مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة الجزء ٦

مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة0%

مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 460

مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد أمين الأميني
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الصفحات: 460
المشاهدات: 225090
تحميل: 8088

توضيحات:

الجزء 6
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 225090 / تحميل: 8088
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة الجزء 6

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

فأمر بردّ ذلك، وزاد عليه مئتي دينار، فأخذها زين العابدينعليه‌السلام وفرّقها على الفقراء والمساكين )(١) .

قال السيّد محمّد بن أبي طالب: ( روي أنّ اللعين لما خشي شقّ العصا وحصول الفتنة أخذ في الاعتذار، والإنكار لفعل ابن زياد، وإبداء التعظيم والتكريم لعليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، ونقل نساء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى داره الخاصّة، وكان لا يتغدّى ولا يتعشّى إلاّ مع سيّدنا سيِّد العابدينعليه‌السلام ، وكلّ مَن كان حاضراً من الصحابة والتابعين والأجلّة وبني أُميّة، أشاروا عليه لعنه الله بردّ حرم رسول الله، والإحسان إليهم، والقيام بما يُصلحهم، فأحضر سيّدنا عليّ بن الحسين وقال: إنّي كنت قد وعدتك بقضاء ثلاث حاجات فاذكرها لي لأقضيها )(٢) ... ثمّ ذكر نحو ما مرّ.

ففي الخبر الذي روا السيّد ابن طاووس وابن نما وجوه للتأمّل:

١ - تعليل الإمامعليه‌السلام بوجود آثار من فاطمة الزهراء (سلام الله عليها) في ضمن ما سُلِب من أهل البيت، يُرشدنا إلى علّة كلّ ما روي حول طلب أهل البيت بردِّ ما أُخذ منهم؛ فتكون هذه الرواية حاكمة وناظرة ومُفسِّرة لما رُوي في هذا الشأن.

٢ - إنّ تصريح الإمام بأنّ فيه آثار فاطمة ومغزلها وقميصها، وقلادتها ومقنعتها، يُرشدنا إلى لزوم الاهتمام بحفظ آثار النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله وعترته الطاهرينعليهم‌السلام والتبرّك بها.

٣ - مسألة عفو يزيد عن قتل الإمام زين العابدين تدلّ على نيّته الخبيثة حول قتل واغتيال الإمامعليه‌السلام بالمطابقة، وكذلك تدلّ على كذب ادّعائه بأنّه ما كان يُحبّ قتل الحسينعليه‌السلام بالملازمة، فإنّه إن لم يكن آمراً بقتل الحسينعليه‌السلام وراضياً به - مع أنّه خرج عليه بزعمه - فكيف أراد قتل ابنهعليه‌السلام - مع أنّه في حالة الأسر - ثمّ يعفو

____________________

(١) الملهوف: ٢٢٦، ورواه مُثير الأحزان: ١٠٦ بتلخيص.

(٢) تسلية المجالس ٢/ ٤٥٧.

٢٦١

عنه بعد ذلك.

٤ - قوله: ( لن تراه أبداً )، لعلّه ناظر إلى إرسال الرأس الشريف إلى المدينة حينذاك، كما سيأتي الكلام حوله.

٥ - أمر يزيد بردّ المأخوذ يدلّ على أنّ المسلوب من أهل البيتعليهم‌السلام أُرسل إلى يزيد، وهذا يؤيّد ما احتملناه سابقاً.

٦ - فعل الإمامعليه‌السلام بتفريق الزائد على ما أُخذ منهم - وهو مئتي دينار - كشف عن زاوية من زوايا الأخلاق العالية المتجلِّية في أهل بيت النبوّة.

استشارة يزيد وجوه أهل الشام:

روى ابن عبد ربّه، عن عليّ بن عبد العزيز، عن محمّد بن الضحّاك بن عثمان الخزامي، عن أبيه قال: (... [قال يزيد]: ما ترون يا أهل الشام في هؤلاء؟

فقال له رجل: لا تتّخذ من كلب سوءٍ جرواً.

قال النعمان بن بشير الأنصاري: اُنظُر ما كان يصنعه رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) لو رآهم في هذه الحالة، فاصنعه بهم.

قال: صدقت، خلّوا عنهم، واضربوا عليهم القباب.

وأمال عليهم المطبخ وكساهم وأخرج إليهم جوائز كثيرة، وقال: لو كان بين ابن مرجانة وبينهم نسب ما قتلهم! ثمّ ردّهم إلى المدينة )(١) .

