موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء ١

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ0%

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 311

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد الريشهري
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 311
المشاهدات: 56797
تحميل: 7138


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 56797 / تحميل: 7138
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

34 - أُمّ جعفر (1) .

97 - تهذيب الكمال: كان له من الولد الذكور واحد وعشرون: الحسن، والحسين، ومحمّد الأكبر وهو ابن الحنفيّة، وعمر الأطرف وهو الأكبر، والعبّاس الأكبر أبو الفضل قُتل بالطفّ، ويقال له: السَّقّاء أبو قِربة. أعقبوا.

والذين لم يُعقبوا: محسن دَرَجَ (2) سِقطاً، ومحمّد الأصغر قُتل بالطفّ، والعبّاس الأصغر يقال: إنّه قُتل بالطفّ، وعُمَر الأصغر درَج، وعثمان الأكبر قُتل بالطفّ، وعثمان الأصغر درَج، وجعفر الأكبر قُتل بالطفّ، وجعفر الأصغر درَج، وعبد الله الأكبر يُكنى أبا محمّد قُتل بالطفّ، وعبد الله الأصغر درَج، وعبيد الله يُكنى أبا عليّ يقال: إنّه قُتل بكربلاء، وعبد الرحمان درَج، وحمزة درَج، وأبو بكر عَتِيق يقال: إنّه قُتل بالطفّ، وعون درَج، ويحيى يُكنّى أبا الحسن توفّي صغيراً في حياة أبيه.

وكان له من الولد الإناث ثماني عشرة: زينب الكبرى، وزينب الصغرى، وأُمّ كلثوم الكبرى، وأُمّ كلثوم الصغرى، ورقيّة الكبرى، ورقيّة الصغرى، وفاطمة الكبرى، وفاطمة الصغرى، وفاختة، وأمة الله، وجمانة تكنّى أُمّ جعفر، ورملة، وأُمّ سلمة، وأُمّ الحسن، وأُمّ الكرام وهي نفيسة، وميمونة، وخديجة، وأُمامة. على خلاف في بعض ذلك (3) .

ونظراً إلى أنّ مؤسّسة دار الحديث قد أزمَعت إصدار كتابين مستقلّين

____________________

(1) الطبقات الكبرى: 3 / 20، أنساب الأشراف: 2 / 415، تاريخ الطبري: 5 / 155، المناقب للكوفي: 2 / 50 / 537 - 540.

(2) دَرَجَ: أي مات (النهاية: 2 / 111).

(3) تهذيب الكمال: 20 / 479 / 4089.

١٢١

يتناولان ترجمة وافية لكلّ من الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام)؛ فلذا نكتفي هنا بترجمة سائر البارزين من أولاد الإمام (عليه السلام) - غيرهما - على نحو الإيجاز.

4 / 1

زينب

حاملة رسالة دماء الشهداء، وحاكية الملحمة الحسينيّة، وفاضحة الأشقياء المدلّسين الناشرين للظلم، ومَظهَر الوقار، ورمز الحياء، ومثال العِزّ والرِفعة، وأُسوة الثبات والصلاة والصبر.

وبلغت منزلتها الرفيعة ومكانتها السامية في البيت النبوي مبلغاً يعجز القلم عن بيانه، ويحسر عن تبيان مكارمها ومناقبها وفضائلها (عليها السلام).

وقد رسم الفقيه المؤرّخ المُصلح الكبير العلاّمة السيّد محسن الأمين العاملي معالم شخصيّتها بقوله:

كانت زينب (عليها السلام) من فُضليات النساء، وفضلها أشهر من أنْ يُذكر، وأبيَن من أنْ يُسطَر. وتُعلَم جلالة شأنها وعلوّ مكانها، وقوّة حجّتها، ورجاحة عقلها، وثبات جنانها، وفصاحة لسانها، وبلاغة مقالها حتى كأنّها تُفرغ عن لسان أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام)؛ من خُطَبها بالكوفة والشام، واحتجاجها على يزيد وابن زياد بما فحمهما، حتى لجآ إلى سوء القول والشتم وإظهار الشماتة والسباب الذي هو سلاح العاجز عن إقامة الحجّة. وليس عجيباً من زينب الكبرى أنْ تكون كذلك وهي فرعٌ من فروع الشجرة الطيّبة....

وكانت متزوّجة بابن عمّها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب، ووُلِد له منها: عليّ الزينبي، وعون، ومحمّد، وعبّاس، وأُمّ كلثوم. وعون ومحمّد قُتِلا مع خالهما الحسين (عليه السلام) بطفّ كربلاء.

١٢٢

سُمّيت أُمّ المصائب، وحقّ لها أنْ تسمّى بذلك! فقد شاهدت مصيبة وفاة جدّها رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ومصيبة وفاة أُمّها الزهراء (عليها السلام) ومحنتها، ومصيبة قتل أبيها أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) ومحنته... وحُملت أسيرة من كربلاء (1) .

