مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء ٤

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة0%

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 477

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: الشيخ عزت الله المولائي والشيخ نجم الدين الطبسي
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الصفحات: 477
المشاهدات: 249637
تحميل: 8428

توضيحات:

الجزء 4
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 477 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 249637 / تحميل: 8428
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة الى المدينة الجزء 4

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ثمّ رفع الحسينعليه‌السلام يده وقال:

اللّهمّ إنْ متّعتهم إلى حين ففرّقهم فِرقاً، واجعلهم طرائق قِدداً، ولا تُرضِ الولاة عنهم أبداً؛ فإنّهم دَعَونا ليُنصرونا، ثمّ عَدَوا علنيا فَقَتلونا) (١) .

لكنّ الخوارزمي قال: (ثمّ خرجَ عبد الله بن الحسن الذي ذكرناه أوّلاً - في رواية - والأصحّ أنّه برزَ بعد القاسم في الرواية الثانية، وهو يقول:

إنْ تُـنكروني فـأنا ابـنُ حيدره

ضـرغام آجـام ولـيث قَسوره

على الأعادي مثل ريح صرصره

أكـيلكم بـالسيف كَـيل السندره

وقاتل حتّى قُتل)(٢) .

وفي المناقب لابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ عبد الله بن الحسن بن عليعليه‌السلام وهو يقول:

إن تنكروني فأنا فرع الحسن

سبط النبيّ المصطفى والمؤتمن

هذا الحسين كالأسير المرتهن

بين أُناس لا سُقوا صوب المزن

فقتلَ أربعة عشر رجلاً، قتلهُ هاني بن شبيب الحضرمي فاسوَدّ وجهه)(٣) ، وفي مقاتل الطالبيين: أنّ حرملة بن كاهل الأسدي قتلهُ(٤) .

____________________

(١) الإرشاد: ٢: ١١٠ - ١١١، مقاتل الطالبيين: ٩٣، إعلام الورى: ١: ٤٦٧، المجدي ١٩، اللهوف: ١٧٢، وفي تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٣ بعد(بآبائك الصالحين) :(برسول الله، وعلي بن أبي طالب، وحمزة، وجعفر، والحسن بن علي صلّى الله عليهم أجمعين) .

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام ٤: ١٠٦.

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٢.

(٤) مقاتل الطالبيين: ٩٣، المحن ١٣٣ وفيه: (وكان عبد الله بن الحسن أجمل خلق الله)، وتسلية المجالس، ٢: ٣٠٥، وفيه قتله: هاني بن ثبيت الحضرمي.

٣٨١

وقال السيد ابن طاووس: فرماهُ حرملة بن الكاهل (لعنه الله) بسهمٍ فذبحه وهو في حِجر عمّه الحسينعليه‌السلام (١) .

مقتلُ أحمد بن الحسنعليهما‌السلام

قال المامقاني: (أحمد بن الحسن بن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وأمّه أمّ بِشر بنت أبي مسعود الأنصاري، خرجَ مع عمّه الحسينعليه‌السلام هو وأمّه وأخوه القاسم وأختاه أمّ الحسن وأمّ الخير إلى مكّة، ثمّ إلى كربلاء، وله من العمر ستّ عشرة سنة، وحملَ على القوم عند اشتداد القتال بعد صلاة الظهر وهو يرتجز، وقتلَ من القوم - على ما قيل - ثمانين فارساً، وأُثخن بالجراح، فتعطّفوا عليه

____________________

(١) اللهوف: ١٧٣. وفي ذوب النضار: ١٢٠ - ١٢٢: (حدّث المنهال بن عمرو قال: دخلتُ على زين العابدينعليه‌السلام أودّعه وأنا أريد الانصراف من مكّة، فقال:(يا منهال، ما فعلَ حرملة بن كاهل؟ وكان معي بشر بن غالب الأسدي، فقلت: هو حيّ بالكوفة، فرفع يديه وقال:اللّهمّ أذِقه حرّ الحديد، اللهمّ أذِقه حرّ الحديد، اللهمّ أذِقه حرّ النار).

قال المنهال: وقدِمتُ إلى الكوفة والمختار بها فركبتُ إليه، فلقيتهُ خارجاً من داره، فقال: يا منهال، ألم تشركنا في ولايتنا هذه؟ فعرّفته أنّي كنت بمكّة، فمشى حتّى أتى الكُناس، ووقف كأنّه ينتظر شيء، فلم يلبث أن جاء قوم فقالوا: أبشِر أيّها الأمير فقد أُخذ حرملة.

فجيء به، فقال: لعنك الله، الحمد لله الذي أمكنني منك، الجزّار الجزّار!

فأُتي بجزّار، فأمرهُ بقطع يديه ورجليه، ثمّ قال: النار النارَ! فأُتي بنار وقصب، فأُحرق، فقلت: سبحان الله! سبحان الله!

فقال: إنّ التسبيح لحَسن، لِمَ سبّحتَ؟

فأخبرتهُ بدعاء زين العابدينعليه‌السلام ، فنزلَ عن دابّته، وصلّى ركعتين وأطال السجود، ثمّ ركبَ وسار، فحاذى داري فعزمتُ عليه بالنزول والتحرّم بطعامي، فقال: إنّ عليّ بن الحسينعليهما‌السلام دعا بدعوات فأجابها الله على يدي، ثمّ تدعوني إلى الطعام؟! هذا يوم صومٍ شكراً لله تعالى، فقلت: أدام الله توفيقك).

٣٨٢

جماعة كثيرة فقتلوهُ في حومة الحرب)(١) .

مقتلُ أبي بكر بن الحسنعليه‌السلام

قال البلاذري: (ورمى عبد الله بن عقبة الغنوي أبا بكر بن الحسن بن علي بسهم فقتله، ففي ذلك يقول ابن أبي عقبة:

وعند غَني قطرة من دمائنا

وفي أسد أخرى تُعدُّ وتُذكر(٢)

وفي مقاتل الطالبيين: وفي حديث عمرو بن شمر، عن جابر عن أبي جعفر، أنّ عَقبة الغنوي قتله(٣) .