إنّ المستفاد من النصوص، أنّ هذه المحادثة والاستشارة حصلت في آخر أيّام مقام أهل البيتعليهم‌السلام في الشام، لا ما هو المترائي من بعض الكُتب من أنّه جرت

____________________

(١) العقد الفريد ٥/ ١٣١؛ الإمامة والسياسة ٢/ ٨؛ جواهر المطالب ٢/ ٢٧١؛ مقتل الخوارزمي ٢/ ٦٥؛ مُثير الأحزان: ٩٨؛ الملهوف: ٢١٨.

٢٦٢

في مجلس يزيد العام؛ لأنّنا قد ذكرنا شواهد عديدة بأنّ المجالس قد تكرّرت، وإن لم تكن على حدٍّ سواء من حيث الأهمّية، فحينئذٍ يريد يزيد أن يجد مفرّاً لكي يُخلّص نفسه من هذه الواقعة التي هزّت أركان حكومته، وممّا يؤيّد ذلك هو ما أورده القاضي نعمان بقوله:

ثمّ قال: يا أهل الشام، ما ترون في هؤلاء؟

فقال قائلهم: قد قتل (كذا)، ولا تتّخذ جروء من كلب سوء.

فقال النعمان بن بشير: اُنظر ما كنت ترى أنّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يفعله فيهم لو كان حيّاً، فافعله.

فبكى يزيد، فقالت فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام : ( يا يزيد، ما تقول في بنات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سبايا عندك؟! ). فاشتدّ بكاؤه! حتّى سمع ذلك نساؤه! فبكين حتّى سمع بكاءهنّ مَن كان في مجلسه.

وقيل: إنّ ذلك بعد أن أجلسهنّ في منزل لا يُكنّهنّ من بردٍ ولا حرّ، فأقاموا فيه شهراً ونصف، حتّى أُقْشِرت وجوههنّ من حرّ الشمس، ثمّ أطلقهم(١) .

تجهيز الأسرى من آل البيت إلى المدينة:

قال السيّد ابن طاووس: ( ثمّ أمر - يزيد - برَدِّ الأُسارى وسبايا البتول إلى أوطانهم بمدينة الرسول )(٢) .

قال الشيخ المفيد: ( ثمّ ندب يزيد النعمانَ بن بشير وقال له: تجهّز لتخرج بهؤلاء النسوان إلى المدينة )(٣) .

____________________

(١) شرح الأخبار ٣/ ٢٦٨.

(٢) الملهوف: ٢٢٥.

(٣) الإرشاد ٢/ ١٢٢.

٢٦٣

قال الباعوني: ( فقال يزيد: جهّزوهم. وأمر النعمانَ بن بشير أن يُجهّزهم بما يُصلحهنّ ويسير معهم )(١) .

قال الطبري: ( ثمّ قال يزيد بن معاوية: يا نعمان بن بشير، جهّزهم بما يُصلحهم، وابعث معهم رجلاً من أهل الشام أميناً صالحاً، وابعث معه خيلاً وأعواناً، فيسير بهم إلى المدينة )(٢) .

____________________

(١) جواهر المطالب ٢/ ٢٩٥.

(٢) تاريخ الطبري ٤/ ٣٥٣؛ وانظر: الكامل في التاريخ ٤/ ٨٧؛ روضة الواعظين ١/ ١٩٢؛ المنتظم ٥/ ٣٤٤؛ بحار الأنوار ٤٥/ ١٤٥ نقلاً عن صاحب المناقب.

٢٦٤

الفصل الثاني

حركة المسيرة المظفَّرة

٢٦٥

٢٦٦

الفصل الثاني

حركة المسيرة المظفَّرة

الخروج من الشام

لقد نجح أعلام الركب الحسيني في أداء واجبهم الرسالي، في هذا المقطع الزمني والمكاني المهمّ على أحسن وجه، حتّى خشي يزيد وقوع الفتن والأحداث، واضطراب الرأي العام، وخروج الأمر من يده؛ الأمر الذي دعاه للتفكير بجدّية في طريق للخلاص من هذه المشكلة العويصة، فأمر النعمان بن بشير بتجهيز الركب الطاهر لإرجاعهم إلى المدينة. وقد رأينا كيف اختلفت المعاملة مع أهل بيت الرسول منذ ذلك الحين.

يقول الأستاذ باقر شريف القرشي: ( وأصبحت - الخُطب - حديث الأندية والمجالس، فكانت تغلي كالحُمم على تلك الدولة الغاشمة، وهي تُنذر بانفجار شعبي يكتسح دولة يزيد، فقد عرَّفت أهل الشام لؤم يزيد وخبث عنصره، وقلبت الرأي العام عليه، فجُوبِهَ بالنقد حتّى في مجلسه وسقط اجتماعيّاً، وذهبت مكانته من النفوس )(١) .

يزيد يعتذر من الإمام عليّ بن الحسينعليه‌السلام !