كانت (عليها السلام) مع أخيها الحسين (عليه السلام) منذ بدء الثورة، وكانت رفيقة دربه وأمينة سرّه. فليلة عاشوراء وحوارها مع أخيها، ويوم عاشوراء وحفاوتها بالشهداء، وليلة الحادي عشر ورثاؤها المؤلم لأخيها، وجلوسها عند جثمانه المدمّى، وخطابها لرسول الله (صلّى الله عليه وآله)، كلّ أُولئك من الصفحات الذهبيّة الخالدة في حياتها المليئة بالجلالة والرفعة، المصطبغة بالصبر والجلَد.

تولّت شؤون السبايا بعد عاشوراء بجلالٍ وثبات، وعندما رأت الكوفيّين يبكون على أبناء الرسول (صلّى الله عليه وآله) خاطبتهم قائلة:

( يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر والخذل! ألا فلا رقَأتْ العَبْرة ولا هدأت الزفرة! إنّما مَثَلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوّة أنكاثاً!... أ تدرون - ويلكم! - أيّ كَبِدٍ لمحمّدٍ (صلّى الله عليه وآله) فَرَيتم (2) ؟ ! وأيّ عهدٍ نكثتم؟! وأيّ كريمة له أبرزتم؟! وأيّ حرمةٍ له هتكتم؟! وأيّ دمٍ له سفكتم؟!) (3)

كان لها لسانُ عليّ حقّاً! وحين نطقت بكلماتها الحماسيّة، فإنّ أُولئك الذين طالما سمعوا خُطَب الإمام، هاهم يرونه بأُمّ أعينهم يخطب فيهم!.

____________________

(1) أعيان الشيعة: 7 / 137.

(2) الفَرْي: القطع (النهاية: 3 / 442).

(3) الاحتجاج: 2 / 110 / 170، الأمالي للمفيد: 321 / 8، الملهوف: 192، المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 115.

١٢٣

وقال قائل: والله لم أرَ خَفِرةً (1) قطّ أنطق منها، كأنّها تنطق وتُفرغ عن لسان عليّ (عليه السلام).

وكان ابن زياد قد أثمله التكبّر، ومَرَد على الضراوة والتوحّش، فنال من آلِ الله، فانبرَت إليه الحوراء وألقمته حجَراً بكلماتها الخالدة التي أخزَته. وممّا قالت:

(لَعمري لقد قتلتَ كَهلي، وأبَرتَ أهلي، وقطعتَ فَرعي، واجتثَثتَ أصلي، فإنْ يشفِك هذا فقد اشتفَيتَ) (2) .

وعندما نظرت إلى يزيد متربّعاً على عرش السلطة ومعه الأكابر ومندوبون عن بعض البلدان - وكان يتباهى بتسلّطه، ويتحدّث بسفاهة مُهَوِّلاً على الآخرين، ناسباً قتل الأبرار إلى الله - قامت إليه عقيلة بني هاشم، فصكّت مسامعه بخُطبتها البليغة العصماء. وممّا قالته فيها:

(أمِن العدل - يابن الطُلَقاء - تَخديرك حرائرَك وإماءِك، وسوقُك بنات رسول الله سبايا! قد هَتكتَ ستورهنّ، وأَبدَيتَ وجوههنّ، يحدو بهنّ الأعداء من بلدٍ إلى بلد؟!) (3).

وبتلك الكلمات القصيرة الدامغة ذكّرته بماضي أهله حين قُبض عليهم أذلاّء في مكّة، ثمّ أُطلقوا بعد أنْ أسلموا خائفين من بارقة الحقّ، فدلّت على عدم

____________________

(1) الخَفِر: الكثير الحياء (النهاية: 2 / 53).

(2) تاريخ الطبري: 5 / 457، الكامل في التاريخ: 2 / 575 وفيه (أبرزت) بدل (أبرت)، الإرشاد: 2 / 116 وفيه (أبدت) بدل (أبرت)، إعلام الورى: 1 / 472.

(3) الاحتجاج: 2 / 125 / 173، الملهوف: 215، مقتل الحسين للخوارزمي: 2 / 64، بلاغات النساء: 35 نحوه.

١٢٤

جدارته للحُكم من جهة، وعلى جَوره ونشْره للظلم من جهة أُخرى. واستَشهدت أخيراً بآيات قرآنيّة؛ لِتُعلن بصراحة أنّ موقعه ليس كرامة إلهيّة - كما زعم أو حاول أنْ يلقّن الناس به - بل هو انغماس ملوّث بالكُفر في أعماق الجحود، وزيادة في الكفر، وأمّا الشهادة فهي كرامة لآل الله....

كانت خُطَب زينب الكبرى في ذروة الفصاحة والبلاغة والتأثير، كما كانت حكيمة في تشخيص الموقف المناسب.

