موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء ١

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ6%

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 311

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 60008 / تحميل: 7779
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

الفصل الرابع عشر

  عروج النبيّ من صدْر الوصيّ

كانت الأيّام الأخيرة من عُمْر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أيّاماً عجيبةً، فقد كانت لعليّ (عليه السلام) أيّاماً حافلةً بالغموم، زاخرةً بالآلام، مليئة بالمتاعب والمِحَن، وكانت للسّاسة آنذاك أيّام عمَل، ومثابرة وتخطيط؛ للاستحواذ على الخلافة، وسعي لرسم السياسة القادمة، وتفكير بالغد وبما يليه...

أمَر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بتجهيز الجيش لحرب الروم، فتعبّأ الجيش وفيه وجوه بارزة، وعقَد (صلّى الله عليه وآله) اللواء بنفسه ودفَعه إلى أُسامة بن زيد. وكان صِغَر سِنّه قد شكّل ذريعةً بأيدي الساسة للاعتراض عليه؛ إخفاءً للبواعث الحقيقيّة التي كانت تدفعهم إلى التلكّؤ والتباطؤ في الحركة في وقتٍ كان النبيّ (صلّى الله عليه وآله) على فراش المرض يُعاني من الحمّى. ولمّا علِم بتثاقلهم قام مِن فراشه، وتوجّه نحو المسجد بجِسمٍ محموم ورأسٍ معصوب، وأنبأ المسلمين بالتَبِعات الذميمة الشاذّة لفتورهم وتقاعسهم، ثمّ قال: (أنفِذوا جيش أُسامة) (١). بَيْد أنّ ساسة الدنيا حالوا دون الإنفاذ من

____________________

(١) الطبقات الكبرى: ٢ / ١٨٩ - ١٩١، المغازي: ٣ / ١١١٧ - ١١٢٠، تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١١٣، الإرشاد: ١ / ١٨٠ - ١٨٤

٣٠١

خلال توقّف دام أكثر من خمسة عشَر يوماً (١).

وكان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يطوي اللحظات الأخيرة من حياته. ووهب الإمام عليّاً (عليه السلام) دِرعه، ولواءه، وجعله وصيّه (٢) ، ونقل إليه علوماً لا تُحصى عِبر نجوى طويلة (٣) . وبينا كان يلفظ كلمته الأخيرة: (لا، مع الرفيق الأعلى) فاضت روحه المقدّسة الطاهرة وهو في حِجر الإمام (عليه السلام). وعرَجت تلك الروح الزكيّة المطهّرة نحو الرفيق الأعلى من صدر حبيبه ونجيّه ورفيق دربه وحاميه وحافظ سرّه والذابّ عنه بلا منازع: أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) (٤) .

إنّه الإمام (عليه السلام) - والغمّ متراكم جاثمٌ على صدره، والعيون عَبرى، والقلب حزين، مليء غصّةً لفقْد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) - مَن يلي غُسله والملائكة أعوانه، والفضل بن عبّاس معه (٥). .. ثمّ كفّنه، وكشف عن وجهه، وبينا كانت دموعه تنهمر على خدّيه، ناداه بصوت حزين وهو يغصّ في عَبْرته، والحزن يعصر قلْبه: (بأبي أنت وأُمّي، طبتَ حيّاً وميّتاً...).

وصلّى على جثمانه الطاهر، ثمّ صلّى عليه الصحابة جماعةً، جماعةً. ودفَنَه حيث فاضت روحه المقدّسة الشريفة (٦) ، وعاونه على الدفْن جماعة منهم أوس

____________________

(١) الطبقات الكبرى: ٢ / ١٨٩ - ١٩١، تاريخ اليعقوبي: ٢ / ١١٣ وفيه (و اعتلّ أربعة عشر يوماً).

(٢) الإرشاد: ١ / ١٨٥.

(٣) الإرشاد: ١ / ١٨٦.

(٤) الطبقات الكبرى: ٢ / ٢٦٢.

(٥) نهج البلاغة: الخطبة ١٩٧، الطبقات الكبرى: ٢ / ٢٦٣ وص ٢٧٧، تاريخ الطبري: ٣ / ٢١١، السيرة النبويّة لابن هشام: ٤ / ٣١٢.