وصرّح الطبرسي: بأنّ عبد الله الغنوي هو قاتل أبي بكر بن الحسن(٤) .

مصرعُ الحسن بن الحسنعليهما‌السلام

قال السيّد ابن طاووس (ره): (وروى مصنف كتاب المصابيح: أنّ الحسن بن

____________________

(١) تنقيح المقال: ١: ١٠٣ رقم ٥٨٨، ذخيرة الدارين: ١٦٥، ضياء العينين: ٣٠٣، ولم أعثر في كتب الأنساب على رجل اسمه أحمد في أولاد الإمام المجتبىعليه‌السلام .

(٢) أنساب الأشراف، ٣: ٤٠٦، وفي مقاتل الطالبيين نسب هذه الأبيات إلى سليمان بن قتّة (راجع تاريخ الطبري، ٣: ٣٣٣، مآثر الإنافة ١: ١٠٧، تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٥٠، الأخبار الطوال: ٢٥٧، تاريخ العلماء ووفياتهم ١: ١٧٢)، وعن ابن فندق في لباب الأنساب ١: ٣٩٧: بأنّ عمره حينما قُتل كان خمساً وثلاثين سنة).

(٣) مقاتل الطالبيين: ٩٢، وفيه: أنّ أبا بكر بن الحسين أمّه أمّ ولد، وفي تذكرة الخواص: ٢٢٩: وقتلوا أبا بكر بن الحسين بن علي وأمه أمّ ولد، قتله عبد الله بن عقبة الغنوي.

والظاهر أنّ الحسين تصحيف الحسن، خصوصاً في مقاتل الطالبيين؛ وذلك لأنّه ذكرهُ في جملة أولاد الحسنعليه‌السلام وقال فيما بعده: والقاسم بن الحسن.. وهو أخو أبي بكر بن الحسن المقتول قبله لأبيه وأمّه.

(٤) إعلام الورى: ١: ٤٦٦.

٣٨٣

الحسن المثنّى قُتل بين يدي عمّه الحسينعليه‌السلام في ذلك اليوم سبعة عشر نفساً، وأصابته ثماني عشرة جراحة، فوقعَ فأخذهُ خاله أسماء بن خارجة فحمله إلى الكوفة وداواه حتى برِئ وحملهُ إلى المدينة(١) .

وأصابت الحسن المثنّى ابن الإمام الحسنعليه‌السلام ثماني عشرة جراحة، وقُطعت يده اليمنى ولم يستشهد(٢) .

مقتلُ عمر بن الحسنعليه‌السلام

قيل: إنّه من شهداء الطف(٣) ، ولكنّ ابن الجوزي قال: (واستصغروا أيضاً عُمر ابن الحسن بن عليعليهما‌السلام ، فلم يقتلوه وتركوه)(٤) .

مقاتلُ إخوان الإمام الحسينعليه‌السلام

هناك اختلاف بين المؤرّخين حول عدد أولاد الإمام علي بن أبي طالبعليه‌السلام ، الذين قُتلوا مع ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في واقعة الطف، فعن المفيد والطبري أنّهم كانوا خمسة، وعن آخرين أنّهم كانوا تسعة أشخاص، ونحن نذكر هنا المشهورين منهم أوّلاً:

مقتل عبد الله بن عليعليه‌السلام

قال الشيخ المفيد: (فلمّا رأى العبّاس بن علي رحمة الله عليه كثرة القتلى في

____________________

(١) اللهوف: ١٩١.

(٢) مقتل المرحوم المقرّم ٢٦٣، وفي سير أعلام النبلاء، ٣: ٢٠٣ ذكر الذهبي: بأنّ الحسن بن الحسن لم يُقتل وله ذرية.

(٣) ذكره الخوارزمي في المقتل: ٢: ٥٣ في جملة المقتولين وقال: وكان صغيراً.

(٤) تذكرة الخواص: ٢٢٩، وانظر: سير أعلام النبلاء: ٣: ٣٠٣.

٣٨٤

أهله، قال لإخوته من أُمّه - وهم: عبد الله، وجعفر، وعثمان(١) -:يا بَني أُمّي، تقدّموا حتى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله، فإنّه لا ولدَ لكم (٢) ، فتقدّم عبد الله فقاتل قتالاً شديد، فاختلفَ هو وهاني بن ثبيت الحضرمي(٣) ضربتين فقتله هاني لعنه الله)(٤) .

قال ابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ أخوه عبد الله - أي من بعد أخيه جعفر - قائلاً:

أنا ابن ذي النجدة والإفضال

ذاك عليُّ الخير ذو الفعال

سيف رسول الله ذو النكال

في كل يوم ظاهر الأهوال

قتله هاني بن شبيب الحضرمي)(٥) .

____________________

(١) وأمّهم أمّ البنين بنت حزام بن خالد بن ربيعة بن الوحيد، وهو عامر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة (مقاتل الطالبيين ٨٧)، قال السماوي في إبصار العين: ٦٧: (ولِد بعد أخيه - أي العباس - بنحو ثمان سنين، وأُمّه فاطمة أمّ البنين، وبقيَ مع أبيه ست سنين، ومع أخيه الحسن ست عشرة سنة، ومع أخيه الحسين خمساً وعشرين سنة، وذلك مدّة عمره)، وقال في المجدي: ١٥: (وعبد الله أبو محمد الأكبر قُتل وهو ابن خمس وعشرين سنة).

(٢) قال المحقّق السماوي (ره) في إبصار العين: ٦٦: (فإنّه لا ولدَ لكم: يعني بذلك أنّكم إن تقدّمتموني وقتلوكم لم يبقَ لكم ذرّية فينقطع نسب أمير المؤمنينعليه‌السلام منكم، فيشتدّ حُزني ويعظم بذلك أجري)، أي أنّ العبّاسعليه‌السلام أراد أن يُرزأ بهم ويحتسبهم عند الله رغبة في تعاظم الأجر والمثوبة.

