اعلام الهداية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)

اعلام الهداية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)0%

اعلام الهداية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 226

اعلام الهداية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: المجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
تصنيف: الصفحات: 226
المشاهدات: 170340
تحميل: 8008

توضيحات:

اعلام الهداية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 226 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 170340 / تحميل: 8008
الحجم الحجم الحجم
اعلام الهداية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)

اعلام الهداية الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)

مؤلف:
الناشر: مركز الطباعة والنشر للمجمع العالمي لأهل البيت (عليهم السلام)
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

وبيسر وبساطة ودون تكاليف تمت الخطبة والزواج ، وكان الجهاز من أبسط ما عرفته المدينة ، واحتفل النبيّ وبنو هاشم بهذا الزواج الميمون(١) .

وروي أنّ النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عوتب في زواج فاطمةعليها‌السلام فقال :لو لم يخلق الله عليّ بن أبي طالب لما كان لفاطمة كفؤ .

وفي خبر آخر أنّهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال مخاطباً عليّاًعليه‌السلام :لولاك لما كان لها كفؤ على وجه الأرض (٢) .

٣ ـ عليّعليه‌السلام مع الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في معاركه :

أ ـ عليّعليه‌السلام في معركة بدر :

فتح رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بهجرته عهداً جديداً في تأريخ البشرية بشكل عامّ وفي تأريخ الرسالة الإسلامية بشكل خاص ، وبدأت معالم الدولة تتوضّح ومظاهر قوة المسلمين تبدو للعيان ، وفي الجانب الآخر لم تتوقّف قريش ومن والاها من المشركين ويهود المدينة الذين أظهروا السلم نفاقاً وتغطيةً على التخطيط السرّي للقضاء على الإسلام وأهله ، وكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعالج الأمور بحكمة ورويّة ، ومن الطبيعي أن لا يقف النبيّ من مؤامرات أعداء الإسلام وتحرّشاتهم موقف الضعيف المتخاذل ، فأخذ يرسل السرايا ليهدّدهم ويطاردهم أحياناً .

ولما كان للمدينة موقع استراتيجي مهم في طرق التجارة والمواصلات في الجزيرة العربية ؛ فقد أصبح المسلمون بعد تزايد عددهم قوّة ضغط لابدّ من وضعها في الحسبان ، ومنذ أن وطأت قدم عليّعليه‌السلام مدينة الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ؛ بدأ العمل في كلّ جوانب الحياة وما تتطلبه الرسالة الإسلامية جنباً إلى جنب الرسول من بناء الدولة ونشر الرسالة مندفعاً بطاقة ذاتية هائلة بما وهبه الله من قوّة وعزيمة لا توازيها قوّة وطاقة مجموعة كبيرة من الأفراد ، فكان الذراع القويّ التي يضرب

ــــــــــــ

(١) كشف الغمة : ١ / ٣٤٨ ، وبحار الأنوار : ٤٣ / ٩٢ ، ودلائل الإمامة للطبري : ١٦ ـ ١٧ .

(٢) المناقب لابن شهر آشوب : ٢ / ١٨١ .

٦١

بها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ونجد هذا واضحاً جليّاً في كلّ وقعة ومعركة دخل فيها عليّعليه‌السلام ، وكان من طبيعة المعارك أنّها تتوقّف في العادة على الجولة الأولى ، فمن يفوز فيها تحسم المعركة لصالحه ، كما في معركة بدر(١) التي كانت عنواناً لبداية اُفول كلّ القوى العسكرية في الجزيرة وخصوصاً قريش ، ومنطلقاً للانتصارات والفتوحات التي حقّقها المسلمون .

روي أنّ عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة خرجوا ودعوا إلى المبارزة ، فخرج إليهم في البداية عوف ومُعَوِّذ ابنا عفراء وعبد الله بن رواحة وكلّهم من الأنصار ، فقالوا لهم : من أنتم ؟ قالوا : من الأنصار ، فقالوا : أكفاء كرام وما لنا بكم من حاجة ، ليخرج الينا أكفاؤنا من قومنا .

فأمر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمّه حمزة وعبيدة بن الحارث وعليّاً بمبارزتهم ، فدنا بعضهم من بعض فبارز عبيدة بن الحارث عتبة ، وبارز حمزة شيبة ، وبارز عليّعليه‌السلام الوليد ، فأمّا حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله ، وقتل عليٌّعليه‌السلام الوليد ، واختلف عبيدة وعتبة بينهما ضربتين كلاهما قد أثبت صاحبه ، وكرّ حمزة وعليّعليه‌السلام على عتبة فقتلاه(٢) .

ثمّ نشبت المعركة بين طرفين غير متكافئين بالموازين العسكرية : جبهة المسلمين وعددها ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً ، تقاتل عن إيمان وعقيدة ، تدافع عن الحقّ وتدعو إليه ، وجبهة قريش وعددها تسعمائة وخمسون رجلاً تقاتل عن حميّة وعصبيّة جاهلية ، وهنا دخلت عناصر جديدة في الحرب منها : دعاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وثباته وبسالة حمزة وقوّة عليّعليه‌السلام ، فغاص عليّ وحمزة وأبطال المسلمين في وسط قريش ، ونسي كلّ واحد منهم نفسه وكثرة عدوه ، فتطايرت الرؤوس عن الأجساد ، وأمدّ الله المسلمين بالقوة والعزيمة والثبات ، واسر المسلمون كلّ من عجز عن الفرار حتى بلغ عدد الأسرى سبعين رجلاً ، وعدد القتلى اثنين وسبعين رجلاً .

ــــــــــــ

(١) يقال لها : معركة بدر العظمى ، وقعت في السنة الثانية للهجرة في السابع عشر من شهر رمضان ، وقيل : في التاسع عشر منه .

(٢) الكامل في التأريخ : ٢ / ١٣٤ و ١٣٥ ط مؤسسة الأعلمي ، وتأريخ الطبري : ٣ / ٣٥ .

٦٢

وتنصّ الروايات على أنّ عليّاًعليه‌السلام قتل العدد الأكبر منهم ، فعلى أقل التقادير أنّهعليه‌السلام قتل أربعة وعشرين ، وشارك في قتل ثمانية وعشرين آخرين ، ويبدو أنّ الذين قتلهم عليّعليه‌السلام هم أبطال قريش وصناديدها(١) .