(٦) الإرشاد: ١ / ١٨٧.

٣٠٢

ابن خَوْلّى، والفضل بن عبّاس (١) .

٣٠٦ - الإرشاد: كان أمير المؤمنين لا يفارقه [ (صلّى الله عليه وآله) ] إلاّ لضرورة، فقام في بعض شؤونه، فأفاق (صلّى الله عليه وآله) إفاقة فافتقد عليّاً (عليه السلام)، فقال - وأزواجه حوله: (ادعوا لي أخي وصاحبي). وعاوده الضعف فأصمَت. فقالت عائشة: ادعوا له أبا بكر، فدُعي، فدخل عليه فقعد عند رأسه، فلمّا فتح عينه نظر إليه وأعرَض عنه بوجهه، فقام أبو بكر وقال: لو كان له إليّ حاجة لأفضى بها إليّ.

فلمّا خرج أعاد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) القول ثانيةً وقال: (ادعوا لي أخي وصاحبي). فقالت حفْصة: ادعوا له عُمَر، فدُعي، فلمّا حضر رآه النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فأعرض عنه، فانصرف.

ثمّ قال (صلّى الله عليه وآله): (ادعوا لي أخي وصاحبي). فقالت أُمّ سلمة: ادعوا له عليّاً، فإنّه لا يريد غيره. فدُعيَ أمير المؤمنين (عليه السلام)، فلمّا دنا منه أومأ إليه، فأكبّ عليه، فناجاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) طويلاً، ثمّ قام فجلس ناحيةً حتى أغفى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فقال له الناس: ما الذي أوعَز إليك يا أبا الحسن؟ فقال:

(علّمني ألف باب، فتح لي كلُّ باب ألفَ باب، ووصّاني بما أنا قائم به إنْ شاء الله).

ثمّ ثَقُل (صلّى الله عليه وآله) وحضره الموت وأمير المؤمنين (عليه السلام) حاضر عنده، فلمّا قَرُب خروج نفسه قال له: (ضع رأسي يا عليّ في حِجرك؛ فقد جاء أمر الله عزّ وجلّ، فإذا فاضت نفسي فتناولها بيدك وامسح بها وجهك، ثمّ وجِّهني إلى القِبلة، وتولَّ أمري، وصلِّ علَيَّ أوّل الناس، ولا تفارقني حتى تواريني في رمْسي، واستعِن

____________________

(١) الطبقات الكبرى: ٢ / ٢٩١ وص ٣٠١، تاريخ الطبري: ٣ / ٢١٣، السيرة النبويّة لابن هشام: ٤ / ٣١٤ و٣١٥، الإرشاد: ١ / ١٨٨.

٣٠٣

بالله تعالى). فأخذ عليّ (عليه السلام) رأسه فوضعه في حِجره، فأُغمي عليه، فأكبّت فاطمة (عليها السلام) تنظر في وجهه وتندبه وتبكي وتقول:

وأبيضَ يُستسقى الغَمامُ بوجههِ

ثِمالُ (١) اليتامى عِصمةٌ للأراملِ

ففتح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عينيه، وقال بصوت ضئيل: (يا بُنيّة، هذا قول عمّك أبي طالب، لا تقوليه، ولكن قُولي: ( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ) ) (٢) . فبكت طويلاً، فأومأ إليها بالدنوّ منه، فدنَت، فأسَرّ إليها شيئاً تهلّل له وجهها.

ثمّ قضى (صلّى الله عليه وآله) ويدُ أمير المؤمنين (عليه السلام) اليمنى تحت حَنَكه (٣) ، ففاضت نفسه (صلّى الله عليه وآله) فيها، فرفعَها إلى وجهه فمسحه بها، ثمّ وجّهه، وغمّضه، ومَدّ عليه إزاره، واشتغل بالنظر في أمره (٤) .

٣٠٧ - كنز العمّال عن حذيفة بن اليمان: دخلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في مرضه الذي قُبض فيه، فرأيته يتسانَد إلى عليّ، فأردت أنْ أُنحّيه وأجلس مكانه، فقلت: يا أبا الحسن، ما أراك إلاّ تعبت في ليلتك هذه، فلو تنحّيتَ فَأعنتُك، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (دَعْه؛ فهو أحقّ بمكانه منك) (٥) .