ولمّا أُرجعت إلى المدينة لم تتوقّف لحظة عن الاضطلاع برسالة الشهداء، وتنوير الرأي العام، وتوعية الناس وإطْلاعهم على ظلم بني أُميّة؛ فاضطرّ حاكم المدينة إلى نفيها بعد أنْ استشار يزيد في ذلك.

فاضت روحها الطاهرة وهي في الثانية والستّين من عمرها. أمّا قبرها فمَثار جدال ونقاش.

98 - أُسد الغابة - في ترجمة زينب (عليها السلام) -: أدركت النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وولِدت في حياته، ولم تلِد فاطمة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بعد وفاته شيئاً. وكانت زينب امرأة عاقلة لبيبة جزلة (1) ، زوّجها أبوها عليّ (عليه السلام) من عبد الله ابن أخيه جعفر، فولدت له عليّاً، وعوناً الأكبر، وعبّاساً، ومحمّداً، وأُمّ كلثوم. وكانت مع أخيها الحسين (عليه السلام) لمّا قُتل، وحُملت إلى دمشق، وحضرت عند يزيد بن معاوية، وكلامها ليزيد - حين طلب الشامي أُختها فاطمة بنت عليّ من يزيد - مشهور مذكور في التواريخ، وهو يدلّ على عقل وقوّة جنان (2) .

____________________

(1) جَزْلة: أي تامّة الخَلْق، وذات كلام جَزْل: أي قويّ شديد (النهاية: 1 / 270).

(2) أُسد الغابة: 7 / 134 / 6969، الإصابة: 8 / 166 / 11267 نحوه.

١٢٥

4 / 2

أُمّ كلثوم

البنت الثانية لعليّ وفاطمة (عليهما السلام). وُلدت في السنة السادسة من الهجرة (1) . وتربّت في حِجر أُمّها الزهراء (عليها السلام) في دار فسيحة فساحةَ الإيمان والعشق.

ونقرأ في التاريخ آراء متباينة حول زواجها، فهناك مَن يشير إلى زواجها من عُمَر بن الخطّاب. ويذهب أصحاب هذا الرأي إلى أنّ الخليفة الثاني كان راغباً في الزواج من إحدى بنات الزهراء (عليها السلام) تمسّكاً بالحديث القائل: (كلّ حَسَبٍ ونَسَب منقطع يوم القيامة إلاّ حسَبي ونسَبى)؛ ولذلك خطبها من أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام).

ورفض الإمام (عليه السلام) هذا الأمر في البداية، وقال: (إنّ بناته يتزوّجن بني أعمامهنّ). بَيْد أنّه وافق بعد ذلك بإصرار عُمَر (2) أو تهديده (3) ، أو أنّه وكَّل زواجها إلى عمّه العبّاس حين تدخّل في الموضوع (4) .

وهناك مَن يُنكر هذا الزواج؛ استناداً إلى تضارب المعلومات التاريخيّة الواردة فيه واضطرابها بشدّة، ومع كثرة التناقضات الموجودة حوله لا سيّما عند مقايسته بزواجها اللاحِق، فإنّ هذا الزواج نفسه تحيط به هالة من الغموض؛ ولذا أنكره

____________________

(1) سيَر أعلام النبلاء: 3 / 500 / 114.

(2) المستدرك على الصحيحين: 3 / 153 / 4684، الطبقات الكبرى: 8 / 463، أنساب الأشراف: 2 / 411.

(3) الكافي: 5 / 346 / 1 و2، الخرائج والجرائح: 2 / 825 / 39.

(4) الكافي: 5 / 346 / 2، إعلام الورى: 1 / 397، الاستغاثة: 126.

١٢٦

علماء كِبار مثل الشيخ المفيد (1) . هذا من جهة، ومن جهة أُخرى: أيّدته بعض الروايات الشيعيّة والسنّيّة (2) ، كما أيّده الشريف المرتضى (3) وآخرون غيره أيضاً. وثمّة آراء أُخرى تحوم حول هذا الزواج أيضاً، ليس هنا موضع ذكرها (4) .

تزوّجت أُمّ كلثوم بعد قتل عُمَر من عون بن جعفر، ثمّ محمّد بن جعفر، وبعده تزوّجها عبد الله بن جعفر (5) .

وقد أشارت مصادر الفريقين إلى حضور أُمّ كلثوم في الميادين الاجتماعيّة والسياسيّة. ومن مفردات هذا الحضور: مواجهتها حفْصة عند ضَرْبها بالدفّ وهي تنال من أمير المؤمنين (عليه السلام) (6)، ومنها: كفالتها عبد الله بن عُمَر حين امتنع عن بيعة أبيها (عليه السلام)، وفَرّ إلى مكّة (7) .

وشهدت أُمّ كلثوم كربلاء مع أخيها الحسين (عليه السلام). وكانت منشدّةً لملحمة الطفّ إلى جَنب أُختها زينب الكبرى (عليها السلام) (8) .

