الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة0%

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة مؤلف:
الناشر: المركز العالمي للدراسات الإسلامية
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 183

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد العبادي
الناشر: المركز العالمي للدراسات الإسلامية
تصنيف: الصفحات: 183
المشاهدات: 94195
تحميل: 6477

توضيحات:

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 183 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 94195 / تحميل: 6477
الحجم الحجم الحجم
الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة

الإمام علي (عليه السلام) وتنمية ثقافة أهل الكوفة

مؤلف:
الناشر: المركز العالمي للدراسات الإسلامية
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

بسم الله الرّحمن الرّحيم

١

٢

الإمام علي ( عليه السلام )

وتنمية ثقافة أهل الكوفة

محمد العبادي

المركز العالمي للعلوم الإسلامية

مهرجان الشيخ الطوسي ( رحمه الله )

٣

٤

فهرس الموضوعات

مقدمة المركز  ١١

المقدمة  ١٣

تعريف الثقافة: الثقافة لغة  ١٥

الثقافة اصطلاحاً  ١٦

الفصل الأوّل / التكوين الثقافي للكوفة  ١٨

١. ثقافة قبلية  ١٩

٢. ثقافة دخيلة  ٢٢

٣. ثقافة إسلامية  ٢٧

الفصل الثاني / الإمام علي ( عليه السلام ) والمراحل الثقافية  ٣٠

١. التوجيه  ٣١

٢. التأهيل  ٣٣

٣. التنمية  ٣٤

الفصل الثالث / الإمام علي ( عليه السلام ) والمجالات الثقافية  ٣٦

أوّلاً: في الحرب  ٣٧

ثانياً: في المسجد  ٤٢

٥

ثالثاً: في المحافل العامة  ٤٤

رابعاً: في الكتب والوصايا  ٤٦

خامساً: المناسبات المتنوّعة  ٤٧

الفصل الرابع / الإمام علي ( عليه السلام ) والأهداف الثقافية  ٤٨

١. الاتقاء  ٤٩

٢. الإرساء  ٥١

٣. الارتقاء  ٥٢

الفصل الخامس / الإمام علي ( عليه السلام ) وعناصر البناء الثقافي  ٥٣

١. الكلمة الطيبة  ٥٥

٢. الأُسوة الحسنة  ٥٦

٣. الأُمّة الصّالحة  ٦٢

الفصل السادس / الإمام علي ( عليه السلام ) في مواجهة الثقافات السلبية  ٦٢

١. التمزّق  ٦٥

٢. التشرنق  ٧١

٣. التملّق  ٧٣

٤. التعلّق  ٧٥

الفصل السابع / الإمام علي ( عليه السلام ) والتحصين الثقافي  ٧٥

أ. المنع  ٧٩

ب. التهذيب  ٨١

ج. التحفيز  ٨٣

د. التبادل الإيجابي  ٨٥

٦

الفصل الثامن / الإمام علي ( عليه السلام ) والوظائف الثقافية  ٨٣

١. التشخيص  ٨٧

٢. الاستشارة  ٩٠

٣. التصحيح  ٩٢

٤. الترشيد  ٩٤

الفصل التاسع / الإمام علي ( عليه السلام ) والأساليب الثقافية  ٩٤

١. الأُسلوب الوعظي  ٩٩

٢. الأُسلوب التذكيري  ١٠٠

٣. الأُسلوب التحاوري  ١٠١

٤. الأُسلوب التأمّلي  ١٠٢

٥. الأُسلوب التدريجي  ١٠٤

٦. الأُسلوب الإيحائي  ١٠٦

٧. الأُسلوب الاستدلالي  ١٠٨

٨. الأُسلوب الفلسفي  ١١٠

٩. الأُسلوب النقضي  ١١٢

١٠. الأُسلوب التغايري  ١١٣

١١. الأُسلوب النفسي  ١١٤

١٢. الأُسلوب التربوي  ١١٦

١٣. الأُسلوب العاطفي  ١١٧

١٤. الأُسلوب التوضيحي  ١١٩

٧

١٥. الأُسلوب التبصيري  ١٢١

١٦. الأُسلوب التمويهي  ١٢٢

١٧. الأُسلوب التنبيهي  ١٢٢

١٨. الأُسلوب الإسكاتي  ١٢٤

١٩. الأُسلوب التنبّئي  ١٢٥

٢٠. الأُسلوب التعريفي  ١٢٧

٢١. الأُسلوب التمثيلي  ١٢٩

٢٢. الأُسلوب الوصفي  ١٢٩

٢٣. الأُسلوب التصنيفي  ١٣١