وفي الأخبار الطوال: ٢٥٧: (تقدّموا بنفسي أنتم فحاموا عن سيّدكم حتى تموتوا دونه)، ولعلّ كلمة (أرِثكم) الواردة في تاريخ الطبري ٣: ٣٣٢ هي تصحيف لكلمة (أراكم)، أو (أُرزأ بكم)، والله العالم.

(٣) يمرُّ بنا أيضاً أنّ هاني هذا قاتل جعفر بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ، وقَتلَ عبد الله بن الحسنعليه‌السلام ، فاسودّ وجهه، وبالتالي تجرّأ على سيّد شباب أهل الجنّة بعد قتله، حيث كان ممّن انتدبوا ليطأوا جسده الشريف بالخيل.

(٤) الإرشاد: ٢: ١٠٩، مقاتل الطالبيين: ٨٨، مقتل الحسينعليه‌السلام للطبراني: ٣٨، مروج الذهب ٣: ٦١، نظم درر السمطين ٢١٨، كفاية الطالب ٢٩٨، الدر النظيم: ٥٥٧.

(٥) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧، ولا يخفى هنا أنّ (شبيب) تصحيف (ثبيت)، ومقتل الحسينعليه‌السلام =

٣٨٥

مقتلُ جعفر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

قال الشيخ المفيد: (وتقدّم بعده - أي بعد عبد الله - جعفر(١) بن عليرحمه‌الله فقتله أيضاً هاني)(٢) .

وقال ابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ أخوه جعفر - يعني أخا عثمان - منشئاً:

إنّـي أنـا جعفر ذو المعالي

ابـن عليّ الخير ذو النوال

ذاك الوصيّ ذو السنا والوالي

حـسبي بعمّي جعفرٍ والخالِ

أحمي حسيناً ذا الندى المفضال

____________________

= للخوارزمي: ٢: ٣٤، وتسلية المجالس، ٢: ٣٠٨، وفيه: قتله هاني بن ثبيت الحضرمي.

وفي تسمية مَن قُتل مع الحسينعليه‌السلام : ١٤٩: رماه خولي بن يزيد الأصبحي بسهم، وأجهزَ عليه رجل من بني تميم بن أبان بن دارم، راجع: الإصابة: ٢: ٦٠، الأخبار الطوال: ٢٥٧ وفيه: (هاني بن ثويب)، جمهرة أنساب العرب: ٣٩، وتذكرة الخواص: ٢٢٩، والإمامة والسياسة: ٢: ٦، ومروج الذهب: ٣: ٦، نظم در السمطين ٢١٨، وكفاية الطالب: ٢٩٨، تاريخ العلماء ووفياتهم: ١: ١٧٢، مقتل الحسينعليه‌السلام للطبراني: ٣٨، المجدي: ١٥، رجال الشيخ الطوسي: ١٠٢، الرقم ١٠٠١، إبصار العين: ٦٧، وفيه:

(لمّا قُتل أصحاب الحسينعليه‌السلام وجملة من أهل بيته، دعا العبّاس إخوته الأكبر فالأكبر، وقال لهم: تقدّموا، فأوّل مَن دعاه عبد الله أخوه لأبيه وأمّه، فقال: تقدّم يا أخي حتّى أراك قتيلاً وأحتسِبك فإنّه لا ولدَ لك، فتقدّم بين يديه وجعل يضرب بسيفه قُدماً ويجول فيهم... فشدَّ عليه هاني بن ثبيت الحضرمي فضربهُ على رأسه فقتلهُ).

(١) ولِد بعد أخيه عثمان بسنتين، وأمّه فاطمة أمّ البنين، وبقيَ مع أبيه نحو سنتين، ومع أخيه الحسنعليه‌السلام نحو اثنتي عشرة سنة، ومع أخيه الحسينعليه‌السلام نحو إحدى وعشرين سنة، وذلك مدى عمره. (راجع: إبصار العين: ٦٩، وتنقيح المقال ١: ٢١٩، وأعيان الشيعة ٤: ١٢٩).

(٢) الإرشاد ٢: ١٠٩، الدرّ النظيم: ٥٥٧.

٣٨٦

رماه خولي الأصبحي فأصابَ شقيقته أو عينه)(١) .

وقال الطبري: (ثمّ شدَّ (أي هاني بن ثُبيت) على جعفر بن عليّ فقتله وجاء برأسه)(٢) .

وقال أبو الفرج: (قال نصر بن مزاحم: حدّثني عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر محمد بن علي: أنّ خولّي بن يزيد الأصبحي - لعنه الله - قتلَ جعفر بن علي)(٣) .

وقال أبو الفرج الأصبهاني أيضاً: قال يحيى بن الحسن، عن علي بن إبراهيم، بالإسناد الذي قدّمته في خبر عبد الله: قُتل جعفر بن علي بن أبي طالب، وهو ابن تسع عشرة سنة)(٤) .

مقتلُ عثمان بن عليعليه‌السلام

وقال الشيخ المفيد: (وتعمّد خوليُّ بن يزيد الأصبحي(٥)

____________________

(١) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧، ويُفهم من عبارته: أنّه قُتل بعد أخيه عثمان، وهذا ما ذكره المحقّق السماوي أيضاً (راجع: إبصار العين: ٧٠)، وانظر: مقتل الخوارزمي ٢: ٣٤، وتاريخ خليفة ١٤٥، وشرح الأخبار ٣: ١٩٤، جمهرة النسب لابن الكلبي ١: ١٨، ومآثر الإنافة: ١١٨.

(٢) تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٢.

(٣) مقاتل الطالبيين: ٨٨.

(٤) مقاتل الطالبيين: ٨٨.

(٥) خولي هذا وهو من أكابر مجرمي فاجعة عاشوراء الذين تعدّدت جرائمهم فيه، كان الله عزّ وجلّ قد أخزاه في أسوأ عاقبة، إذ لمّا ظفرَ المختار بعث أبا عمرة فأحاط بدار خولي بن يزيد الأصبحي، وهو حامل رأس الحسينعليه‌السلام إلى عبيد الله بن زياد، فخرجت امرأته إليهم وهي النوار ابنة مالك كما ذكر الطبري في تاريخه، وقيل: اسمها العيوف، وكانت مُحبة لأهل البيتعليهم‌السلام قالت: لا أدري أين هو؟ وأشارت بيدها إلى بيت الخلاء، فوجدوه وعلى رأسه قوصرة (وعاء للتمر) =

٣٨٧

عثمان(١) بن عليرضي‌الله‌عنه وقد قام مقام إخوته، فرماه بسهم فصرعه، وشدّ عليه رجل من بني دارم فاحتزَّ رأسه)(٢) .

