العباس (عليه السلام) رجل العقيدة والجهاد

العباس (عليه السلام) رجل العقيدة والجهاد0%

العباس (عليه السلام) رجل العقيدة والجهاد مؤلف:
الناشر: مؤسسة محبّين للطباعة والنشر
تصنيف: النفوس الفاخرة
الصفحات: 216

العباس (عليه السلام) رجل العقيدة والجهاد

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمّد علي يوسف الاشيقر
الناشر: مؤسسة محبّين للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 216
المشاهدات: 43022
تحميل: 7197

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 216 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 43022 / تحميل: 7197
الحجم الحجم الحجم
العباس (عليه السلام) رجل العقيدة والجهاد

العباس (عليه السلام) رجل العقيدة والجهاد

مؤلف:
الناشر: مؤسسة محبّين للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

لهؤلاء الطغاة، وإن احتفظ لهم بشيء في الدنيا فهي اللعنة المستمرة التي يوجّهها إليهم كلّ يوم آلاف الناس جرّاء ما اقترفت أيديهم البشعة من ظلم وجور بعد أن ذهبوا إلى مزبلة التاريخ تلاحقهم لعنة الحسين والعباس ومَنْ استشهد معهم من الميامين الأبرار.

ونشير بعد هذا بأنّ قبور شهداء كربلاء لم يجر عليها أيّ تغيير رئيسٍ يذكر في العهد الأموي؛ حيث خشي زوّارها ومريدوها أن يُزال أثرها ويُعفى رسمها (في حالة إبرازها شاخصة وعالية) من قبل النظام القائم حينذاك.

لذا ظلّت على حالها طيلة هذا العهد من دون أن ينالها أيّ ضرر، ودون أن يصيب زوارها أي سوء أو مكروه، لا سيما في عهد عبد الملك بن مروان وأولاده؛ لأنّه كتب إلى واليه الحجّاج بن يوسف بهذا الصدد يقول له: حسبي من دماء آل أبي طالب؛ فإنّي رأيت الموت قد استوحش من آل حرب حين سفكوا دماءهم؛ فكان الحجّاج - رغم طغيانه وجبروته - يتجنّب الإضرار أو المساس بالقبور أو زوّارها؛ خوفاً من زوال الملك والسلطان لا خشية من الله تعالى.

هذا وسنمر في أدناه وبعجالة على أسماء وتواريخ كثير ممّن أسهم في بناء وتعمير الروضة العباسيّة، وعبر الزمن لتستقر في الأخير على الشكل التي هي عليها الآن ومن دون الدخول في التفاصيل الخاصة بذلك:

١ - لقد قام سليمان بن صرد الخزاعي ببناء قبر بسيط على موضع الجسد الطاهر، وتبعه المختار الثقفي من السنة التالية، أي في عام (٦٦هـ)، وذلك بإعادة بناء هذا القبر من جديد مع تشييد سرادق فوقه ومسجداً حوله لإيواء الوافدين

١٨١

والقاصدين للزيارة.

٢ - ولقد تطوّر القبر والحرم بعد ذلك، حيث جرى في عام (١٩٩هـ) وفي عهد الخليفة العباسي المأمون بناء القبر من جديد مع إضافة بعض الزيادات والملحقات إليه، وبقي الحال هكذا إلى أن جاء المتوكّل العباسي وأمر في عام (٢٣٦هـ) بهدم قبر الحسين (عليه السّلام) وما حوله من المنازل والدور.

٣ - وبعد ذلك وفي عهد الخليفة العباسي المنتصر، وفي عام (٢٤٧هـ) على وجه التحديد، جرى إعادة بناء المرقد وتوسيع الحرم مع وضع سارية على القبر لإرشاد الزوّار.

٤ - وتولّى من ثمّ عضد الدولة البويهي وفي عام (٣٧١هـ) تعمير وتطوير المرقد بصورة كبيرة وموسّعة.

٥ - وفي عام (٣٨٠هـ) قام عمران بن شاهين بتجديد المرقد الشريف.

٦ - وفي عام (٤٥٠هـ) جرى تعمير المرقد من قبل الأمير دبيس الأسدي، وهو أحد أمراء دولة بني مزيد التي اتّخذت الحلّة الفيحاء حاضرة لملكها.

٧ - أمّا الخليفة العباسي الناصر لدين الله فقد قام في عام (٥٤٥هـ) بتعمير المرقد المطهّر.

٨ - وفي عام (٦٢٠هـ) تولّى أحمد بن الناصر لدين الله تعمير المرقد والحرم.

٩ - كما وقام السلطان أويس حسن الجلائري وفي عام (٧٦٤هـ) بتجديد المرقد والحرم.

١٠ - وتبع ذلك وفي عام (٨٥٩هـ) قيام أحد أمراء دولة الخروف الأسود بتعمير المرقد.

