النص والاجتهاد

النص والاجتهاد9%

النص والاجتهاد مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 629

النص والاجتهاد
  • البداية
  • السابق
  • 629 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165884 / تحميل: 7982
الحجم الحجم الحجم
النص والاجتهاد

النص والاجتهاد

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

أبي رفاعة، وحاجب بن السائب بن عويمر، وأوس بن المغيرة بن لوذان، وزيد بن مليص، وعاصم بن أبي عوف، وسعيد بن وهب حليف بن عامر، ومعاوية بن عبدالقيس، وعبد الله بن جميل بن زهير بن الحارث بن أسد، والسائب بن مالك، وأبي الحكم بن الاخنس، وهشام بن أبي أمية بن المغيرة.(٤٦١) إلى سبعين من رؤس الكفر، وزعماء الشرك كما هو معلوم بالضرورة، فكيف يمكن بعد هذا ان يكونصلى‌الله‌عليه‌وآله قد أخذ الفداء قبل أن يثخن في الأرض لو كانوا يعقلون ؟ وكيف يتناوله هذا اللوم بعد اثخانه يا مسلمون ؟ ! وقد تنزه رسول الله وتعال الله عن ذلك علوا كبيرا.

والصواب ان الآية إنما نزلت في التنديد بالذين كانوا يودون العير وأصحابه على ما حكاه الله تعالى عنهم في قوله - عن هذه الواقعة - عز من قائل:( وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ ) (١)

وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله قد استشار أصحابه فقال لهم(٢) : ان القوم قد خرجوا على كل صعب وذلول فما تقولون ؟ العير أحب اليكم أم النفير ؟.

قالوا: بل العير أحب إلينا من لقاء العدو، وقال بعضهم حين رآهصلى‌الله‌عليه‌وآله مصرا على القتال: هلا ذكرت لنا القتال لتتأهب له ؟ انا خرجنا للعير لا للقتال، فتغير وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فأنزل الله تعالى:( كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ * يُجَادِلُونَكَ فِي

____________________

(٤٦١) الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٣ / ١٩٢ وما بعدها، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٤ / ٢٠٨ - ٢١٢، المغازي للواقدي ص ١٤٣ - ١٥١.

(١) الآية ٧ من سورة الأنفال (منه قدس).

(٢) كما في السيرتين الحلبية والدحلانية وغيرهما من الكتب المشتملة على هذه الواقعة (منه قدس) (*).

٣٤١

الْحَقِّ بَعْدَمَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى الْمَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ ) (١) .

وحيث أراد الله عزوجل أن يقنعهم بمعذرة النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في إصراره على القتال، وعدم مبالاته بالعير وأصحابه قال عز من قائل( مَا كَانَ لِنَبِيٍّ ) من الأنبياء المرسلين قبل نبيكم محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ( أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ ) فنبيكم لا يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض على سنن غيره من الأنبياء الذين اتخذوا أسرى أبي سفيان وأصحابه حين هربوا بعيرهم إلى مكة، لكنكم أنتم( تُرِيدُونَ ) إذ تودون أخذ العير وأسر أصحابه( عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ ) باستئصال ذات الشوكة من أعدائه( وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) والعزة والحكمة تقتضيان يومئذ اجتثاث عز العدو، وإطفاء جمرته، ثم قال تنديدا بهم( لَّوْلاَ كِتَابٌ مِّنَ اللّهِ سَبَقَ ) في علمه الأزلي بأن يمنعكم من أخذ العير، وأسر أصحابه لأسرتم القوم وأخذتم عيرهم، ولو فعلتم ذلك( لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ ) قبل أن تثخنوا في الأرض( عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .

هذا معنى الآية الكريمة، ولا يصح حملها على غيره، على إني لا أعلم أحدا سبقني إليه، إذ أوردت الآية وفسرتها في الفصول المهمة(٢) .

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٢٣: -

[ المورد - (٤٩) -: أسرى حنين ]

لما نصر الله عبده ورسولهصلى‌الله‌عليه‌وآله على هوازن يوم حنين، وفتح الله له يومئذ فتحه المبين نادى مناديه: ان لا يقتل أسير من القوم، فمر عمر بن الخطاب برجل من الأسرى يعرف بابن الاكوع وهو مغلول، وكانت هذيل بعثته يوم الفتح إلى مكة عينا لها على رسول الله يتجسس أخباره وأخبار أصحابه، فيخبرها

____________________

(١) الآية ٥ و ٦ من سورة الأنفال (منه قدس).

(٢) راجع منها الفصل الثامن (منه قدس) (*).

٣٤٢

بما يكون منهم قولا وفعلا، فلما رآه عمر قال - كما نص عليه شيخنا المفيد في غزوة حنين من ارشاده -: هذا عدو الله كان عينا، علينا ها هو أسير فاقتلوه فضرب بعض الأنصار عنقه، فلما بلغ ذلك رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لامهم على قتله، وقال: ألم آمركم ان لا تقتلوا أسيرا. آه(٤٦٢) .

وقتلوا بعده من أسرى حنين - كما في ارشاد شيخنا المفيد أيضا - جميل بن معمر بن زهير (قال) فبعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الأنصار وهو مغضب يقول لهم: ما حملكم على قتله، وقد جاءكم رسولي أن لا تقتلوا أسيرا ؟ فاعتذروا بأنا انما قتلناه بقول عمر، فأعرض رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله حتى كلمه عمير بن وهب في الصفح عن ذلك(٤٦٣) .

قلت: وممن قتل في حنين امرأة من هوازن قتلها خالد بن الوليد فساء رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قتلها إذ مر بها والناس مجتمعون عليها، فقال لبعض أصحابه: أدرك خالدا فقل له: ان رسول الله ينهاك أن تقتل وليدا أو امرأة أو عسيفا - أي أجيرا - هكذا رواه ابن إسحاق منقطعا(٤٦٤) .

وقد قال الإمام أحمد(١) : حدثنا أبو عامر عبدالملك بن عمرو وحدثنا المغيرة بن عبدالرحمن عن أبي الزناد قال حدثني المرقع بن صيفي عن جده رباح بن ربيع أخي بني حنظلة الكاتب انه أخبره انه رجع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله

____________________

(٤٦٢) الارشاد للشيخ المفيد ص ٧٦ ط الحيدرية.

(٤٦٣) غضب النبي على بعض أصحابه: الارشاد للشيخ المفيد ص ٧٦ ط الحيدرية.

(٤٦٤) النبي يستاء من خالد: الكامل لابن الأثير ج ٢ / ١٨٠، السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ / ١٠٠.

(١) فيما نقله ابن كثير في آخر غزوة حنين من كتابه البداية والنهاية (منه قدس) (*).

٣٤٣

في غزوة غزاها وعلى مقدمته خالد بن الوليد، فمر رباح وأصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على امرأة مقتولة مما أصابت المقدمة، فوقفوا ينظرون إليها ويتعجبون من خلقها حتى لحقهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على راحلته، فانفرجوا عنها فوقف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال: ما كانت هذه لتقاتل، فقال لأحدهم: الحق خالدا فقل له: لا تقتلن ذرية ولا عسيفا، وكذلك رواه أبو داود والنسائي وابن ماجة من حديث المرقع بن صيفي(٤٦٥) .

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٢٥: -

[ المورد - (٥٠) -: فرار من فر منهم من الزحف ]

حسب المسلم نصا على تحريم الفرار من الزحف مطلقا قوله عز من قائل وقد نادى المؤمنين كافة:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ * وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ) (٤٦٦) .

نص صريح مطلق(١) في آية محكمة من آيات الذكر الحكيم والفرقان العظيم، وتأوله من الصحابة من يؤثر رأيه - في مقام العمل - على التعبد بالنصوص، ثم لم يكن ذلك منهم في مقام واحد، بل كان في مواقف عديدة.

____________________

(٤٦٥) سنن ابن ماجة ج ٢ / ٩٤٨ ح ٢٨٤٢. وقريب من هذا في: الغدير ج ٧ / ١٦٨. الفرار من الزحف

(٤٦٦) سورة الأنفال: ١٥.

(١) لم يتقيد ولم يتخصص، حتى لو سلمنا نزول الآية يوم بدر، لان اطلاقها وعمومها مما لا ريب فيه، كما انه لا ريب في ان المورد لا يقيد الوارد ولا يتخصصه باتفاق أهل العلم (منه قدس) (*).

٣٤٤

فمنها: يوم أحد إذ حمل ابن قمئة على مصعب بن عمير (ره) فقتله، وهو يظنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فرجع إلى قريش يبشرهم بقتل محمد فجعل المشركون يبشر بعضهم بعضا يقولون: قتل محمد قتل محمد، قتله ابن قمئة، فانخلعت قلوب المسلمين، وأوغلوا في الهرب مولهين مدلهين لا يلوون على أحد، كما حكاه الله عزوجل عنهم حيث قال:( إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ ) الآية(٤٦٧) .

والاصعاد هو الذهاب في الأرض والإبعاد فيها، يقال: صعد في الجبل وأصعد في الأرض إذ أبعد، وكان الرسول يدعوهم فيقول: إلي عباد الله إلي عباد الله أنا رسول الله من كر فله الجنة، كان يدعوهم بهذا ونحوه، وهو في أخراهم، أي في ساقتهم وجماعتهم المتأخرة، يقال: جئت في آخر الناس وأخراهم، كما تقول في أخراهم وأولاهم، وهم لا يلوون على أحد، أي لا يلتفتون إلى أحد مطلقا.

قال ابن جرير وابن الأثير في تاريخيهما: وانتهت الهزيمة بجماعة المسلمين وفيهم عثمان بن عفان وغيره إلى الأعوص فأقاموا بها ثلاثا، ثم أتوا النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فقال لهم حين رآهم: لقد ذهبتم فيها عريضة(٤٦٨) .

____________________

(٤٦٧) سورة آل عمران: ١٥٣. راجع: الكامل لابن الأثير ج ٢ / ١٠٨.

(٤٦٨) انتهاء الهزيمة بهؤلاء إلى الأعوص ورجوعهم بعد ثلاث ليال وقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله لهم: لقد ذهبتم فيها عريضة مما لا يخلو منه كتاب يفصل غزوة أحد من كتب أهل الأخبار (منه قدس).

