النص والاجتهاد

النص والاجتهاد9%

النص والاجتهاد مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 629

النص والاجتهاد
  • البداية
  • السابق
  • 629 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165945 / تحميل: 7985
الحجم الحجم الحجم
النص والاجتهاد

النص والاجتهاد

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

.

____________________

=> بكاء الرسول على أمه: زار الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قبر أمه وبكا عليها وأبكى من حوله: راجع: سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، تاريخ بغداد للخطيب ج ٧ / ٢٧٩، الغدير ج ٦ / ١٦٥.

بكاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على أهل بيته: راجع: ينابيع المودة ص ١٣٥ باب ٤٥، فرائد السمطين ج ٢ / ٣٤ ح ٣٧١، سيرتنا وسنتنا ص ١١٢، المصنف لابن أبى شيبة ج ١٢، سنن ابن ماجة ج ٢ / ٥١٨، المستدرك للحاكم ج ٤ / ٤٦٤، مقاتل الطالبيين ص ٢٩٠ ط الحيدرية.

بكاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على فاطمة: فرائد السمطين ج ٢ / ٣٤.

بكاء الرسول على الإمام الحسن: فرائد السمطين ج ٢ / ٣٤، المستدرك للحاكم ج ٤ / ٤٦٤.

بكاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على الإمام الحسين: راجع: سيرتنا وسنتنا ص ٣٤ و ٣٥ و ٣٨ و ٣٩ و ٤٧ و ٥٥ و ٦٤ و ٦٦ و ٧٤ و ٧٥ و ٧٨ و ٧٩ و ٨٢ و ٩٧ و ١٠٣ و ١٠٦ و ١٠٨ و ١١٣ و ١١٥ و ١١٦ و ١١٩، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ٨٧ و ٨٨ و ١٥٨ و ١٥٩ و ١٦٢ و ١٧٠ وج ٢ / ١٦٧، ذخائر العقبى ص ١١٩ و ١٤٧ و ١٤٨، فرائد السمطين ج ٢ / ١٠٤ ح ٤١٢ وص ١٧٢ ح ٤٦٠، دلائل النبوة للبيهقي في ترجمة الإمام الحسين، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر ح ٦٢٩ و ٦٣٠ و ٦٣١ و ٦٢٢ و ٦٢٦ و ٦٢٧ و ٦٢٨ و ٦١١ و ٦١٢ و ٦١٣ و ٦١٤، الفصول المهمة ص ١٥٤ و ١٤٥، الصواعق ص ١١٥ ط ١ وص ١٩٠ ط المحمدية، الخصائص الكبرى ج ٢ / ١٢٥ و ١٢٦، المستدرك ج ٣ / ١٧٦، المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين، كفاية الطالب في مناقب علي بن أبى طالب للكنجي الشافعي ص ٢٧٩ ط الغرى، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٨٧ و ١٨٨ و ١٨٩ و ١٧٩، أعلام النبوة الماوردي ص ٨٣ ب ١٢، جوهرة الكلام ص ١١٧ و ١٢٠، كنز العمال ج ٦ / ٢٢٣ ط ١ وج ١٣ / ١١٢ ط ٢ وج ٣ / ١٠٨ ط ١، المصنف لابن أبى شيبة ج ١٢، نظم درر السمطين للزرندي ص ٢١٥، الطبقات =>

٣٠١

.

____________________

=> الكبرى لابن سعد بترجمة الإمام الحسين مخطوط، المسند لأحمد بن حنبل ج ٢ / ٦٠ و ٦١ ط ٢، البداية والنهاية لابن كثير ج ٦ / ٢٣٠ وج ٨ / ١٩٩، الروض النضير ج ١ / ٨٩ و ٩٢ و ٩٣، المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين طبع ضمن مجموعة " الحسين والسنة " ص ١٢٢ ح ٤٥ و ٤٨ و ٥١ و ٥٣ و ٥٤ و ٩٥، طرح التثريب للعراقي ج ١ / ٤٢، المواهب اللدنية ج ٢ / ١٩٥، تذكرة الخواص ص ١٤٢، السراط السوي للشيخاني ص ٩٣، أمالي الشجري ص ١٦٣ و ١٦٦ و ١٨١ و ١٦٩، تهذيب التهذيب ج ٢ / ٣٤٧، فضائل أحمد بن حنبل ترجمة الحسين، ينابيع المودة ص ٢٢٠ و ٣١٨ و ٣٢٠ تاريخ الإسلام للذهبي ج ٣ / ١٠، سير أعلام النبلاء ج ٣ / ١٩٣ و ١٩٤.