وقال السرويّ: (ثمّ برزَ أخوه عثمان - أي بعد أخيه عمر - وهو ينشد:

إنّـي أنـا عثمان ذو المفاخر

شيخي علي ذو الفعال الطاهر

هـذا حـسين سـيد الأخاير

وسـيد الـصغار والأكـابر

بعد النبي والوصيّ الناصر

رماه خولي بن يزيد على جنبه فسقط عن فرسه، وحزّ رأسه رجل من بني أبان بن حازم)(٣) .

وقال أبو الفرج: (قُتل عثمان بن علي، وهو ابن إحدى وعشرين سنة)(٤) .

مقتلُ أبي بكر بن عليّعليه‌السلام

قال ابن شهرآشوب: (ثمّ برزَ أبو بكر بن عليعليهما‌السلام قائلاً:

شيخي عليٌّ ذو الفخار الأطولِ

من هاشم الخير الكريم المفضل

____________________

= فأخذوه وقتلوه، ثمّ أمرَ بحرقه (راجع: ذوب النظار: ١١٨).

(١) ولِد بعد أخيه عبد الله بنحو سنتين، وأمّه فاطمة أمّ البنين، وبقيَ مع أبيه نحو أربع سنين، ومع أخيه الحسن نحو أربع عشرة سنة، ومع أخيه الحسينعليه‌السلام ثلاث وعشرين سنة وذلك مدّة عمره (راجع: إبصار العين: ٦٨)، ورويَ عن أمير المؤمنينعليه‌السلام أنّه قال:(إنّما سمّيته عثمان بعثمان بن مظعون أخي)، (راجع: مقاتل الطالبيين: ٨٩)، وفي المجدي: ١٥: (عثمان بن علي يكنّى أبا عمرو، قُتل وهو ابن إحدى وعشرين سنة).

(٢) الإرشاد: ٢: ١٠٩، مقاتل الطالبيين: ٨٩، شرح الأخبار ٣: ١٩٤، جمهرة النسب: ١: ١٨.

(٣) المناقب ٤: ١٠٧، البحار: ٤٥: ٣٧، مقاتل الطالبيين: ٨٩، نَفَس المهموم: ٣٢٧.

(٤) مقاتل الطالبيين: ٨٩.

٣٨٨

هذا حسين ابن النبيّ المرسل

عنه نحامي بالحسام المصقل

تفديه نفسي من أخٍ مبجَّلِ

فلم يزل يقاتل حتّى قتله زجر بن بجر الجحفي(١) ، ويُقال: عقبة الغنوي)(٢) .

وقال أبو الفرج الأصبهاني: (وأبو بكر بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، لم يُعرف اسمه، وأمّه ليلى بنت مسعود بن خالد... بن تميم... ذكر أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين وفي الإسناد الذي تقدّم: أنّ رجلاً من همدان قتله، وذكر المدائني: أنه وُجد في ساقيه مقتولاً لا يُدرى مَن قتله)(٣) .

مقتلُ محمّد الأصغر بن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام

قال الطبري: (ورَمى رجل من بني أبان بن دارم محمّد بن عليّ بن أبي طالب فقتله وجاء برأسه)(٤) ، وقال أبو الفرج الأصبهاني: (ومحمّد الأصغر بن عليّ بن أبي طالبعليهم‌السلام ، وأمّه أمّ ولد، حدّثني أحمد بن عيسى قال: حدّثنا الحسين بن نصر، عن أبيه، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر، وحدّثني أحمد بن شيبة، عن أحمد بن الحرث، عن المدائني: أنّ رجلاً من تميم من بني أبان بن دارم قتله -

____________________

(١) في إبصار العين: ٧١: (النخعي) بدل (الجحفي).

(٢) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧.

(٣) مقاتل الطالبيين: ٩١، وانظر: تسمية مَن قُتل مع الحسين (عليه‌السلام ): ١٤٩، وتاريخ العلماء ووفياتهم: ١: ١٧٢، والسيرة النبوية وأخبار الخلفاء: ٥٦٠، والإمامة والسياسة: ٢: ٦، ونظم درر السمطين: ٢١٨، وجمهرة أنساب العرب: ٢٣٠، والمجدي: ١٢ وفيه: (أبو بكر اسمه عبد الله قُتل بالطف)، وراجع: شذرات الذهب: ١: ٦٦، وتاريخ الخميس: ٢: ٢٩٨، ومستدركات علم رجال الحديث: ٨: ٣٤٣ وفيه: (وتشرّف بالشهادة يوم الطف، وبالسلام في الزيارة الرجبية، واسمه محمّد أو عبيد الله المتشرّف بالسلام في زيارة الناحية).

(٤) تاريخ الطبري: ٣: ٣٣٢، وانظر: مناهل الضرب في أنساب العرب: ٨٦.

٣٨٩

رضوان الله عليه - ولعن قاتله)(١) .

وقالابن شهرآشوب بعد أن ذكرَ اسمه في قتلى بني هاشم: (ويقال لم يُقتل محمّد الأصغر بن عليّ بن أبي طالب لمرضه)(٢) .

وقالالمحقّق السماوي (ره) في ترجمة أبي بكر بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام : (اسمه محمّد الأصغر أو عبد الله)، لكنّه ذكرَ أنّ اسم أمّ أبي بكر (ليلى بنت مسعود الثقفية)(٣) .

كذلك ذهب الشيخ المفيد (ره)(٤) من قَبله إلى أنّ محمّداً الأصغر هو المكنّى بأبي بكر، وتابعهُ على ذلك الشيخ الطبرسي (ره) في تاج المواليد(٥) ، وأخذَ بذلك المرحوم الأربلي نقلاً عن المفيد(٦) .