فرار عثمان وغيره في أحد ثلاثة أيام: تاريخ الطبري ج ٢ / ٢٠٣، الكامل لابن الأثير ج ٢ / ١١٠، السيرة الحلبية ج٢ / =>

٣٤٥

وذكر ابن جرير الطبري وابن الأثير الجزري في تاريخيهما: ان أنس بن النضر وهو عم أنس بن مالك انتهى إلى عمر وطلحة في رجال من المهاجرين قد ألقوا بأيديهم، فقال: ما يحبسكم. قالوا: قتل النبي. قال: فما تصنعون بالحياة بعده ؟ موتوا على ما مات عليه النبي. ثم استقبل القوم فقاتل حتى قتل، فوجد به سبعون ضربة وطعنة وما عرفته الا اخته. عرفته بحسن بنانه.

(قالوا) وسمع أنس بن النضر نفرا من المسلمين - الذين فيهم عمر وطلحة - يقولون لما سمعوا أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قتل: ليت لنا من يأتي عبدالله بن أبي سلول ليأخذ لنا أمانا من أبي سفيان قبل أن يقتلونا، فقال لهم أنس: يا قوم ان كان محمد قد قتل فان رب محمد لم يقتل، فقاتلوا على ما قاتل عليه محمد اللهم إني أعتذر إليك مما يقول هؤلاء وأبرء إليك مما جاء به هؤلاء، ثم قاتل حتى استشهد(١) رضوان الله وبركاته عليه(٤٦٩) .

____________________

=> ٢٢٧ قال: وكان من جملة من انهزم عثمان بن عفان. الخ، سيرة المصطفى لهاشم معروف ص ٤١١، مجمع البيان ج ٢ / ٥٢٤، الارشاد للشيخ المفيد ص ٤٨، البحار ج ٢٠ / ٨٤، البداية والنهاية ج ٤ / ٢٨، السيرة النبوية لابن كثير ج ٣ / ٥٥، شرح النهج للمعتزلي ج ١٥ / ٢١ وقال ج ١٥ / ٢٠ مع اتفاق الرواة كافة على ان عثمان لم يثبت، الدر المنثور ج ٢ / ٨٩.

فرار عثمان يوم حنين: دلائل الصدق ج ٣ ق ١ ص ٣٦٢، وذكر ابن هشام في السيرة النبوية ج ٤ / ٨٥ أسماء من ثبت مع الرسول ولم يكن عثمان منهم.

(١) هذه الحكاية عن أنس بن النضررحمه‌الله تعالى نقلها كل من فصل غزوة أحد من المحدثين وأهل الأخبار (منه قدس).

(٤٦٩) فرار عمر يوم أحد: راجع: شرح النهج الحديدي ج ١٤ / ٢٧٦ وج ١٥ / ٢٠ و ٢١ و ٢٢ و ٢٤ و ٢٥، لباب الآداب ص ١٧٩ حياة محمد لهيكل ص ٢٦٥، الارشاد للمفيد ص ٤٨، البحار ج ٢٠ / ٢٤ =>

٣٤٦

ومنها: يوم حنين( إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا (١) وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ) (٤٧٠) الذين ثبتوا معهصلى‌الله‌عليه‌وآله حين فر عنه أصحابه وولوا الدبر، وكان فيهم عمر بن الخطاب. كما نص عليه البخاري(٢) في حديث أخرجه عن أبي قتادة الأنصاري إذ قال: وانهزم المسلمون - يوم حنين - وانهزمت معهم فإذا عمر بن الخطاب في الناس، فقلت له: ما شأن الناس، قال: أمر الله. (الحديث)(٤٧١) .

____________________

=> و ٥٣، تفسير الرازي ج ٩ / ٦٧، سيرة المصطفى لهاشم معروف ص ٤١١، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٢٤٦ عن، الدر المنثور ج ٢ / ٨٠ و ٨٨، دلائل الصدق ج ٢ / ٣٥٨، كنز العمال ج ٢ / ٢٤٢، حياة الصحابة ج ٣ / ٤٩٧، المغازي للواقدي ج ٢ / ٦٠٩، تفسير القمي ج ١ / ١١٤، الكامل في التاريخ ج٢ / ١٠٨.

(١) كان الجيش يومئذ أثنى عشر ألفا فيهم ألفان من مسلمة الفتح. فقال أبو بكر: لن نغلب اليوم من قلة (منه قدس).

(٤٧٠) سورة التوبة: ٢٤. الذي أعجبه الكثرة هو أبو بكر. راجع: الارشاد للشيخ المفيد ص ٧٤.

(٢) في باب قوله تعالى: (ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم) من الجزء الثالث من صحيحه ص ٤٦ وذكر ابن كثير في غزوة حنين من كتابه - البداية والنهاية - نقلا عن البخاري ومسلم وغيره فراجع ص ٣٢٩ من جزئه الرابع (منه قدس).

(٤٧١) فرار عمر يوم حنين: صحيح البخاري ك التفسير باب قوله تعالى: ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم، دلائل الصدق ج ٣ ق ١ ص ٣٦٢، سيرة المصطفى لهاشم معروف ص ٦١٨. لم يثبت في أحد غير عليعليه‌السلام : شرح التجريد للقوشجى ص ٤٨٦، دلائل الصدق ج ٢ / ٣٥٧ عنه، نور الأبصار للشبلنجى ص ٨٧، الارشاد للمفيد ص ٤٩، البحار ج ٢٠ / ٦٩ و ٨٦ و ٨٧ و ١١٣، الاحتجاج =>

٣٤٧

ومنها: يوم سار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى خيبر، فبعث أبا بكر إليها فسار بالناس فانهزم حتى رجع(٤٧٢) .

____________________

=> ج ١ / ١٩٩، حياة محمد لمحمد حسين هيكل.

فرار أبى بكر يوم أحد: عن عائشة: كان أبو بكر إذا ذكر يوم أحد بكى ثم قال: ذاك كان يوم طلحة. ثم أنشأ يحدث قال كنت أول من فاء يوم أحد فرأيت رجلا يقاتل مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت كن طلحة حيث فاتني ما فاتني يكون رجلا من قومي ". راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٥ / ٢٣ و ٢٤، سيرة المصطفى لمعروف ص ٤١١ و ٤١٤، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٢٤٣ عن منحة المعبود في تهذيب مسند الطيالسي ج ٢ / ٩٩، طبقات ابن سعد ج ٣ / ١٥٥ وط دار صادر ج ٣ / ٢١٨، والسيرة النبوية لابن كثير ج ٣ / ٥٨، تاريخ الخميس ج ١ / ٤٣١، البداية والنهاية ج ٤ / ٢٩، كنز العمال ج ١٠ / ٢٦٨ و ٢٦٩، حياة الصحابة ج ١ / ٢٧٢، دلائل الصدق ج ٢ / ٣٥٩.

وهناك نصوص أخرى تدل على فراره يوم أحد راجعها في: مستدرك الحاكم ج ٣ / ٢٧، تلخيص الذهبي للمستدرك نفس الصفحة، مجمع الزوائد ج ٦ / ١١٢، لباب الآداب ص ١٧٩، حياة محمد لهيكل ص ٢٦٥، سيرة المصطفى لهاشم معروف ص ٤١١. راجع بقية المصادر في الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٢٤٤.

فرار أبى بكر يوم حنين: راجع: شرح النهج للمعتزلي ج ١٣ / ٢٩٣، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٣ / ٢٨٢، دلائل الصدق ج ٣ ق ١ ص ٣٦٠.

(٤٧٢) هذا حديث أخرجه الحاكم في غزوة خيبر ص ٣٧ من الجزء ٣ من المستدرك بعين لفظه الذي أوردناه. ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأورده الذهبي بعين لفظه في تلخيصه للمستدرك مصرحا بصحته (منه قدس).

فرار أبى بكر وعمر يوم خيبر: راجع: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٦٩ =>

٣٤٨

وعن علي سار النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى خيبر، فلما أتاها بعث عمر وبعث معه الناس إلى مدينتهم، أو قصرهم، فلم يلبثوا ان هزموا عمر وأصحابه، فجاؤا يجبنونه. ويجبنهم. (الحديث)(٤٧٣) .

وعن جابر بن عبدالله من حديث طويل أخرجه الحاكم وصححه في المستدرك(١) قال فيه: قال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " لابعثن غدا رجلا يحب الله ورسوله، ويحبانه، لا يولي الدبر يفتح الله على يديه، فتشرف لها الناس، وعلي يومئذ أرمد. فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله سر. فقال يا رسول الله ما أبصر موضعا. فتفل في عينيه، وعقد له، ودفع إليه الراية. فقال علي: يا رسول الله على م أقاتلهم ؟ ! فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : على أن يشهدوا أن لا اله إلا الله واني رسول الله، فإذا فعلوا ذلك فقد حقنوا مني دماءهم وأموالهم الا بحقهما وحسابهم على الله عزوجل، قال: فلقيهم ففتح الله عليه ". آه(٤٧٤) .

____________________

=> ح ٢٣٣ و ٢٣٤ و ٢٣٥ و ٢٣٦ و ٢٤٠ و ٢٤١ و ٢٤٧ و ٢٦١ و ٢٦٢ ط ١، مناقب على بن أبى طالب لابن المغازلي ص ١٨١ ح ٢١٧ ط ١، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٥٢ و ٥٣، أسد الغابة ج ٤ / ٢١، مسند أحمد ج ٦ / ٣٥٣، البداية والنهاية ج ٤ / ١٨٦، الغدير ج ١ / ٣٨، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٢٢ و ١٢٤، مصنف ابن أبى شيبة ج ٦ / ١٥٤، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٣ / ٢٨٢، تذكرة الخواص، مسند البزاز ج ١، الكامل لابن الأثير ج ٢ / ١٤٩.

(٤٧٣) أخرجه الحاكم في المستدرك أيضا بعين لفظه. ثم قال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وأورده الذهبي بلفظه في تلخيصه معترفا بصحته (منه قدس).

فرارهما أيضا بروايات أخرى: راجع: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٧٧ ح ٢٤٢ و ٢٤٣ و ٢٤٧، شذرات الذهبية لابن طولون ص ٥٢.

(١) راجعه في كتاب المغازي ص ٣٨ من جزئه الثالث (منه قدس) ،

(٤٧٤) قول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلىعليه‌السلام يوم خيبر =>

٣٤٩

..

____________________

=> " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار " فدفعها إلى على بن أبى طالبعليه‌السلام وكان أرمد العين فتفلصلى‌الله‌عليه‌وآله فيها فبرأت. الخ.

