الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة0%

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة مؤلف:
الناشر: المركز العالمي للدراسات الإسلامية
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 183

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد العبادي
الناشر: المركز العالمي للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 183
المشاهدات: 94170
تحميل: 6477

توضيحات:

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 183 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 94170 / تحميل: 6477
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة

مؤلف:
الناشر: المركز العالمي للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

إنّ تعريف النّاس بحقوقهم من قِبل مَن هو قائم على تولّي أمورهم، يؤثّر إيجاباً في أن يلتفت النّاس إلى حقوقهم وحقوق الآخرين، ويصبحون على بيّنة في علاقاتهم وارتباطاتهم على اختلافها.

( وَلا تُرَوِّعَنَّ مُسْلِماً وَلا تَجْتَازَنَّ عَلَيْهِ كَارِهاً، وَلا تَأْخُذَنَّ مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ حَقِّ اللَّهِ فِي مَالِهِ، فَإِذَا قَدِمْتَ عَلَى الْحَيِّ فَانْزِلْ بِمَائِهِمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُخَالِطَ أَبْيَاتَهُمْ، ثُمَّ امْضِ إِلَيْهِمْ بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقَارِ حَتَّى تَقُومَ بَيْنَهُمْ فَتُسَلِّمَ عَلَيْهِمْ، وَلا تُخْدِجْ بِالتَّحِيَّةِ لَهُمْ، ثُمَّ تَقُولَ عِبَادَ اللَّهِ أَرْسَلَنِي إِلَيْكُمْ وَلِيُّ اللَّهِ وَخَلِيفَتُهُ؛ لآخُذَ مِنْكُمْ حَقَّ اللَّهِ فِي أَمْوَالِكُمْ فَهَلْ لِلَّهِ فِي أَمْوَالِكُمْ مِنْ حَقٍّ فَتُؤَدُّوهُ إِلَى وَلِيِّهِ؟ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ لا فَلا تُرَاجِعْهُ، وَإِنْ أَنْعَمَ لَكَ مُنْعِمٌ فَانْطَلِقْ مَعَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ تُخِيفَهُ أَوْ تُوعِدَهُ أَوْ تَعْسِفَهُ أَوْ تُرْهِقَهُ ) ،(١) هذا الرّفق واللّين واحترام حقوق النّاس هو طبيعة متأصّلة في ذات أمير المؤمنين؛ لذا فهو يوصي عمّاله على الصّدقات بمراعاة ذلك.

د. حق الحيوان: أوصى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) مَن استعمله على الصّدقات في رعاية حقوق الحيوانات، في طريقة أَخذها وقَودها وإطعامها وإمهالها، فطلب من أُمناء العمّال:

( أَلاّ يَحُولَ بَيْنَ نَاقَةٍ وَبَيْنَ فَصِيلِهَا، وَلا يَمْصُرَ لَبَنَهَا فَيَضُرَّ [ فَيُضِرَّ ] ذَلِكَ بِوَلَدِهَا، وَلا يَجْهَدَنَّهَا رُكُوباً، وَلْيَعْدِلْ بَيْنَ صَوَاحِبَاتِهَا فِي ذَلِكَ وَبَيْنَهَا، وَلْيُرَفِّهْ عَلَى اللاّغِبِ، وَ لْيَسْتَأْنِ بِالنَّقِبِ وَالظَّالِعِ، وَلْيُورِدْهَا مَا تَمُرُّ بِهِ

____________________

(١) نهج البلاغة: الكتاب: ٢٥.

١٦١

مِنَ الْغُدُرِ، وَلا يَعْدِلْ بِهَا عَنْ نَبْتِ الأَرْضِ إِلَى جَوَادِّ الطُّرُقِ، وَلْيُرَوِّحْهَا فِي السَّاعَاتِ، وَلْيُمْهِلْهَا عِنْدَ النِّطَافِ وَالأَعْشَابِ ) (١) .

إنّ توسيع الحقوق إلى غير النّاس يحمل معنىً أخلاقي كبير، وهو أن يكون الإنسان بمنتهى الألفة والرّحمة مع كلّ الأشياء الّتي من حوله.

٢. تنضيج الإيمان والتقوى

عمل الإمام على إدخال النّاس في الطّريق العملي الّذي يحدث في النّفس ثورةً معنويةً.

( واستشعروا التّقوى شعاراً باطناً، واذكروا الله ذكراً خالصاً، تحيوا به أفضل الحياة، وتسلكوا به طريق النّجاة، انظروا في الدّنيا نظر الزّاهد المفارق لها، فإنّها تزيل الثاوي (٢) السّاكن، وتفجع المترف الآمن ) (٣) .