وسُبيَت هذه المرأة المخدّرة مع مَنْ سُبي؛ لِتوقظ أصحاب الضمائر الميّتة،

____________________

(1) المسائل السرويّة: 86.

(2) الكافي: 6 / 115 / 1 و2، تهذيب الأحكام: 8 / 161 / 557 و558، سنن النسائي: 4 / 71.

(3) تنزيه الأنبياء: 141.

(4) لمزيد الاطّلاع على عقد أُمّ كلثوم وإثباته ونفيه راجع: كتاب (إفحام الأعداء والخصوم في نفي عقد أُمّ كلثوم).

(5) الطبقات الكبرى: 8 / 463، سيَر أعلام النبلاء: 3 / 501 و502.

(6) الجمل: 276، شرح نهج البلاغة: 14 / 13، الفتوح: 2 / 464.

(7) تاريخ الطبري: 4 / 446، الكامل في التاريخ: 2 / 312.

(8) الملهوف: 140 وص 198، شرح الأخبار: 3 / 198، بحار الأنوار: 45 / 115، النهاية: 3 / 422.

١٢٧

وتقرع أسماعهم بنداء أخيها الشهيد.

وليس لدينا معلومات دقيقة حول تاريخ وفاتها. وذهب البعض إلى أنّها توفّيت في حياة الإمام الحسن (عليه السلام) (1) ، وهو لا ينسجم مع الرأي القائل بحضورها في كربلاء. وقيل: كان لها من عُمَر ولَدان هما رقيّة وزيد (2) الذي مات مع أُمّه في وقتٍ واحد (3) .

4 / 3

محمّد ابن الحنفيّة

وُلِد محمّد ابن الحنفيّة أيّام حكومة أبى بكر (4) ، وكانت أُمّه في عِداد مَن أسَرَهم المسلمون في الفتوحات، فصارت من نصيب الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) (5) .

وكان محمّد من العلماء المحدّثين أُولي الشأْن في آل عليّ (عليه السلام). وكان شجاعاً رابط الجأْش. حمَل اللواء يوم الجَمَل وهو ابن تسع عشرة سنة (6) ، كما حَمَله في

____________________

(1) الطبقات الكبرى: 8 / 464، أُسد الغابة: 7 / 378 / 7586، الاستيعاب: 4 / 510 / 3638.

(2) الطبقات الكبرى: 8 / 463، أنساب الأشراف: 2 / 412، أُسد الغابة: 7 / 378 / 7586، الاستيعاب: 4 / 510 / 3638.

(3) سنن النسائي: 4 / 71، الطبقات الكبرى: 8 / 464، أنساب الأشراف: 2 / 412، سير أعلام النبلاء: 3 / 502 / 114، أُسد الغابة: 7 / 378 / 7586، الاستيعاب: 4 / 510 / 3638، أخبار الزينبات: 124.

(4) تاريخ دمشق: 54 / 323، سيَر أعلام النبلاء: 4 / 111 / 36 وفيه (وُلد في العام الذي مات فيه أبو بكر).

(5) الطبقات الكبرى: 5 / 91، سيَر أعلام النبلاء: 4 / 110 / 36، شرح نهج البلاغة: 1 / 244.

(6) الجمل: 356 وص 359، الطبقات الكبرى: 5 / 93، تاريخ الطبري: 4 / 514، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 485، تاريخ خليفة بن خيّاط: 138، شرح نهج البلاغة: 1 / 243 وص 245.

١٢٨

صِفّين (1) ، ولم يشهد كربلاء (2).

لم يبايع ابن الحنفيّة عبد الله بن الزبير بعد تسلّطه، فعزم ابن الزبير على حَرْقه هو وعبد الله بن عبّاس، لكنّ جيش المختار أنقذهما من مخالِبه (3) .

وكانت للمختار صِلة وثيقة به، وقد نسّق معه في الثأْر من قتَلَة الحسين (عليه السلام) (4) . وجاء في بعض النصوص التاريخيّة والحديثيّة أنّه ادّعى الإمامة في البداية، ثمّ أقرّ بإمامة السجّاد (عليه السلام) بعد مناظرة جرَت بينهما (5) .

توفّي ابن الحنفيّة في المدينة سنة (81 هـ) (6) .

99 - تاريخ دمشق عن الزهري: قال رجل لمحمّد ابن الحنفيّة: ما بال أبيك كان يرمي بك في مرامٍ لا يرمي فيها الحسن والحسين؟ قال: (لأنّهما كانا خدّيه وكنت يده، فكان يتوقّى بيده عن خدّيه) (7) .

100 - نثر الدُرّ: قال المنافقون له [لمحمّد ابن الحنفيّة]: لِمَ يغرّر بك أمير المؤمنين في الحرب ولا يغرّر بالحسن والحسين؟! قال: (لأنّهما عيناه وأنا

____________________

(1) الطبقات الكبرى: 5 / 93، تاريخ الإسلام للذهبي: 3 / 544.