____________________

(١) حياة الإمام الحسينعليه‌السلام ٣/ ٤١٣.

٢٦٧

قال السيّد محمّد بن أبي طالب: ( ولم يكن أحد من أكثر الناس في جميع الآفاق راضياً بفعله؛ فلذلك أبدى الاعتذار وركن إلى الإنكار، خوفاً أن يُفتق عليه فتق لا يُرتق، وأن ينفتح عليه باب من الشرّ لا يُغلق، فاعتذر وأنّى له الاعتذار )(١) .

قال الشيخ المفيد (رحمه الله): ( ولما أراد أن يُجهّزهم دعا عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، فاستخلاه، ثمّ قال له: لعن الله ابن مرجانة! أَمَ والله، لو أنّي صاحب أبيك ما سألني خصلة أبداً إلاّ أعطيته إيّاها! ولدفعت الحتف عنه بكلّ ما استطعت، ولكنّ الله قضى ما رأيت، كاتبْني من المدينة وأنْهِ كلّ حاجة تكون لك.

وتقدَّمَ بكسوته وكسوة أهله )(٢) .

وأعرض عنه الإمام؛ لأنّ كلامه لم يكن إلاّ تهرّباً ممّا لحقه من الخزي والعار.

قال ابن سعد: ( وقال - يزيد - لعليّ بن حسين: إن أحببت أن تُقيم عندنا فنصلْ رحمك ونعرف لك حقّك فعلت، وإن أحببت أن أردّك إلى بلادك وأصلك.

قال: بل تردّني إلى بلادي.

فردّه إلى المدينة ووصله )(٣) .

وقال الخوارزمي: وروي أنّ يزيد عرض عليهم المقام بدمشق، فأبوا ذلك

____________________

(١) تسلية المجالس ٢/ ٤٠٣.

(٢) الإرشاد ٢/ ١٢٢. وروى نحوه: إعلام الورى: ٢٤٩)؛ وروى مضمونه: تاريخ الطبري ٤/ ٣٥٣؛ الكامل في التاريخ ٤/ ٨٧؛ الاحتجاج ٢/ ١٣٥ - عنه بحار الأنوار ٤٥/ ١٦٢ ح٦؛ روضة الواعظين ١/ ١٩٢؛ مقتل الخوارزمي ٢/ ٧٤؛ البداية والنهاية ٨/ ١٩٧؛ تسلية المجالس ٢/ ٣٩٩؛ بحار الأنوار ٤٥/ ١٤٥ - عن صاحب المناقب.

(٣) الطبقات: ٨٤ ( ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من القسم غير المطبوع )؛ ونحوه في: الطبقات الكبرى ٥/ ٢١٢ ( ترجمة الإمام عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ). وروى مضمونه: المنتظم ٥/ ٣٤٥؛ تذكرة الخواص: ٢٦٥؛ ومرآة الزمان: ١٠١ - على ما في عبرات المصطفين ٢/ ٣٥١.

٢٦٨

وقالوا: ( رُدَّنا إلى المدينة، لأنّها مُهاجرة جدّنا )، فقال للنعمان بن بشير: ( جهّز هؤلاء بما يُصلحهم وابعث معهم رجلاً من أهل الشام أميناً صالحاً، وابعث معهم خيلاً وأعواناً )، ثمّ كساهم وحباهم وفرض لهم الأرزاق والأنزال(١) .

وقال القاضي نعمان: وأمر - يزيد - بإطلاق عليّ بن الحسينعليه‌السلام ، وخيّره بين المقام عنده أو الانصراف، فاختار الانصراف إلى المدينة فسرّحه(٢) .

وقال: ولما بلغ من النداء على رأس الحسينعليه‌السلام والاستهانة [بحرمه] ونساء مَن قُتل معه من أهل بيته ما أراده، وعليّعليه‌السلام على حاله من العلّة، وما أراده الله تعالى من سلامته، وأن لا تنقطع الإمامة بانقطاعه، فسرّحهم يزيد اللعين، وانصرف إلى المدينة(٣) .

عرض الأموال على آل البيتعليهم‌السلام ورفض السيّدة أُمّ كلثوم:

روى العلاّمة المجلسي عن بعض أصحابنا، قال: ( فلما كان اليوم الثامن دعاهنّ يزيد، وأعرض عليهنّ المقام، فأبين وأرادوا الرجوع إلى المدينة، فأحضر لهم المحامل وزيّنها، وأمر بالأنطاع الإبريسم، وصبّ عليها الأموال، وقال: يا أُمّ كلثوم، خذوا هذا المال عوض ما أصابكم!

فقالت أُمّ كلثوم: يا يزيد، ما أقلّ حياءك وأصلب وجهك! تقتل أخي وأهل بيتي وتُعطيني عوضهم! )(٤) .

