مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة الجزء ٦

مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة13%

مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 460

الجزء ٦
  • البداية
  • السابق
  • 460 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 234359 / تحميل: 8791
الحجم الحجم الحجم
مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة

مع الركب الحسيني من المدينة إلى المدينة الجزء ٦

مؤلف:
الناشر: سپهر أنديشه
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

( الحمد لله ربّ العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدِّين، بارئ الخلائق أجمعين، الذي بَعُد فارتفع في السماوات العُلى، وقرُب فشهد النجوى، نحمده على عظائم الأُمور، وفجائع الدهور، وألم الفواجع، ومضاضة اللواذع، وجليل الرزء، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظّة الفادحة الجائحة .

أيّها القوم، إنّ الله تعالى - وله الحمد - ابتلانا بمصائب جليلة، وثُلْمَة في الإسلام عظيمة، قُتِل أبو عبد اللهعليه‌السلام وعترته، وسُبي نساؤه وصِبْيته، وداروا برأسه في البُلدان من فوق عام السنان، وهذه الرزيّة التي لا مثلها رزيّة.

أيُّها الناس، فأيُّ رجالات منكم يُسَرّون بعد قتله؟! أم أيّة عين منكم تحبس دمعها وتضنّ عن انهمالها؟!

فلقد بكت السبع الشداد لقتله، وبكت البحار بأمواجها، والسماوات بأركانها، والأرض بأرجائها، والأشجار بأغصانها، والحيتان في لُجج البحار، والملائكة المقرَّبون، وأهل السماوات أجمعون.

أيُّها الناس، أيُّ قلبٍ لا ينصدع لقتله؟! أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه؟! أم أيّ سمعٍ يسمع هذه الثُّلمة التي ثُلمت في الإسلام ولا يُصمّ؟!

أيّها الناس، أصبحنا مطرودين مُشرَّدين مذمومين شاسعين عن الأمصار، كأنّنا أولاد تُرْك أو كابل، من غير جُرم اجترمناه، ولا مكروه ارتكبناه، ولا ثُلمة في الإسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأوّلين، إن هذا إلاّ اختلاق.

والله، لو أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله تقدَّم إليهم في قتالنا كما تقدّم إليهم في الوصاية

____________________

وخادم معه كرسي، فوضعه وجلس وهو مغلوب على لوعته، فعزّاه الناس، فأومئ إليهم: أن اسكتوا. فسكنت فورتهم، فقال... ) مُثير الأحزان: ١١٣.

٤٠١

بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون، من مُصيبة ما أعظمها وأوجعها، وأفجعها وأكظّها، وأفظعها وأمرّها وأفدحها، فعند الله نحتسب فيما أصابنا وأبلغ بنا، إنّه عزيز ذو انتقام ) (١) .

ثمّ قام - عليه السلام - ومشى إلى المدينة ليدخلها...(٢) .

تأمُّل ومُلاحظات:

إنّ هذا الخطاب مع قُصره يحتوي على أُمور مُهمّة، نذكر بعضها:

١ - التركيز على حمد الله وثنائه المستمرّ وعلى كلّ حال وفي كلّ الظروف.

٢ - بيان ما وقع في عالم الكون، وأنّ العوالم بما فيها من البحار والسماوات، والأرض والأشجار، والحيتان والملائكة وأهل السماوات و... بكت على الحسين، وأنّ ما حدث مُصيبة ما أعظمها وأوجعها، وأفجعها وأفظعها وأمرّها وأفدحها و...

٣ - بيان عُمق ما ارتكبوه من الفاجعة، بحيث لم يمكن أن يقع أبشع منها، وأنّه لم يُعهد في التاريخ، حتّى لو أنّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله كان أوصاهم بذلك - فرضاً - لما زادوا على ما فعلوا بهم، وإليه يُشير العلاّمة الآية، السيّد مهدي بحر العلوم في قوله:

لو أنّهم أُمِرُوا بالبُغض ما صنعوا

فوق الذي صنعوا لو جدَّ جِدُّهم(٣)

٤ - إيقاظ الناس وتوجيههم على ذلك بلزوم اتّخاذ الموقف، في قوله(ع ليه السلام):( أيّ قلب لا ينصدع لقتله؟! أم أيّ فؤاد لا يحنّ إليه؟! أم أيّ سمعٍ يسمع هذه الثُّلمة التي ثُلمت في الإسلام ولا يُصَمّ؟! ) .

____________________

(١) الملهوف: ٢٢٨؛ مُثير الأحزان: ١١٣؛ ينابيع المودّة ٣/ ٩٣ بتفاوت يسير.

(٢) ينابيع المودّة ٣/ ٩٣.

(٣) عبرات المصطفين ٢/ ٣٥٩.

٤٠٢

في المدينة المنوّرة

حالة أهل البيتعليهم‌السلام حين دخولهم المدينة:

قال الشيخ ابن نما الحِلّي يصف الحالة: ثمّ دخل زين العابدينعليه‌السلام وجماعته دار الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله فرآها مُقفرة الطلول، خالية من سُكَّانه، خالية بأحزانه، قد غشيها القدر النازل، وساورها الخطب الهائل، وأطلَّت عليها عذابات المنايا، وأظلّتها جحافل الرزايا، وهي موحشة العرصات، لفقد السادات...

وقـفت عـلى دار الـنبيّ مـحمّد

فـألفيتها قـد أقـفرت عرصاتها

وأمـست خـلاءً من تلاوة قارئٍ

وعـطّل مـنها صومها وصلاتها

وكـانـت مـلاذاً لـلعلوم وجـنّة

من الخطب يغشي المعتقين صلاتها

فـأقوت من السادات من آل هاشم

ولـم يـجتمع بعد الحسين شتاتها

فعيني لقتل السبط عبرى ولوعتي

عـلى فـقده مـا تنقضي زفراتها

فـيا كبدي كم تصبرين على الأذى

أما آن أن يُغني إذن حَسراتها (١)

وقال السيّد محمّد بن أبي طالب الكركي: ( ولما شاهدعليه‌السلام منازل أحبّائه، التي كانت مشارق أنوار الإيمان، ومظاهر أسرار القرآن، ومواطن مصابيح العرفان، ومعادن مجاويع الإحسان، تندب بلسان حالها، وتنحب لفقد رجالها، وتذرف عبراتها من مآقيها، وتصاعد زفراتها من تراقيها، وتُنادي بصوت يُنبئ عن شدّة لوعتها، ويُخبر بحدّة كربتها، ويستخبر كلّ راكب وراجل، وينشد كلّ ظاعن ونازل:

____________________

(١) مُثير الأحزان: ١١٤.

٤٠٣

أيـن مَـن كانوا شموسي وبدوري

أيـن مـا كـانوا جمالي وسروري

أيـن مَـن كـانوا حُماتي ورعاتي

وهُداتي حين تعييني أموري...(١)

مُـذ نـأوا بـالبُعد عن إنسان عيني

كـثر الـشامت إذ قـلَّ نـصيري

يـا عـيوني إن تكن عَزَّت دموعي

فـاذرفي بـالدم مـن قـلبٍ كسير

نادى مجلس كراماتهم، ومدارس تلاواتهم، ومقامات عباداتهم، ومحاريب صلواتهم، أين مَن كُتِب رياض الكرم بجودهم وحُماة الأُمم بوجودهم؟ أين عمّاركِ بركوعهم وسجودهم وقوّامكِ في طاعة معبودهم؟ أين مَن كانت حدائق أنعُمهم في فنائكِ مُغدقة، وجداول كرمهم في خلالكِ مُتدفِّقة، وأعلام علومهم منصوبة، وأروقة شرفهم مضروبة؟ كم أضاءوا بمصابيح نفقاتهم ظلمتك؟ وكم آنسوا بنغمات تلاوتهم وحشتك؟ وكم أحيوا بصلاتهم ليلك ونهارك؟ وكم أناروا بنور تهجُّدهم حنادس أسحارك؟

فأجابه صداها بلسان حالها، وأخبره فناؤها بتنكّر أحوالها: رحلوا عن تقنّعي، فسكنوا في بيت الأحزان قلبي، ونأوا عن ربوعي، فأطالوا لطول نواهم كربي، فآهٍ! فيا شوقاه لمواطئ أقدامهم على صعيدي! آه وا أسفاه لانتقال أقمار وجوههم عن منازل سعودي! خابني زماني بإبعادهم عنّي، فأصبح باب سروري مُرتجى، وعاندني دهري إذ أسلبهم منّي، فليس لي بعدهم في الخلق مُرتجى، فيا كلم قلبي ذُبْ أسفاً، فما لك مأوى في رميم عظامي، ويا سقيم جسمي مُتْ كمداً قبل تقضِّي مدّتي وأيّامي...

وشاهد ( صلوات الله عليه ) منازل أحبّائه مُظلمة لوحشتها، مُقفرة لخلوتها،

____________________

(١) هنا عدّة أبيات لم أذكرها مُراعاةً للاختصار.

٤٠٤

فكأنّي بلسان حاله قد ناجاها، وببيان مقاله ناداها: يا أيّتها المنازل التي غابت عنها حماتها، وغيّرت صفاتها، وحلّت مرابعها، وأقوت مجامعها، حزني لفقد عُمَّارك سرمد، ووجدي لبُعد سمائك لا ينفد، وأنباء مُصيبتهم تُرسل عبراتي، وأحاديث محنتهم تُهيِّج حسراتي، وديارهم الخالية تُحرق قلبي، وربوعهم الخاوية تُذهل لُبِّي، وكيف لا يقدح زند الفراق نار الاشتياق في جوانحي وأحشائي، ويُفرغ فرط الغرام ثوب السقام على جوارحي وأعضائي...؟! )(١) .

حالة المدينة بعد دخول حرم الحسينعليه‌السلام :

قال الخوارزمي: ( قالوا: ولما دخل حرم الحسينعليه‌السلام المدينة عجّت نساء بني هاشم، وصارت المدينة صيحةً واحدة... )(٢) .