من هنا فيحتمل قوياً أنّ محمّداً الأصغر هو أبو بكر بن علي، والمسألة لم تزل بحاجة إلى تحقيق أعمق وأدقّ، والله العالم.

مقتل عمر بن عليعليه‌السلام

وقال ابن شهرآشوب السروي: (ثمّ برز أخوه عمر - أي من بعد أبي بكر - وهو يرتجز:

خلّوا عداة الله خلّوا عن عمر

خلّوا عن الليث الهصور المكفهر

____________________

(١) مقاتل الطالبيين: ٦٠، وفي تاريخ خليفة: ١٤٥: (أمّه لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس).

(٢) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام : ٤: ١١٣.

(٣) راجع: إبصار العين: ٧٠.

(٤) الإرشاد: ١: ٣٥٤.

(٥) تاج المواليد (المطبوع ضمن المجموعة النفيسة رقم ٩٥): ص١٠٨.

(٦) كشف الغمّة: ٢: ٦٦.

٣٩٠

يضربكم بسيفه ولا يفر

يا زجر يا زجر تدانَ من عمر

وقتلَ زجراً قاتل أخيه ثمّ دخلَ حومة الحرب)(١) .

وفي تسلية المجالس: (ثمّ برزَ عمر بن علي، وهو يقول:

أضربكم ولا أرى فيكم زجر

ذاك الشقيّ بالنبيّ قد كفر

يا زجر يا زجر تدان من عمر

لعلّك اليوم تبوء من سقر

شرّ مكانٍ في حريق وسُعُر

لأنّك الجاحد يا شرّ البشر

ثمّ حملَ على زجر قاتل أخيه فقتله، واستقبلَ القوم وجعل يضرب بسيفه ضرباً منكراً.. فلم يزل يقاتل حتى قُتل)(٢) .

هل قُتل عمر في واقعة الطفّ؟

قال الداودي: (وتخلّف عمر عن أخيه الحسينعليه‌السلام ولم يسِر معه إلى الكوفة، ولا يصح رواية مَن روى أنّ عمر حضرَ كربلاء، ومات عمر بينبع(٣) ، وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقيل خمس وسبعين سنة)(٤) .

وقال ابن سعد في الطبقات: (عمر الأكبر... وأُمّه الصهباء بنت ربيعة... بن تغلب بن وائل، وكانت سبيّة أصابها خالد حيث أغار على بني تغلب بناحية عين التمر...)(٥) .

____________________

(١) مناقب آل أبي طالب: ٤: ١٠٧.

(٢) تسلية المجالس: ٢: ٣٠٦، وانظر: مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي: ٢: ٣٣.

(٣) قال الحموي في معجم البلدان ٥: ٢٨٤: (وهو صدر وادي العقيق بالمدينة).

(٤) عمدة الطالب: ٣٣٩، وانظر: السلسلة العلوية: ٩٦.

(٥) الطبقات الكبرى: ٥: ١١٧.

٣٩١

وقال خليفة بن خياط في حوادث سنة سبع وستين: (وفيها وقعة المذار وفيها قُتل عمر بن عليّ بن أبي طالب)(١) .

وفي مقابل هذه التصريحات بعدم قتله مع الحسينعليه‌السلام ، يوجد تصريح ابن شهرآشوب حيث أورده في عداد أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام المقتولين بكربلاء، ولم نعثر على نصوص مهمّة وقديمة تُصرّح بقتله في كربلاء، ولا يخفى على المتتبّع الخبير أنَّ المناقب لا يخلو من أخطاء تاريخية ورجالية.

يقول المرحوم الشيخ القمّي: (المشهور بين أهل التواريخ والسيَر أنّ عمر لم يشهد مع أخيه الحسينعليه‌السلام بالطف)(٢) .

ويرى النمازي أنّ لأمير المؤمنينعليه‌السلام ابنين باسم عمر، عمر الأصغر وأمّه الصهباء وهو من شهداء الطفّ، أمّا عمر الأكبر فعاش خمساً وثمانين سنة)(٣) .

وعمر الأصغر - الذي عناه النمازي - هو عمر الأطرف وهو ابن الصهباء وشقيق رقيّة وتوأمها، وقد تخلّف عن نصرة الحسينعليه‌السلام بعذر معروف، وعاش سبعاً وسبعين سنة(٤) .

مقتل إبراهيم بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

لقد اختلفت كلمات المؤرخين حول مقتل إبراهيم في وقعة الطّف، ولعلّ أقدم نص شكّك في ذلك أبو الفرج حيث قال: (وقد ذكر محمد بن علي بن حمزة أنّه قُتل يومئذ إبراهيم بن علي بن أبي طالب، وأمّه أمّ ولد، وما سمعتُ بهذا من غيره،

____________________

(١) تاريخ خليفة بن خياط ١٦٥.

(٢) نَفَس المهموم: ٣٢٨.

(٣) راجع: مستدركات علم رجال الحديث: ٦: ١٠١، رقم ١١٠٧٠.

(٤) راجع: ترجمته في الجزء الأوّل من هذه الدراسة: الإمام الحسينعليه‌السلام في المدينة المنوّرة: ٣٨٦.

٣٩٢

ولا رأيتُ لإبراهيم في شيء من كتب الأنساب ذكراً)(١) .

وفي مقابل ذلك توجد تصريحات بأنّه قد قُتل أيضاً في كربلاء، فقد ذكرَ ابن عبد ربّه الأندلسي(٢) ، وابن شهرآشوب(٣) والمرحوم النمازي(٤) ، والخوارزمي(٥) : بأنّ إبراهيم هذا قُتل بين يدي ريحانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وقال المرحوم المظفّر: يستفاد من مجموع الأقوال: أنّ الشهداء من وِلد أمير المؤمنينعليه‌السلام يوم كربلاء أحد عشر رجلاً، سيّدهم وسيّد الناس جميعاً الحسين بن عليعليه‌السلام ... وإبراهيم على قول مشهور(٦) .

مقتل عتيق بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

وذكر ابن قتيبة أنّ أمّه أمّ ولد(٧) ، وعدَّه الذهبي واليافعي والديار بكري في عداد شهداء كربلاء(٨) .

