موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء ١

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ6%

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
تصنيف: أمير المؤمنين عليه السلام
الصفحات: 311

الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٥
  • البداية
  • السابق
  • 311 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 60000 / تحميل: 7777
الحجم الحجم الحجم
موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ

موسوعة الإمام علي عليه السلام في الكتاب والسنة والتاريخ الجزء ١

مؤلف:
الناشر: دار الحديث للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عليّ بن أبي طالب أبا تراب؛ وذلك أنّه رآه نائماً متمرّغاً في البَوْغاء (١) فقال:

(اجلس، أبا تراب، فجلَس) (٢) .

٣٤ - مسند ابن حنبل عن عمّار بن ياسر: كنت أنا وعليّ رفيقَين في غزوة ذات العُشَيرة، فلمّا نزلها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأقام بها، رأينا ناساً من بني مُدلج يعملون في عينٍ لهم في نخل، فقال لي عليّ: (يا أبا اليقظان، هل لك أنْ نأتي هؤلاء فننظر كيف يعملون؟)، فجئناهم فنظرنا إلى عملهم ساعة، ثمّ غشِيَنا النوم، فانطلقت أنا وعليّ فاضطجعنا في صَوْر (٣) من النخل في دَقْعاء (٤) من التراب فنمْنا، فو الله ما أهبَّنا (٥) إلاّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يحرّكنا برِجْله وقد تترّبنا من تلك الدقْعاء، فيومئذ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعليّ: (يا أبا تراب) ؛ لِما يرى عليه من التراب.

قال: (ألا أُحدّثكما بأشقى الناس رَجُلين؟) قلنا: بلى يا رسول الله ، قال: (أُحيمر ثمود الذي عقَر الناقة، والذي يضربك يا عليّ على هذه - يعني قرْنه - حتى تبلّ منه هذه - يعني لِحْيته -) (٦) .

____________________

(١) البَوْغاء: التراب الناعم (النهاية: ١ / ١٦٢).

(٢) الطبقات الكبرى: ٢ / ١٠.

(٣) الصَّوْر: النخل الصِّغار. وقيل: هو المجتمع (لسان العرب: ٤ / ٤٧٥).

(٤) الدَّقْعاء: عامّة التراب، وقيل: التراب الدقيق علي وجه الأرض (لسان العرب: ٨ / ٨٩).

(٥) أهَبَّهُ: نَبَّهَهُ (لسان العرب: ١ / ٧٧٨).

(٦) مسند ابن حنبل: ٦ / ٣٦٥ / ١٨٣٤٩، فضائل الصحابة لابن حنبل: ٢ / ٦٨٧ / ١١٧٢، المستدرك على الصحيحين: ٣ / ١٥١ / ٤٦٧٩، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: ٢٨٠ / ١٥٢، السيرة النبويّة لابن هشام: ٢ / ٢٤٩، تاريخ الطبري: ٢ / ٤٠٨، تاريخ دمشق: ٤٢ / ٥٤٩ / ٩٠٦٢، المناقب لابن المغازلي: ٩ / ٥، البداية والنهاية: ٣ / ٢٤٧، سلسلة الأحاديث الصحيحة: ٤ / ٣٢٤ / ١٧٤٣، وراجع المناقب لابن شهر آشوب: ٣ / ١١١.

٨١

٣٥ - المعجم الأوسط عن أبي الطفيل: جاء النبيّ (صلّى الله عليه وآله) وعليّ (عليه السلام) نائم في التراب، فقال: (إنّ أحقّ أسمائك أبو تراب، أنت أبو تراب!) (١).

٣٦ - رسول الله (صلّى الله عليه وآله) - أنّه كان يقول -: (إنّا كنّا نمدح عليّاً إذا قلنا له أبا تراب) (٢) .

٣٧ - صحيح مسلم عن أبي حازم عن سهل بن سعد: استُعمل على المدينة رجُل من آل مروان، قال: فدعا سهلَ بن سعد، فأمره أنْ يشتم عليّاً، قال: فأبى سهل، فقال له: أمّا إذ أبيتَ فقل: لعن الله أبا التراب، فقال سهل: ما كان لعليّ اسم أحبّ إليه من أبي التراب! وإنْ كان لَيفرح إذا دُعيَ بها (٣) .

٣٨ - صحيح البخاري عن أبي حازم: إنّ رجلاً جاء إلى سهل بن سعد فقال: هذا فلانٌ - لأمير المدينة - يدعو عليّاً عند المنبر. قال: فيقول ماذا؟ قال: يقول له: أبو تراب. فضحك؛ قال: والله ما سمّاه إلاّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله)! وما كان - والله - له اسم أحبّ إليه منه!.

فاستطعمتُ الحديثَ سهلاً، وقلت: يا أبا عبّاس، كيف ذلك؟.

قال: دخل عليّ على فاطمة ثمّ خرج، فاضطجع في المسجد، فقال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): (أين ابن عمّك؟) قالت: في المسجد، فخرج إليه، فوجد رداءه قد سقط عن ظهره، وخلُص الترابُ إلى ظهْره، فجعل يمسح التراب عن ظهْره فيقول: (اجلس يا

____________________

(١) المعجم الأوسط: ١ / ٢٣٧ / ٧٧٥، تاريخ دمشق: ٤٢ / ١٨ / ٨٣٥٩.

(٢) المناقب لابن شهر آشوب: ٣ / ١١٢، بحار الأنوار: ٣٥ / ٦١ / ١٢، مقاتل الطالبيّين: ٤٠ عن سهل ابن سعد من دون إسناد إليه (صلّى الله عليه وآله).

(٣) صحيح مسلم: ٤ / ١٨٧٤ / ٣٨، السنن الكبرى: ٢ / ٦٢٥ / ٤٣٤٠، تاريخ دمشق: ٤٢ / ١٧، تاريخ الإسلام للذهبي: ٣ / ٦٢٢.

٨٢

أبا تراب - مرّتين - (١) .