(2) الطبقات الكبرى: 5 / 100، أنساب الأشراف: 5 / 317، سيَر أعلام النبلاء: 4 / 118 / 36.

(3) الطبقات الكبرى: 5 / 101، سيَر أعلام النبلاء: 4 / 118 / 36، تاريخ دمشق: 54 / 338 - 343.

(4) الطبقات الكبرى: 5 / 99، تاريخ الطبري: 5 / 561 وص 580، سيَر أعلام النبلاء: 4 / 121 / 36، تاريخ دمشق: 54 / 342.

(5) الكافي: 1 / 348 / 5.

(6) المستدرك على الصحيحين: 3 / 156 / 4696، الطبقات الكبرى: 5 / 116، سيَر أعلام النبلاء: 4 / 128 / 36، تاريخ دمشق: 54 / 359.

(7) تاريخ دمشق: 54 / 333، سيَر أعلام النبلاء: 4 / 117 / 36.

١٢٩

يمينه؛ فهو يدفع بيمينه عن عينَيه) (1) .

101 - ربيع الأبرار: استطال عليّ (عليه السلام) درعاً فقال: لينقُص منها كذا حلَقة. فقبض محمّد ابن الحنفيّة بإحدى يدَيه على ذيلها، وبالأُخرى على فضلها، ثمّ جذَبَها، فقطعها من الموضع الذي حدّه له أبوه (2) .

102 - شرح نهج البلاغة: لمّا تقاعس محمّد يوم الجَمل عن الحمْلة، وحمَل عليّ (عليه السلام) بالراية فضعضع أركان عسكر الجَمل، دفع إليه الراية وقال: (امحُ الأُولى بالأُخرى، وهذه الأنصار معك). وضمّ إليه خزيمة بن ثابت ذا الشهادتين في جمْعٍ من الأنصار، كثير منهم من أهل بدْر، فحمَل حمْلات كثيرة أزال بها القوم عن مواقفهم، وأبلى بلاءً حسناً.

فقال خزيمة لعليّ (عليه السلام): أما إنّه لو كان غير محمّد اليوم لافتضح؛ ولئن كنتَ خِفتَ عليه الحَيْن (3) وهو بينك وبين حمزة وجعفر لَما خِفناه عليه، وإنْ كنتَ أردت أنْ تعلّمه الطِعان فطالما عُلِّمته الرجال!.

وقالت الأنصار: يا أمير المؤمنين، لولا ما جعل الله تعالى للحسن والحسين (عليهما السلام)؛ لَما قدّمنا على محمّد أحداً من العرب!.

فقال عليّ (عليه السلام): (أين النجم من الشمس والقمر! أما إنّه قد أغنى وأبْلى، وله فضلُه، ولا يُنقِص فضلَ صاحبَيه عليه، وحسب صاحبكم ما انتهت به نعمة الله تعالى إليه).

____________________

(1) نثر الدُرّ: 1 / 406، شرح نهج البلاغة: 1 / 244.

(2) ربيع الأبرار: 3 / 325، الكامل للمبرّد: 3 / 1193.

(3) الحَيْن - بالفتح: الهلاك (لسان العرب: 13 / 136).

١٣٠

فقالوا: يا أمير المؤمنين، إنّا - والله - لا نجعله كالحسن والحسين (عليهما السلام) ولا نظلمهما له، ولا نظلمه - لفضلهما عليه - حقّه.

فقال عليّ (عليه السلام): (أين يقع ابني من ابنَي بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله))! (1).

4 / 4

العبّاس

مظهر العِشق والإيثار، ومثال الرجولة والصفاء والوقار، ورمز الشجاعة والشهامة والكرامة. وكانت له بين أبطال كربلاء وشهداء التاريخ منزلة رفيعة، ومكانة سامقة، حتى قال سيّد الساجدين زين العابدين (عليه السلام) في حقّه: (إنّ للعبّاس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة) (2) .

وُلد في سنة (26 هـ) (3) من أُمٍّ عظيمة تنتسب إلى قبيلة بني كلاب التي أنجبَت أشجع الصناديد الأفذاذ في زمانها، وتربّى في حِجرها، ونشأ مع إخوته الذين لا مثيل لهم، كالحسنَين (عليهما السلام).

كانت كُنيته: أبا الفضل (4) ، وأبا قِربة (5) . ولقَبه: السقّاء (6) ، وقمر بني هاشم.

____________________

(1) شرح نهج البلاغة: 1 / 245.

(2) الخصال: 68 / 101، الأمالي للصدوق: 548 / 731.

(3) أعيان الشيعة: 7 / 429، إبصار العين: 56.

(4) مقاتل الطالبيّين: 89، عمدة الطالب: 356.

(5) تهذيب الكمال: 20 / 479، أنساب الأشراف: 2 / 413، مقاتل الطالبيّين: 89، نسب قريش: 43، إعلام الورى: 1 / 359.