٣٠٨ - الطبقات الكبرى عن عبد الله بن محمّد بن عُمَر بن عليّ بن أبي طالب عن

____________________

(١) الثِّمال: المَلْجأ والغِياث. وقيل: هو المُطْعِم في الشِّدّة (النهاية: ١ / ٢٢٢).

(٢) آل عمران: ١٤٤.

(٣) الحَنَك: باطن أعلى الفم من داخل. وقيل: هو الأسفل في طرف مُقدَّم اللَّحْيَيْن من أسفلهما (لسان العرب: ١٠ / ٤١٦).

(٤) الإرشاد: ١ / ١٨٥.

(٥) كنز العمّال: ١٦ / ٢٢٨ / ٤٤٢٦٦ نقلاً عن ابن عساكر، المناقب للكوفي: ٢ / ٦٠٨ / ١١٠٧ نحوه.

٣٠٤

أبيه عن جدّه: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في مرضه: ( ادعوا لي أخي). قال: فدُعيَ له عليّ.

فقال: (ادنُ منّي. فدنوت منه، فاستَنَد إليّ فلم يزَل مستنداً إليّ وإنّه ليكلّمني حتى إنّ بعض ريق النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ليصيبني، ثمّ نُزِل برسول الله (صلّى الله عليه وآله) وثَقُل في حِجري، فصحتُ: يا عبّاس، أدرِكْني فإنّي هالك! فجاء العبّاس، فكان جَهدُهما جميعاً أنْ أُضجعاه) (١) .

٣٠٩ - مسند ابن حنبل عن أُمّ موسى عن أُمّ سلمة: والذي أحلف به، إنْ كان عليّ لأقرب الناس عهداً برسول الله (صلّى الله عليه وآله)، قالت: عُدْنا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) غَداةً بعد غداة يقول: (جاء عليّ؟) مراراً. قالت: وأظنّه كان بعَثه في حاجة، قالت: فجاء بعدُ فظننت أنّ له إليه حاجة، فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، فكنت من أدناهم إلى الباب، فأكبّ عليه عليّ فجعل يُسارّه ويناجيه، ثمّ قُبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من يومه ذلك، فكان أقرب الناس به عهداً (٢) .

٣١٠ - الإرشاد: أقبَل [ (صلّى الله عليه وآله) ] على أمير المؤمنين (عليه السلام) فقال له: (يا أخي، تقبلُ وصيَّتي وتُنجِز عِدَتي وتقضي عنّي دَيني وتقوم بأمر أهلي مِن بعدي؟) قال: (نعم يا رسول الله). فقال له: (ادنُ منّي). فدنا منه، فضمّه إليه، ثمّ نزع خاتمه من يده فقال له: (خُذ هذا فضعه في يدك). ودعا بسيفه ودرعه وجميع لاَْمَته (٣) فدفع ذلك إليه،

____________________

(١) الطبقات الكبرى: ٢ / ٢٦٣.

(٢) مسند ابن حنبل: ١٠ / ١٩٠ / ٢٦٦٢٧، المستدرك على الصحيحين: ٣ / ١٤٩ / ٤٦٧١، فضائل الصحابة لابن حنبل: ٢ / ٦٨٦ / ١١٧١ وفيهما (قالت فاطمة) بعد (مراراً)، المصنّف لابن أبي شيبة: ٧ / ٤٩٤ / ٣، المعجم الكبير: ٢٣ / ٣٧٥ / ٨٨٧ نحوه، مسند أبي يعلى: ٦ / ٢٧١ / ٦٩٣٢، تاريخ دمشق: ٤٢ / ٣٩٤ / ٩٠٠٨، تاريخ أصبهان: ١ / ٣٠١ / ٥٢٣، العمدة: ٢٨٧ / ٤٦٦، شرح الأخبار: ٢ / ٢٨٢ / ٥٩٤ وفيهما (قالت فاطمة (عليها السلام)) بعد (مراراً).

(٣) اللاَّمَة: السِلاح. ولاَمَةُ الحَرب: أداتُه (النهاية: ٤ / ٢٢٠).

٣٠٥

والتمس عصابة كان يشدّها على بطنه إذا لبس سلاحه وخرج إلى الحرب، فجيء بها إليه، فدفعها إلى أمير المؤمنين (عليه السلام)، وقال له: (امضِ على اسم الله إلى منزلك) (١) .