____________________

(١) مقتل الخوارزمي ٢/ ٧٤.

(٢) شرح الأخبار ٣/ ١٥٩.

(٣) المصدر نفسه ٢/ ٢٥٢.

(٤) بحار الأنوار ٤٥/ ١٩٦.

٢٦٩

متى كان الخروج من الشام؟

المستفاد من بعض النصوص أنّ الخروج من الشام كان في العشرين من صفر.

قال الشيخ المفيد (رحمه الله): ( وفي العشرين منه (شهر صفر)، كان رجوع حرم سيّدنا ومولانا أبي عبد اللهعليه‌السلام من الشام إلى مدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله )(١) .

وقال الشيخ الطوسي (رحمه الله): ( وفي اليوم العشرين منه (صفر) كان رجوع حرم سيّدنا أبي عبد الله الحسين بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام من الشام إلى مدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله )(٢) .

وقال الشيخ رضيّ الدين علي بن يوسف بن المطهّر الحِلِّي: ( وفي اليوم العشرين من صفر سنة إحدى وستّين أو اثنين وستّين - على اختلاف الرواية به في قتل مولانا الحسينعليه‌السلام -(٣) كان رجوع حرم مولانا أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام من الشام إلى مدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله )(٤) .

وقال الكفعمي: ( وفي العشرين منه (صفر) كان رجوع حرم الحسين بن عليعليه‌السلام إلى المدينة )(٥) .

وقال في موضع آخر: ( وفي هذا اليوم (العشرين من صفر) كان رجوع حرم الحسينعليه‌السلام من الشام إلى المدينة )(٦) .

فإذا فرضنا أنّ المقصود من عبارة يوم خروجهم من الشام إلى المدينة هو

____________________

(١) مسار الشيعة: ٤٦.

(٢) مصباح المتهجِّد: ٧٣٠، عنه بحار الأنوار ١٠١/ ٣٣٤.

(٣) أقول: لا مجال لهذا التردّد في سنة الرجوع بعد إمكان دعوى التواتر في كون شهادتهعليه‌السلام في سنة إحدى وستّين، كما هو واضح للمتتبّع في المقام.

(٤) العدد القويّة: ٢١٩ رقم ١١.

(٥) مصباح الكفعمي: ٥١٠.

(٦) المصدر نفسه: ٤٨٩.

٢٧٠

يوم خروجهم من الشام، لا يوم دخولهم المدينة، وقلنا: إنّ الرأس الشريف أُدخِل الشام في الأوّل من صفر، وأنّ أهل بيت الحسينعليه‌السلام دخلوها في ذلك اليوم - مع احتمال تقدّم ورود الرأس عليهم - فيكون مدّة بقائهم في الشام عشرين يوماً.

وقد ذكرنا عن القاضي نعمان القول ببقائهم فيها شهراً ونصف، وهناك رأي وسط يقول بمكوثهم فيها شهراً، ذكره السيّد ابن طاووس(١) .

المسايرون للركب!

لقد سايرت الركب الطاهر عدّةٌ بأمر يزيد، وقد ورد ذكرهم في التاريخ إمّا بالعنوان الكلّي أو بالخصوص، وللتوقّف في ذلك مجال، وذلك بطرحسؤالين:

السؤال الأوّل: مَنْ هم المسايرون؟

١) جيش: قال مسكويه الرازي: ( ثمّ جهّز - يزيد - النساء وعليّ بن الحسين، وضمّ إليهم جيشاً، حتّى ردّهم إلى المدينة )(٢) .

٢) جماعة: قال ابن نما: ( ثمّ أمر يزيد بمضيّ الأُسارى إلى أوطانهم مع نعمان بن بشير وجماعة معه إلى المدينة )(٣) .

٣) ثلاثون فارساً: قال أحمد بن داود الدينوري: ( ثمّ أمر - يزيد - بتجهيزهم بأحسن جهاز، وقال لعليّ بن الحسين: ( انطلق مع نسائك حتّى تبلغهنّ وطنهنّ )، ووجّه معه رجلاً في ثلاثين فارساً، يسير أمامهم، وينزل حجرة عنهم، حتّى انتهى

____________________

(١) إقبال الأعمال: ٥٨٩.

(٢) تجارب الأُمم ٢/ ٧٥.

(٣) مثير الأحزان: ١٠٦.

٢٧١

بهم إلى المدينة )(١) .