في هذه المعركة المهمّة كان عليّعليه‌السلام صاحب راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إضافة إلى دوره الحاسم لنتيجة المعركة(٢) .

وروي أنّ رجلاً من بني كنانة دخل على معاوية بن أبي سفيان فقال له : هل شهدت بدراً ؟ قال : نعم ، قال : فحدّثني ما رأيت وحضرت .

قال : ما كنّا شهوداً إلاّ كغياب ، وما رأينا ظفراً كان أوشك منه ، قال : فصف لي ما رأيت .

قال : رأيت عليّ بن أبي طالب غلاماً شابّاً ليثاً عبقرياً يفري الفري ، لا يثبت له أحد إلاّ قتله ، ولا يضرب شيئاً إلاّ هتكه ، ولم أر من الناس أحداً قطّ أنفق منه يحمل حملته ويلتفت التفاتة ، كأنّه ثعلب روّاغ ، وكأنَّ له عينان في قفاه ، وكأنّ وثوبَه وثوبُ وحش(٣) .

ب ـ عليّعليه‌السلام في معركة اُحد :

لم تكن قريش لتنسى هزيمتها الساحقة في معركة بدر ومقتل صناديدها

ــــــــــــ

(١) الإرشاد للمفيد : ٦٤ الفصل ١٩ الباب ٢ ، وكشف الغمّة : ١ / ١٨٢ .

(٢) الاستيعاب لابن عبد البرّ المالكي بهامش الإصابة : ٣ / ٣٣ ، وتأريخ دمشق لابن عساكر : ١ / ١٤٢ .

(٣) حلية الأولياء لأبي نعيم : ٩ / ١٤٥ .

٦٣

ورجالها وكثير من أبطالها فعزمت على الثأر من المسلمين ردّاً لاعتبارها الذي فقدته ، ولم يمضِ سوى عام حتى استكملت قريش عدّتها ، واجتمع إليها أحلافها من المشركين واليهود ، وانضمّ اليهم كلّ حاقد وناقم على الدين الإسلامي ، فاتّفقت كلمة الكفر ، واتّحدت قوى الباطل لمواجهة الحقّ ، وخرج جيش الكفر باتّجاه المدينة وقد تجاوز عدده ثلاثة آلاف ، وذلك في أوائل شوال من السنة الثالثة للهجرة ، وما أن وصل خبرهم إلى مسامع النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى جمع المسلمين واستشارهم في الموقف المناسب الذي يجب أن يتّخذوه ، تمّ خطب فيهم وحثّهم على القتال والصبر والثبات ، ووعدهم بالنصر والأجر ، وتجهّز للخروج بمن معه وكانوا ألفاً أو يزيدون ، ودفع لواءه لعليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ووزّع الرايات على وجوه المهاجرين والأنصار ، وأبى النفاق إلاّ أن يأخذ دوره في إضعاف المسلمين ، فرجع عبد الله ابن أبي بمن تبعه في منتصف الطريق ، وكان عددهم يناهز الثلاثمائة(١) .

واستمرّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في مسيره قدماً حتى بلغ أُحداً ، فأعدّ أصحابه للقتال ووضع تخطيطاً سليماً محكماً للمعركة يضمن لهم النصر ، حيث أمر خمسين رجلاً من الرماة أن يكونوا من وراء المسلمين إلى جانب الجبل ، وأكّد عليهم بأن يلزموا أماكنهم ولا يتركوها حتى لو قُتل المسلمون جميعاً(٢) .

ووصلت قريش إلى (أُحد) وأعدّوا أنفسهم للقتال ، فقسّموا الأدوار ووزّعوا المهام كما بدا لهم ، وأعطوا لواءهم لبني عبد الدار ، وأوّل من استلمه منهم طلحة بن أبي طلحة ، ولمّا علم النبيّ بذلك أخذ اللواء من عليّعليه‌السلام وسلّمه إلى مصعب بن عمير وكان من بني عبد الدار ، وبقي معه إلى أن قُتل ، وحينئذٍ ردّه

ــــــــــــ

(١) الكامل في التأريخ : ٢ / ١٥٠ ، وسيرة ابن هشام : ٣ / ٦٤ .

(٢) مغازي الواقدي : ١ / ٢٢٤ ، والكامل في التأريخ : ٢ / ١٥٢ ، وسيرة ابن هشام : ٣ / ٦٦ .

٦٤

النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى عليّعليه‌السلام (١) ، وكانت معركة (أُحد) قد وقعت في شوال من العام الثالث من الهجرة .

وفي اللحظة التي كمل فيها التنظيم انطلقت شرارة المعركة عندما برز كبش الشرك وحامل رايتهم طلحة بن أبي طلحة الذي كان يُعدّ من شجعان قريش ، يتقدّم نحو المسلمين رافعاً صوته متحدّياً لهم مستخفّاً بجمعهم قائلاً : يا معشر أصحاب محمد ! إنّكم تزعمون أنّ الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنّة ؛ فهل أحد منكم يعجله سيفي إلى الجنّة أو يعجلني سيفه إلى النار ؟

فخرج إليه عليّعليه‌السلام (٢) وبرزا بين الصفّين ورسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم جالس في عريش أُعدّ له يشرف على المعركة ويراقب سيرها ، فضرب عليّ طلحة فقطع رجله وسقط على الأرض وسقطت الراية ، فذهب علي ليجهز عليه فكشف عورته وناشده الله والرحم ، فتركه عليّعليه‌السلام فكبّر رسول الله وكبّر معه المسلمون فرحاً بنتيجة هذه الجولة .

ثمّ تقدّم أخوه عثمان بن أبي طلحة فحمل الراية فحمل عليه حمزة بن عبد المطلب فضربه فقتله ، فحمل اللواء من بعده أخوهما أبو سعيد ، فحمل عليه عليّعليه‌السلام فقتله ، ثمّ أخذ اللواء أرطاة بن شرحبيل فقتله عليّ ، وهكذا تعاقب على حمل اللواء تسعة من بني عبد الدار قُتلوا بأجمعهم بسيف عليّ(٣) أو سيف حمزة ، وكان آخر من حمل اللواء هو غلام لبني عبد الدار يُدعى (صواب) فحمل عليه عليّ وقتله ، وسقط اللواء من بعده في ساحة المعركة ولم يجرؤ أحد أن يحمله ، فدبّ الرعب في قلوب المشركين ، وانهارت معنوياتهم ، وانكشف المشركون لا يلوون على شيء حتى أحاط المسلمون بنسائهم ، وبدت المعركة وكأنّها قد حُسمت لصالح المسلمين .

