موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء ١

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ0%

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 311

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: محمد الريشهري
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 311
المشاهدات: 56786
تحميل: 7138


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2 الجزء 3 الجزء 5
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 56786 / تحميل: 7138
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء 1

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

220 - مشارق أنوار اليقين: في ذلك اليوم لمّا سأله عُمَر فقال: يا أبا الحسن، لقد اقتلعتَ منيعاً ولك ثلاثة أيّام خميصاً (1) ، فهل قلعتَها بقوّة بشريّة؟ فقال: (ما قلعتُها بقوّة بشريّة، ولكن قلعتها بقوّة إلهيّة، ونفْسٍ بلقاء ربّها مطمئنّة رضيّة) (2) .

221 - تفسير الفخر الرازي: إنّ كلّ مَن كان أكثر عِلماً بأحوال عالَم الغيب كان أقوى قلْباً وأقلّ ضعفاً؛ ولهذا قال عليّ بن أبي طالب كرّم الله وجهه: (والله ما قلعت باب خيبر بقوّة جسدانيّة، ولكنّ بقوّة ربّانيّة)؛ ذلك لأنّ عليّاً كرّم الله وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الأجساد، وأشرقت الملائكة بأنوار عالَم الكبرياء، فتقوى روحه، وتشبّه بجواهر الأرواح الملكيّة، وتلألأت فيه أضواء عالَم القدس والعظمة، فلا جرَم (3) حصل له من القدرة ما قدَر بها على ما لَم يقدر عليه غيره.

وكذلك العبد إذا واظب على الطاعات بلغ إلى المقام الذي يقول الله: كنت له سمعاً وبصراً. فإذا صار نور جلال الله سمعاً له، سمع القريب والبعيد. وإذا صار ذلك النور بصراً له، رأى القريب والبعيد. وإذا صار ذلك النور يداً له، قدر على التصرّف في الصعب والسهل والبعيد والقريب (4) .

222 - الإرشاد: لمّا فتح أمير المؤمنين (عليه السلام) الحِصن وقتل مَرحباً، وأغنم الله المسلمين أموالهم، استأذن حسّان بن ثابت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنْ يقول شِعراً: فقال

____________________

(1) يقال: رجُل خميص: إذا كان ضامر البطن (النهاية: 2 / 80).

(2) مشارق أنوار اليقين: 110، بحار الأنوار: 21 / 40 / 37.

(3) لا جرم: أي لا بدّ، ولا محالة، وقيل: معناه: حقّاً (لسان العرب:12 / 93).

(4) تفسير الفخر الرازي: 21 / 92.

٢٤١

له: قُل. فأنشأ يقول:

وكان عليّ أرمَد العين يبتغي

دواء فلمّا لم يحسّ مداويا

شفاه رسول الله منه بتفلةٍ

فبورك مَرقيّاً وبورك راقيا

وقال سأُعطي الراية اليوم صارماً

كُميّاً (1) محبّاً للرسول مُواليا

يحبّ إلهي والإله يحبّهُ

به يفتح الله الحصون الأوابيا (2)

فأصفى بها دون البريّة كلّها

عليّاً وسمّاه الوزير المؤاخيا (3)

223 - تذكرة الخواصّ: ذكر أحمد في الفضائل أنّهم سمعوا تكبيراً من السماء في ذلك اليوم وقائلا يقول:

(لا سيف إلاّ ذو الفقا

رِ ولا فتى إلاّ عليّ)

فاستأذن حسّان بن ثابت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنْ ينشد شعراً فأذن له، فقال:

جبريل نادى مُعلناً

والنقع ليس بمنجلي

والمسلمون قد احدقوا

حول النبيّ المرسلِ

لا سيف إلاّ ذو الفقا

رِ ولا فتى إلاّ عليّ

فإنْ قيل: قد ضعّفوا لفظة لا سيف إلاّ ذو الفقار، قلنا: الذي ذكروه أنّ الواقعة كانت في يوم أُحد، ونحن نقول: إنّها كانت في يوم خيبر، وكذا ذكر أحمد بن حنبل في الفضائل ولا كلام في يوم أُحد؛ فإنّ ابن عبّاس قال: لمّا قتَل عليّ (عليه السلام)

____________________

(1) الكُمي: اللابسُ السلاح وقيل هو الشجاع المُقدِمُ الجري (لسان العرب:15 / 232).