يسلك الإمام ( عليه السلام ) طريق آخر لإحداث التّنضيج المعنوي للإنسان.

( فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ تَقِيَّةَ ذِي لُبٍّ، شَغَلَ التَّفَكُّرُ قَلْبَهُ وَأَنْصَبَ الْخَوْفُ بَدَنَهُ، وَأَسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرَارَ نَوْمِهِ وَأَظْمَأَ الرَّجَاءُ هَوَاجِرَ يَوْمِهِ، وَ ظَلَفَ الزُّهْدُ شَهَوَاتِهِ وَأَوْجَفَ الذِّكْرُ بِلِسَانِهِ، وَ قَدَّمَ الْخَوْفَ لأَمَانِهِ وَ

____________________

(١) نفس المصدر.

(٢) أي المقيم.

(٣) نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة: ١/٥٣.

١٦٢

تَنَكَّبَ الْمَخَالِجَ عَنْ وَضَحِ السَّبِيلِ، وَسَلَكَ أَقْصَدَ الْمَسَالِكِ إِلَى النَّهْجِ الْمَطْلُوبِ ) (١) .

( إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى جَعَلَ الذِّكْرَ جِلاءً لِلْقُلُوبِ، تَسْمَعُ بِهِ بَعْدَ الْوَقْرَةِ، وَتُبْصِرُ بِهِ بَعْدَ الْعَشْوَةِ، وَتَنْقَادُ بِهِ بَعْدَ الْمُعَانَدَةِ ) (٢) .

أثّرت هذه الطّرق العملّية وغيرها من التّعليمات العلوية في بعض الأصحاب مثل أُويس القرنيّ - الذي يعد من زهّاد الكوفة -(٣) ، وأبو أيّوب الأنصاري، وهمّام بن شريح، وعدد آخر ممّن آمن به ( عليه السلام ).

همّام بن شريح كان عابداً وأراد الاستزادة وحظاً أوفر ممّا حظي به من التقوى، فتوجه إلى مولى الموحّدين وسيّد المتقين؛ ليصف له المتقين وليعرف ما قصر عنه شوقه، فتثاقل ( عليه السلام ) عن جوابه ثمّ قال:يا همّام، اتقِ الله وأَحسن فـ ( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ) فلم يقنع همّام بهذا القول حتى عزم عليه(٤) .

شرع أمير المؤمنين بوصف المتقين وصفاً دقيقاً ضاق شوق همّام به، وانحسر وعاؤه عنه، وتقطّعت أنفاسه فيه، فصُعق ميتاً.

خطبة المتقين حافلة بالأوصاف العذبة، الّتي ينهل من معينها المؤمنين إلى يوم الناس هذا، فضلاً عن يومها المشهود.

____________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة: ٨٣.

(٢) نفس المصدر: الخطبة: ٢٢٢.

(٣) البيان والتبيين: ٣/١٩٣.

(٤) نهج البلاغة: الخطبة: ١٩٣.

١٦٣

٣. تفعيل الرّقابة والنقد

الرقابة لها دور في رصد العيوب الّتي تقع من قِبل شخص معيّن أو مجموعة من النّاس.

إنّ رصد الأخطاء ونقدها يساعدان على عدم تكرارها أو التقليل من حصولها.

تنقسم الرّقابة إلى نوعين:

أ. رقابة ذاتية: هذه الرقابة مركزها الضمير الإنساني، والذي يقوم بوعظ الإنسان نحو الأفعال الحسنة أو يزجره عن الأفعال السيئة( وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُعَنْ عَلَى نَفْسِهِ حَتَّى يَكُونَ لَهُ مِنْهَا وَاعِظٌ وَزَاجِرٌ، لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنْ غَيْرِهَا لا زَاجِرٌ وَلا وَاعِظٌ ) (١) .

( مَن نظر في عيبِ نفسه، اشتغل عن عيبِ غيرهِ ) (٢) هذه الرقابة أهم من أختها الرقابة الأخرى.

ب. رقابة خارجية: هذه الرقابة قِوامها أفراد المجتمع، حيث يقومون بدور الرّقيب والمتابع للأخطاء الّتي تصدر من قِبل الولاة أو العمّال أو العناصر الّتي لها دور في المجتمع.

