منهاج الصالحين - العبادات الجزء ١

منهاج الصالحين - العبادات13%

منهاج الصالحين - العبادات مؤلف:
تصنيف: متون فقهية ورسائل عملية
الصفحات: 458

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣
  • البداية
  • السابق
  • 458 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 184614 / تحميل: 7007
الحجم الحجم الحجم
منهاج الصالحين - العبادات

منهاج الصالحين - العبادات الجزء ١

مؤلف:
العربية

1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

قال عبد الله بن مسعود:

الخلفاء أربعة:

١- آدم لقوله تعالى:( وَإِذْ قَالَ رَ‌بُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً ) (١) .

٢- و داوود لقوله تعالى:( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْ‌ضِ ) (٢) يعني: بيت المقدس.

٣- وهارون لقوله تعالى، بلسان موسى لأخيه هارون:( وَقَالَ مُوسَىٰ لِأَخِيهِ هَارُ‌ونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) (٣) .

٤- وعليّ لقوله تعالى:( وَعَدَ اللَّـهُ الّذين آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ) (٤) ، يعني: عليّ بن أبي طالب.

( لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الّذين مِن قَبْلِهِمْ ) (٥) يعني: آدم، وداوود، وهارون.

( وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الّذي ارْ‌تَضَىٰ لَهُمْ)

يعني: الإسلام.

( يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِ‌كُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ‌ بَعْدَ ذَٰلِكَ ) بولاية عليّ بن أبي طالب( فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) يعني: العاصين لله ولرسوله.

وروى السيّد هاشم البحراني في تفسيره: (البرهان) ج٣ ص ٢١٧ ط٢. حسب رواية محمّد بن العباس بن الماهيار، قال:

(حدّثنا) عليّ بن عبد الله بن أسد، عن إبراهيم بن محمّد، عن يونس بن كليب المسعودي، عن عمرو بن عبد الغفار بإسناده عن ربيعة بن ناجد قال:

____________________

(١) سورة البقرة: الآية ٣٠.

(٢) سورة ص: الآية ٢٦.

(٣) سورة الأعراف: الآية ١٤٢.

(٤) سورة النور: الآية ٥٥.

(٥) سورة النور: الآية ٥٥.

١٨١

سمعت عليًّا عليه السّلام(يقول) في هذه الآية، وقرأها:( وَنُرِ‌يدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الّذين اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْ‌ضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئمَّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِ‌ثِينَ ) (١) فقال:[لتعطفنَّ هذه الدنيا على أهل البيت كما تعطف الضروس على ولدها].

وعن محمّد بن العباس بن الماهيار، قال: حدّثنا عليّ بن عبد الله، عن إبراهيم بن محمّد، عن يحيى بن صالح الحويزي، بإسناده عن أبي صالح:

عن عليٍّ (عليه السلام) قال: في قوله عزّ وجل:( وَنُرِ‌يدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الّذين اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْ‌ضِ وَنَجْعَلَهُمْ أئمَّة وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِ‌ثِينَ ) (قال:)[والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لتعطفنَّ علينا هذه الدنيا كما تعطف الضروس على ولدها يذبح ويحشى جلده فيدان منه فتعطف عليه].

وروى الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق، المعروف بابي نُعيم في (ما نزل من القرآن في عليٍّ عليه السّلام) ص ١٥٢ في الحديث ٤١ قال:

حدّثنا سليمان بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الله الحضرمي قال: حدّثنا محمّد بن مرزوق، قال: حدّثنا حسين بن حسن الأشقر، قال: حدّثنا صباح بن يحيى المزني عن الحارث بن حصيرة، عن أبي صادق:

عن حنش أنَّ عليًّا عليه السّلام قال:[من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم فانّا منذ خلق الله السماوات والأرض على سنّة موسى وأشياعه، وإنّ عدوّنا منذ خلق الله السماوات والأرض على سنّة فرعون وأشياعه، وإنّي أقسم بالّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة وأنزل الكتاب على محمّد صلّى الله عليه وآله صدقاً وعدلاً ليعطفنّ عليكم هذه الآية: ( وَعَدَ اللَّـهُ الّذين آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ ) ].

وروى رشيد الدين محمّد بن عليّ بن شهر اشوب في كتابه (مناقب آل أبي طالب) ج٢ ص ٢٦١ ط. النجف وج٣ ص ٦٣ ط. إيران بإسناده، قال:

____________________

(١) سورة القصص: الآية ٥.

١٨٢

قال عبد الله بن مسعود: الخلفاء أربعة: آدم، وذلك قوله تعالى:( إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْ‌ضِ خَلِيفَةً ) (١) ، و داوود، وذلك قوله تعالى:( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْ‌ضِ ) (٢) يعني: بيت المقدس، وهارون، وذلك قول موسى كما في القرآن العظيم:( اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي ) (٣) ، وعليّ، وذلك في قوله تعالى:( وَعَدَ اللَّـهُ الّذين آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْ‌ضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الّذين مِن قَبْلِهِمْ ) (٤) ، يعني: آدم وداود وهارون( وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الّذي ارْ‌تَضَىٰ لَهُمْ ) (٥) يعني: الإسلام،( وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ) (٦) يعني: أهل مكّة،( يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِ‌كُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ‌ بَعْدَ ذَٰلِكَ ) (٧) أي: بولاية عليّ بن أبي طالب( فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) (٨) يعني: العاصين لله ولرسوله.

وروى السيّد الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج١٨ من المجلد ١٥ ص ١٥٨ ط. اسماعيليان - قال:

وفي المجمع في قوله تعالى:( وَعَدَ اللَّـهُ الّذين آمَنُوا مِنكُمْ ) الآية: واختلف في الآية، والمرويُّ عن أهل البيت عليهم السّلام، أنّها في المهديّ من آل محمّد. قال: وروى العيّاشي بإسناده عن عليّ بن الحسين عليه السّلام أنّه قرأ الآية وقال:[هم والله شيعتنا أهل البيت يفعل بهم على يدي رجل منّا وهو مهديّ هذه الأمّة وهو الّذي قال: رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم. لولم يبق من الدنيا إلّا يوم لطوّل الله ذلك اليوم حتى يلي رجل من عترتي اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً ].

____________________

(١) سورة البقرة: الآية ٣٠.

(٢) سورة ص: الآية ٢٦.

(٣) سورة الأعراف: الآية ١٤٢.

(٤) سورة النور: الآية ٥٥.

(٥) سورة النور: الآية ٥٥.

(٦) سورة النور: الآية ٥٥.

(٧) سورة النور: الآية ٥٥.

(٨) سورة النور: الآية ٥٥.

١٨٣

سورة الفرقان

سورة الفرقان الآيات ٢٧ و٢٨ و٢٩

( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا ﴿٢٧﴾ يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ﴿٢٨﴾ لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ‌ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا )

روى العلّامة السيّد هاشم البحراني في كتابه (غاية المرام) ص ٤٤٣ عن محمّد بن إبراهيم النعمان المعروف بابن زينب في كتاب (الغيبة) رواه من طريق النصاب (عن) محمّد بن عبد الله المعمر الطبراني - الّذي هو موالي يزيد بن معاوية ومن النصاب- (بإسناده المذكور) عن جابر بن عبد الله الأنصاري في حديث طويل، منه: فقالوا: يا رسول الله ومن وصيّك؟

فقال (صلى الله عليه وسلّم):[هو الّذي يقول الله فيه: ( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا ) ، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: وصيي السبيل إليَّ من بعدي عليّ بن أبي طالب].

وكذلك روى أيضا البحراني في كتابه (غاية المرام) ص ٤٤٣ قال؛ بروايته عن صاحب كتاب (الصراط المستقيم)، من طريق العامّة، قال: حدّث الحسين بن كثير عن أبيه، قال: دخل محمّد على أبيه(١) وهو يتلو فقال: ما حالك؟

قال: مظلمة (عليّ) ابن أبي طالب، فلو استحلَلْته؟

فقال لعليّ في ذلك، فقال (عليّ): قل له إئت المنبر وأخبر الناس بظلامتي.

فبلغه (ذلك) فقال: فما أراد أن يصلّي على أبيك إثنان.

فقال محمّد: كنت عند أبي أنا و [........](٢) فدعا بالويل ثلاثاً وقال: هذا رسول الله (صلى الله عليه وسلّم) يبشّرني بالنّار، ومعه الصحيفة التي تعاقدنا عليها.

فخرجوا دوني وقالوا: يهجر.

____________________

(١) الظاهر من هذه الرواية كونه من أصحاب النبيّ - ومن الوارد تاريخياً أنّ بعض الصحابة المناوئين للإمام عليٍّ، تعاقدوا في صحيفة لهم على إبعاد عليّ(ع) من الخلافة، التي أثبتها له النبيّ (ص).

(٢) الظاهر في هذا الفراغ أسماء عدّة سقطت.

١٨٤

فقلت (لأبي): تهذي؟

قال: لا والله، لعن الله إبن صهّاك فهو الّذي أضلّني عن الذكر بعد إذ جاءني.

فما زال يدعو بالثُبور حتى غمضته.

وروى الحافظ رجب بن محمّد بن رجب البرسي في كتابه (الدرّ الثمين) ص ١٨٠ قال:

ثمَّ ذكر ندامة مَن تولّى عنه فقال:( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَىٰ يَدَيْهِ ) يعني أبا الفضيل، يقول:( يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا ) يعني أحبُّ عليًّا عليه السّلام، لأنّه السبيل والسلسبيل( يَا وَيْلَتَىٰ لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا ) يعني رزيق( لَّقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ‌ ) والذكر عليّ عليه السّلام( بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي ) الكتاب بفضله( وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلْإِنسَانِ خَذُولًا ) .

وأورد الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج١٩ من المجلد ١٥ ص ٢٠٧ ط. إسماعيليان، قال:

وقد ورد في غير واحد من الروايات في قوله تعالى:( يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّ‌سُولِ سَبِيلًا ) ، أنَّ السبيل هو عليّ عليه السّلام.

سورة الفرقان الآية ٥٤

( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرً‌ا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً‌ا وَكَانَ رَ‌بُّكَ قَدِيرً‌ا )

ورد في كتاب سُليم بن قيس الهلالي ص ٣٧٧ ط٢ في قول النبيّ صلّى الله عليه وآله:[سلوني عابدا لكم]. قال:

أبان بن أبي عيّاش، عن سليم بن قيس، عن سلمان وأبي ذر والمقداد: أنَّ نفراً من المنافقين اجتمعوا فقالوا: إنّ محمّداً ليخبرنا عن الجنّة وما أعدَّ الله فيها من النعيم لأوليائه وأهل طاعته، وعن النار وما أعد الله فيها من الأنكال والهوان لأعدائه وأهل معصيته. فلو أخبرنا عن آبائنا وأمهاتنا ومقعدنا في الجنّة والنار فعرفنا الّذي يبنى عليه العاجل والآجل.

فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فأمر بلالاً فنادى بالصلاة جامعة. فاجتمع الناس حتى غصَّ المسجد وتضايق بأهله. فخرج مغضباً حاسراً عن ذراعيه وركبتيه حتى صعد المنبر، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال:[أيّها الناس، أنا بشر مثلكم أوحى إليَّ ربي، فاختصني برسالته واصطفاني لنبوّته وفضلّني على جميع ولد آدم وأطلعني على ما شاء غيبه. فاسألوني عمّا بدالكم.

١٨٥

فو الّذي نفسي بيده لا يسألني رجل منكم عن أبيه وأمه وعن مقعده من الجنّة والنار إلّا أخبرته. هذا جبرئيل عن يميني يخبرني عن ربّي فاسألوني. -وممن سأله الإمام عليّ (ع)- فقام عليّ بن أبي طالب عليه السّلام فقال: يا رسول الله، أنسبني من أنا، ليعرف الناس قرابتي منك.

فقال (ص): يا عليُّ: خُلقت أنا وأنت من عمودين من نور معلقين من تحت العرش، يقدّسان الملك(١) من قبل أن يخلق الخلق بألفي عام، ثمّ خلق من ذينك العمودين نطفتين بيضاوين ملتويتين. ثمّ نقل تلك النطفتين في الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الزكية الطاهرة، حتى جعل نصفها في صلب عبد الله ونصفها في صلب أبي طالب. فجزءٌ أنا وجزء أنت، وهو قول الله عز وجل:( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرً‌ا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً‌ا وَكَانَ رَ‌بُّكَ قَدِيرً‌ا ) .

يا عليّ: أنت مني وأنا منك. سيط(٢) لحمك بلحمي ودمك بدمي، وأنت السبب فيما بين الله وبين خلقه بعدي، فمن جحد ولايتك قطع السبب الّذي فيما بينه وبين الله وكان ماضياً في الدركات.

يا عليُّ: ما عرف الله إلّا بي ثمّ بك. من جحد ولايتك جحد الله ربوبيته.

يا عليُّ: أنت علم الله بعدي الأكبر، في الأرض وأنت الركن الأكبر في القيامة، فمن استظل بفيئك كان فائزاً، لأن حساب الخلائق إليك ومآبهم إليك، والميزان ميزانك والصراط صراطك والموقف موقفك والحساب حسابك. فمن ركن إليك نجا، ومن خالفك هوى وهلك. أللّهم اشهد، أللّهم اشهد.]

وورد في نور الأبصار للشبلنجي ص ١١٢.

عن محمّد بن سيرين: إنها نزلت في النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ بن أبي طالب وهو ابن عم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم زوج فاطمة عليها السّلام فكان نسباً وصهراً.

وورد في(الدرّ المنثور) للحافظ رضي الدين رجب بن محمّد بن رجب البرسي ص ١٨١ قال:

____________________

(١) أي الله تعالى.

(٢) أي اختلط.

١٨٦

ثمَّ ذكر حال أعداءه (أي أعداء الإمام عليّ(ع)) في النار فقال:( الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ إِلَىٰ جَهَنَّمَ أُولَـٰئِكَ شَرٌّ مَّكَانًا وَأَضَلُّ سَبِيلًا ) (١) لأنهم خالفوا عليًّا عليه السّلام ومنعوا حقّه.

ثمّ ذكر فضل أمير المؤمنين عليه السّلام وقربه من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال:( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرً‌ا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً‌ا وَكَانَ رَ‌بُّكَ قَدِيرً‌ا ) .

روى الحافظ الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٦٢٣ ط٣، في الحديث ٥٧٧ قال:

أخبرونا عن ابن عقدة قال: حدّثنا محمّد بن منصور قال: حدّثنا أحمد بن عبد الرحمان قال: حدّثنا الحسن بن محمّد بن فرقد الأسدي، قال: حدّثنا الحكم بن ظهير قال:

حدّثنا السدّي (في) قوله:( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرً‌ا ) قال: نزلت في النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليٍّ، زوّج فاطمة عليًّا وهو ابن عمّه وزوج ابنته، كان نسباً وكان صهراً.

وروى أيضا الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٦٢٣ ط٣ في الحديث ٥٧٨ قال:

وأخبرونا عن أبي بكر السبيعي، قال: حدّثنا عليّ بن العباس المقانعي قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا محمّد بن عمرو قال: حدّثنا حسين الأشقر، قال: حدّثنا أبو قتيبة التيمي قال:

سمعت ابن سيرين يقول (في قوله تعالى):( فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً‌ا ) قال: هو عليّ بن أبي طالب.

وورد في بحار الأنوار - ج٣٥ ص ٣٦٠ للعلامة المجلسي قال:

عن ابن عباس، في قوله تعالى:( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرً‌ا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً‌ا ) قال:

خلق الله نطفة بيضاء مكنونة فجعلها في صلب آدم ثمّ نقلها من صلب آدم إلى صلب شيث، ومن صلب شيث إلى صلب أنوش ومن صلب أنوش إلى صلب قينان حتى توارثتها كرام الأصلاب ومطهرات الأرحام حتى جعلها الله في صلب عبد المطّلب، ثمّ قسمها نصفين فألقى نصفها إلى صلب عبد الله ونصفها إلى صلب أبي طالب، وهي سلالة فولد من عبد الله محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم ومن أبي طالب عليّ عليه السّلام، فذلك قول الله تعالى:( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرً‌ا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً‌ا ) زوج فاطمة بنت محمّد، فعليّ من محمّد ومحمّد من عليٍّ والحسن والحسين، وفاطمة نسب وعليٌّ الصهر.

____________________

(١) سورة الفرقان: الآية ٥٥.

١٨٧

وعن جابر الجعفي عن عكرمة، عن ابن عباس في هذه الآية قال: خلق الله آدم وخلق نطفة من الماء فمزجها ثمّ أباً فأباً حتى أودعها إبراهيم عليه السّلام، ثمّ أُمّاً فأمّاً من طاهر الأصلاب إلى مطهّرات الأرحام، حتى صارت إلى عبد المطّلب ففرق ذلك النور فرقتين فرقة إلى عبد الله فولد محمّداً صلّى الله عليه وآله وسلّم وفرقة إلى أبي طالب فولد عليًّا عليه السّلام، ثمّ ألف الله النكاح بينهما، فزوّج الله عليًّا بفاطمة عليهما السّلام فذلك قوله عزّ وجل:( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرً‌ا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً‌ا وَكَانَ رَ‌بُّكَ قَدِيرً‌ا ) .

روى المولى حيدر علي بن محمّد الشرواني في كتابه (ما روته العامّة من مناقب أهل البيت عليهم السّلام) ص ٩٤ في ذكر فضائل الإمام عليّ عليه السّلام، في (الرابعة والعشرون) قال:

قال الثعلبي في تفسيره(١) :

أخبرني أبو عبد الله القايني، أخبرنا أبو الحسن النصيبي القاضي، أخبرنا أبو بكر السبيعي الحلبي، أخبرنا عليّ بن العباس المقانعي، أخبرنا جعفر بن محمّد بن الحسين، أخبرنا محمّد بن عمرو، أخبرنا حسين الأشقر، أخبرنا أبو قتيبة التميمي، قال: سمعت ابن سيرين يقول في قوله عزّ وجل:( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرً‌ا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً‌ا ) ، قال: نزلت في النبيّ صلّى الله عليه وآله وعليّ بن أبي طالب زوج فاطمة وهو ابن عمّه وزوج بنته، فكان نسباً وصهراً، انتهى.

وروى الشيخ أبو علي الفضل الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) الجزء التاسع عشر من المجلد -الرابع- ص ١٧٥ ط دار إحياء التراث العربي - بيروت، قال:

وقال ابن سيرين نزلت في النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ بن أبي طالب زوج فاطمة (ع) فهو ابن عمّه وزوج ابنته فكان نسباً وصهراً( وَكَانَ رَ‌بُّكَ قَدِيرً‌ا ) أي قادر على ما أراد.

أخرج ابن المغازلي في (المناقب) ص ٣٤٧ في الرقم ٣٩٩ بروايته من طريق أحمد بن محمّد بن عبد الوهّاب إجازة، وبإسناده عن أنس بن مالك، قال:

____________________

(١) الكشف والتبيان: ص ٨٢.

١٨٨

جاء أبو بكر إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقعد بين يديه، وقال: يا رسول الله، قد علمت مناصحتي وقدمي في الإسلام....... واني........ واني....... قال صلّى الله عليه وآله وسلّم وما ذاك، قال: تزوّجني فاطمة، قال: فسكت عنه أو قال: فأعرض عنه، قال: فرجع أبو بكر إلى عمر، فقال: هلكت هلكت، قال: وما ذاك؟ قال: خطبت فاطمة إلى النبي(ص) فأعرض عنّي، قال عمر: مكانك، حتى آتي النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فأطْلُبُ منه مثل الّذي طَلبْتَ.

فأتى عمر النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقعد بين يديه، فقال: يا رسول الله قد علمت مُناصِحَتي وقِدمي في الإسلام واني..... واني...... قال صلّى الله عليه وآله وسلّم وما ذاك؟ قال: تُزوّجُني فاطمة، قال: فأعرض عنه، قال: فرجع إلى أبي بكر فقال: إنّه ينتظر أمر الله فيها. فانطلق بنا إلى عليٍّ حتّى نأمره يطلب الّذي طلبنا.

قال عليٌّ:[فاتياني وأنا أعالج فسيلاً، فقالا: إلّا أتيت ابن عمّك تخطب بنته.

قال:فنبّهاني لأمر، فقمت أجرّ ردائي طرفاً على عاتقي وطرفاً على الأرض، حتى أتيت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فقعدت بين يديه، فقلت: يا رسول الله، قد علمتَ قِدمي في الإسلام ومناصحتي واني... واني.... قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: وما ذاك يا عليُّ ؟

قال: تُزوّجُني فاطمة، قال: وما عندك؟ قال: عندي فرسي ودرعي، قال: أمّا فرسك فلا بدّ لك منه، وأمّا درعك فبعها. فبعتها بأربعمئة درهم، فأتيته بها فوضعتها في حجره، فقبض منها قبضة، فقال: يا بلال أبغنا بها طيباً، وأمرهم أن يجهّزوها، فجعل سريراً مُشْرِطاً بالشّرط، ووسادة من أَدَمٍ حَشْوُها ليف وقال: إذا جاءتك فلا تُحْدِث شيئاً حتى آتيك.

قال: فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في ناحية البيت، وأنا في جانب البيت، قال: وجاء النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال:ها هنا أخي فقلت -يعني أم أيمن- أخوك وقد زوّجته إبنتك؟ قال:نعم فدخل، فقال لفاطمة:ائتيني بماء ، فقامت إلى قعب في البيت فيه ماء فأتته به، فمجّ فيه، ثمّ قال لها:قومي فنضج على رأسها وبين ثدييها، وقال:أللّهم أنّي أعيذها بك وذريّتها من الشيطان الرجيم .