٣٩ - علل الشرائع عن ابن عُمَر: بينا أنا مع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في نخيل المدينة وهو يطلب عليّاً (عليه السلام)، إذا انتهى إلى حائط، فاطّلع فيه، فنظر إلى عليّ (عليه السلام) وهو يعمل في الأرض وقد اغبارَّ، فقال: (ما ألوم الناس إنْ يُكنّوك أبا تراب!) (٢)

٤٠ - تذكرة الخواصّ: أمّا كُنيته: فأبو الحسن والحسين، وأبو القاسم، وأبو تراب، وأبو محمّد (٣) .

١ / ٧

الألقاب

إنّ شخصيّة عليّ (عليه السلام) بحرٌ لا يُدرك غَوره، فهو ذو شخصيّة فذّة، ذات أبعاد عظيمة فريدة في التاريخ لا نظير لها. وكان للإمام (عليه السلام) ألقاب (٤) وأوصاف كثيرة، يشير كلٌّ منها إلى بُعد من تلك الأبعاد العلميّة والعمليّة والثقافيّة والاجتماعيّة والمعنويّة والسياسيّة الرفيعة لشخصيّته (عليه السلام). ويعود جُلّها إلى عصْر النبي (صلّى الله عليه وآله)؛ إذ

____________________

(١) صحيح البخاري: ٣ / ١٣٥٨ / ٣٥٠٠، المعجم الكبير: ٦ / ١٦٧ / ٥٨٧٩، تاريخ الطبري: ٢ / ٤٠٩، وراجع صحيح البخاري: ٥ / ٢٢٩١ / ٥٨٥١ وص ٢٣١٦ / ٥٩٢٤، والأدب المفرد: ٢٥٣ / ٨٥٢، والمعجم الكبير: ٦ / ١٤٩ / ٥٨٠٨، والبداية والنهاية: ٣ / ٢٤٧.

وقد جاء في بعض المصادر - في أصل هذه الكُنية - أنّ خلافاً ظهر بين الإمام والزهراء (عليهما السلام)، فترك الإمام البيت ممتعضاً، ونام في المسجد مغتاظاً!

هكذا نُقل، ولكنّ عصمة هذين العظيمين، وقول الإمام فيها بعد استشهادها (عليها السلام): (ما أغضبَتني قطّ)؛ يدلّ دلالة قاطعة على أنّ هذا القسم من النصّ موضوع منحول، أقحَمه فيه أعداؤهما ومناوئوهما.

(٢) علل الشرائع: ١٥٧ / ٤، المعجم الكبير: ١٢ / ٣٢١ / ١٣٥٤٩.

(٣) تذكرة الخواصّ: ٥.

(٤) اللقب: ما أشعر بمدح كـ (الصادق)، أو ذمّ كـ (الجاحظ).

٨٣

كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يناديه بها.

ومن هذه الألقاب: (أعلم الأمّة)، (أقضى الأمّة)، (أوّل مَن أسلم)، (أوّل مَن صلّى)، (خير البشر)، (أمير المؤمنين)، (إمام المتّقين)، (سيّد المسلمين)، (يعسوب المؤمنين)، (عمود الدين)، (سيّد الشهداء)، (سيّد العرب)، (راية الهدى)، (باب الهدى)، (المرتضى)، (الوليّ)، (الوصيّ) (١) .

وما برح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يذكر الإمام (عليه السلام) بهذه الألقاب. وكان في الحقيقة يمهّد بها لقيادته وزعامته، والتعريف بمنزلته العظيمة وموقعه المتميّز في القيادة، مع تبيين أبعاد شخصيّته (عليه السلام)؛ وذلك مِن منطلق اهتمامه بمستقبل الأمّة الإسلاميّة ومهمّة الإمام العظمى في المستقبل المنظور.

وإذا لاحظنا ألقاب الإمام (عليه السلام) نجد أنّ أشهرها لقَبان هما:

١ - أمير المؤمنين

وهو خاصّ به (عليه السلام)، لا يشاركه به أحد، كما ليس لامرئٍ أنْ يُخَاطَب به البتّةَ. وتدلّ النصوص الروائيّة المتنوّعة - التي سيأتي قسمٌ منها لاحقاً - على أنّنا لا يحقّ لنا أنْ نُطلقه حتى على الأئمّة (عليهم السلام) (٢) .

٢ - الوصيّ

وكان مشهوراً به في عصر النبوّة نفسه، وعرَفه به القاصي والداني والصديق والعدوّ، وسنذكر النصوص التاريخيّة والروائيّة الدالّة على هذه الحقيقة. ونكتفي الآن بالإشارة إلى أحدها: وهي أنّه خرج في معركة الجَمَل شابٌّ من (بني ضَبَّة) من أصحاب الجَمل، وارتجز يقول:

____________________

(١) اُنظر الأبواب المرتبطة بهذه العناوين.

(٢) راجع: القسم الثالث / أحاديث الإمارة / اختصاص هذا الاسم بعليّ.

٨٤

نحن بني ضَبّة أعداءُ عليّ

ذاك الذي يُعرف قِدْماً بالوصيّ (١)

٤١ - تاريخ دمشق عن أنس بن مالك: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (اسكب إليّ ماءً - أو وضوءاً) - فتوضّأ، ثمّ قام فصلّى ركعتين، ثمّ قال: (يا أنَس، أوّل مَن يدخل من هذا الباب أمير المؤمنين، وقائد الغُرّ المحجّلين (٢) ، سيّد المؤمنين، عليّ) (٣) .

٤٢ - الكافي عن عليّ بن أبي حمزة: سأل أبو بصير أبا عبد الله (عليه السلام) وأنا حاضر، فقال: جُعلت فداك! كم عُرِج برسول الله (صلّى الله عليه وآله)؟ فقال: (مرّتين، فأوقفه جبرئيل موقفاً، فقال له: مكانك يا محمّد! فلقد وقفت موقفاً ما وقَفَه ملَكٌ قطّ ولا نبيّ....

فقال الله تبارك وتعالى: يا محمّد! قال: لبّيك ربّي.

قال: مَن لأمّتك من بَعدِك؟ قال: الله أعلم!

قال: عليّ بن أبي طالب، أمير المؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغرّ المحجّلين) (٤) .