ــــــــــــ

(١) تأريخ الطبري : ٢ / ١٩٩ ط مؤسسة الأعلمي .

(٢) سيرة ابن هشام : ٣ / ٧٣ .

(٣) الكامل في التاريخ : ٢ / ١٥٢ ـ ١٥٤ .

٦٥

وهنا عصفت النازلة العظمى بالمسلمين حيث ترك الرماة موقعهم فوق الجبل ، وانحدروا يشاركون إخوتهم غنائم المعركة ، ولم يثبت على الجبل إلاّ عشرة رماة .

فنظر خالد بن الوليد ـ وكان على خيل المشركين ـ خلوّ الجبل وقلّة الثابتين صاح بخيله ، وكرّ يحمل على الرماة وتبعه عكرمة فقتلوهم ، وهنا تغيّر ميزان القوة ورجحت كفّته لصالح المشركين ، فاستطاعوا أن ينفذوا ويشقّوا صفوف المسلمين(١) ، وكانت المأساة التي لم يعرف المسلمون لها مثيلاً ، فارتبك المسلمون وضاع صوابهم ، فكانت هزيمة بعد نصر وانكساراً بعد انتصار ، وتفرّق الناس كلّهم عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأسلموه إلى أعدائه بعد أن استشهد عمّه حمزة ومصعب بن عمير ، ولم يبق معه أحد إلاّ عليّ ونفر قليل من المهاجرين والأنصار .

في هذه اللحظات الحاسمة والحرجة سجّل التأريخ موقف الصمود والفداء الذي وقفه عليّعليه‌السلام من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقف ليدافع عن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكلّ قوة وبسالة وهمّه سلامة الرسول والرسالة ، إذ كان يحمل الراية بيد والسيف بالأخرى يصدّ الكتائب ويردّ الهجمات عن الرسول ، وكأنّه جيش بكامل عِدَّته وعُدَّته ، وكان الرسول كلّما رأى جماعة تهجم عليه قال لعليّعليه‌السلام :يا عليّ احمل عليهم ، فيحمل عليهم ويفرّقهم ، فلم يزل عليّ يقاتل حتى أثخنته جراحات عديدة في وجهه ورأسه وصدره وبطنه ويديه(٢) .

فأتى جبرئيلعليه‌السلام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال :إنّ هذه لهي المواساة ، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :

ــــــــــــ

(١) تأريخ الطبري : ٢ / ١٩٤ ط مؤسسة الأعلمي .

(٢) الكامل في التأريخ : ٢ / ١٥٤ ، وأعيان الشيعة : ١ / ٢٨٨ ، وبحار الأنوار : ٢٠ / ٥٤ .

٦٦

إنّه منّي وأنا منه ، فقال جبرئيل :وأنا منكما ، فسمعوا صوتاً في السماء ينادي :لا سيف إلاّ ذو الفقار ولا فتى إلاّ عليّ (١) .

وهكذا استطاع أمير المؤمنينعليه‌السلام أن يحافظ على حياة الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأن يوصل نتيجة المعركة إلى حالة من التوازن دون أن يحرز أحد الطرفين نصراً حاسماً.

مواقف بعد معركة (أُحد( :

ولمّا انصرف أبو سفيان ومن معه ؛ بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاًعليه‌السلام فقال : اخرج في آثار القوم وانظر ماذا يصنعون ، فإن كانوا قد جنّبوا الخيل وامتطوا الإبل فإنّهم يريدون مكّة ، وإن ركبوا الخيل وساقوا الإبل فهم يريدون المدينة .

قال عليّعليه‌السلام :فخرجتُ في آثارهم فرأيتهم جنّبوا الخيل وامتطوا الإبل يريدون مكّة (٢) .

ولمّا رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمةعليها‌السلام وقال :اغسلي عن هذا دمه يا بنية ، وناولها عليّعليه‌السلام سفيه وقد خضّب الدم يده إلى كتفه ، فقال لها رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :خذيه يا فاطمة فقد أدّى بعلك ما عليه ، وقد قتل الله بسيفه صناديد قريش (٣) .

كانت معركة أُحد قاسية نتيجتها ، شديدة وطأتها ، باهضة مكلّفة خسارتها ، ورغم مرارة المعركة نلمح فيها ومضات ساطعة من مواقف عليّعليه‌السلام ، فقد امتاز بأمور دون أن يشاركه فيها أحد :

ــــــــــــ

(١) الكامل في التأريخ : ٢ / ١٥٤ ، وفرائد السمطين للحمويني : ١ / ٢٥٧ الحديث ١٩٨ ، ١٩٩ ، وتأريخ دمشق لابن عساكر : ١ / ١٤٨ ، وروضة الكافي : الحديث : ٩٠ .

(٢) أعيان الشيعة : ١ / ٣٨٩ ، والسيرة النبوية لابن هشام : ٣ / ٩٤ .

(٣) أعيان الشيعة : ١ / ٣٩٠ .

٦٧

١ ـ أنه كان صاحب راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والتي لم تسقط إلى الأرض رغم فرار أغلب المسلمين .

٢ ـ قتلهعليه‌السلام أصحاب راية المشركين الذين تصدّوا لحملها ، وقد أظهر بذلك حنكة عسكرية وشجاعة فذّة ، وأحدث بذلك شرخاً كبيراً في صفوف المشركين كان سبباً في هزيمتهم في أوّل المعركة .

٣ ـ ثباتهعليه‌السلام مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وعدم فراره بعدما فرّ عنه الناس يدلّ على إيمانه المطلق بالمعركة ، والذي يكشف عن عمق العقيدة ورسوخها في نفسهعليه‌السلام .