٢٤. الأُسلوب الترتّبي  ١٣٢

٢٥. الأُسلوب التوبيخي  ١٣٣

٢٦. الأُسلوب التقريعي  ١٣٣

٢٧. الأُسلوب التحذيري  ١٣٥

٢٨. الأُسلوب الترهيبي  ١٣٥

٢٩. الأُسلوب الترغيبي  ١٣٧

٣٠. الأُسلوب التعذيري  ١٣٨

الفصل العاشر / الإمام علي ( عليه السلام ) والصفات الثقافية  ١٣٤

١. الصّدق والوضوح  ١٣٩

٢. الشّموليّة والاستيعاب  ١٤٢

٣. القدرة والنفوذ  ١٤٥

٤. الاعتدال والوسطية  ١٤٦

٨

٥. الواقعيّة والمثاليّة  ١٤٩

الفصل الحادي عشر / الإمام علي ( عليه السلام ) والحلول الثقافية  ١٤٦

١. الحلّ الاستئصالي  ١٥١

٢. الحلّ الإبقائي  ١٥٣

٣. الحلّ الانتقائي  ١٥٥

٤. الحلّ التبعي  ١٥٥

٥. الحلّ التأصيلي  ١٥٧

الفصل الثاني عشر / الإمام علي ( عليه السلام ) والنتائج الثقافية  ١٥٤

١. تحديد الحقوق والواجبات  ١٥٩

٢. تنضيج الإيمان والتقوى  ١٦٢

٣. تفعيل الرّقابة والنقد  ١٦٤

٤. إيجاد الجرأة والشجاعة  ١٦٦

٥. تنمية روح التّضحية والشّهادة  ١٦٩

المصادر  ١٧٣

٩

١٠

المقدمة المركز

لا شك أنّ القلم يُعتبر من النعم الإلهية الفريدة، وتعدّ الكتابة من أهمّ وسائل توسعة المعرفة وتنمية الفضيلة، كما يُعتبر التدوين من أفضل أساليب تعميق الثقافة الدينية الأصيلة.

لقد اهتمّت الحوزات العلمية منذ البدء بـ ( القلم ) ساعيةً لأن تخطّ أسطراً وضّاءةً في سجل المعرفة البشرية؛ لتكون مصداقاً جلياً لقوله تعالى( وَمَا يَسْطُرُونَ ) .

في ضوء هذا الهدف المقدّس بادر العلماء المتعمّقون إلى التأليف والتصنيف، وتسابقوا في ساحة التربية والتعليم، وقادوا طلائع التحقيق، فأينعت أروع الآثار وأهداها، وتفجّرت ينابيع الحكمة والموعظة وأنهار ( الجدال بالتي هي أحسن ) من القمم العالية لتلك المعارف السامية، وسالت لتروي قلوب المؤمنين العَطشى، فأنبتت أزهار المعنويات العطرة، وزيّنت تاريخ المعرفة البشرية.

في ظلّ التوفيقات الإلهية والألطاف الخاصّة لإمام العصر والزمان ( عج )، ومن أجل تحقيق الأهداف السّامية السابقة الذكر ولتنشيط عملية التأليف و

١١

تعميق روح التحقيق، ولغرض التعرّف على الباحثين والكتّاب المجدّين والموفّقين من طلبة وفضلاء الحوزة غير الإيرانيين، فقد أسّس المركز العالمي للعلوم الإسلامية مهرجان الشيخ الطوسي ( ره ) للتحقيق.

نحن على أبواب الدورة الخامسة للمهرجان في هذه السنة، قام المشرفون على المهرجان وبإشراف واهتمام معاونة التحقيق للمركز بطباعة آثار المتفوّقين في الدورة الرابعة، بعد التقييم الذي أجرته لجان التحكيم في السنة الماضية، ومن بعد تنقيحها وتهذيبها من الناحية الفنية والأدبية، ومن ثَمّ تقديمها للراغبين.

أخيراً نقدّم أسمى التقدير والامتنان للمساعي الكريمة الّتي بذلتها لجان التقييم المحترمة والعاملون على إنتاج هذه المجموعة العلمية بمجلّداتها الستة.

معاونة التحقيق للمركز العالمي للعلوم الإسلامية

مهرجان الشيخ الطوسي ( ره )     

١٢

بسم الله الرّحمن الرّحيم

الحمد لله كما يرضى، والصلاة والسلام على النّبيّ المصطفى،

وأخيه المرتضى وآله المجتبين.

المقدمة

تميّزت السنوات الخمس المعدودة، التي تولّى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الخلافة فيها، بوفرة الإنتاج الثقافي، سواء كان على شكل خطب وكتب ووصايا وعهود، أو على شكل حوادث ووقائع، حيث غطّى هذا الإنتاج حقولاً عديدةً في الفكر والأخلاق والمعارف والحقوق والآداب إلى غير ذلك.