٤٣ - الإمام عليّ (عليه السلام): (قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا عليّ، إنّ الله عزّ وجلّ قد غفر لك ولأهلك ولشيعتك ولمحبّي شيعتك، فأبشر! فإنّك الأنزع البطين: المنزوع من الشِرك، البطين من العِلم) (٥) .

____________________

(١) راجع: القسم الثالث / أحاديث الوصاية / وصاية الإمام في أدب صدر الإسلام.

(٢) في الحديث: (أُمّتي الغرّ المحجّلون) أي بيض مواضع الوضوء من الأيدي والوجه والأقدام (لسان العرب: ١١ / ١٤٤).

(٣) تاريخ دمشق: ٤٢ / ٣٠٣ / ٨٨٣٧.

(٤) الكافي: ١ / ٤٤٢ / ١٣.

(٥) المناقب لابن المغازلي: ٤٠١ / ٤٥٥، المناقب للخوارزمي: ٢٩٤ / ٢٨٤ كلاهما عن أحمد بن عامر عن الإمام الرضا عن آبائه (عليهم السلام)، الأمالي للطوسي: ٢٩٣ / ٥٧٠ عن عيسي بن أحمد عن الإمام الهادي عن آبائه عن الإمام الصادق (عليهم السلام).

٨٥

٤٤ - معاني الأخبار عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر (عليه السلام): قلت له: جُعلت فداك! لِمَ سُمّي أمير المؤمنين (عليه السلام) أميرَ المؤمنين؟ قال: (لأنّه يَمِيرهم (١) العِلم؛ أ ما سمعت كتاب الله عزّ وجلّ: ( وَنَمِيرُ أَهْلَنَا ) (٢) ؟!) (٣)

٤٥ - الفصول المهمّة: أمّا لقَبه: فالمرتضى، وحيدر، وأمير المؤمنين، والأنزع البطين (٤) .

٤٦ - تاج العروس: والوصيّ كغنيّ: لقَب عليّ (رضي الله عنه) (٥) (٦).

١ / ٨

الشمائل

لم تحمل إلينا النصوص التاريخيّة والحديثيّة شيئاً عن ملامح الإمام (عليه السلام) إبّان ولادته وفي صغره، ومن هنا فإنّ ما يأتي في هذا المجال يرتبط بملامحه وهندامه أيّام خلافته (عليه السلام)؛ وفي ضوء ذلك يتسنّى لنا أنْ نصفه (عليه السلام) فنقول:

كان (عليه السلام) رَبْعة من الرجال، إلى القِصَر أقرب وإلى السمْن، من أحسن الناس وجهاً، وكأنّ وجهه القمر ليلة البدْر حُسناً، كثير التبسُّم، آدَم اللون يميل إلى السُمرة، أدْعَج (٧) العينين عظيمهما، في عينيه لِين، أصلع، كأنّ عنُقه إبريق فضّة،

____________________

(١) المِيرَة: هي الطعام ونحوه، يقال: مارَهم يَميرُهم: إذا أعطاهم المِيرَة (النهاية: ٤ / ٣٧٩).

(٢) يوسف: ٦٥.

(٣) معاني الأخبار: ٦٣ / ١٣.

(٤) الفصول المهمّة: ١٢٩.

(٥) هذا الكلام يدلّ على أنّ استعمال لفظ (الوصيّ) في عليّ (عليه السلام) كان كثيراً ومعروفاً.

(٦) تاج العروس: ٢٠ / ٢٩٧، لسان العرب: ١٥ / ٣٩٤ وفيه (قيل لعليّ (عليه السلام): وصيّ).

(٧) الدَّعَج والدُّعْجة: السواد في العين وغيرها (النهاية: ٢ / ١١٩).

٨٦

كَثّ اللحية، لا يغيّر شيبَه، عريض ما بين المنكبين، شَثْن الكفّين (١) ، شديد الساعد واليد، عريض الصدر، ذا بطن، ضخم الكَرادِيس (٢) ، ضخم عضلة الذراع والساق دقيقَ مُستدَقّها، إذا مشى تكفّأ (٣) ، وإذا مشى إلى الحرب هروَل.

٤٧ - الطبقات الكبرى عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة: سألت أبا جعفر محمّد بن عليّ (عليهما السلام)، قلت: ما كانت صفة عليّ (عليه السلام)؟

قال: (رجل آدمُ شديد الأُدمة، ثقيل العينين عظيمهما، ذو بطن، أصلع، إلى القِصَر أقرب) (٤) .

٤٨ - الغارات عن قدامة بن عتّاب: كان عليّ (عليه السلام) ضخم البطن، ضخم مُشاشة (٥) المنكب، ضخم عضلة الذراع دقيقَ مستدقّها، ضخم عضلة الساق دقيقَ مستدقّها (٦).

٤٩ - المناقب لابن شهر آشوب عن المغيرة: كان عليّ (عليه السلام) على هيئة الأسد؛

____________________

(١) شَثْن الكفّين: أي أنّهما يميلان إلى الغِلَظ والقِصَر (النهاية: ٢ / ٤٤٤).

(٢) الكَرادِيس: رؤوس العظام وقيل: هي ملتقى كلّ عظمين ضخمين، كالركبتين والمرفقين والمنكبين، أي أنّه ضخم الأعضاء (النهاية: ٤ / ١٦٢).

(٣) تَكَفَّأَ جسدُه: تمايَلَ إلى قدّام (النهاية: ٤ / ١٨٣).

(٤) الطبقات الكبرى: ٣ / ٢٧، تاريخ بغداد: ١ / ١٣٤ و١٣٥، أنساب الأشراف: ٢ / ٣٦٦، تاريخ الطبري: ٥ / ١٥٣، تاريخ الإسلام للذهبي: ٣ / ٦٢٤ نحوه، تاريخ دمشق: ٤٢ / ٢٤ و٢٥ عن الخوارزمي، المناقب لابن المغازلي: ١٢ / ١٣ عن قتادة، المعارف لابن قتيبة: ٢١٠ عن الواقدي والثلاثة الأخيرة نحوه من دون إسناد إلى المعصوم، شرح الأخبار: ٢ / ٤٢٧ / ٧٧١، وراجع أُسد الغابة: ٤ / ١١٥ / ٣٧٩ والبداية والنهاية: ٧ / ٢٢٣.

