السمع الكلام الحسن ) و( القول الحسن يثري المال ، وينمي الرزق ، وينسأ في الأجل ، ويحبب إلى الأهل ، ويدخل الجنة )(٢)

٤٢ ـ فضل كلام الخير : سأل رجلٌ الإمامعليه‌السلام عن السكوت والكلام ، أيهما أفضل ؟ فقالعليه‌السلام : ( لكل واحد منهما آفات فإذا

ــــــــــــــــ

(١) وسائل الشيعة ج ١١ ص ٢٢٢ .

(٢) الخصال ص ٢٨٩ .

٣٩٨

سلما من الآفات ، فالكلام أفضل ) ( إن الله سبحانه لم يبعث الأنبياء والأوصياء بالسكوت إنما بعثهم بالكلام ولا استحقت الجنّة بالسكوت ، إنما ذلك كله بالكلام وما كنت لأعدل القمر بالشمس )(١) وفي موضع آخر أوصى بالسكوت في بعض الحالات الإستثنائية : ( استعن على الكلام بالسكوت ، فإن للقول حالات تضرّ )

٤٣ ـ التواضع : ( سبب الرفعة التواضع ) .

٤٤ ـ الرضا بمكروه القضاء : ( الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين ) .

٤٥ ـ النظر لوجه المؤمن : ( نظر المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودة والمحبة عبادة ) .

٤٦ ـ العفو عند القدرة : ( إذا قدرت على عدوك فاجعل العفو شكراً للمقدرة عليه فإن العفو عن قدرة ، فضلٌ من الكرم ) .

٤٧ ـ الدنيا وتفاهتها : سئل الإمامعليه‌السلام عن أعظم الناس خطراً ؟ فقالعليه‌السلام : ( من لم يرض الدنيا لنفسه خطراً ) .

٤٨ ـ الحلم عند الغضب : ( إنه ليعجبني الرجل أن يدركه حلمه عند غضبه ) .

٤٩ ـ التقوى : ( لا يقلّ عمل مع التقوى ، وكيف يقلّ ما يتقبل ؟ ) .

ــــــــــــــــ

(١) الإحتجاج ص ١٧٢ .

٣٩٩

٥٠ ـ الشجاعة : ( النجدة الإقدام على الكريهة ، والصبر عند النائبة ، والذب عن الإخوان ( .

والمعنى : النجدة هي الشجاعة وشدة البأس والكريهة هي الحرب فمن مظاهر الشجاعة : المبارزة في الحرب ، والصبر عند المصيبة ، والدفاع عن الإخوان .

٥١ ـ الإقتصاد في المعيشة : ( لينفق الرجل بالقصد ، وبلغة الكفاف ، ويقدّم الفضل منه لىخرته فإن ذلك أبقى للنعمة ، وأقرب إلى المزيد من الله تعالى ، وأنفع في العاقبة ( .

والمعنى هو ان يقتصد الإنسان في معاشه ولا يسرف ، ويبذل الفاضل أو الباقي من ماله على موارد الإحسان التي يحبها الله تعالى كصلة الرحم ومعونة الفقير واليتيم ونحوه .

٥٢ ـ خصال الكمال : ( أربع من كنّ فيه كمل إسلامه ، ومحصت ذنوبه ، ولقي ربه عزّ وجلّ وهو عنه راضٍ : من وفى لله عزّ وجلّ بما يجعل على نفسه للناس ، وصدق لسانه مع الناس ، واستحيا من كل قبيح عند الله وعند الناس ، وحسن خلقه مع أهله )(١)

ــــــــــــــــ

(١) الخصال ص ٢٠٣ .

٤٠٠