ذكر الإمام هذه الرّقابة آملاً تفعيلها وتشجيع النّاس عليها( ثمّ ليكن آثرهم عندكَ أقولَهم بمُرّ الحقّ لك ) (٣) .

____________________

(١) نفس المصدر: ٩٠/١٥٤.

(٢) نفس المصدر: الحكمة: ٣٤٩.

(٣) نفس المصدر: الكتاب: ٥٣.

١٦٤

كما حثّ ( عليه السلام ) الناس على تفعيل الرقابة والنقد؛ لأنّ بها قِوام حياة المجتمع وحيويته( ولا تتحفّظوا بما يتحفّظ به عند أهل البادرة، ولا تخالطوني بالمصانعة، ولا تظنّوا بي استثقالاً في حقٍّ قيل لي والتماس إعظامٍ لنفسي، فإنّه مَن استثقل الحقّ أن يقال له أو العدل أن يُعرض عليه، كان العمل بهما أثقل عليه، فلا تكفّوا عن مقالةٍ بحقٍ ) (١) .

مارس أمير المؤمنين ( عليه السلام ) النقد لبعض الناس ممّن.

( تَسَمَّى عَالِماً وَ لَيْسَ بِهِ فَاقْتَبَسَ جَهَائِلَ مِنْ جُهَّالٍ وَأَضَالِيلَ مِنْ ضُلاّلٍ، وَنَصَبَ لِلنَّاسِ أَشْرَاكاً مِنْ حَبَائِلِ غُرُورٍ وَقَوْلِ زُورٍ، قَدْ حَمَلَ الْكِتَابَ عَلَى آرَائِهِ وَعَطَفَ الْحَقَّ عَلَى أَهْوَائِهِ، يُؤْمِنُ النَّاسَ مِنَ الْعَظَائِمِ وَيُهَوِّنُ كَبِيرَ الْجَرَائِمِ، يَقُولُ أَقِفُ عِنْدَ الشُّبُهَاتِ وَفِيهَا وَقَعَ، وَيَقُولُ أَعْتَزِلُ الْبِدَعَ وَبَيْنَهَا اضْطَجَعَ، فَالصُّورَةُ صُورَةُ إِنْسَانٍ وَالْقَلْبُ قَلْبُ حَيَوَانٍ ) (٢) .

في هذا النقد يُلاحظ بعد الاطّلاع على حقيقة أولئك المتشبّهين بأهل العلم، وهو ما يشير إلى دور الرّقابة في رصد ومتابعة التصّرفات المختلفة.

يُلاحظ أيضاً تصعيد أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من شدّة النّقد لهم( فالصّورة صورة إنسانٍ والقلب قلب حيوانٍ ) ؛ لأنّهم يُعتبرون عناصر هدم في المجتمع.

تقييماً لِما تقدّم نعرف أنّ الإمام( عليه السلام ) قام بتفعيل الرقّابة والنقد وإحياء دورهما بين النّاس؛ لأنّ في ذلك إنعاشاً للحق والعدل.

____________________

(١) نفس المصدر: الخطبة: ٢١٦.

(٢) نفس المصدر: الخطبة: ٨٧.

١٦٥

٤. إيجاد الجرأة والشجاعة

غرس الإمام بذور الحقّ في صدور قومٍ مؤمنين، فأنبتت الجرأة والشجاعة، فهو القائل:( والله، لو تظاهرت العرب على قتالي لَما ولّيت عنها ) (١) هذا الكلام يكشف مدى الثّبات والشّجاعة التي يمتلكها أمير المؤمنين ( عليه السلام ).

إنّ هذه القوّة نواتها الإيمان الرّاسخ؛ لأنّ الشجاعة يغلبها الجمع إذا فقدت الأساس الذّي يستند عليه وهو الإيمان.

من أجل ذلك أصدر الإمام توصيته لابنه محمد بن الحنفية أن يولي عنصر الإيمان بالله وبنصره كامل اعتماده( أَعِرِ اللَّهَ جُمْجُمَتَكَ، تِدْ فِي الأَرْضِ قَدَمَكَ، ارْمِ بِبَصَرِكَ أَقْصَى الْقَوْمِ، وَغُضَّ بَصَرَكَ، وَاعْلَمْ أَنَّ النَّصْرَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ) (٢) .