بكاء الرسول على عثمان بن مضعون: راجع: سيرتنا وسنتنا ص ١٦٢، المستدرك للحاكم ج ٣ /، سنن أبى داود ج ٢ / ٦٣، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٤٥، الغدير ج ٧ / ٢١٤ عن سنن البيهقي ج ٣ / ٤٠٦، حلية الأولياء ج ١ / ١٠٥، الاستيعاب ج ٢ / ٤٩٥، الإصابة ج ٢ / ٤٦٤، أسد الغابة ج ٣ / ٣٨٧، سنن الترمذي أبواب الجنائز، دعوة الحسينية ص ٥٣.

بكاء الصحابة بمحضر الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله على الإمام الحسين: مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ١٦٣.

بكاء الرسول على رقية: راجع: الغدير ج ٧ / ٢١٤ وج ٣ / ٢٤، الروض الانف ج ٣ / ٢٤، مستدرك الحاكم ج ٤ / ٤٧، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٢ / ٣٤٨ وصححه، الإصابة ج ٤ / ٣٠٤ و ٤٨٩ الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٣ / ٢٨٨ وج ٤ / ١٥، الطبقات لابن سعد ج ٨ / ٣٨، ذخائر العقبى ص ١٦٦ وفيه أم كلثوم، قاموس الرجال ج ١٠ / ٤٣٩ و ٤٤٠.

٧ - بكاء الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام على فاطمة: راجع: فرائد السمطين ج ٢ / ٨٨ ح ٤٠٥، مروج الذهب للمسعودي ج ٢ / ٢٩٨ دعوة الحسينية ص ٦٥، مستدرك الحاكم ج ٣ ك معرفة الصحابة.

بكاء الإمام علىعليه‌السلام على الإمام الحسين: راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد بترجمة الإمام الحسين مخطوط، سيرتنا =>

٣٠٢

.

____________________

=> وسنتنا ص ١١٦ و ١١٧ و ١١٩ و ١٢٠ و ١٢١ و ١٢٣ و ١٦٣، المعجم الكبير للطبراني ج ١، تذكرة الأمة للسبط بن الجوزي ص ١٤٢، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ١٦٢، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٩١، دعوة الحسينية ص ١١٦.

بكاء الإمام أمير المؤمنين على ولده حين مر بكربلاء: راجع: ينابيع المودة ص ٣١٩ و ٣٢٠، دعوة الحسينية ص ٩٦ و ٩٧.

بكاء الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام على عمه حمزة: راجع: فرائد السمطين ج ٢ / ١٢٧ ح ٤٢٧.

الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام يأمر بالبكاء على مالك الأشتر: قال في حقه: " على مثل مالك فلتبك البواكي ". راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٢ / ٣٠ ط ١ وج ٦ / ٧٧ بتحقيق أبو الفضل، الكامل لابن الاثير ج ٣ / ١٧٨ وفى طبع آخر ج ٣ / ١٥٣، تاج العروس ج ٢ / ٤٥٤، لسان العرب ج ٤ / ٣٣٦.

٨ - فاطمة الزهراء تبكى على أبيها: راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٣١١ و ٣١٢، صحيح البخاري باب مرض النبي ووفاته، سنن أبى داود ج ٢ / ١٩٧، سنن النسائي ج ٤ / ١٣، مستدرك الحاكم ج ٣ / ١٦٣، تاريخ بغداد ج ٧ / ٢٨٩، صحيح مسلم ك الفضائل باب فضائل فاطمة، سنن الترمذي أبواب المناقب باب مناقب فاطمة ج ٥ ص ٣٦١ ح ٣٩٦٤، خصائص النسائي ص ٤٨ ط النجف، دعوة الحسينية، البيان في أخبار صاحب الزمان للكنجي الشافعي ص ٨٠ - ٨١ ط ١ النجف، المناقب للخوارزمي ص ٦٢، ينابيع المودة ص ٨٠ و ٨١ و ٢٦٥.