٤) عدّة من موالي أبي سفيان: روى الخوارزمي، عن أبي العلاء الحافظ، بإسناده عن مشايخه ( أنّ يزيد بن معاوية حين قُدم عليه برأس الحسين وعياله، بعث إلى المدينة، فأقدم عليه عدّة من موالي بني هاشم، وضمّ إليهم عدّة من موالي آل أبي سفيان، ثمّ بعث بثقل الحسين ومَن بقي من أهله معهم، وجهّزهم بكلّ شيء، ولم يدع لهم حاجة بالمدينة إلاّ أمر لهم بها )(٢) .

٥) نعمان بن بشير: كما ذكرنا ذلك عن ابن نما(٣) والباعوني(٤) .

وهو المستفاد ممّا ذكره الشيخ المفيد(٥) والطبرسي(٦) .

٦) محرز بن حريث الكلبي: روي عن سبط ابن الجوزي أنّه قال: ( وبعث - يزيد - معهم محرز بن حريث الكلبي )(٧) .

٧) رجل من بهرا: قال ابن سعد: ( وبعث - يزيد - بهم مع محرز بن حريث الكلبي ورجل من بهرا، وكانا من أفاضل أهل الشام )(٨) .

٨) عدّة من ذوي السنّ من موالي بني هاشم: قال ابن سعد: ( ثمّ بعث

____________________

(١) الأخبار الطوال: ٢٦١.

(٢) مقتل الخوارزمي ٢/ ٧٥؛ بحار الأنوار ٤٥/ ١٤٥. يؤيّده ما صرّح به ابن سعد في طبقاته: ٨٤ (ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من القسم غير المطبوع ).

(٣) مُثير الأحزان: ١٠٦.

(٤) جواهر المطالب ٢/ ٢٩٥.

(٥) الإرشاد ٢/ ١٢٢.

(٦) إعلام الورى: ٢٤٩.

(٧) مرآة الزمان: ١٠١ (على ما في عبرات المصطفين ٢/ ٣٥١). وصرّح بذلك ابن سعد كما يأتي.

(٨) الطبقات الكبرى: ٨٤ ( ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من القسم غير المطبوع ).

٢٧٢

يزيد إلى المدينة، فقدم عليه بعدّة من ذوي السنّ من موالي بني هاشم، ثمّ من موالي بني علي، وضمّ إليهم أيضاً عدّة من موالي أبي سفيان، ثمّ بعث بثقل الحسين ومَن بقي من نسائه وأهله وولْده معهم، وجهّزهم بكلّ شيء، ولم يدع لهم حاجة بالمدينة إلاّ أمر لهم بها )(١) .

٩) عدّة من موالي بني عليّ: كما ذكرنا ذلك عن الطبقات آنفاً، وهو عطف الخاص على العام، كما أنّه يمكن دمج بعض ما ذكرنا في بعض.

السؤال الثاني: لماذا هذه المسايرة؟

من الغريب جدّاً أن يقول أحد: إنّ يزيد يقوم بإرسال هؤلاء لأجل المحافظة عليهم فحسب، وإن كان هذا هو الظاهر المترائى من القضيّة، ولكن الواقع هو المحافظة عليهم أوّلاً، والسيطرة على الأوضاع ثانياً، والثاني أولى بالمقصود عنده؛ إذ بعدما علمنا بمدى تأثير أهل البيت في العاصمة، ونشر الحقائق إلى سائر البلدان، فمن الطبيعي أن يخاف يزيد حصول التمرُّد والعصيان عليه في بعض البلدان الواقعة في المسير، وقد راعت السلطة ذلك بالبعث إلى المدينة، واستقدام عدّة من ذوي السنّ من موالي بني هاشم وموالي بني عليّ من أجل مسايرتهم للركب.

ما سُمِع عند ترك دمشق:

قال ابن أعثم: ثمّ أمر بهم يزيد بزاد كثير ونفقة، وأمر بحملانهم إلى المدينة، فلما فصلوا من دمشق سمعوا مُنادياً يُنادي في الهواء وهو يقول:

أيُّها القاتلون ظلماً حسينا

أبْشِرُوا بالعذاب والتنكيل

____________________

(١) المصدر السابق.

٢٧٣

كلّ مَن في السماء يدعو عليكم

من نبيٍّ ومُرسلٍ وقتيل

قد لُعنِتم على لسان موسى

وداود وحامل الإنجيل(١)

حُسْن المعاملة في الطريق!

قال ابن سعد: ( وأمر - يزيد - الرُّسل الذين وجّههم معهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا ومتى شاءوا )(٢) .

وذكرنا عن الدينوري، أنّ يزيد وجّه معهم رجلاً في ثلاثين فارساً يسير أمامهم، وينزل حُجرة عنهم حتّى انتهى بهم إلى المدينة(٣) .