هذه المفاهيم العلوية في إيجاد الشجاعة أينعت ثمراتها على مواقف النّاس عند صدورها، أو بعد خلافته ( عليه السلام )، فيروى أنّ سودة بنت عمارة الهمدانيّة دخلت على معاوية بعد موت علي ( عليه السلام )، فجعل يؤنّبها على تحريضها عليه أيّام صفّين وآل أمره إلى أن قال: ما حاجتك؟

قالت: إنّ الله سائلك عن أمرنا وما أفترض عليك من حقّنا، ولا يزال يقدم علينا من قبلك مَن يسمو بمكانك ويبطش بقوّة

____________________

(١) المصدر: الكتاب: ٤٥.

(٢) نفس المصدر: الخطبة: ١١.

١٦٦

سلطانك، فيحصدنا حصيد السُنبل، ويدوسنا دوس الحرمل، يسومنا الخسف ويذيقنا الحتف، هذا بسر بن أرطأة قَدِم علينا فقتل رجالنا وأخذ أموالنا، ولولا الطاعة لكان فينا عزّ ومنعةٌ، فإن عزلته شكرناك، وإلاّ كفّرناك.

فقال معاوية: إياي تهدّدين بقومك يا سودة؟ لقد هممت أن أحملك على قتب(١) أشوش(٢) فأردّك إليه فينفذ فيك حكمه، فأطرقت سودة ساعة ثمّ قالت:

صلّى الإله على روحٍ تضمّنها

قبرٌ فأصبح فيه العدلُ مدفوناً

قد حالف الحقّ لا يبغي به بدلاً

فصار بالحقّ والإيمان مقروناً

فقال معاوية: مَن هذا يا سودة؟ قالت: والله هو أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ( عليه السلام )(٣) .

أيضاً حديث الزرقاء بنت عدي الهمدانية يشهد بالشجاعة لها وبموالاتها لأمير المؤمنين ( عليه السلام )، بعد أن أتى بها معاوية من الكوفة إلى الشّام، قام بعملية استجواب لها.

أتدرين فيماذا بعثت إليك؟

قالت زرقاء: وأنّى لي بعلم الغيب! فقال معاوية: أَلستِ الراكبة الجمل الأحمر، الواقفة بين الصفين في يوم كذا وكذا تحرضّين على

____________________

(١) رحل صغير يُشد على البعير.

(٢) كثير الحركة.

(٣) الفتوح: ٣/٨٩، كشف الغمة في معرفة الأئمة: ١/١٧٤، جواهر المطالب: ٢/٢٥١.

١٦٧

الحرب وتقولين كيت وكيت؟ قالت بلى، قد كان ذاك.

قال معاوية: فما الذي حملك على ذلك؟ قالت حسبك يا أمير المؤمنين! فقد مات الرأس وبقي الذَنَب ولن يعود ما ذهب، والدهور عجب ولا يعتب مَن عتب، ومَن تفكّر أبصر والزمان ذو غِير، والأمر يحدث بعده الأمر.

فقال معاوية: لله أنتِ يا زرقاء، فهل تحفظين كلامك بصفين؟ فقالت: لا والله ما أحفظه، وإنّما كان ذلك تحريضاً نطق به اللسان، فقال معاوية: لكنّي والله أحفظه عليك حتى ما يشذّ عليّ منه شيء، والله يا زرقاء! لقد شاركت علياً في كلّ دم سفكه بصفين، فقالت الزرقاء: أحسن الله بشارتك، وأدام سلامتك فمثلك بشّر بخير.

فقال معاوية: أَوَ يسرّك ذلك يا زرقاء؟

فقالت: نعم والله سرّني وأنّى لي بتصديق ذلك! ثمّ قال: والله يا زرقاء! إنّ وفاءكم لعليّ بعد موته لأعجب من محبّتكم له في حياته(١) .

فهذا عدي بن حاتم الطائي يرد على استجواب معاوية بمنتهى الجُرأة والشجاعة، فيسأله معاوية.

أبا طريف! ما الّذي أبقى لك الدّهر من ذكر علي بن أبي طالب؟ فقال عدي: وهل يتركني الدّهر أن لا أذكره! قال: فما الذي بقي في قلبك من حبّه؟ قال عدي: كلّه وإذا ذكر ازداد، فقال معاوية: ما أريد

____________________

(١) الفتوح: ٣/١٤٤، العقد الفريد: ١/٣٣٧.

١٦٨

بذلك إلاّ إخلاق(١) ذِكره، فقال عدي: قلوبنا ليست بيدك يا معاوية:

فضحك معاوية ثمّ قال يا معشر طي! إنّكم مازلتم تشرفّون الحاجّ ولا تعظّمون الحرم، فقال عدي: إنّا كنا نفعل ذلك ونحن لا نعرف حلالاً ولا ننكر حراماً، فلمّا جاء الله عزّ وجل بالإسلام، غلبناك وأباك على الحلال والحرام، وكنّا للبيت أشدّ تعظيماً له(٢) .