(٥) المُشاشة: ما أشرَفَ من عظْم المنكِب (لسان العرب: ٦ / ٣٤٧).

(٦) الغارات: ١ / ٩٣، الطبقات الكبرى: ٣ / ٢٦، مقتل أمير المؤمنين: ٦٧ / ٥٦، أنساب الأشراف: ٢ / ٣٦٥، تاريخ دمشق: ٤٢ / ٢٣، أُسد الغابة: ٤ / ١١٥ / ٣٧٨٩.

٨٧

غليظاً منه ما استغلظ، دقيقاً منه ما استدقّ (١) .

٥٠ - الكامل في التاريخ: كان عليّ (عليه السلام) فوق الرَبعة، وكان ضخم عضلة الذراع دقيقَ مستدقّها، ضخم عضلة الساق دقيقَ مستدقّها، وكان من أحسن الناس وجهاً، ولا يغيّر شيبَه، كثير التبسّم (٢) .

٥١ - مقاتل الطالبيّين: كان (عليه السلام) أسمر، مربوعاً، وهو إلى القِصر أقرب، عظيم البطن، دقيق الأصابع، غليظ الذراعين، حَمْش الساقين (٣) ، في عينيه لِين، عظيم اللحية، أصلع، ناتئ الجبهة (٤) .

٥٢ - فضائل الصحابة عن أبي إسحاق: قال أبي: يا بنيّ، تريد أنْ أُريك أمير المؤمنين - يعني عليّاً؟ قلت: نعم، فرفعني على يديه فإذا أنا برجلٍ أبيض الرأس واللحية، أصلَع، عظيم البطن، عريض ما بين المنكِبَين (٥) .

٥٣ - مقاتل الطالبيّين عن داود بن عبد الجبّار عن أبي إسحاق: أدخلَني أبي المسجد يوم الجمعة، فرفَعني فرأيت عليّاً يخطب على المنبر: شيخاً، أصلع، ناتئ الجبهة، عريض ما بين المنكبين، له لحية قد ملأت صدره، في عينه اطْرِغْشاش - قال داود: يعني لِيناً في العين - فقلت لأبي: مَن هذا يا أبة؟

____________________

(١) المناقب لابن شهر آشوب: ٣ / ٣٠٧، شرح الأخبار: ٢ / ٤٢٨ / ٧٧٤.

(٢) الكامل في التاريخ: ٢ / ٤٤٠.

(٣) حَمْش الساقين: دقيقهما (لسان العرب: ٦ / ٢٨٨).

(٤) مقاتل الطالبيّين: ٤٢ وقال بعد ذلك: وصفته هذه وردت بها الروايات متفرّقة فجمعتُها.

(٥) فضائل الصحابة لابن حنبل: ٢ / ٥٥٥ / ٩٣٤، الطبقات الكبرى: ٣ / ٢٥، شُعَب الإيمان: ٥ / ٢١٦ / ٦٤١٥، المعجم الكبير: ١ / ٩٣ / ١٥٣، الاستيعاب: ٣ / ٢١٠ / ١٨٧٥، أنساب الأشراف: ٢ / ٣٦١، تاريخ دمشق: ٤٢ / ٢١ وفي بعضها إلى (اللحية) وص ٢٠، مقتل أمير المؤمنين: ٦٨ / ٥٧ كلاهما عن الشعبي، الغارات: ١ / ٩٩ كلّها نحوه.

٨٨

فقال: هذا عليّ بن أبي طالب ابن عمّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وأخو رسول الله، ووصيّ رسول الله، وأمير المؤمنين (١) .

٥٤ - الطبقات الكبرى عن رزام بن سعد الضبّي: سمعت أبي ينعَت عليّاً، قال: كان رجلاً فوق الربعة، ضخم المنكبين، طويل اللحية وإنْ شئت قلت - إذا نظرت إليه -: هو آدَم، وإنْ تبيّنته من قريب قلت: أنْ يكون أسمر أدنى من أنْ يكون آدم (٢) .

٥٥ - وقعة صفّين: كان عليّ رجلاً دَحداحاً (٣) ، أدعَج العينين، كأنّ وجهه القمر ليلة البدر حُسناً، ضخم البطن، عريض المَسرُبة (٤) ، شثن الكفّين، ضخم الكسور، كأنّ عنُقه إبريق فضّة، أصلع ليس في رأسه شعر إلاّ خِفاف من خلْفه، لمنكِبَيه مُشاش كمُشاش السبُع الضاري، إذا مشى تكفّأ به ومارَ (٥) به جسده، له سنام كسنام الثور، لا تبِين عضُدَه من ساعِدِه، قد أدمجت إدماجاً، لم يمسك بذراع رجل قطّ إلاّ أمسك بنَفَسِه فلم يستطع أنْ يتنفّس. وهو إلى السُمرة، أذلَف (٦) الأنف، إذا مشى إلى الحرب هروَل، وقد أيّده الله بالعزّ والنصر (٧) .

____________________

(١) مقاتل الطالبيّين: ٤٢.

(٢) الطبقات الكبرى: ٣ / ٢٦، أنساب الأشراف: ٢ / ٣٦٦، تاريخ دمشق: ٤٢ / ٢٣، أُسد الغابة: ٤ / ١١٥ / ٣٧٨٩.

(٣) الدَحْداح: القصير السمين (النهاية: ٢ / ١٠٣).

(٤) المَسرُبة: الشعرات التي تنبت في وسط الصدر إلى أسفل السُّرّة (المحيط في اللغة: ٨ / ٣١٢).

(٥) مارَ الشيءُ: تحرّك وجاء وذهب كما تتكفّأ النخلة العَيْدانةُ (لسان العرب: ٥ / ١٨٦).

(٦) الذَّلَف: قِصرُ الأنف وانبطاحُه (النهاية: ٢ / ١٦٥).