قال الشيخ المفيد (رحمه الله): ( وأنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولاً تقدّم إليه أن يسير بهم في الليل، ويكونوا أمامه، حيث لا يفوتون طرفه، فإذا نزلوا تنحّى عنهم، وتفرّق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، وينزل منهم حيث إذا أراد إنسان من جماعتهم وضوءاً أو قضاء حاجة لم يحتشم، فسار معهم في جملة النعمان، ولم يزل يُنازلهم في الطريق، ويُرفق بهم - كما وصّاه يزيد - ويرعونهم حتّى دخلوا المدينة )(٤) .

وقال الشبلنجي: (ثمّ إنّ يزيد بعد ذلك أمر النعمان بن بشير أن يُجهّزهم بما يُصلحهم إلى المدينة الشريفة، وسيّر معهم رجلاً أميناً من أهل الشام في خيل

____________________

(١) الفتوح ٢/ ١٨٧.

(٢) الطبقات: ٨٤ ( ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من القسم غير المطبوع ).

(٣) الأخبار الطوال: ٢٦١.

(٤) الإرشاد ٢/ ١٢٢. وروي نحوه في: تاريخ الطبري ٤/ ٣٥٤؛ الكامل في التاريخ ٤/ ٨٨؛ مقتل الخوارزمي ٢/ ٧٤؛ إعلام الورى: ٢٤٩؛ روضة الواعظين ١/ ١٩٢؛ تسلية المجالس ٣/ ٣٩٩ )؛ بحار الأنوار ٤٥/ ١٤٦ - عن صاحب المناقب - بتفاوت يسير جدّاً.

٢٧٤

سيّرها صُحْبَتهم.. وأوصى بهم الرسول الذي سيّره صُحبتهم، وكان يُسايرهم وهو وخيله التي معهم، فيكون الحريم قدّام بحيث إنّهم لا يفوتون، فإذا نزلوا تنحّى عنهم ناحية هو وأصحابه، وكانوا حولهم كهيئة الحرس، وكان يسألهم عن حالهم، ويتلطّف بهم في جميع أُمورهم، ولا يشقّ عليهم في مسيرهم، إلى أن دخلوا المدينة )(١) .

وممّا يدلّ على ذلك، ما رواه الطبري عن أبي مخنف قال: ( قال الحارث بن كعب: قالت لي فاطمة بنت علي: قلت لأُختي زينب: يا أُخيّة، لقد أحسن هذا الرجل الشامي إلينا في صحبتنا، فهل لكِ أن نصله؟

فقالت: والله، ما معنا شيء نصله به إلاّ حُليّنا!

قلت لها: فنُعطيه حُليّنا؟

قالت: فأخذت سواري ودُملجي، وأخذت أختي سوارها ودُملجها، فبعثنا بذلك إليه، واعتذرنا إليه، وقلنا له: هذا جزاؤك بصُحبتك إيّانا بالحَسن من الفعل.

قالت: فقال: لو كان الذي صنعت إنّما هو للدُّنيا كان في حليكنّ ما يرضيني، ولكن - والله - ما فعلته إلاّ لله، ولقرابتكم من رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم)(٢) .

لعلّ المقصود من هذا الرجل الشامي هو محرز بن حريث الكلبي، أو رجل من بهرا الذي عبّر عنهما ابن سعد بقوله: وكانا من أفاضل أهل الشام(٣) ، وإن كان

____________________

(١) نور الأبصار: ١٣٢.

(٢) تاريخ الطبري ٤/ ٢٥٤. وروى نحوه: الكامل في التاريخ ٤/ ٨٤، وفيه: (فأخرجنا سوارين ودُملجين فبعثنا بها إليه واعتذرنا... )؛ مقتل الخوارزمي ٢/ ٧٤؛ البداية والنهاية ٨/ ١٩٧؛ بحار الأنوار ٤٥/ ١٤٦ - عن صاحب المناقب. بتفاوت يسير جدّاً.

(٣) الطبقات الكبرى: ٨٤ ( ترجمة الإمام الحسين من القسم غير المطبوع ).

٢٧٥

المستفاد ممّا نقله ابن نما والباعوني أنّ المتولّي لذلك هو نعمان بن بشير(١) ، ولكنّه أنصاري مدني، فلا يشمله إطلاق كونه الرجل الشامي، إلاّ إذا قيل: إنّه صار شاميّاً بعدما استوطنه! - أي هو شامي الهوى مدنيّ الأصل!

____________________

(١) مُثير الأحزان: ١٠٦؛ جواهر المطالب ٢/ ٢٩٥.

٢٧٦

إلى كربلاء

زيارة قبر الإمام الحسينعليه‌السلام :

قال السيّد ابن طاووس: ( قال الراوي: ولما رجع نساء الحسينعليه‌السلام وعياله من الشام وبلغوا إلى العراق، قالوا للدليل: ( مُرَّ بنا على طريق كربلاء ) فوصلوا إلى موضع المصرع )(١) .