١٨٢

١١ - ومن ثمّ تولّى السلطان إسماعيل الصفوي وفي عام (٩١٤هـ) تعمير وتطوير المرقد والحرم.

١٢ - ثمّ تبع ذلك قيام السلطان العثماني سليمان القانوني وفي عام (٩٤١هـ) بتطوير المرقد.

١٣ - وفي عام (١٠٤٨هـ) تولّى صفي الدين الصفوي تعمير المرقد.

١٤ - وقام السلطان العثماني مراد الرابع وفي عم (١١١٧هـ) بتعمير مرقد العبّاس وحرمه.

١٥ - ثمّ قام السلطان نادر شاه أفشار في عام (١١٥٦هـ) بتعمير المرقد.

١٦ - وفي عام (١٢١٤هـ) تولّى السلطان القاجاري فتح علي شاه تطوير وتجديد المرقد والحرم.

١٧ - وجرى في عام (١٢٥٩هـ) ومن قبل نواب إمارة أودة في الهند تعمير بعض أجزاء المرقد.

١٨ - ثمّ أمر السلطان العثماني عبد المجيد الأوّل وفي عام (١٢٦٦هـ) بتعمير وبناء المرقد المقدّس.

١٩ - وفي سنة (١٢٧٣هـ) قام السلطان القاجاري ناصر الدين شاه بتعمير الحرم والمرقد.

٢٠ - وفي عام (١٢٠٠هـ) تولّت السيدة تاج محل، وهي إحدى كريمات أحد نواب إحدى إمارات الهند بالتبرّع لتطوير الحرم العباسي.

٢١ - وتولّى السلطان العثماني عبد الحميد الثاني وفي عام (١٣٠٩هـ) تعمير

١٨٣

المرقد والحرم.

٢٢ - ثمّ تولّت بعد ذلك ومنذ عام (١٢٢٥هـ) بالحرم العباسي، تبرّع بعض المحسنين في العالم مثل سلطان البهرة طاهر سيف الدين في عام (١٣٥٥هـ) وسواه في الإسهام في تعمير الحرم وتوسيعه وتطويره.

ومردّ ذلك هو أنّ الروضة العباسيّة المقدّسة ليست هي فقط محجّة ومزاره وقبلة لأهل القطر، بل هي في الحقيقة لكلّ المسلمين في كلّ أرجاء العالم؛ لذا كانت تبرعات كلّ هؤلاء المسلمين في بناء المرقد والحرم سخيّة وكبيرة.

أمّا عن الضريح (الشباك) الحالي لأبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) المنصوب على القبر الشريف، فقد صُنع في إيران وفي مدينة أصفهان بالتحديد، وهو مصنوع من الفضة والذهب بتبرعات من جماهير المسلمين، وقد نُقل إلى العراق ونصب فوق القبر عام (١٢٨٥ - ١٩٦٦هـ)، وكان ذلك في احتفال عظيم وكبير بما ليس له نظير.

علماً بأنّ هذا الضريح كان قد أُعدّ بتوصية وتوجيه من الإمام الأكبر السيد محسن الحكيم الطباطبائي (ت ١٩٧٠) بعد تقديم سلطان البهرة لضريح هو دون حجم ومساحة الضريح الحالي، والذي نقل ليُنصب في مسجد رأس الحسين بالقاهرة في جمهورية مصر العربية.

كما نُقل ضريح العبّاس القديم ليُنصب على مرقد مسلم بن عقيل في الكوفة.

ولقد أرّخ الخطيب السيد علي بن الحسين الهاشمي تاريخ نصب الضريح الجديد بقوله:

إن جئت لمرقد المواسي مَنْ كان لهاشمٍ ضريحه

قف عند ضريحهِ وأرّخ (للهِ منوّرٌ ضريحه) ١٣٨٥ه

١٨٤

كما وتزيّن أعالي جوانب هذا الضريح وفي جهاته الأربعة قصيدة شعرية للعلاّمة السيد جمال الهاشمي، نقتطف منها هذه الأبيات:

ضريحكَ مفزعنا الأمنعُ بهِ كلُّ نازلةٍ تُدفعُ

وبابكَ للخلقِ بابُ النجاة تلوذُ بعروتهِ الروّعُ

أبا الفضلِ والفضلُ يُنمى إليك فغانت لألطافهِ منبعُ

ويا بطلَ الطفِّ هذا لواك على كلِّ شاهقةٍ يُرفعُ

وهذا حسامُكَ أنشودةً بها ينتشي البطلُ الأروعُ

وكفّاكَ مقطوعةٌ نعمة بها كلُّ مكرمةٍ تسجعُ

ورأسكَ يرفعُ فوقَ القناة هو الشمسُ في اُفقها تسطعُ

أمّا قبّة العبّاس الحالية فقد شيّدت وغطيت بالقاشاني البديع عام (١٣٠٥هـ) كما هو مثبت عليها، وبناء على طلب كثير من الناس في البلد وخارجه بصدد تذهيب هذه القبّة - اُسوة بقبّة أخيه الحسين (عليه السّلام) - فقد قامت الجهات المسؤولة في القطر بالاستجابة لنداء الجماهير، وذلك في عام (١٣٧٥هـ - ١٩٥٥م) بتذهيب هذه القبّة بعد أن تمّ قلع القاشاني واستبداله بطابوق الذهب، والذي بلغ تعداده (٦٤١٨) طابوقة.