وروى ابن عساكر في " التحفة " قال: جاءت فاطمة رضي ‌الله‌ عنها فوقفت على قبرهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وأخذت قبضة من تراب القبر ووضعت على عينيها وبكت وأنشأت تقول :

ماذا على من شم تربة أحمد

أن لا يشم مدى الزمان غواليا

صبت علي مصائب لو أنها

صبت على الأيام عدن لياليا

راجع: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج ٤ / ١٤٠٥، السيرة النبوية لابن سيد الناس ج ٢ / ٣٤٠، الشمائل للقاري ج ٢ / ٢١٠، الاتحاف للشبراوي ص ٩، صلح الاخوان ص ٥٧، =>

٣٠٣

.

____________________

=> مشارق الأنوار للحمزاوي ص ٦٣، السيرة النبوية لزين دحلان ج ٣ / ٣٩١، أعلام النساء لعمر رضا كحالة ج ٣ / ١٢٠٥، الغدير ج ٥ / ١٤٧ وغيرهم.

٩ - بكاء أم سلمة على الإمام الحسينعليه‌السلام : راجع: سيرتنا وسنتنا ص ٦٢ و ١٢٩ و ١٣٠ و ١٣١ و ١٣٤، الصواعق المحرقة ص ١١٥ ط ١، صحيح الترمذي ج ١٣ / ١٩٣، دلائل النبوة للبيهقي باب رؤية النبي في المنام، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر ص، المستدرك للحاكم ج ٤ / ١٩، دعوة الحسينية ص ١٠١، كفاية الطالب للكنجي ص ٢٨٦ ط الغرى، جامع الأصول ج، أسد الغابة ج ٢ / ٢٢، تيسير الوصول لابن الديبع ج ٣ / ٢٧٧، نظم درر السمطين للزرندي ص ٢١٧، مطالب السئول لابن طلحة ص ٧١، مشكاة المصابيح ج ٢ / ١٧١، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٣٩، الخصائص الكبرى للسيوطي ج ٢ / ١٢٦، شرح بهجة المحافل ج٢ / ٢٣٦، نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني ص ٧٠، ينابيع المودة ص ٣٣١.

بكاء أم سلمة على الوليد بن الوليد: قالت أم سلمة بنت أبى أمية: جزعت حين مات الوليد بن الوليد جزعا لم أجزعه على ميت فقلت لأبكين عليه بكاءا تحدث به نساء الأوس والخزرج، وقلت غريب توفى في بلاد غربة، فاستأذنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فأذن لى في البكاء.. ". راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٤ / ١٣٣. وقريب منه في: وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك التجارة ب ١٧ من أبواب ما يكتسب به ح ٢.

١٠ - بكاء أم أيمن على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : راجع: صحيح مسلم ج ٧ ك الفضائل فضائل أم أيمن، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٣١١. وقالت ترثيه :

عين جودى فان بذلك للدم

ع شفاء، فأكثر م البكاء

حين قالوا: الرسول أمسى فقيدا

ميتا كان ذاك كل البلاء

=>

٣٠٤

..

____________________

=>

وأبكيا خير من رزئناه في الدن‍

يا ومن خصه بوحى السماء

بدموع غزيرة منك حتى

يقضى الله فيك خير القضاء

راجع: الطبقات ج ٢ / ٣٣٢ و ٣٣٣، سيرة ابن هشام ج ٤ / ٣٤٦.

١١ - الجن تبكى على الإمام الحسينعليه‌السلام : راجع: المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين ضمن " الحسين والسنة " ص ١٤١ ح ٩٦ و ٩٩ و ١٠٠ و ١٠١ و ١٠٢، كفاية الطالب ص ٤٤٢ - ٤٤٣ باب الحسين وشهادته، دعوة الحسينية ص ١٠٣، ينابيع المودة ص ٣١٩ و ٣٢٠.