ممّا تقدم يتّضح أنّ الإمام خلّف في نفوس الناس المحبّة له والشجاعة في مواجهة أعدائه.

٥. تنمية روح التّضحية والشّهادة

لا ينكر أحد من الناس شجاعة الإمام ( عليه السلام ) وحبّه للقتال في سبيل الله، والحصول على وسام الشهادة وكرامتها، وهو القائل( والله لابن أبي طالبٍ آنس بالموت من الطّفل بثدي أمّه ) (٣) .

فما هذا الشوق الذي يدفع بعلي ( عليه السلام ) إلى أن يأنس بالموت؟ وأي تأثير عميق تتركه هذه الكلمات على النّاس عندما يرون قائدهم يتقدم ويهتف بهذا الشوق نحو الشهادة؟

أمير المؤمنين ( عليه السلام ) أثبت حقيقة صدقه بهذا الأنس والشوق إلى الشهادة، فعندما ضربه ابن ملجم المرادي، صدعت كلمات شوقه وانفجرت ينابيع

____________________

(١) إنهاء وإفساد.

(٢) نفس المصدر: ٣/١٣٤.

(٣) نهج البلاغة: الخطبة: ٥.

١٦٩

شغفه( فزتُ وربّ الكعبة ) (١) .

كان الإمام ( عليه السلام ) قد عمل على تنمية روح التضحية، ومحاربة روح الخذلان والخمود، وخطبة الجهاد مفعمة بالحماس والإقدام نحو التضحية.

( فَإِنَّ الْجِهَادَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ، فَتَحَهُ اللَّهُ لِخَاصَّةِ أَوْلِيَائِهِ، وَهُوَ لِبَاسُ التَّقْوَى وَدِرْعُ اللَّهِ الْحَصِينَةُ وَجُنَّتُهُ الْوَثِيقَةُ، فَمَنْ تَرَكَهُ رَغْبَةً عَنْهُ أَلْبَسَهُ اللَّهُ ثَوْبَ الذُّلِّ، وَشَمِلَهُ الْبَلاءُ وَدُيِّثَ بِالصَّغَارِ وَالْقَمَاءَةِ، وَضُرِبَ عَلَى قَلْبِهِ بِالإِسْهَابِ، وَأُدِيلَ الْحَقُّ مِنْهُ بِتَضْيِيعِ الْجِهَادِ ) (٢) .

بعد أن أنهى الإمام خطبته، بدا واضحاً تأثيرها في إيقاد روح التضحية؛ حيث قام إليه رجلٌ من الأزد يقال له: حبيب بن عفيف آخذاً بيد ابن أخٍ له يقال له: عبد الرحمن بن عبد الله بن عفيف، فأقبل يمشي حتى استقبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بباب السّدّة ثمّ جثا على ركبتيه وقال: يا أمير المؤمنين! ها أنا ذا لا أملك إلاّ نفسي وأخي، فمرنا بأمرك، فو الله لننفّذَنّ له، ولو حال دون ذلك شوك الهراس وجمر الغضا حتى ننفّذ أمرك أو نموت دونه، فدعا لهما بخير وقال لهما:أين تبلغان ممّا نريد؟ (٣) .

____________________

(١) أنساب الأشراف: ٣/٢٥٠.

(٢) نهج البلاغة: الخطبة: ٢٧.

(٣) الغارات: ٢/٤٧٧.

١٧٠

إنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يريد أن يحيي النّفوس من خلال تنمية حبّ الجهاد والشهادة؛ لأنّ ذلك يترك أثراً إيجابياً، وهو خدمة الإسلام والدّفاع عن الحقّ ووجوده بين النّاس.

فسلامٌ على عليّ ( عليه السلام ) يوم وُلد ويوم استشهد ويوم يُبعث حيّاً.

والحمد لله ربّ العالمين

١٧١

١٧٢

المصادر

١. القرآن الكريم.

٢. إرشاد القلوب: أبو الحسن محمد الديلمي من أعلام القرن الثامن الهجري، تحقيق هاشم الميلاني، دار الأسوة، ط١-١٤١٧هـ.

٣. الأخبار الطوال: أبو حنيفة الدينوري ت ٢٨٢هـ، تقديم وتوثيق عصام الحاج علي، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط١-١٤٢١هـ.