ثم قال لعليّ:ائتني بماء فعلمت الّذي يريد، فقمت فملأت القعب ماء فأتيته به، فأخذ منه بفيه، ثمّ مجّه فيه، ثمّ صبّ على رأسي وبين ثديي، ثمّ قال: أللّهم أعيذه بك وذريّته من الشيطان الرجيم ثمّ قال:أدبر، فأدبرت فصبَّ بين كتفي ، ثمّ قال:أللّهم إنّي أعيذه بك من الشيطان الرجيم ، ثمّ قال:أُدخل بأهلك بسم الله والبركة ].

١٨٩

وروى الحافظ محمّد بن عليّ بن شهر آشوب في كتابه (مناقب آل أبي طالب) ج٢ ص ٢٩ ط.النجف، ج٢ ص ١٨١ ط. إيران.

بنقله عن تفسير الثعلبي في قوله تعالى:( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرً‌ا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً‌ا ) ، قال ابن سيرين: نزلت في النبيّ وعليٍّ زوج ابنته فاطمة، وهو ابن عمّه وزوج ابنته فكان نسباً وصهراً.

وروى عن المفضل عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:[لولا أنَّ الله خلق عليّ بن أبي طالب، ما كان لفاطمة كفؤٌ في وجه الأرض آدم ومن دونه].

قال صاحب بن عبّاد:

يا كفؤَ بنت محمّد لولاك ما

زُفّت إلى بشرٍ مدى الأحقاب

يا أصل عترةِ أحمدٍ لولاك لم

يكُ أحمدُ المبعوثُ ذا أعقابِ

وأخرج السيّد محمّد حسين الطباطبائي في تفسيره ج١٩ ص ٢٣٧ ط. اسماعيليان قال:

وفي المجمع في قوله تعالى( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ ) الآية، قال: ابن سيرين: نزلت في النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وعليّ بن أبي طالب زوج فاطمة عليًّا فهو ابن عمّه وزوج ابنته فكان نسباً وصهراً.

وجاء في كتاب (فضائل الخمسة) للسيد مرتضى الفيروز آبادي الحسيني ج٢ ص ١٣٣ عن الرياض النضرة ج٢ ص ١٨٣ وفي ذخائر العقبى ص ٢٩ وكلاهما للمحبّ الطبري، وفيهما:

عن أنس بن مالك، قال: خطب أبو بكر إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ابنته فاطمة عليها السّلام، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[يا أبا بكر لم ينـزل القضاء بعد ، ثمّ خطبها عمر مع عدّة من قريش كلّهم يقول له: مثل قوله لأبي بكر، فقيل لعليّ عليه السّلام: لو خطبت إلى النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فاطمة لخليق أن يزوّجكها، قال:وكيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوّجها ؟ قال: فخطبها، فقال صلّى الله عليه وآله وسلّم:قد أمرني ربيّ عزّ وجل بذلك.

١٩٠

قال أنس: ثمّ دعاني النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم بعد أيّام، فقال لي:يا أنس ادع لي أبا بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفّان و عبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير وعدّة من الأنصار، قال: فدعوتهم فلمّا اجتمعوا عنده صلّى الله عليه وآله وسلّم وأخذوا مجالسهم، وكان عليّ عليه السّلام غائباً في حاجة النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم، فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:الحمد لله المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع بسلطانه، المرهوب من عذابه وسطواته، النافذ أمره في سمائه وأرضه، الّذي خلق الخلق بقدرته، وميّزهم بأحكامه وأعزّهم بدينه، وأكرمهم بنبيه محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم، وإنَّ الله تبارك وتعالى اسمه، وتعالت عظمته، جعل المصاهرة نسباً لاحقاً، وأمراً مفترضاً، أوشج به الأرحام، وألزم الأنام، فقال عزّ من قائل: ( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرً‌ا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً‌ا وَكَانَ رَ‌بُّكَ قَدِيرً‌ا ) ، فأمر الله يجري إلى قضاءه، وقضاؤه يجري إلى قدره ولكلَّ قضاء قدر، ولكلَّ قدر أجل ولكل أجل كتاب ( يَمْحُو اللَّـهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) (١) ثمّ إنّ الله عزّ وجل أمرني أن أُزوّج فاطمة بنت خديجة من عليّ بن أبي طالب، فاشهدوا أنّي قد زوّجته على أربعمئة مثقال فضّة إن رضي بذلك عليّ بن أبي طالب . ثمّ دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا، ثمّ قال:انهبوا فنهبا، فبينا نحن ننتهب إذ دخل عليّ عليه السّلام على النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم فتبسّم النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم في وجهه، ثمّ قال:إنّ الله أمرني أن أزوّجك فاطمة على أربعمئة مثقال فضّة إن رضيت بذلك، فقال: قد رضيت بذلك يا رسول الله.

قال أنس: فقال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:جمع الله شملكما، وأسعد جدكما، وبارك عليكما، وأخرج منكما كثيراً طيّباً ] قال أنس: فو الله الّذي أخرج منهما كثيراً طيباً.

وأورد السيّد هاشم البحراني في كتابه (غاية المرام) ص ٣٧٥ قال:

أخبرني أبو عبد الله القائني، أخبرنا أبو الحسن النصيبي القاضي، أخبرنا أبو بكر السبيعي الحلبي، حدّثنا عليّ بن العباس المقانعي، حدّثنا جعفر بن محمّد بن الحسين، حدّثنا محمّد بن عمرو، حدّثنا حسين الأشقر، حدّثنا أبو قتيبة التميمي قال: سمعت ابن سيرين في قوله تعالى:( وَهُوَ الّذي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرً‌ا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرً‌ا ) قال: نزلت في النبيّ وعليّ بن أبي طالب زوج فاطمة.

____________________

(١) سورة الرعد: الآية ٣٩.

١٩١

مصادر أخرى أوردت الحديث:

الفصول المهمة -للصباغ المالكي ص ١١.

فرائد السمطين ١/ب ص ٦٨.

نظم درر السمطين ٩٢.

ينابيع المودة، سليمان القندوزي: ص ٥١و١٣٩.

منتخب كنـز العمال: ج٥ ص ٩٩.

مجمع الزوائد للهيثمي: ج٩ ص ٢٠٥.

الراغب الاصفهاني في محاضرات الأدباء: ج٤ ص ٤٧٧.

الرياض النضرةك:ج٢ ص ١٨٠.

ذخائر العقبى ص ٢٧.

النسائي في الخصائص: ص ٣١و٣٢.

ابن سعد في الطبقات: ج٨ ص ١٤.

ابن البطريق الباب ٢٢ في كتاب خصائص الوحي المبين.

كتاب العمدة الفصل: ٣٥ ص ١٥٠.

كشف الغمة للإربلي في عنوان ما نزل من القرآن في شأن عليٍّ: ج١ ص ٣٢٢.

سورة الفرقان الآية ٧٤

( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَ‌بَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّ‌يَّاتِنَا قُرَّ‌ةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا )

أخرج الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٦٢٥ ط٣، في الحديث رقم ٥٧٩ قال:

فرات قال: حدّثنا الحسين بن سعيد، قال: حدّثنا الحسن بن سماعة قال: حدّثنا حنّان، عن أبان بن تغلب، قال:

سألت جعفر بن محمّد عن قول الله تعالى:( وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَ‌بَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّ‌يَّاتِنَا قُرَّ‌ةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) قال:[نحن هم أهل البيت].

وأخرج الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٦٢٥ ط٣ في الحديث ٥٨٠ قال:

فرات قال: حدّثني عليّ بن حمدون، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن مروان، قال: حدّثنا عليّ بن يزيد، عن جرير، عن عبد الله بن وهب، عن أبي هارون:

١٩٢

عن أبي سعيد في قوله تعالى:( هَبْ لَنَا ) الآية قال: (قال) النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[قلت: يا جبرئيل ( مِنْ أَزْوَاجِنَا ) ؟ قال: خديجة .قال: و(من) ( وَذُرِّ‌يَّاتِنَا ) ؟ قال: فاطمة (قلت:) و(من) ( قُرَّ‌ةَ أَعْيُنٍ ) ؟ قال: الحسن والحسين. قال: ( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) ؟ قال: عليّ عليه السّلام ].

وللملاحظة: إنّ هذين الحديثين، مذكوران في تفسير فرات الكوفي - عند تفسيره للآية في الحديثين الأول والثاني من تفسير الفرقان.

وروى السيّد الطباطبائي في تفسيره ج١٩ من المجلد ١٥ ص ٢٤٨ ط. اسماعيليان، قال:

وفي جوامع الجامع عن الصادق عليه السّلام، في قوله( وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) قال:[إيّانا عنى].

أقول: وهناك عدّة روايات في هذا المعنى وأخرى تتضمّن قراءتهم عليهم السّلام:( وَاجْعَلْ لنا من الْمُتَّقِينَ إِمَامًا ) .

١٩٣

سورة الشعراء

سورة الشعراء الآية ٨٤

( وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِ‌ينَ )

روى العلامة عبيد الله بسمل الأمر تسري في كتابه (أرجح المطالب) ص ٧١ ط لاهور بروايته عن الحافظ أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه في كتابه (مناقب عليٍّ) وبإسناده إلى أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السّلام في قوله تعالى:( وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِ‌ينَ ) .

قال: [هو عليّ بن أبي طالب، عرضت ولايته على إبراهيم (عليه السّلام).

فقال: أللّهم اجعله من ذريتي.

ففعل الله ذلك].

وأورد الحديث الشيخ محمّد حسن المظفر في (دلائل الصدق) ج٢ ص ٢٦٥ ط. القاهرة.

ورواه عليّ بن عيسى الاربلي في (كشف الغمة) ج١ ص ٣٢٠ ط. تبريز.

ورواه العلامة محمّد صالح الكشفي الترمذي في (مناقب مرتضوي) ص ٥٥ ط. محمّدي. بومباي.

ورواه العلامة البدخشي في (مفتاح النجا) ص ٤١ المخطوط.

ورواه العلامة شهاب الدين أحمد الحسيني الشافعي في (توضيح الدلائل) ص ١٦٤ المخطوط.

ورواه السيّد البحراني في تفسيره (البرهان) ج٣ ص ١٣و١٨٤ ط. قم (تأويل الآيات) ج١ ص ٣٠٤ وص ٣٨٨ ط. قم.

(إحقاق الحق) المرعشي النجفي ج٣ ص-٣٨٠، ج١٤ ص ٣٣٠، ج٢٠ ص ١١٦.

وروى الحافظ أبو بكر بن مردويه في كتاب (مناقب عليٍّ) بإسناده إلى الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السّلام، قال:

[هو عليّ بن أبي طالب، عرضت ولايته على إبراهيم عليه السّلام فقال: أللّهم اجعله من ذريّتي. ففعل الله ذلك ].