١٢ - الصحابة يبكون على الإمام الحسين في مجلس الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : راجع: مقتل الحسين للخوارزمي الحنفي ج ١ / ١٦٣، سيرتنا وسنتنا ص ٤٧.

١٣ - الناس يبكون على أمير المؤمنينعليه‌السلام : راجع: أنساب الأشراف ج ٣ / ٢٩ ح ٤٣.

١٤ - نساء آل البيت يبكين الإمام الحسين عند الوداع: راجع: دعوة الحسينية ص ١١١.

١٥ - الإمام الحسين يبكى على أبيهعليه‌السلام : راجع: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ / ٣٠٤ ح ١٤٠٤.

١٦ - الإمام الحسين يبكى على طفله الرضيع: راجع: تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٢٥٢، دعوة الحسينية ص ١١١.

الإمام الحسين يبكى على ابنه على الأكبر: راجع: دعوة الحسينية ص ١١١، ينابيع المودة.

١٧ - الإمام علي بن الحسين يقيم المأتم على أبيه في كربلاء بعد رجوعه: راجع: نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني، دعوة الحسينية ص ١١٧. الإمام على بن الحسين يبكى على أبيه: راجع: نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني، ينابيع المودة، حلية الأولياء لأبي نعيم، =>

٣٠٥

.

____________________

=> دعوة الحسينية ص ١١٦ و ١٢١، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك الطهارة ب ٨٧ من أبواب الدفن ح ٧ و ١٠ و ١١، اللهوف لابن طاوس ص ٨٠، مثير الأحزان ص ٩٢، مقدمة مرآة العقول ج ٢ / ٣١٨.

١٨ - ابن عباس يبكى الإمام الحسنعليه‌السلام : راجع: الإمامة والسياسة لابن قتيبة ج ١ / ١٤٤، الغدير ج ١١ / ١٢. ابن عباس يبكى الإمام الحسينعليه‌السلام : راجع: الصواعق لابن حجر ب ١١ فصل ٣ ص ١٩٤، دعوة الحسينية ص ٩٨، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ٢٠٦ - ٢٠٧، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٥٢ ط الحيدرية.

١٩ - محمد بن الحنفية يبكى على أخيه الحسن: راجع: مروج الذهب ج ٢ / ٤٢٩ ط دار الأندلس وفيه رثاه بقوله: سأبكيك ما ناحت حمامة أيكة * وما خضر في دوح الحجاز قضيب -

محمد بن الحنفية يبكى على أخيه الحسين: راجع: أنساب الأشراف للبلاذري ترجمة الإمام الحسين ضمن " الحسين والسنة " ص ٥٢، نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني، دعوة الحسينية ص ٩٧، ينابيع المودة ص ٣٣٤ - ٣٣٧، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٣٧.

٢٠ - بكاء زينب على أخيها الإمام الحسين: راجع: ينابيع المودة ص ١٦٣ ب ٦١، دعوة الحسينية ص ٩٩ و ١١٢.

٢١ - سكينة تبكى أباها: راجع: دعوة الحسينية ص ١١٢.

٢٢ - أم كلثوم تبكى على أبيها: راجع: ينابيع المودة ص ١٦٣، دعوة الحسينية ص ٧٤. أم كلثوم تبكى على أخيها الحسين: راجع: دعوة الحسينية ص ١١٩، مقتل الحسين لأبي مخنف =>

٣٠٦

.

____________________

=> ٢٣ - نساء آل البيت يبكين على الأكبر: راجع: دعوة الحسينية ص ١١١.

٢٤ - النساء والصبيان والرجال يبكون الإمام الحسن سبعة أيام: راجع: ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر ص ٢٣٥ ح ٣٧٣.

٢٥ - فاختة بنت قرظة تبكى الإمام الحسن: راجع: مروج الذهب ج ٢ / ٤٣٠ ط دار الأندلس.

٢٦ - سودة بنت عمارة تبكى أمير المؤمنينعليه‌السلام : راجع: ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٣ / ٣٤٥ ح ١٥٠٣.