وقد أرّخ تذهيب القبّة الشاعر الكربلائي السيد مرتضى الوهّاب، قصيدة طويلة جاء في آخرها:

قبّةٌ فوقَ الثريا ارتفعتْ وعلى الآفاقِ بدراً طلعتْ

من أبي الفضلِ نورٌ سطعتْ وحكى تاريخها (صدقاً على

مرقد العبّاس تاج الذهبِ) ١٩٥٥م

كما وأرّخها السيد محمّد ابن السيد حيدر الحلّي بقوله:

١٨٥

قبّةُ العباسِ لمّا ذُهبّتْ شرّف الأبريزَ منها المرقدُ

لم تنر بالتبرِ لا بل أرّخوا

(بأبي الفضل أنار العسجدُ) ١٣٧٦ه

هذا، وإذا ما كان هناك فرق بين قبّتي العبّاس والحسين (عليهما السّلام) من جهة التذهيب فهو في نقطة واحدة يخصّ مساحة التذهيب، فقبّة الحسين يمتد تذهيبها إلى نهايتها، أي إلى عند سطح الحرم، أمّا قبّة العبّاس فيمتد تذهيبها إلى قمّة الشبابيك القائمة في أسفل القبّة.

وإنّما تُرك أسفل القبّة بالقاشاني من دون تذهيب؛ وذلك - كما أرى - ليتلاءم ويتناسب مع نصف المئذنتين اللتين تليا حوضهما من الأسفل، حيث هما أيضاً من القاشاني، بينما تمّ تذهيب النصف الأعلى (فوق الحوض) منذ مدّة.

هذا، ونشير إلى أنّ ما طرأ على مرقد الإمام الحسين (عليه السّلام) من تطوّر وازدهار عبر الزمن قد أصاب في نفس الوقت عادة مرقد العبّاس (عليه السّلام)، كما وأنّ ما أصاب قبره وحرمه من أضرار، وسلب وتلف عبر التاريخ - والذي كان آخره ما أوقعه الوهابيون بالمرقد عند غزوهم لكربلاء عام (١٢١٦هـ - ١٨٠١م) - قد أصاب مرقد العبّاس أيضاً؛ وذلك لمكانة العبّاس المميزة عند الحسين (عليه السّلام)، بل ومكانته عند كلّ الأحرار والأبرار والأباة في العالم؛ حيث إنّ الجهة التي كانت تتولّى بناء وصيانة وتعمير مرقد وحرم الحسين (عليه السّلام)، كانت تتولّى - في العادة - نفس الشيء بالنسبة لمرقد وحرم العبّاس (عليه السّلام).

وهذا أدّى إلى تشابه الروضتين إلى حدّ بعيد، وبنفس العظمة والفخامة؛ فالحسين هو العبّاس، والأخير هو روح الحسين، وعموده الفقري، وذراعه وعينيه... إلخ.

وعن هذه الحالة نظم أحد الشعراء، وهو الشيخ محمّد السماوي يقول:

وكلّ مَنْ شادَ بناءَ السبطِ شادَ بنا أخيهِ بين الرهطِ

١٨٦

فهو العفرناة(١) الشديد البأسِ ومَنْ ترى كالضيغم العبّاسِ

إلاّ أنّ الشيء الذي يلفت النظر في بناء الروضة العباسيّة - وهو غير موجود في الروضة الحسينيّة - هو أنّها مشيّدة وقائمة على نفق بديع يحفّ بالروضة، ويؤدي ويصل إلى المكان الذي دُفن فيه جسد أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام)، وقد تمّ بناء وإعداد هذا النفق على شكل هندسي عجيب يشير إلى عظمة الفن المعماري القديم.

وللنفق هذا ثلاثة شبابيك مستطيلة من الجهات الشرقية والشمالية والغربية لغرض تبديل الهواء، كما ويمكن الدخول إليه عبر أحد أروقة الروضة المقدّسة.

علماً بأنّه لا يسمح لأيّ شخص بالدخول إلى هذا النفق، وبالتالي الوصول إلى مكان قبر العبّاس (عليه السّلام) الذي يقع أسفل الضريح (الشباك) إلاّ بتصريح خاص.