٣١١ - الإمام عليّ (عليه السلام): (لقد قُبِض رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وإنّ رأسه لعلى صدري، ولقد سالت نفسه في كفّي فأمررتها على وجهي. ولقد وُلِّيتُ غُسلَه (صلّى الله عليه وآله) والملائكة أعواني، فضجّت الدار والأفنية؛ مَلأٌ يهبط، ومَلأٌ يعرج، وما فارقتْ سمعي هَيْنَمةٌ (٢) منهم، يصلّون عليه حتى وارَيناه في ضريحه) (٣) .

٣١٢ - الإمام زين العابدين (عليه السلام): (قُبض رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ورأسه في حِجر عليّ) (٤) .

٣١٣ - الطبقات الكبرى عن الشعبي: توفّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ورأسه في حِجر عليّ. وغسّله عليّ، والفضل محتضنه، وأُسامة يناول الفضلَ الماءَ (٥) .

٣١٤ - الطبقات الكبرى عن أبي غَطَفان: سألت ابن عبّاس: أرأيتَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) توفّي ورأسه في حِجر أحد؟ قال: توفّي وهو لمستند إلى صدر عليّ. قلت: فإنّ عروة حدّثني عن عائشة أنّها قالت: توفّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بين سَحْرى (٦) ونَحْري! فقال ابن عبّاس: أتَعقِلُ؟! والله، لتُوُفّي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وإنّه لمستند إلى صدر عليّ،

____________________

(١) الإرشاد: ١ / ١٨٥، قصص الأنبياء: ٣٥٩ / ٤٣٣، إعلام الورى: ١ / ٢٦٦ كلاهما نحوه.

(٢) هي الكلام الخفيّ لا يُفهَم (النهاية: ٥ / ٢٩٠).

(٣) نهج البلاغة: الخطبة ١٩٧، المناقب للكوفي: ٢ / ٥٥٦ / ١٠٦٩ عن ابن عبّاس نحوه.

(٤) الطبقات الكبرى: ٢ / ٢٦٣ عن محمّد بن عُمَر بن عليّ، المناقب لابن شهر آشوب: ٢ / ٢٢٤ عن أبي سلمة الهمداني وسلمان من دون إسناد إلى المعصوم وليس فيه (و رأسه)، وراجع المعجم الكبير: ١٢ / ١١٠ / ١٢٧٠٨، وفتح الباري: ٨ / ١٣٩.

(٥) الطبقات الكبرى: ٢ / ٢٦٣، فتح الباري: ٨ / ١٣٩ عن ابن عبّاس نحوه.

(٦) السَحْر: الرِّئَة. وقيل: السَحْر: ما لَصِقَ بالحُلْقوم من أعلى البَطْن (النهاية: ٢ / ٣٤٦).

٣٠٦

وهو الذي غسّله وأخي الفضل بن عبّاس (١) .

٣١٥ - الطبقات الكبرى عن عبد الله بن الحارث: إنّ عليّاً لمّا قُبض النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قام فأرتَجَ (٢) البابَ. قال: فجاء العبّاس معه بنو عبد المطّلب فقاموا على الباب، وجعل عليّ يقول: (بأبي أنت وأُمّي طِبت حيّاً وميّتاً)! قال: وسطعَت ريحٌ طيّبة لم يجدوا مثلها قطّ. قال: فقال العبّاس لعليّ: دَعْ خَنِيناً (٣) كخنين المرأة وأقبِلوا على صاحبكم! فقال عليّ: (ادخلوا على الفضل). قال: وقالت الأنصار: نناشدكم الله في نصيبنا من رسول الله (صلّى الله عليه وآله)! فأدخَلوا رجلاً منهم يقال له أوْس بن خَوْليّ يحمل جَرّةً بإحدى يديه. قال: فغسّله عليّ يُدخل يده تحت القميص، والفضل يُمسك الثوب عليه، والأنصاري ينقل الماء، وعلى يد عليّ خرقة تَدخُل يدُه وعليه القميص (٤) .

