الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين0%

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين مؤلف:
الناشر: المؤلف
تصنيف: الإمام علي بن الحسين عليه السلام
الصفحات: 413

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد زهير الأعرجي
الناشر: المؤلف
تصنيف: الصفحات: 413
المشاهدات: 242034
تحميل: 13335

توضيحات:

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 413 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 242034 / تحميل: 13335
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

الإمام علي بن الحسين (عليه السلام) زين العابدين

مؤلف:
الناشر: المؤلف
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وكانت صحيفة أعماله مسوّدة بقتل الحسينعليه‌السلام ، وإباحة المدينة ، وحرق الكعبة المشرفة.

حركة التوابين : سنة ٦٥ هـ

وندم أهل الكوفة على عدم نصرة الحسينعليه‌السلام وهم الذين دعوه إليهم في بداية الأمر ، وقد أظهربيوا ندمهم بعد واقعة الطف سنة ٦١ هـ مباشرة وأرادوا التكفير عن ذنبهم عبر الخروج المسلح على بني أمية فبدأوا فترة إعداد تسليحي أستمر أربع سنوات ، وانتخبوا سليمان بن صرد الخزاعي زعيماً لحركتهم فاجتمع للحركة عدد من المقاتلين قدّر بأربعة آلاف رجل مع سلاح وعدة حرب .

وقرروا زيارة قبر الحسينعليه‌السلام وهم يتلون قوله تعالى : (( فَتُوبُوا إِلَى‏ بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ ) ...)(١) . وكان تأويلهم للآية أن توبتهم لا تقبل إلا بقتال عدوهم والموت من أجل إظهار الحق ، وأطلق على هؤلاء بالتوابين .

وعسكر هؤلاء المقاتلون ، الذين كان شعارهم المطالبة بدم الحسينعليه‌السلام ، بالنخيلة قرب كربلاء ثم ساروا حتى انتهوا إلى قرقيسيا من شاطئ الفرات ، ومنها إلى عين الوردة بينما توجه الجيش الأموي بقيادة عبيدالله بن زياد في ثلاثين ألفاً والتقى الطرفان في ربيع الأول من سنة ٦٥ هـ في معركة دامية غير متكافئة في عين الوردة وظل القتال مستمراً اياماً ، حتى قتل معظم التوابين ، ولحق من بقي منهم بأمصارهم .

ــــــــــــــــ

(١) سورة البقرة : الآية ٥٤ .

٨١

يقول أعشى همدان في رثائهم(١)

فجائعم جمع من الشام بعده

جموع كموج البحر من كل جانب

فما برحوا حتى أبيدت جموعهم

ولم ينج منهم ثم غير عصائب

وغودر أهل الصبر صرعى اصبحوا

تعاورهم ريح الصبا والجنائب

وحول هذا التحرك ، لا يجد المؤرخ مفراً من تسجيل الدلالات التالية :

١ ـ ان هذه الحركة كانت نتيجة طبيعية لمظلومية أهل بيت النبوةعليه‌السلام بل انها كشفت حقيقة مهمة وهي ان جذوة حب أهل بيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لا زالت تعمل أوارها في نفوس الناس ومع ان عدد التوابين كان محدوداً ( ٤ آلاف مقاتل ) نسبة إلى جيش بني أمية ( ٣٠ ألف مقاتل ) ، إلا ان الحركة والمعركة حركتا مشاعر الناس نحو حق آل البيتعليه‌السلام المهدور .

ــــــــــــــــ

(١) مروج الذهب ج ٣ ص ١٠٠ ـ ١٠٤ .

٨٢

٢ ـ كان موقف الإمام زين العابدينعليه‌السلام منسجم مع سياسته العامة بعدم الاشتراك المباشر حفظاً على الدين ، ولكن وجودهعليه‌السلام كان حاسماً في استلهام معاني الثورة ضد الظلم .

٣ ـ تمرّد عبد الله بن الزبير في مكة على بني أمية في حدود سنة ٦٤ هـ وبادر بعد موت يزيد بن معاوية إلى بسط سلطانه فاستقطب البصرة والكوفة ومصر .