وقال ابن فتّال النيسابوري: (... حتّى دخلوا المدينة، فلم يُسمَع واعية مثل واعية بني هاشم في دورهم على الحسين بن عليّ (عليهما السلام ) )(٣) .

رثاء امرأة من بنات عبد المطّلب:

روى ابن الجوزي، بإسناده عن عمّار الدهني، عن أبي جعفر قال: [ لما ] قدموا المدينة خرجت امرأة من بنات عبد المطّلب ناشرةً شعرها واضعةً كُمّها على رأسها تلقّاهم وتقول:

ماذا تقول إن قال النبيّ لكم

ماذا فعلتم وأنتم آخر الأُمم

____________________

(١) تسلية المجالس ٢/ ٤٦٤.

(٢) مقتل الخوارزمي ٢/ ٧٦، ثمّ ذكر بعد ذلك ضحك عمرو بن سعيد أمير المدينة وتمثُّله بقول عمرو بن معدي كرب الزبيدي وخطبته على المنبر، وهو ما ذكرناه بعد وصول رأس الحسينعليه‌السلام المدينة، فلا نُعيد.

(٣) روضة الواعظين ١/ ١٩٢.

٤٠٥

بـعـترتي وبـأهلي بـعد مُـفتقدي

مـنهم أُسـارى وقـتلى ضُرِّجوا بدم

مـا كـان هذا جزائي إذ نصحت لكم

أن تخلفوني بسوءٍ في ذوي رحمي(١)

عند مسجد الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله :

قال العلاّمة المجلسي (رحمه الله): ( روي في بعض مؤلّفات أصحابنا: قال الراوي: ( وأمّا زينب، فأخذت بعَضادَتي باب المسجد، ونادت: ( يا جدّاه، إنّي ناعية إليك أخي الحسين )، وهي مع ذلك لا تجفّ لها عبرة، ولا تفتر من البكاء والنحيب، وكلّما نظرت إلى علي بن الحسين تجدّد حزنها، وزاد وجدها )(٢) .

لبس السواد وإقامة المأتم:

روى البرقي، بإسناده عن عمر بن علي بن الحسين، قال: ( لما قُتل الحسين بن عليعليه‌السلام لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكنّ لا يشتكين من حرّ ولا برد، وكان عليّ بن الحسين يعمل لهنَّ الطعام للمأتم )(٣) .

مُكافأة الحرس:

لقد شكرت العلويّات كلّ الذين قاموا برعايتهنّ من الشام حتّى المدينة، قال الشبلنجي: ( وكان [ الرجل الحارس ] يسألهم عن حالهم ويتلطّف بهم في جميع

____________________

(١) الردّ على المتعصّب العنيد: ٥١. وروي نحوه في: البدء والتاريخ ٦/ ١٢؛ البداية والنهاية ٨/ ١٩٩ و٢٠٠؛ تهذيب الكمال: ٤٢٩ بتفاوت يسير.

لقد ذكرنا - فيما سبق - رثاء ابنة عقيل حينما ورد خبر مقتل الإمام الحسينعليه‌السلام إلى المدينة، إلاّ أنّ بعض المؤرِّخين - كما ذكرنا أسماءهم آنفاً - روى ذلك بعد وصول حرم الحسينعليه‌السلام المدينة، وهو لا يُنافي ما سبق، إذ هما أمران إيجابيّان لا مانع من جمعهما وتكرُّرهما في زمانين.

(٢) بحار الأنوار ٤٥/ ١٩٨.

(٣) المحاسن: ٤٢٠، باب الإطعام، باب ٢٦، ح١٩٦، عنه بحار الأنوار ٤٥/ ١٨٨ ح٣٣.

٤٠٦

أُمورهم، ولا يشقُّ عليهم في مسيرهم إلى أن دخلوا المدينة، فقالت فاطمة بنت الحسين لأُختها سكينة: قد أحسن هذا الرجل إلينا، فهل لكِ أن تصليه بشيء؟

فقالت: والله، ما معنا ما نصله به، إلاّ ما كان من هذا الحُلْيّ.

قالت: فافعلي. فأخرجتا له سوارين ودُملجين وبعثا بهما إليه فردّهم، وقال: لو كان الذي صنعته رغبةً في الدُّنيا لكان في هذا مُقنِع بزيادة كثيرة، ولكنّي - والله - ما فعلته إلاّ لله، ولقرابتكم من رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم) )(١) .

ولقد ذكرنا فيما سبق في مبحث ( حُسن المعاملة في الطريق) ما يدلّ على ذلك، إلاّ أنّ الكلام جرى بين فاطمة بنت علي وأُختها زينب (سلام الله عليهما)، وأنّ التي أرسلت السوار والدُّملج إلى ذلك الرجل هي زينبعليها‌السلام ، وهو الأنسب(٢) .

ولكنّ الإمام زين العابدينعليه‌السلام كافأ بعضهم بأحسن ما يُمكن وفوق ما يُتصوَّر.

روى الطبري الإمامي، بإسناده عن أبي نمير عليّ بن يزيد، قال: ( كنت مع عليّ بن الحسينعليه‌السلام عندما انصرف من الشام إلى المدينة، فكنت أُحسِن إلى نسائه وأتوارى عنهم عند قضاء حوائجهم، فلما نزلوا المدينة بعثوا إليّ بشيء من حُليِّهنّ فلم آخذه، وقلت: فعلت هذا لله عزّ وجلّ (ولرسوله خ). فأخذ عليّ بن الحسينعليه‌السلام حجراً أسود أصمّ، فطبعه بخاتمه، ثمّ قال:( خُذْه وسل كلّ حاجة لك منه، فوالله الذي بعث محمّداً بالحقّ، لقد كنت أسأله الضوء في البيت فينسرج في الظلماء، وأضعه على الأقفال فتُفتح لي، وآخذه بين يدي السلاطين فلا أرى إلاّ ما أُحبّ ) )(٣) .

____________________

(١) نور الأبصار: ١٣٢.

(٢) ذكر ذلك تاريخ الطبري ٤/ ٢٥٤ والكامل في التاريخ ٤/ ٨٨ ومقتل الخوارزمي ٢/ ٧٤ والبداية والنهاية ٨/ ١٩٧.

(٣) دلائل الإمامة: ٢٠١ ح١١٩، اُنظر: نوادر المعجزات ١١٦/ ٧؛ إثبات الهُداة ٣/ ٢٦، ب ١٧، ف٢٢، ح٦١؛ مدينة المعاجز ٤/ ٢٥٩، ح١٢٩٣.

٤٠٧

هدم بيوت تتعلّق بأُسرة الحسينعليه‌السلام :

وممّا يكشف القناع عن سياسة القمع الأُموي، ما ارتكبوه من هدمٍ لبعض البيوت التي تتعلّق بأُسرة أبي عبد اللهعليه‌السلام ، وهذا هو تأييد آخر لما ذكرناه مراراً.

قال القاضي نعمان: ( وروي عن جعفر بن محمّدعليه‌السلام أنّه قال:( أُصيب الحسين عليه‌السلام وعليه دين بضع وسبعون ألف دينار.

( قال: )وكفّ يزيد عن أموال الحسين عليه‌السلام ، غير أنّ سعيد بن العاص هدم دار عليّ بن أبي طالب، ودار عقيل ودار الرباب بنت امرئ القيس، وكانت تحت الحسين، وهي أُمّ سكينة ) (١) .

وهذا هو تأييد آخر لما هو مُسلّم في التاريخ، وركّزنا عليه وأكّدناه مراراً، وقلنا: إنّ ما هو يظهر من بعض الكُتب من إظهار يزيد الحزن على ما وقع لم يكن إلاّ كذباً ونفاقاً وزور، وإلاّ فلماذا هذا الفعل الشنيع؟!

لاحظوا ما قيل من طلب يزيد من الإمامعليه‌السلام أن يكتب إليه كتاباً إذا اضطرّ إلى أمر! ثمّ يفعل بهم هذا!

إقامة العزاء على الحسينعليه‌السلام :

روى القاضي نعمان عن الإمام جعفر بن محمّدعليه‌السلام أنّه قال:

( نيحَ على الحسين بن علي سنة كاملة كلّ يوم وليلة، وثلاث سنين من اليوم الذي أُصيب فيه، وكان المسور بن مخرمة وأبو هريرة وتلك المشيخة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأتون مُستترين ومُقنّعين، فيسمعون ويبكون )(٢) .

____________________

(١) شرح الأخبار ٣/ ٢٦٩، ح١١٧٣.

(٢) دعائم الإسلام ١/ ٢٢٧.

٤٠٨

وهذا الخبر يدلّ على مدى حزن الهاشميّين، واهتمامهم بعزاء سيّد الشهداءعليه‌السلام ، بحيث حزنوا كأشدّ ما يكون الحزن واللوعة، واستمرّوا على ذلك؛ إبقاءً لذكر أبي عبد اللهعليه‌السلام واستمراراً لنهجه.

نَوْحُ الجِنّ:

قال الزرندي: روى جعفر بن محمّد، عن أبيهعليهما‌السلام قال:( نيحَ (على) الحسين بن علي ثلاث سنين، وفي اليوم الذي قُتِل فيه، فكان وائلة بن الأصقع، ومروان بن الحَكم، ومسور بن مخرمة، وتلك المشيخة من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجيئون فيسمعون نوح الجنّ ويبكون ) (١) .

رثاء أُمّ البنين:

روي عن صاحب رياض الأحزان أنّه قال: ( وأقامت أُمّ البنين زوجة أمير المؤمنين العزاء على الحسينعليه‌السلام ، واجتمع عندها نساء بني هاشم يندبن الحسين وأهل بيته )(٢) .