وأظنّ أنّ آخر مسؤول كبير سُمح له بالدخول هو (آصف علي زرداري) زوج (بينظير بوتو) رئيسة وزراء باكستان السابقة، وذلك في خلال زيارتهما لكربلاء في شهر آذار من عام (١٩٩٠م) حيث كانت معه في الحرم عند دخوله إلى النفق.

وعند عودته إلى وطنه شرح لجماهير الشعب الباكستاني عبر الوسائل الإعلامية المختلفة تفاصيل مشاهداته تحت الروضة العباسيّة، وقرب قبر العبّاس (عليه السّلام) المقدّس، حيث اعتبر ذلك أثمن وأسمى وأعز مكان كان قد شاهده في حياته كلّها، كما وكانت أسعد أمنية قد تحقّقت له عبر سني حياته.

لقد سمع الباكستانيون ما قاله لهم (آصف علي) عن زيارته هذه للعباس (عليه السّلام)، وكلّما جاء أحد منهم لزيارة كربلاء استفسر عن إمكانية الدخول إلى نفق الروضة العباسيّة.

____________________

(١) العفرناة: هو أحد أسماء الأسد.

١٨٧

سدنة الروضة العباسيّة

بعد أن شرحنا في الفصل السابق مراحل بناء وتطوير الروضة العباسيّة المقدّسة، نتناول في هذا الفصل أسماء السادة الذين تولّوا سدانة هذه الروضة، وتواريخ ذلك منذ القرن العاشر الهجري إلى الوقت الحاضر(١) .

ويلاحظ بأنّ هناك فراغات في الزمن بين تواريخ إنهاء السدنة السابقين لوظائفهم، وبين تواريخ الآخرين الذين أعقبوهم في إشغال هذه الوظائف، ونرى أنّ مردّ ذلك يرجع إلى وفاة السادن مع التأخّر في تعيين أو تنسيب اللاحق لحين حصول الإجراءات والخطوات لتعين أو تثبيت السادن الجديد.

« وبهذه المناسبة نشير إلى أنّ سدانة الروضة العباسيّة لم تكن في البداية وإلى وقت قريب مستقلّة تماماً عن سدانة الروضة الحسينيّة، وإنّما كانت تابعة أو ملحقة بسدانة الروضة الحسينيّة... وفي سبيل تخفيف الأعباء عن سادن الروضة الحسينيّة كان الأخير ينيب عنه مَنْ يراه أهلاً وكفوءاً لإدارة شؤون ومهام الروضة العباسيّة.

ولقد استمرت هذه الحالة إلى عهد السادن السيد مرتضى السيد مصطفى ضياء

____________________

(١) إنّ مهنة السدانة التي يشغلها السادن (الكليدار) تتعلّق بالإشراف على تعمير وتطوير الحرم، والمحافظة على ممتلكاته. فضلاً عن إضاءته بالليل، وغلق أبوابه، وتأمين نظافته، وتشغيل وسائل التكييف باستمرار مع الحرص على تأمين دخول الزوار إليه بانسيابية، إضافة إلى الاستقبال والترحيب بكبار الزوّار.

١٨٨

الدين (آل ضوي)، حيث سعى الأخير لفصل سدانة الروضة العباسيّة عن الحسينيّة وجعلها سدانة قائمة بذاتها؛ اُسوة بسدانة الروضة الحسينيّة، وقد تمّ له ذلك؛ حيث تمّ فصل السدانتين أحدهما عن الاُخرى، وباتت كلّ واحدة تعمل ضمن المشهد المقدّس الخاصّ بها وإلى هذا اليوم »(١) .

أمّا أسماء مَنْ تولّى سدانة الروضة العباسيّة كنائب أو كممثل لسادن الروضة الحسينيّة، أو مستقلاً عنه منذ القرن العاشر الهجري حتّى الآن على وجه الاختصار هم:

١ - السادن الأوّل: هو محمّد بن نعمة الله، وذلك عام (١٠٢٥هـ)، واستمر في عمله هذا حتّى وفاته.

٢ - السادن الثاني: كان الشيخ حمزة السلامي (نسبة إلى عشيرة السلالمة العراقية)، وذلك في عام (١٠٩١هـ) وإلى ما بعد عام (١١٠٨هـ).

٣ - السادن الثالث: هو الشيخ محمّد شريف الذي تولى السدانة بعد وفاة السادن السابق، وكان سادناً عام (١١٦١هـ)، وظلّ شاغلها حتّى وفاته.

٤ - الرابع: هو الشيخ أمد الخازن، وقد تولّى أعباء السدانة بعد رحيل السادن السابق، وقد توفي في عام (١١٨٧هـ).

٥ - الخامس: هو الشيخ علي بن عبد الرسول، وتولّى السدانة عام (١١٨٧هـ)، واستمر في أداء مهام عمله إلى ما بعد عام (١٢٢٢هـ) وحتى وفاته، وهو جدّ المرحوم الشيخ محمّد علي محمود الكيشوان في الروضة العباسيّة، وتُعرف اُسرته في الوقت الحاضر ببيت الشيخ، وتنتمي هذه الاُسرة إلى قبيلة جشعم العربية.