حديث الراية في خيبر :

١ - برواية جابر بن عبدالله الأنصاري: فرائد السمطين ج ١ / ٢٥٩ ح ٢٠٠، المعجم الصغير للطبراني ج ٢ / ١٠٠، مجمع الزوائد ج ٦ / ١٥١، ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٢٠٥ ح ٢٦٩، المستدرك للحاكم ج ٣ / ٣٨، عيون الأثر ج ٢ / ١٣٢، إحقاق الحق ج ٥ / ٤٠٠، فرائد السمطين ج ١ / ٢٦٠ ح ٢٠٠ و ٢٠٢.

٢ - برواية أبى هريرة: ترجمة الإمام على من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٥٧ ح ٢١٩ و ٢٢٠ و ٢٢١ و ٢٢٢ و ٢٢٣ و ٢٢٥ و ٢٢٦ و ٢٢٧، مسند أحمد ج ٢ / ٣٨٤ ط ١، صحيح مسلم ج ٧ / ١٢١ ط العامرة، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ٩٣، خصائص النسائي ص ٧ ط مصر وص ٥٨ ط الحيدرية، مناقب على بن أبى طالب لابن المغازلي ص ١٨١ ح ٢١٧ و ٢٢١، مسند أبى داود الطيالسي ص ٣٢٠، إحقاق الحق ج ٥ / ٤١٠، الطبقات لابن سعد ج ٢ / ١١٠ ط دار صادر، ينابيع المودة ص ٤٩ ط اسلامبول، نزل الأبرار ص ٤٣.

٣ - برواية سهل بن سعد الساعدي: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٦٣ ح ٢٢٧ و ٢٢٨ و ٢٢٩ و ٢٣٠ و ٢٣١، فرائد السمطين ج ١ / ٢٥٣ ح ١٩٦، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٢٤ ط الحيدرية، صحيح البخاري ج ٥ / ٢٢، صحيح مسلم ج ٧ / ١٢١ ط العامرة بمصر، خصائص النسائي ص ٥٥ ط الحيدرية، السنن الكبرى للبيهقي ج ٩ / ١٠٦، حلية الأولياء ج ١ / ٦٢، ينابيع المودة ص ٤٨ ط اسلامبول، أسنى المطالب للجزري ص ٦٢ وقال الحديث متفق على صحته، فضائل الخمسة ج ٢ / ١٦١.

٤ - برواية سلمة بن الاكوع: صحيح البخاري ج ٥ / ٢٣ باب مناقب على بن أبى طالب، صحيح مسلم باب =>

٣٥٠

.

____________________

=> مناقب على بن أبى طالب ج ٧ / ١٢٢ ط العامرة، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٣ / ٣٦، ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٦٨ ح ٢٣٢ و ٢٣٣ و ٢٣٤ و ٢٣٥ و ٢٣٦ و ٢٣٧ و ٢٣٨، نزل الأبرار للبدخشانى ص ٤٤.

٥ - برواية بريدة الاسلمي: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٧٤ ح ٢٣٩ و ٢٤٠ و ٢٤١ و ٢٤٢ و ٢٤٣، المسند لأحمد ج ٥ / ٣٥٣ و ٣٥٥ و ٣٥٨ ط ١، أسد الغابة ج ٤ / ٢١، البداية والنهاية ج ٤ / ١٨٢، تاريخ الطبري ج ٢ / ٣٠٠ ط الاستقامة وج ٣ / ١١ ط دار المعارف، إحقاق الحق ج ٥ / ٤١٥، مناقب على بن أبى طالب لابن المغازلي ص ١٨٧ ح ٢٢٢، الخصائص للنسائي ص ٥ ط مصر، المستدرك للحاكم ج ٣ / ٤٣٧، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٢٩، الكامل في التاريخ لابن الأثير ج ٢ / ١٤٩، ينابيع المودة للقندوزي ص ٤٩ ط اسلامبول، تذكرة الخواص ص ٢٥.

٦ - برواية عبدالله بن عباس: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٨٢ ح ١٤٧ و ١٤٨ و ١٤٩ و ٢٥٠ و ٢٥١، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٢٤، البداية والنهاية ج ٧ / ٣٣٧، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ١٠٦ ط ١.

٧ - رواه ابن عباس ضمن حديث طويل راجع: المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٣٢، وتلخيصه للذهبي، مسند أحمد ج ٥ / ٢٥ بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، خصائص النسائي ص ٦١ ط الحيدرية وص ١٥ ط بيروت وص ٨ ط التقدم بمصر، ذخائر العقبى ص ٨٧، كفاية الطالب للگنجى الشافعي ص ٢٤٠ ط الحيدرية وص ١١٥ ط الغرى، المناقب للخوارزمي ص ٧٢، الإصابة لابن حجر ج ٢ / ٥٠٩، ينابيع المودة ص ٣٤ ط اسلامبول وص ٣٨ ط الحيدرية وج ١ / ٣٣ ط العرفان، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٦٩ و ٢٧٠ ط ٢، فضائل الخمسة ج ١ / ٢٣٠، الغدير ج ١ / ٥١ وج ٣ / ١٩٧، فرائد السمطين ج ١ / ٣٢٨ ح ٢٥٥، المراجعات ص ١٩٥ ط ٢ المحققة، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ١١٦ تحت رقم (٤٦٨) ط ٢ بيروت =>

٣٥١

.

____________________

=> ٨ - برواية عمران بن حصين: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٩١ ح ٢٥٢ و ٢٥٣ و ٢٥٤ و ٢٥٥، الخصائص للنسائي ص ٧ ط مصر و ٥٩ ط الحيدرية، البداية والنهاية ج ٧ / ٣٣٨، المناقب لابن المغازلي ص ١٨٠ ح ٢١٥ ط ١، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٢٤، التهذيب ج ٣ / ٢٣٧، تهذيب التهذيب ج ٧ / ٤٨٠، الروض الانف للسهيلي ج ٢ / ٢٢٩، تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ / ١٩٤، صبح الأعشى ج ١٠ / ١٧٤.

٩ - برواية أبى سعيد الخدري: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٩٣ ح ٢٥٦ و ٢٥٧ و ٢٩٠، المسند لأحمد ج ٣ / ١٦ ط ١، مجمع الزوائد ج ٦ / ١٥١ وج ٩ / ١٢٤، البداية والنهاية ج ٤ / ١٨٥ وج ٧ / ٣٣٨، المناقب لابن المغازلي ص ١٨٤ ح ٢٢٠، عمدة القاري ج ١٦ / ٢١٦، الشافي لعلم الهدى ص ٧٠، تلخيص الشافي للطوسي ج ٣ / ١٣.

١٠ - برواية أبى ليلى الأنصاري: التاريخ الكبير للبخاري ج ٤ / ٢٦٢، ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٩٥ ح ٢٥٨ و ٢٥٩ و ٢٦٠ و ٢٦١ و ٢٦٢ و ٢٦٣ و ٢٦٤، الخصائص للنسائي ص ٥٢ ط الحيدرية، المستدرك للحاكم ج ٣ / ٣٧، تذكرة الخواص ص ٢٥، الغدير ج ١ / ٣٨، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٢٢، دلائل النبوة لأبي نعيم ص ٣٩٧ ط حيدر آباد، العقد الفريد ج ٢ / ١٩٤ ط الاشرفية، المسند لأحمد ج ١ / ٧٨ و ٩٩ و ١٣٣ ط ١، سنن ابن ماجة ج ١ / ٥٦، كنز العمال ج ١٥ / ١٠٦ ط ٢، فرائد السمطين ج ١ / ٢٦٣ ح ٢٠٥، أسنى المطالب للجزري ص ٦٤، نزل الأبرار ص ٤٣.

١١ - برواية أم موسى: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٢٠٣ ح ٢٦٥ و ٢٦٦، مسند أبى داود الطيالسي ص ٢٦ ط حيدر آباد، المناقب لابن المغازلي ص ١٧٩ ح ٢١٤، البداية والنهاية ج ٧ / ٣٣٩، تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ / ١٩٣، فرائد السمطين ج ١ / ٢٦٢ ح ٢٠٣، مسند أحمد ج ١ / ٧٨ ط ١ وج ٢ / ٢٧ ط ٢، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٢٢ =>

٣٥٢

..

____________________

=> ١٢ - برواية أبى رافع مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٢٠٤ ح ٢٦٨ فرائد السمطين ج ١ / ٢٦١ ح ٢٠١، الكامل في التاريخ ج ٢ / ١٤٩، تذكرة الخواص ص ٢٧.

١٣ - برواية سعد بن أبى وقاص: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٢٠٥ ح ٢٧٠ و ٢٧١ و ٢٧٢ و ٢٧٣ و ٢٧٤ - ٢٨٠، المناقب للخوارزمي ص ٥٩، الغدير ج ١ / ٢٥٧ وج ٣ / ٢٠٠، المناقب لابن المغازلي ص ١٨٨ ح ٢٢٣، المسند لأحمد ج ١ / ١٨٥، صحيح مسلم ج ٧ / ١١٩ ط صبيح وص ١٨٧١ ط محمد فؤاد وج ٧ / ١٢٠ ط العامرة وج ٢ / ٣٦٠ ط الحلبي، صحيح الترمذي ج ١٣ / ١٧١ ط الصاوي وج ٥ / ٣٠١ ط آخر، الخصائص للنسائي ص ١٦ ط مصر، المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٠٨، فرائد السمطين ج ١ / ٣٧٨ ح ٣٠٧، شواهد التنزيل للحسكاني ج ٢ / ١٩ ح ٦٥٤ و ٦٥٦، نظم درر السمطين للزرندي ص ١٠٧، كفاية الطالب للگنجى ص ٨٤ ط الحيدرية وص ٢٨ ط الغرى، أسد الغابة ج ١ / ١٣٤ وج ٤ / ٢٥، الإصابة لابن حجر ج ٢ / ٥٠٩، العقد الفريد ج ٤ / ٢٩ ط لجنة التأليف وج ٢ / ١٤٤ ط آخر، وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص ٩٢ و ٨٢، شرح النهج لابن أبى الحديد ج ١ / ٢٥٦ و ٣٦١ ط ١ وج ٣ / ١٠٠ وج ٤ / ٧٢ ط مصر بتحقيق أبو الفضل، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٦٣، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ٢١٨ ط ٢ بيروت، كنز العمال ج ١٥ / ١٤٣ ط ٢، مروج الذهب للمسعودي ج ٣ / ١٤ ط دار الأندلس بيروت، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ٢، ينابيع المودة ص ٥١ ط اسلامبول.