٤ ـ أنه كان هو المحامي عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والدافع عنه كتائب المشركين الذين قصدوا قتل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، فكانعليه‌السلام يمثّل الدرع التي تقي رسول الله عن وصول مكروه إليه ، وهذا يدلّ على عظيم حبّه للرسول وتفانيه في الحرص على سلامته .

٥ ـ أنّ أكثر المقتولين من المشركين يومئذٍ قتلاه(١) ، وهذا يدلّ على فاعليته القتالية العالية وقوّته وشجاعتهعليه‌السلام .

٦ ـ الأخلاق والقيم العالية التي عكسها في المعركة حيث ترك الإجهاز على طلحة بن أبي طلحة عندما كشف عن عورته حياءً منهعليه‌السلام وتكرّماً .

٧ ـ أنّهعليه‌السلام كان قريباً من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ملازماً له حيث كان الرسول يوجّهه ليرد الهاجمين عليه ، وأيضاً هو الذي أخذ بيد النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لمّا سقط في إحدى الحفر التي حفرها أبو عامر الراهب في ساحة المعركة ليقع فيها المسلمون(٢) .

ــــــــــــ

(١) الإرشاد : ٨٢ ، الفصل ٢٣ الباب ٢ .

(٢) سيرة ابن هشام : ٣ / ٨٠ .

٦٨

كما أنّه هو الذي حمل الماء بدرقته إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ليغسل الدم والتراب عن وجهه ورأسه .

٨ ـ ورغم الجراحات التي تعرّض لها عليّعليه‌السلام والجهد الذي بذله ؛ فقد أرسله النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعد انصراف قريش عن المعركة ليستطلع أخبارهم ، وهذا يدلّ على ثقة الرسول بقدرة عليّ ودقّة ضبطه للمعلومات وحنكته في معالجة الأمور الطارئة ، فالمعركة لم تنته بعد تماماً(١) .

ج ـ عليّعليه‌السلام في معركة الخندق :

تمثّل أمام قريش الفشل في القضاء على المسلمين حقيقة واضحة ن ولكنّها الجاهلية والعناد والإصرار على الكفر ، فعادت قريش تتهيّأ مرةً أخرى لتوجيه الضربة القاضية للمسلمين ، وذلك بالتحالف مع القبائل الجاهلية الأخرى واليهود أيضاً ، حتى بلغ عددهم عشرة آلاف يقودها أبو سفيان(٢) ، وازداد غيظ وحقد المشركين حين واجهوا الأسلوب الدفاعي والتكتيك الحربي الّذي اتّخذه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، بعد أن استشار أصحابه فأشار سلمان الفارسي رضي الله عنه بحفر الخندق ، غير أنّ الاندفاع والحماس والغرور بالعدّة والعدد كان قويّاً في نفوس الأحزاب المجتمعة لقتال المسلمين والقضاء على الإسلام نهائياً .

وتمكّن بعض فرسان قريش من عبور الخندق من مكان ضيّق فيه ، فأصبحوا هم والمسلمون على صعيد واحد ، فازداد المسلمون خوفاً على خوفهم وخرج عليّ بن أبي طالب في نفر من المسلمين حتى أخذ عليهم الثغرة التي أقحموا منها خيلهم .

ــــــــــــ

(١) هذه الامتيازات لعليّعليه‌السلام في غزوة أُحد قد ذكرها العلاّمة السيد محسن الأمين في أعيان الشيعة : ١ : ٣٩٠ فراجع .

(٢) السيرة الحلبية : ٢ / ٦٣١ .

٦٩

فوقف عمرو بن عبد ودّ يطلب المبارزة ويتحدّى المسلمين ، وهدأت أصوات المسلمين أمام صيحاته وكأنّ على رؤوسهم الطير ، كلّ يفكر في نفسه ويحسب لهذا الفارس ألف حساب .

فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :هل يبارزه أحد ؟ فبرز إليه عليّعليه‌السلام فقال :أنا له يا رسول الله ، فأجلسه النبيّ ، وللمرّة الثانية والثالثة طالب عمرو المبارزة فلم يكن يجيبه إلاّ عليّعليه‌السلام وفي كلّ مرّة كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يطلب منه الجلوس(١) ثم أذن النبيّ لعليّ بعد أن عمّمه بعمامته وقلّده بسيفه وألبسه درعه ، ثمّ رفع يديه وقال :) اللّهم إنّك أخذت عبيدة يوم بدر وحمزة يوم أُحد وهذا عليّ أخي وابن عمّي فلا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين) (٢) .

وبرز عليّعليه‌السلام إلى ساحة المعركة بعد أن قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :) برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه ( (٣) .

وانحدر عليّعليه‌السلام نحو عمرو والثقة بنصر الله تملأ قلبه ، أمّا عمرو فقد كان لقاؤه مع عليّ مفاجأة له ، وفي هذا الموقف تردّد عمرو في مبارزة عليّعليه‌السلام فقال له :يا عمرو ، إنّك كنت في الجاهلية تقول : لا يدعوني أحد إلى ثلاثة إلاّ قبلتها أو واحدة منها ، قال : أجل .

قال عليّعليه‌السلام :فإنّي أدعوك إلى شهادة أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمداً رسول الله وأن تسلم لربّ العالمين ، قال : أخّر عني هذه ، قال عليعليه‌السلام :أما إنّها خير لك لو أخذتها ، ثمّ قال : ترجع من حيث جئت ، قال: لا تتحدّث نساء قريش بهذا أبداً ، قال عليّعليه‌السلام : تنزل تقاتلني .

ــــــــــــ

(١) السيرة النبوية لابن هشام : ٣ / ٢٢٤ ، تاريخ الطبري : ٣ / ١٧٢ ، والكامل في التاريخ : ٢ / ١٨٠ ، والسيرة الحلبية : ٢ / ٣١٨ .

(٢) موسوعة التاريخ الإسلامي : ٢ / ٤٩١ و ٤٩٢ ، عن شرح نهج البلاغة : ١٩ / ٦١ ، وراجع المناقب للخوارزمي : ١٤٤ ، السيرة الحلبية : ٢ / ٣١٨ .