وقال المامقاني: ( ويُستفاد قوّة إيمانها... أنّ بِشْراً كلّما نعى إليها بعد وروده المدينة أحداً من أولادها الأربعة قالت - ما معناه -: أخبرني عن الحسينعليه‌السلام ، فلما نعى إليها الأربعة قالت: قد قطّعت أنياط قلبي، أولادي ومَن تحت الخضراء كلّهم فداءً لأبي عبد الله الحسينعليه‌السلام )(٣) .

قال أبو الفرج الإصفهاني: ( وكانت أُمّ البنين... تخرج إلى البقيع فتندب بنيها

____________________

(١) نظم درر السمطين: ٢٢٤، عنه إحقاق الحقّ ١١/ ٥٨٩.

(٢) رياض الأحزان: ٦٠، على ما في هامش شرح الأخبار ٣/ ١٨٦.

(٣) تنقيح المقال ٣/ ٧٠.

٤٠٩

أشجى ندبة وأحرقها، فيجتمع الناس إليها يسمعون منها، فكان مروان يجيء فيمَن يجيء لذلك، فلا يزال يسمع ندبتها ويبكي!

ذكر ذلك عليّ بن محمّد بن حمزة، عن النوفلي: عن حمّاد بن عيسى الجهني، عن معاوية بن عمّار، عن جعفر بن محمّد )(١) .

وقال أبو الحسن الأخفش في شرح الكامل: ( وقد كانت تخرج إلى البقيع كلّ يوم ترثيه، تحمل ولده ( أي ولد العبّاسعليه‌السلام ) عبيد الله، فيجتمع لسماع رثائها أهل المدينة وفيهم مروان بن الحَكم، فيبكون لشَجى الندبة.

ومن قولها (رضي الله عنها):

يا مَن رأى العبّاس كرَّ على جماهير النقد

ووراه من أبناء حيدر كلّ ليثٍ ذي لبد

أُنْبِئتُ أنّ ابني أُصيب برأسه مقطوع يد

ويلي على شبلي أمال برأسه ضرب العَمد

لو كان سيفك في يديك لما دنا منك أحد

وقولها أيضاً:

لا تـدعونَّي ويـكَ أُمّ الـبنين

تُـذكّـريني بـليوث الـعرين

كـانت بـنون لـي أُدعى بهم

قد واصلوا الموت بقطع الوَتين

تُـنازع الـخرصان أشـلاءهم

فـكلّهم أمـسى صريعاً طعين

يـا لـيت شِعْرِي أكما أخبروا

بأنّ عبّاساً قطيع اليمين )(٢)

____________________

(١) مقاتل الطالبيين: ٩٠.

(٢) شرح الكامل، على ما في هامش شرح الأخبار ٣/ ١٨٦.

٤١٠

حزن وبكاء الرباب بنت امرئ القيس ورثاؤها:

لقد حزنت الرباب زوجة الإمام الحسينعليه‌السلام حزناً بالغاً، ووجدت عليه وجداً شديداً، وقد أبدت من الوفاء شيئاً غريباً.

قال ابن الأثير: ( وكان مع الحسين امرأته الرباب بنت امرئ القيس، وهي أُم ابنته سكينة، وحُملت إلى الشام فيمَن حُمل من أهله، ثمّ عادت إلى المدينة، فخطبها الأشراف من قريش، فقالت: ما كنت لأتَّخذ حموّاً بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم). وبقيت بعده سنة لم يُظلّها سقف بيت حتّى بليت وماتت كَمَداً )(١) .

وقال ابن كثير: ( ولما قُتل (الحسينعليه‌السلام ) بكربلاء كانت (رباب) معه، فوجدت عليه وجداً شديداً... وقد خطبها بعده خلقٌ كثير من أشراف قريش، فقالت: ما كنت لأتّخذ حموّاً بعد رسول الله (صلَّى الله عليه وسلَّم)، ووالله، لا يؤويني ورجلاً بعد الحسين سقف أبداً، ولم تزل عليه كَمِدة حتّى ماتت. ويُقال: إنّها عاشت بعده أيّاماً يسيرة، فالله أعلم )(٢) .

وما ذكر من إقامتها على قبر أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام سنة، ثمّ رجوعها إلى المدينة قائلة:

إلى الحول ثمّ اسمُ السلام عليكما

ومَن يبكِ حولاً كاملاً فقد اعتذر(٣)

ممّا لا يُمكننا المساعدة عليه، وهو بعيد جدّاً، والمستفاد من البيت البكاء على الحسينعليه‌السلام سنة لا البقاء على قبره الشريف؛ ولذلك ذكر بعض المؤرِّخين ذلك بقول: (قيل). الدالّ على ضعفه(٤) .

____________________

(١) الكامل في التاريخ ٤/ ٨٨.

(٢ و٣) البداية والنهاية ٨/ ٢١٢.

(٤) الكامل في التاريخ ٤/ ٨٨.

٤١١

نعم، قال سبط ابن الجوزي: ( وعاشت بعد الحسين سنة، ثمّ ماتت كَمَداً، ولم تستظلّ بعد الحسين بسقف )(١) .

وبذلك يُستظهر أنّها قالت ذلك البيت في آخر أيّام حياتها، ولعلّها أنشدته حينما رأت بوادر الموت وعلمت بفراق الروح من الجسم، وإلاّ فمن شأنها أن تكون على هذه الحالة إلى آخر أيّام حياتها ولو طالت.

وذكر بعض المؤرِّخين، أنّها رثته رثاءً حزيناً، فقالت فيه:

إنّ الـذي كـان نوراً يُستضاء به

بـكربلاء قـتيل غـير مـدفون

سـبط الـنبيّ جـزاك الله صالحةً

عـنّا وحُـبيت خـير الـموازين

قـد كـنت جـبلاً صـعْبَاً ألوذ به

وكـنت تَـصحبنا بالرحم والدِّين

مَـن لـليتامى ومَن للسائلين ومَن

يُـغني ويـأوي إلـيه كلّ مسكين

والله لا أبـتغي صـهراً بصهركم

حتّى أُغيَّب بين الرمل والطين(٢)

رثاء عاتكة بنت زيد:

قيل: إنّه بلغ من وفاء أزواج الإمام الحسينعليه‌السلام أنّ زوجته السيّدة عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل كانت تنوح عليه، وقد رثته بذوب روحها قائلةً:

وا حـسيناً فـلا نسيتُ حسينا

أَقْـصَـدَتْه أسِـنّـةُ الأعـداء

غـادروه بـكربلاء صـريعاً

لا سَقى الغيثُ بعده كربلاء(٣)

هذا، ولكن نُسبت هذه الأبيات - مع تفاوتٍ يسير - إلى رباب زوجة الإمام

____________________

(١) تذكرة الخواص: ٢٦٥.

(٢) اُنظر الأغاني ١٦/ ١٤٧.

(٣) مُعجم البلدان ٤/ ٥٠٥، رقم ١٠١٧٦.

٤١٢

الحسين، وأنّها رثت بها الحسينعليه‌السلام في الشام، بعدما أخذت رأسه وقبّلته ووضعته في حجرها وقالتها(١) .

أُمّ سلمة تردُّ الأمانات إلى أهلها:

روى الشيخ الكليني أيضاً، بإسناده عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبد اللهعليه‌السلام قال: ( إنّ الحسين صلوات الله عليه لما صار إلى العراق استودع أُمّ سلمة (رضي الله عنها) الكُتب والوصيّة، فلما رجع عليّ بن الحسينعليه‌السلام دفعتها إليه )(٢) .

ونحوه ما ذكره المسعودي بقوله: ( ثمّ أحضر ( أي الإمام الحسينعليه‌السلام ) عليّ بن الحسينعليه‌السلام وكان عليلاً، فأوصى إليه بالاسم الأعظم ومواريث الأنبياءعليهم‌السلام وعرّفه أن قد دفع العلوم والصُّحُف والسلاح إلى أُمّ سلمة (رضي الله عنها)، وأمرها أن تدفع جميع ذلك إليه )(٣) .

وقال أيضاً: ( فلما قرب استشهاد أبي عبد اللهعليه‌السلام دعاه ( أي عليّ بن الحسينعليه‌السلام )، وأوصى إليه، وأمره أن يتسلّم ما خلّفه عند أُمّ سلمة - رحمها الله - مع مواريث الأنبياء والسلاح والكتاب )(٤) .

وهذا أيضاً ممّا يدلّ على مدى جلالة وعظمة أُمّ سلمة رضوان الله عليها، بحيث إنّها كانت مؤتمنة عند الرسول وآله إلى آخر أيّام حياتها، والأشياء التي حفظتها هي الأشياء التي لابدّ أن تكون عند حجّة الله في الأرض في كلّ زمان.

وممّا يُظهر أهمّية ذلك ما رواه الفقيه ابن حمزة الطوسي، عن أبي خالد الكابلي أنّه

____________________

(١) تاريخ الفرماني على ما في هامش شرح الأخبار ٣/ ١٧٨.

(٢) الكافي ١/ ٢٤٢، ح٣؛ الغيبة ١٩٥/ ١٥٩؛ المناقب ٤/ ١٧٢؛ إعلام الورى: ٢٥٢.

(٣) إثبات الوصيّة: ١٤٢.

(٤) إثبات الوصيّة: ١٤٥.

٤١٣

قال: ( لما قُتِل أبو عبد الله الحسين صلوات الله عليه، وبقيت الشيعة مُتحيّرة، ولزم عليّ بن الحسين ( صلوات الله عليهما ) منزله، اختلفت الشيعة إلى الحسن بن الحسن، وكنت فيمَن يختلف إليه، وجعلت الشيعة تسأله عن مسألة ولا يُجيب فيها، وبقيت لا أدري مَن الإمام مُتحيّراً، وإنّي سألته ذات يوم فقلت له: جُعلت فداك، عندك سلاح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟

فغضب، ثمّ قال: يا معشر الشيعة، تعنُّونا ( تَعيبوننا خ)؟!