(٧) وقعة صفّين: ٢٣٣، المناقب لابن شهر آشوب: ٣ / ٣٠٧ عن جابر وابن الحنفيّة، كشف الغمّة: ١ / ٧٧، الاستيعاب: ٣ / ٢١٨ / ١٨٧٥، ذخائر العقبى: ١٠٩ كلّها نحوه، وراجع الرياض النضرة: ٣ / ١٠٧ و١٠٨.

٨٩

٥٦ - المناقب للخوارزمي عن محمّد بن حبيب البغدادي صاحب المحبّر - في بيان صفاته (عليه السلام) -: آدم اللون، حسن الوجه، ضخم الكراديس (١) .

٥٧ - تاريخ دمشق عن مُدرك: رأيت عليّاً له وَفْرة (٢) ، وكان من أحسن الناس وجهاً (٣) .

٥٨ - نثر الدُرّ: انصرف [عليّ (عليه السلام) ] من صِفّين وكأنّه رأسه ولِحيته قطنة، فقيل له: يا أمير المؤمنين، لو غيّرت، فقال: إنّ الخضاب زينة، ونحن قوم محزونون (٤)(٥) .

٥٩ - المناقب لابن شهر آشوب عن ابن إسحاق وابن شهاب: أنّه كتَب حُلية أمير المؤمنين (عليه السلام) عن ثبيت الخادم على عمره (٦) ، فأخذها عمرو بن العاص، فزمّ بأنفه (٧) فقطّعها، وكتب: إنّ أبا تراب كان شديد الأدمة، عظيم البطن، حمش الساقين، ونحو ذلك؛ فلذلك وقع الخلاف في حليته (٨) .

____________________

(١) المناقب للخوارزمي: ٤٥، كشف الغمّة: ١ / ٧٥.

(٢) الوَفْرة: شَعر الرأس إذا وَصَل إلى شحمة الأذن (لسان العرب: ٥ / ٢٨٩).

(٣) تاريخ دمشق: ٤٢ / ٢٥، أُسد الغابة: ٤ / ١١٦ / ٣٧٨٩، مقتل أمير المؤمنين: ٧١ / ٦١ وفيهما (يخطب) بدل (له وفرة).

(٤) أقول: يمكن أنْ يقال: إنّ حزنه من التحكيم وما جرى قبله، وقال الشريف الرضي: يريد وفاة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) (نهج البلاغة: ذيل الحكمة ٤٧٣).

(٥) نثر الدُرّ: ١ / ٣٠٧، وراجع نهج البلاغة: الحكمة ٤٧٣، والرياض النضرة: ٣ / ١٠٨.

(٦) كذا في المصدر.

(٧) زَمَّ بأنفه: إذا شَمَخَ وتكبّر (النهاية: ٢ / ٣١٤).

(٨) المناقب لابن شهر آشوب: ٣ / ٣٠٦.

٩٠

الفصل الثاني

  النشأة

رافق عليٌّ (عليه السلام) رسول الله (صلّى الله عليه وآله) منذ السنين الأُولى من عُمره، فقد عسرت الحياة على أبي طالب بُرهة، وضاقت به الأمور، فاقترح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على إخوة أبي طالب أنْ يأخذوا منه بعض أولاده إلى بيوتهم؛ لتخفيف عبء العيش عن كاهله.

وشاءت إرادة الله تعالى أنْ يكون عليّ (عليه السلام) في بيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فتولّى تربيته منذ نعومة أظفاره.

وكان النبيّ (صلّى الله عليه وآله) يحبّ هذا الطفل الصغير، يضمّه إلى صدره، ويُمِسّه عَرْفَه، ويُلقمه الطعام، ويرعى حياته لحظة لحظة، وينفحه بالأنوار الإلهيّة المشعّة.

وهكذا تربّى الإمام (عليه السلام) في حِجر النبوّة، وارتوى من منهل فضائلها الرائق، وأمضى أيّامه ملازماً لها ملازمة الظِلّ لصاحبه.

وحين سطعت القبسات الأُولى للوحي صدّق بالرسالة المحمّديّة موقناً؛ إذ

٩١

كانت روحه قد تواشجت هي وروح صاحبها. من هنا كان أوّل من صدّقه (صلّى الله عليه وآله).

ونجد في الخطبة البليغة الرفيعة (القاصعة) أجمل تصوير لهذه الملازمة، ولدَور رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في تربيته وإعداده (عليه السلام)، وحبِّه إيّاه، واستنارةِ الإمام (عليه السلام) بهذه الملازمة. وهو ما تقرؤونه في سياق النصوص التي يشتمل عليها هذه الفصل.

٦٠ - كشف اليقين عن يزيد بن قعنب:ولَدَت [فاطمة بنت أسد] عليّاً ولرسول الله (صلّى الله عليه وآله) ثلاثون سنة، فأحبّه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حبّاً شديداً، وقال لها: (اجعلي مهْدَه بقُرب فراشي).

وكان (صلّى الله عليه وآله) يلي أكثر تربيته، وكان يطهّر عليّاً في وقت غَسله، ويُوجِره (١) اللبن عند شُربه، ويحرّك مهْده عند نومه، ويناغيه في يقظته، ويجعله على صدره (٢) .

٦١ - شرح نهج البلاغة عن الحسين بن زيد بن عليّ بن الحسين (عليهما السلام): سمعت زيداً - أبي - يقول: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يمضغ اللحمة والتمرة حتى تلين، ويجعلهما في فَم عليّ (عليه السلام) وهو صغير في حِجْره (٣) .

٦٢ - أنساب الأشراف: قالوا: كان أبو طالب قد أقلّ وأقتَر، فأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عليّاً؛ ليخفّف عنه مؤنته، فنشأ عنده (٤) .

٦٣ - مجالس ثعلب عن ابن سلاّم: لمّا أمعَرَ (٥) أبو طالب قالت بنو هاشم: دعنا فليأخذ كلُّ رجُلٍ منّا رجُلاً مِن وُلدك، قال: اصنعوا ما أحببتم إذا خلّيتم لي عقيلاً.