(٣) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ١٩/ ٦١ ، ينابيع المودة : الباب الثالث والعشرون ، رواه عن ابن مسعود ورواه الميلاني في قادتنا : ٢ / ١٠٨ عن الدميري في حياة الحيوان : ١ / ٢٤٨ وعن الفضل بن روزبهان : انّه حديث صحيح لا ينكره إلاّ سقيم الرأي ضعيف الإيمان ولكنه ليس نصّاً في الإمامة .

٧٠

فغضب عمرو عند ذلك ونزل عن فرسه وعقرها ، ثمّ أقبل على عليّعليه‌السلام فتقاتلا ، وضربه عمرو بسيفه فاتّقاه عليّ بدرقته ، فأثبت فيها السيف وأصاب رأسه ، ثمّ ضربه عليّ على عاتقه فسقط إلى الأرض يخور بدمه ، وعندها كبّر عليعليه‌السلام وكبّر المسلمون خلفه ، وانجلت الواقعة عن مصرع عمرو ، وفرّ أصحابه من هول ما شاهدوه ، فلحق بهم عليّ فسقط نوفل بن عبد الله في الخندق فنزل إليه علي فقتله(١) .

وتلقّت الأحزاب هذه الضربة القاسية بدهشة واستغراب ، لأنّها لم تكن تتوقّع أنّ أحداً يجرؤ على قتل عمرو بن عبدودّ ، فدبّ الخوف في نفوسهم ولم يجسر أحد منهم على تكرار المحاولة إلاّ أنّهم بقوا محاصرين للمدينة فترة من الزمن حتى أذن الله بهزيمتهم حين استخدم رسول الله أسلوباً آخر لمحاربتهم .

وامتاز عليّعليه‌السلام على جميع من حضروا غزوة الخندق بأمور :

١ ـ مبادرته لحماية الثغرة التي عبر منها عمرو وأصحابه ، والتي تدلّ على الحزم والإقدام في مواجهة الطوارئ في ساحة المعركة .

٢ ـ مبارزته عَمْراً وقتله ، وقد تردّد المسلمون في مبارزته فلم يخرج إليه أحد ، وقد قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مشيداً بموقف عليّعليه‌السلام :(لمبارزة عليّ بن أبي طالب لعمرو بن عبدودّ يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة) (٢) .

٣ ـ الشجاعة والقوّة الفائقة التي ظهرت منهعليه‌السلام طوال المعركة تمثلت واضحة حينما لحق المنهزمين الذين عبروا مع عمرو بن عبدود ، وهو راجل وهم فرسان .

ــــــــــــ

(١) تاريخ دمشق : ١ / ١٥٠ ، وراجع أيضاً موسوعة التاريخ الإسلامي : ٢ / ٤٩٥ .

(٢) مستدرك الحاكم : ٣ / ٣٢ ، نقلاً عن هامش تأريخ دمشق : ١ / ١٥٥ ، وفرائد السمطين : ١ / ٢٥٥ حديث ١٩٧ .

٧١

٤ ـ الأخلاق العالية التي كان يتميز بهاعليه‌السلام في شتّى المواقف ، مظهراً فيها عظمة الرسالة والرسول ، منها أنه لم يسلب عَمْراً درعه مع أنّها من الدروع الممتازة بين دروع العرب .

٥ ـ إن قتلهعليه‌السلام عَمْراً ونوفلاً ولحوقه بالمنهزمين كان سبباً في إعادة الثقة للمسلمين بنفوسهم بعدما رأوا الجمع الكبير لقريش وأحلافها ، وأيضاً كان سبباً لهزيمة المشركين مع ما أصابهم من الريح والبرد وسبب خوفهم من أن يعاودوا الغزو .

٦ ـ الشرف الرفيع الذي ناله عليّعليه‌السلام بشهادة الرسول حين قالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عند مبارزة عليّعليه‌السلام :( برز الإيمان كلّه إلى الشرك كلّه ) (١) .

د ـ عليّعليه‌السلام في صلح الحديبية(*) :

بعد الأحداث المتغيّرة والمؤلمة والمعارك الدامية التي خاضها النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمون مع قريش واليهود ؛ تمكّنت الرسالة الإسلاميّة أن تخطو خطوات بعيدة المدى تحقّق من خلالها للمسلمين كياناً واضحاً ووجوداً مستقلاً وقوة لابدّ من حسابها في شتى الميادين .

وكان المسلمون يشغفون شوقاً لزيارة الكعبة ويتذكّرونها كلّما وقفوا في صلاتهم متّجهين نحوها في هذا الوقت من عمر الرسالة الإسلامية عزم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على أداء فريضة من فرائض الإسلام بأمر من الله ، فقرّر الحجّ واتّخذ كلّ الإجراءات والتدابير اللازمة لمثل هذه الخطوة حتّى أعلنصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مراراً أنّه لا يريد الحرب ضد قريش أو غيرها .

ــــــــــــ

(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ك ١٩ / ٦١ .

(*) كان خروج النبي لأداء العمرة في مطلع ذي القعدة من السنة السادسة للهجرة المباركة .

٧٢

ولمّا علمت قريش بالخبر ، اجتمعت كلمتهم على منعهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من دخول مكّة مهما كلّفهم ذلك من جهد وخسائر ، وأرسلوا خالد بن الوليد على رأس جماعة من الفرسان ليقطع عليه الطريق .

وحين نزل النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمون منطقة (الجحفة) ؛ كان الماء قد نفد لديهم ولم يجدوا ماءً ، فأرسلصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الروايا فلم يتمكّنوا من جلب الماء لتردّدهم وخوفهم من قريش ، عندها دعاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّاًعليه‌السلام وأرسله بالروايا لجلب الماء ، وخرج السقاة وهم لا يشكّون في رجوعه لمّا رأوا من رجوع من تقدّمه ، فخرج عليٌّعليه‌السلام حتى وصل (الحرار) واستقى ، ثمّ أقبل بها إلى النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ولها زَجَل ، فلمّا دخل كبّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ودعا له بالخير(١) .

ثم إن قريشاً اضطرّت النبيّ أن يعدل عن الطريق المؤدّي إلى مكّة ، وانحرف به رجل من (أسلم) إلى طريق وعرة المسالك خرجوا منها إلى ثنية المراد ، فهبط الحديبيّة ، وحاولت قريش أكثر من مرّة التحرّش بالمسلمين ومهاجمتهم بقيادة خالد بن الوليد ، لكنّ عليّاًعليه‌السلام وجماعة من المسلمين الأشدّاء كانوا يصدّون تلك الغارات ويفوّتون الفرصة على قريش في جميع محاولاتها العدوانية(٢) .