فخرجت من عنده حزيناً كئيباً، لا أدري أين أتوجّه، فمررت بباب عليّ بن الحسين زين العابدين عليه الصلاة والسلام قائم الظهيرة، فإذا أنا به في دهليزه قد فتح بابه، فنظر إليّ فقال:( يا كنكر ) . فقلت: جُعلت فداك، والله، إنّ هذا الاسم ما عرفه أحد إلاّ الله عزّ وجلّ وأنا، وأُمّي كانت تُلقّبني به وتُناديني وأنا صغير.

قال: فقال لي:( كنت عند الحسن بن الحسن؟! ) .

قلت: نعم.

قال:( إن شئت حدّثتك، وإن شئت تحدّثني ) .

فقلت: بأبي أنت وأُمّي! فحدّثني.

قال:( سألتَه عن سلاح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال: يا معشر الشيعة، تعنّونا؟ ) .

فقلت: جُعلت فداك، كذا - والله - كانت القضيّة.

فقال للجارية:( ابعثي إليّ بالسفط ). فأخرجتْ إليه سفطاً مختوماً، ففضّ خاتمه وفتحه، ثمّ قال:( هذه درع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ) . ثمّ أخذها ولبسها، فإذا هي إلى نصف ساقه، قال: فقال لها:( اسبغي ) . فإذا هي تنجرّ في الأرض، ثمّ قال:( تقلّصي ). فرجعت إلى حالها، ثمّ قال صلوات الله عليه:( إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا لبسها قال لها هكذا، وفعلت هكذا مثله ) )(١) .

____________________

(١) الثاقب في المناقب: ٣٦٣، ح٣٠٢، اُنظر: المناقب ٤/ ١٣٥؛ الهداية الكبرى: ٢٢٥؛ مدينة المعاجز ٤/ ٤٢٢، ح١٤٠٦.

٤١٤

فاطمة بنت الحسينعليه‌السلام تردّ الأمانات إلى أهلها:

روى الشيخ الكليني (رحمه الله)، بإسناده عن أبي الجارود، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال:( إنّ الحسين بن عليّ عليهما‌السلام لما حضره الذي حضره دعا ابنته الكبرى فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام ، فدفع إليها كتاباً ملفوفاً ووصيّة ظاهرة، وكان عليّ بن الحسين عليهما‌السلام مبطوناً معهم، لا يرون إلاّ أنّه لما به، فدفعَت فاطمة الكتاب إلى عليّ بن الحسين عليه‌السلام ، ثمّ صار - والله - ذلك الكتاب إلينا يا زياد ) .

قال: قلت: ما في ذلك الكتاب، جعلني الله فداك؟

قال:( فيه - والله - ما يحتاج إليه وُلْد آدم منذ خلق الله آدم إلى أن تفنى الدُّنيا، والله، إنّ فيه الحدود، حتّى أنّ فيه أرش الخدش ) (١) .

ويبدو أنّ هذه غير الأمانات التي قامت بردّها أُمّ سلمة، فيظهر أنّ الإمامعليه‌السلام قسّم الأمانات والوصيّة وبعض المواريث إلى قسمين، فجعل بعضها بيد ابنته فاطمة، والآخر بيد أُمّ سلمة، لكي يُسلِّماهما من بعده إلى حُجّة الله في أرضه. هذا وعقولنا قاصرة عن إدراك ذلك تفصيلاً.

استمرار بكاء وحزن الإمام زين العابدينعليه‌السلام :

روى الشيخ الصدوق، عن أبي عبد الله جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام أنّه قال:

( البكّاءون خمسة: آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعليّ بن الحسينعليهما‌السلام . فأمّا آدم، فبكى على الجنّة حتّى صار في خدّيه أمثال الأودية، وأمّا يعقوب، فبكى على

____________________

(١) اُنظر: بصائر الدرجات: ١٦٨، ح٢٤؛ المناقب ٤/ ١٧٢؛ إثبات الوصيّة: ١٤٢.

٤١٥

يوسف حتّى ذهب بصره، وحتّى قيل له: ( ... تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ) (١) ،وأمّا يوسف، فبكى على يعقوب حتّى تأذّى به أهل السجن، فقالوا: إمّا أن تبكي بالنهار وتسكت بالليل، وإمّا أن تبكي بالليل وتسكت بالنهار، فصالحهم على واحد منهما، وأمّا فاطمة بنت محمّد صلى‌الله‌عليه‌وآله فبكت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتّى تأذّى بها أهل المدينة، وقالوا لها: قد آذيتنا بكثرة بكائك. فكانت تخرج إلى مقابر الشهداء، فتبكي حتّى تقضي حاجتها ثمّ تنصرف، وأمّا عليّ بن الحسين، فتبكي حتّى تقضي حاجتها ثمّ تنصرف، وأمّا عليّ بن الحسين فبكى على الحسين عليهما‌السلام عشرين سنة أو أربعين سنة، وما وُضِع بين يديه طعام إلاّ بكى، حتّى قال له مولى له: جُعلت فداك، يا بن رسول الله، إنّي أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال: إنّما أشكو بثّي وحزني إلى الله، وأعلم من الله ما لا تعلمون، إنّي لم أذكر مصرع بني فاطمة إلاّ خنقتني لذلك عَبْرة ) (٢) .

وقال ابن نما: ( فقد رويت عن والدي رحمة الله عليه، أنّ زين العابدينعليه‌السلام كان - مع حِلمه الذي لا توصف به الرواسي وصبره الذي لا يبلغه الخلّ المواسي - شديد الجزع والشكوى لهذه المصيبة والبلوى، بكى أربعين سنة بدمع مسفوح وقلب مقروح، يقطع نهاره بصيامه وليله بقيامه، فإذا أُحضِر الطعام لإفطاره ذكر قتلاه وقال: وا كرباه، ويُكرِّر ذلك ويقول: قُتِل ابن رسول الله جائعاً، قتل ابن رسول الله عطشانا حتّى يبلّ [بالدمع] ثيابه )(٣) .

____________________

(١) يوسف: ٨٥.

(٢) أمالي الصدوق: ٢٠٤، مجلس ٢٩، ح٥؛ الخصال ٢٧٢/ ١٥٤. وروى الفتّال النيسابوري آخره.

(٣) مُثير الأحزان: ١١٥.

٤١٦

وقال: ( قال أبو حمزة الثمالي: سُئلعليه‌السلام عن كثرة بكائه، فقال:

( إنّ يعقوب فَقَدَ سبطاً من أولاده فبكى عليه حتّى ابيضّت عيناه وابنه حيّ في الدُّنيا، ولم يعلم أنّه مات، وقد نظرت إلى أبي وسبعة عشر من أهل بيتي قُتلوا في ساعة واحدة، فترون حزنهم يذهب من قلبي؟! ) (١) .

وقال السيّد ابن طاووس: ( فاسلك أيّها السامع بهذا المصاب مسلك القدوة من حملة الكتاب، فقد روي عن مولانا زين العابدينعليه‌السلام - وهو ذو الحِلم الذي لا يبلغ الوصف إليه - أنّه كان كثير البكاء لتلك البلوى، عظيم البثّ والشكوى، فروي عن الصادقعليه‌السلام أنّه قال:( إنّ زين العابدين عليه‌السلام بكى على أبيه أربعين سنة، صائماً نهاره، قائماً ليله، فإذا حضره الإفطار جاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه، فيقول: كُلْ يا موالاي. فيقول: قُتِل ابن رسول الله جائعاً، قُتل ابن رسول الله عطشاناً. فلا يزال يُكرّر ذلك ويبكي حتّى يبلّ طعامه من دموعه، ويمتزج شرابه منها، فلم يزل كذلك حتّى لحق بالله عزّ وجلّ ) (٢) .

وروى الخوارزمي، بإسناده عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي جعفر محمّد بن علي الباقرعليه‌السلام قال:( كان أبي عليّ بن الحسين عليه‌السلام إذا حضرت الصلاة يقشعرّ جلده، ويصفرّ لونه، وترتعد فرائصه، ويقف شعره، ويقول - ودموعه تجري على خدّيه -: لو علم العبد مَن يُناجي ما انفتل ).

وبرز يوماً إلى الصحراء، فتبعه مولى له، فوجده قد سجد

____________________

(١) المصدر السابق.

(٢) الملهوف: ٢٣٣.

٤١٧

على حجارة خشنة، قال مولاه: فوقفت حيث أسمع شهيقه وبكاءه، فوالله، لقد أحصيت عليه ألف مرّة وهو يقول:( لا إله إلاّ الله حقّاً حقّاً، لا إله إلاّ الله تعبّداً ورقّاً، لا إله إلاّ الله إيماناً وصدقاً ) . ثمّ رفع رأسه من سجوده وإنّ لحيته ووجهه قد غُمرا بالماء من دموع عينيه، فقال له مولاه: يا سيّدي، أما آن لحزنك أن ينقضي، ولبكائك أن يقلّ؟! فقال له:( ويحك! إنّ يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم كان نبيّاً ابن نبيّ، وله اثنا عشر ابناً، فغيّب الله تعالى واحداً منهم، فشاب رأسه من الحزن، واحدودب ظهره من الغمّ، وذهب بصره من البكاء وابنه حيّ في دار الدُّنيا، وأنا رأيت أبي وأخي وسبعة وعشرين (١) من أهل بيتي صرعى مقتولين، فكيف ينقضي حزني ويقلّ بكائي؟! ) (٢) .

وقال الأربلي: وعن جعفر بن محمّدعليهما‌السلام قال:( سُئل عليّ بن الحسين عن كثرة بكائه، قال: لا تلوموني، فإنّ يعقوب فَقَدَ سِبْطاً من ولده فبكى حتّى ابيضّت عيناه ولم يعلم أنّه مات، وقد نظرت إلى أربعة عشر رجلاً من أهل بيتي في غداة واحدة قتلى، فترون حزنهم يذهب من قلبي؟! ) (٣) .