(2) من الإباء، وهو أشدّ الامتناع (لسان العرب: 14 / 4).

(3) الإرشاد: 1 / 128، روضة الواعظين: 146 وفيه (و الرسول يحبّه) بدل (و الإله يحبّه)، المناقب للكوفي: 2 / 499 / 1001 وفيه (النبيّ) بدل (إلهي)، المناقب لابن شهر آشوب: 3 / 130 عن خزيمة بن ثابت، المناقب لابن المغازلي: 185 / 220 وفي كلّها الأبيات فقط.

٢٤٢

طلحة بن أبي طلحة حامل لواء المشركين صاح صائح من السماء: لا سيف إلاّ ذو الفقار.

قالوا: في إسناد هذه الرواية عيسى بن مهران، تكلّم فيه، وقالوا: كان شيعيّاً.

أمّا يوم خيبر فلم يطعن فيه أحد من العلماء. وقيل: إنّ ذلك كان يوم بدر. والأوّل أصحّ (1) .

راجع: القسم التاسع / عليّ عن لسان النبيّ / الكمالات المعنويّة / الله ورسوله وجبرئيل عنه راضون

/ عليٌّ عن لسان النبيّ / لا يعرف حقّ معرفته / لولا مخافة الغلوّ.

/ علىٌّ عن لسان أصحاب النبيّ / سعد بن أبي وقّاص.

القسم الرابع عشر / محبوبيّته عند الله ورسوله وملائكته.

____________________

(1) تذكرة الخواصّ: 26، الصراط المستقيم: 1 / 258 نحوه.

٢٤٣

٢٤٤

الفصل التاسع

  النشاطات في فتْح مكّة

تمّ الاتّفاق في صُلح الحديبيّة على أنْ يكفّ كلّ من الطرفين عن شنّ الحرب، وألاّ يحرّضا حلفاءهما على ذلك، وألاّ يدعماهم في حرب من الحروب. لكنّ قريش نكثَت مقرّرات ذلك الصلح بتجهيز بني بكر - حلفائهم - على قبيلة خزاعة حليفة المسلمين، أو بالاشتراك ليلاً في قتال ضدّها (1).

وتناهى إلى أسماع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) استشهاد عدد من المسلمين مظلومين، واستنجاد عمرو بن سالم - رئيس قبيلة خزاعة - بأبيات مؤثّرة، فأنجده.

وهكذا عزم على فتح مكّة، ومحْو معالم الشِرك من مركز التوحيد؛ إذ لا مانع يحول دون ذلك حينئذ. فسيطر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على مكّة عِبر خطّة عسكريّة

____________________

(1) الطبقات الكبرى: 2 / 134، تاريخ الطبرى: 3 / 44، تاريخ الإسلام للذهبي: 2 / 521، الكامل في التاريخ: 1 / 609، السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 36، أنساب الأشراف: 1 / 449.

٢٤٥

عجيبة، وفتحها بلا إراقة دم، ومعه أكثر من عشرة آلاف مقاتل (1) .

وشهد الإمام عليّ (عليه السلام) هذا النصر، وكان حضوره فيه لافتاً للنظر من وجوه:

1 - كان حاطب بن أبي بلتَعة قد كتب إلى قريش كتاباً يخبرهم فيه بعزم النبيّ (صلّى الله عليه وآله) على فتح مكّة، وأرسله مع إحدى النساء. فاستدعى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عليّاً (عليه السلام)، وبعثه مع اثنين للقبْض على تلك المرأة. ولمّا لقوها وطلبوا منها دفْع الكتاب إليهم أنكرت ذلك أشدّ إنكار، ففتّشوها عدّة مرّات فلم يجدوا عندها شيئاً، ودلّ تفتيشهم على صحّة ما تدّعيه. فقال لها الإمام (عليه السلام): (والله ما كَذَبَنا رسولُ الله صلوات الله عليه... والله لتُظهرنّ الكتاب أو لأردنّ رأسك إلى رسول الله!) فاستسلمت المرأة وأخرجته من ضفيرتها، ودفعته إليه (2) .

2 - كان سعد بن عبادة يحمل راية الإسلام، وينادى: اليوم يوم الملحمة....