٢٧ - سائر الناس يبكون على الإمام الحسين عند شهادته: راجع: أنساب الأشراف للبلاذري ج ٣ / ٦، شرح ابن أبى الحديد ج ١٦ / ١١، ترجمة الإمام الحسن من تاريخ ابن عساكر ص ٢٣٦ ح ٣٧٤، تهذيب تاريخ ابن عساكر ج ٣ / ٢٦٥.

٢٨ - المسلمون يبكون حمزة: راجع: شرح ابن أبى الحديد ج ١٥ / ٣٨، دعوة الحسينية ص ٧٩.

٢٩ - الحارث بن الصمة يبكى على حمزة: راجع: فرائد السمطين ج ٢ / ١٢٧ ح ٤٢٧.

٣٠ - أبو هريرة يبكى على الإمام الحسن: راجع: ترجمة الإمام الحسن من تاريخ ابن عساكر ص ٢٢٩ ح ٣٦٧.

٣١ - بكاء بلال على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : راجع: وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج ٤ / ١٣٥٦ و ١٤٠٥، شفاء السقام للسبكي ص ٣٩ و ٤٠، الغدير ج ٥ / ١٤٧، أسد الغابة ج ١ / ٢٠٨، صلح الاخوان ص ٥٧، مشارق الأنوار للحمزاوي ص ٥٧، المواهب اللدنية.

٣٢ - الإمام الشافعي يرثى الإمام الحسين: راجع: معراج الوصول للزرندى، ينابيع المودة ب ٦٢، دعوة الحسينية ص ١٢٢ و ١٢٣. =>

٣٠٧

.

____________________

=> ٣٣ - الزهري يبكى إذا ذكر السجادعليه‌السلام : راجع: حلية الأولياء ج ٣ / ١٣٥، ينابيع المودة ص ٣٧٨ ط اسلامبول، كفاية الطالب ص ٢٩٩ ط الغرى، اثبات الهداة ج ٣ / ٣٠ ط جديد.

٣٤ - ابن الهبارية يبكى الإمام الحسين: راجع: تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي، دعوة الحسينية ص ١٢٢.

٣٥ - سليمان بن قتة يبكى الإمام الحسين: راجع: الاستيعاب لابن عبد البر في ترجمة سليمان المذكور، دعوة الحسينية ص ١٢٣.

٣٦ - بكاء حمنة بنت جحش على زوجها وتقرير الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ذلك: راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٥ / ١٨، سيرة ابن هشام ج ٣ / ١٠٤ غزوة أحد.

٣٧ - أنس بن مالك يبكى على الإمام الحسين: راجع: الصواعق لابن حجر ص عن الترمذي، ينابيع المودة ص، دعوة الحسينية ص ١١٣.

٣٨ - زيد بن أرقم يبكى الإمام الحسين: راجع: الصواعق لابن حجر ص، ينابيع المودة ص، دعوة الحسينية ص ١١٣.

٣٩ - راهب يبكى على الإمام الحسين ثم يسلم: راجع: رشفة الصادى لأبي بكر الحضرمي، الصواعق لابن حجر، ينابيع المودة، تذكرة الخواص، دعوة الحسينية ص ١١٤ - ١١٧، مقتل الحسين لأبي مخنف.

٤٠ - الحسن البصري يبكى على الإمام الحسين: راجع: تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي، دعوة الحسينية ص ١١٧، الاستيعاب لابن عبد البر.

٤١ - أهل المدينة يبكون على الإمام الحسين: راجع: نور العين في مشهد الحسين للاسفراييني ص، دعوة الحسينية ص ١١٧، ينابيع المودة، مقتل الحسين لأبي مخنف =>

٣٠٨

.

____________________

=> ٤٢ - فاطمة بنت عقيل تبكى اخوتها: راجع: دعوة الحسينية ص ١٢٢.