____________________

(١) جاء في نقل الملهوف: سبعة عشر، وهو الصحيح، وهناك قرائن على صحّة هذا النقل.

(٢) مقتل الخوارزمي ٢/ ١٢٤. ورواه السيّد ابن طاووس مُرسلاً بتفاوت يسير (الملهوف: ٢٣٤).

(٣) كشف الغمّة ٢/ ١٠٢.

٤١٨

دور الإمام زين العابدينعليه‌السلام في استمرار الرسالة:

إنّ الإمامعليه‌السلام قد أدّى في دوره بأحسن ما يمكن، بالنسبة إلى استمرار الرسالة الحسينيّة، وتثبيت دعائمها، وثمرتها وتربية النفوس عليها، وذلك بعدّة أُمور:

١ - تثبيت أمر الإمامة: إنّ السلطة الغاشمة والزمرة الحاكمة أرادت وأحبّت أن ترى انخماد كلّ شيء بعد مقتل أبي عبد الله الحسينعليه‌السلام ، ولكنّ الإمامعليه‌السلام بدوره أثبت أنّ الإمامة أمرٌ خارج عن نطاق إرادة البشر، وأنّها أمر إلهي يُلازمها لطف ربّاني، وعناية ربّانيّة مخصوصة، وبذلك يحمل ما جرى بينهعليه‌السلام وبين عمّه محمّد بن الحنفيّة(١) ، وممّا يؤيّد ذلك ما ذكرناه في رواية أبي خالد الكابلي آنفاً.

٢ - تربية الناس: إنّ الإمامعليه‌السلام بما أنّه يمتلك قوّة وموهبة إلهيّة، فقد قام بتربية الناس، وذلك عبر كلماته ومواعظه التي ربَّما كانت تُلقى في يوم الجمعة، وفي مسجد رسول اللهعليه‌السلام ، ومعلوم أنّ حضور الناس في يوم الجمعة يختلف عمّا سواه.

روى ورّام بن أبي فراس، عن سعيد بن المسيب أنّه قال: ( كان عليّ بن الحسين يعظ الناس، ويُزهّدهم في الدُّنيا، ويرغّبهم في الآخرة بهذا الكلام في كلّ جمعة في مسجد الرسول )(٢) .

٣ - بثّ المعارف الإلهيّة: لما كان الإمامعليه‌السلام يعيش في ظروف سياسيّة شاقَّة جدّاً، فمن الطبيعي أنّه ما كان يسعه أن يحضر الساحة بالنحو المطلوب؛ ولذلك نرى أنّهعليه‌السلام قدّم ثروة علميّة عظيمة في قالب الدُّعاء، وهو يُعالج أموراً عديدة في جوانب مُختلفة، كالمجال التربوي، والعرفاني، والاجتماعي، والسياسي...

____________________

(١) اُنظر الاحتجاج ٢/ ١٤٧ و١٥١.

(٢) تنبيه الخواطر: ٣٦٦.

٤١٩

٤ - الإمام ومسألة أخذ الثأر من قَتَلَة الإمام عليه‌السلام : إنّ المتتبّع في التاريخ ربّما يحصل على قرائن وشواهد عديدة على قيادة الإمامعليه‌السلام مسألة أخذ ثأر قَتَلة الإمام الحسينعليه‌السلام ، وتفصيل ذلك خارج عن عهدة هذا المقال(١) ، بل إنّنا نجد أنّه كان يهتمّ في هذه المسألة في دعائه المستمرّ ليلاً ونهاراً.

قال القاضي نعمان: ( وكان عليّ بن الحسينعليه‌السلام يدعو في كلّ يوم وليلة أن يُريه الله قاتل أبيه مقتولاً، فلما قتل المختار قَتَلَه الحسينعليه‌السلام بعث برأس عبيد الله بن زياد ورأس عمر بن سعد - مع رسول من قِبله - إلى عليّ بن الحسينعليهما‌السلام ، وقال لرسوله: إنّه يُصلّي من الليل، فإذا أصبح وصلّى الغداة هجع ثمّ يقوم [ فيستاك ] فيؤتى بغذائه، فإذا أتيت بابه فاسأل عنه، فإذا قيل لك: إنّ المائدة وضعت بين يديه. فاستأذن عليه وضَعْ الرأسين على [مائدته]، قل له: المختار يقرأ عليك السلام ويقول لك: يا بن رسول الله، قد بلّغك الله ثارك. ففعل الرسول ذلك، فلما رأى علي بن الحسين رأسين على [مائدته] خرّ الله ساجداً، وقال:( الحمد لله الذي أجاب دعائي وبلّغني ثأري من قَتَلة أبي ) ، ودعا للمختار وجزّاه خيراً )(٢) .

وممّا يدلّ على مدى تأثير الإمامعليه‌السلام هو ملاحظة ردود فعل السلطة، نذكر بعضها:

١ - إيذاؤهم له وشتمه على المنبر: ذكر سبط ابن الجوزي، عن ابن سعد أنّ والي المدينة هشام بن إسماعيل المخزومي كان يؤذي علي بن الحسين، ويشتم عليّاً على المنبر وينال منه(٣) .

____________________

(١) اُنظر ذوب النضار: ٩٧ - ٩٨ و١٤٤.

(٢) شرح الأخبار ٣/ ٢٧٠.

(٣) تذكرة الخواص: ٣٢٨.

٤٢٠

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

كتاب الطبقات الكبير )، ابن سعد، تحقيق السيّد عبد العزيز الطباطبائي، مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، قم.

١١٧ - الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، رضيّ الدين أبو القاسم علي بن موسى بن طاووس، (ت: ٦٦٤)، مطبعة الخيام، قم.

١١٨ - العِبر في خبر مَن غبر، الحافظ الذهبي (ت: ٧٤٨)، تحقيق الدكتور صلاح الدين المنجد، مطبعة حكومة الكويت ١٩٨٤م.

١١٩ - عبرات المصطفين، الشيخ محمّد باقر المحمودي، مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة.

١٢٠ - العُدَد القويّة لدفع المخاوف اليومية، رضيّ الدين علي بن يوسف بن المطهّر الحلّي (القرن الثامن)، تحقيق السيّد مهدي الرجائي، مكتبة آية الله العظمى النجفي المرعشي، قم.

١٢١ - العقد الفريد، أحمد بن محمد بن عبد ربّه الأندلسي، (ت: ٣٢٨)، تحقيق الدكتور عبد المجيد الترحيني، دار الكُتب العلمية، بيروت، لبنان.

١٢٢ - عوالم العلوم والمعارف والأحوال من الآيات والأخبار والأقوال، الشيخ عبد الله البحراني الأصفهاني، مدرسة الإمام المهديعليه‌السلام ، قم المقدّسة.

١٢٣ - عيون أخبار الرضاعليه‌السلام ، الشيخ محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي، (ت: ٣٨١)، تصحيح السيّد مهدي الحسيني اللاجوردي.

١٢٤ - عيون المعجزات.

١٢٥ - الغدير في الكتاب والسنَّة والأدب، العلاّمة الشيخ عبد الحسين أحمد الأميني النجفي، دار الكتاب العربي، بيروت.

١٢٦ - الفتوح، أحمد بن أعثم الكوفي، تحقيق الدكتور سهيل زكار، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت.

١٢٧ - فرائد السمطين، إبراهيم بن محمّد بن المؤيّد بن عبد الله بن علي بن محمّد الجويني الخراساني (٦٤٤ - ٧٣٠) مؤسّسة المحمودي، لبنان.

٤٤١

١٢٨ - فردوس الأخبار، الحافظ شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي (ت: ٥٠٩)، دار الكتاب العربي، بيروت.

١٢٩ - فرحة الغريّ في تعيين قبر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب في النجف، السيّد عبد الكريم بن طاووس (ت: ٦٩٣)، منشورات الرضي، قم.

١٣٠ - الفصول المهمَّة في معرفة أحوال الأئمّةعليهم‌السلام ، ابن الصبّاغ المالكي (ت: ٨٥٥)، مطبعة العدل، النجف.

١٣١ - قُرب الإسناد، أبو العبّاس عبد الله بن جعفر الحميري - من أعلام القرن الثالث، تحقيق مؤسّسة آل البيت لإحياء التراث، قم.

١٣٢ - قيد الشريد، محمّد بن طولون.

١٣٣ - الكافي، الشيخ أبو جعفر محمّد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرازي (ت: ٣٢٨)، دار الكُتب الإسلامية، طهران.

١٣٤ - كامل البهائي، الحسن بن علي بن محمّد بن علي بن الحسن الطبري، المشهور بعماد الدِّين الطبري، (القرن السابع)، مكتبة المرتضوي طهران.

١٣٥ - كامل الزيارات، أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه (ت: ٣٦٧)، تصحيح العلاّمة الأميني، المطبعة المرتضويّة في النجف ١٣٥٦.

١٣٦ - الكامل في التاريخ، الشيخ عِزّ الدّين أبو الحسن علي بن أبي الكرم، المعروف بابن الأثير، دار صادر ودار بيروت، بيروت.

١٣٧ - كتاب الثقات، الحافظ محمّد بن حبان بن أحمد أبي حاتم التميمي البستي (ت: ٣٥٤)، مؤسّسة الكُتب الثقافية، ط حيدر آباد الدكن، الهند.

١٣٨ - كتاب سليم بن قيس، المتوفَّى حدود سنة ٩٠، تحقيق علاء الدين الموسوي، مؤسّسة البعثة، طهران.

١٣٩ - كتاب المزار، الشيخ المفيد (ت: ١٤١٣)، مدرسة الإمام المهديعليه‌السلام ، قم.

١٤٠ - كشف الغُمّة، أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الأربلي، مكتبة بني هاشم، تبريز، ط ١٣٨١.