مقتل عون بن عليعليه‌السلام

ذكرَ كلٌّ من السيد جعفر الأعرجي (ره)، والذهبي: أنَّ عون بن علي من

____________________

(١) مقاتل الطالبيين ٩١، وعنه نَفَس المهموم: ٣٢٨.

(٢) العقد الفريد: ٥: ١٣٤.

(٣) مناقب آل أبي طالبعليهم‌السلام : ٤: ١١٢.

(٤) مستدركات علم رجال الحديث، ١: ١١٧.

(٥) مقتل الحسينعليه‌السلام ٢: ٥٣.

(٦) بطل العلقمي: ١٢٥، ونحن نشك في هذه الشهرة.

(٧) الإمامة والسياسة ٢: ٦.

(٨) مرآة الزمان ١: ١٣١، وتاريخ الإسلام، حوادث سنة ٦١: ص٢١، شذرات الذهب: ١: ٦٦، تاريخ الخميس: ٢: ٢٩٨.

٣٩٣

أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام المقتولين ظلماً بين يدي سيد شباب أهل الجنة(١) .

مقتلُ يحيى بن عليعليه‌السلام

ذكر السيّد الأعرجي (ره) في مناهل الضرب: أنَّ يحيى بن عليعليه‌السلام من شهداء الطف(٢) ، وذكر النمازي (ره) في مستدركات علم رجال الحديث: أنّ أمّه أسماء بنت عميس(٣) .

لكنّ أبا الفرج ذكر: أنّ يحيى توفي في حياة أمير المؤمنينعليه‌السلام (٤) .

مقتل عبيد الله بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام

لعلّ أقدم مَن صرّح بأنّه قُتل بكربلاء هو: الشيخ المفيد أعلى الله مقامه الشريف في الإرشاد، حيث أوردهُ في باب ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام وقال: ومحمد الأصغر المكنّى أبا بكر، وعبيد الله، الشهيدان مع أخيهما الحسينعليه‌السلام بالطف، أُمّهما ليلى بنت مسعود الدرامية)(٥) .

كذلك قال المرحوم الشيخ الطبرسي في ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : ومحمّد الأصغر المكنّى بأبي بكر، وعبيد الله، الشهيدان مع أخيهم الحسينعليه‌السلام

____________________

(١) تاريخ الإسلام، حوادث سنة ٦١، ص٦١، مناهل الضرب في أنساب العرب: ٨٦.

(٢) مناهل الضرب: ٨٦، وراجع: التذكرة في الأنساب للعبيدلي ص٢٨٧.

(٣) مستدركات علم رجال الحديث: ٨: ٢٢٠، وذكر في ص٥٤٦: بأنَّ الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام تزوّج أسماء بنت عميس بعد موت أبي بكر فولدت له يحيى.

وقال أبو الفرج في المقاتل: ٣٦: وأسماء بنت عميس تزوّجها جعفر بن أبي طالب ثمّ أبو بكر ثمّ أمير المؤمنينعليه‌السلام .

(٤) مقاتل الطالبيين: ٣٧، راجع الطبقات الكبرى: ٨: ٢٠٨.

(٥) الإرشاد ١: ٣٥٤، وعن المعارف: ٢١٠: ليلى بنت مسعود بن خالد النهشلي.

٣٩٤

بالطفّ، أمّهما ليلى بنت مسعود الدارمية)(١) .

وتابعهما على ذلك الإربلي في كشف الغمّة ناقلاً عن المرحوم المفيد(٢) ، وصرّح المرحوم المظفّر بأنّه من شهداء الطف(٣) .

كذلك قال بذلك القلقشندي(٤) ، وقال المزي في ذكر أولاد الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : (وعبيد الله يكنّى أبا علي، يقال إنّه قُتل بكربلا)(٥) .

ووردَ في تاريخ خليفة أنّه قُتل مع الحسينعليه‌السلام ، وأمّه الرباب بنت امرئ القيس(٦) .

ووردَ في الزيارة الرجبية:(السلام على عبيد الله بن أمير المؤمنين عليه‌السلام ) (٧) .

لكنّ أبا الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين قال: (وذكرَ يحيى بن الحسن، فيما حدّثني به أحمد بن سعيد أنّ أبا بكر بن عبيد الله الطلحي حدّثه عن أبيه: أنّ عبيد الله بن علي قُتل مع الحسين، وهذا خطأ، وإنّما قُتل عبيد الله يوم المدار(٨) ، قتله أصحاب المختار بن أبي عبيدة، وقد رأيته بالمدار)(٩) .

____________________

(١) تاج المواليد ضمن المجموعة النفيسة: ٩٥، راجع ص ١٠٨.

(٢) كشف الغمّة ٢: ٦٦.

(٣) بطل العلقمي ١: ٣٠٣.

(٤) مآثر الإنافة: ١١٨.

(٥) تهذيب الكمال ٢٠: ٤٧٩.

(٦) تاريخ خليفة: ١٤٥، ومن الطريف: أن يقال بأنّ أمّه الرباب بنت امرئ القيس، وهذا الكلام لم يقل به أحد، إذ المعروف أنّها أمّ عبد الله الرضيععليه‌السلام .

(٧) البحار ١٠١: ٣٣٩.

(٨) المدار: بالفتح اسم المكان من دار يدور: موضع بالحجاز في ديار عدوان أو غُدانة. (راجع معجم البلدان ٥: ٧٤).

(٩) مقاتل الطالبيين: ٩٢، وذهب المسعودي في إثبات الوصية: ١٣١، وابن قتيبة في المعارف:

٣٩٥

وقال ابن إدريس: (وقد ذهبَ شيخنا المفيد في كتاب الإرشاد إلى أنّ عبيد الله بن النهشلية قُتل بكربلاء مع أخيه الحسينعليه‌السلام ، وهذا خطأ محض بلا مِراء؛ لأنّ عبيد الله بن النهشلية كان في جيش مصعب بن الزبير، ومن جملة أصحابه، قتلهُ أصحاب المختار بن أبي عبيد بالمذار(٢) وقبرهُ هناك ظاهر.