٤. أساس البلاغة: جار الله أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري، ت ٥٣٨هـ، تحقيق عبد الرحيم محمود، دار المعرفة، بيروت - لبنان.

٥. الاختصاص: أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقّب بالشيخ المفيد، ت ٤١٣هـ، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ( قم ).

٦. الإصابة في تمييز الصحابة: الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني، ت ٨٥٢هـ، تحقيق عادل أحمد عبد الموجود، والشيخ علي محمد معوّض، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط١-١٤١٥هـ.

٧. أنساب الأشراف: الإمام أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري، ت ٢٧٩ هـ، تحقيق الدكتور سهيل زكّار، والدكتور رياض زركلي، دار الفكر، بيروت - لبنان، ط١-١٤١٧هـ.

١٧٣

٨. الأصول من الكافي: أبو جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني الرّازي، ت٣٢٩هـ، تحقيق علي أكبر غفاري، دار الكتب الإسلامية، ط٣- ١٣٨٨ هـ.

٩. الإمامة والسياسة: أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدّينوري، ت ٢٧٦هـ، تحقيق علي شيري، الشريف الرضي، قم - إيران، ط١ - ١٤١٣هـ.

١٠. الأمثال والحِكم المستخرجة من نهج البلاغة: الشيخ محمد الغروي، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين ( قم ) سنة الطبع ١٤٠٧هـ.

١١. الأمالي: أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الملقّب بالشيخ الصدوق، ت٤١٣هـ، ترجمة آية الله كَمَره اى، المكتبة الإسلامية، ط ٤ - ١٣٦٢هـ ش.

١٢. الأمالي: أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان العكبري البغدادي الملقّب بالشيخ المفيد، ت٤١٣هـ، الحسين استاد ولي، وعلي أكبر غفاري، جماعة المدرسين ( قم )، سنة الطبع ١٤٠٣هـ.

١٣. الأمالي: أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي، ت ٤٦٠هـ، تحقيق قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة، دار الثقافة ( قم )، ط ١ - ١٤١٤هـ.

١٤. بحار الأنوار: العلاّمة محمد باقر المجلسي، ت ١١١ هـ، دار الكتب الإسلامية، ط ٢ - ١٣٦٣ هـ ش.

١٥. البداية والنهاية: أبو الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي، ت ٧٧٤هـ، تحقيق مكتب التراث، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان.

١٦. البلدان وفتوحها وأحكامها: الإمام أحمد بن يحيى بن جابر

١٧٤

البلاذري، ت ٢٧٩هـ، تحقيق الدكتور سهيل زكّار، دار الفكر، بيروت - لبنان، ط ١- ١٤١٢هـ.

١٧. البيان والتبيين: أبو عثمان عمرو بن بحر الجاحظ، تحقيق عبد السلام محمد هارون، دار الفكر، بيروت - لبنان.

١٨. تحف العقول عن آل الرسول ( صلّى الله عليه وآله ): أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحرّاني، من أعلام القرن الرابع الهجري، تعليق علي أكبر غفّاري، مؤسسة النشر التابعة لجماعة المدرسين ( قم )، ط ٢ - ١٤٠٤هـ.

١٩. تاريخ أبي مخنف: لوط بن يحيى بن سعيد الغامدي الأزدي الكوفي، ت ١٥٧هـ، تحقيق كامل سلمان الجبوري، دار المحجّة البيضاء، بيروت - لبنان، ط ١ - ١٤١٩ هـ.

٢٠. تاريخ الطبري: أبو جعفر محمد بن جرير الطبري، ت ٣١٠هـ، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط ٢ - ١٤٩٠هـ.

٢١. تاريخ ابن خلدون: عبد الرّحمن بن خلدون، ت ٨٠٨هـ، تحقيق الدكتور سهيل زكّار، دار الفكر، بيروت - لبنان، ط ٣ - ١٤١٧هـ.

٢٢. تاريخ الخلفاء: جلال الدين السيوطي، ت ٩١١هـ، تحقيق إبراهيم صالح، دار صادر، بيروت - لبنان، ط ١ - ١٤١٧ هـ.

٢٣. تفسير القمي: أبو الحسن علي بن إبراهيم القمي، من أعلام القرنين ٣ - ٤ هـ، تعليق طيب الموسوي الجزائري، كتاب فروشي علاّمة ( قم ).

٢٤. تهذيب الأحكام: أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي، ت ٤٦٠هـ، تحقق حسن الموسوي الخرسان، دار صعب - دار التعارف للمطبوعات، بيروت - لبنان، سنة الطبع ١٤٠١هـ.