١٩٤

وروى الحافظ محمّد بن يوسف الكنجي الشافعي، في كتابه (كفاية الطالب) ص ٧٥ ط٣، مطبعة الفارابي - في الباب الخامس، بإسناده عن عبد الله بن عباس، قال:

قال النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم:[يا عبد الله أتاني ملك فقال: يا محمّد واسال من أرسلنا من قبلك، على ما بعثوا؟ قال: قلت على ما بعثوا؟، قال: على ولايتك وولاية عليّ بن أبي طالب].

وروى الحافظ الحاكم الحسكاني في (شواهد التنـزيل) ج١ ص ٥٤١ ط٣ في الحديث ٤٨٨ قال:

أخبرنا عبد الرحمان بن عليّ بن محمّد بن موسى البزاز من أصله العتيق قال: أخبرنا هلال بن محمّد بن جعفر بن سعدان ببغداد، قال: حدّثنا أبو القاسم إسماعيل بن علي الخزاعي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا (قال أخبرني) أبي (قال: أخبرنا) أبي (جعفر بن محمّد) (قال: أخبرنا) أبي (محمّد بن علي قال: أخبرنا) أبي (عليّ بن الحسين) (قال: أخبرني) أبي (الحسين بن علي) قال: حدّثنا أبي عليّ بن أبي طالب قال:

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله:[ليلة عرج بي إلى السماء حملني جبرئيل على جناحه الأيمن فقيل لي: مَنْ استخلفته على أهل الأرض؟ فقلت خير أهلها لها أهلاً: عليّ بن أبي طالب أخي وحبيبي وصهري يعني ابن عمي، فقيل لي: يا محمّد أتحبّه؟ فقلت: نعم يا ربّ العالمين، فقال لي: أحبّه ومر أُمَّتَك بحبّه، فإنّي أنا العلي الأعلى اشتققت له من أسمائي إسماً فسمّيته عليّاً، فهبط جبرئيل فقال: إنَّ الله يقرأ عليك السلام ويقول لك: إقرأ، قلت وما أقرأ؟ قال: ( وَوَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّ‌حْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا ) (١) ].

سورة الشعراء الآيتان ١٠٠و١٠١

( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ )

روى الحافظ الحاكم الحسكاني في شواهد التنـزيل ج١ ص ٦٢٨ ط٣٠، في الحديث ٥٨٢ قال:

أخبرنا أبو الحسن الأهوازي، قال: أخبرنا أبو بكر البيضاوي قال: حدّثنا محمّد بن القاسم، قال: حدّثنا عبّاد بن يعقوب، قال: حدّثنا عيسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه قال:

[نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا :( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) وذلك أنّ الله يفضّلنا ويفضّل شيعتنا بأن نشفع فإذا رأي ذلك من ليس منهم قال: فما لنا من شافعين ].

ورواه جماعة عن عيسى، ورواه غيره عن عيسى فرفعه.

____________________

(١) سورة مريم: ٥٠.

١٩٥

وروى الحسكاني في الشواهد ص ٦٢٨ في الحديث ٥٨٣ قال:

أخبرناه أبو علي الخالدي كتابة من هرات سنة تسع وتسعين وثلاثمائة وكتبته من خطّ يده، قال: حدّثنا أبو عثمان سعيد بن عثمان بن سعيد بن يحيى بن حرب البغدادي، قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا محمّد بن يحيى بن ضريس قال: حدّثنا عيسى بن عبد الله العلوي، قال: حدّثنا أبي عن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد، عن أبيه عليّ، عن أبيه الحسين، عن (عليٍّ) عليهم السّلام قال:[نزلت هذه الآية في شيعتنا :( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) وذلك أنَّ الله تعالى يفضّلنا حتّى أنّا نشفع ونتشفّع، فلمّا رأى ذلك من ليس منهم قالوا :( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) ] .

وروى السيّد الطباطبائي في تفسيره (الميزان) ج١٩ من المجلد ١٥ ص ٢٩٣ ط. اسماعيليان. قال:

وفي المجمع وفي الخبر المأثور عن جابر بن عبد الله قال سمعت النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:[إنّ الرجل يقول في الجنّة: ما فعل صديقي؟ -وصديقه في الجحيم- فيقول الله: أخرجوا له صديقه إلى الجنّة فيقول مَن بقي في النار :( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) ] .

وروي بالإسناد عن حمران بن أعين عن أبي عبد الله عليه السّلام قال:[والله لنشفعنَّ لشيعتنا -ثلاث مرّات-حتّى يقول الناس :( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ -إلى قوله- فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ) وفي رواية أخرى:حتّى يقول عدوّنا].

وروى الشيخ الطبرسي في تفسيره (مجمع البيان) الجزء التاسع عشر من المجلد الرابع ص ١٩٤ ط١، قال:

( وَمَا أَضَلَّنَا إِلَّا الْمُجْرِ‌مُونَ ) أي إلّا أوّلونا الّذين اقتدينا بهم عن الكلبي، وقيل إلّا الشياطين عن مقاتل، وقيل الكافرون الّذين دعونا إلى الضّلال ثمّ أظهروا الحسرة فقالوا:( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ) يشفعون لنا ويسألون في أمرنا( وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) أي ذي قرابة يهمّه أمرنا والمعنى: ما لنا من شفيع من الأباعد ولا صديق من الأقارب وذلك حين يشفع الملائكة والنبيّون والمؤمنون. وفي الخبر المأثور عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول:[ إنَّ الرجل يقول في الجنّة ما فعل صديقي فلان وصديقه في الجحيم فيقول الله تعالى أخرجوا له صديقه إلى الجنّة، فيقول من بقي في النّار: ( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) ] وروى العيّاشي بالإسناد عن حمران ابن أعين عن أبي عبد الله(ع) قال:[والله لنشفعنَّ لشيعتنا، والله لنشفعنّ لشيعتنا، حتّى يقول الناس :( فَمَا لَنَا مِن شَافِعِينَ ﴿١٠٠﴾ وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ) إلى قوله فنكون من المؤمنين. وفي رواية أخرىحتّى يقول عدوّنا] . وعن أبان بن تغلب قال: سمعت أبا عبد الله (ع) يقول:[إنَّ المؤمن ليشفع يوم القيامة لأهل بيته، فيُشفع فيهم حتّى يبقى خادمه فيقول -يرفع سبابته-: يا ربِّ خُويْدمي، كان يقيني الحرَّ والبرد، لنشفع فيه] وفي خبر آخر عن أبي جعفر عليه السّلام، قال:[إنَّ المؤمن ليشفع لجاره وما له حسنة فيقول: يا ربِّ جاري كان يكفّ عنّي الأذى فيشفع فيه وإنّ أدنى المؤمنين شفاعة ليشفع لثلاثين إنساناً].

١٩٦

سورة الشعراء الآية ٢١٤

( وَأَنذِرْ‌ عَشِيرَ‌تَكَ الْأَقْرَ‌بِينَ )

روى أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في (تاريخ الأمم والملوك) ج٢ ص ٢١٦و٢١٧ وبطبعة أخرى ٣١٩، قال:

عن ابن حميد قال: حدّثنا سَلَمَة، قال: حدّثني محمّد بن إسحاق، عن عبد الغفّار بن القاسم، عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطّلب، عن عبد الله بن العباس عن عليّ بن أبي طالب، قال: لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:( وَأَنذِرْ‌ عَشِيرَ‌تَكَ الْأَقْرَ‌بِينَ ) .

[دعاني رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال لي: يا عليُّ إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً وعرفت أنّي متى أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت عليه حتّى جاءني جبريل فقال: يا محمّد إنك إلّا تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك فاصنع لنا صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عُسًّا من لبن ثمّ اجمع لي بني عبد المطّلب حتّى أكلّمهم وأبلغهم ما أمرت به، ففعلت ما أمرني ثمّ دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أو ينقصونه، فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الّذي صنعت لهم فجئت به فلمّا وضعته، تناول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم جذبة من اللحم فشقها بأسنانه ثمّ ألقاها في نواحي الصحفة ثمّ قال: خذوا باسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشيء حاجة وما أرى إلّا موضع أيديهم، وأيم الله الّذي نفس عليٍّ بيده وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ثمّ قال: إسق القوم، فجئتهم بذلك العس فشريوا منه حتى رووا منه جميعاً، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله فلما أراد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يكلّمهم بَدَرَهُ أبو لهب إلى الكلام. فقال: لقد سحركم صاحبكم، فتفرق القوم ولم يكلّمهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: الغد يا عليّ. إنَّ هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول فتفرق القوم قبل أن أكلّمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثمّ اجمعهم إلى أن قال: ففعلت ثمّ جمعتهم ثمّ دعاني بالطعام فقربته لهم، ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة ثمّ قال: إسقهم، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتّى رووا جميعاً، ثمّ تكلّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا بني عبد المطّلب إنّي والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأ فضل ممّا جئتكم به إنّي جئتكم بخيري الدنيا والآخره وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيّكم يؤازرني على أمري هذا على أن يكون أخي ووصي وخليفتي فيكم قال: فأحجم القوم عنه جميعا فقلت وأنا أحدثهم سنّا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقاً: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثمّ قال: إنَّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع ].

١٩٧

وروى الطبري الحديث في تفسيره: ج١٩ ص ٧٤ ط. بولاق -مصر عند تفسيره للآية من سورة الشعراء وأيدي التحريف والتزييف حرّفت الحديث وتلاعبت في صيغة الحديث في الطبعات اللاحقة لطبعة بولاق. وهذا ديدن النواصب.

وروى الحافظ أبو نُعيم في (ما نزل من القرآن في عليّ عليه السّلام) ص ١٥٥ ط١ في الرقم ٤٢ قال:

حدّثنا أبو بكر الطلحي، قال: حدّثنا أبو الحسين محمّد بن الحسين قال: حدّثنا يحيى بن عبد الحميد، قال: حدّثنا أحمد بن بندار، قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن سلمان، قال: حدّثنا عباد بن يعقوب (قال) حدّثنا شريك عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن عباد بن عبد الله:

عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال:[لما نزلت :( وَأَنذِرْ‌ عَشِيرَ‌تَكَ الْأَقْرَ‌بِينَ ) .قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم: عليٌّ يقضي ديني وينجز موعدي].