٤٣ - صفية بنت عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

أفاطم بكى ولا تسأمى

بصبحك ما طلع الكوكب

هو المرء يبكى وحق البكاء

هو الماجد السيد الطيب

الخ -

وقالت أيضا:

أعيني جودا بدمع سجم

يبادر غربا بما منهدم

أعيني فاسحنفرا واسكبا

بوجد وحزن شديد الالم

وقالت أيضا:

عين جودى بدمعة تسكاب

للنبى المطهر الاواب

وأندبي المصطفى فعمى وخصى

بدموع غزيرة الاسراب

عين من تندبين بعد نبى

خصه الله ربنا بالكتاب

راجع بقية أشعارها في: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٨ و ٣٢٩ و ٣٣٠.

٤٤ - هند بنت الحارث بن عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

يا عين جودى بدمع منك وابتدرى

كما تنزل ماء الغيث فانشعبا

الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٣٠.

٤٥ - أبو الطفيل يبكى على الإمام أمير المؤمنينعليه‌السلام : راجع: المناقب للخوارزمي ص ٢٣٩، دعوة الحسينية ص ٧٠.

٤٦ - الخضر يبكى على الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : صحيح مسلم ك الفضائل فضائل أم أيمن، دلائل البيهقي.

٤٧ - أروى بنت عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله بقولها :

ألا يا عين ويحك أسعديني

بدمعك ما بقيت وطاوعيني

ألا يا عين ويحك واستهلى

على نور البلاد وأسعديني

الخ - راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٥. =>

٣٠٩

.

____________________

=> ٤٨ - عاتكة بنت عبدالمطلب تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

يا عين جودي ما بقيت بعبرة

سحا على خير البرية أحمد

يا عين فاحتفلي وسحي واسجمي

وابكي على نور البلاد محمد

إلى ان قالت:

فابكي المبارك والموفق ذا التقى

حامى الحقيقة ذا الرشاد المرشد

وقالت:

عيني جودا طوال الدهر وانهمرا

سكبا وسحا بدمع غير تعذير

يا عين فاسحنفرى بالدمع واحتفلي

حتى الممات بسجل غير منزور

يا عين فانهملي بالدمع واجتهدي

للمصطفى دون خلق الله بالنور

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٦.

وقالت أيضا:

أعيني جودا بالدموع السواجم

على المصطفى بالنور من آل هاشم

راجع: نفس المصدر.

٤٩ - هند بنت أثاثة بن عباد بن عبدالمطلب تبك الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

ألا يا عين بكى لا تملى

فقد بكر النعي بمن هويت

الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٣١.

٥٠ - عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل تبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله وتقول :

أمست مراكبه أوحشت

وقد كان يركبها زينها

وأمست تبكى على سيد

تردد عبرتها عينها

الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٣٢.

٥١ - بكاء زينب الصغرى بنت عقيل بن أبى طالب على قتلا الطف وتقول :

ماذا تقولون ان قال النبي لكم

ماذا فعلتم وكنتم آخر الأمم

بأهل بيتي وأنصاري وذريتي

منهم أسارى وقتلى ضرجوا بدم

ما كان ذاك جزائي إذ نصحت لكم

ان تخلفوني بسوء في ذوى رحم

راجع: المعجم الكبير للطبراني ترجمة الإمام الحسين طبع ضمن " الحسين والسنة " =>

٣١٠

.

____________________

=> ص ١٣٧ ح ٨٧، دعوة الحسينية ص ١٢١ و ١٢٤، ينابيع المودة باب ٦٠.

٥١ - أبو بكر يبكى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول: يا عين فابكى ولا تسأمى * وحق البكاء على السيد - راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣١٩.

وذكر بكائه على الرسول في: الغدير ج ٧ / ٢١٤ عن صحيح البخاري ك المغازى ج ٦ / ٢٨١، سيرة ابن هشام ج ٤ / ٣٣٤، طبقات ابن سعد ط مصر رقم التسلسل ٧٨٥، تاريخ الطبري ج ٣ / ١٩٨، صحيح مسلم ج ٧ ك الفضائل فضائل أم أيمن.

٥٢ - عبدالله بن أنيس يقول في رثاء الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله :

ولكننى باك عليه ومتبع

مصيبته انى إلى الله راجع

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢١.

٥٣ - حسان بن ثابت يرثى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله قال :

يا عين جودى بدمع منك اسبال

ولا تملن من سح واعوال

وقال أيضا:

يا عين فأبكى رسول الله إذ ذكر

ذات الاله فنعم القائد الوالى

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٣ و ٣٢٤.