____________________

(١) مدينة الحسين (عليه السّلام) - محمّد حسن مصطفى الكليدار آل طعمة.

١٨٩

٦ - السادس: هو الشيخ عبد الجليل الكليدار، وقد تولّى السدانة عام (١٢٢٤هـ)، وقد تمّ عزله من عمله لأسباب لم نقف عليها بعد.

٧ - السابع: هو السيد محمّد علي بن درويش بن محمّد آل ثابت، ويرجع نسبه إلى ثابت بن سلطان كمال الدين نقيب نقباء العراق في عام (٩٥٧هـ)، وهو الجدّ الأعلى لأسرة آل ثابت في كربلاء، وقد تولّى السدانة في عام (١٢٢٥هـ) وإلى ما بعد عام (١٢٢٩هـ).

٨ - الثامن: هو السيد ثابت بن درويش، وهو أخ السادن السابق، وكان سادناً في عام (١٢٣٢هـ) وإلى ما بعد (١٢٣٨هـ) وحتّى وفاته.

٩ - التاسع: هو السيد عبد الوهاب السيد محمّد علي بن عباس آل طعمة علم الدين، وهو جدّ بيت الوهاب من آل طعمة، وتوفي عام (١٢٧١هـ).

١٠ - العاشر: هو السيد محمّد بن جعفر بن مصطفى بن أحمد آل طعمة، [ يرجع نسبه ] إلى نعمة الله بن طعمة علم الدين من آل فائز الموسوي، وكان سادناً للروضة عام (١٢٥٠هـ) ولكن لفترة قصيرة.

١١ - الحادي عشر: هو السيد حسين بن حسن بن محمّد علي بن موسى، وهو الجدّ الأعلى لسادات آل الوهاب في كربلاء، وقد تولّى السدانة عام (١٢٥١هـ) حتّى عام (١٢٦٥هـ)، ثمّ عُزل عن السدانة.

١٢ - الثاني عشر: هو السيد سعيد بن سلطان بن ثابت، وتولّى السدانة عام (١٢٦٥هـ)، وهو من سلالة سلطان كمال الدين، تولّى السدانة بعد عزل السادن السابق، وقد توفّي في عام (١٢٨٥هـ).

١٩٠

١٣ـ الثالث عشر: وهو السيد حسين المشهور بـ «نائب التولية» من آل ثابت، وهو نجل السادن السابق، وتولّى السدانة بعد رحيل والده.

١٤ - الرابع عشر: هو السيد حسين بن محمّد علي بن مصطفى آل ضياء الدين، وهو من سلالة طعمة كمال الدين الفائزي، وقد تولّى السدانة تمام (١٢٨٦هـ) وحتّى وفاته والتي كانت في عام (١٢٨٨هـ).

١٥ - الخامس عشر: وهو السيد مصطفى نجل السادن السابق، حيث خلف أباه في مهام السدانة بعد رحيله، والذي تمّ هذا في أوائل عام (١٢٨٩هـ)، ولبث في السدانة إلى وقت وفاته في عام (١٢٩٧هـ).

١٦ - السادس عشر: هو السيد محمّد مهدي بن محمّد كاظم آل طعمة، وينتسب إلى طعمة علم الدين الفائزي، ولقد تولّى السدانة عام (١٢٩٧هـ)، وقد شغلها حتّى عام (١٢٩٨هـ) حيث عُزل عنها.

١٧ - السابع عشر: هو السيد مرتضى نجل السيد مصطفى، والأخير هو السادن (١٥) آنفاً للروضة العباسيّة، وينتسب إلى بيت ضياء الدين (ضوي)، وهو صاحب مشروع إسالة الماء في كربلاء، والذي حصل على امتياز خاصّ لإقامته من السلطة، والتي كانت في عام (١٣٥٧هـ) المصادف ١٧/٥/١٩٣٨.

١٨ - الثامن عشر: هو السيد محمّد حسن آل ضياء الدين نجل السادن السابق، ويعرف بـ (آغا حسن)، وتولّى السدانة بعد رحيل والده، وانتقل إليه مشروع إسالة الماء، واستمر في إشغال السدانة لغاية وفاته في عام (١٣٧٢هـ) المصادف لعام ١٩٥٢.

١٩١

١٩ - التاسع عشر: هو السيد بدر الدين آل ضياء الدين، وهو الابن الأكبر للسادن السابق، وتولّى السدانة بعد رحيل والده، واستمر حسن السيد صافي آل ضياء الدين وكيلاً عنه في إدارة شؤون الروضة المقدّسة.