وروى جلال الدين عبد الرحمان السيوطي الشافعي في كتابه (جمع الجوامع) في مسند عليّ عليه السّلام: ج٢ ص ٨٨ وبإسناده عن الإمام عليّ عليه السّلام، قال:

عن عليٍّ قال:[لما نزلت هذه الآية على رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم: ( وَأَنذِرْ‌ عَشِيرَ‌تَكَ الْأَقْرَ‌بِينَ ) دعاني رسول الله صلّى الله عليه (وآله) وسلّم فقال: يا عليُّ إنّ الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين فضقت بذلك ذرعاً وعرفت أنّي مهما أباديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليها حتّى جاءني جبرئيل فقال:

يا محمّد إنّك إن لم تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك، فاصنع لي صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة واجعل لنا عُسًّا من لبن ثمّ اجمع لي بني عبد المطّلب حتّى أكلّمهم وأبلغ ما أمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثمّ دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً - يزيدون رجلاً أو ينقصونه - فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب- فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الّذي صنعته لهم فجئت به فلمّا وضعته، تناول النبيّ صلّى الله عليه (وآله) وسلّم جذبة من اللحم فشقها بأسنانه ثمّ ألقاها في نواحي الصحفة ثمّ قال: كلوا بسم الله، فأكل القوم حتّى نهلوا عنه ما نرى إلّا آثار أصابعهم والله إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل مثل ما قدمت لجميعهم ثمّ قال: إسق القوم يا عليّ فجئتهم بذلك العس فشربوا منه حتّى رووا جميعاً وأيم الله إن كان الرجل منهم ليشرب مثله، فلما أراد النبيّ صلّى الله عليه(وآله) وسلّم أن يكلّمهم بَدَرَهُ أبو لهب إلى الكلام. فقال: لقد سخركم صاحبكم، فتفرّق القوم ولم يكلّمهم النبيّ صلّى الله عليه(وآله) وسلّم فلمّا كان الغد قال: يا عليّ إنّ هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول فتفرّق القوم قبل أن أكلّمهم فعد لنا بمثل الّذي صنعت بالأمس من الطعام والشراب ثمّ اجمعهم لي.

١٩٨

ففعلت ثمّ جمعتهم ثمّ دعاني بالطعام فقربته ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا وشربوا حتى نهلوا ثمّ تكلّم النبيّ صلّى الله عليه(وآله) وسلّم فقال: يا بني عبد المطّلب إني والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به، إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيّكم يؤازرني على أمري هذا ((على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنه جمعياً)) فقلت - وأنا أحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً-: أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي فقال: إنَّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع وتطيع لعليّ].

ثمّ قال السيوطي: (رواه) ابن إسحاق وابن جرير، وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل.

الملاحظة:

ما وضع بين المعقوفين هو ما أسقطته أيدي التحريف والتزييف من المناوئين والنواصب، وللرجوع ما ذكره الطبري في تاريخه وتفسيره طبعة بولاق، وفي تهذيب الآثار، ورواية الحافظ الحسكاني وما موجود في تفسير الثعلبي وما رواه ابن عساكر وكذلك الباب ١٦ من كتاب فرائد السمطين: ج١ ص ٨٥ ط. بيروت، وكذلك برواية الإسكافي.

وورد الحديث في (كنـز العمّال) في مناقب عليٍّ، للمتقي الهندي: ج١٥ ص ١١٠ في الحديث ٣٣٤.

وروى ابن أبي الحديد في (شرح نهج البلاغة) ج٣ ص ١٤٥ ط. مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت قال:

وأمّا خبر الوزارة، فقد ذكره الطبري في تاريخه، عن عبد الله بن عباس عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، قال:[لمّا نزلت هذه الآية :( وَأَنذِرْ‌ عَشِيرَ‌تَكَ الْأَقْرَ‌بِينَ ) ،على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم دعاني، فقال: يا عليُّ، إنَّ الله أمرني أن أنذر عشيرتك الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً وعلمت أنّي متى أناديهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمت حتّى جاءني جبرائيل عليه السّلام فقال: يا محمّد، إنّك إن لم تفعل ما أُمِرْت به يعذبّك ربُّك، فاصنع لنا صاعاً من طعام، واجعل عليه رِجْلَ شاة، واملأ لنا عُسًّا من لبن ثمّ اجمع بني عبد المطّلب حتّى أكلّمهم وأبلغهم ما أُمرت به. ففعلت ما أمرني به، ثمّ دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً، يزيدون رجلاً أو ينقصونه، وفيهم أعمامه: أبو طالب، وحمزة، والعباس، وأبو لهب، فلمّا اجتمعوا إليه دعا بالطعام الّذي صنعت لهم فجئت به، فلمّا وضعته تناول رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بضعة من اللحم فشقها بأسنانه، ثمّ ألقاها في نواحي الصَّحْفة،

١٩٩

ثمَّ قال: كلوا باسم الله، فأكلوا حتّى ما لهم إلى شيء من حاجة، وأيم الله الّذي نفس عليٍّ بيده، وإن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمته لجميعهم، ثمّ قال: إسقِ القوم يا عليّ فجئتهم بذلك العُسّ فشربوا منه، حتى رووا منه جميعاً، وأيم الله إن كان الرجل ليشرب مثله، فلمّا أراد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم أن يكلّمهم بَدَرَهُ أبو لهب إلى الكلام، فقال: لشدّ ما سحركم صاحبكم فتفرّق القوم، ولم يكلّمهم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال من الغد: يا عليُّ إنَّ هذا الرجل قد سبقني إلى ما سمعت من القول، فتفرّق القوم قبل أن أكلّمهم، فعد لنا اليوم إلى مثل ما صنعت بالأمس، ثمّ اجمعهم لي، ففعلت ثمّ جمعتهم، ثمّ دعاني بالطعام، فقرّبته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة ثمّ قال: إسقهم، فجئتهم بذلك العس، فشربوا منه جميعاً، حتّى رووا، ثمّ تكلّم رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم فقال: يا بني عبد المطّلب، إنّي والله ما أعلم أنّ شابّاً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه. فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر، على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم؟ فأحجم القوم عنه جميعاً، وقلت أنا - وإنّي لأحدثهم سنّاً وأرمصهم عيناً، وأعظمهم بطناً، وأحمشهم ساقاً-: أنا يا رسول الله أكون وزيرك عليه، فأعاد القول، فأمسكوا وأعدت ما قلت، فأخذ برقبتي، ثمّ قال لهم: هذا أخي ووصيّي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم يضحكون، ويقولون لأبي طالب: أمرك أن تسمع لابنك وتطيع].

ويدل على أنَّه وزير رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من نص الكتاب والسنة قول الله تعالى:( وَاجْعَل لِّي وَزِيرً‌ا مِّنْ أَهْلِي ﴿٢٩﴾ هَارُ‌ونَ أَخِي ﴿٣٠﴾ اشْدُدْ بِهِ أَزْرِ‌ي ﴿٣١﴾ واشركه فِي أَمْرِ‌ي ) (١) وقال النبيّ في الخبر المجمع على روايته بين سائر فرق الإسلام:[أنت منِّي بمنـزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي] فأثبت له جميع مراتب هارون من موسى، فإذن هو وزير رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، وشادُّ أزره، ولولا أنّه خاتم النبيين لكان شريكاً في أمره.

وروى أبو جعفر الطبري أيضا في(التاريخ) أنّ رجلاً قال لعليّ عليه السّلام يا أمير المؤمنين، بم ورثت ابن عمّك دون عمّك؟ فقال عليّ عليه السّلام:[هاؤم ثلاث مرات حتّى اشرأبَّ الناس ونَشَروا آذانهم، ثمّ قال:جمع رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بني عبد المطّلب بمكّة، وهم رهطه كلّهم، يأكل الجذعه، ويشرب الفِرْق (٢) ، فصنع مدّاً من طعام، حتّى أكلوا وشبعوا وبقي الطعام كما هو، كأنّه لم يُمَسّ، ثمّ دعا بغُمر فشربوا ورووا، وبقي الشراب كأنّه لم يشرب،

____________________

(١) سورة طه :الآيات ٢٩و٣٠و٣١و٣٢.

(٢) الفرق: ميكال يكال به اللبن.

٢٠٠

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

المذكورة كغيرها فيه.

(مسألة ٦٣٥): التخيير المذكور استمراري، فإذا شرع في الصلاة بنيّة القصر كان له العدول للتمام وبالعكس. نعم الأحوط وجوباً الاستمرار في التمام مع القيام للركعة الثالثة فلا يشرع الهدم منه والرجوع للقصر.

(مسألة ٦٣٦): لا يجري التخيير في بقيّة المساجد ومشاهد المعصومين (عليهم السلام) ونحوها من المواضع الشريفة غير ما تقدم.

(مسألة ٦٣٧): لا يجري التخيير المذكور في قضاء الصلوات الفائتة قصر. بل الأحوط وجوباً عدم جريانه في الصلاة التي تفوت في المواضع المذكورة، بل يتعيّن الإتيان بها قصر.

(مسألة ٦٣٨): يستحب للمسافر أن يقول عقيب كل صلاة مقصورة ثلاثين مرة: «سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر». وفي الحديث: «إن ذلك تمام الصلاة».

٣٢١

خاتمة

في بعض الصلوات المستحبة

منها: صلاة العيدين، الفطر والاضحى.

وهي واجبة في زمان حضور الإمام وبسط يده مع اجتماع الشرائط ومستحبة في عصر الغيبة جماعةً وفرادى، ولا يشترط فيها العدد ولا تباعد الجماعتين، ولا غير ذلك من شرائط صلاة الجمعة.

وكيفيتها ركعتان يقرأ في كل منهما الحمد وسورة، والافضل أن يقرأ في الأولى (الشمس) وفي الثانية (الغاشية) أو في الاُولى (الاعلى) وفي الثانية (الشمس) ثم يكبر في الاُولى خمس تكبيرات ويقنت عقيب كل تكبيرة. وفي الثانية أربع، ويقنت بعد كل تكبيرة على الأحوط وجوباً في كل التكبيرات والقنوتات، ويجزئ في القنوت ما يجزئ في قنوت سائر الصلوات، والافضل أن يدعو بالمأثور فيقول في كل قنوت منها:«اللهم أهل الكبرياء والعظمة، وأهل الجود والجبروت، وأهل العفو والرحمة، وأهل التقوى والمغفرة، أسألك في هذا اليوم الذي جعلته للمسلمين عيد، ولمحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ذخراً ومزيد، أن تصلي على محمد وآل محمد، كأفضل ما صليت على عبد من عبادك، وصلّ على ملائكتك ورسلك، واغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم والاموات، اللهم إني أسألك من خيرِ ما سألك عبادك المرسلون وأعوذ بك من شرِّ ما استعاذ بك منه عبادك المرسلون»، ووردت في بعض الاخبار صوراً اُخرى للدعاء.

٣٢٢

ويأتي الإمام بخطبتين بعد الصلاة يفصل بينهما بجلسة خفيفة، والأحوط وجوباً الإتيان بهم، ولا يجب الحضور عندهما ولا الاصغاء.

(مسألة ٦٣٩): لا يتحمل الإمام في هذه الصلاة غير القراءة.

(مسألة ٦٤٠): إذا لم تجتمع شرائط وجوبها فالظاهر جريان أحكام النافلة عليه، فيجوز البناء على الاقل والاكثر عند الشك في الركعات، ولا تقدح فيها زيادة الركن سهو، والأحوط وجوباً قضاء الجزء المنسي، والأحوط استحباباً السجود للسهو.

(مسألة ٦٤١): إذا شكّ في جزء منها وهو في المحل أتى به، وإن كان بعد تجاوز المحل مضى.

(مسألة ٦٤٢): ليس في هذه الصلاة أذان ولا إقامة، بل يستحب أن يقول المؤذن: «الصلاة» ثلاث.