وعند موت يزيد ، تولى ابنه معاوية الثاني الحكم لأيام معدودة ، ثم نزع نفسه من الخلافة وقام خطيباً فقال :

ايها الناس ! ما أنا بالراغب في التأمر عليكم ، ولا بالآمن لكراهتكم ، بل بلينا بكم وبليتم بنا إلاّ أن جدي معاوية نازع الأمر من كان أولى بالأمر منه في قدمه وسابقته علي بن أبي طالب ، فركب جدي منه ما تعلمون ، وركبتم معه ما لا تجهلون ، حتى صار رهين عمله ، وضجيع حفرته ، تجاوز الله عنه .

ثم صار الأمر إلى أبي ، ولقد كان خليقاً أن لا يركب سننه ، إذ كان غير خليق بالخلافة فركب ردعه(١) ، واستحسن خطأه ، فقلّت مدته ، وانقطعت آثاره ، وخمدت ناره ، ولقد أنسانا الحزن به الحزن عليه ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ثم أخفت يترحم على أبيه .

ــــــــــــــــ

(١) أي لم يرتدع .

٨٣

ثم قال : وصرت انا الثالث من القوم ، الزاهد فيما لديّ أكثر من الراغب ، وما كنت لأتحمّل آثامكم شأنكم وأمركم ، خذوا من شئتم ولايته فولوه ! فقام إليه مروان بن الحكم فقال : يا أبا ليلى ! سنّة عمرية ؟ فقال له : يا مروان ! تخدعني عن ديني ، ائتني برجال كرجال عمر أجعلها بينم شورى ثم قال : والله ! إن كانت الخلافة مغنماً فقد أصبنا منها حظاً ، ولئن كانت شراً فحسب آل أبي سفيان ما أصابوا منها ثم نزل فقالت له أمه : ليتك كنت حيضة ، فقال : وأنا وددت ذلك ، ولم أعلم أن لله ناراً يعذب بها من عصاه وأخذ غير حقه(١)

حركة المختار : سنة ٦٦ هـ

خرج المختار بن أبي عبيدة الثقفي سنة ستٍ وستين من الهجرة في الكوفة ، داعياً الناس للطلب بثارات الحسينعليه‌السلام فقام بثلاثة أمور :

الأول : كاتب المختار الإمام السجادعليه‌السلام ومحمد بن الحنفية ( عم السجاد ) بشأن التحرك ضد بني أمية ولم يصرح السجادعليه‌السلام تأييده للمختار بشكل علني ، كما هي سياسته العامة التي ذكرناها آنفاً .

ــــــــــــــــ

(١) تنبيه الخواطر ص ٥١٨ .

٨٤

أما محمد بن الحنفية فقد صرح للوفد الكوفي المرسل من قبل المختار قائلاً : ( أما ما ذكرتم من دعاء من دعاكم الى الطلب بدمائنا فوالله لوددت أن الله انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه )(١) ففهم الوفد تأييد ابن الحنفية لحركة المختار .

وفي رواية البحار ان محمد بن الحنفية عندما دخل عليه وفد الكوفة ، قال لهم : قوموا بنا إلى إمامي وإمامكم علي بن الحسين فلما دخلوا عليه وأخبروه خبرهم الذي جاؤوا لأجله ، قالعليه‌السلام لمحمد بن الحنفية : ( يا عم ، لو أن عبداً زنجياً تعصّب لنا أهل البيت لوجب على الناس مؤازرته ، وقد وليتك هذا الأمر فاصنع ماشئت ) فخرجوا وهم يقولون : قد أذن لنا زين العابدين ومحمد بن الحنفية(٢)

الثاني : طرد المختار والي عبد الله بن الزبير على الكوفة وكان عبد الله بن الزبير قد صعّد حملته ضد الشام بعد موت يزيد بن معاوية ، ودعا أهل الحجاز لمبايعته كخليفة فاستجابوا لذلك ، فعيّن والياً له على الكوفة .

الثالث : قتل المختار اغلب قتلة الحسينعليه‌السلام عبر تتبعهم في الكوفة وما حولها وكان نداؤه : من اغلق بابه فهو آمن ، الا من اشترك في قتال آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقتل عمر بن سعد ، ذلك الرجس الخائن الذي ظن أنه بقتله الحسينعليه‌السلام وأهل بيته الأطهار التنعم بملك الري وقتل حرملة بن كاهل الذي ذبح عبد الله الرضيع في حجر أبيه الحسينعليه‌السلام فدعا عليه علي بن الحسينعليه‌السلام : ( اللهم أذقه حر الحديد ، اللهم أذقه حر النار ) فأمر المختار بتقطيعه أرباً أرباً وإلقاء أوصاله في النار فكان ذلك العقاب الالهي المحتوم استجابةً لدعاء السجادعليه‌السلام

ــــــــــــــــ

(١) تأريخ الطبري ج ٦ ص ١٢ ـ ١٤ .