٢٠ - العشرون: هو السيد محمّد حسين ابن السيد مهدي آل ضياء الدين، وقد تولّى السدانة عام (١٤٠٢هـ) واستمر في إشغالها حتّى عام (١٤١٠هـ - ١٩٩٠م).

٢١ - الواحد والعشرون: هو السيد مهدي ابن السيد فاضل الغرابي، وتولّى السدانة عام (١٤١٢ - ١٩٩١م)، ولا يزال يشغلها حتّى الوقت الحاضر.

١٩٢

تطوير الروضة العباسيّة

بالنظر لقدسيّة ومكانة الروضتين المطهّرتين العباسيّة والحسينية لدى عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فقد قدّم الأخ السيد محمّد رضا أحمد آل طعمة مقترحات وآراء وبرامج لتطويرهما، فضلاً عن تطوير مدينة كربلاء المقدّسة، وقد جمعها المؤلّف في كتابه المخطوط الموسوم بـ (مشروع برنامج لتطوير مدينة كربلاء - مدينة الحسين والعباس (عليهما السّلام) )، وقد تمّ إصداره عام ١٩٩٢. ولمَنْ يرغب في الاطّلاع على المقترحات الخاصّة بالروضة الحسينيّة أو بمدينة كربلاء عليه الرجوع إلى الكتاب المذكور.

أمّا بقدر تعلّق الأمر بالروضة العباسيّة - موضوع هذا البحث - فنشير في أدناه إلى المقترحات التي قدّمها المؤلف والخاصّة بتطوير الروضة المذكورة، وهي قابلة للمناقشة والتداول.

هذا وحين ننشر في أدناه المقترحات الآنفة والخاصّة بتطوير الروضة العباسيّة، والتي آثرنا أن تكون في الصفحات الأخيرة لهذا البحث، نرجو أن تكون جزءاً من مساهمات جيلنا الحاضر لخدمة القبّات المقدّسة.

وقد تكون بعض هذه المقترحات وجيهة وجيدة، وهذا يتطلّب إنجازها سريعاً، وقد يكون البعض منها دون ذلك، ويتطلّب الحال هنا وقتاً قد يطول أو يقصر لدراستها وقرائتها لبيان مدى فعاليتها وضرورتها، وهذا أمر موكول لوزارة الأوقاف ودوائرها وأجهزتها المختصّة في المحافظة أو القطر، فضلاً عن كلّ المسؤولين

١٩٣

الخيّرين في البلاد.

والمقترحات موضوعة البحث هي(١) :

١ - إقامة متحف

يشير المؤلّف في كتابه الآنف الذكر إلى ضرورة عرض التحف النفيسة في متحفي سيدنا الحسين وسيدنا العبّاس (عليهما السّلام)؛ فالمتحف يكون واجهة حضارية للعتبات المقدّسة، ويحافظ على الموقوفات.

٢ - تقويم المأذنتين

يقول المؤلّف حرفياً حول هذا الموضوع: « نظراً لشخصية سيدنا العبّاس (عليه السّلام)، صاحب الكرامات التي يعرفها القاصي والداني، وما تركه من أثر في واقعة الطفّ باستشهاده وإخوته الأربعة حيث أصبح رمزاً للتضحية والفداء؛ لذا أقترح هدم المنارتين إلى الأسفل وبناء (إكساء) واجهتيهما - بعد بنائهما - بالذهب.

لقد قامت وزارة الأوقاف بهدم الأجزاء العليا من المنارتين وبنائهما مجدداً، وهذا خطأ كبير حيث إنّ المنارة عندما مالت من الأعلى معناه أنّها تعبت على مدار السنين خاصّة بوجود المياه الجوفية وحشرة الأرض، وبهذا كان الأجدر القيام بعمل جذري بدل الأعمال الجزئية والتي لا تثمر شيئاً، ويعود الخلل على المدى البعيد ».

٣ - تكوين مؤسسة

يقترح المؤلّف في كتابه آنف الذكر حرفياً: «تكوين مؤسسة ذات شخصية

____________________

(١) نشير إلى أنّ هناك اقتراحات كان قد قدّمها المؤلّف لتطوير الروضة العباسيّة، وقد نفذت وأنجزت بالتمام والكمال من قبل وزارة الأوقاف، ومنها على سبيل المثال: تذهيب الطارمة الأماميّة... إلخ؛ وبسبب تنفيذ وإكمال هذه المقترحات لم نر مسوغاً لذكرها ودرجها هنا.

١٩٤

معنوية تضمّ الروضتين، ولغرض النهوض بالعتبات المقدّسة والمؤسسات الرسمية وشبه الرسمية نرجو إعادة صناديق الاقتراحات والشكاوي على أبواب المؤسسات لاستمزاج جمع الآراء وبلورتها ».

٤ - تذهيب أسفل القبّة

يرى المؤلّف ويذهب إلى: « تذهيب الجزء الأسفل من قبّة سيدنا العبّاس (عليه السّلام)، وتنظيف وتلميع ذهب الروضتين بين فترة واُخرى ».