١٧٥

٢٥. تاريخ سياسي إسلام: رسول جعفريان، دفتر نشر الهادي، قم - إيران، چاپ دوم - ١٣٧٨هـ ش.

٢٦. تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى: الدكتور عبد المنعم ماجد، مكتبة الأنجلو المصرية، القاهرة، ط ٢ - ١٩٧٢م.

٢٧. جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب: شمس الدين أبي البركات محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي، ت ٨٧١، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، ط ١ - ١٤١٦هـ.

٢٨. دعائم الإسلام: القاضي أبو حنيفة بن محمد التميمي المغربي، ت ٣٦٣هـ، تحقيق الدكتور عارف تامر، دار الأضواء، بيروت - لبنان، ط ١ - ١٤١٦هـ.

٢٩. دول الإسلام: الحافظ شمس الدين أبو عبد الله الذّهبي، ت ٧٤٦، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت - لبنان، سَنة الطبع ١٤٠٥هـ.

٣٠. سفينة البحار: الشيخ عباس القمي، دار الأسوة، ط ٢ - ١٤١٦هـ.

٣١. شرح نهج البلاغة: أبو حامد هبة الله بن محمد بن محمد الحسين ابن أبي الحديد المدائني، ت ٦٥٦، تحقيق محمد أبو الفضل، دار إحياء الكتب العربية، ط ١ - ١٣٧٨ هـ.

٣٢. شرح نهج البلاغة: كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني، ت ٦٧٩هـ. مؤسسة فقه الشيعة، بيروت - لبنان.

٣٣. العقد الفريد: أحمد بن عبد ربّه الأندلسي، ت ٣٢٨هـ، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط ٢ - ١٤١٦هـ.

٣٤. الغارات: أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي، ت ٢٨٣هـ، تحقيق السيد مير جلال الدين الحسيني، سلسلة انتشارات انجمن آثار ملي.

١٧٦

٣٥. الفتوح: أبو محمد أحمد بن أعثم الكوفي، ت ٣١٤ هـ، دار الندوة الجديدة، بيروت - لبنان.

٣٦. القاموس المحيط: مجد الدّين محمد بن يعقوب الفيروز آبادي، ت ٨١٧ هـ، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط ١ - ١٤١٢هـ.

٣٧. كتاب سليم بن قيس الهلالي: ت ٧٦هـ، تحقيق الشيخ محمد باقر الأنصاري الزنجاني الخوئيني، دفتر نشر الهادي، إيران، ط ١ - ١٤١٥هـ.

٣٨. الكامل في التاريخ: عز الدّين أبو الحسن علي بن أبي الشيباني المعروف بابن الأثير، ت ٦٣٠هـ، مؤسسة التاريخ العربي، بيروت - لبنان، ط ١ - ١٤٠٨ هـ.

٣٩. كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ( عليه السلام ): العلاّمة جمال الدين الحسن بن يوسف بن علي بن المطّهر الحلي، ت ٧٢٦هـ، تحقيق علي آل كوثر، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية، ط ١ - ١٤١٣هـ.

٤٠. كنز العمال: العلاّمة علاء الدين المتقي بن حسام الدين الهندي، مؤسسة الرسالة، بيروت - لبنان، ط ١ - ١٤٠٩ هـ.

٤١. كشف الغمة في معرفة الأئمة: العلاّمة أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الإربلي، كتاب فروشي الإسلامية، ط ٢ - ١٣٦٤ هـ. ش.

٤٢. گفت وگوي فرهنگ وتمدن ها؛ محمد على مهيمن، نشر ثالث، تهران - إيران، چاپ أَوّل - ١٣٧٩ هـ ش.

٤٣. لسان العرب: العلاّمة ابن منظور الأفريقي، ت ٧١١هـ، تنسيق وتعليق علي شيري، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط ١ - ١٤٠٨ هـ.

٤٤. مجمع البيان في تفسير القرآن: الشيخ أبو علي الفضل بن الحسن

١٧٧

الطبرسي، من أعلام القرن السادس الهجري، تحقيق هاشم الرسول المحلاّتي، والسيد فضل الله اليزدي، الطباطبائي، دار المعرفة، بيروت - لبنان، ط ١ - ١٤٠٦ هـ.

٤٥. المدخل إلى تاريخ الحضارة: الدكتور جورج حدّاد، مكتبة السائح طرابلس.