(مسألة ٦٤٣): وقت صلاة العيدين من طلوع الشمس إلى الزوال، وفي سقوط قضائها لو فاتت إشكال، ويستحب الغسل قبله، والجهر فيها بالقراءة، إماماً كان أو منفرد، ورفع اليدين حال التكبيرات، والسجود على الارض، والاصحار بها إلا في مكة المعظمة فإن الإتيان بها في المسجد الحرام أفضل، وأن يخرج إليها راجلاً حافياً لابساً عمامة بيضاء مشمِّراً ثوبه إلى ساقه، وأن يأكل قبل خروجه إلى الصلاة في عيد الفطر، أما في عيد الاضحى فيأكل مما يضحّي به إن كان قد ضحى.

ومنها: صلاة الغفيلة.

وهي: ركعتان بين المغرب والعشاء يقرأ في الاُولى سورة الفاتحة وآية (وذا النون إذ ذهب مغاضباً فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك

٣٢٣

ننجي المؤمنين).

وفي الثانية سورة الفاتحة وآية (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الارض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين) ثم يقنت ويقول: «اللهم إني أسألك بمفاتح الغيب التي لا يعلمها إلا أنت أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تفعل بي.....» ويذكر حاجته ثم يقول:«اللهم أنت ولي نعمتي والقادر على طلبتي تعلم حاجتي فأسلك بحق محمد وآله عليه وعليهم السلام لمّا قضيتها لي» ويسأل حاجته. ولا يحتاج للبسملة في الركعتين قبل الايتين، بل لا يجوز الإتيان بها إلا بقصد الذكر والتبرّك أو بقصد القرآنية من دون نيّة الورود والخصوصية.

(مسألة ٦٤٤): تجزئ صلاة الغفيلة عن ركعتين من نافلة المغرب إذا نوى النافلة به.

ومنها: صلاة جعفر بن أبي طالب.

علّمها النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لجعفر لما قدم من الحبشة، وهي أربع ركعات لكل ركعتين تشهد وتسليم يقول في كل ركعة بعد الفاتحة والسورة، (سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر) خمس عشرة مرة، وفي الركوع عشر مرات، وفي القيام بعد الركوع عشر مرات، وفي السجدة الاُولى عشر مرات، وفي الجلوس بين السجدتين عشر مرات، وفي السجدة الثانية عشر مرات، وفي الجلوس بعد السجدة الثانية عشر مرات، فيتمّ له في كل ركعة خمس وسبعون مرة، ويكون مجموع التسبيحات في الركعات الاربع ثلاثمائة تسبيحة.

(مسألة ٦٤٥): روي أنه يقرأ في كل ركعتين من صلاة جعفر بعد سورة الفاتحة سورتي (التوحيد) و(الكافرون). كما روي أيضاً أن يقرأ في الاُولى

٣٢٤

(الزلزلة) وفي الثانية (والعاديات) وفي الثالثة (النصر) وفي الرابعة (التوحيد)، وروي أنه يقرأ فيها (الزلزلة) و(النصر) و(القدر) و(التوحيد). وله أن يأتي بأي وجه شاء، بل له أن يجتزئ بأي سورة شاء من القرآن.

(مسألة ٦٤٦): من كان مستعجلاً أجزأه أن يصلّيها أربع ركعات من دون تسبيح ثم يقضي التسبيح وهو ذاهب في حاجته. كما روي أن من نسي التسبيح في بعض حالات الصلاة قضاه في الحالة الاُخرى التي يذكره فيه، فإذا نسي التسبيح بعد القراءة حتى ركع - مثلاً - سبّح في الركوع خمساً وعشرين مرة.

(مسألة ٦٤٧): يستحب الإتيان بصلاة جعفر في كل وقت ليل أو نهار، وخصوصاً صدر النهار من يوم الجمعة، وليلة النصف من شعبان.

(مسألة ٦٤٨): يجوز الاجتزاء بها عن أربع ركعات من النوافل المرتبة.

ومنها: صلاة ليلة الدفن.

وهي صلاة ركعتين في الليلة الاُولى التي تمر على المؤمن الميت في قبره يقرأ في الاُولى سورة الفاتحة وآية الكرسي. وفي الثانية: سورة الفاتحة وعشر مرات سورة القدر، فإذا سلّم قال: (اللهم صل على محمد وآل محمد وابعث ثوابها إلى قبر...) ويذكر اسم الميت.

(مسألة ٦٤٩): ورد عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الامر بالتصدق عن الميت ليلة الدفن لانها أشدّ ليلة تمرّ به، فإن لم يجد صلّى ركعتين يقرأ في الاُولى سورة التوحيد مرّتين، وفي الثانية سورة التكاثر عشر.

(مسألة ٦٥٠): لا يشرع الاستئجار لصلاة ليلة الدفن. نعم لابأس بأن يدفع لشخص مالاً ويأذن له في تملّكه هبةً بعد الإتيان بالصلاة المذكورة. وحينئذٍ لو لم يصلّ عمداً أو نسياناً جاز. لكن لم يحلّ له المال ووجب عليه إرجاعه لصاحبه، ومع الجهل به واليأس عن الوصول إليه يجري عليه حكم مجهول المالك وهو الصدقة.

٣٢٥

ويمكن أن يدفع المال له هدية منجَّزة ويشترط عليه فيها أن يصلي الصلاة المذكورة، وحينئذٍ يحرم عليه ترك هذه الصلاة، فإن تركها عمداً - عصياناً - أو نسياناً كان لصاحب المال الرجوع في هديته، فإن لم يرجع ولو لجهله بالحال لم يحرم المال على الشخص المذكور.

ومنها: صلاة أول الشهر.

وهي ركعتان في أول يوم من كل شهر قمري يقرأ في الاُولى سورة (الفاتحة) وسورة (التوحيد) بعدد أيام الشهر، وفي الثانية: سورة (الفاتحة) وسورة (القدر) بعدد أيام الشهر ثم بعد الانتهاء من الصلاة يتصدق بما يتيسّر له فيشتري بذلك سلامة الشهر كله. وفي بعض الروايات أنه يقرأ بعدها هذه الايات الكريمة (بسم الله الرحمن الرحيم وما من دابة في الارض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرّها ومستودّعها كل في كتاب مبين)

(بسم الله الرحمن الرحيم * وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم)، (وإن يمسسك الله بضرّ فلا كاشف له إلا هو، وإن يمسسك بخير فهو على كل شيء قدير).

(بسم الله الرحمن الرحيم * سيجعل الله بعد عسر يسر)، (ما شاء الله لا قوة إلا بالله)، (حسبنا الله ونعم الوكيل)، (واُفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد)، (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، (ربّ إني لما أنزلت إليّ من خير فقير)، (ربّ لا تذرني فرداً وأنت خير الوارثين).

ومنها: صلاة المهمات.

فعن الإمام الحسين (عليهم السلام) أنه قال: إذا كان لك مهمّ فصلّ أربع ركعات تحسن قنوتهن وأركانهن: تقرأ في الاُولى (الحمد) مرة، و (حسبنا الله ونعم

٣٢٦

الوكيل) سبع مرات.

وفي الثانية (الحمد) مرة وقوله: (ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالاً وولد) سبع مرات.

وفي الثالثة (الحمد) مرة وقوله: (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين) سبع مرات.

وفي الرابعة (الحمد) مرة (واُفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد) سبع مرات، ثم تسأل حاجتك.

ومنها: صلاة الاستخارة.

فقد ورد في النصوص الكثيرة الحث على الاستخارة عند الاقدام على أمر كالزواج والسفر وغيرهم. والمراد بها ابتهال العبد إلى الله تعالى في أن يختار للعبد في ذلك الامر ما هو الخير له، فإن كان خيراً له سهّله ويسّره، وإن لم يكن خيراً له صرَفه عنه ومنعه منه. مثل أن يقول: «أستخير الله برحمته خيرة في عافية». وقد رويت لها صور مختلفة يضيق المقام عن استقصائه، نذكر:

منها: ما روي عن الصادق (عليه السلام) من أنه قال:«ما استخار عبد قط في أمره مائة مرة عند رأس الحسين (عليه السلام) فيحمد الله ويثني عليه إلا رماه الله بخير الامرين».

كما ورد في كثير من النصوص الامر بالاستخارة بعد صلاة ركعتين على صور مختلفة..

منها: ما روي في الصحيح عن مرازم قال: «قال لي أبو عبد الله (عليه السلام): إذا أراد أحدكم شيئاً فليصلّ ركعتين، ثم ليحمد الله وليُثنِ عليه، ويصلي على محمد وأهل بيته ويقول: اللّهم إن كان هذا الامر خيراً لي في ديني ودنياي فيسّره لي وقدره وإن كان غير ذلك فاصرفه عني.

٣٢٧

قال مرازم: فسألته أي شيء أقرأ فيهما؟ فقال: اقرأ فيهما ما شئت، وإن شئت فاقرأ فيهما بقل هو الله أحد وقل ياأيها الكافرون، وقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن».

وقد ورد في كثير من النصوص أن اللازم على المكلف بعد الاستخارة الرضا بما يختاره الله تعالى، وإلا كان متّهِماً له في قضائه.

ونسأله سبحانه وتعالى أن يختار لنا ولجميع المؤمنين ما فيه صلاح ديننا ودنيانا وآخرتنا إنه أرحم الراحمين.

والحمد لله ربّ العالمين

٣٢٨

كتاب الصوم

فريضة الصوم إحدى الدعائم التي بني عليها الإسلام، وإحدى الفرائض العظام التي فرضها الله سبحانه على عباده، وإحدى العبادات التي تعبّد بها تعالى خلقه لتهذيب نفوسهم وتطهير قلوبهم وزكاة أبدانهم، وهو جُنّة من النار، وبه يدخل العبد إلى الجنة، وفي الحديث: «قال الله تعالى: كل عمل ابن آدم الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلا الصيام فإنه لي وأنا اُجزئ به».

وقد ورد في الاخبار عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة (عليهم السلام): أنّ نوم الصائم عبادة، ونفسه وصمته تسبيح، وعمله متقبل، ودعاءه مستجاب، ورائحة فمه عند الله أطيب من رائحة المسك، وأنّ الصائم يرفع في رياض الجنة، وتدعو له الملائكة حتى يفطر، وله فرحتان: فرحة عند الافطار وفرحة حين يلقى الله تعالى، كما ورد أن الصوم يباعد الشيطان ويسوّد وجهه.

وقد اختار الله سبحانه وتعالى لهذه الفريضة الشريفة أفضل الشهور وأكرمها عليه الذي اختصّه لنفسه ونسبه إليه فكرّمه وعظّمه، وشرّفه بإنزال كتابه فيه، واختصه بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، وفيه تغلّ الشياطين، وتغفر السيئات، وتضاعف الحسنات، وتغلق أبواب النيران، وتفتح أبواب الجنان، ودعي فيه المؤمنون إلى ضيافة الله تعالى، وجُعلوا من أهل كرامته. ونسأله سبحانه التوفيق فيه لما يحب ويرضى وهو أرحم الراحمين.