٥ - إقامة ساعة حديثة

يقترح المؤلّف أيضاً: « بناء ساعة حديثة في الروضة العباسيّة كالتي في الروضة الحسينيّة وفي الجهة الغربية؛ لكي لا تحجب القبّة والمنائر ».

٦ - بناء سياج خاص للصحن

يقول المؤلّف عن هذه النقطة بالحرف أنّه: « يقترح إنشاء سياج خارجي للصحن في كلّ من الحرمين بارتفاع (٥م) بدل السياج المرتفع الحالي الذي يحجب النواحي الهندسية والمعمارية والجمالية لهذه العتبات المقدّسة، وهذا السياج عمل في الكعبة المشرفة ».

٧ - إنماء أموال الحرم

يرى المؤلّف فيما يراه في كتابه الآنف ضرورة « إنّماء أموال الحرمين المودعة في البنك، واقتراح إنشاء عمارة بها تنفد على مراحل من واردات الروضتين؛ لأنّ استثمار الأموال يؤدّي إلى نشاط اقتصادي وعمراني، وكذلك إلى تعمير مدينة كربلاء. وإنّ هذه العملية قد جرتْ في معظم المؤسسات الدينية في العالم؛ سواء منها الإسلاميّة أو المسيحية ».

١٩٥

٨ - إقامة معهد عالٍ لخدمة الروضات المقدّسة

يقول المؤلّف عن هذا المعهد العالي للخدم بالحرف: « منذ مئة سنة تقريباً وجدت جماعات الخدم لخدمة العتبات المقدّسة، وقد صدر في العهد الملكي قانون العتبات المقدّسة جعل بموجبه الخدمة في هذه العتبات عن طريق الوراثة، والغرض من ذلك حصر هذه المهنة بسلالات يعرفون كيفية أداء هذه الخدمة ومراسيمها.

ولكن بظهور المدارس، وتقدّم المجتمع ثقافياً جعل القائم بالخدمة إذا لم يلمّ بقدر من الثقافة والعلوم يصبح عاجزاً عن أداء عمله ودوره بطريقة صحيحة.

إنّ إنشاء مثل هذا المعهد وتلقّي منتسبيه دروساً في اللغة العربية، وقواعدَ في الدين والفقه وغيرها من العلوم التي لها مساس بعملهم في الروضة، ممّا يضفي جانباً مهماً من جوانب تطهير العتبات المقدّسة.

وبما أنّ الانتساب في الخدمة هو عن طريق الوراثة فلا بأس من أن يُفتح مثل هذا المعهد لخريجي الإعدادية من خدم الروضات المقدّسة، على أن تُفتح بعض الدورات التثقيفية لمَنْ لا يحملون الشهادة الإعدادية.

ومجمل القول: نقترح أن تكون جميع التعيينات الجديدة لخريجي الدراسة الإعدادية والمتوسطة على أن يبقى السابقون يمارسون أعمالهم ».

٩ - ضم جميع العتبات المقدّسة في العراق بمؤسسة

يقترح المؤلّف هنا ويدعو بالحرف إلى: « ضمّ جميع العتبات المقدّسة بمؤسسة شبه رسمية، صاحبة استقلال معنوي ومادي، وهي تأخذ على عاتقها إعطاء الرواتب للجهاز الإداري لهذه العتبات وشؤون الصرف الاُخرى.

١٩٦

كما تقوم هذه المؤسسة باستثمار الأموال الفائضة المدّخرة من العتبات المقدّسة في العراق بإنشاء أسواق وعمارات بها، وصرف وارداتها على شؤون العتبات المقدّسة، وإعطاء جزء منها للأرامل والأيتام والفقراء.

١٩٧

أمّا مقترحاتنا

مقترحاتنا الخاصّة بتطوير الحرم وتمشية مهامّه بانتظام، فنشير هنا إلى بعض منها، والتي أدركناها خلال تردّدنا المستمر على الحرم، واحتكاكنا بزوّاره القادمين إليه من القطر أو خارجه، فهي كما يلي وبصورة موجزة:

١ - يفتقر الحرم إلى الساعات الجداريّة والأرضيّة (والتي كانت سابقاً) لغرض تحديد الوقت، حيث إنّ غالبية المزارات في العالم تزخر بمثل هذه الساعات وبأحجام مختلفة، كما نقترح الإسراع في تصليح الساعة الكبيرة القائمة فوق باب القبلة، والذي كان صوتها يسمع في يوم من الأيام في أقصى البلدة.

٢ - ضرورة الاهتمام بمضيف العبّاس (عليه السّلام)، حيث نقترح أن تقدّم فيه وباليد وجبة سريعة (تكون جاهزة في أواني بلاستيكية رقيقة) تقدّم إلى الزوّار، وخصوصاً القادمين من خارج القطر كما هو حال بعض مزارات العالم، ويمكن هنا تناول الوجبة في داخل المضيف أو أخذها معهم لتناولها في الفنادق ومحلاّت السكن(١) .