وقال السيّد محمّد بن أبي طالب: ( فسألوا أن يُسار بهم على العراق؛ ليُجدّدوا عهداً بزيارة أبي عبد اللهعليه‌السلام )(٢) .

وقال القندوزي: ( ثمّ أمرهم (يزيد) بالرجوع إلى المدينة المنوّرة، فسار القائد بهم، وقال الإمام والنساء للقائد: بحقّ معبودك أن تدلُّنا على طريق كربلاء. ففعل ذلك حتّى وصلوا كربلاء )(٣) .

ولا غرابة في الأمر، فإنّ يزيد - كما روى ابن سعد في طبقاته - أمر الرُّسل الذين وجّههم معهم أن ينزلوا بهم حيث شاءوا ومتى شاءوا(٤) .

مَنْ هو أوّل زائر لقبر الحسينعليه‌السلام ؟

روى ابن نما، عن ابن عائشة قال: مرّ سليمان بن قتّة العدوي مولى بني تميم بكربلاء، بعد قتل الحسينعليه‌السلام بثلاث، فنظر إلى مصارعهم، فاتّكأ على فرس له عربيّة، وأنشأ:

____________________

(١) الملهوف: ٢٢٥.

(٢) تسلية المجالس ٢/ ٤٥٨.

(٣) ينابيع المودّة ٣/ ٩٢.

(٤) الطبقات ( ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من القسم غير المطبوع ): ٨٤.

٢٧٧

مـررت عـلى أبـيات آل محمّد

فـلم أرَهـا أمـثالها يـوم حلَّت

ألم ترَ أنّ الشمس أضحت مريضةً

لـفقد حـسين والـبلاد اقشعرّت

وكـانوا رجـاءً ثمّ أضحوا رزيّة

لـقد عـظمت تلك الرزايا وجلّت

وتـسألنا قـيس فـنعطي فقيرها

وتـقتلنا قـيس إذا الـنعل زلّت

وعـند غـنيٍّ قـطرة من دمائنا

سـنطلبهم يـوماً بها حيث حلّت

فـلا يُـبْعِد الله الـديار وأهـلها

وإنْ أصـبحت منهم برغم تخلَّت

فـإنّ قـتيل الطفّ من آل هاشم

أذلّ رقــاب الـمسلمين فـذلّت

وقـد أعـولت تبكي السماء لفقده

وأنجمنا ناحت عليه وصلّت (١)

قد يستدِلّ القائل بهذه الرواية، أنّ سليمان بن قتّة العدوي هو أوّل مَن زار قبر الحسينعليه‌السلام ، حيث صرّح ابن نما أنّه زاره بعد قتل الحسينعليه‌السلام بثلاث.

وفيه:

أوّلاً: هذا ممّا لم يقله أحد فيما نعرفه.

ثانياً: إنّ هذا القيد ممّا تفرّد به ابن نما، وأمّا بقيّة أرباب السير والتواريخ، فقد اكتفوا بذكر رثاء سليمان، من دون أن يُقيّدوا ذلك بيوم(٢) ، ولا مكان(٣) .

____________________

(١) مُثير الأحزان: ١١٠، عنه بحار الأنوار ٤٥/ ٢٩٣.

(٢) اُنظُر: تذكرة الخواصّ: ٢٧٢ ( وفيه: وذكر الشعبي وحكاه ابن سعد أيضاً قال: مرّ سليمان بن قتّة بكربلاء، فنظر إلى مصارع القوم فبكى حتّى كاد أن يموت ثمّ قال... )؛ الملهوف: ٢٣٣ ( وفيه: وقد بكى على المنازل المشار إليها فقال... )؛ ينابيع المودّة ٣/ ١٠٠ ( وفيه: وقف سليمان على مصارع الحسين وأهل بيته (رضي الله عنهم)، وجعل يبكي ويقول... ).

(٣) اُنظر: الطبقات: ٩٢ ( ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام من القسم غير المطبوع )؛ مقاتل الطالبيين: ١٢١؛ أنساب الأشراف ٣/ ٤٢٠؛ المناقب ٤/ ١١٧؛ مروج الذهب ٣/ ٦٤؛ تهذيب الكمال ٦/ ٤٤٧؛ سير أعلام النبلاء ٣/ ٣١٨؛ الاستيعاب ١/ ٣٧٩؛ البداية والنهاية ٨/ ٢١٣؛ جواهر العقدين ٢/ ٣٣٣.