واضطرّت قريش أن تفاوض النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بعدما رأت العزيمة والإصرار منه ومن المسلمين على دخول مكّة ، فأرسلت إليه مندوبين عنها للتفاوض ، وكان آخرهم سهيل بن عمر وحويطب من بني عبد العزّى ويبدو أنّ المفاوضات لم

ــــــــــــ

(١) الإرشاد : ١٠٨ ، الفصل ٣٠ الباب ٢ ، وكشف الغمة : ١ / ٢٨٠ باب المناقب مثله .

(٢) سيرة الأئمّة الاثني عشر للحسني : ١ / ٢١٧ نقلاً عن ابن إسحاق .

٧٣

تنحصر بخصوص قضيّة الدخول إلى مكّة في ذلك العام(١) بل تناولت أموراً أخرى لصالح الطرفين .

فقد روي أنّ عليّاًعليه‌السلام قال : لمّا كان يوم الحديبيّة ؛ خرج إلينا ناس من المشركين فقالوا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : يا محمد ! خرج إليك أناس من أبنائنا وإخواننا وأرقّائنا وليس لهم فقه في الدين ، وإنّما خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا فارددهم إلينا ، فقال : إذا لم يكن لهم فقه في الدين كما تزعمون سنفقّههم فيه ، وأضاف إلى ذلك : يا معشر قريش ! لتنتهنّ أو ليبعثنّ الله عليكم من يضرب رقابكم بالسيف قد امتحن الله قلبه بالإيمان ، فقال له أبو بكر وعمر والمشركون : من هو ذلك الرجل يا رسول الله ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : هو خاصف النعل ، وكان قد أعطى نعله لعليّعليه‌السلام يخصفها(٢) .

وبعد أن تمّ الاتّفاق بين الطرفين على بنود الصلح ؛ دعا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عليّ بن أبي طالب فقال له :اُكتب يا عليّ ، بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال سهيل : أمّا الرحمن فو الله ما أدري ما هو لكن اكتب باسمك اللّهمّ ، فقال المسلمون : والله لا نكتبها إلاّ بسم الله الرحمن الرحيم ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :اُكتب باسمك اللّهمّ ، هذا ما قاضى عليه محمّد رسول الله ، فقال سهيل : لو كنّا نعلم أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ، ولكن اكتب محمّد بن عبد الله ، فقال النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :إنّي لرسول الله وإن كذّبتموني ، ثمّ قال لعليّعليه‌السلام : امحِ رسول الله ، فقالعليه‌السلام :يا رسول الله ، إنّ يدي لا تنطلق لمحو اسمك من النبوّة ، فأخذه رسول الله فمحاه ، ثمّ قال له : أما إنّ لك مثلها وستأتيها وأنت مضطرّ لذلك (٣) .

ــــــــــــ

(١) كنز العمال : ١٠ / ٤٧٢ ، غزوة الحديبية .

(٢) ينابيع المودة للقندوزي : ٥٩ ، وكنز العمال : ١٣ / ١٧٣ ، وفضائل الخمسة للفيروزآبادي : ٢ / ٢٣٧ .

(٣) تأريخ الطبري : ٢ / ٢٨٢ ط مؤسسة الأعلمي ، والكامل لابن الأثير : ٢ / ٤٠٤ .

٧٤

هـ ـ عليّعليه‌السلام في غزوة خيبر(*) :

لمّا تم عقد صلح الحديبية اطمأن النبيّ على مصير الرسالة الإسلاميّة من ناحية قريش وباقي أطراف عرب الجزيرة الذين كانوا على شركهم ، لأنّ بنود الصلح كانت تميل غلى ترجيح كفّة المسلمين ، يضاف إلى ذلك تنامي قوّة المسلمين عِدّة وعُدّة ، فقد أقبل على الإسلام خلق كثير ، والعرب أدركوا أنّ قريشاً على عتوّها وطغيانها وقوّتها قد انكسرت شوكتها وفشلت خططها في القضاء على الإسلام عن طريق القوّة ، ولذا بدا التوقيع على عقد الصلح استسلاماً من جانب قريش .

وبقيت قوّة أخرى تثير الشغب وتمثّل النفاق والغدر ، تلك هي جموع اليهود الذين كانوا خارج المدينة ، فكان النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يراقبهم خشية أن يقوموا بعمل معادي بدعم خارجي ، وخصوصاً أنّ تأريخ اليهود مليء بالغدر ونقض العهود ، لذا قرّر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم غزو (خيبر) معقل اليهود وحصنهم فأمرصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أصحابه أن يتجهّزوا للغزو بأسرع وقت ، فتمّ ذلك فخرج من المدينة وأعطى الراية لعليّعليه‌السلام ومضى يجدّ السير باتّجاه خيبر ، فوصل إليهم ليلاً ولم يعلم به أهلها ، فخرجوا عند الصباح ، فلمّا رأوه عادوا وامتنعوا في حصونهم ، فحاصرهم النبيّ وضيّق عليهم ونشبت معارك ضارية بين الطرفين حول الحصون ، وتمكّن النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من فتح بعض حصونهم ، واستمرّ الحال هذا من الحصار والقتال بضعاً وعشرين يوماً ، وبقيت بعض الحصون المنيعة ، فبعث النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم برايته أبا بكر فرجع ولم يصنع شيئاً ، وفي اليوم الثاني بعث بها عمر بن الخطاب فرج خائباً

ــــــــــــ

(*) خيبر : مدينة كبيرة ذات حصون ومزارع ونخل كثير ، تقع خارج المدينة على بعد حوالي (٩٠) ميلاً ، وقعت الغزوة في بداية محرّم من العام السابع للهجرة .

٧٥

كصاحبه يجبّن أصحابه ويجبّنه أصحابه ، وهنا عزَّ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أن يعقد بيده لواءً فيرجع خائباً ، أو يوجّه أحداً نحو هدف فيرتد منهزماً ، فأعلنصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كلمة خالدة تتضمّن معان عميقة ومغاز جليلة ، فقال بصوت رفيع يسمعه أكثر المسلمين : ( لأعطينّ الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله ، كرّاراً غير فرّار يفتح الله عليه ، جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله ) (١) .