١٤ - برواية عمر بن الخطاب: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١١٩ ح ٢٨٢ كنز العمال ج ١٥ / ١٠٢ و ١٠٨ ط ٢ وج ٦ / ٣٩٣ و ٣٩٥ ط ١، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ / ٤٤ و ٤٥ ط ١، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٢٠، المناقب للخوارزمي ص ١٠٢ =>

٣٥٣

قال الحاكم بعد إيراده: قد اتفق الشيخان على اخراج حديث الراية ولم يخرجاه بهذه السياقة وكذلك قال الذهبي بعد إيراده في تلخيصه.

وعن أياس بن سلمة، قال: حدثني أبي. قال: شهدنا مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله خيبر حين بصق في عيني علي فبرأتا فأعطا الراية، فبرز إليه مرحب وهو يقول :

قد علمت خيبر أني مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

قال: فبرز إليه عليرضي‌الله‌عنه وهو يقول :

____________________

=> ١٥ - برواية عبدالله بن عمر: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٢٢٠ ح ٢٨٣ و ٢٨٤ و ٢٨٥ و ٢٨٦ و ٢٨٧ و ٢٨٩ وص ١٨٠ ح ٢٤٥ و ٢٤٦، شواهد التنزيل للحسكاني ج ٢ / ١٩٧ ح ٩٠٣، سمط النجوم ج ٢ / ٤٦١، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٢٠ و ١٢٣.

١٦ - وقال عمر بن الخطاب: " لقد أعطى على بن أبى طالب ثلاثا لان تكون لي واحد منها أحب إلى من حمر النعم: زوجته فاطمة بنت رسول الله، وسكناه المسجد مع رسول الله يحل له ما يحل له في والراية يوم خيبر ". يوجد في: المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٢٥، مسند أحمد ج ٢ / ٢٦ ط ١ وج ٧ / ٢١ ح ٤٧٩٧ بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، ينابيع المودة للقندوزي ص ٢١٠ ط اسلامبول وص ٢٤٨ ط الحيدرية، المناقب للخوارزمي ص ٢٣٨ ط الحيدرية، ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٢٢٠ ح ٢٨٣، الصواعق المحرقة ص ٧٦ ط ١ وص ١٢٥ ط المحمدية، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٢٠، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٧٢ نظم درر السمطين ص ١٢٩، كنز العمال ج ١٥ / ١٠١ ح ٢٩١ ط ٢، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٥٤ ط ٢، الغدير ج ٣ / ٢٠٤، فرائد السمطين ج ١ / ٣٤٥ ح ٢٦٨ ط ١، فضائل الخمسة ج ٢ / ٢٥٠، أسنى المطالب للجزري ص ٦٥ (*).

٣٥٤

أنا الذي سمتني أمي حيدرة

كليث غابات كريه المنظرة

أوفيكم بالصاع كيل السندرة(١)

قال فضرب مرحبا ففلق رأسه فقتله، وكان الفتح(٤٧٥) .

ومنها: غزوة السلسلة بوادي الرمل. وهي كغزوة خيبر إذ بعث رسول الله أولا فيها أبا بكر فرجع بالجيش منهزما، ثم بعث عمر فرجع بمن معه كذلك، فبعث بعدهما عليا ففتح الله عليه، ورجع بالغنائم والاسرى والحمد لله وقد ذكر هذه الغزوة على سبيل التفصيل شيخنا المفيد أعلى الله مقامه في كتابه - الارشاد - فليراجعها من أراد الوقوف على كنهها بتفصيل(٤٧٦) .

وغزوة السلسلة هذه غير غزوة ذات السلاسل التي كانت سنة سبع للهجرة وكانت امرة الجيش فيها لعمرو بن العاص، وفي الجيش يومئذ أبو بكر وعمر وأبو عبيدة كما نص عليه أهل السير والأخبار كافة(٤٧٧) .

____________________

(١) قال في أقرب الموارد: أكيلكم بالسيف كيل السندرة: أي أقتلكم قتلا واسعا كبيرا ذريعا (منه قدس).

(٤٧٥) أخرجه الحاكم بلفظه في غزوة خيبر من مستدركه ثم قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه بهذه السياقة، وصححه الذهبي على هذا الشرط إذ أورده في التلخيص (منه قدس). وراجع: المناقب للخوارزمي ص ١٠٣ ط الحيدرية، تذكرة الخواص ص ٢٦ ط الحيدرية مناقب على بن أبى طالب لابن المغازلي ص ١٧٨ و ١٨٢، ترجمة أمير المؤمنين على ابن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٧١ ح ٢٣٧، صحيح مسلم ك الجهاد والسير باب غزوة ذي قرد وغيرها ج ٥ / ١٩٥ ط العامرة، الطبقات لابن سعد ج ٢ / ١١٢ ط دار صادر، تاريخ الطبري ج ٢ / ٣٠٠، ينابيع المودة ص ٤٩ ط اسلامبول، نزل الأبرار ص ٤٤.

(٤٧٦) الارشاد للشيخ المفيد ص ٦٠ - ٦١ ط الحيدرية.

(٤٧٧) السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ / ٢٧٢ و ٢٧٤، الكامل لابن الأثير ج ٢ / ١٥٦، السيرة الحلبية ج ٣ / ١٩٠ (*).

٣٥٥

وكان بين عمر بن الخطاب وعمرو بن العاص هنات ذكرها الحاكم في كتاب المغازي من الجزء الثالث من مستدركه ص ٤٣ بالاسناد إلى عبدالله بن بريدة عن أبيه. قال: بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله عمرو بن العاص في غزوة ذات السلاسل وفيهم أبو بكر وعمر، فلما انتهوا إلى مكان الحرب أمرهم عمرو ان لا ينوروا نارا فغضب عمر بن الخطاب وهم ان ينال منه فنهاه أبو بكر وأخبره انه لم يستعمله رسول الله عليك الا لعلمه بالحرب فهدأ عنه عمر. اه‍.

قال الحاكم بعد اخراجه: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وقد أورده الذهبي في التلخيص مصرحا بصحته أيضا.

[ تنبيه ]

كان لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في التنويه بعلي، وتفضيله على من سواه من أهل السوابق لأساليب حكيمة عرفها متدبروا سيرته المقدسة(٤٧٨) .

____________________

(٤٧٨) تفضيل الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله عليا (ع) على من سواه كثيرة جدا وفضائل أمير المؤمنين على ابن أبى طالبعليه‌السلام لا تعد ولا تحصى وقد ربت على حد التواتر وقد ألف في فضائله عشرات الكتب بل المئات قديما وحديثا منها: مناقب على بن أبى طالب لابن المغازلي الشافعي ط إيران، المناقب للخوارزمي الحنفي ط النجف، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ط النجف، نور الإبصار للشبلنجي، فرائد السمطين للحمويني ط بيروت، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ط النجف، ترجمة الإمام على بن أبى طالب لابن عساكر الشافعي ج ١ وج ٢ وج ٣ ط بيروت، كفاية الطالب في مناقب على بن أبى طالب للگنجى الشافعي ط الغرى والحيدرية، الغدير للأميني ج ١ - ج ١١ ط إيران وبيروت، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ط النجف وبيروت، شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج ١ وج ٢ ط بيروت، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ط في اسلامبول وإيران والنجف وصيدا طبع ٨ طبعات، =>

٣٥٦

فمنها: أنه لم يؤمر عليه أحدا أبدا لا في حرب ولا في سلم، وقد أمرت الأمراء على من سواه(١) فأمر ابن العاص على أبي بكر وعمر في غزوة ذات السلاسل كما سمعت(٤٧٩) ، ولحق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالرفيق الأعلى وأسامة بن زيد - على حداثته - أمير على مشيخة المهاجرين والأنصار كأبي بكر وعمر وأبي عبيدة وأمثالهم، وهذا معلوم بحكم الضرورة من أخبار السلف(٤٨٠) .

____________________

=> خصائص أمير المؤمنين للنسائي ط في مصر وبيروت والنجف، وغيرها من الكتب المطبوعة والمخطوطة ولأجل المزيد من الاطلاع على ذلك راجع مقدمة ينابيع المودة للقندوزي ط الحيدرية في النجف. وقد ألف أبو جعفر الاسكافي المعتزلي المتوفى ٢٤٠ ه‍ في خصوص أفضلية الإمام على بن أبى طالبعليه‌السلام على غيره كتابا أسماه " المعيار والموازنة " طبع في بيروت.

(١) سئل الحسن البصري عن علىعليه‌السلام ، فقال: ما أقول فيمن جمع الخصال الأربع ائتمانه على براءة وما قاله له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة تبوك فلو كان يفوته شئ غير النبوة لاستثناه، وقول النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله الثقلان كتاب الله وعترتي، وانه لم يؤمر عليه أمير قط، وقد أمرت الأمراء على غيره. هذا كلامه بعين لفظه فراجعه في ص ٣٦٩ من المجلد الأول من شرح النهج نقلا عن الواقدي (منه قدس).

(٤٧٩) أبو بكر وعمر في جيش عمرو بن العاص: الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ١٣١، الاستيعاب بهامش الإصابة، الكامل في التاريخ ج ٢ / ١٥٦، السيرة النبوية لابن هشام ج ٤ / ٢٧٢ و ٢٧٤، السيرة الحلبية ج ٣ / ١٩٠، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش الحلبية ج ٢ / ٢٣٢، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٦ / ٣١٩.

(٤٨٠) أبو بكر وعمر في جيش أسامة الذي بعثه النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه يوجد في: الطبقات الكبرى لابن سعد ج٢ / ١٩٠، تاريخ اليعقوبي ج ٢ / ٩٣ ط الغرى وج ٢ / ٧٤ ط دار صادر، الكامل لابن الأثير ج ٢ / ٣١٧، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١ / ١٥٩ وج ٦ / ٥٢ بتحقيق أبو الفضل وج ١ / ٥٣ وج ٢ / ٢١ ط ١ بمصر، سمط النجوم =>

٣٥٧

وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أمر عليا في غزوة أو سرية ضم إلى لوائه من سواه من أهل السوابق، فإذا أمر غيره استثناه مستأثرا به لنفسه(٤٨١) .