٣ - هناك تزاحم وتداخل عند الزيارة بين الرجال والنساء، ونرى هنا إمكانية فصل الطواف عند الضريح؛ إمّا بصورة دائمة كما هو عليه في مرقد الإمام الرضا (عليه السّلام)

____________________

(١) كما هو الحال في مضيف الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السّلام)، حيث يتمّ إطعام ما لا يقل عن (١٠٠٠) شخص في اليوم الواحد.

١٩٨

في مشهد، أو السيدة زينب والسيدة رقية في دمشق، وإمّا بصورة مؤقتة وعند الزيارات والازدحام فقط، علماً بأنّه بدأ العمل بهذا المقترح في مرقد الجوادين في الكاظمية.

٤ - يشكو زوار الروضة من أنّ أبوابها تُغلق مبكراً من الليل فضلاً عن غلقها عند فتح الضريح (الشباك) أو سوى ذلك، ونرى أن يكون غلق أبواب الروضة عند قرب فراغ الحرم من الزوار، وأن يكون فتح الضريح عادة بعد وقت غلق الحرم المقرّر يومياً.

٥ - إنّ الكشوانيات الحالية في مداخل الحرم تضيق بالزوّار خلال الزيارات وليالي الجمع وأيامها، ونقترح هنا فتح كشوانيات (عدد/٢) في الجهة الشرقية من الحرم، وعلى امتداد أو في مقابل الاثنين اللتين هما على استقامتهما من الجهة الغربية للحرم؛ لغرض امتصاص زحام الزوّار الداخلين للروضة عبر بابي الفرات (العلقمي) والإمام علي الهادي (عليه السّلام).

٦ - عن أماكن شرب الماء والوضوء نرى العناية بالبرّاد الكبير الخاصّ بالروضة، والواقع عند باب الكاظم (عليه السّلام)، وأن تكون صيانته مستمرة لعطل بعض حنفياته وانقطاع الماء أحياناً، ونقترح أن يكون هناك محلّ كبير وقريب للوضوء فقط لخدمة الزائرين.

٧ - إنّ محلاّت وضع المصاحف الشريفة تحتاج إلى عناية وتنظيم، كما وأنّ عدد المصاحف قليلة، وكثير منها يحتاج إلى تجليد، ونرى هنا تنسيب أحد الخدمة ليكون مسؤولاً عنها، إضافة لواجباته الاعتيادية داخل الحرم.

٨ - نرى منع الزوار من النوم في أروقة الحرم وخصوصاً في الصيف؛ لأنّ هذه ظاهرة غير حضارية، ولا نجدها في المزارات خارج القطر.

١٩٩

أروع ما قيل في رثاء العبّاس (عليه السّلام)

تستأثر الحوادث المفجعة التي تجري في أرجاء العالم باهتمام بالغ وعناية فائقة من قبل الكتّاب والشعراء وأرباب القلم والفكر.

ولو أنّ مثل هذه الحوادث المؤلمة لو قدر لها أن تصيب وتقع على أهل البيت (عليهم السّلام) الذين اذهب الله عنهم الرجس، لكان الاهتمام بها هنا يزيد ويتضاعف فيما لو أصابت سواهم؛ لما لهذا البيت الكريم من مكانة مرموقة في نفوس أبناء المسلمين، ودرجة مميّزة في قلوبهم لا يضاهيها أحد، والذي نظم أحد الشعراء عنهم يقول:

ولولاهمُ لم يخلق اللهُ آدماً ولا كانَ زيدٌ في الأنامِ ولا عمرو

ولا سُطحت أرضٌ ولا رُفعت سما ولا طلعت شمسٌ ولا أشرق البدرُ

سرى سرّهم في الكائناتِ وفضلهم فكلّ نبيٍّ فيه من سرّهم سرُّ

ولقد كان استشهاد أبي الشهداء الحسين (عليه السّلام) وأخيه أبي الفضل العبّاس (عليه السّلام) في كربلاء عام (٦١هـ) مع حشد من أصحابهما وأقاربهما، وبالكيفية والطريقة التي تمّت بها ويعرفها كلّ إنسان، كان لهذا الاستشهاد أوانه وفرّ مجالاً خصباً ونواة للكتابة ونظم العشرات بل المئات من الكتب وقصائد العزاء؛ سواء بالفصيح أو العامية (الشعبية).

وكلّ هذه تدور طبعاً حول حوادث وتفصيلات ملحمة كربلاء وما رافقها من مآسي ونوائب، فضلاً عن أنّها تؤرّخ كلّ هذه الأمور ساعة بساعة وبدءاً من مغادرة

٢٠٠