____________________

= ٤٠١، والأعرجي في مناهل الضرب في أنساب العرب: ٨٦، والأندلسي في جمهرة أنساب العرب: ٢٣٠، وابن الطقطقي في الأصيلي في أنساب الطالبيين: ٥٧، وابن عماد في شذرات الذهب: ١: ٧٥، وتاريخ أهل البيتعليهم‌السلام ٩٨، والربيعي الدمشقي في تاريخ مولد العلماء ووفياتهم ١: ١٧٢: أنَّ عبيد الله هذا لم يُقتل في واقعة الطف في كربلاء.

وذكر ابن فندق في لباب الأنساب: ١: ٣٩٧ بأنَّ عبيد الله بن علي بن أبي طالب قُتل وهو قريب من خمسين سنة وقتلهُ ابن حريث.

وذكر مصعب الزبيري في نسب قريش: ٤٣ قائلاً: (وعبيد الله بن علي كان قدم على المختار بن أبي عبيد الثقفي حين غلبَ المختار على الكوفة فلم يرَ عند المختار ما يُحب، زعموا أنّ المختار قال له: صاحبُ أمرنا هذا رجل منكم لا يعمل فيه السلاح فإن شئت جرّبتُ فيك السلاح، فإن كنتَ صاحبنا لم يضرّك السلاح وبايعناك، فخرجَ من عنده، فقدِم البصرة، فجمعَ جماعة، فبعث إليه مصعب، فأتاه عبيد الله فلم يزل مقيماً عنده حتى خرجَ مصعب إلى المختار، فقدّم بين يديه محمد بن الأشعث بن قيس الكندي... فضمّ عبيد الله إليه مع محمد في مقدّمة مصعب، فبيّته أصحاب المختار، فقتلوا محمد، وقتلوا عبيد الله تحت الليل).

(٢) قال الحموي الرومي في معجم البلدان: ٥: ٨٨: المَذار بالفتح وآخره راء: في ميسان بين واسط والبصرة وهي قصبة ميسان بينها وبين البصرة مقدار أربعة أيام، وبها مشهد عامر كبير جليل عظيم قد أُنفق على عمارته الأموال الجليلة وعليه الوقوف وتساق إليه النذور، وهو قبر عبد الله بن علي ابن أبي طالب.. وكانت بالمذار وقعة لمصعب بن الزبير.

٣٩٦

الخبر بذلك متواتر وقد ذكره شيخنا أبو جعفر في الحائريات، لمّا سأله السائل عمّا ذكرَ المفيد في الإرشاد فأجاب بأنَّ: عبيد الله بن النهشلية قتلهُ أصحاب المختار بالمذار، وقبره هناك معروف عند أهل تلك البلاد)(١) .

يستفاد من مجموع ما ذكرنا: أنّ النصوص التي تشير إلى أنّ عبيد الله بن عليعليه‌السلام قُتل في واقعة الطف لا يمكن الاعتماد عليها بسهولة، وكلّها ترجع إلى كلام المرحوم المفيد (ره)، وفي مقابل هذا القول تتوفر الأقوال الكثيرة التي تصرّح أنّه لم يُقتل بكربلاء، ولا يمكن الإغماض عنها، خصوصاً وأنّ في أصحابها مَن له الخبرة التامّة في علم الأنساب، نظير مصعب الزبيري في نسب قريش، أو ابن فندق في كتابه لباب الأنساب، أو الأندلسي في جمهرة أنساب العرب، وغيرهم.

ومن الغريب جدّاً كلام البعض(٢) حيث صرّح بأنّه اتفقت كلمة المؤرّخين على قتله يوم عاشوراء!

مَن هو (العبّاس الأصغر)، وابن مَن هو؟

قال الشيخ القرشي: (وهو أخو الإمام لأبيه، وأمّه لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس، استشهد يوم الطفّ)(٣) ، وقال خليفة بن خيّاط: (وقُتل مع الحسينعليه‌السلام العبّاس الأصغر، أمّه لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس)(٤) .

وممّا يؤيد ذلك: ما رواه سبط ابن الجوزي، عن هشام بن محمد، عن القاسم

____________________

(١) السرائر: ١٥٥.

(٢) راجع: مدينة الحسين: ٣٨.

(٣) حياة الإمام الحسينعليه‌السلام ٣: ٢٧٠ نقلاً عن تاريخ خليفة.

(٤) تاريخ خليفة: ١٤٥.

٣٩٧

ابن الأصبغ المجاشعي قال: (لما أُتي بالرؤوس إلى الكوفة إذا بفارس أحسن الناس وجهاً، قد عُلَّق في لُباب فرَسه رأس غلام أمرَد كأنّه القمر ليلة تمامه، والفرس يمرح فإذا طأطأ رأسه لحقَ الرأس بالأرض، فقلت له: رأس مَن هذا؟ فقال: هذا رأس العبّاس بن علي، قلت: ومَن أنت؟ قال: حرملة بن الكاهل الأسدي.

قال: فلبثت أيّاماً وإذا بحرملة وجهه أشدُّ سواداً من القار، فقلت له: لقد رأيتك يوم حملتَ الرأس وما في العرب أنظر وجهاً منك! وما أرى اليوم لا أقبح ولا أسود وجهاً منك؟! فبكى وقال: والله، منذ حملتُ الرأس وإلى اليوم ما تمرّ عليَّ ليلة إلاّ واثنان يأخذان بضبعي ثمّ ينتهيان بي إلى نار تؤجّج، فيدفعاني فيه، وأنا أنكص فتسفعني كما ترى، ثمّ ماتَ على أقبح حال)(١) .

فالعبّاس هذا - على أساس هذه الرواية - هو ابن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، وهو في هذه الرواية غلام أمرد.

ويقول الشيخ القرشي تعقيباً: (وهذا ممّا يؤكّد وجود العبّاس الأصغر؛ لأنّ العبّاس الأكبر كان عمره يوم قُتل اثنين وثلاثين سنة، وليس غلاماً أمرداً)(٢) .