فاشرأبّت الأعناق وامتدّت وتمنّى كلّ واحد أن يكون مصداق ذلك ، حتى أنّ عمر بن الخطاب قال : ما أحببت الإمارة إلاّ يومئذٍ ، وتمنّيت أن أعطى الراية(٢) .

فلمّا طلع الفجر ، قام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فدعا باللواء والناس على مصافّهم ، ثمّ دعا عليّاًعليه‌السلام ، فقيل : يا رسول الله ! هو أرمد ، قال :فأرسلوا له ، فذهب إليه سلمة ابن الأكوع وأخذ بيده يقوده حتى أتى به النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وقد عصّب عينيه ، فوضع النبيّ رأس عليّ في حجره ، ثمّ بلَّ يده من ريقه ومسح بها عيني عليّ فبرأتا حتى كأن لم يكن بهما وجع ، ثمّ دعا النبيّ لعليّ بقوله :اللّهمّ أكفه الحرّ والبرد (٣) .

ثمّ ألبسه درعه الحديد وشدَّ ذا الفقار الّذي هو سيفهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في وسطه وأعطاه الراية ووجّهه نحو الحصن ، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ( أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثمّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم من حقّ الله تعالى فيه ، فو الّذي نفسي بيده ، لإن يهدي بهداك ـ أو لغن يهدي الله بهداك ـ رجلاً واحداً خير من أن يكون لك حمر النعم ) .

قال سلمة : فخرج والله يهرول هرولةً وإنّا لخلفه نتّبع أثره حتّى ركز رايته في رخم من حجارة تحت الحصن ، فأطلع إليه يهوديّ من رأس الحصن ، فقال : من أنت ؟ قال :(أنا عليّ بن أبي طالب) .

ــــــــــــ

(١) تاريخ الطبري : ٢ / ٣٠٠ ط مؤسسة الأعلمي ، وتأريخ دمشق لابن عساكر : ١ / ١٦٦ ترجمة الإمام عليعليه‌السلام ، تذكرة الخواص لابن الجوزي الحنفي : ٣٢ ، والسيرة الحلبية بهامش السيرة النبوية : ٣ / ٣٧ .

(٢) تذكرة الخواص : ٣٢ .

(٣) تأريخ الطبري : ٢ / ٣٠١ ط مؤسسة الأعلمي ، والكامل لابن الأثير : ٢ / ٢٢٠ ، وفرائد السمطين : ١ / ٢٦٤ ، حديث ٢٠٣ .

٧٦

قال : قال اليهودي لأصحابه : غلبتم ، وما أُنزل على موسى(١) .

ثمّ خرج إليه أهل الحصن ، وكان أوّل من خرج إليه الحارث أخو (مرحب) وكان معروفاً بالشجاعة ، فانكشف المسلمون ووثب عليّعليه‌السلام ، فتضاربا وتقاتلا فقتله عليّعليه‌السلام وانهزم اليهود إلى الحصن ، ثمّ خرج مرحب وقد لبس در عين وتقلّد بسيفين واعتمّ بعمامتين ومعه رمح لسانه ثلاثة أسنان .

فاختلف هو وعليّ بضربتين ، فضربه عليٌّ بسيفه فقدّ الحجر الذي كان قد ثقبه ووضعه على رأسه ، وقدّ المغفر ، وشقّ رأسه نصفين حتى وصل السيف إلى أضراسه ، ولمّا أبصر اليهود ما حلّ بفارسهم (مرحب) ؛ ولّوا منهزمين إلى داخل الحصن وأغلقوا بابه .

فصار عليّعليه‌السلام إليه فعالجه حتى فتحه ، وأكثر الناس من جانب الخندق ـ الّذي حول الحصن ـ لم يعبروا معهعليه‌السلام فأخذ باب الحصن فقلعه وجعله على الخندق جسراً لهم حتى عبروا وظفروا بالحصن ونالوا الغنائم(٢) .

وروي : أنّه اجتمع عدّة رجال على أن يحرّكوا الباب فما استطاعوا .

قال ابن عمرو : ما عجبنا من فتح الله خيبر على يدي عليّعليه‌السلام ولكنّا عجبنا من قلعه الباب ورميه خلفه أربعين ذراعاً ، ولقد تكلّف حمله أربعون رجلاً فما أطاقوه ، فأخبر النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بذلك فقال :( والذي نفسي بيده لقد أعانه عليه أربعون ملكاً ) .

ــــــــــــ

(١) أعيان الشيعة : ١ : ٤٠١ .

(٢) تأريخ الطبري : ٢ / ٣٠١ ط مؤسسة الأعلمي ، والإرشاد للمفيد : ١١٤ ، الفصل ٣١ من باب ٢ ، وبحار الأنوار : ٢١ / ١٦ .

٧٧

وروي أنّ أمير المؤمنينعليه‌السلام قال في رسالته إلى سهل بن حنيف :والله ما قلعت باب خيبر ورميت به خلف ظهري أربعين ذراعاً بقوّة جسدية ولا حركة غذائية ، لكنّي أيّدت بقوّة ملكوتية ونفس بنور ربّها مضيئة ، وأنا من أحمد كالضوء من الضوء (١) .

و ـ عليّعليه‌السلام في فتح مكّة(*) :

ساد الهدوء والسلم الأجواء المحيطة بقريش والمسلمين ، والتزم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بكامل بنود الحديبية ، غير أنّ قريشاً كانت تنوي نقض المعاهدة ، وقد تصوّرت أن ضعفاً أصاب المسلمين بعد انسحابهم من معركة (مؤتة) منهزمين ، فأدّى استخفافها بالمسلمين إلى التآمر على أحلاف النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من خزاعة ، فحرّضت بعض أحلافها من بني بكر ، فوقعت بينهما مناوشات فتغلّب بنو بكر بمعونة قريش على خزاعة ، وبهذا فقد نقضت قريش المعاهدة وأعلنت الحرب على المسلمين .