(٢) بحار الأنوار ج ٤٥ ص ٣٦٥ .

٨٥

وأرسل المختار جيشاً بقيادة إبراهيم بن مالك الأشتر لمقاتلة جيش بني أمية وقائده عبيد الله بن زياد فالتقيا في الثامن من ذي الحجة سنة ست وستين بالقرب من الموصل في معركة دامية وقتل عبيد الله بن زياد في العاشر من محرم سنة سبع وستين على يد إبراهيم بن مالك الأشتر وقطعوا رأسه وأرسلوه الى المختار فأرسله المختار إلى علي بن الحسينعليه‌السلام في المدينة ولم يمتد نزول العقاب الإلهي على قتلة الحسينعليه‌السلام أكثر من ست سنوات بل كان في واقع الأمر ست سنوات كاملة فقد قطعوا رأس الحسينعليه‌السلام في العاشر من محرم سنة ٦١ هـ ، وقطعت رؤوسهم في العاشر من محرم سنة ٦٧ هـ فقال السجادعليه‌السلام : ( الحمد لله الذي لم يمتني حتى أنجز ما وعد ، وأدرك ثأري من عدوي )(١)

ــــــــــــــــ

(١) الكامل في التاريخ ج ٤ ص ٢٦٤ .

٨٦

ولكن حكم المختار الثقفي لم يدم طويلاً فقد قضى عبد الله بن الزبير ، الذي سيطر على الحجاز مدة تسع سنين ، على المختار الثقفي إلاّ أن آل مروان جيشّوا الجيوش للقضاء على آل الزبير ، وكان لهم ذلك وعادوا للسيطرة على الحجاز مرة اخرى وبسط عبد الملك بن مروان سلطته على الحجاز والعراق وولى الحجاج بن يوسف الثقفي على الكوفة لينتقم من شيعة آل البيتعليه‌السلام شر انتقام .

المرحلة الثالثة : ( سنة ٦٧ ـ ٩٥ هـ)

يقول ابن أبي الحديد المدائني : ( وولي عبد الملك بن مروان ، فاشتد على الشيعة حين ولى الحجاج بن يوسف فتقرب الناس اليه ببغض عليعليه‌السلام ، وموالاة أعدائه ، وموالاة من يدعي قوم من الناس أنهم أيضا أعداؤه فاكثروا في الرواية في فضلهم وسوابقهم ومناقبهم واكثروا من البغض من عليعليه‌السلام وعيبه ، والطعن فيه ، والشنآن له )(١)

أبصر الإمام السجادعليه‌السلام مجتمع المسلين يذوب في الطغيان والفساد ، ولا يهمّ الأمراء والسلاطين إلا نوادي الطرب ومجالس الغناء ، والناس على دين ملوكهم وحيث ان صعوبة الوقت وحراجة الزمان قد حجبته عن ارتقاء المنابر وإرشاد المسلمين ، فقد اتخذ لنفسه منهجاً آخر للبيان والإرشاد ، وهو اسلوب الدعاء والمناجاة وعبادة الله عز وجل فكانت أدعيته وثائق ثقافية دينية تعلّم الناس اسلوب الرجوع إلى الله تعالى ، وتلهب الروح ، وتملئ القلب حباً لله وخشية منه عزّ وجلّ وكتب رسالة في الحقوق ، أوضح فيها حقوق العباد على ضوء الشريعة وكانت مناجاته الرقيقة مع خالقه ومولاه العظيم تنقّي أرواح المؤمنين من أدران الدنيا ، وتهيّج اشتياقهم لملاقاته .

ــــــــــــــــ

(١) شرح نهج البلاغة ج ٣ ص ١٥ .