٤٦. مجلة التوحيد: العدد ١٠٥ سنة ١٤٢١هـ.

٤٧. معجم مفردات ألفاظ القرآن: أبو القاسم الحسين بن محمد بن المفضّل المعروف بالرّاغب الأصفهاني، ت ٥٠٣هـ، ضبط وتصحيح إبراهيم شمس الدين، دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان، ط ١ - ١٤١٨ هـ.

٤٨. معجم مقاييس اللغة: أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا، ت ٣٩٥ هـ، تحقيق عبد السلام محمد هارون، مكتب الإعلام الإسلامي، سنة الطبع ١٤٠٤هـ.

٤٩. المعجم الوسيط: الدكتور إبراهيم أنيس، والدكتور عبد الحليم منتصر، وعطيّة الصّوالحي، ومحمد خلف الله أحمد، دار احياء التراث العربي، بيروت - لبنان، ط ٢.

٥٠. معجم البلدان: الشيخ شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي الرومي البغدادي، ت ٦٢٦هـ، ومحمد خلف الله أحمد، دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان.

٥١. مقوّمات الحضارة الإنسانية في الإسلام: حسن رمضان فحلة، دار الهدى، الجزائر، ط ١. ١٤١٠هـ.

٥٢. موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ): محمدي الري شهري،

١٧٨

بمساعدة محمد كاظم الطباطبائي، ومحمود الطباطبائي، دار الحديث، إيران - قم، ط ١ - ١٤٢١ هـ.

٥٣. مروج الذهب ومعادن الجوهر: أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي، ت ٣٤٦ هـ، دار الهجرة، قم - إيران، ط ٢ - ١٤٠٤ هـ.

٥٤. المعيار والموازنة: أبو جعفر الإسكافي محمد بن عبد الله المعتزلي، ت ٢٤٠ هـ، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، ط ١ - سنة ١٤٠٢.

٥٥. مفاتيح الجنان: الشيخ عباس القمي، تعريب سيد محمد رضا النوري، مكتبة الفيروز آبادي، ط ٥ - ١٤١٢ هـ.

٥٦. مناقب آل أبي طالب: أبو جعفر محمد بن عليّ شهر آشوب السّروي المازندراني، تحقيق الدكتور يوسف البقاعي، دار الأضواء، بيروت - لبنان، ط ٢ - ١٤١٢ هـ.

٥٧. مناقب الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام )، الحافظ محمد بن سليمان الكوفي القاضي، من أعلام القرن الثالث الهجري، تحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية ( قم )، ط ١ - ١٤١٢ هـ.

٥٨. نهج البلاغة: الإمام علي ( عليه السلام )، ترجمة محمد دشتي، نسيم حيات، ط ٢ - ١٣٧٩ هـ ش.

٥٩. نهج السعادة في مستدرك نهج البلاغة: الشيخ محمد باقر المحمودي، مطبعة النعمان، النجف الأشرف، ط ١ - ١٣٨٥ هـ.

٦٠. وقعة صفّين: نصر بن مزاحم المنقري، ت ٢١٢ هـ، تحقيق عبد السلام محمد هارون، المؤسسة العربية الحديثة، القاهرة - مصر، ط ٢ - ١٣٨٢هـ.

١٧٩

الفهرس

فهرس الموضوعات.. ٥

المقدمة المركز ١١

المقدمة ١٣

تعريف الثقافة ١٥

الثقافة لغةً ١٥

الثقافة اصطلاحاً ١٦

الفصل الأَوّل: التكوين الثقافي للكوفة ١٩

١. ثقافة قبلية ١٩

٢. ثقافة دخيلة ٢٢

٣. ثقافة إسلامية ٢٧

الفصل الثاني: الإمام علي ( عليه السلام ) والمراحل الثقافية ٣١

١. التوجيه ٣١

٢. التأهيل. ٣٣

٣. التنمية ٣٤

الفصل الثالث: الإمام علي ( عليه السلام ) والمجالات الثقافية ٣٧

أوّلاً: في الحرب.. ٣٧

ثانياً: في المسجد. ٤٢

ثالثاً: في المحافل العامة ٤٤

رابعاً: في الكتب والوصايا ٤٦

خامساً: المناسبات المتنوّعة ٤٧

الفصل الرابع: الإمام علي ( عليه السلام ) والأهداف الثقافية ٤٩

١. الاتقاء ٤٩

٢. الإرساء ٥١

٣. الارتقاء ٥٢

١٨٠