ويقع الكلام في كتاب الصوم في ضمن فصول..

٣٢٩

الفصل الأول

في النية

(مسألة ١): يشترط في صحة الصوم النية، وتتقوم باُمور:

الأول: نية ترك المفطرات الاتية.

الثاني: أن ينوي بتركها الصوم.

الثالث: أن يكون الداعي للصوم هو التقرب لله تعالى. ولا يضرّ فيه أن يكون ترك المفطرات لدواعي اُخر - كتعذر حصولها أو عدم الرغبة فيها - ما دام الداعي لقصد الصوم بذلك هو التقرب، ويكفي فيها النية الارتكازية بحيث لو سئل لقال اُريد الصوم، ولا يجب استحضارها تفصيل.

(مسألة ٢): لا يضر عروض الغفلة المطلقة بنوم أو نحوه في صحة الصوم إذا سبقت النية المذكورة، فلو نوى الصيام غداً ونام حتى طلع عليه الفجر صح صومه، بل يصح صومه حتى لو استمر نومه من قبل الفجر إلى ما بعد الغروب. نعم الأحوط وجوباً عدم صحة الصوم بعروض السكر والاغماء في أثناء النهار.

(مسألة ٣): لا يجب قصد الوجوب ولا الاستحباب، ولا الاداء ولا القضاء ولا غير ذلك، بل يكفي قصد الصوم عن أمره. نعم مع تعدد الامر لابد من تعيين الصوم المنوي ولو إجمال، كما لو نوى الصوم الذي انشغلت ذمته به أوّلاً مثل.

٣٣٠

(مسألة ٤): من يصوم عن غيره باستئجار أو تبرّع ينوي امتثال الامر المتوجه لمن يصوم عنه وتفريغ ذمته.

(مسألة ٥): لا يجب العلم بالمفطِّرات بخصوصياته، بل يكفي نيّة ترك المفطرات على إجماله.

(مسألة ٦): لا يقع في شهر رمضان صوم غيره وإن لم يكن مكلَّفاً بصيام شهر رمضان كالمسافر، ومن نوى في شهر رمضان صيام غيره متعمّداً بطل صومه. نعم مع الجهل بدخول شهر رمضان أو نسيانه فإذا نوى صوم شعبان إما مندوباً أو منذوراً او كفارة او قضاء صح ووقع عن شهر رمضان إن صادفه.

(مسألة ٧): وقت النية في صيام شهر رمضان عند طلوع الفجر الصادق بحيث يدخل عليه الفجر وهو ناو للصوم، وكذا الحال في جميع أنواع الصوم الواجب المعيّن على الأحوط وجوب، كما لو نذر صوم أول خميس في الشهر.

(مسألة ٨): يمتد وقت النية إلى الزوال في الصوم الواجب غير المعيّن - كقضاء شهر رمضان والكفارة - حتى لو تضيق وقته فإذا أصبح ناوياً للافطار ثم بدا له قبل الزوال أن يصوم قضاءً - مثلاً - فنوى صيامه أجزأه. أمّا لو أخّر النية إلى ما بعد الزوال فالأحوط وجوباً عدم الاجتزاء به. أما الصوم المندوب فيمتد وقت النية فيه إلى أن يبقى من النهار ما يمكن فيه تجديد النية.

(مسألة ٩): الجاهل بدخول شهر رمضان إذا لم يستعمل المفطر يجزيه تجديد النية قبل الزوال، ويشكل الاكتفاء بذلك في الناسي له والجاهل بوجوب صيامه والناسي له، وكذا يشكل الإجزاء في كل صوم واجب معيّن بالأصل.

(مسألة ١٠): يوم الشك - المردد بين آخر شعبان وأول شهر رمضان - إذا صامه المكلف بنيّة صوم شعبان ندباً او قضاء أو نذراً او غير ذلك صح صومه، وإذا تبيّن أنّه من شهر رمضان قبل الزوال أو بعده عدل بنيّته إليه، وإذا تبين أنه

٣٣١

من شهر رمضان بعد انتهاء اليوم وفوت محل النية أجزأه عن رمضان، وكذا إذا صامه بنيّة الامر الواقعي المتوجه إليه - إما الامر بصوم شعبان أو الامر بصوم شهر رمضان - فإنه يصح ويجزئ عن شهر رمضان لو صادفه.

(مسألة ١١): يجب البقاء على نية الصوم في تمام النهار في صوم شهر رمضان وغيره من الواجب المعيّن بالأصل، فإذا عدل عن الصوم أوتردد فيه في أثناء النهار لم يجتزئ به مطلقاً على الأحوط وجوب. وكذا إذا نوى انه سوف يفطر. وأما في الواجب غير المعيّن فيصح الصوم مع تجديد النية قبل الزوال، ولا يصحّ بعده على الأحوط وجوب. وأما في المندوب فيصح مع تجديد النية ولو في آخر النهار.

(مسالة ١٢): إذا تردد في البقاء على الصوم للشك في صحة الصوم منه، صح في جميع الصور المتقدمة إذا كان من عزمه البقاء على الصوم لو كان صحيح، أما إذا كان الشك في صحة صومه سبباً في عدوله عن الصوم جرى فيه ما تقدم في المسألة السابقة.

(مسألة ١٣): لا يصح العدول من صوم إلى صوم إذا فات وقت نية الصوم المعدول إليه بل مطلقاً على الأحوط وجوب. فإذا نوى صوم الكفارة مثلاً لم يكن له العدول إلى صوم القضاء حتى قبل الزوال.

٣٣٢

الفصل الثاني

في المفطرات

وهي اُمور:

الأول والثاني: الاكل والشرب، ولابدّ فيهما من صدق الاكل والشرب عرف، من دون فرق بين القليل والكثير، وبين ما يتعارف أكله وشربه وغيره. وأما مع عدم صدق الاكل والشرب على الشيء عرف، كابتلاع الحصى والخرز والدراهم ونحوه، مما يعد الجوف ظرفاً له لاغير، فلا إفطار به.

الثالث: الجماع، ويكفي فيه إدخال مقدار الحشفة في قُبل المرأة ولو من دون إنزال، وهو الأحوط وجوباً في إدخاله في الدبر من المرأة وغيره. ولا فرق في مفطرية الجماع بين الفاعل والمفعول به.

الرابع: الكذب على الله تعالى أو على نبينا محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أو على الائمة من آله (عليهم السلام)، سواء كان في أمر ديني أم دنيوي.

(مسألة ١٤): إذا أخبر معتقداً الصدق وتحقُّق ما أخبرَ به لم يبطل صومه وإن كان في الواقع مخطئ. أما إذا أخبر بشيء وهو يعتقد الكذب وعدم تحقُّق ما أخبر به فيبطل صومه وان كان في الواقع صادق. وكذا إذا أخبر بما يشُكّ في ثبوته ملتفتاً للشك على الأحوط وجوب.

٣٣٣

الخامس: تعمّد البقاء على الجنابة حتى يطلع الفجر في صوم شهر رمضان وفي قضائه، بل في كل صوم واجب. أما الصوم المندوب فلا يبطل بذلك.

(مسألة ١٥): إذا طلع عليه الفجر وهو جنب من دون أن يتعمّد البقاء على الجنابة لم يبطل صومه، ولا فرق في ذلك بين صوم شهر رمضان، وغيره من الصوم الواجب والمندوب. نعم لا يصح منه قضاء شهر رمضان وإن تضيّق وقته.

(مسألة ١٦): لا يبطل الصوم بالاحتلام في أثناء النهار، من دون فرق بين الصوم الواجب والمندوب. وحينئذٍ له البول وإن علم ببقاء شيء من المني في المجرى وخروجه مع البول.

(مسألة ١٧): لا يبطل الصوم بمسّ الميت عمداً في النهار أو قبل الفجر ولم يغتسل منه.

(مسألة ١٨): من علم من نفسه أنه لا يقدر على الغسل قبل الفجر إذا تعمّد الجنابة في الليل ملتفتاً لذلك كان من تعمّد البقاء على الجنابة، فيبطل صومه ويجب عليه القضاء والكفارة، ولو تمكّن من التيمم فالأحوط استحباباً - مع وجوب الصوم مضيّقاً - أن يبادر له قبل الفجر من دون أن يسقط عنه القضاء والكفارة. أما إذا كان حين الاقدام غافلاً عن عجزه عن الغسل فصومه صحيح ولا شيء عليه.

(مسألة ١٩): إذا نسي المجنب غسل الجنابة بطل صومه على الأحوط وجوب، من دون فرق بين صيام شهر رمضان وغيره من الصيام الواجب. نعم لا تجب بذلك الكفارة، وكذا الحال في الحائض والنفساء إذا نسيتا الغسل.

(مسألة ٢٠): إذا كان المجنب لا يتمكن من الغسل لمرض ونحوه فالأحوط وجوباً له المبادرة للتيمم قبل الفجر مع القدرة عليه.

٣٣٤

(مسألة ٢١): إذا ظن سعة الوقت فأجنب فبان ضيقه بنحو لا يسعه الغسل قبل الفجر فلا شيء عليه، وصح صومه. أما إذا تبيّن أن الجنابة بعد الفجر جرى عليه حكم من استعمل المفطّر بعد الفجر للظن بعدم طلوعه، الذي يأتي حكمه في الفصل الرابع.

(مسألة ٢٢): إذا تساهلت وتوانت الحائض والنفساء في الغسل حتى طلع الفجر بطل صومهما وعليهما القضاء دون الكفارة. أما إذا تعمدتا عدم الغسل فالأحوط وجوباً لهما القضاء مع الكفارة. نعم إذا حصل لهما النقاء في وقت لا يسع الغسل او تعذر الغسل عليهما فالظاهر صحة صومهم، وكذا الحال إذا لم تعلما بالنقاء حتى طلع الفجر. وإن كان الأحوط استحباباً لهما في الصورة الاُولى المبادرة للتيمم إن أمكن.

(مسألة ٢٣): لا يشترط في صحة صوم ذات الاستحاضة الكثيرة الغسل، وإن كان الأحوط استحباباً لها المحافظة على غسل ليلة الصوم وغسلَي يومه.

(مسألة ٢٤): إذا علم بالجنابة ليلاً في شهر رمضان ونام حتى طلع الفجر، فإن نام ناوياً ترك الغسل كان من تعمُّد البقاء على الجنابة، فيبطل صومه وعليه كفارة الافطار. وإن نام عازماً على الاستيقاظ والغسل فغلبه النوم حتى طلع الفجر لم يبطل صومه. وإن استيقظ قبل الفجر وعاد إلى النوم ثانياً فغلبه النوم حتى طلع الفجر بطل صومه، وعليه القضاء دون الكفارة، وهكذا الحال مهما تكرر الاستيقاظ والنوم قبل الفجر ما دام لم يعدل عن العزم على الغسل.