(6) تهذيب الكمال: 20 / 479، مقاتل الطالبيّين: 89، شرح الأخبار: 3 / 182 / 1125، المجدي: 15، إعلام الورى: 1 / 395، المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 108، عمدة الطالب: 356.

١٣١

وأمّا صفته: فقد كان ممشوق (1) القامة، عريض الصدر، عَبْل الذراعين (2) ، جميل المحَيّا، حتى سُمّي: قمر بني هاشم (3) .

وكان مع أبي عبد الله الحسين (عليه السلام) منذ بداية الثورة. وهو صاحب لوائه في كربلاء (4) . وتولّى سقاية الجيش والأطفال في ساعة العُسرة التي كان فيها الإمام وأصحابه محاصَرين (5) .

وعندما طلب الإمام (عليه السلام) من أصحابه وأهل بيته أنْ يذهبوا ويتركوه وحده في ليلة العاشر مِن المحرّم، كان أبو الفضل أوّل من هبّ ليُخبِرَه بملازمته إيّاه وتفانيه من أجْله، عِبر كلمات طافحة بالعشق والإيمان والإيثار (6) .

أتاه وإخوَتَه الثلاثة شمرُ بن ذي الجوشن ومعه كتاب الأمان، فامتعضوا منه وكرهوا لقاءه، وقالوا في ردّ ما عرَضه عليهم:

لعَنك الله ولعَن أمانك!... أتؤمِنُنا وابن رسول الله لا أمان له؟! (7).

أثنى عليه المعصومون (عليهم السلام) ووصفوه بالإيثار، والبصيرة النافذة، والثبات على الإيمان، والجهاد العظيم، والبلاء الحسَن، والمنزلة التي يُغبَط عليها يوم

____________________

(1) المَشْق: الطول مع الرِّقّة وقلّة اللحم (تاج العروس: 13 / 445).

(2) عَبْل الذراعين: أي ضخمهما (لسان العرب: 11 / 420).

(3) مقاتل الطالبيّين: 90، المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 108.

(4) الأخبار الطوال: 256، مقاتل الطالبيّين: 90، الإرشاد: 2 / 95، المجدي: 15، شرح الأخبار: 3 / 182 / 1125، المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 108، عمدة الطالب: 356.

(5) تاريخ الطبري: 5 / 412، الكامل في التاريخ: 2 / 556، الفتوح: 5 / 92، مقتل الحسين للخوارزمي: 2 / 29، شرح الأخبار: 3 / 182 وص 191.

(6) تاريخ الطبري: 5 / 419، الإرشاد: 2 / 91، إعلام الورى: 1 / 455.

(7) تاريخ الطبري: 5 / 416، الكامل في التاريخ: 2 / 558، الفتوح: 5 / 94، البداية والنهاية: 8 / 176، الإرشاد: 2 / 89.

١٣٢

القيامة (1) .

استُشهد هذا البطل المهيب والعَضُد الصامد لأبي عبد الله (عليه السلام)، عندما عزَم على إيصال الماء إلى الأفواه اليابسة الظامئة للنساء والأطفال حين ظلّ الإمام (عليه السلام) وحيداً فريداً. فعزّ مصرعه على الحسين (عليه السلام)، وجلَس عند جثمانه المضرّج بالدماء، ورثاه بحُرقة وألَم: (الآن انكسر ظهري، وقلّت حيلتي) (2) .

103 - الإمام زين العابدين (عليه السلام): (رحِم الله العبّاس - يعني ابن عليّ - فلقد آثَر وأبلى وفدى أخاه بنفسه حتى قُطِعت يداه، فأبدله الله بهما جناحَين يطير بهما مع الملائكة في الجنّة كما جعل لجعفر بن أبي طالب. وإنّ للعبّاس عند الله تبارك وتعالى لمنزلة يغبطه بها جميع الشهداء يوم القيامة) (3) .

104 - عنه (عليه السلام) - في ذِكر ليلة عاشوراء -: لمّا كان الليل، قال [الحسين (عليه السلام) ]: (هذا الليل قد غَشِيَكم، فاتّخِذوه جَمَلاً (4) ، ثمّ ليأخذ كلُّ رجُل منكم بيد رجُلٍ من أهل بيتي، تفرّقوا في سوادكم ومدائنكم حتى يفرّج الله؛ فإنّ القوم إنّما يطلبوني، ولو قد أصابوني لهَوْا عن طلب غيري).

فقال له إخوته وأبناؤه وبنو أخيه وابنا عبد الله ابن جعفر: لِمَ نفعل؟! لِنبقى بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبداً! بدأهم بهذا القول العبّاس بن عليّ (عليه السلام) (5) .

____________________

(1) سرّ السلسلة العلويّة: 89، عمدة الطالب: 356.

(2) مقتل الحسين للخوارزمي: 2 / 30، المجدي: 15، إعلام الورى: 1 / 395، شرح الأخبار: 3 / 194، عمدة الطالب: 356، بحار الأنوار: 45 / 42.