فنادى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نداء الرحمة والرأفة، وقال: (اليوم يوم المرحمة..) (3) ، ثمّ دعا عليّاً (عليه السلام) وأمره أنْ يرفع الراية مكان سعد (4) .

____________________

(1) الطبقات الكبرى: 2 / 135 وص 139، تاريخ الطبري: 3 / 50، السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 42، الكامل في التاريخ: 1 / 612.

(2) صحيح البخاري: 4 / 1557 / 4025، صحيح مسلم: 4 / 1941 / 161، مسند ابن حنبل: 1 / 173 / 600، المستدرك على الصحيحين: 3 / 341 / 5309، الطبقات الكبرى: 2 / 134، تاريخ الطبري: 3 / 48، تاريخ الإسلام للذهبي: 2 / 525، الكامل في التاريخ: 1 / 611، السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 40، تاريخ اليعقوبي: 2 / 58.

(3) أُسد الغابة: 2 / 442 / 2012، كنز العمّال: 10 / 513 / 30173 نقلاً عن ابن عساكر.

(4) تاريخ الإسلام للذهبي: 2 / 532، تاريخ الطبري: 3 / 56، السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 49، الكامل في التاريخ: 1 / 614، الإرشاد: 1 / 135، شرح الأخبار: 1 / 305، إعلام الورى: 1 / 385، المناقب لابن شهر آشوب: 1 / 207 و208.

٢٤٦

3 - أعطى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) الأمان للجميع بعد فتح مكّة إلاّ شرذمة من سود الضمائر المعاندين فقد أهدر دمهم، منهم الحويرث - الذي كان يؤذيه كثيراً يوم كان في مكّة - وامرأة مغنّية كانت تهجوه (صلّى الله عليه وآله)، فقتلهما الإمام (عليه السلام) (1) .

224 - تاريخ الطبري عن عروة بن الزبير وغيره: لمّا أجمع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) المسير إلى مكّة، كتب حاطب بن أبي بلتعة كتاباً إلى قريش يخبرهم بالذي أجمع عليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من الأمر في السَير إليهم، ثمّ أعطاه امرأة... وجعل لها جُعلاً على أنْ تبلّغه قريشاً، فجعلته في رأسها، ثمّ فتلت عليه قرونها، ثمّ خرجت به. وأتى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الخبر من السماء بما صنع حاطب، فبعث عليّ بن أبي طالب والزبير ابن العوّام، فقال: أدرِكا امرأة قد كتب معها حاطب بكتاب إلى قريش، يحذّرهم ما قد أجمعنا له في أمرهم.

فخرجا حتى أدركاها بالحليفة - حليفة ابن أبي أحمد - فاستنزلاها، فالتمسا في رحْلِها، فلم يجدا شيئاً، فقال لها عليّ بن أبي طالب: (إنّي أحلِف ما كَذَب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ولا كَذَبَنا، ولتخرِجِنّ إليّ هذا الكتاب أو لنكشفنّكِ). فلمّا رأت الجدّ منه قالت: أعرض عنّي. فأعرَض عنها، فحلّت قرون رأسها، فاستخرجت الكتاب منه، فدفعته إليه، فجاء به إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (2) .

____________________

(1) أنساب الأشراف: 1 / 456 و457، الإرشاد: 1 / 136.

(2) تاريخ الطبري: 3 / 48، السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 40 وفيه (خليقة) بدل (حليفة)، وراجع المستدرك على الصحيحين: 3 / 341 / 5309، والكامل في التاريخ: 1 / 611.

٢٤٧

225 - صحيح البخاري عن عبيد الله بن أبي رافع: سمعت عليّاً (رضي الله عنه) يقول: بعثني رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أنا والزبير والمقداد، فقال: انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ (1) ، فإنّ بها ظعينة (2) معها كتاب، فخذوه منها. فانطلقنا تَعادَى بنا خَيلُنا حتى أتينا الروضة، فإذا نحن بالظعينة، قلنا لها: أخرجي الكتاب. قالت: ما معي كتاب! فقلنا: لتُخرِجِنّ الكتاب أو لنُلقينّ الثياب. فأخرجته من عقاصها (3) . فأتينا به رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (4) .