٤٤٢

١٤١ - كفاية الطالب، الحافظ أبو عبد الله محمّد بن يوسف بن محمّد القرشي الكنجي الشافعي (ت: ٦٥٨)، تحقيق محمّد هادي الأميني، دار إحياء تراث أهل البيت، طهران.

١٤٢ - كنز العمّال في سُنن الأقوال والأفعال، المتّقي الهندي، (ت: ٩٧٥)، مؤسّسة الرسالة، بيروت.

١٤٣ - لؤلؤ ومرجان، الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي، تحقيق حسين أُستاد ولي، دار الكُتب الإسلاميّة، طهران.

١٤٤ - مثالب العرب، هشام بن الكلبي (٩٦ - ٢٠٤)، دار الهُدى، بيروت.

١٤٥ - مُثير الأحزان، ابن نما الحلّي (٥٦٧ - ٦٤٥)، تحقيق مؤسّسة الإمام المهدي، قم.

١٤٦ - المجْدي في الأنساب، السيّد نجم الدِّين أبو الحسن علي بن محمّد بن علي بن محمّد العلوي العمري النسّابة (القرن الخامس) مكتبة آية الله النجفي المرعشي.

١٤٧ - مجمع البحرين، الشيخ فخر الدِّين الطريحي (ت: ١٠٨٥)، دفتر نشر الثقافة الإسلامية، طهران.

١٤٨ - مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، الحافظ نور الدِّين علي بن أبي بكر الهيثمي (ت: م٨٠٧)، دار الكتاب العربي، بيروت.

١٤٩ - المحاسن، أبو جعفر أحمد بن محمّد بن خالد البرقي، تصحيح السيّد جلال الدّين الحسيني المحدِّث، دار الكُتب الإسلاميّة، طهران.

١٥٠ - المحاسن والمساوئ، الشيخ إبراهيم بن محمّد البيهقي، دار صادر بيروت.

١٥١ - مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر، محمّد بن مُكرّم المعروف بابن منظور، تحقيق السيّد أحمد صقر، دار المعرفة، بيروت.

١٥٢ - مراقد أهل البيت في الشام (بالفارسية)، السيّد أحمد الفهري، منشورات أمير كبير، طهران.

١٥٣ - مُرُوج الذهب ومعادن الجوهر، أبو الحسن علي بن الحسين بن علي

٤٤٣

المسعودي، (ت: ٣٤٦)، دار الهجرة، قم.

١٥٤ - مسار الشيعة في مُختصر تواريخ الشريعة، الإمام الشيخ المفيد (٣٣٦ - ٤١٣هـ)، المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد (قدّس سرّه).

١٥٥ - المستدرك على الصحيحين، الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري، دار المعرفة، بيروت، لبنان.

١٥٦ - مستدرك الوسائل، الحاج ميرزا حسين النوري الطبرسي، منشورات المكتبة الإسلاميّة ومؤسّسة إسماعيليان، قم.

١٥٧ - المسلسلات، أبو محمّد جعفر بن أحمد بن علي القمّي (المطبوع مع جامع الأحاديث و... )، تصحيح السيّد محمّد الحسيني النيسابوري، مجمع البحوث الإسلاميّة، مشهد، إيران.

١٥٨ - مُسند أبي يعلى الموصلي، الإمام الحافظ أحمد بن علي بن المثنى التميمي (٢١٠ - ٣٠٧)، تحقيق حسين سليم أسد، دار المأمون للتراث، دمشق.

١٥٩ - مسند الإمام أحمد بن حنبل، دار صادر، بيروت.

١٦٠ - مصابيح السنَّة، البغوي.

١٦١ - مصباح الزائر، رضيّ الدِّين السيّد علي بن موسى بن طاووس، (ت: ٦٦٤)، مؤسّسة آل البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث.

١٦٢ - مصباح الكفعمي، الشيخ تقيّ الدِّين إبراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح العاملي الكفعمي، منشورات الرضيّ والزاهدي، قم.

١٦٣ - مصباح المتهجّد، الشيخ الطوسي (ت: ٤٦٠)، تصحيح إسماعيل الأنصاري الزنجاني.

١٦٤ - المعارف، أبو محمّد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، (ت: ٢٧٦)، دار الكُتب العلمية، بيروت.

١٦٥ - معامل الزُّلفى، السيّد هاشم البحراني.

١٦٦ - معالي السبطين في أحوال الحسن والحسينعليهما‌السلام ، الشيخ محمّد مهدي

٤٤٤

الحائري المازندراني، منشورات الرضي، قم.

١٦٧ - مُعجم البلدان، شهاب الدِّين أبو عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

١٦٨ - مُعجم رجال الحديث، آية الله السيّد أبو القاسم الموسوي الخوئي، الطبعة الخامسة، طهران.

١٦٩ - المعجم الكبير، الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، (ت: ٣٦٠)، تحقيق حمدي عبد المجيد السلفي، دار إحياء التراث العربي، الناشر مكتبة ابن تيمية، القاهرة.

١٧٠ - المفيد من مُعجم رجال الحديث، محمّد الجواهري، منشورات مكتبة المحلاّتي، قم.

١٧١ - مقاتل الطالبيّين، أبو الفرج الأصفهاني (٢٨٤ - ٣٥٦)، تحقيق السيّد أحمد صقر، دار المعرفة، بيروت.

١٧٢ - مقتل الحسينعليه‌السلام ، أبو المؤيّد الموفّق بن أحمد المكّي أخطب خوارزم، (ت: ٥٦٨)، طبعة النجف، تحقيق العلاّمة الشيخ محمّد السماوي، منشورات المفيد، قم.

١٧٣ - مقتل الحسينعليه‌السلام ، عبد الرزّاق الموسوي المقرَّم.

١٧٤ - مقتل الإمام الحسينعليه‌السلام ، آية الله الشيخ محمّد رضا الطبسي النجفي - مخطوط.

١٧٥ - الملهوف على قتلى الطفوف، رضيّ الدِّين أبو القاسم عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس، (ت: ٦٦٤)، تحقيق فارس تبريزيان، دار الأُسوة للطباعة والنشر ١٤١٤.

١٧٦ - المنتخب في جمع المراثي والخطب المشتهر بالفخري، الشيخ فخر الدين الطريحي النجفي، منشورات الشريف الرضي.

١٧٧ - مُنتخب التواريخ، محمّد هاشم الخراساني، انتشارات علميّة إسلاميّة - طهران.

١٧٨ - مَن لا يحضره الفقيه، أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمّي (ت:

٤٤٥

٣٨١)، جماعة المدرّسين في الحوزة العلمية بقم المقدّسة.

١٧٩ - مناقب آل أبي طالب، أبو جعفر رشيد الدِّين محمّد بن علي بن شهر آشوب، (ت: ٥٨٨)، المطبعة العلميّة بقم.

١٨٠ - مناقب أمير المؤمنين، الصنعاني.

١٨١ - مناقب عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، أبو الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد الواسطي الجلاّبي الشافعي الشهير بابن المغازلي، (ت: ٤٨٣)، المكتبة الإسلاميّة طهران.

١٨٢ - المنتظم من تاريخ الأُمم والملوك، أبو الفرج عبد الرحمان بن علي بن محمّد بن الجوزي، (ت: ٥٩٧)، دار الكُتب العلميّة - بيروت.

١٨٣ - موسوعة كلمات الإمام الحسينعليه‌السلام ، عدّة من المؤلّفين، معهد تحقيقات باقر العلوم، دار المعروف، قم.

١٨٤ - نُزل الأبرار بما صحّ من مناقب أهل البيت الأطهار، الحافظ محمّد بن معتمد خان البدخشاني الحارثي، (ت: ١١٢٦)، تحقيق الشيخ محمّد هادي الأميني، مكتبة الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام العامّة، أصفهان.

١٨٥ - نظرية الإمامة، الدكتور أحمد محمود صبحي.

١٨٦ - نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين، جمال الدين محمّد بن يوسف بن الحسن بن محمّد الزرندي الحنفي المدني، (ت: ٧٥٠)، تحقيق محمّد هادي الأميني، مكتبة نينوى الحديثة، طهران.

١٨٧ - نور الأبصار في مناقب آل بيت النبيّ المختار، الشيخ مؤمن بن حسن مؤمن الطناحي، مؤسّسة إسماعيليان للطباعة والنشر والتوزيع، قم.

١٨٩ - واقعة كربلاء، الشيخ محمّد مهدي شمس الدين، المؤسّسة الدولية للدراسات والنشر، بيروت.

١٩٠ - وسائل الشيعة، الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت: ١١٠٤)، مؤسّسة آل

٤٤٦

البيتعليهم‌السلام لإحياء التراث.

١٩١ - وفيّات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، أبو العبّاس شمس الدّين أحمد بن أبي بكر بن خلكان (ت: ٦٨١)، دار إحياء التراث العربي، بيروت.

١٩٢ - الهداية الكبرى، أبو عبد الله الحسين بن حمدان الخصيبي (ت: ٣٣٤)، مؤسّسة البلاغ، بيروت.

١٩٣ - ينابيع المودّة، الشيخ سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت: ١٢٩٤)، دار أُسوة للطباعة والنشر، قم.