(3) الخصال: 68 / 101، الأمالي للصدوق: 548 / 731 كلاهما عن ثابت بن أبي صفيّة.

(4) يقال للرجل إذا سَرى ليلتَه جَمعاء، أو أحياها بصلاة أو غيرها من العبادات: اتّخَذ الليلَ جَمَلاً، كأنّه رَكِبه ولم يَنَم فيه (النهاية: 1 / 298).

(5) تاريخ الطبري: 5 / 419 وراجع الإرشاد: 2 / 91 وإعلام الورى: 1 / 455.

١٣٣

105 - الإمام الصادق (عليه السلام): (كان عمّنا العبّاس نافذ البصيرة، صلب الإيمان، جاهد مع أبي عبد الله (عليه السلام)، وأبلى بلاءً حسناً، ومضى شهيداً) (1) .

106 - تاريخ الطبري عن عبد الله بن شريك العامري - في ذكر أحداث واقعة كربلاء -: قال عبد الله بن أبي المحلّ - لابن زياد -:... أصلح الله الأمير! إنّ بَني أُختنا مع الحسين، فإنْ رأيت أنْ تكتب لهم أماناً فعلت، قال: نعم ونعمة عين. فأمر كاتبه، فكتب لهم أماناً. فبعث به عبد الله بن أبي المحلّ مع مولىً له يُقال له: كُزمان، فلمّا قدِمَ عليهم دعاهم، فقال: هذا أمان بعث به خالُكُم. فقال له الفِتْية: أقرِئ خالنا السلام، وقل له: أنْ لا حاجة لنا في أمانِكم، أمان الله خيرٌ من أمان ابن سميّة!...

وجاء شمرٌ حتى وقف على أصحاب الحسين، فقال: أين بنو أُختنا؟ فخرج إليه العبّاس وجعفر وعثمان بنو عليّ (عليه السلام)، فقالوا له: ما لَكَ وما تريد؟ قال: أنتم يا بني أُختي آمِنون. قال له الفتية: لعنَك الله ولعن أمانك! لئن كنتَ خالَنا أتؤمننا وابن رسول الله لا أمان له؟! (2).

4 / 5

إخوة العبّاس

وهُم عبد الله وعثمان وجعفر أبناء أُمّ البنين، وكانوا أصغر من العبّاس (عليه السلام).

____________________

(1) سرّ السلسلة العلَويّة: 89، عمدة الطالب: 356 كلاهما عن المفضّل بن عمَر.

(2) تاريخ الطبري : 5 / 415 و416، الكامل في التاريخ: 2 / 558، الفتوح: 5 / 94 كلاهما نحوه. وفيه (قال له العبّاس بن عليّ (عليه السلام): تبّاً لك يا شمر، ولعنك الله، ولعن ما جئت به من أمانك هذا يا عدوّ الله! أتأمرنا أن ندخل في طاعة العناد ونترك نصرة أخينا الحسين (عليه السلام)؟! فرجع الشمر إلى معسكره مغتاظاً).

١٣٤

واستُشهدوا مع الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء (1) . ولم يخذلوا إمامهم، ولم يتركوه وحده حين آمَنَهم العدوّ (2) . وكان لعبد الله مِن العُمر خمس وعشرون سنة (3) . وكان يرتجز عند شهادته ويقول:

أنا ابنُ ذي النجدة والإفضالِ

ذاك علىُّ الخيرِ ذو الفعالِ

سيفُ رسول الله ذو النكالِ

في كلّ يوم ظاهرُ الأهوالِ (4)

وكان عثمان ابن إحدى وعشرين سنة. سمّاه الإمام (عليه السلام) به؛ إحياءً وتخليداً لاسم عثمان بن مظعون (5) .

107 - الأخبار الطوال: قال العبّاس بن عليّ (عليه السلام) لإخوته - عبد الله وجعفر وعثمان بَني عليّ عليه وعليهم السلام، وأُمّهم جميعاً أُمّ البنين العامريّة من آل الوحيد -: (تَقدَّموا، بنفسي أنتم! فحاموا عن سيّدكم حتى تموتوا دونه) (6) .

108 - مقاتل الطالبيّين عن الضحّاك المشرقي: قال العبّاس لأخيه من أبيه وأُمّه عبد الله بن عليّ: تَقدَّم بين يديّ حتى أراك وأحتسِبك (7) .

____________________

(1) الطبقات الكبرى: 3 / 20، تاريخ الطبري : 5 / 153 وص 468، الكامل في التاريخ: 2 / 581440، الأخبار الطوال: 257، الفتوح: 5 / 113، مقاتل الطالبيّين: 87 - 89، شرح الأخبار: 3 / 194، المجدي: 15، إعلام الورى: 1 / 395.

(2) تاريخ الطبري : 5 / 416، الكامل في التاريخ: 2 / 558، الفتوح: 5 / 94، البداية والنهاية: 8 / 176.