____________________

(١) وَجَرْته الدواءَ: جعلته في فِيه (لسان العرب: ٥ / ٢٧٩).

(٢) كشف اليقين: ٣٢ / ١٢.

(٣) شرح نهج البلاغة: ١٣ / ٢٠٠، بحار الأنوار: ٣٨ / ٣٢٣.

(٤) أنساب الأشراف: ٢ / ٣٤٦.

(٥) أمْعَرَ: افتقر (النهاية: ٤ / ٣٤٢).

٩٢

فأخذ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عليّاً، فكان أوّل من أسلَم ممّن تلتفّ عليه خِبْطاته (١) (٢) .

٦٤ - مقاتل الطالبيّين عن زيد بن عليّ: كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أخذ عليّاً من أبيه وهو صغير في سَنَة (٣) أصابت قريشاً وقحْط نالَهم، وأخذ حمزة جعفراً، وأخذ العبّاس طالباً؛ ليكفّوا أباهم مؤنتهم، ويخفّفوا عنه ثِقْلهم، وأخذ هو عقيلاً لمَيلِه إليه. فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): (اخترت مَن اختار الله لي عليكم؛ عليّاً) (٤) .

٦٥ - المستدرك على الصحيحين عن مجاهد بن جبر أبي الحجّاج: كان من نِعَم الله على عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) ما صنع الله له وأراده به من الخير؛ أنّ قريشاً أصابتهم أزمة شديدة، وكان أبو طالب في عيال كثير، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعمّه العبّاس - وكان من أيسر بني هاشم: (يا أبا الفضل، إنّ أخاك أبا طالب كثير العيال، وقد أصاب الناس ما ترى من هذه الأزمة، فانطلق بنا إليه نخفّف عنه من عياله، آخُذ من بَنيه رجلاً، وتأخذ أنت رجلاً، فنكفلهما عنه)، فقال العبّاس: نعم.

فانطلقا حتى أتيا أبا طالب، فقالا: إنّا نريد أنْ نخفّف عنك من عيالك حتى تنكشف عن الناس ما هُم فيه، فقال لهما أبو طالب: إذا تركتما لي عقيلاً فاصنعا ما شئتما.

فأخذ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عليّاً فضمّه إليه، وأخذ العبّاس جعفراً فضمّه إليه. فلم يزل عليّ مع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) حتى بعثه الله نبيّاً، فاتّبعه وصدّقه، وأخذ العبّاس جعفراً،

____________________

(١) الخِبطَة: القطعة من البيوت والناس (لسان العرب: ٧ / ٢٨٤).

(٢) مجالس ثعلب: ١ / ٢٩.

(٣) السَنَة: الجَدْب، يقال: أخذتْهم السَنة: إذا أجدَبوا وأُقحطوا (النهاية: ٢ / ٤١٣).

(٤) مقاتل الطالبيّين: ٤١، شرح نهج البلاغة: ١ / ١٥ نحوه.

٩٣

ولم يزَلْ جعفر مع العبّاس حتى أسلم واستغنى عنه (١) .

٦٦ - الإمام عليّ (عليه السلام) - في خطبته المسمّاة بالقاصعة -: (أنا وضَعتُ في الصِغر بكَلاكِل (٢) العرب، وكسرت نَواجِم (٣) قرون ربيعة ومُضَر، وقد علمتم موضعي من رسول الله (صلّى الله عليه وآله) بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة؛ وضعني في حِجره وأنا ولَد، يضمّني إلى صدره، ويكنفني في فراشه، ويُمِسّني جسدَه، ويُشِمّني عَرْفَه (٤) ، وكان يمضغ الشيء ثمّ يُلقِمنِيه، وما وجَد لي كِذبةً في قول، ولا خَطْلة (٥) في فعل.

ولقد قرَن الله به (صلّى الله عليه وآله) من لدُن أنْ كان فطيماً أعظم ملَك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن أخلاق العالَم، ليلَه ونهاره. ولقد كنت اتّبِعه اتّباع الفَصِيل (٦) أثر أُمّه، يرفع لي في كلّ يوم من أخلاقه علَماً، ويأمرني بالاقتداء به. ولقد كان يجاور في كلّ سنة بحِراء، فأراه ولا يراه غيري. ولم يجمع بيتٌ واحد يومئذ في الإسلام غير رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وخديجة وأنا ثالثهما، أرى نور الوحي والرسالة، وأشمّ ريح النبوّة) (٧) .

____________________

(١) المستدرك على الصحيحين: ٣ / ٦٦٦ / ٦٤٦٣، السيرة النبويّة لابن هشام: ١ / ٢٦٢، تاريخ الطبري: ٢ / ٣١٣، الكامل في التاريخ: ١ / ٤٨٤، تاريخ الإسلام للذهبي: ١ / ١٣٦، دلائل النبوّة للبيهقي: ٢ / ١٦٢، المناقب للخوارزمي: ٥١ / ١٤، البداية والنهاية: ٣ / ٢٥ والأربعة الأخيرة نحوه، علل الشرائع: ١٦٩ / ١، المناقب لابن شهر آشوب: ٢ / ١٧٩، إعلام الورى: ١ / ١٠٥ كلاهما نحوه، روضة الواعظين: ٩٨.

(٢) الكَلْكَل: الصدر من كلّ شيء (لسان العرب: ١١ / ٥٩٦).

(٣) نَجَم النبتُ: إذا طَلَع، وكلّ ما طَلَع وظَهَر فقد نجم (النهاية: ٥ / ٢٤).

(٤) العَرْف: الريح... وأكثر استعماله في الطَّيِّبة (تاج العروس: ١٢ / ٣٧٥).

(٥) خَطِلَ في منطقه ورأيه خَطَلاً: أخطأ (المصباح المنير: ١٧٤).

(٦) الفَصيل: ولَد الناقة إذا فُصِل عن أمّه (لسان العرب: ١١ / ٥٢٢).

(٧) نهج البلاغة: الخطبة ١٩٢.

٩٤

٦٧ - السيرة النبويّة عن ابن إسحاق: كان ممّا أنعم الله به على عليّ بن أبي طالب أنّه كان في حِجر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قبل الإسلام (١) .