226 - تاريخ الطبري عن عبد الله بن أبي نجيح: إنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) حين فرّق جيشه من ذي طوى، أمر الزبير أنْ يدخل في بعض الناس من كدىً (5) ، وكان الزبير على المجنِّبة (6) اليسرى، فأمر سعد بن عبادة أنْ يدخل في بعض الناس من كداء (7) . فزعم بعض أهل العِلم أنّ سعداً قال حين وُجّه داخلاً: (اليوم يوم الملحمة، اليوم تُستحلّ الحُرُمة) فسمعها رجلٌ من المهاجرين، فقال: يا رسول الله، اسمع ما قال سعد بن عبادة! وما نأمن أنْ تكون له في قريش صولة!! فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعليّ

____________________

(1) روضة خاخ: موضع بين الحرَمين بقُرب حمراء الأسد من المدينة (معجم البلدان: 2 / 335).

(2) الظعينة: المرأة في الهودَج (لسان العرب: 13 / 271).

(3) العَقْص: ضربٌ من الضَّفر، وهو أنْ يلوى الشَعر على الرأس؛ ولهذا تقول النساء: لها عِقْصة، وجمعها عِقَص وعِقاص وعقائص، ويقال: هي التي تتّخِذ من شَعرها مثل الرمّانة (لسان العرب: 7 / 56).

(4) صحيح البخاري: 4 / 1557 / 4025، صحيح مسلم: 4 / 1941 / 161، مسند ابن حنبل: 1 / 173 / 600، تاريخ الإسلام للذهبي: 2 / 525.

(5) كُدا - بالضمّ والقصر: الثنية السفلى ممّا يلي باب العمرة (لسان العرب: 15 / 218).

(6) المُجنِّبتان من الجيش: الميمنة والميسرة (لسان العرب: 1 / 276).

(7) كَداء - بالفتح والمَد: الثنية العليا بمكّة ممّا يلي المقابر، وهو المعلى (لسان العرب: 15 / 218).

٢٤٨

ابن أبي طالب: (أدركه فخُذ الراية، فكُن أنت الذي تدخل بها) (1) .

227 - أنساب الأشراف: أمّا الحويرث بن نقيذ، فكان يُعظم القول في رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وينشد الهجاء فيه، ويُكثِر أذاه، وهو بمكّة. فلمّا كان يوم الفتح هرب من بيته، فلقِيَه عليّ بن أبي طالب فقتله (2) .

راجع: القسم العاشر / الخصائص العقائديّة / امتحن الله قلْبه للإيمان

____________________

(1) تاريخ الطبري: 3 / 56، السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 48، الكامل في التاريخ: 1 / 614، وراجع المغازي: 2 / 821، والإرشاد: 1 / 134، وشرح الأخبار: 1 / 305، وإعلام الوري: 1 / 385، والمناقب لابن شهر آشوب: 1 / 207.

(2) أنساب الأشراف: 1 / 456، الكامل في التاريخ: 1 / 616، وراجع المغازي: 2 / 857.

٢٤٩

٢٥٠

الفصل العاشر

  المقاومة الرائعة في غزوة حُنَين

ألقى فتح مكّة الرعب في قلوب المشركين، والذُعر والفزع في نفوسهم؛ فتشاورت قبيلتا الطائف المهمّتان هوازن وثقيف مع بعض القبائل الأخرى، فعزمَتا على المسارعة إلى مواجهة جيش الإسلام قبل أنْ يُقبِل عليهم، وجمعَتا جيشاً ضخماً بقيادة شابّ باسل شجاع يدعى: مالك بن عوف النصري، وسار الجيش نحو المسلمين (1).

وبادر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) إلى مواجهتهم على رأس جيش عظيم يتألّف من اثني عشر ألفاً، عشرة آلاف من يثرب، وألفين من المسلمين الجُدُد، وبلغت عظمة الجيش درجةً جعلت البعض يُصاب بغرورٍ زائف حتى قال: لا نُغلَب اليوم من قِلّة (2) .

____________________

(1) السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 80، الطبقات الكبرى: 2 / 149، تاريخ الطبرى: 3 / 70، الكامل في التاريخ: 1 / 624.