وإذا بعث سريتين أحداهما معه والأخرى مع غيره عهد إليهما أنكما إذا اجتمعتما فالإمارة لعلي وحده على السريتين كلتيهما، وان افترقتما فكل منكما على سريته(٤٨٢) .

____________________

=> العوالي لعبد الملك العاصمي المكي ج ٢ / ٢٢٤، السيرة الحلبية ج ٣ / ٢٠٧، السيرة النبوية لزين دحلان بهامش الحلبية ج ٢ / ٣٣٩، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٤ / ١٨٠، المراجعات ص ٣٦٥، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ٢٦٨ تحت رقم (٨٦٢) ط ٢ بيروت، عبدالله بن سبأ ج ١ / ٧١.

(٤٨١) كما فعلصلى‌الله‌عليه‌وآله في غزوة خيبر إذ أمر أبا بكر ثم أمر عمر ولم يكن علي معهما فلما أمر عليا كانا معه حتى فتح الله عليه. والحمد لله على ذلك كله (منه قدس). ترجمة أمير المؤمنين على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٥٦ - ٢٢٥ وراجع ما تقدم من مصادر تحت رقم (٤٧٤).

(٤٨٢) أخرج الإمام أحمد من حديث بريدة ص ٣٥٦ من المجلد الخامس من مسنده قال: بعث رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بعثين إلى اليمن، على أحدهما على بن أبى طالب وعلى الأخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعلى على الناس، وان افترقتما فكل واحد منكما على جنده، قال: فلقينا بني زبيدة من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين، فقلنا المقاتلة وسبينا الذرية، فاصطفى على امرأة من السبى لنفسه، قال بريدة: فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يخبره بذلك، فلما أتيت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله دفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب على وجه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فقلت: يا رسول الله هذا مكان العائذ بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : (لا تقع في علي فانه منى وأنا منه وهو وليكم بعدى، وانه منى وأنا منه وهو وليكم بعدى). انتهى بلفظ أحمد. وأخرجه غير واحد من أصحاب السنن والمسانيد أشرنا إليهم في المراجعة ٣٦ من كتابنا (المراجعات) فليراجع (منه قدس) =>

٣٥٨

وربما بعث غيره في الغزوة فيرجع بجيشه غير فاتح ولا مفلح، فيبعث عليا بعده فيظفر بالنصر العزيز والفتح المبين(٤٨٣) وبذلك يظهر من فضله ما لم يكن ليظهر منه لو بعثه من أول الأمر كما لا يخفى. وربما بعث غيره في المهمة، تطاول إليها الأعناق، فيوحي الله عزوجل إليه: لا يؤدي عنك الا أنت أو رجل منك يعني عليا، كما كانت الحال في براءة الله ورسوله من المشركين ونبذ عهودهم يوم الحج الأكبر(٤٨٤) .

____________________

=> علي هو الأمير في إذا كان في سرية: راجع: خصائص أمير المؤمنينعليه‌السلام للنسائي ص ٢٤ ط مصر وص ٩٨ ط الحيدرية، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٢٧، ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٣٦٩ ح ٤٦٦ و ٤٦٧ و ٤٦٨ و ٤٦٩ و ٤٧٣ - ٤٨٢، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٢ / ٤٥٠ ط مصر وج ٩ / ١٧٠ بتحقيق أبو الفضل، فضائل الخمسة ج ١ / ٣٤١، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ١٣٤ تحت رقم (٥٣٠).

(٤٨٣) كما كانت الحال في غزوة خيبر الانفة الذكر، وفى غزوة السلسلة التي أحلناك فيها على ارشاد شيخنا المفيد فراجع (منه قدس). راجع: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٦٩ ح ٢٣٣ - ٢٣٦ و ٢٤٠ و ٢٤١ و ٢٤٧ و ٢٦١ و ٢٦٢، الكامل في التاريخ ج ٢ / ١٤٩. راجع ما تقدم تحت رقم (٤٧٢).

(٤٨٤) ان لنا في بعث براءة لبحثا وفقنا الله فيه للصواب، وقد أسفر فيه الحق به لأولى الألباب، فراجعه في الحديث ١٨ ص ١٥٧ وما بعدها إلى ص ١٨٨ من كتاب - أبو هريرة - (منه قدس).

أخذ الإمام علىعليه‌السلام سورة براءة من أبى بكر بأمر من الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله . راجع: صحيح الترمذي ج ٤ / ٣٣٩ ح ٣٠٨٥، مسند أحمد ج ٢ / ٣١٩ ح ١٢٨٦ بسند صحيح وج ٢ / ٣٢٢ ح ١٢٩٦ ط دار المعارف بمصر وج ١ / ٣ و ١٥٠ و ٣٣١ وج ٣ / ٢١٢ و ٢٨٣ ط الميمنية، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٩١ و ٩٢ ط الحيدرية =>

٣٥٩

..

____________________

=> وص ٣٣ و ٣٤ ط بيروت، المستدرك للحاكم ج ٢ / ٥١ و ٣٣١ وج ٣ / ٥١ و ٥٢، الدر المنثور ج ٣ / ٢٠٩ و ٢١٠، فضائل الخمسة ج ٢ / ٣٤٣، تفسير الطبري ج ١٠ / ٦٤ و ٦٥ ط ٢، مجمع الزوائد ج ٧ / ٢٩، تفسير ابن كثير ج ٢ / ٣٣٣ و ٣٣٤، الغدير للأميني ج ٣ / ٢٤٥ وج ٦ / ٣٣٨، ذخائر العقبى ص ٦٩، الفصول المهمة لابن الصباغ ص ٢٢، تذكرة الخواص ص ٤٢ ط النجف وص ٣٧ ط الحيدرية، ينابيع المودة للقندوزي ص ٨٨ و ٨٩ ط اسلامبول وص ١٠١ ط الحيدرية، التفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي ج ١ / ٣٣٠، الكشاف للزمخشري ج ٢ / ٢٤٣ ط بيروت، شواهد التنزيل للحسكاني ج ١ / ٢٣١ ح ٣٠٩ - ٣١٨ و ٣٢٢ - ٣٢٧، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ١٥٥ ح ١٦٤ ط بيروت، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٦ / ٤٥ بتحقيق أبو الفضل، ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ / ٣٧٦ ح ٨٧١ - ٨٨٢ و ٨٨٣ و ٨٨٥ و ٨٨٦، كفاية الطالب للگنجى الشافعي ص ٢٨٥ ط الحيدرية وص ١٥٢ ط الغرى، المناقب للخوارزمي ص ٩٩ - ١٠٠ و ٢٢٣، مناقب على بن أبى طالب لابن المغازلي ص ١١٦ ح ١٥٥، تاريخ الطبري ج ٣ / ١٢٣، الكامل لابن الأثير ج ٢ / ٢٩١، الملل والنحل للشهرستاني ج ١ / ١٦٣، أبو هريرة لشرف الدين ص ١٢٠، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٢٧ - ٢٢٩، تفسير الخازن ج ٣ / ٤٧، معالم التنزيل للبغوي بهامش تفسير الخازن ج ٢ / ٤٩، جامع الأصول لابن الأثير ج ٩ / ٤٧٥، كنز العمال ج ١٥ / ٩٥ ط ٢، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ١٤٨ تحت رقم (٥٦٧) (*).

٣٦٠

الآيات

( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً (٦٩) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (٧٠) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (٧١) )

التّفسير

بما ذا رموا موسىعليه‌السلام واتّهموه؟

بعد البحوث التي مرّت في الآيات السابقة حول وجوب احترام مقام النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وترك كلّ ما يؤذيه والابتعاد عنه ، فقد وجّهت هذه الآيات الخطاب للمؤمنين ، وقالت :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسى فَبَرَّأَهُ اللهُ مِمَّا قالُوا وَكانَ عِنْدَ اللهِ وَجِيهاً ) .

إنّ إختيار موسىعليه‌السلام من جميع الأنبياء الذين طالما أوذوا ، بسبب أنّ المؤذين من بني إسرائيل قد آذوه أكثر من أي نبي آخر ، إضافة إلى أنّ بعض أنواع الأذى التي رآها كانت تشبه أذى المنافقين لنبي الإسلامصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وهناك بحث بين المفسّرين في المراد من إيذاء موسىعليه‌السلام هنا؟ ولماذا ذكره

٣٦١

القرآن بشكل مبهم؟ وقد ذكروا احتمالات عديدة في تفسير الآية ، ومن جملتها :

١ ـ إنّ موسى وهارونعليهما‌السلام قد ذهبا إلى جبل ـ طبق رواية ـ وودّع هارون الحياة ، فأشاع المرجفون من بني إسرائيل أنّ موسىعليه‌السلام قد تسبّب في موته ، فأبان الله سبحانه حقيقة الأمر ، وأسقط ما في يد المرجفين.

٢ ـ كما أوردنا مفصّلا في ذيل الآيات الأخيرة من سورة القصص ، فإنّ قارون المحتال أراد أن يتملّص من قانون الزكاة ، ولا يؤدّي حقوق الضعفاء والفقراء ، فعمد إلى بغيّ واتّفق معها على أن تقوم بين الناس وتتّهم موسىعليه‌السلام بأنّه زنى بها ، إلّا أنّ هذه الخطّة قد فشلت بلطف الله سبحانه ، بل وشهدت تلك المرأة بطهارة موسىعليه‌السلام وعفته ، وبما أراده منها قارون.

٣ ـ إنّ جماعة من الأعداء اتّهموا موسىعليه‌السلام بالسحر والجنون والافتراء على الله ، ولكن الله تعالى برّأه منها بالمعجزات الباهرات.

٤ ـ إنّ جماعة من جهّال بني إسرائيل قد اتّهموه بأنّ فيه بعض العيوب الجسمية كالبرص وغيره ، لأنّه كان إذا أراد أن يغتسل ويستحمّ لا يتعرّى أمام أحد مطلقا ، فأراد أن يغتسل يوما بمنأى عن الناس ، فوضع ثيابه على حجر هناك ، فتدحرج الحجر بثيابه ، فرأى بنو إسرائيل جسمه ، فوجدوه مبرّأ من العيوب.

٥ ـ كان المعذرون من بني إسرائيل أحد عوامل إيذاء موسىعليه‌السلام ، فقد كانوا يطلبون تارة أن يريهم اللهعزوجل «جهرة» ، واخرى يقولون : إنّ نوعا واحدا من الطعام ـ وهو «المنّ والسلوى» ـ لا يناسبنا ، وثالثة يقولون : إنّنا غير مستعدّين للدخول إلى بيت المقدس ومحاربة «العمالقة». اذهب أنت وربّك فقاتلا ، وافتحاه لنا لندخله بعد ذلك!