٨٧

والى ذلك ينقل الزهري مناجات علي بن الحسين سيد العابدينعليه‌السلام محاسباً نفسه وداعياً ربه بالقول : ( يا نفس حتى متى إلى الدنيا غرورك ؟ وإلى عمارتها ركونك ؟ أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك ، ومن وارته الأرض من الافك ؟ وفجعت بن من إخوانك ، ونقل إلى البلاء من أقرأنك(١) ؟

فهم في بطون الأرض بعد ظهورها

محاسنهم فيها بوال دواثر

خلت دورهم منها وأقوت عراصهم

وساقتهم نحو المنايا المقادر

خلوا عن الدنيا وما جمعوا لها

وضمتهم تحت التراب الحفائر

ــــــــــــــــ

(١) أمالي الصدوق ص ٤٥٢ ( طبعة النجف ١٣٨٩ هـ)

٨٨

في أيام عبدالملك بن مروان ( ٧٣ ـ ٨٦ هـ)

استقرت الخلافة لعبد الملك بن مروان سنة ثلاث وسبعين للهجرة وهي سنة مقتل عبدالله بن الزبير ومات سنة ست وثمانين أي دام ملكه ثلاث عشرة سنة واشتهر بشرب الخمر وسفك الدماء والغدر ، بعد أن كان يتصنع العلم والعبادة .

قال نافع : لقد رأيت المدينة وما بها شاب أشدّ تشميراً ولا أفقه ولا أنسك ولا أقرأ لكتاب الله من عبد الملك بن مروان ! ولكن ما أن أفضيّ الأمر إليه والمصحف في حجره ، إلاّ أطبقه وقال : ( هذا آخر العهد بك ) وكان عبدالملك بن مروان كثيراً ما يجلس الى أم الدرداء ، فقالت له مرة : بلغني يا أمير المؤمنين أنك شربت الطلاء(١) بعد النسك والعبادة ، قال : ( إي والله والدماء قد شربتها [ أيضاً ] )(٢)

وكانت من أعظم مساوئه محاربة زين العابدينعليه‌السلام واقعاً والتظاهر بأمرٍ آخر أقلّه المودة الكاذبة لذلك الإمام الربانيعليه‌السلام ، وكذلك تولية الحجّاج الثقفي على العراق يذلّ المسلمين والصحابة

ــــــــــــــــ

(١) الطلاء : الخمر .

(٢) تأريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢١٤ ـ ٢٢٢ طبعة مصر .

٨٩

قتلاً وضرباً وشتماً وحبساً والمشهور عنه انه أوصى ولده ( الوليد ) بالحجّاج وقال له : أكرمه فانه هو الذي وطّأ لكم المنابر .

عبدالملك بن مروان والإمام زين العابدينعليه‌السلام

وهنا جملة من الأمور التي واجهت الإمام زين العابدينعليه‌السلام في عهد عبدالملك بن مروان:

أولاً : محاولات عبدالملك الحط من شأن الإمامعليه‌السلام : كان عبد الملك بن مروان يرى في شخصية الإمام زين العابدينعليه‌السلام منافساً قوياً نحو الخلافة وكان الناس ترى السجادعليه‌السلام إماماً معصوماً من ائمة أهل البيتعليه‌السلام ومن ذرية المصطفى ؛ وعهد الناس بالنبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قريب تأريخياً وكان سلوك الإمام السجادعليه‌السلام يثبت واقع كونه إماماً واجب الطاعة .

إلاّ ان عبدالملك حاول التقليل من شأن السجادعليه‌السلام رابع أئمة أهل البيتعليه‌السلام والإنتقاص من قدره وكان يزعجهعليه‌السلام في كل فرصة تسنح له فكان يرسل إلى عامله بالمدينة أن يحملهعليه‌السلام إلى الشام مثقلاً بالحديد أكثر من مرة فحمل الإمامعليه‌السلام إلى الشام على ظهر دابة مكبلاً بالقيود ، فيراه الزهري على تلك الحال في بعض

٩٠

المنازل ، فيتألم ويتضجر ولكن الإمامعليه‌السلام يشير عليه بان ذلك ينبغي ان لا يكربه ، بل ان ثقل الحديد يذكّر العبد بعذاب الله عزّ وجلّ(١)

وما ان يصل دمشق حتى يدخلوه على عبدالملك كي يرعبوه بهيبة السلطان وجبروته ولكن هيهات فان عرش السلطنة لا يرعب ولي الله بل خلافاً لتوقعهم ، فان الخليفة هو الذي ارتعب من الإمام السجادعليه‌السلام ويمثّله قول عبد الملك الخليفة في سياق حديث للزهري جواباً عن سؤالٍ عن السجادعليه‌السلام : ( ثم خرج ـ أي زين العابدين ـ فو الله لقد أمتلئ ثوبي منه خيفةً )(٢)

ونستفيد من ذلك ، أنها كانت موعظة للزهري وعبد الملك معاً :

١ ـ ان عذاب الله تعالى أمرٌ عظيم تهون دونه جميع الأمور ، والأسر والقيد وسائل لتذكير الإنسان بعذاب الله تعالى .