٣١٦ - الطبقات الكبرى عن عُمَر بن عليّ بن أبي طالب: لمّا وُضع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على السرير قال عليّ: (ألاّ يقوم عليه أحد لعلّه يؤمّ؟ هو إمامكم حيّاً وميّتاً!) فكان يدخل الناس رَسَلاً رَسَلاً (٥) فيصلّون عليه صفّاً صفّاً، ليس لهم إمام، ويكبّرون وعليٌّ قائم بحيال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: (سلامٌ عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته! اللهمّ إنّا نشهد أنْ قد بلّغ ما أُنزل إليه، ونصح لأُمّته، وجاهد في سبيل الله، حتى

____________________

(١) الطبقات الكبرى: ٢ / ٢٦٣، فتح الباري: ٨ / ١٣٩ عن ابن عبّاس نحوه، كنز العمّال: ٧ / ٢٥٣ / ١٨٧٩١.

(٢) أرْتَجَ البابَ: إذا أغلَقَهُ إغلاقاً وثيقاً (لسان العرب: ٢ / ٢٧٩).

(٣) الخَنِين: ضَرْبٌ من البكاء دُون الانتحاب (النهاية: ٢ / ٨٥).

(٤) الطبقات الكبرى: ٢ / ٢٨٠، وراجع السيرة النبوية لابن هشام: ٤ / ٣١٢، وتاريخ الطبري: ٣ / ٢١١، والكامل في التاريخ: ٢ / ١٥.

(٥) أي أفواجاً وفِرَقاً متقطِّعة، يتبع بعضهم بعضاً (النهاية: ٢ / ٢٢٢).

٣٠٧

أعزّ الله دينه وتمّت كلمته! اللهمّ فاجعلنا ممّن يتّبع ما أنزل الله إليه، وثبِّتنا بعده، واجمع بيننا وبينه! فيقول الناس: آمين آمين! حتى صلّى عليه الرجال، ثمّ النساء، ثمّ الصبيان) (١) .

٣١٧ - تاريخ الطبري عن ابن إسحاق: كان الذي نزل قبرَ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عليّ بن أبي طالب والفضل بن العبّاس وقُثَم بن العبّاس وشُقران مولى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وقد قال أوس بن خَوليّ: أَنشُدُك الله يا عليّ وحَظّنا من رسول الله! فقال له: انزِل. فنزل مع القوم (٢) .

٣١٨ - الطبقات الكبرى عن ابن جُريج عن أبي جعفر محمّد بن عليّ: غُسِّل النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ثلاث غَسَلات: بماءٍ وسِدر، وغُسّل في قميص، وغُسّل مِن بئرٍ يقال لها الغَرْس لسعد بن خَيثمة بقُباء (٣) ، وكان يشرب منها. ووَلِيَ عليّ غسلته، والعبّاس يصبّ الماء، والفضل محتضنه (٤) .

٣١٩ - الإمام عليّ (عليه السلام) - من كلام له قاله وهو يلي غُسل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وتجهيزه -: (بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله! لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك، من النبوّة والإنباء وأخبار السماء. خَصَّصتَ حتى صرتَ مسلِّياً عمّن سواك، وعَمَّمتَ حتى صار الناس فيك سَواء؛ ولولا أنّك أمرتَ بالصبر ونهيتَ عن الجزَع، لأَنفدْنا

____________________

(١) الطبقات الكبرى: ٢ / ٢٩١، البداية والنهاية: ٥ / ٢٦٥، كنز العمّال: ٧ / ٢٢٨ / ١٨٧٤١.

(٢) تاريخ الطبري: ٣ / ٢١٣، السيرة النبوية لابن هشام: ٤ / ٣١٤، الكامل في التاريخ: ٢ / ١٦، وراجع الطبقات الكبرى: ٢ / ٢٩١.

(٣) هي قرية على ميلَين من المدينة على يسار القاصد إلى مكّة (معجم البلدان: ٤ / ٣٠٢).

(٤) الطبقات الكبرى: ٢ / ٢٨٠، البداية والنهاية: ٥ / ٢٦١ نحوه.