٤٤٧

الفهرست

مُقدِّمة مركز الدراسات الإسلامية ٣

مُقدِّمة المؤلّف.. ٥

المدخل الشام وحكَّامها الأُمويّون

المدخل الشام وحُكّامها الأُمويّون. ١١

التعريف بالشام: ١١

من خواصّ الشام: ١١

الشام مدخل الفاتحين: ١٢

فتح الشام: ١٣

فتح دمشق: ١٦

بنو أُميّة والشام ١٧

جذور العلاقة: ١٧

معاوية مؤسِّس الحكومة الأُمويّة السوداء: ١٨

إسلام أُمويّ وحكم دمويّ! ٢١

مَن هو يزيد؟ ٢٥

لهوه: ٢٥

فسقه: ٢٦

كفره: ٢٩

ما قالته زينب الكبرى: ٣٠

ما قاله بعض الصحابة: ٣١

أقوال العلماء في كفره: ٣١

رأي الإمام أحمد بن حنبل: ٣١

رأي ابن القفطي: ٣٢

رأي الباعوني: ٣٢

رأي ابن عقيل: ٣٢

٤٤٨

رأي اليافعي: ٣٣

رأي القاضي أبي يعلى وابن الجوزي: ٣٣

رأي الكيا الهراسي: ٣٣

رأي سبط ابن الجوزي: ٣٣

رأي ابن عساكر: ٣٤

رأي الأجهوري: ٣٤

رأي السعد التفتازاني: ٣٥

رأي الحافظ البدخشاني: ٣٥

رأي الشبراوي: ٣٥

رأي الآلوسي: ٣٥

رأي عبد الباقي أفندي العمري: ٣٦

تأمُّل ابن حجر: ٣٦

توقّف البيهقي: ٣٨

جوره: ٣٩

لعنه: ٤٣

١. التمسّك بعموم وإطلاق بعض الآيات القرآنية: ٤٣

٢. التمسّك بعموم بعض الأحاديث: ٤٥

٣. أقوال العلماء في لعن يزيد: ٤٦

أحمد بن حنبل: ٤٦

ابن الفرّاء: ٤٦

ابن الجوزيّ: ٤٧

الأسفراينيّ: ٤٧

المقدسيّ: ٤٨

السيوطيّ: ٤٨

عبد الكريم بن الشيخ وليّ الدِّين: ٤٨

العلاّمة الأجهوري عن شيخ مشايخه: ٤٨

٤٤٩

الكيا الهراسي: ٤٩

التفتازانيّ في شرح العقائد النسفيّة: ٤٩

السمهوديّ: ٥٠

البدخشاني: ٥٠

عبد الباقي أفندي: ٥٠

الآلوسيّ: ٥٠

قتله الإمام الحسينعليه‌السلام: ٥١

جزاء قاتل الحسين عليه‌السلام وأوصافه في الروايات: ٥١

يزيد هو القاتل: ٥٤

الشواهد التاريخية: ٥٤

أمْرُه الوليد بن عتبة بقتل الحسين عليه‌السلام: ٥٥

مسألة اغتيال الإمام الحسين عليه‌السلام في موسم الحجّ: ٥٥

* رسائل يزيد حول قتل الحسين عليه‌السلام: ٥٥

اعتراف ابن زياد بذلك: ٥٦

زينب الكبرى تجعل مسؤولية قتل الحسين على عاتق يزيد: ٥٦

ابن عبّاس يُحمّل يزيد مسؤولية قتل الإمام الحسين عليه‌السلام: ٥٧

معاوية ابنه يُحمّله المسؤولية: ٥٨

بعض بني العبّاس يُحمّله المسؤولية: ٥٨

رضاه بقتل الحسين عليه‌السلام بعد مقتله: ٥٩

أقوال العلماء في المسألة: ٦٠

البلاذري: ٦٠

القاضي ابن نعمان: ٦٠

المسعودي: ٦٠

ابن عقيل (٤٣١ - ٥١٢): ٦٠

الكيا الهراسي (٤٥٠ - ٥٠٤): ٦١

التفتازاني: ٦١

٤٥٠

الذهبي: ٦١

الأجهوري: ٦١

الشبراوي: ٦١

لماذا تنصّل من مسؤولية قتل الإمام عليه‌السلام؟! ٦٢

يزيد في مرآة الحديث: ٦٤

يزيد في كلمات الإمام الحسينعليه‌السلام: ٦٥

يزيد في نظر الصحابة والتابعين وبعض كبار القوم: ٦٨

أبو هريرة: ٦٨

ابن عبّاس: ٦٨

عتبة بن مسعود: ٦٨

ابن الزبير: ٦٨

سعيد بن المسيّب: ٦٩

عبد الله بن عفيف: ٧٠

عبد الله بن حنظلة: ٧٠

عبد الله بن مُطيع: ٧٠

عبد الله بن عمرو بن حفص المخزومي: ٧١

عمرو بن حفص بن المغيرة - أبو زوجة يزيد -: ٧١

وفد المدينة: ٧١

معاوية بن يزيد بن معاوية: ٧١

عمر بن عبد العزيز: ٧٢

يزيد في أقوال العلماء: ٧٢

١ - الإمام ابن حنبل: ٧٢

٢ - مُجاهد: ٧٣

٣ - الكيا الهراسي: ٧٣

٤ - ابن الجوزي: ٧٣

٥ - ابن أبي الحديد ردّاً على بعض: ٧٤

٤٥١

٦ - سيّد الحفّاظ شهردار بن شيرويه الديلمي: ٧٥

٧ - مجد الأئمّة: ٧٥

٨ - ابن تيمية: ٧٦

٩ - صاحب الميزان: ٧٦

١١ - ابن حجر: ٧٦

١٢ - الجوهري: ٧٦

١٣ - ابن حزم: ٧٦

١٤ - العلاّمة الحجّة الأميني: ٧٦

موته: ٧٧

الفصل الأوّل: دور أهل البيت في الشام

الفصل الأوّل: دور أهل البيت في الشام ٨١

الشام قبل ورود أهل البيت عليهم‌السلام.... ٨١

ظهور الآيات في الشام بعد مقتل الحسين عليه‌السلام: ٨١

حالة الناس: ٨٢

أمْرُ يزيد بإرسال رأس الإمام عليه‌السلام وأُسرته إلى الشام! ٨٣

مَن حمل الرأس الشريف؟ ٨٤

أ) زحر بن قيس الجعفي: ٨٤

ب) مُحَفّز بن ثعلبة العائذي: ٨٥

ج) عمر بن سعد: ٨٥

أهل البيت عليهم‌السلام في الشام ٨٦

أصبح أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أُسارى! ٨٦

كيف ورد أهل بيت الحسين عليه‌السلام دمشق؟! ٨٨

إنّ هذه الرواية تكشف عن عدّة نقاط: ٩٠

رأس الحسين يتلو القرآن! ٩١

تكلّم رأس الحسين عليه‌السلام بدمشق! ٩٢

على درج المسجد: ٩٣

٤٥٢

مع الشيخ الشامي: ٩٣

تأمّل وملاحظات: ٩٥

متى وصل الرأس الشريف؟ ٩٦

رأس الإمام عليه‌السلام بين يدي يزيد! ٩٩

تأمُّل ومُلاحظات: ١٠١

ردّ فعل يزيد: ١٠٢

إزاحة وهْم: ١٠٤

القاتل يطلب الجائزة! ١٠٦

مجلس يزيد: ١٠٧

مجلس أم مجالس؟ ١٠٩

كيفيّة دخول أُسارى آل البيت عليهم‌السلام: ١١٠

رأس الحسينعليه‌السلام في ملجس يزيد! ١١٣

يزيد ينكت ثنايا الحسين عليه‌السلام! ١١٤

أ) ما قاله يزيد عند نكته ثنايا الحسين عليه‌السلام! ١١٧

ب) ما أنشده يزيد! ١١٧

وقفة مع بعض الكُتب: ١١٩

فعل يزيد واستنكار بعض الحاضرين: ١٢١

١ - أبو برزة الأسلمي: ١٢١

ملاحظتان: ١٢٣

٢ - زيد بن أرقم: ١٢٥

٣ - نعمان بن بشير: ١٢٦

٤ - صحابيّ لم يُسمَّ: ١٢٦

٥ - يحيى بن الحَكم أو عبد الرحمان بن الحَكم: ١٢٧

٦ - الحسن المثنّى: ١٢٨

يزيد في موضع الانفعال: ١٢٩

تمثُّل يزيد بأبيات ابن الزبعرى: ١٣١

٤٥٣

مُحاورات الإمام السجّاد عليه‌السلام مع يزيد: ١٤٠

ملاحظات: ١٤٥

يزيد يهمُّ بقتل الإمام عليه‌السلام! ١٥٠

إشارة بعض الحاضرين بقتل الإمام! ١٥١

مُجابهة الإمام زين العابدين مع الرجل الشامي! ١٥٢

زينب الكبرى في مجلس يزيد: ١٥٣

بين يدي رأس الإمام! ١٥٤

خُطبة زينب الكبرى: ١٥٥

نظرة سريعة في مضامين الخُطبة: ١٦٦

موقف يزيد من الخُطبة! ١٦٧

موقف زينب الكبرى من طَلَبِ الرجل الشامي! ١٦٧

ملاحظات: ١٦٨

دور أُمّ كلثوم في مجلس يزيد: ١٧٢

دور سكينة بنت الحسين عليهما‌السلام: ١٧٣

دور فاطمة بنت الحسينعليهما‌السلام: ١٧٥

استنكار بعض أهل الكتاب! ١٧٧

جذور المسألة: ١٧٧

(يوحنّا) يُخبر عن المذبوح بكربلاء: ١٨٠

(أرميا) يُخبر عن مذبحة كربلاء: ١٨٢

رأس اليهود في مجلس يزيد: ١٨٣

رسول ملك الروم في مجلس يزيد: ١٨٦

دور الإمام زين العابدين عليه‌السلام في الشام: ١٨٩

زينب الكبرى تُعرِّف قائد المسيرة: ١٨٩

السجّادعليه‌السلام يعرّف أهل البيت من خلال القرآن! ١٨٩

خُطبة الإمام زين العابدين عليه‌السلام: ١٩٠

نظرة خاطفة في الخُطبة وصداها: ١٩٨

٤٥٤

الإمام عليه‌السلام مع مكحول صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم: ٢٠١