٢ ـ ان حال الأسر والقيد ينبغي ان لا يكربا المؤمن ، طالما كان الأمر بيد الله ، وهو قادر سبحانه على ان يغير الأمور ويقلبها .

٣ ـ ان الخالق سبحانه و تعالى منح الكرامة والفيض الالهي لأئمة أهل البيتعليه‌السلام ، فكانوا قادرين على إنزال الرعب بالطغاة .

ثانياً : عبد الملك والمصير إليه : وعندما خرج عبد الملك إلى الحج سنة خمس وسبعين للهجرة وأراد الكعبة ، رمى ببصره إلى زين العابدينعليه‌السلام .

ــــــــــــــــ

(١) حلية الاولياء لابن نعمي ج ٣ ص ١٣٥ .

(٢) المناقب ج ٣ ص ٢٧٥ .

٩١

تعلوه الهيبة العلوية ونور الإمامة وهو يرتعد من خشية الهل عز وجل فلم يلتفت الإمامعليه‌السلام إلى عبد الملك وهو الخليفة والأمير والسلطان فحزّ في نفسه إعراض السجادعليه‌السلام عنه فقال عبد الملك لمن حضر عنده : رده إليّ يقصد باستدعاء زين العابدينعليه‌السلام إلى محضره فلما جيء بهعليه‌السلام إليه ، قال له عبد الملك : اني لست قاتل أبيك ، فما يمنعك من المصير إليّ ؟

فقال الإمامعليه‌السلام : (ان قاتل أبيعليه‌السلام أفسد دنياه عليه بما فعله ، وأفسد أبي عليه بذلك أخرته فإن أحببت ان تكون مثله ، فكن)

قال عبد الملك : كلا ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا .

ولكن الإمام زين العابدينعليه‌السلام لم يكن بحاجة الى دنياه(١) ، وملكه الزائل أهون عليه من شسع نعله .

وفي رواية الزهري قال : دخلت مع علي بن الحسينعليه‌السلام على عبدالملك بن مروان ، فاستعظم عبدالملك ما رأى من أثر السجود بين عيني علي بن الحسينعليه‌السلام ، فقال : يا أبا محمد ! لقد بيّن عليك الاجتهاد ، ولقد سبق لك من الله الحسنى ، وأنت بضعة من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قريب النسب ، وكيد السبب ، وإنك لذو فضل عظيم على أهل بيتك وذوي عصرك ، ولقد أوتيت من الفضل والعلم والدين والورع ما لم يؤته أحد مثلك ولا قبلك ، إلاّ من مضى من سلفك وأقبل يثني عليه ويطريه فقال علي بن الحسينعليه‌السلام ( كلما ذكرته ووصفته من فضل الله سبحانه وتأييده وتوفيقه ، فأين شكره على ما أنعم ؟ كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقف في الصلاة حتى تورم قدماه ، ويظمأ في الصيام حتى يعصب [ أي يجفّ ] فوه ، فقيل له : يا رسول الله ! ألم يغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ فيقولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( أفلا أكون عبداً شكوراً ، لله على ما أولى وأبلى ، وله الحمد في الآخرة والأولى )

ــــــــــــــــ

(١) الخرائج ص ١٩٤ .

٩٢

والله لو تقطعت أعضائي ، وسالت مقلتاي على صدري ، لن أقوم لله جل جلاله بشكر عشر العشير من نعمة واحدة من جميع نعمة التي لا يحصيها العادّون ، ولا يبلغ حد نعمة منها على جميع حمد الحامدين ، لا والله لا يشغلني شيء عن شكره وذكره ، في ليل ولا نهار ، ولا سر ولا علانية .

ولولا أن لأهلي عليّ حقاً ، ولسائر الناس من خاصّهم وعامهم عليّ حقوقاً لا يسعني إلا القيام بها حسب الوسع والطاقة حتى أؤديها إليهم ، لرميت بطرفي إلى السماء ، وبقلبي إلى الله ، ثم لم أرددهما حتى يقضي الله على نفسي وهو خير الحاكمين ) وبكىعليه‌السلام ، وتباكى عبد الملك وقال : شتان بين عبد طلب الآخرة وسعى لها سعيها ، وبين من طلب الدنيا من أين جاءته ، ما له في الآخرة من خلاق ! ثم أقبل يسأله عن حاجاته وعما قصد له ، فشفعه فيمن شفع(١)