(مسألة ٢٥): إذا علم بالجنابة ثم نام غافلاً عن كونه مجنباً فغلبه النوم حتى طلع الفجر صح صومه، ولا فرق في ذلك بين النوم الأول والثاني وغيرهم. وكذا الحال إذا غلبه النوم من دون أن يكون قاصداً له.

٣٣٥

(مسألة ٢٦): إذا اعتقد أنه إن نام لم يستيقظ إلا بعد الفجر، فنام حتى طلع الفجر كان من تعمّد البقاء على الجنابة، فيجب عليه القضاء والكفارة. وانما لا تجب الكفارة أو القضاء إذا احتمل الاستيقاظ وكان عازماً على الغسل.

(مسألة ٢٧): لاتُعدّ النومة التي يحتلم فيها من النوم الأول، بل النوم الأول هو النومة الاُولى بعد الاستيقاظ من الاحتلام.

(مسألة ٢٨): الحائض والنفساء لا يلحقان بالجنب في الحكم السابق، بل إذا صدق بنومهما التواني والتفريط بالغسل بطل صومهم، وعليهما القضاء دون الكفارة حتى في النوم الأول. وإن لم يصدق التواني والتفريط بنومهما لم يبطل صومهم، وإن تكرر النوم منهم. هذا كله مع العزم منهما على الغسل قبل الفجر. أما مع عدمه فالأحوط وجوباً لهما الكفارة أيض.

السادس: خروج المني مع قصد الاستمتاع بفعل ما يثير الشهوة، إذا احتمل خروجه به فإنه يوجب القضاء والكفارة، وأما إذا كان واثقاً من نفسه وآمناً من خروج المني بالفعل المذكور فسبقه المني بطل صومه، وعليه القضاء دون الكفارة.

(مسألة ٢٩): لا يبطل الصوم بخروج المني بفعل مالم يقصد به الاستمتاع وإثارة الشهوة، كما لو كلّم الرجل امرأته فسبقه المني.

السابع: الاحتقان بالمائع، فإنه يبطل الصوم. بخلاف التحميل بالجامد، فإنه ليس مفطر. وأما المواد الدهنية الجامدة، بسبب البرودة - كالتحاميل الطبية - فالأحوط وجوباً اجتنابه.

(مسألة ٣٠): لا يضر بالصوم كل مالا يصل إلى الحلق مما لا يسمّى أكلاً ولا شرب، كما إذا صبّ دواءً في الجرح او الاحليل او قبل المرأة، بل حتى الاذن او العين او الانف إذا لم ينزل للجوف، ولا يضر الاحساس بطعمه.

٣٣٦

(مسألة ٣١): ما يتعارف في زماننا من إيصال الغذاء إلى الجوف، عن طريق الانف والحلق لبعض المرضى، فإنه مبطل للصوم بل يعد من الاكل والشرب. وأما إيصاله إلى الجوف من طريق آخر غير الحلق فالأحوط وجوباً اجتنابه، إذا كان يصل إلى المعدة، وأما إذا لم يصل إليها فلا يضر بالصوم.

(مسألة ٣٢): لابأس بزرق الدواء والمغذّي في الوريد أو العضلة، ولا يضر بالصوم، وإن كان الأحوط استحباباً في المغذي الترك.

(مسألة ٣٣): يجوز للصائم ابتلاع ما يخرج من الصدر من الخلط، وإن وصل إلى فضاء الفم، كما يجوز ابتلاع ما ينزل من الرأس وإن وصل إلى فضاء الفم.ويجوز أيضاً ابتلاع الريق المجتمع في الفم وإن كثر وكان اجتماعه باختيار الصائم.

الثامن: تعمّد القيء وان كان مضطراً إليه لمرض ونحوه، فإذا تعمّد القيء ليستريح من اضطراب في معدته، أو ألم في رأسه، بطل صومه. وأما إذا غلبه القيء من دون أن يتعمد فلا يبطل صومه.

التاسع: الاخلال بالنية، على تفصيل تقدم في الفصل السابق.

(مسألة ٣٤): لا يبطل الصوم بما يخرج بالتجشّؤ، وإن وصل إلى فضاء الفم، كما لا يبطل بابتلاعه بعد خروجه، وان كان الأحوط استحباباً تركه.

(مسألة ٣٥): الأحوط استحباباً عدم الارتماس بالماء، وعدم ابتلاع الغبار الغليظ، وان كان الاظهر عدم مفطريّتهم، إلا أن يكون بحيث يصدق عليه الاكل للغبار عرفاً لكثرته وكثافته فيكون مفطّر.

(مسألة ٣٦): لا يبطل الصوم باستنشاق الهواء الممتزج بالدخان. نعم الأحوط وجوباً عدم التدخين بالنحو المتعارف في هذه العصور وإجراء حكم المفطر عليه.

٣٣٧

(مسألة ٣٧): ليس من المفطرات مضغ الطعام للصبي وذوق المرق ونحوهما مما لا يتعدى عن الحلق ولا يصل إلى الجوف، أو وصل إلى الجوف من غير قصد، أو لنسيان الصوم. أما مع التعمّد فإنه مفطّر وإن كان قليلاً جد.

(مسألة ٣٨): لابأس بمضغ العلك، إلا أن تتفتت أجزاؤه ويبتلعه، أو يكون حاوياً على ما يتحلّل بالريق - كالسكر - وينزل للجوف معه، فإنه يفطّر حينئذٍ.

(مسألة ٣٩): لابأس بمصّ لسان الزوج والزوجة، وإن كان عليه رطوبة بالنحو المتعارف، نعم إذا تجمّع على اللسان ريق كثير بحيث يصدق عرفاً أن الاخر قد ابتلعه بطل صومه.

(مسألة ٤٠): يكره للصائم ملامسة النساء وتقبيلهن وملاعبتهن إذا لم يقصد الانزال ولا كان من عادته.وإن كان قاصداً الانزال بطل صومه وان لم يُنزل، لنيّة المفطر، وان أنزل فعليه الكفارة وان لم يكن من عادته، على تفصيل تقدم في المفطّر السادس.

ويكره للصائم الاكتحال بما يصلُ طعمه أو رائحته إلى الحلق - كالصبر والمسك - وإخراج الدم المضعف، والدخول للحمّام إذا خشي الضعف، وشم كل نبت طيب الريح، وبلّ الثوب على الجسد، وجلوس المرأة في الماء، والحقنة بالجامد، وقلع الضرس بل مطلق إدماء الفم، والسواك بالعود الرطب، والمضمضة عبث، وإنشاد الشعر، إلا في مراثي الائمة (عليهم السلام) ومدائحهم. وفي الخبر: «إذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب وغضوا أبصاركم ولا تنازعوا ولا تحاسدوا ولا تغتابوا ولا تماروا ولا تباشروا ولا تخالفوا ولا تغضبوا ولا تسابّوا ولا تشاتموا ولا تنابزوا ولا تجادلوا ولا تبادوا ولا تظلموا ولا تسافهوا ولا تزاجروا ولا تغفلوا عن ذكر الله تعالى... الحديث».

٣٣٨

الفصل الثالث

في أحكام الافطار

(مسألة ٤١): المفطرات المتقدمة إنما تبطل الصوم إذا صدرت من الصائم عن عمد وعلم بأن ما يستعمله مفطّر، فإذا كان لا يعلم بأن ما يستعمله مفطّر، فاستعمله وهو يرى أنه حلال لم يبطل صومه، وكذا إذا دخل في جوفه قهراً بدون اختيار، أو غفل عن الصوم فاستعمل المفطّر، فإن الصوم لا يبطل في جميع ذلك. نعم يبطل مع الاكراه إذا لم يبلغ حدّاً يخرج به عن الاختيار، كما إذا هدّده شخص فخاف منه فأفطر، لكن يجب عليه حينئذٍ القضاء دون الكفارة.

(مسألة ٤٢): الافطار تقيةً من المخالفين إن ابتنى على موافقتهم في جواز الافطار وجب به القضاء دون الكفارة، كما لو أفطر بثبوت العيد عندهم تقية. وإن ابتنى على موافقتهم في كيفية الصوم مع وجوبه، فلا يبطل به الصوم ولا يجب به القضاء، كما لو استعمل بعض المفطرات عندنا لانّهم يرونها غير مفطرة، أو أفطر في النهار لانهم يرون دخول الليل.

(مسألة ٤٣): إذا غلب على الصائم العطش وخاف على نفسه من الصبر عليه جاز أن يشرب بمقدار ما يرفع به ضرورته ولا يرتوي، ولا يفسد بذلك صومه، فإن زاد عليه عامداً بطل صومه ووجبت عليه الكفارة، أما إذا لم يخشَ على نفسه من العطش بل كان حرجياً يصعب تحمله، ففي صحة صومه مع شرب الماء إشكال، والأحوط وجوباً إتمام الصوم ثم القضاء.

(مسألة ٤٤): من اضطر في أثناء النهار لتناول شيء غير الماء كالدواء ونحوه لم يصح منه الصوم، وكانت وظيفته الافطار.

٣٣٩

(مسألة ٤٥): يجب على من بطل صومه في شهر رمضان الامساك عن المفطّرات في بقية النهار مراعاةً لحرمة شهر رمضان.

الفصل الرابع

في الكفارة

تجب الكفارة بتعمّد الافطار في شهر رمضان إذا كان الافطار بالاكل والشرب، والجماع، وفعل ما يوجب خروج المني، وتعمد البقاء على الجنابة، وايصال الغبار الغليظ إلى الجوف لو قلنا بكونه مفطر. كما ان الأحوط وجوباً ثبوت الكفارة، بتعمّد البقاء على حدث الحيض والنفاس، وتعمد التدخين، ولا تجب الكفارة بباقي المفطرات، وهي: الكذب على الله ورسوله والائمة (عليهم السلام)، والاحتقان بالمائع، وتعمد القيء، والارتماس بالماء - لو قلنا بكونه مفطّر. - والاخلال بالنية من دون استعماله المفطر. وأما تعمّد الافطار في قضاء شهر رمضان بعد الزوال فتجب فيه كفارته، إذا كان الافطار بالجماع، بل هو الأحوط وجوباً في جميع المفطرات التي تجب بها كفارة إفطار شهر رمضان. وأما تعمّد إفطار الصوم المنذور المضيَّق فتجب به كفارة اليمين مطلق، من دون فرق بين المفطرات، بل تجب حتى مع الاخلال بنيّة الصوم من دون استعمال المفطر.

(مسألة ٤٦): إنما تجب الكفارة إذا كان الافطار عن علم بحرمة الافطار أو تردّد فيه، وأما إذا كان معتقداً لجوازه - ولو تقصيراً - فأفطر ثم تبيّن له حرمة الافطار، فلا تجب عليه الكفارة، نعم لا يفرق في وجوب الكفارة بين العلم حين استعمال المفطر بوجوبها والجهل به.

(مسألة ٤٧): كفارة إفطار يوم من شهر رمضان مخيَّرة بين عتق رقبة مؤمنة، وصوم شهرين متتابعين، وإطعام ستين مسكين، بإعطاء كل مسكين مُدّاً

٣٤٠

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458