فعزم النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على محاربة قريش ، وقال كلمته المشهورة :( لا نصرت إن لم أنصر خزاعة ) وأخذ يستعدّ لذلك وهو يحرص على أن لا يذاع هذا الأمر ، ولكن حاطب بن أبي بلتعة سرّب الخبر ، فأرسل كتاباً إلى قريش مع امرأة يخبرهم بما عزم عليه النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقبل خروجها من ضواحي المدينة ؛ نزل الوحي على النبيّ وأخبره بذلك ، فأرسل خلفها بالفور عليّاً والزبير ، وأمرهما بأن يجدّا السير في طلبها قبل أن تفلت منهما ، فأدركاها على بعد أميال من المدينة ، فأسرع إليها الزبير وسألها عن الكتاب فأنكرته وبكت فرقّ لها الزبير ، ورجع عنها ليخبر عليّاً ببراءتها وقال له : ارجع لنخبر الرسول بذلك ، فقال عليّعليه‌السلام :إنّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يخبرنا بأنّها تحمل كتاباً وتقول أنت بأنّها لا تحمل شيئاً ، ثمّ شهر عليّ عليه‌السلام سيفه

ــــــــــــ

(١) الأمالي للصدوق : المجلس السابع والسبعون ، الحديث ١٠ .

(*) كان فتح مكة في شهر رمضان سنة ثمانٍ من الهجرة النبويّة .

٧٨

وأقبل عليها حتى استخرج الكتاب منها ، ورجع إلى النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وسلّمه إيّاه (١) .

ولمّا أتمّ النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الاستعدادات والتجهيزات اللازمة للخروج إلى مكّة ؛ أعطى لواءه إلى عليّعليه‌السلام ووزّع الرايات على زعماء القبائل ومضى يقطع الطريق باتّجاه مكّة .

ولمّا رأت قريش أنّها لا طاقة لها أمام النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمسلمين ؛ استسلمت ولم تجد بُدّاً من أن يدخل كلّ فرد منهم داره ليأمن على نفسه انقياداً للأمان الذي أعلنه النبيّ لهم(٢) .

وروي : أنّ سعد بن عبادة كان معه راية رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على الأنصار ولمّا مرَّ على أبي سفيان وهو واقف بمضيق الوادي ( في الطريق إلى مكّة ) قال أبو سفيان : من هذه ؟ قيل له : هؤلاء الأنصار عليهم سعد بن عبادة مع الراية ، فلمّا حاذاه سعد قال : يا أبا سفيان ، اليوم يوم الملحمة ، اليوم تُستحلّ الحرمة ، اليوم أذلّ الله قريشاً ، فلمّا مرَّ رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بأبي سفيان وحاذاه أبو سفيان ناداه : يا رسول الله ! أمرت بقتل قومك فإنّه زعم سعد ومن معه حين مرّ بنا أنه قاتلنا فإنّه قال : اليوم يوم الملحمة أنشدك الله في قومك ، فأنت أبرّ الناس وأرحمهم وأوصلهم .

فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم :( كذب سعد ، اليوم يوم المرحمة ، اليوم أعزَّ الله فيه قريشاً ، اليوم يعظّم الله فيه الكعبة ، اليوم تكسى فيه الكعبة ) .

وأرسل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى سعد بن عبادة عليّاًعليه‌السلام أن ينزع اللواء منه ، وأن يدخل بها مكّة(٣) .

ودخل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مكّة بذلك الجيش الكبير الذي لم تعرف له مكة نظيراً في تأريخها الطويل ، ولواؤه بيد عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، وأعلن العفو العامّ وهو على أبواب مكّة .

ــــــــــــ

(١) تأريخ الطبري : ٢ / ٣٢٨ ط مؤسسة الأعلمي ، والسيرة الحلبية بهامشه السيرة النبويّة : ٣ / ٧٥ .

(٢) تأريخ الطبري : ٢ / ٣٣٢ ، والكامل في التأريخ لابن الأثير : ٢ / ٢٤٣ .

(٣) تأريخ الطبري : ٢ / ٣٣٤ ط مؤسسة الأعلمي ، الإرشاد للمفيد : ١٢١ الفصل ٣٤ الباب ٢ .

٧٩

صعود عليّعليه‌السلام على منكب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم لتحطيم الأصنام :

وروي عن عليّعليه‌السلام أنّه قال :انطلق بي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم إلى كسر الأصنام ، فقال لي : اجلس ، فجلست إلى جنب الكعبة ، ثمّ صعد الرسول على منكبي فقال لي : انهض بي ، فنهضت به ، فلمّا رأى ضعفي تحته قال : اجلس ، فجلست ونزل عنّي ، وقال : يا عليّ اصعد على منكبي ، فصعدت على منكبيه ، ثمّ نهض بي حتى خيل لي أن لو شئت نلت السماء ، وصعدت على الكعبة فألقيت الصنم الأكبر وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : عالجه ، فلم أزل أعالجه ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يقول : إيه إيه ، حتّى قلعته ، فقال : دقّه ، فدققته وكسّرته ونزلت (١) .

ز ـ عليّعليه‌السلام في غزوة حنين(*) :

بعد أن كتب الله النصر والفتح لرسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حين دخل مكّة واستسلمت قريش وأذعنت له أجمعت قبيلة (هوازن) وقبيلة (ثقيف) على محاربة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والمبادرة إليه قبل أن يغزوهم ، وأعدّ لهم النبيّ العدّة لمّا سمع بذلك ، وعبّأ المسلمين الذين تجاوز عددهم اثني عشر ألفاً وخرج اليهم من مكّة .

ولمّا قربوا من موقع العدوّ صفّهمصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ووزّع الألوية والرايات على قادة الجيش وزعماء القبائل ، فأعطى عليّاً لواء المهاجرين(٢) ، ولكنّ هوازن أعدّت خطّةً للغدر بالمسلمين على حين غفلة منهم ، فكمنوا لهم في شعاب وادٍ من أودية

ــــــــــــ

(١) المستدرك على الصحيحين : ٢ / ٣٦٧ و ٣ / ٥ وروى ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ٣٤ مثله ، ينابيع المودة للقندوزي : ٢٥٤ .

(*) وقعت غزوة (حنين) في شوال سنة ثمانٍ للهجرة النبويّة .

(٢) السيرة الحلبية : ٣ / ١٠٦ .

٨٠