الّا أنّ الأقرب لمعنى الآية ، هو أنّها بصدد بيان حكم كلّي عام جامع ، لأنّ بني إسرائيل قد آذوا موسىعليه‌السلام من جوانب متعدّدة ذلك الأذى الذي لم يكن يختلف عن أذى بعض أهل المدينة (لنبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله ) كإشاعة بعض الأكاذيب واتّهام زوج النّبي

٣٦٢

بتهم باطلة ، وقد مرّ تفصيلها في تفسير سورة النور ـ ذيل الآيات ١١ ـ ٢٠ ـ والاعتراضات التي اعترضوا بها على النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في زواجه بزينب ، وأنواع الأذى والمضايقات التي كانوا يضايقونه بها في بيته ، أو مناداته بأسلوب خال من الأدب والأخلاق ، وغير ذلك.

وأمّا الاتّهام بالسحر والجنون وأمثال ذلك ، أو العيوب البدنية ، فإنّها وإن اتّهم موسى بها ، إلّا أنّها لا تتناسب مع( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ) بالنسبة لنبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ لم يتّهم المؤمنون موسىعليه‌السلام ولا نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله بالسحر والجنون. وكذلك الاتّهام بالعيوب البدنية ، فإنّه على فرض كونه قد حدث بالنسبة لموسىعليه‌السلام ، وأنّ الله تعالى قد برّأه ، فليس له مصداق أو حادثة تؤيّده في تاريخ نبيّناصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وعلى أيّة حال ، فيمكن أن يستفاد من هذه الآية أنّ من كان عند الله وجيها وذا منزلة ، فإنّ الله سبحانه يدافع عنه في مقابل من يؤذيه ويتّهمه بالأباطيل ، فكن طاهرا وعفيفا ، واحفظ وجاهتك عند الله ، فإنّه تعالى سيظهر عفّتك وطهارتك للناس ، حتّى وإن سعى الأشقياء والمسيؤون إلى اتّهامك وتحطيم منزلتك وتشويه سمعتك بين الناس.

وقد قرأنا نظير هذا المعنى في قصّة «يوسف» الصدّيق الطاهر ، وكيف برّأه الله سبحانه من تهمة امرأة عزيز مصر الكبيرة والخطيرة.

وكذلك في شأن «مريم» بنت عمران أمّ عيسىعليه‌السلام ، حيث شهد وليدها الرضيع بطهارتها وعفّتها ، وقطع بذلك ألسن المتربّصين بها من بني إسرائيل ، والذين كانوا يسعون لاتّهامها وتلويث سمعتها.

والجدير بالذكر أنّ هذا الخطاب لم يكن مختّصا بالمؤمنين في زمان النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ، بل من الممكن أن تشمل الآية حتّى أولئك الذين سيولدون بعده ويقومون بعمل يؤذون روحه الطاهرة به ، فيحتقرون دينه ويستصغرون شأنه ، وينسون مواريثه ، ولذلك

جاء في بعض الرّوايات الواردة عن أهل البيتعليهم‌السلام : «يا أيّها الذين آمنوا لا

٣٦٣

تؤذوا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في علي والأئمّة صلوات الله عليهم ...»(١) .

وآخر كلام في تفسير هذه الآية هو : أنّه بعد ملاحظة أحوال الأنبياء العظام الذين لم يكونوا بمأمن من جراحات ألسن الجاهلين والمنافقين ، يجب أن لا نتوقّع أن لا يبتلى المؤمنون والطاهرون بمثل هؤلاء الأفراد ، فإنّ الإمام الصادقعليه‌السلام يقول : «إنّ رضى الناس لا يملك وألسنتهم لا تضبط ..» ثمّ يضيف الإمام في نهاية هذا الحديث : «ألم ينسبوا إلى موسى أنّه عنين وآذوه حتّى برّأه الله ممّا قالوا ، وكان عند الله وجيها»(٢) .

قولوا الحقّ لتصلح أعمالكم :

بعد البحوث السابقة حول ناشري الإشاعات والذين يؤذون النّبي ، تصدر الآية التالية أمرا هو في الحقيقة علاج لهذا المرض الاجتماعي الخطير ، فتقول :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ) .

«القول السديد» من مادّة (سد) أي المحكم المنيع الذي لا يعتريه الخلل ، والموافق للحقّ والواقع ، ويعني القول الذي يقف كالسدّ المنيع أمام أمواج الفساد والباطل. وإذا ما فسّره بعض المفسّرين بالصواب ، والبعض الآخر بكونه خالصا من الكذب واللغو وخاليا منه ، أو تساوي الظاهر والباطن ووحدتهما ، أو الصلاح والرشاد ، وأمثال ذلك ، فإنّها في الواقع تفاسير ترجع إلى المعنى الجامع أعلاه.

ثمّ تبيّن الآية التالية نتيجة القول السديد ، فتقول :( يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ) .

إنّ التقوى في الواقع هي دعامة إصلاح اللسان وأساسه ، ومنبع قول الحقّ ، والقول الحقّ أحد العوامل المؤثّرة في إصلاح الأعمال ، وإصلاح الأعمال سبب

__________________

(١) نور الثقلين ، المجلّد ٤ ، ص ٣٠٨.

(٢) نور الثقلين ، المجلّد ٤ ، ص ٣٠٩.

٣٦٤

مغفرة الذنوب ، وذلك لـ( إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ ) .(١)

يقول علماء الأخلاق : إنّ اللسان أكثر أعضاء البدن بركة ، وأكثر الوسائل تأثيرا في الطاعة والهداية والصلاح ، وهو في الوقت نفسه يعدّ أخطر أعضاء البدن وأكثرها معصية وذنبا ، حتّى أنّ ما يقرب من الثلاثين كبيرة تصدر من هذا العضو الصغير(٢) .

وفي حديث عن النّبي الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لا يستقيم إيمان عبد حتّى يستقيم قلبه ، ولا يستقيم قلبه حتّى يستقيم لسانه»(٣) .

ومن الرائع جدّا ما ورد في حديث آخر عن الإمام السجّادعليه‌السلام : «إنّ لسان ابن آدم يشرف كلّ يوم على جوارحه فيقول : كيف أصبحتم؟ فيقولون : بخير إن تركتنا. ويقولون : الله الله فينا ، ويناشدونه ويقولون : إنّما نثاب بك ونعاقب بك»(٤) .

هناك روايات كثيرة في هذا الباب تحكي جميعا عن الأهميّة الفائقة للّسان ودوره في إصلاح الأخلاق وتهذيب النفوس الإنسانية ، ولذلك نقرأ في حديث : «ما جلس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله على هذا المنبر قطّ إلّا تلا هذه الآية :( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

__________________

(١) سورة هود ، الآية ١١٤.

(٢) عد الغزالي في إحياء العلوم عشرين كبيرة أو معصية تصدر عن اللسان ، وهي : ١ ـ الكذب ٢ ـ الغيبة ٣ ـ النميمة ٤ ـ النفاق في الكلام ، أي كون الإنسان ذا لسانين ووجهين ٥ ـ المدح في غير موضعه ٦ ـ بذاءة الكلام ٧ ـ الغناء والأشعار غير المرضية ٨ ـ الإفراط في المزاح ٩ ـ السخرية والاستهزاء ١٠ ـ إفشاء أسرار الآخرين ١١ ـ الوعد الكاذب ١٢ ـ اللعن في غير موضعه ١٣ ـ التخاصم والنزاع ١٤ ـ الجدال والمراء ١٥ ـ البحث في امور الباطل ١٦ ـ الثرثرة ١٧ ـ البحث في الأمور التي لا تعني الإنسان ١٨ ـ وصف مجالس الشراب والقمار والمعصية ١٩ ـ السؤال عن المسائل الخارجة عن إدراك الإنسان والبحث فيها ٢٠ ـ التصنع والتكلف في الكلام. ونزيد عليها عشرة مواضيع مهمة اخرى ، وهي : ١ ـ الاتهام ٢ ـ شهادة الزور ٣ ـ إشاعة الفحشاء ، ونشر الإشاعات التي لا أساس لها ٤ ـ مدح الإنسان نفسه ٥ ـ الإصرار في غير محله ٦ ـ الغلظة والخشونة في الكلام ٧ ـ الأذى باللسان ٨ ـ ذم من لا يستحق الذم ٩ ـ كفران النعمة اللسان ١٠ ـ الإعلام الباطل.

(٣) بحار الأنوار ، المجلد ٧١ ، صفحة ٧٨.

(٤) بحار الأنوار ، المجلد ٧١ ، صفحة ٢٧٨.

٣٦٥

اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً ) (١).

ثمّ تضيف الآية في النهاية :( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً ) وأي فوز وظفر أسمى من أن تكون أعمال الإنسان صالحة ، وذنوبه مغفورة ، وهو عند الله من المبيضة وجوههم الذينرضي‌الله‌عنهم ؟!

* * *

__________________

(١) الدرّ المنثور ، طبقا لنقل تفسير الميزان ، الجزء ١٦ ، صفحة ٣٧٦.

٣٦٦

الآيتان

( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً (٧٢) لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (٧٣) )

التّفسير

حمل الأمانة الإلهية أعظم افتخارات البشر :

تكمل هاتان الآيتان ـ اللتان هما آخر آيات سورة الأحزاب ـ المسائل المهمّة التي وردت في هذه السورة في مجالات الإيمان ، والعمل الصالح ، والجهاد ، والإيثار ، والعفّة والأدب والأخلاق ، وتبيّن كيف أنّ الإنسان يحتل موقعا ساميا جدّا بحيث يستطيع أن يكون حامل رسالة الله العظيمة ، وكيف أنّه إذا ما جهل قيمه الحياتية والوجودية سيظلم نفسه غاية الظلم ، وينحدر إلى أسفل سافلين!

تبيّن الآية أوّلا أعظم امتيازات الإنسان وأهمّها في كلّ عالم الخلقة ، فتقول :( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ

٣٦٧

مِنْها ) .