(2) الطبقات الكبرى: 2 / 150، السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 83 وص 87، الكامل في التاريخ: 1 / 625، تاريخ الطبري: 3 / 73، تاريخ الإسلام للذهبي: 2 / 574، تاريخ اليعقوبي: 2 / 62، الإرشاد: 1 / 140.

٢٥١

وأمَر مالك جيشه بالاختباء خلْف الأحجار والصخور وشِعاب الجبال، والنقاط المرتفعة في آخِر الوادي الذي كان ممرّاً إلى منطقة حُنَين. ولمّا وصل الجيش الإسلامي هناك رُشِق بالسهام والحجارة، فمُني بالهزيمة والانكسار، وحدث ما حدث، وفَرّ كثير من جيش رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (1) ، حتى قال أبو سفيان مستهزئاً: لا تنتهي هزيمتهم دون البحر (2) .

وفي ساعة العُسرة هذه لم يبقَ مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلاّ قليل؛ قرابة عشرة، فاستماتوا في الدفاع عنه، وفيهم أمير المؤمنين (عليه السلام) فكان لا يفتأ يحوم حوله مدافعاً، وهزَم مَن كان يريد قتل النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، وأجبرهم على الفرار (3) .

وصاح النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بصوتٍ عالٍ في خِضَمّ تلك الشدائد والنوازل قائلا: (يا أنصار الله وأنصار رسوله، أنا عبد الله ورسوله!)، ثمّ ساق بغْلَته نحو العدوّ ومعه عدد من الصحابة، وأمَر عمّه العبّاس أنْ ينادي المسلمين بصوته الجهوريّ ويدعوهم إلى نُصرته. وهكذا انتظم أمْر الجيش مرّة أخرى (4) .

إنّ ثبات عليّ (عليه السلام) وقتاله بلا هوادة في هذه المعركة لافِتان للنظر أيضاً، فقد قتَل

____________________

(1) الطبقات الكبرى : 2 / 151، تاريخ الطبري: 3 / 74، السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 85، الكامل في التاريخ: 1 / 625.

(2) تاريخ الطبري: 3 / 74، الكامل في التاريخ: 1 / 626، تاريخ الإسلام للذهبي: 2 / 576.

(3) الطبقات الكبرى : 2 / 151، تاريخ الطبري: 3 / 74، السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 85، الكامل في التاريخ: 1 / 625.

(4) تاريخ الطبري: 3 / 75، الطبقات الكبرى : 2 / 151، السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 87، الإرشاد: 1 / 142.

٢٥٢

أربعين من هوازن (1) ، وفيهم أبو جرول، وهو أحد شجعانهم، وكان هلاكه بدايةً لانهيار جيشهم (2) .

ولاحَقَ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) الفارّين، وحاصر قَلْعتهم بالطائف. وفي هذا الحصار اشتبك الإمام (عليه السلام) مع نافع بن غيلان فقتَله، فولّى جمعٌ من المشركين مُدبرين، وأسلم آخرون (3) .

يضاف إلى هذا أنّ الإمام (عليه السلام) كُلِّف عند الحصار بكسْر الأصنام التي كانت حول الطائف، وقد أنجز هذه المهمّة بأحسن ما يكون (4) .

قال الشيخ المفيد رضوان الله عليه في حضور الإمام (عليه السلام) هذه الغزوة: (فانظر الآن إلى مناقب أمير المؤمنين (عليه السلام) في هذه الغزاة وتأمّلها وفكّر في معانيها تجده قد تولّى كلّ فضل كان فيها، واختصّ من ذلك بما لم يشرِكه فيه أحد من الأمّة) (5) .

ويتسنّى لنا الآن - بناءً على ما ذكرنا وما جاء في الوقائع التاريخيّة - أنْ نسجّل دَور الإمام (عليه السلام) في النقاط الآتية:

1 - حمْله راية المهاجرين.

2 - حضوره المهيب في احتدام القتال وهجوم العدوّ بلا هوادة، ودفْعه الخطر

____________________

(1) الكافي: 8 / 376 / 566، الإرشاد: 1 / 144 وص 150.

(2) الإرشاد: 1 / 143 وص 150، وراجع مسند أبي يعلى: 2 / 344 / 1858، وتاريخ الطبري: 3 / 76، والسيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 88.

(3) الإرشاد: 1 / 153.

(4) الإرشاد: 1 / 152، تاريخ اليعقوبي: 2 / 64.