٣٠٨

عليك ماء الشُّؤون (١) ، ولكان الداء مُماطِلاً (٢) ، والكَمَد مُحالِفاً (٣) ، وقَلاّ (٤) لك! ولكنّه ما لا يُملَك ردُّه، ولا يُستطاع دفعُه! بأبي أنت وأُمّي! اذكرنا عند ربّك، واجعلنا من بالِك!) (٥)

راجع: القسم التاسع / علىٌّ عن لسان النبيّ / المنزلة عند النبيّ / قاضي دَيني

. عليّ عن لسان عليّ / المكانة عند رسول الله / كنت آخر الناس عهداً به

____________________

(١) الشُّؤون: عُروق الدُّموع من الرأس إلى العين (لسان العرب: ١٣ / ٢٣٠).

(٢) المَطْل: الطُّول (لسان العرب: ١١ / ٦٢٥).

(٣) الكَمَد: الحُزْنُ الشَّديدُ لا يُستطاع إمضاؤُه. وحالَفَ فُلاناً بَثُّه وحُزْنُه: أي لازَمَهُ (تاج العروس: ٥ / ٢٢٦ وج ١٢ / ١٤٩).

(٤) قَلاّ: فعل ماض متّصل بألف التثنية، أي مُماطَلة الداء ومُحالَفة الكَمَد قليلتان لك (صبحي الصالح).

(٥) نهج البلاغة: الخطبة ٢٣٥.

٣٠٩

الفهرس

الإهداء ٥

المدخل .٧

القسم الأوّل: أُسرة الإمام عليّ .١٦

القِسم الثاني: الإمام عليّ مع النبيّ .١٧

القِسم الثالث: جهود النبيّ لقيادة الإمام عليّ .١٨

القِسم الرابع: الإمام عليّ بعد النبيّ .٢٠

القِسم الخامس: سياسة الإمام عليّ .٢١

القِسم السادس: حروب الإمام عليّ .٢٢

القسم السابع: أيّام التّخاذل .٢٣

القِسم الثامن: استشهاد الإمام عليّ .٢٦

القِسم التاسع: الآراء حول شخصيّة الإمام ٢٧

القسم العاشر: خصائص الإمام عليّ .٢٩

القسم الحادي عشر: علوم الإمام عليّ .٣٠

القسم الثاني عشر: قضايا الإمام عليّ .٣٣

القسم الثالث عشر: آيات الإمام عليّ .٣٤

القسم الرابع عشر: حبّ الإمام عليّ .٣٥

القِسم الخامس عشر: بُغْض الإمام عليّ .٣٨

القسم السادس عشر: أصحاب الإمام عليّ وعمّاله ٤٠

خصائص الموسوعة ٤٢

غزارة المدوّنات وكثرتها عن الإمام ٤٢

تصنيف الكتابات ..٤٣

القسم الأوّل: أُسرة الإمام عليّ .٥٧

الفصل الأوّل: الولادة ٥٩

الفصل الثاني: النشأة ٩١

٣١٠

الفصل الثالث: الزواج .٩٧

الفصل الرابع: الأولاد ١١٥

تحقيق في نسبة (سُكَينة) إلى الإمام عليّ .١٣٧

القسم الثاني: الإمام عليّ مع النبيّ .١٣٩

الفصل الأوّل: المؤازرة على الدعوة ١٤١

الفصل الثاني: الصعود على منكِبَيّ النبيّ لكَسْر الأصنام ١٥١

الفصل الثالث: الإيثار الرائع ليلة المبيت ..١٥٧

الفصل الرابع: غاية الفُتوّة في غزوة بَدْر ١٧٧

الفصل الخامس: إرغام العدوّ على التسليم في غزوتَين .٢٠٥

الفصل السادس: الضربة المصيريّة في غزوة الخندق .٢١١

الفصل السابع: الشجاعة والأدب في الحديبيّة ٢٢١

الفصل الثامن: الدَور المصيري في فتْح خيبر .٢٢٥

الفصل التاسع: النشاطات في فتْح مكّة ٢٤٥

الفصل العاشر: المقاومة الرائعة في غزوة حُنَين .٢٥١

الفصل الحادي عشر: استخلاف النبيّ في غزوة تبوك .٢٥٩

الفصل الثاني عشر: عِدّة بِعثات هامّة ٢٦٥

تحقيقٌ وتحليل .٢٧٣

الفصل الثالث عشر: من أدعية النبيّ للإمام ٢٨٣

الفصل الرابع عشر: عروج النبيّ من صدْر الوصيّ .٣٠١

٣١١