٢٧٨

ثالثاً: الرواية تدلّ على مروره بكربلاء ونظره إلى مصارعهم، والمرور بها والنظر إلى المصرع أعمّ من أن يكون ذلك بقصد الزيارة أم لا، فهذا يختلف عمّا إذا نوى شخص زيارة قبر أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فـ( إنّما الأعمال بالنيّات ) (١) ، وإنّما( لكلّ امرئٍ ما نوى ) (٢) .

رابعاً: إنّ لفظ المصرع أعمّ من أن يكون ناظراً إلى مكان استشهادهم، أو إلى أجسادهم المطهّرة التي كانت مُلقاة على الأرض، فهناك إجمال في هذه الناحية، إذ لو كان ذلك قبل دفن الأجساد المطهّرة فلا ينطبق عليه عنوان زيارة القبور، فشأنه شأن بني أسد الذين شاركوا في تدفين الشهداء، كما روي ذلك.

خامساً: إنّ في بعض الروايات أنّه قال ضمن تلك الأبيات:

وأنّ قتيل الطفّ من آل هاشم

أذلّ رقاباً من قريش فذلّت

فقال له عبد الله بن حسن بن حسن: ويحك ألا قلت: أذلّ رقاب المسلمين فذلّت؟!(٣) .

فلو علمنا أنّ عبد الله بن الحسن لم يكن حاضراً في كربلاء في اليوم الثالث، فهذا يعني أنّه أنشدها مُتأخّراً، إلاّ أن يُقال: إنّه كرّر ما أنشده سابقاً بعد ذلك، واعترض عليه عبد الله بن الحسن المثنّى!

فالمتحصّل من جميع ذلك؛ أنّه لا نتمكّن أن نُعرِّف سليمان بكونه أوّل مَن زار قبر الحسينعليه‌السلام .

نعم، ربّما نتمكّن من أن نقول: هو أوّل مَن رثاه - من الشعراء - بعد مقتلهعليه‌السلام ، وقد كسب بذلك لنفسه شرفاً لا يُنكر، خاصّة مع لحاظ ذلك الزمن المخوف، وغلبة الجور والظلم على الناس؛ ولأجله نرى أهمّيّة ما نقله أبو الفرج

____________________

(١ و٢) ميزان الحكمة ١٠/ ٢٧٧، ح٢٠٦٦١ وح٢٠٦٦٢.

(٣) الطبقات: ٩٢ ( ترجمة الإمام الحسينعليه‌السلام ومقتله من القسم غير المطبوع )؛ تذكرة الخواص: ٢٧٢.

٢٧٩

الإصبهاني - بعد ذكره الأبيات - بقوله: وقد رثى الحسين بن عليّ - صلوات الله عليه - جماعة من متأخّري الشعراء. وأمّا مَن تقدّم فما وقع إلينا شيء رُثي به، وكانت الشعراء لا تُقدِم على ذلك مخافة بني أُميّة وخشية منهم )(١) .

فحينئذٍ؛ لا ينطبق هذا العنوان إلاّ في رجل شريف ذي معرفة كاملة، وهو ذلك الصحابي الجليل والعارف النبيل، جابر بن عبد الله الأنصاري - رضوان الله عليه - الذي رحل من المدينة المنوّرة إلى كربلاء؛ لأجل زيارة سيّد الشهداءعليه‌السلام ، فقد صرّح كثير من العلماء في كونه هو أوّل مَن اكتسب شرف عنوان زائر قبر الحسينعليه‌السلام ، وكفاه شرفاً وكرامة وذخراً.

قال الشيخ المفيد: ( وفي اليوم العشرين منه (صفر).. هو اليوم الذي ورد فيه جابر بن عبد الله بن حزام الأنصاري صاحب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ورضي الله تعالى عنه من المدينة إلى كربلاء، لزيارة قبر سيّدنا أبي عبد اللهعليه‌السلام ، فكان أوّل مَن زاره من الناس )(٢) .

وبه قال الشيخ الطوسي(٣) ، والعلاّمة الحلّي(٤) ، والشيخ رضيّ الدِّين علي بن يوسف بن المطهّر الحلّي(٥) ، والكفعمي(٦) ، والمجلسي(٧) ، والمحدّث النوري(٨) وغيرهم.

____________________

(١) مقاتل الطالبيين: ١٢١.

(٢) مسار الشيعة: ٤٦.

(٣) مصباح المتهجّد: ٧٣٠.

(٤) منهاج الصلاح على ما في لؤلؤ ومرجان: ١٤٧.

(٥) العدد القويّة: ٢١٩ رقم ١١؛ عنه بحار الأنوار ٩٨/ ١٩٥.

(٦) مصباح الكفعمي: ٤٨٩.

(٧) بحار الأنوار ١٠١/ ٣٣٤.

(٨) مستدرك الوسائل ٣/ ٥٨٠.

٢٨٠