(5) الإرشاد: 1 / 149.

٢٥٣

عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في أحرَج اللحظات التي فَرّ فيها الكثيرون.

3 - قتلُه أبا جرول والذي استتبع انهيار جيش هوازن.

4 - قتْله أربعين من مقاتلي هوازن.

5 - قيادته لكتيبةٍ كانت قد تعبّأت من أجل إزالة الأصنام.

6 - مبارزة شهاب - من قبيلة خثعم - الذي لم يجرؤ أحد من المسلمين على مبارزته، فهبّ الإمام (عليه السلام) إليه وقضى عليه.

7 - قتْله نافعاً، الذي أدّى إلى إسلام الكثيرين.

228 - تاريخ اليعقوبي: بلغ رسول الله وهو بمكّة أنّ هوازن قد جمَعَت بحُنين جمعاً كثيراً، ورئيسهم مالك بن عوف النصري، ومعهم دريد بن الصمّة من بني جشم، شيخ كبير يتبرّكون برأيه، وساق مالك مع هوازن أموالهم وحُرَمِهم. فخرج إليهم رسول الله في جيشٍ عظيم عدّتهم اثنا عشر ألفاً، عشرة آلاف أصحابه الذين فتح بهم مكّة، وألفان من أهل مكّة ممّن أسلم طوعاً وكرهاً، وأخذ من صفوان بن أُميّة مِئة دِرع وقال: (عارية مضمونة). فأعجبت المسلمين كثرتُهم، وقال بعضهم: ما نؤتى من قِلّة. فكَرِه رسول الله ذلك من قولهم.

وكانت هوازن قد كمَنَت في الوادي، فخرجوا على المسلمين، وكان يوماً عظيم الخَطْب، وانهزم المسلمون عن رسول الله، حتى بقيَ في عشرة من بني هاشم، وقيل تسعة، وهم: عليّ بن أبي طالب، والعبّاس بن عبد المطّلب، وأبو سفيان بن الحارث، ونوفل بن الحارث، وربيعة بن الحارث، وعتبة ومعتّب ابنا أبي لهب، والفضل بن العبّاس، وعبد الله بن الزبير بن عبد المطّلب، وقيل:

٢٥٤

أيمن بن أُمّ أيمن. قال الله عزّ وجلّ: ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَْرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا ) (1) (2) .

229 - تاريخ الإسلام عن الواقدي: سار رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من مكّة لستٍّ خلونَ من شوّال في اثني عشر ألفاً، فقال أبو بكر: لا نُغلَب اليوم من قِلّة. فانتهوا إلى حُنَين لعشرٍ خلونَ من شوّال. وأمر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) أصحابه بالتعبئة، ووضع الألْوية والرايات في أهلها، وركب بغْلته، ولبس دِرعين والمِغفر والبيضة. فاستقبلهم من هوازن شيءٌ لم يرَوا مثله من السواد والكثرة، وذلك في غبش الصبح. وخرجت الكتائب من مضيق الوادي وشُعَبِه، فحملوا حملةً واحدة، فانكشفت خيل بني سليم مُولّيةً، وتبعهم أهل مكّة، وتبعهم الناس (3) .

230 - السيرة النبويّة عن جابر بن عبد الله: لمّا استقبلْنا وادي حُنَين انحدرنا في وادٍ من أودية تهامة أجوف حَطُوط (4) ، إنّما ننحدر فيه انحداراً، - قال: - وفي عَماية الصبح (5) . وكان القوم قد سبقونا إلى الوادي، فكمَنوا لنا في شِعابه وأحْنائه ومضايقه، وقد أجمعوا وتهيّؤوا وأعدّوا. فو الله ما راعَنا ونحن منحطّون إلاّ الكتائب قد شدُّوا علينا شَدّة رجُلٍ واحد، وانشمر الناس راجعين لا يلوي أحدٌ على أحدٍ، وانحاز رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ذات اليمين، ثمّ قال: (أين!! أيّها الناس هلمُّوا

____________________

(1) التوبة: 25 و26.

(2) تاريخ اليعقوبي: 2 / 62، الإرشاد: 1 / 140 نحوه.

(3) تاريخ الإسلام للذهبي: 2 / 574، وراجع المغازي: 3 / 890.