٦٨ - شرح نهج البلاغة عن الفضل بن عبّاس: سألت أبي عن وُلد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الذكور، أيّهم كان رسول الله (صلّى الله عليه وآله) له أشدَّ حبّاً؟ فقال: عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، فقلت له: سألتك عن بَنيه! فقال: إنّه كان أحبّ إليه من بَنيه جميعاً وأرأف، ما رأيناه زايَله يوماً من الدهر منذ كان طفلاً، إلاّ أنْ يكون في سفر لخديجة، وما رأينا أباً أبرّ بابنٍ منه لعليّ، ولا ابناً أطوع لأبٍ من عليّ له....

وروى جُبير بن مُطعِم قال: قال أبي مُطعِم بن عدِىّ لنا ونحن صبيان بمكّة: ألا ترون حُبّ هذا الغلام - يعني عليّاً - لمحمّد واتّباعه له دون أبيه؟! واللات والعُزّى! لوددتُ أنّ ابني بفتيان بني نوفل جميعاً! (٢).

راجع: القسم التاسع / عليّ عن لسان النبيّ / المكانة السياسيّة والاجتماعيّة / خيرة الله.

____________________

(١) السيرة النبويّة لابن هشام: ١ / ٢٦٢، تاريخ الطبري: ٢ / ٣١٢، تاريخ الإسلام للذهبي: ١ / ١٣٦، أُسد الغابة: ٤ / ٨٩ / ٣٧٨٩ وفيه (رُبّي في حِجْر)، دلائل النبوّة للبيهقي: ٢ / ١٦١، المناقب للخوارزمي: ٥١ / ١٣، البداية والنهاية: ٣ / ٢٤، روضة الواعظين: ٩٨.

(٢) شرح نهج البلاغة: ١٣ / ٢٠١، بحار الأنوار: ٣٨ / ٣٢٤.

٩٥

٩٦

الفصل الثالث

  الزواج

٣ / ١

تزويجه فاطمة بنت رسول الله

هاجر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) إلى المدينة بعد ثلاث عشرة سنة مليئة بالعناء والمشقّة والمصائب المريرة من أجل تبليغ الرسالة، وأرسى دعائم الحكومة الإسلاميّة هناك.

وكان عليّ (عليه السلام) معه (صلّى الله عليه وآله) منذ الأيّام الأولى للرسالة. وكان في السنة الأُولى من الهجرة ابن أربع وعشرين سنة، فلابدّ له من الزواج وبدء الحياة المشتركة.

وكانت الزهراء (عليها السلام) قد بلغَت يومئذ التاسعة من عمرها (١). وهي بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، ولها منزلتها الرفيعة الزاخرة بالفضائل الإنسانيّة، والخصائص الملكوتيّة السامية. وقد أثنى عليها أبوها مراراً، وسمّاها بضْعته.

____________________

(١) الكافي : ٨ / ٣٤٠ / ٥٣٦، مختصر بصائر الدرجات: ١٣٠، ولمزيد الاطّلاع على ولادتها في السنة الخامسة بعد البعثة راجع: الكافي: ١/٤٥٧ و١٠/٤٥٨، وإعلام الورى: ١/٢٩٠، وكشف الغمّة: ٢/٧٥.

٩٧

وكان موقع النبيّ (صلّى الله عليه وآله) في زعامة الأمّة من جهة، وشخصيّة الزهراء (عليها السلام) من جهة أخرى، عامِلَين مشجّعين لكثير من الصحابة - بخاصّة من كان يفكّر منهم بمستقبله عِبر هذه الأواصر - على التقدّم لخطوبة الزهراء (عليها السلام). بَيد أنّ أباها كان يرفض رفْضاً قاطعاً، ويصرّح أحياناً بأنّه ينتظر فيها قضاء الله (١) .

واقترح على الإمام عليّ (عليه السلام) عددٌ من الصحابة الموالين له أنْ يتقدّم لخطوبتها (عليها السلام). وكان قلب الإمام طافحاً بالإيمان، وصدره مفعماً بحبّ الله، لكنّه خالي الوفاض من الدراهم والدنانير.

فتوجّه تلقاء البيت النبويّ، ومنعَته الهيبة النبويّة من الكلام، وكان ينظر مرّةً إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) نظرة مليئة بالحياء، وأخرى إلى الأرض. فأنطَقه النبيّ (صلّى الله عليه وآله) من خلال بعض التمهيدات، ولمّا تكلّم قال له: (أمعك شيء؟) والجواب واضح!.

أمّا فاطمة، فهل لها كُفء غير عليّ؟!.

وتحقّق الأمر الإلهي، كما أشار إليه النبيّ الأعظم (٢) ، وبدأ هذان العظيمان حياتهما المشتركة في السنة الأُولى من الهجرة (٣) بمَهرٍ قليل (٤) ، ومراسم

____________________

(١) الطبقات الكبرى: ٨ / ١٩، أنساب الأشراف: ٢ / ٣٠.

(٢) المعجم الكبير: ١٠/١٥٦/١٠٣٠٥، تاريخ دمشق: ٤٢/١٢٥/٨٤٩٤، ذخائر العقبى: ٧٠، الكافي : ١/٤٦٠/٨ وج ٥/٥٦٨/٥٤، من لا يحضره الفقيه: ٣/٣٩٣/٤٣٨٢، عيون أخبار الرضا: ١/٢٢٥/٣، مكارم الأخلاق: ١ / ٤٤٥ / ١٥٢٨، الأمالي للطوسي: ٤٠ / ٤٤ و٤٥، تاريخ اليعقوبي: ٢/٤١.

(٣) الطبقات الكبرى: ٨ / ٢٢، تاريخ اليعقوبي: ٢ / ٤١، و في تاريخ زواجه أقوال أُخَر، راجع الكافي : ٨ / ٣٤٠ / ٥٣٦، والأمالي للطوسي: ٤٣ / ٤٧، وكشف الغمّة: ١ / ٣٦٤.