ورغم وفرة هذا الإنتاج الثقافي، ندرت فيه الدراسات التي تبحث الوضع الثقافي الذي أرسى موازينه الإمام ( عليه السلام ) وأقام أعمدته.

لقد كانت إشارات بعض الأجلاّء إلى الوضع الثقافي بمثابة ومضات آنسنا فيها الحقيقة، ووجدنا الهدى إلى ساحة ثقافية رحبة خطها جهاد علي ( عليه السلام ) وعمله الدائب على أرض الكوفة وما حولها.

ومن هنا تأتي أهمية هذا الكتاب، حيث إنّه تعريف بشيء من التطوّرات الثقافية الذي أوجدها الإمام بين أوساط الكوفيين، والتي لخّصها في هذه العبارة:

١٣

( فَإِنِ اسْتَقَمْتُمْ هَدَيْتُكُمْ وَإِنِ اعْوَجَجْتُمْ قَوَّمْتُكُمْ وَإِنْ أَبَيْتُمْ تَدَارَكْتُكُمْ )(١) .

يتألف الكتاب من اثني عشر فصلاً، وقد سبقت فصوله هذه المقدمة، وتعريف الثقافة لغةً واصطلاحاً، وقد اخترنا المعنى الذي نريد وبيّنا الأسباب ليكون اتجاه الكتاب واضحاً.

يعتمد سير التحقيق على المنهج التحليلي في عرض النصوص أو ربطها، وربّما نفصّل الكلام في وسط التحليل متوخين بذلك إظهار المعنى بصورة منتظمة.

أمّا مصادر الكتاب التي نرجع إليها فهي في الأغلب من المصادر التاريخية والحديثية، كما لم ننسَ نصيبنا من آيات الذكر الحكيم.

في الختام أقدم جزيل شكري وامتناني لكلّ من سماحة الشيخ جعفر پيشه والأستاذ نعمة الله صفري، فقد أوفوا الكيل في الإرشاد والتوصية، ودعاؤنا لهما بمضاعفة الأجر عند الله تعالى، ومنه سبحانه نطلب التسديد والتوفيق.

____________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة ١٢١.

١٤

تعريف الثقافة

الثقافة لغةً

تعود كلمة الثقافة في اللغة إلى:

١. ( ثَقِف: الثَّقِف الحِذْق في إدراك الشيء وفعله )(١) و ( ورجلٌ ثَقِفٌ لقفٌ، وذلك أن يصيب علم ما يسمعه على استواء )(٢) و ( وثقِفت العلم أو الصناعة في أَوحَي مُدّةٍ: إذا أَسرعت أَخذه )(٣) .

٢. ( ثقف ) الثاء والقاف والفاء كلمة واحدة إليها يرجع الفروع وهو إقامة درء الشيء، يقال ثقّفت القناة إذا أقمت عِوَجها )(٤) و( ثقفّه تثقيفاً سوّاه ) (٥) .

المعنى المختار لغةً هو الأَوّل أي: سرعة الأخذ والتعلّم.

____________________

(١) معجم مفردات ألفاظ القرآن: ٩٠.

(٢) معجم مقاييس اللغة: ١/٣٨٢.

(٣) أساس البلاغة: ٤٦.

(٤) معجم مقاييس اللغة: ١/٣٨٢.

(٥) القاموس المحيط: ٣/١٧٨.

١٥

الثقافة اصطلاحاً

ذكر أهل الفن والصناعة عدة تعاريف للثقافة نذكرها فيما يلي:

١. الثقافة: هي كل ما يتصل بالمعنويات وهي المحيط الذي يعكس حضارةً معينةً(١) .

٢. الثقافة: أنواع المعرفة التي أنشأها المسلمون إنشاءً أو أدخلوها من الحضارات السابقة(٢) .

٣. الثقافة: بمعنى الفكر الإسلامي، العقيدة الإسلامية والمعارف الإسلامية(٣) .

٤. الثقافة: تعني مجموعة العادات والمعلومات وأساليب المعيشة (٤) .

٥. الثقافة: بمعنى التربية التي تنمو بها أساليب الفكر والعمل بما يلائم الزمان والمكان(٥) .

والتعريف المختار هو الأَوّل، الذي يتطابق معناه مع حقيقة الثقافة وروحها التي أشاعها الإمام ( عليه السلام ).

إنّ الثقافة التي نشرها الإمام ليس بالمعنى المتعارف في هذا الوقت: إنّما

____________________

(١) مقوّمات الحضارة الإنسانية في الإسلام: ١٥.

(٢) تاريخ الحضارة الإسلامية في العصور الوسطى: ١٤٦.

(٣) گفت وگوى فرهنگ وتمدن ها: ٤٤.