زين العابدين عليه‌السلام مع منهال: ٢٠٢

مُلاحظة: ٢٠٤

مع الرأي العام المضلَّل... مرّة أُخرى! ٢٠٤

حبس الإمام زين العابدين عليه‌السلام! ٢٠٦

مُحاولات اغتيال الإمام زين العابدين عليه‌السلام! ٢٠٦

تأمّل وملاحظات: ٢٠٩

تجلّي مكارم الأخلاق! ٢٠٩

مأساة الشام ٢١٠

رأس الحسين عليه‌السلام في دمشق! ٢١٠

صلب الرأس الشريف في دمشق! ٢١٦

الرأس الشريف في بيت يزيد: ٢١٧

إطافة الرأس الشريف في مدائن الشام: ٢١٧

أوّل رأس حُمِل في الإسلام! ٢١٧

إسلام يهودي ببركة الرأس الشريف: ٢١٧

رباب ترثي الحسين: ٢١٨

رأس الحسينعليه‌السلام عند يتيمته! ٢١٩

كلام حول السيّدة رقيّة: ٢٢١

وصف مسكن أهل البيت في الشام: ٢٢٥

رؤيا سكينة بنت الحسين عليه‌السلام بالشام: ٢٢٦

مدّة إقامة أهل البيت في الشام: ٢٢٨

حقائق أمْ أوهام؟ ٢٢٩

المظلوم ينتصر ٢٣٥

غلبة الدم على السيف! ٢٣٥

كيف انقلبت المعادلة؟ ٢٣٦

٤٥٥

نظرة إلى دور الإمام زين العابدين عليه‌السلام: ٢٣٦

نظرة إلى دور زينب الكبرى عليها‌السلام: ٢٣٩

نظرة إلى دور سائر أهل البيت عليهم‌السلام وأثره: ٢٤١

نظرة إلى مواقف بعض الصحابة: ٢٤٢

بعض الموالين لأهل البيت في الشام: ٢٤٤

نفوذ بعض الموالين في جهاز الحكم الأُموي! ٢٤٦

يزيد يواجه المشاكل في بيته! ٢٤٦

١ - بكاء نساء الأُسرة الأُمويّة ٢٤٦

٢ - موقف زوجة يزيد: ٢٤٩

رؤيا زوجة يزيد! ٢٥٠

إقامة عزاء الحسين عليه‌السلام في بيت الطاغية! ٢٥١

يزيد يبكي تصنّعاً!! ٢٥٣

يزيد يأمر بتقديم بعض الخدمات!! ٢٥٤

يزيد يُظهر الندامة ويلعن ابن مرجانة!! ٢٥٤

تأمُّل وملاحظات: ٢٥٦

وعد يزيد لزين العابدين عليه‌السلام: ٢٦٠

استشارة يزيد وجوه أهل الشام: ٢٦٢

تجهيز الأسرى من آل البيت إلى المدينة: ٢٦٣

الفصل الثاني: حركة المسيرة المظفَّرة

الفصل الثاني: حركة المسيرة المظفَّرة ٢٦٧

الخروج من الشام ٢٦٧

يزيد يعتذر من الإمام عليّ بن الحسين عليه‌السلام! ٢٦٧

عرض الأموال على آل البيت عليهم‌السلام ورفض السيّدة أُمّ كلثوم: ٢٦٩

متى كان الخروج من الشام؟ ٢٧٠

المسايرون للركب! ٢٧١

السؤال الأوّل: مَنْ هم المسايرون؟ ٢٧١

٤٥٦

السؤال الثاني: لماذا هذه المسايرة؟ ٢٧٣

ما سُمِع عند ترك دمشق: ٢٧٣

حُسْن المعاملة في الطريق! ٢٧٤

إلى كربلاء ٢٧٧

زيارة قبر الإمام الحسين عليه‌السلام: ٢٧٧

مَنْ هو أوّل زائر لقبر الحسين عليه‌السلام؟ ٢٧٧

جابر بن عبد الله الأنصاري وعطيّة العوفي في كربلاء: ٢٨١

بيان شخصيَّتيهما: ٢٨٥

إقامة العزاء على أرض الطف: ٢٨٨

التحقيق حول الأربعين! ٢٨٩

القضاء بين المحدِّث النوري والقاضي الطباطبائي: ٢٩٤

١ - مع المحدِّث النوري: ٢٩٤

مُناقشة مُقدّمتي النوري: ٢٩٥

المحدِّث النوري يستدلّ بسبع نقاط: ٢٩٨

مناقشتنا للمحدّث النوري: ٣٠٦

٢ - مع القاضي الطباطبائي. ٣٠٩

القاضي يستدلُّ بعشر نقاط: ٣١٠

تلخيص استنتاج القاضي: ٣١٣

مُلخَّص أدلّة القاضي الطباطبائي ومُناقشتها: ٣١٤

القول المختار في المسألة: ٣١٥

تحديد يوم الأربعين: ٣١٩

فضل زيارة الإمام الحسينعليه‌السلام في يوم الأربعين: ٣١٩

إلحاق الرأس الشريف بالجسد الطاهر: ٣٢٠

الأقوال في موضع دفن رأس الحسين عليه‌السلام: ٣٢١

ترك كربلاء نحو المدينة: ٣٣٨

٤٥٧

الفصل الثالث: إلى مدينة الرسول

الفصل الثالث: إلى مدينة الرسول. ٣٤٣

المدينة قبل وصول خبر مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام: ٣٤٣

دور أُمِّ سلمة: ٣٤٤

* أُمُّ سلمة تعلم بمصير الإمام عليه‌السلام: ٣٤٤

* أُمُّ سلمة ترى تربة الحسين عليه‌السلام: ٣٤٥

مُلاحظتان: ٣٤٧

أ) الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه‌السلام: ٣٤٧

ب) أبو بكر وعمر وحذيفة وعمّار وأبو ذرّ: ٣٤٧

* تربة الحسين عليه‌السلام عند أُمّ سلمة: ٣٤٨

* ما سمعته أُمّ سلمة ليلةَ قُتِل الحسين عليه‌السلام! ٣٥٢

* ما رأته أُمّ سلمة في منامها! ٣٥٣

أُمّ سلمة تسمع نوح الجنّ‌. ٣٥٦

صراخ أُمّ سلمة وضجّة المدينة ٣٥٧

خلاصة الكلام‌ ٣٥٨

دور ابن عبّاس‌. ٣٥٨

علمه بمصير سيّد الشهداء عليه السلام‌ ٣٥٨

رؤيا ابن عبّاس وإخباره بعض الناس‌. ٣٥٨

قال: دم الحسين أرفعه إلى السماء. ٣٦٠

ما سمعه أهل المدينة ٣٦٠

رؤيا عامر بن سعد البجلي! ٣٦٦

تقاطر الدم من شجرة! ٣٦٦

قصّة الغُراب وفاطمة بنت الحسين ( الصغرى )! ٣٦٩

الطير المتلطّخ بالدم في المدينة! ٣٧٠

المدينة بعد تلقّيها خبر مقتل الإمام الحسين عليه‌السلام: ٣٧٣

وصول مبعوث ابن زياد المدينة المنوّرة: ٣٧٤

٤٥٨

مبعوث ابن زياد عند والي المدينة: ٣٧٥

ضجّة الناس عند سماع الخبر: ٣٧٦

اشتداد الواعية في دور بني هاشم: ٣٧٦

جلاوزة السلطة تظهر كُفرها وحقدها! ٣٧٧

موقف أُمّ سلمة: ٣٧٩

نعي أسماء بنت عقيل: ٣٨١

* وصول مبعوثَيْ يزيد إلى المدينة: ٣٨٢

رأس الحسينعليه‌السلام بالمدينة: ٣٨٢

رثاء ابنة عقيل: ٣٨٦

خطبة عمرو بن سعيد! ٣٩٠

موقف عبد الله بن جعفر: ٣٩٢

عودة بقيّة الركب الحسيني إلى المدينة المنوَّرة: ٣٩٤

ما قالته أُمّ كلثوم: ٣٩٥

الإمام زين العابدين عليه‌السلام يوفِد بشير بن حَذْلَم: ٣٩٧

حال المدينة بعد علم أهلها بمصرع الإمام عليه‌السلام: ٣٩٨

استقبال الناس بقيّة العترة الطاهرة: ٤٠٠

خُطبة الإمام زين العابدينعليه‌السلام: ٤٠٠

تأمُّل ومُلاحظات: ٤٠٢

في المدينة المنوّرة ٤٠٣

حالة أهل البيت عليهم‌السلام حين دخولهم المدينة: ٤٠٣

حالة المدينة بعد دخول حرم الحسين عليه‌السلام: ٤٠٥

رثاء امرأة من بنات عبد المطّلب: ٤٠٥

عند مسجد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله: ٤٠٦

لبس السواد وإقامة المأتم: ٤٠٦

مُكافأة الحرس: ٤٠٦

هدم بيوت تتعلّق بأُسرة الحسين عليه‌السلام: ٤٠٨

٤٥٩

إقامة العزاء على الحسين عليه‌السلام: ٤٠٨

نَوْحُ الجِنّ: ٤٠٩

رثاء أُمّ البنين: ٤٠٩

حزن وبكاء الرباب بنت امرئ القيس ورثاؤها: ٤١١

رثاء عاتكة بنت زيد: ٤١٢

أُمّ سلمة تردُّ الأمانات إلى أهلها: ٤١٣

فاطمة بنت الحسين عليه‌السلام تردّ الأمانات إلى أهلها: ٤١٥

استمرار بكاء وحزن الإمام زين العابدين عليه‌السلام: ٤١٥

دور الإمام زين العابدين عليه‌السلام في استمرار الرسالة: ٤١٩

دور زينب الكبرى (سلام الله عليها) في استمرار الرسالة: ٤٢١

فهرس الآيات القرآنية ٤٢٧

فهرس المصادر ٤٣٢

٤٦٠