ممّا لا شكّ فيه أنّ إباءها تحمل المسؤولية وامتناعها عن ذلك لم يكن استكبارا منها ، كما كان ذلك من الشيطان ، حيث تقول الآية (٢٤) من سورة البقرة :( أَبى وَاسْتَكْبَرَ ) ، بل إنّ إياءها كان مقترنا بالإشفاق ، أي الخوف الممتزج بالتوجّه والخضوع.

إلّا أنّ الإنسان ، اعجوبة عالم الخلقة ، قد تقدّم( وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً ) .

لقد تحدّث كبار مفسّري الإسلام حول هذه الآية كثيرا ، وسعوا كثيرا من أجل الوصول إلى حقيقة معنى «الأمانة» ، وأبدوا وجهات نظر مختلفة ، نختار أفضلها بتقصّي القرائن الموجودة في طيّات الآية.

ويجب التأكيد في هذه الآية العميقة المحتوى على خمس موارد :

١ ـ ما هو المراد من الأمانة؟

٢ ـ ما معنى عرضها على السماوات والأرض والجبال؟

٣ ـ لماذا وكيف أبت هذه الموجودات حمل هذه الأمانة؟

٤ ـ كيف حمل الإنسان ثقل الأمانة هذا؟

٥ ـ لماذا وكيف كان ظلوما جهولا؟

لقد ذكرت تفاسير مختلفة للأمانة ومن جملتها :

أنّ المراد من الأمانة : هي الولاية الإلهية ، وكمال صفة العبودية ، والذي يحصل عن طريق المعرفة والعمل الصالح.

أنّ المراد : صفة الإختيار والحرية والإرادة التي تميّز الإنسان عن سائر الموجودات.

أنّ المراد : العقل الذي هو ملاك التكليف ، ومناط الثواب والعقاب.

أنّ المراد : أعضاء جسم الإنسان ، فالعين أمانة الله ، ويجب الحفاظ عليها وعدم

٣٦٨

استعمالها في طريق المعصية ، والاذن واليد والرجل واللسان كلّها أمانات يجب حفظها.

أنّ المراد : الأمانات التي يأخذها الناس بعضهم من بعض ، والوفاء بالعهود.

أنّ المراد : معرفة الله سبحانه.

أنّ المراد : الواجبات والتكاليف الإلهيّة كالصلاة والصوم والحجّ.

لكن يتّضح من خلال أدنى دقّة أن هذه التفاسير لا تتناقض مع بعضها ، بل يمكن إدغام بعضها في البعض الآخر ، فبعضها أخذت جانبا من الموضوع ، وبعضها الآخر كلّه.

ومن أجل الحصول على جواب جامع كاف ، يجب أن نلقي نظرة على الإنسان لنرى أي شيء يمتلكه وتفتقده السماوات والأرضون والجبال؟

إنّ الإنسان موجود له استعدادات وقابليات يستطيع من خلال استغلالها أن يكون أتمّ مصداق لخليفة الله ، ويستطيع أن يصل إلى قمّة العظمة والشرف باكتساب المعرفة وتهذيب النفس وتحصيل الكمالات ، وأن يسمو حتّى على الملائكة.

إنّ هذا الاستعداد المقترن بالحرية والإرادة والإختيار يعني أنّ الإنسان يطوي هذا الطريق بإرادته وإختياره ، ويبدأ فيه من الصفر ويسير إلى ما لا نهاية.

إنّ السماء والأرض والجبال تمتلك نوعا من المعرفة الإلهية ، وهي تذكر الله سبحانه وتسبّحه ، وتخضع لعظمته وتخشع لها وتسجد ، إلّا أنّ كلّ ذلك ذاتي وتكويني وإجباري ، ولذلك ليس فيه تكامل ورقي ، والموجود الوحيد الذي لا ينتهي منحني صعوده ونزوله ، وهو قادر على ارتقاء قمّة التكامل بصورة لا تعرف الحدود ، ويقوم بكلّ هذه الأعمال بإرادته وإختياره ، هو الإنسان ، وهذه هي «الأمانة الإلهيّة» التي امتنعت من حملها كلّ الموجودات ، وحملها الإنسان! ولذلك نرى الآية التالية قسّمت البشر إلى ثلاث فئات : «المؤمنين» و «الكفّار» و

٣٦٩

«المنافقين».

بناء على هذا يجب القول في عبارة مختصرة أنّ الأمانة الإلهية هي قابلية التكامل غير المحدودة والممتزجة بالإرادة والإختيار ، والوصول إلى مقام الإنسان الكامل ، وعبودية الله الخاصّة وتقبّل ولاية الله.

لكن لماذا عبّر عن هذا الأمر بالأمانة ، مع أنّ كلّ وجودنا وكلّ ما لدينا أمانة الله؟

لقد عبّر بهذا التعبير لأهميّة امتياز البشر العظيم هذا ، وإلّا فإنّ بقية المواهب أمانات الله أيضا ، غير أنّ أهميّتها تقلّ أمام هذا الامتياز.

ويمكن أن نعبّر هنا عن هذه الأمانة بتعبير آخر ونقول : إنّها التعهّد والالتزام وقبول المسؤولية.

بناء على هذا فإنّ أولئك الذين فسّروا الأمانة بصفة الإختيار والحرية في الإرادة ، قد أشاروا إلى جانب من هذه الأمانة العظمى ، كما أنّ أولئك الذين فسّروها بالعقل ، أو أعضاء البدن ، أو أمانات الناس لدى بعضهم البعض ، أو الفرائض والواجبات ، أو التكاليف بصورة عامّة ، قد أشار كلّ منهم إلى غصن من أغصان هذه الشجرة العظيمة المثمرة ، واقتطف منها ثمرة.

لكن ما هو المراد من عرض هذه الأمانة على السموات والأرض؟

هل المراد : أنّ الله سبحانه قد منح هذه الموجودات شيئا من العقل والشعور ثمّ عرض عليها حمل هذه الأمانة؟

أو أنّ المراد من العرض هو المقارنة؟ أي أنّها عند ما قارنت حجم هذه الأمانة مع ما لديها من القابليات والاستعدادات أعلنت عدم لياقتها واستعدادها عن تحمّل هذه الأمانة العظيمة.

طبعا ، يبدو أنّ المعنى الثّاني هو الأنسب ، وبهذا فإنّ السماوات والأرض والجبال قد صرخت جميعا بأنّا لا طاقة لنا بحمل هذه الأمانة.

٣٧٠

ومن هنا يتّضح جواب السؤال الثالث أيضا ، بأنّ هذه الموجودات لما ذا وكيف رفضت وأبت حمل هذه الأمانة العظمى ، وأظهرت إشفاقها من ذلك؟

ومن هنا تتّضح كيفية حمل الإنسان لهذه الأمانة الإلهية ، لأنّ الإنسان كان قد خلق بشكل يستطيع معه تحمّل المسؤولية والقيام بها ، وأن يتقبّل ولاية الله ، ويسير في طريق العبودية والكمال ويتّجه نحو المعبود الدائم ، وأن يطوي هذا الطريق بقدمه وإرادته ، وبالاستعانة بربّه.

أمّا ما ورد في روايات عديدة وردت عن أهل البيتعليهم‌السلام من تفسير هذه الأمانة بقبول ولاية أمير المؤمنين عليعليه‌السلام وولده ، فمن أجل أنّ ولاية الأنبياء والأئمّة نور ساطع من تلك الولاية الإلهية الكليّة ، والوصول إلى مقام العبودية ، وطي طريق التكامل لا يمكن أن يتمّ من دون قبول ولاية أولياء الله.

جاء في حديث عن الإمام علي بن موسى الرضاعليه‌السلام أنّه سئل عن تفسير آية عرض الأمانة ، فقال : «الأمانة الولاية ، من ادّعاها بغير حقّ كفر»(١) .

وفي حديث آخر عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال عند ما سئل عن تفسير هذه الآية : «الأمانة الولاية ، والإنسان هو أبو الشرور المنافق»(٢) .

والمسألة الاخرى التي يلزم ذكرها هنا ، هي أنّنا قلنا في ذيل الآية (١٧٢) من سورة الأعراف فيما يتعلّق بعالم الذرّ بأن أخذ ميثاق الله على التوحيد كان عن طريق الفطرة ، واستعداد وطبيعة الآدمي ، وإنّ عالم الذرّ هو عالم الاستعداد والفطرة.

وفي مورد قبول الأمانة الإلهيّة يجب القول بأنّ هذا القبول لم يكن قبول اتّفاق وعقد ، بل كان قبولا تكوينيا حسب عالم الاستعداد.

السؤال الوحيد الذي يبقى هو مسألة كون الإنسان «ظلوما جهولا» ، فهل أنّ

__________________

(١) تفسير البرهان ، المجلّد ٣ ، صفحة ٣٤١ ذيل الآية مورد البحث.

(٢) المصدر السابق.

٣٧١

وصف الإنسان بهاتين الصفتين ـ وظاهرهما ذمّه وتوبيخه ـ كان نتيجة قبوله لهذه الأمانة؟

من المسلّم أنّ النفي هو جواب هذا السؤال ، لأنّ قبول هذه الأمانة أعظم فخر وميزة للإنسان ، فكيف يمكن أن يذمّ على قبوله مثل هذا المقام السامي؟

أم أنّ هذا الوصف بسبب نسيان غالب البشر وظلمهم أنفسهم ، وعدم العلم بقدر الإنسان ومنزلته وبسبب الفعل الذي بدأ منذ ابتداء نسل آدم من قبل قابيل وأتباعه ، ولا يزال إلى اليوم.

إنّ الإنسان الذي ينادى من العرش ، وبني آدم الذين وضع على رؤوسهم تاج (كرّمنا بني آدم) والبشر الذين هم وكلاء الله في الأرض بمقتضى قوله سبحانه :( إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ) والإنسان الذي كان معلّما للملائكة وسجدت له ، كم يجب أن يكون ظلوما جهولا لينسى كلّ هذه القيم السامية الرفيعة ، ويجعل نفسه أسيرة هذه الدنيا ، وتابعا لهذا التراب ، ويكون في مصاف الشياطين ، فينحدر إلى أسفل سافلين؟!

أجل إنّ قبول هذا الخطّ المنحرف ـ والذي كان ولا يزال له أتباع وسالكون كثيرون جدّا ـ خير دليل على كون الإنسان ظلوما جهولا ، ولذلك نرى أنّه حتّى آدم نفسه ، والذي كان رأس السلسلة ومتمتّعا بالعصمة ، يعترف بأنّه قد ظلم نفسه( رَبَّنا ظَلَمْنا أَنْفُسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنا وَتَرْحَمْنا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخاسِرِينَ ) .(١)

لقد كان «ترك الأولى» الذي صدر منه ناشئا في الحقيقة عن نسيان جزء من عظمة هذه الأمانة الكبرى!