يبدو أنّ زواج الإمام عليّ (عليه السلام) من السيّدة فاطمة (عليها السلام) تخلّله فاصل زمني بين العقد والزفاف؛ فالعقد وقع بُعيد الوصول إلى المدينة المنوّرة، وأمّا الزفاف فقد جاء في أعقاب معركة بدر. وبهذا يمكن حلّ التعارض الحاصل بين الروايات الواردة في هذا المضمار.

(٤) مسند ابن حنبل: ١ / ١٧٤ / ٦٠٣، السنن الكبرى: ٧ / ٣٨٣ / ١٤٣٥٠ - ١٤٣٥٢، مسند أبي يعلى: ١ / ٢٤٦ / ٤٦٦، الطبقات الكبرى: ٨ / ٢٠ و٢١، تهذيب الكمال: ٣٥ / ٢٤٩ / ٧٨٩٩، تاريخ دمشق: ٤٢ / ١٢٧ / ٨٤٩٨، الكافي : ٥ / ٣٧٩ / ٥، من لا يحضره الفقيه: ٣ / ٤٠١ / ٤٤٠٢، مسند زيد: ٣٠٣، المناقب لابن شهر آشوب: ٣ / ٣٥١، روضة الواعظين: ١٦٢.

٩٨

بسيطة (١) ، وجهاز أكثر بساطة (٢) . وهكذا وُلد أعظم بيت في التاريخ، وبدأت أبهى حياة مشتركة.

وتكوّن في جوار بيت النبيّ (صلّى الله عليه وآله) بيت صغير هو أكبر من التاريخ كلّه، وكان مغبط أهل السماوات والأرض حقّاً!.

وكان منهل الفضائل والمكارم، والعشق، والإيمان، والإيثار، والجهاد، وبساطة العيش، بل كان يناطح السماء علوّاً ورِفعة.

أمّا سيّده - راهب الليل المتهجِّد في جوفه - فقد كان ليث الوغى، لا تكاد تبرأ جراحه بعدُ حتى يخوض حرباً أُخرى. وكان (عليه السلام) أشجع المقاتلين، وأعظمهم منازلة للأقران.

وأمّا صاحبته فقد كانت السيّدة الرزينة الصبور، حملَت عِبء الحياة، ورضيَت بأقلّ الإمكانات. وكانت تضمّد جراح بعْلها وأبيها (٣) ، حتى عبّر عنها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تعبيراً لطيفاً، فقال: (فاطمة أُمّ أبيها) (٤) .

____________________

(١) الطبقات الكبرى: ٨ / ٢٣، الأمالي للطوسي: ٤٢ / ٤٥.

(٢) سنن النسائي: ٦ / ١٣٥، مسند ابن حنبل: ١ / ١٨٣ / ٦٤٣، المستدرك على الصحيحين: ٢ / ٢٠٢ / ٢٧٥٥، الطبقات الكبرى: ٨ / ٢٣، ذخائر العقبى: ٧٥ و٧٦، الأمالي للطوسي: ٤٠ / ٤٥.

(٣) الإرشاد: ١ / ٨٩، إعلام الورى: ١ / ٣٧٨، المغازي: ١ / ٢٤٩.

(٤) وربّما كُنّيت (أُمّ أبيها) لهذا الاعتبار، راجع تهذيب الكمال: ٣٥ / ٢٤٧ / ٧٨٩٩، ومقاتل الطالبيّين: ٥٧، والاستيعاب: ٤ / ٤٥٢ / ٣٤٩١، والمناقب لابن شهر آشوب: ٣ / ٣٥٧.

٩٩

وكانت الثمرة الأُولى لهذا الزواج الإلهي هو الإمام الحسن (عليه السلام)، الذي وُلد في السنة الثالثة من الهجرة (١) ، والثانية هو الإمام الحسين (عليه السلام) الذي ولد في السنة الرابعة منها (٢) ، ثمّ وُلدت بعدهما زينب وأُمّ كلثوم، وآخِرهم هو المُحسن الذي أُجهض شهيداً (٣) .

٦٩ - سُنن النسائي عن بريدة: خطب أبو بكر وعمَر فاطمة، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّها صغيرة. فخطبها عليّ، فزوّجها منه (٤) .

٧٠ - الطبقات الكبرى عن علباء بن أحمر اليشكري: إنّ أبا بكر خطب فاطمة إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فقال: (يا أبا بكر، انتظر بها القضاء). فذكر ذلك أبو بكر لعُمَر، فقال له عمَر: ردّك يا أبا بكر.

ثمّ إنّ أبا بكر قال لعُمَر: اخطب فاطمة إلى النبيّ (صلّى الله عليه وآله)، فخطبها، فقال له مثل ما قال لأبى بكر: انتظر بها القضاء (٥) .

____________________

(١) تاريخ الطبري: ٢ / ٥٣٧، سيَر أعلام النبلاء: ٣ / ٢٤٦ / ٤٧، تاريخ الإسلام للذهبي: ٤ / ٣٣، تاريخ دمشق: ١٣ / ١٦٧ و١٦٨ و١٧٣، تهذيب التهذيب: ١ / ٥٦٠ / ١٤٩٠ وفيه (في السنة الرابعة).

(٢) مروج الذهب: ٢ / ٢٩٥، تاريخ دمشق: ١٤ / ١١٥ وص ١٢١، الاستيعاب: ١ / ٤٤٢ / ٥٧٤، الإرشاد: ٢ / ٢٧.

(٣) معاني الأخبار: ٢٠٦، الاحتجاج: ١ / ٢١٢ / ٣٨، الاختصاص: ١٨٥، إثبات الوصيّة: ١٥٥، المناقب لابن شهر آشوب: ٣ / ٣٥٨.

(٤) سنن النسائي: ٦ / ٦٢، المستدرك على الصحيحين: ٢ / ١٨١ / ٢٧٠٥، فضائل الصحابة لابن حنبل: ٢ / ٦١٤ / ١٠٥١، خصائص أمير المؤمنين للنسائي: ٢٢٨ / ١٢٣.

(٥) الطبقات الكبرى: ٨ / ١٩، أنساب الأشراف: ٢ / ٣٠ نحوه.

١٠٠

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311