(4) أجوف: واسع الجوف والحَطُوط: الأكَمَة الصعبة الانحدار (لسان العرب: 9 / 35 وج 7 / 274).

(5) عَماية الصبح: بقيّة ظلمة الليل (لسان العرب: 15 / 98).

٢٥٥

إليّ! أنا رسول الله، أنا محمّد بن عبد الله). قال: فلا شيء، حمَلت الإبل بعضها على بعض، فانطلق الناس، إلاّ أنّه قد بقيَ مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) نفر من المهاجرين والأنصار وأهل بيته. وفيمَن ثبت معه... من أهل بيته عليّ بن أبي طالب (1) .

231 - مسند أبي يعلى عن جابر: كان أيّام هوازن رجلٌ جسيم، على جَمَل أحمر، في يده راية سوداء، إذا أدرك طعن بها، وإذا فاته شيءٌ من بين يديه دفعها من خلفه فأبعده. فعمد له عليّ بن أبي طالب ورجلٌ من الأنصار كلاهما يريده - قال: - فضربه عليّ على عرقوبَي الجَمَل، فوقع على عجْزِه، - قال: - وضرَب الأنصاري ساقه - قال: - فطرح قدمه بنصف ساقه، فوقع، واقتتل الناس (2) .

232 - الإرشاد: أقبل رجلٌ من هوازن على جَمَل له أحمر، بيده راية سوداء في رأس رمحٍ طويل أمام القوم، إذا أدرك ظفراً من المسلمين أكبّ عليهم، وإذا فاته الناس رفعه لمَن وراءه من المشركين فاتّبعوه، وهو يرتجز ويقول:

أنا أبو جرول لا بَراحُ (3)

حتى نُبيحَ القومَ أو نُباحُ

فصمد له أمير المؤمنين (عليه السلام)، فضرب عَجْز بعيره فصرعه، ثمّ ضربه فقطره، ثمّ قال:

قد عَلم القومُ لدَى الصباحِ

أنّي في الهيجاء ذو نصاحِ

فكانت هزيمة المشركين بقتل أبي جرول لعنه الله (4) .

____________________

(1) السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 85، تاريخ الطبري: 3 / 74.

(2) مسند أبي يعلى: 2 / 344 / 1858، تاريخ الطبري: 3 / 76، السيرة النبويّة لابن هشام: 4 / 88 كلاهما نحوه.

(3) البراح: الظهور والبيان (لسان العرب: 2 / 409).

(4) الإرشاد: 1 / 142، كشف الغمّة: 1 / 222.

٢٥٦

233 - الإرشاد: لمّا قتَل أمير المؤمنين (عليه السلام) أبا جروَل وخُذِل القوم لقتله، وضع المسلمون سيوفهم فيهم، وأمير المؤمنين (عليه السلام) يقدمهم حتى قتل أربعين رجلاً من القوم، ثمّ كانت الهزيمة والأسْر حينئذ (1) .

234 - مسند أبي يعلى عن أنَس: كان عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) يومئذ [أي يوم حُنين ] أشدّ الناس قتالاً بين يديه [ (صلّى الله عليه وآله) ] (2) .

235 - الإمام الصادق (عليه السلام): (قتَل عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) بيده يوم حُنَين أربعين) (3) .

236 - الإرشاد - في ذِكر وقايع بعد غزوة حنين - ثمّ سار بنفسه إلى الطائف فحاصرهم أيّاماً... -: ثمّ خرج من حِصن الطائف نافع بن غيلان بن معتب في خيلٍ من ثقيف، فلَقيه أمير المؤمنين (عليه السلام) ببطن وَجٍّ (4) فقتله، وانهزم المشركون، ولحِق القوم الرعب، فنزل منهم جماعة إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فأسلموا. وكان حصار النبيّ (صلّى الله عليه وآله) الطائفَ بضعة عشر يوماً (5) .

____________________

(1) الإرشاد: 1 / 144، كشف الغمّة: 1 / 223، إعلام الورى: 1 / 387، كشف اليقين: 175 نحوه.

(2) مسند أبي يعلى: 3 / 443 / 3594، المعجم الأوسط: 3 / 148 / 2758 وفيه (مِن أشدّ) بدل (أشدّ).