وعلى أي حال ، فيجب الاعتراف بأنّ الإنسان الضعيف والصغير في الظاهر ، هو اعجوبة علم الخلقة ، حيث استطاع أن يتحمّل أعباء الأمانة التي عجزت السماوات

__________________

(١) الأعراف ، ٢٣.

٣٧٢

والأرضون عن حملها إذا لم ينس مقامه ومنزلته(١) .

وتبيّن الآية التالية علّة عرض هذه الأمانة على الإنسان ، وبيان حقيقة أنّ أفراد البشر قد انقسموا بعد حمل هذه الأمانة إلى ثلاث فئات : المنافقين والمشركين والمؤمنين ، فتقول :( لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ وَالْمُنافِقاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكاتِ وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً ) .

يوجد هناك احتمالان في معنى «اللام» في( لِيُعَذِّبَ ) :

الأوّل : أنّها «لام الغاية» التي تذكر لبيان عاقبة الشيء ونهايته ، وبناء على هذا يكون معنى الآية : كانت عاقبة حمل هذه الأمانة أن سلك جماعة طريق النفاق ، وجماعة سبيل الشرك ، وهؤلاء سيبتلون بعذاب الله لخيانتهم أمانته ، وجماعة هم أهل الإيمان الذين ستشملهم رحمته لأدائهم هذه الأمانة والقيام بواجباتهم.

والثاني : أنّها «لام العلّة» ، فتكون هناك جملة مقدرة ، وعلى هذا يكون تفسير الآية : كان الهدف من عرض الأمانة أن يوضع كلّ البشر في بوتقة الاختبار ، ليظهر كلّ إنسان باطنه فيرى من الثواب والعقاب ما يستحقّه.

وهنا امور ينبغي الالتفات إليها :

١ ـ إنّ سبب تقديم أهل النفاق على المشركين هو أنّ المنافق يتظاهر بأنّه أمين في حين أنّه خائن ، إلّا أنّ خيانة المشرك ظاهرة مكشوفة ، ولذلك فإنّ المنافق يستحقّ حظّا أكبر من العذاب.

٢ ـ يمكن أن يكون سبب تقديم هاتين الفئتين على المؤمنين هو أنّ الآية

__________________

(١) اتّضح ممّا قلناه في تفسير الآية أن لا حاجة مطلقا إلى أن نقدر شيئا في الآية ، كما قال ذلك جمع من المفسّرين ، ففسّروا الآية بأنّ المراد من عرض أمانة الله على السماء والأرض والجبال هو عرضها على أهلها ، أي الملائكة! ولذلك قالوا بأنّ أولئك الذين أبوا أن يحملوها قد أدّوها ، وأولئك الذين حملوها خانوها. إنّ هذا التّفسير ليس مخالفا لظاهر الآية من ناحية الاحتياج إلى التقدير وحسب ، بل يمكن أن يناقش ويورد على اعتقاده بأنّ على الملائكة نوع تكليف ، وأنّها حاملة لجزء من هذه الأمانة. وبغضّ النظر عن كلّ ذلك فإنّ تفسير أهل الجبال بالملائكة لا يخلو من غرابة ، دقّقوا ذلك.

٣٧٣

السابقة قد ختمت بـ( ظَلُوماً جَهُولاً ) وهاتان الصفتان تناسبان المنافق والمشرك ، فالمنافق ظالم ، والمشرك جهول.

٣ ـ لقد وردت كلمة (الله) مرّة واحدة في شأن المنافقين والمشركين ، ومرّة في شأن المؤمنين ، وذلك لأنّ مصير الفئتين الاوّليين واحد ، وحساب المؤمنين يختلف عنهما.

٤ ـ يمكن أن يكون التعبير بالتوبة بدل الجزاء والثواب في شأن المؤمنين بسبب أنّ أكثر خوف المؤمنين من الذنوب والمعاصي التي تصدر عنهم أحيانا ، ولذا فإنّ الآية تطمئنهم وتمنحهم السكينة بأنّ ذنوبهم ستغفر.

أو لأنّ توبة الله على عباده تعني رجوعه عليهم بالرحمة ، ونعلم أنّ كلّ الهبات والعطايا والمكافآت قد أخفيت في كلمة «الرحمة».

٥ ـ إنّ وصف الله بالغفور والرحيم ربّما كان في مقابل الظلوم والجهول. أو لمناسبته ذكر التوبة بالنسبة للمؤمنين والمؤمنات.

الآن وقد بلغنا نهاية سورة الأحزاب بفضل الله سبحانه ، نرى لزاما ذكر هذه المسألة ، وهي : أنّ انسجام بداية هذه السورة مع نهايتها يستحقّ الدقّة والانتباه ، لأنّ هذه السورة ـ سورة الأحزاب ـ قد بدأت بخطاب النّبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وأمره بتقوى الله ، ونهيه عن طاعة الكافرين والمنافقين ، والتأكيد على كون الله عليما حكيما ، وانتهت بذكر أعظم مسألة في حياة البشر ، أي حمل أمانة الله. ثمّ بتقسيم البشر إلى ثلاث فئات : المنافقين ، والكافرين ، والمؤمنين ، والتأكيد على كون الله غفورا رحيما.

وبين هذين البحثين طرحت بحوثا كثيرة حول هذه الفئات الثلاثة ، وأسلوب تعاملهم مع هذه الأمانة الإلهية ، وكلّ هذه البحوث يكمل بعضها بعضا ، ويوضّح بعضها بعضا.

اللهمّ اجعلنا ممّن قبلوا أمانتك بإخلاص ، وحملوها بعشق ولذّة ، وقاموا

٣٧٤

بواجباتهم تجاهها.

اللهمّ اجعلنا من المؤمنين الذين وسعتهم رحمتك ، لا من المنافقين والمشركين الذين استحقّوا العذاب لكونهم ظلومين جهولين.

اللهمّ انزل غضبك وسخطك على أحزاب الكفر التي اتّحدت مرّة اخرى ، واحتّلت مدينة الإسلام في عصرنا الحاضر ، واهدم قصورهم على رؤوسهم. اللهمّ وهب لنا من الثبات والاستقامة ما نقف به كالجبل لندافع عن مدينة الإسلام ونحرسها في هذه اللحظات الحسّاسة.

آمين يا ربّ العالمين.

* * *

نهاية سورة الأحزاب

٣٧٥
٣٧٦

سورة

سبأ

مكيّة

وعدد آياتها أربع وخمسون آية

٣٧٧
٣٧٨

«سورة سبأ»

محتوى سورة سبأ :

سمّيت السورة بهذا الاسم (سبأ) لذكرها قصّة قوم سبأ ، وهي من السور المكيّة ، التي تشتمل عادة على بحوث المعارف الإسلامية واصول الإعتقادات ، خصوصا «المبدأ» و «المعاد» و «النبوّة». فأغلب بحوثها تحوم حول تلكم الموضوعات ، لحاجة المسلمين لبلورة امور العقيدة في مكّة ، وإعدادهم للانتقال إلى فروع الدين ، وتشكيل الحكومة ، وتطبيق كافّة البرامج الإسلامية.

وبشكل إجمالي يمكن القول بأنّ محتوى هذه السورة يندرج في خمسة مواضيع :

١ ـ «التوحيد» ، وبعض الآثار الدالّة عليه في عالم الوجود ، وبعض صفات الله المقدّسة كالوحدانية ، والربوبية ، والالوهية.

٢ ـ قضيّة المعاد التي نالت النصيب الأوفى من العرض في هذه السورة ، باستعراضها ضمن بحوث منوّعة ومن زوايا مختلفة.

٣ ـ نبوّة الأنبياء السابقين وبالأخص رسول الإسلام الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله والردّ على تخرصات أعدائه حوله ، وذكر جانب من معجزات من سبقه من الأنبياء.

٤ ـ التعرّض لذكر بعض النعم الإلهية العظيمة ، ومصير الشاكرين والجاحدين من خلال استعراض جانب من حياة النّبي سليمانعليه‌السلام وحياة قوم سبأ.

٥ ـ الدعوة إلى التفكّر والتأمّل والإيمان والعمل الصالح ، وبيان تأثير هذه

٣٧٩

العوامل في سعادة وموفقية البشر.

وعلى كلّ حال ، فانّها تشكّل برنامجا تربويا شاملا لتربية الباحثين عن الحقّ.

فضيلة هذه السورة :

يلاحظ في الروايات تعبيرات ملفتة حول أهميّة هذه السورة وأهميّة قراءتها. من جملتها ما ورد في حديث عن الرّسولصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : «من قرأ سورة سبأ لم يبق نبيّ ولا رسول إلّا كان له يوم القيامة رفيقا ومصافحا»(١) .

وفي حديث آخر عن الإمام الصادقعليه‌السلام أنّه قال : «من قرأ الحمدين جميعا ، سبأ وفاطر ، في ليلة لم يزل ليلته في حفظ الله تعالى وكلاءته ، فإن قرأهما في نهاره لم يصبه في نهاره مكروه ، واعطي من خير الدنيا وخير الآخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلغ مناه»(٢) .

ونذكّر ـ كما في بداية كلّ سورة ـ بأنّ من الطبيعي أنّ هذا الثواب العظيم لا يكون نصيب من يكتفي من قراءته بلقلقة اللسان وحسب ، بل يجب أن تكون القراءة مقدّمة للتفكير الذي يكون بدوره باعثا على العمل الصالح.

فإنّ من يقرأ هذه السورة مثلا ، سيعلم بأنّ الدمار الذي حلّ بقوم سبأ وجعل من مصرعهم عبرة للعالمين ، ومصيرهم مضربا للأمثال ، إنّما كان لكفرانهم النعم الإلهية الوافرة.

ومن يطّلع على ذلك فسيؤدّي شكر النعمة بطريقة عملية. والشاكر بنعمة الله سيكون في حفظه وأمانه تعالى.

وقد ذكرنا شرحا أوفى حول هذا الموضوع في أوّل تفسيرنا لسورة النور.

* * *

__________________

(١) مجمع البيان ، بداية سورة سبأ ، المجلّد ٨ ، صفحة ٣٧٥.

(٢) المصدر السابق.

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629