(3) شرح الأخبار: 3 / 194، المجدي: 15، إعلام الورى: 1 / 395، مقاتل الطالبيّين: 88.

(4) المناقب لابن شهر آشوب: 4 / 107، الفتوح: 5 / 113، مقتل الحسين للخوارزمي: 2 / 29.

(5) مقاتل الطالبيّين: 89.

(6) الأخبار الطوال: 257، مثير الأحزان: 68 نحوه.

(7) مقاتل الطالبيّين: 88، بحار الأنوار: 45 / 38.

١٣٥

١٣٦

تحقيق في نسبة (سُكَينة) إلى الإمام عليّ

اشتهر مَزار في سوريا باسم سُكينة بنت عليّ (عليه السلام). ولكنّ التتبّع والاستقصاء في المصادر التاريخيّة لكِلا الفريقين حول أولاد الإمام (عليه السلام)، دلّ على عدم وجود بنت بهذا الاسم له (عليه السلام).

بَيد أنّا حينما نتصفّح المصادر الحديثيّة يتراءى لنا وجود امرأة باسم سُكَينة بنت عليّ (عليه السلام)، وذلك في ثلاثة مواضع على وجه التحديد:

1 - ورد في رواية في دفْن سيّدتنا الزهراء (عليها السلام) عن الإمام عليّ (عليه السلام)، قال: (ناديت يا أُمّ كلثوم، يا زينب، يا سكينة، يا فضّة، يا حسن، يا حسين، هلمّوا تزوّدوا من أُمّكم) (1) !.

حيث ذهب البعض إلى أنّ ذِكر اسم سكينة إلى جانب زينب وأُمّ كلثوم، قرينة على صحّة انتساب المزار الموجود في سورية إلى سكينة بنت الإمام عليّ (عليه السلام). لكن يَرُدّ هذا الاستدلال أُمور:

____________________

(1) بحار الأنوار: 43 / 179 / 15.

١٣٧

أ - نصُّ المرحوم المجلسي على أنّه لم يأخذه من مصدر معوّل عليها (1) .

ب - ذِكر اسمِ فضّة مع سكينة وأولاد الإمام (عليه السلام)؛ فإنّه يدلّ على حضور أشخاص آخَرين غير أولاد الإمام (عليه السلام) وقتئذٍ أيضاً.

ج - لم تدعم المصادر التاريخيّة وجود بنت للزهراء (عليها السلام) باسم سكينة.

2 - جاء في سند روايةٍ حول مدْح سيّدتنا الزهراء (عليها السلام) ما لفظُه: عن الحسين بن إبراهيم القمّي عن عليّ بن محمّد العسكري عن صعصعة بن ناجية عن زيد بن موسى عن أبيه عن جدّه جعفر بن محمّد عن أبيه عن عمّه زيد بن عليّ عن أبيه عن سكينة وزينب ابنتَي عليٍّ عن عليّ (عليه السلام)... (2) .

والضعف الشديد في أوّل السند يقوّي احتمال الخطأ في الرواية بشكلٍ كبير. مضافاً إلى أنّه لم يُعهَد نقل رواية عن الإمام الباقر (عليه السلام) عن زيد عن الإمام السجّاد (عليه السلام).

3 - ورد في رواية أُخرى عن الإمام الحسين (عليه السلام): (أُدخِلَ على أُختي سكينة بنت عليّ (عليه السلام) خادمٌ، فغطّت رأسها منه..) (3)

وسند هذه الرواية أيضاً ضعيف جدّاً، فبعض رجاله موصوف بأنّه مجهول مختلط.

____________________

(1) بحار الأنوار: 43 / 174 / 15.

(2) دلائل الإمامة: 146 / 52، بحار الأنوار: 81 / 112 / 37.

(3) الأمالي للطوسي: 366 / 780، بحار الأنوار: 104 / 45 / 7.

١٣٨

القسم الثاني

الإمام عليّ مع النبيّ

وفيه فصول:

الفصل الأوّل: المؤازرة على الدعوة

الفصل الثاني: الصعود على منكِبَي النبيّ لكَسْر الأصنام

الفصل الثالث: الإيثار الرائع ليلة المبيت

الفصل الرابع: غاية الفُتوّة في غزوتين

الفصل الخامس: إرغام العدوّ على التسليم في غزوتين

الفصل السادس: الضربة المصيرية في غزوة الخندق

الفصل السابع: الشجاعة والأدب في الحديبيّة

الفصل الثامن: الدَور المصيري في فتْح خيبر

الفصل التاسع: النشاطات في فتْح مكّة

الفصل العاشر: المقاومة الرائعة في غزوة حُنين

الفصل الحادي عشر: الاستخلاف عن النبيّ في غزوة تبوك

الفصل الثاني عشر: عِدّة بِعثات هامّة

الفصل الثالث عشر: من أدعية النبيّ للإمام

الفصل الرابع عشر: العروج من صدر الحبيب

١٣٩

١٤٠