لكنّ النمازيّ (ره) يقول في ترجمة (لبابة بنت عبيد الله بن عبّاس بن عبد المطّلب): (تزوّجها أبو الفضل العبّاس بن أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فولِد له منها عبيد الله وفضل، وكانت جميلة عاقلة، وبعد شهادة العبّاسعليه‌السلام تزوّجها زيد بن

____________________

(١) تذكرة الخواص: ٢٥٣، ولعلّ للمتأمّل تحفّظات عديدة على متن هذه الرواية، منها قوله: (ثمّ مات على أقبح حال)، مع أنّ المشهور أنّ المختار أحضرَ حرملة بن كاهل، وأمرَ جزّاراً فقطعَ يديه ورجليه ثمّ أمرَ بنار وقصب فأحرقهُ (راجع: ذوب النضار: ١٢١).

(٢) حياة الإمام الحسين بن عليعليهما‌السلام : ٣: ٢٧٠.

٣٩٨

عبد الملك، وعن المجدي تزوّجها وليد بن عتبة بن أبي سفيان، فولِد له منها القاسم)(١) .

من هنا نقول: إذا كان العبّاس الأصغر - على فرض وجوده حقّاً - ابن لبابة بنت عبيد الله بن العبّاس، زوجة مولانا أبي الفضلعليه‌السلام ، فهو إذاً ابن العبّاس وليس أخاه كما في رواية سبط ابن الجوزي وكما استنتجَ الشيخ القرشي؛ ذلك لأنّ لبابة لا يمكن أن تكون زوجة لأمير المؤمنينعليه‌السلام ، ثمّ زوجة أبي الفضلعليه‌السلام .

هذا مبلغُ علمنا في قضية (العبّاس الأصغر)، والمسألة بحاجة إلى مزيد من الوثائق التاريخية الكاشفة عن حقيقة الأمر، وإلى مزيد من التعمّق والمتابعة والتحقيق، وكم تركَ الأوّل للآخر.

مقتلُ مولانا أبي الفضل العبّاسعليه‌السلام

كان مولانا أبو الفضل العباس بن أمير المؤمنينعليهما‌السلام أكبر أولاد عليّعليه‌السلام ، من أمّهم أمّ البنين فاطمة بنت حزام الكلابية (رض)، وقد ولِد في الرابع من شعبان سنة ست وعشرين للهجرة، وكان عمره الشريف عند استشهاده أربعاً وثلاثين سنة(٢) .

وكان صلوات الله عليه عماد وركيزة الجيش الحسيني في كربلاء، وقد أعطاه الإمام الحسينعليه‌السلام رايتهُ يوم عاشوراء: (لأنّه وجدَ قمر الهاشميين أكفأ ممّن معه لحمله، وأحفظهم لذمامه، وأرأفهم به، وأدعاهم إلى مبدئه، وأوصلهم لرحِمه، وأحماهم لجواره، وأثبتهم للطعان، وأربطهم جأش، وأشدّهم مراساً)(٣) .

____________________

(١) مستدركات علم رجال الحديث: ٨: ٥٩٨ رقم ١٨١٦٧.

(٢) مرّت بنا ترجمة مختصرة وافية له صلوات الله عليه في الفصل الثاني.

(٣) مقتل الحسينعليه‌السلام للمقرّم: ٢٢٥.

٣٩٩

قال الدينوري: (بقيَ العبّاس بن عليّ قائماً أمام الحسين يقاتل دونه، ويميل معه حيث مال)(١) .

قال الشيخ المفيد (ره): (وحملت الجماعة على الحسينعليه‌السلام فغلبوه على عسكره، واشتدّ به العطش، فركبَ المسنَّاة يريد الفرات، وبين يديه العبّاس أخوه، فاعترضته خيل ابن سعد وفيهم رجل من بني دارم فقال لهم: ويلكم حُولوا بينه وبين الفرات ولا تمكّنوه من الماء، فقال الحسينعليه‌السلام :(اللّهمّ أظمئه.

فغضبَ الدارمي ورماه بسهم فأثبته في حَنكه، فانتزعَ الحسينعليه‌السلام السهم، وبسطَ يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه بالدم، فرمى به ثمّ قال:اللهمّ إنّي أشكو إليك ما يُفعل بابن بنت نبيّك) ، ثمّ رجعَ إلى مكانه وقد اشتدّ به العطش، وأحاطَ القوم بالعبّاس فاقتطعوه عنه، فجعلَ يقاتلهم وحده حتّى قُتل - رضوان الله عليه - وكان المتولّي لقتله زيد بن ورقاء الحنفيّ(٢) ، وحكيم بن الطُفَيل السنبسي(٣) ، بعد أن أُثخن بالجراح فلم يستطع حراكاً)(٤) .

____________________

(١) الأخبار الطوال: ٢٥٧.

(٢) يمضي في بعض المصادر أنّ اسمه زيد بن رقاد الجهني (أو الجنبي)، (راجع: مقاتل الطالبيين: ٩٠)، وتذكرة الخواص: ٢٢٩، وترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله من القسم غير المطبوع من كتاب الطبقات الكبرى لابن سعد: ٧٥).

وفي كتاب ذوب النُضار: ١٢٠ قال الشيخ ابن نما (ره): (وأحضرَ - أي المختار - زيد بن رُقاد فرماه بالنبل والحجارة وأحرقهُ).

(٣) في كتاب ذوب النضار: ١١٩ قال الشيخ ابن نما (ره): (ثمّ بعث - أي المختار - عبد الله بن كامل إلى حكيم بن الطفيل السنبسي، وكان قد أخذَ سلب العبّاس ورماه بسهم، فأخذوه قبل وصوله إلى المختار، ونصبوهُ هدفاً، ورموه بالسهام).

(٤) الإرشاد: ٢: ١٠٩ - ١١٠، وفي مثير الأحزان: ٧١ قال ابن نما (ره): ثمّ اقتطعوا العبّاس عنه، وأحاطوا به من كلّ جانب وقتلوه، فبكى الحسينعليه‌السلام لقتله بكاءً شديداً)، وانظر كذلك =

٤٠٠