ثالثاً : الإمام السجادعليه‌السلام وسياسة الروم : حاولت دولة الروم في الربع الأخير من القرن الأول الهجري التعرض لدولة المسلمين ـ على ما فيها من فساد إداري ـ وإهانتها وابتزازها ، وقد نقل لنا التأريخ حادثتان لهما أهمية تأريخية ودينية :

١ ـ تحدى ملك الروم المسلمين بعدما كتب عبد الملك بن مروان في صدور الطوامير ( قل هو الله أحد ) مشفوعة بذكر النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومؤرخة بتأريخ تلك الفترة فكتب ملك الروم : إنكم أحدثتم في طواميركم شيئاً من ذكر نبيكم ، فاتركوه وإلاّ أتاكم من دنانيرنا ذكر ما تكرهون فعظم ذلك على المسلمين فاستشار عبد الملك الإمام زين العابدينعليه‌السلام ، فأشارعليه‌السلام عليه بأن يحرّم على المسلمين التعامل بدنانير أهل الروم ، ويضرب للمسلمين سككاً فيها ذكر الله وذكر رسوله محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فضربت الدنانير الإسلامية سنة خمس وسبعين .

٢ ـ ملك الروم توعد عبد الملك بن مروان بالمسير لحربه بجنود لا قبل له بها ، وقال في كتابه : أكلت لحم الجمل الذي هرب عليه أبوك من المدينة لاغزونك بجنود مائة ألف ومائة ألف(٢) فكتب عبدالملك الى

ــــــــــــــــ

(١) بحار الأنوار ج ٤٦ ص ٥٧ عن فتح الأبواب .

(٢) المناقب لابن شهر اشوب ج ٢ ص ٢٥٩ .

٩٣

الحجاج ان يوقف علي بن الحسينعليه‌السلام على الكتاب ويسأله الجواب ويتهدده إن أبى فأمتثل الحجاج أمر سيده عبدالملك فقال السجادعليه‌السلام للحجاج : ( ان لله تعالى لوحاً محفوظاً يلحظه في كل يوم ثلثمائة لحظة ، ليس فيها لحظة الا يحيي فيها ويميت ، ويعزّ ويذلّ ، ويفعل ما يشاء واني لأرجو أن يكفيك منها لحظة واحدة ) فكتب الحجاج بهذه الموعظة إلى عبد الملك ، فكتبها إلى ملك الروم فلما قرأ الكتاب قال : ( ما خرج هذا الكلام إلاّ من معدن النبوة ) وكفّ عن المسير لحرب المسلمين(١) ودلالة الموقفين نجملهما كالتالي :

أ ـ ان السجادعليه‌السلام اثبت بهذين الموقفين أنه الأمين على الدين ، وحافظ الشريعة ، والناصح لأمة محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فمع كل فساد عبد الملك وانحرافه ، إلاّ ان الإمامعليه‌السلام كان مكلفاً بتقديم النصيحة من أجل حفظ دولة المسلمين .

ب ـ الظاهر ان كلمات الإمام السجادعليه‌السلام في الموقف الثاني كان لها واقع علمي في الكتب الدينية لأهل الروم ولذلك اضطرب الملك القاهر ، فتفككت نيته عن غزو بلاد الاسلام .

رابعاً : وارث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : حاول عبد الملك بن مروان الإنتساب إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عن طريق تملك سلاحهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقرر شراء سيف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودرعه .

ــــــــــــــــ

 (١) تاريخ اليعقوبي ج ٣ ص ٤٧ .

٩٤

فكتب إليهعليه‌السلام يطلب منه ذلك ويهدده إن لم يفعل فكتب زين العابدينعليه‌السلام إليه : ( أما بعد ، ان الله ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون ، والرزق من حيث لا يحتسبون ، وقال جلّ ذكره : (...( إِنّ اللّهَ لاَ يُحِبّ كُلّ خَوّانٍ كَفُورٍ ) )(١) فانظر أينّا أولى بهذه الآية )(٢)

ولكن عبد الملك لم يقتنع بذلك ، فكتب الى عامله في الكوفة الحجاج بن يوسف يأمره ان يشتريهما له فأرسل الحجاج على علي بن الحسينعليه‌السلام واغتصب منهعليه‌السلام ) درعاً وسيفاً ينسبان الى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم )

ولما حج عبد الملك تلك السنة ، واجتمع بزين العابدينعليه‌السلام ، سألهعليه‌السلام رد السيف والدرع المغصوبين منه ، وعرّفه بأنّ الحجاج أخذهما بالقهر منه فزاده عبد الملك في الثمن دراهماً ، فأبىعليه‌السلام من البيع فأقسم عليه عبد الملك أن يمضي البيع فقالعليه‌السلام : على شريطة أن تكتب كتاباً تشهد فيه قبائل قريش بأني وارث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وان الدرع والسيف له دون كل هاشمي وهاشمية ، فأجابه عبد الملك الى ذلك ، وكان نصل الكتاب :

ــــــــــــــــ

(١) سورة الحج : الآية ٣٨ .

(٢) المناقب ج ٣ ص ٣٠٢ .

٩٥

 ( بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشتراه عبد الملك بن مروان من علي بن الحسين وارث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم اشترى درع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسيفه اللذان ورثهما منه بمائة ألف درهم وقد قبض علي بن الحسين الثمن وقبض عبد الملك الدرع والسيف ولا حق ولا سبيل لأحد من بني هاشم ، ولا لأحدٍ من العالمين ( وأحضر قبائل قريش قبيلة قبيلة ، وأشهدهم على ما جرى بينه وبين علي بن الحسينعليه‌السلام وأخذ زين العابدينعليه‌السلام الكتاب والمال .

فكانت قريش يقول بعضهم لبعض ان عبد الملك أجهل الخلق ، يقرّ لعلي بن الحسينعليه‌السلام انه وارث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم دون الناس جميعاً ، ويتسمى بأمرة المؤمنين ويصعد على منبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وهو أحق به منه ، أن هذا لهو الخسران المبين(١) وبذلك سجّل الإمامعليه‌السلام على عبد الملك بن مروان دليلاً على اغتصابه الخلافة الشرعية من أهلها .

خامساً : عبد الملك وآثار الجاهلية : ولم يهدأ لعبد الملك بال ، بل كان يتحين الفرص للإيقاع بزين العابدينعليه‌السلام في الموارد التي كان يعتقد أنها منقصة للدين والشرف ، ومنها : تزويج الإمامعليه‌السلام مربيته من مولى له ، وزواجهعليه‌السلام من مولاة له كان قد أعتقها .

ــــــــــــــــ

(١) مدينة المعاجز ص ٣١٨ عن هداية الحضيني .

٩٦

أ ـ فقد كان لزين العابدينعليه‌السلام مربية كريمة شريفة كان يطلق عليها لقب ( أمي ) ووالدته توفيت في نفاسها كما ذكرنا ذلك سابقاً ، إلاّ انهعليه‌السلام أ،زل مربيته منزلة أمه وقد زوجها بأحد عتقائه فكتب إليه عبد الملك يعيّره بذلك : ( بلغني انك زوجت أمك [ وهي المربية المقصودة ] من مولاك وقد وضعت شرفك وحسبك)

فكتب إليه زين العابدينعليه‌السلام : ( ان الله رفع بالإسلام كل خسيسة ، وأتم به الناقصة ، وأذهب به اللؤم فلا لؤم على مسلم إنما اللؤم الجاهلية واما تزويجي أمي ، فانما أردت بذلك برّها ) فلما انتهى الكتاب الى عبد الملك قال : لقد صنع علي بن الحسينعليه‌السلام أمرين ما كان يصنعهما أحد ، وزاد بذلك شرفاً(١) ويفهم من تلك الرواية :

١ ـ أن الأمرين الشريفين اللذان أشار إليهما عبد الملك هما : الأول : عتقهعليه‌السلام أحد الرقيق والثاني : تكريم المعتوق بتزويجه المربية التي ربت الإمامعليه‌السلام وسماها أمّه .

٢ ـ انه ساهمعليه‌السلام في تزوج مربيته ، من أجل البر بها وهذا خلقٌ عظيم .

ــــــــــــــــ

(١) التهذيب للطوسي ج ٢ ص ٢٢٦ .

٩٧

٣ ـ انه استلهمعليه‌السلام من الدين الحنيف شرف المساواة بين البشر فساوى بين السادة والعبيد ، وعتقعليه‌السلام العبيد وزوجهم من ماله الخاص .

ب ـ وبلغ عبد الملك بن مروان ان علياً بن الحسينعليه‌السلام تزوج مولاة له ، فكتب اليه : ( انك علمت ان في اكفائك من قريش من تتمجد به في الصهر وتستنجبه في الولد ، فلا لنفسك تظرت ولا على ولدك أبقيت ) .