(3) الكافي: 8 / 376 / 566 عن عجلان، كشف الغمّة: 2 / 83 من دون إسناد إلى معصوم.

(4) وَجٌّ: الطائف (معجم البلدان: 5 / 361).

(5) الإرشاد: 1 / 153، المناقب لابن شهر آشوب: 3 / 145، إعلام الورى: 1 / 233 وليس فيهما من (و لحِقَ القوم...).

٢٥٧

٢٥٨

الفصل الحادي عشر

  استخلاف النبيّ في غزوة تبوك

تبوك هي أقصى منطقة توجّه إليها النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في حروبه. وبدأت تحرّكات المنافقين في المدينة في وقتٍ راح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يُعِدّ جيشه للانطلاق إلى تبوك. والحوادث التي وقعت تدلّ بوضوح على أنّ المنافقين في المدينة كانوا يتحيّنون الفرصة؛ لتوجيه ضربتهم للحكومة النبويّة الجديدة. وكانت هذه الغيبة الطويلة للنبيّ فرصة مناسبة لهم. من هنا، نلحظ أنّه (صلّى الله عليه وآله) استخلف في البداية محمّد بن مسلمة على المدينة، ثمّ جعل عليّاً (عليه السلام) عليها، وقال:

(أنا لا بدّ من أنْ أُقيم أو تُقيم) (1).

وقال:

(إنّ المدينة لا تصلُح إلاّ بي أو بك) (2) .

____________________

(1) المعجم الكبير: 5 / 203 / 5094، الطبقات الكبرى: 3 / 24.

(2) الإرشاد: 1 / 155، كمال الدين: 278 / 25، الاحتجاج: 1 / 346 / 56، كنز الفوائد: 2 / 181، المستدرك على الصحيحين: 2 / 368 / 3294.

٢٥٩

وهكذا أخفقَت المؤامرة، فإنّ وجود عليّ (عليه السلام) ألقى الرعب في قلوب المنافقين والمتآمرين، وآيسهم من القيام بأيّ تحرّك في المدينة، فراحوا يعزفون على وتَرٍ آخر؛ فإنّ غزوة تبوك كانت الغزوة الوحيدة التي لم يشهدها أمير المؤمنين (عليه السلام) بقرار النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، ولِما طرأ من أحداث في المدينة (1) ، فأرجَفوا أنّ عليّاً تخلّى عن الحرب وخذل النبيّ ولم يرافقْه مع رغبة النبيّ في حضوره معه. فما كان من الإمام (عليه السلام) إلاّ أنْ هرَع إليه (صلّى الله عليه وآله) قبل مغادرته، وأخبره بأراجيفهم، فنطق النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عندئذ كلمته الخالدة العظيمة في حقّه: (أما ترضى أنْ تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي) (2) .

وهكذا أُحبطت هذه المؤامرة في مهْدها، وسجّل التاريخ لعليٍّ (عليه السلام) أسطع المناقب أمام أنظار الناس.

237 - الطبقات الكبرى عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم: لمّا كان عند غزوة جيش العُسرة وهي تبوك، قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعليّ بن أبي طالب: إنّه لابدّ من أنْ أُقيم أو تُقيم، فخلّفه، فلمّا فصل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) غازياً قال ناس: ما خلّف عليّاً إلاّ لشيءٍ كرهه منه.

فبلغ ذلك عليّاً، فاتّبع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتى انتهى إليه، فقال له: (ما جاء بك يا عليّ؟!) قال: (لا يا رسول الله، إلاّ أنّي سمِعت ناساً يزعمون أنّك إنّما خلّفتني لشيءٍ كرهته منّي!!) فتضاحك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وقال: (يا عليّ، أما ترضى أنْ تكون منّي كهارون من موسى غير أنّك لست بنبيّ؟!) قال: (بلى يا رسول الله)، قال: (فإنّه

____________________

(1) الطبقات الكبرى: 3 / 23، أُسد الغابة: 4 / 92 / 3789.

(2) خصائص أمير المؤمنين للنسائي: 107 / 45، المصنّف لابن أبي شيبة: 8 / 562 / 4، تاريخ الطبري: 3 / 104، أنساب الأشراف: 2 / 348، الاستيعاب: 3 / 201 / 1875.

٢٦٠