(٤) المدخل إلى تاريخ الحضارة: ١٧.

(٥) مجلة التوحيد: ١٣٧، العدد ١٠٥ سنة ١٤٢١ هـ ق.

١٦

أقام الإمام حقيقة الثقافة وجوهرها، وقد رجّحنا المعنى الأَوّل؛ لأنّ كل ما له علاقة بالروحيات قد أعطاه الإمام أهميةً كبرى مثل الصلاة والدعاء والعمل الصالح والجهاد والتقوى والإيمان ...، كما أنّ المحيط الخاص بالكوفة في زمن أمير المؤمنين يعكس في طابعه العام الحضارة الإسلامية، ببركة وجود الإمام وأصحابه الذين صدقوا العهد معه ( عليه السلام ).

على الرغم من أنّ أهل الكوفة قد أخفقوا في تحقيق أهداف الإمام ( عليه السلام ) بشكل عام، إلاّ أنّه بالجملة هناك شخصيات مثل كميل بن زياد ورشيد الهجري وعمّار بن ياسر وعمرو بن الحمق وعدد قليل آخر من أصحابه ( عليه السلام ) قد جسّدوا خطبه وأقواله:( أَنْتُمُ الأَنْصَارُ عَلَى الْحَقِّ وَالإِخْوَانُ فِي الدِّينِ وَالْجُنَنُ يَوْمَ الْبَأْسِ وَالْبِطَانَةُ دُونَ النَّاسِ ) (١) ممّا جعل الكوفة تعكس الصورة الإسلامية.

____________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة ١١٨.

١٧

١٨

الفصل الأَوّل: التكوين الثقافي للكوفة

على الرغم من أنّ عمر مدينة الكوفة - من حين تأسيسها سنة ١٧ هـ إلى حين تولّي الخلافة من قِبل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) سنة ٣٥هـ - يُعتبر عمراً فتياً - إلاّ أنّ مجيء زخم كبير من الكتل البشرية المهاجرة على شكل قبائل، ومرور القوات العسكرية إلى الشرق من خلال البصرة والكوفة، ساهم بشكل كبير في أن تكون الكوفة موطناً لثقافات متعددة.

فيما يلي نذكر عرضاً للثقافات التي تكوّنت منها ثقافة مدينة الكوفة.

١. ثقافة قبلية

تمتدّ جذور هذه الثقافة إلى ما قبل البعثة النبوية، لكن ما علاقة الكوفة بهذه الثقافة إذا كان بين تأسيس هذه المدينة وبين الزمن الذي سبق الإسلام هو ثلاثة عقود زمنية؟.

يأتي الجواب واضحاً أنّ الجيل الذي نشأ في الكوفة هو في الواقع حصيلة

١٩

الجيل السابق عليه الذي تربّى في حجر الجاهلية وتقاليدها؛ لذا نجد أنّ أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يُشير إلى أنّ الفاصلة بين الجيل الذي عاصره في الكوفة و بين آبائهم قريبة،( وَلَعَمْرِي مَا تَقَادَمَتْ بِكُمْ وَلا بِهِمُ الْعُهُودُ، وَلا خَلَتْ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمُ الأَحْقَابُ وَالْقُرُونُ، وَمَا أَنْتُمُ الْيَوْمَ مِنْ يَوْمَ كُنْتُمْ فِي أَصْلابِهِمْ بِبَعِيدٍ ) (١) .

لتأكيد هذا الخطاب العلوي نورد حادثتين تفحصان عن الرواسب والثقافة الجاهلية التي كانت حاضرةً في أوساط الناس حتى في زمن أمير المؤمنين ( عليه السلام ).

الحادثة الأُولى: أتت الموالي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقالوا: نشكوا إليك هؤلاء العرب، إنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) كان يعطينا معهم العطايا بالسّوية وزوّج سلمان وبلالاً وصهيباً، وأبوا علينا هؤلاء وقالوا: لا نفعل! فذهب إليهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فكلّمهم فيهم، فصاح الأعاريب: أَبينا ذلك يا أبا الحسن، أَبينا ذلك!

فخرج وهو مغضِب يجرّ رداءه وهو يقول:( يا معشر الموالي، إنّ هؤلاء قد صيرّوكم بمنزلة اليهود والنصارى، يتزوّجون إليكم ولا يزوّجونكم، ولا يعطونكم مثل ما يأخذون، فاتجروا بارك الله لكم، فإنّي قد سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) يقول: الرزق عشرة أجزاء، تسعة أجزاء في التجارة وواحدة في غيرها ) (٢) .

____________________

(١) نهج البلاغة: الخطبة ٨٩.

(٢) موسوعة الإمام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ): ٤/١٦٢.

٢٠