فكتب اليه السجادعليه‌السلام : ( اما بعد فقد بلغني كتابك تعنفني فيه بتزويجي مولاتي ، وتزعم انه كان في قريش من أتمجد به في الصهر واستنجبه في الولد وانه ليس فوق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مرتقى في مجدٍ ولا مستزادٍ في كرم وكانت هذه الجارية ملك يميني ، خرجت مني إرادةً لله عز وجل بأمرٍ ألتمس فيه ثوابه ثم ارتجعتها على سنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومن كان زكياً في دين الله تعالى ، فليس يخلّ به شيء من أمره ، وقد رفع الله بالاسلام الخسيسة وتمم به النقيصة ، واذهب اللؤم فلا لؤم على امرئ مسلم وانما اللؤم لؤم الجاهلية والسلام)

فلما وقف عبد الملك على الكتاب رمى به الى ولده سليمان وبعد ان قرأه ، قال : يا أمير لشد ما فخر عليك علي بن الحسينعليه‌السلام فقال : ( يا بني لا تقل ذلك ، فانه ألسن بني هاشم التي

٩٨

تفلق الصخر ، وتغرف من بحر ، ان علي بن الحسين يا بني يرتفع من حيث يتضع الناس )(١)

ودلالتها :

١ ـ ان السجادعليه‌السلام أعتق أمة كانت له ثم تزوجها فاعتبر عبد الملك ذلك من موارد الانتقاص .

٢ ـ ولكن السجادعليه‌السلام استشهد بعمل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو حجة لا يقبل الرد والإنكار وقد اعتق رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صفية بنت حي بن أخطب وتزوجها ، وأنكح عبده زيد بن حارثة بنت عمته زينب بنت جحش(٢) ( وكانت أمها أميمة ابنة عبد المطلب سيد البطحاء ) ثم طلّق زيد بن حارثة زوجته زينب فتزوجها النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم

٣ ـ كان مبدأ بني أمية : القومية والقبلية وكان مبدأ السجادعليه‌السلام : الإسلام ولذلك قالعليه‌السلام : (وقد رفع الله بالإسلام الخسيسة وتمم به النقيصة واذهب اللؤم فلا لؤم على امرئ مسلم وانما اللؤم لؤم الجاهلية ) ، وتلك الكلمات القليلة كانت كافية في الرد على رواسب الجاهلية التي كانت تعتمل في نفس عبد الملك بن مروان .

سادساً : رسالة الإمامعليه‌السلام : وكتب الإمام السجادعليه‌السلام رسالة موعظة إلى عبد الملك وفيها : ( أما بعد فانك أعزّ ما تكون بالله ،

ــــــــــــــــ

(١) الكافي على هامش مرآة العقول ج ٣ ص ٤٤٨ باب المؤمن كفؤ المؤمن .

(٢) وفيات الأعيان لابن خلكان ج ٣ ص ٣٣ .

٩٩

وأحوج ما تكون إليه ، فإن عززت به فاعف له ، فإنك به تقدر ، وإليه ترجع ، والسلام )(١)

في أيام الوليد بن عبد الملك ( ٨٦ ـ ٩٦ هـ)

ولي الوليد بن عبد الملك الخلافة سنة ست وثمانين للهجرة وتوفي سنة ست وتسعين ، أي مدة خلافته عشر سنوات وكان الوليد جباراً ظلوماً(٢) وكان يغلب عليه اللحن ، وقد خطب في المسجد النبوي ، فقال : يا أهل المدينة ( بالضم ) مع ان القاعدة هي ان ( أهل ) منادى مضاف ، فلابد أن ينصب فعاتبه أبوه على إلحانه ، وأشار عليه : أنه لا يلي العرب إلا من يحسن كلامهم فجمع أهل النحو ليعلموه قواعد اللغة ، إلا انه خرج بعد فترة وهو أجهل من قبل(٣)

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن ابن شوذب قال : قال عمر بن عبد العزيز [ عندما ولي الوليد الخلافة ] ( وكان الوليد بالشام ،

ــــــــــــــــ

(١) البصائر والذخائر ـ لأبي حيان التوحيدي ص ٢١٧ .

(٢) تأريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٢٣ .

(٣) تأريخ ابن الأثير ج ٤ ص ١٣٨ .

١٠٠