٥٤ - كعب بن مالك يبكى الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله ويقول :

يا عين فابكى بدمع ذرى

لخير البرية والمصطفى

وبكى الرسول وحق البكاء

عليه لدى الحرب عند اللقا

راجع: الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣٢٤.

٥٥ - بكاء عمر بن الخطاب على شيخ قد مات: راجع: الرياض النضرة ج ٢ / ٥٤ ط ١، الغدير ج ٦ / ١٦٤ وج ٥ / ١٥٥، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٣١٠.

بكى عمر على النعمان بن مقرن الذي توفى سنة ٢١ ه‍: وهذا يدل على ان الأسباب السياسية التي دعت إلى المنع عن البكاء في هذا الوقت قد ارتفعت. وإلا لماذا يصعد المنبر ويضع يده على رأسه ويبكى على النعمان ؟ راجع في بكائه على النعمان: الاستيعاب لابن عبد البر بهامش الإصابة ج ١ / ٢٩٧ بترجمة النعمان، الغدير ج ٦ / ١٦٤ وج ٥ / ١٥٥.

٥٦ - ابن عمر يبكى على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : الطبقات لابن سعد ج ٢ / ٣١٢.

٣١١

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٢٩٣: -

بكى على عمه الحمزة أسد الله وأسد رسوله، قال ابن عبد البر(١) وغيره لما رأى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله حمزة قتيلا بكى، فلما رأى ما مثل به شهق(٤١٢) .

وذكر الواقدي(٢) : ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يومئذ إذا بكت صفية يبكي وإذا نشجت ينشج (قال): وجعلت فاطمة تبكي، فلما بكت بكى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم (٤١٣) .

____________________

(١) في ترجمة حمزة من الاستيعاب (منه قدس).

(٤١٢) بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على عمه حمزة: الاستيعاب لابن عبد البر بهامش الإصابة ج ١ / ٢٧٥ ط ١، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٥، الإمتاع للمقريزي ص ١٥٤، الكامل في التاريخ ج ٢ / ١٧٠، مجمع الزوائد ج ٦ / ١٢٠، الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٣٠٧ و ٣١٠، ذخائر العقبى ص ١٨٠، دعوة الحسينية ص ٨٠، سيرة ابن هشام ج ٣ / ١٠٥ غزوة أحد.

وروى ابن مسعود قال: " ما رأينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله باكيا قط أشد من بكائه على حمزة ابن عبدالمطلب لما قتل. - إلى ان قال - ووضعه في القبر ثم وقفصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم على جنازته وانتحب حتى نشغ من البكاء.. ". ذخائر العقبى ص ١٨١ قال محب الدين الطبري في شرح الحديث: النشغ: الشهيق حتى يبلغ به الغشى.، السيرة الحلبية ج ٢ / ٢٤٦.

(٢) كما في أوائل الجزء الخامس عشر من شرح النهج الحميدي في أواخر ص ٣٨٧ من ج ٣ (منه قدس).

(٤١٣) اشتمل هذا الحديث على بكاء النبي وتقريرهصلى‌الله‌عليه‌وآله كما لا يخفى (منه قدس).

الرسول يبكى مع صفية على حمزة: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٥ / ١٧، الإمتاع للمقريزى ص ١٥٤، الغدير ج ٦ / ١٦٥، السيرة الحلبية ج ٢ / ٢٤٧ (*).

٣١٢

وعن أنس قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - إذ كان جيش المسلمين في مؤتة -: أخذ الراية زيد فأصيب، ثم أخذها جعفر فأصيب، ثم أخذها عبدالله بن رواحة فأصيب. وان عيني رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لتذرفان. (الحديث)(٤١٤) .

وذكر ابن عبد البر في ترجمة زيد من استيعابه: ان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بكى على جعفر وزيد، وقال: أخواي ومؤنساي ومحدثاي(٤١٥) .

وعن أنس من حديث أخرجه البخاري في صحيحه(١) قال فيه. ثم دخلنا عليهصلى‌الله‌عليه‌وآله وإبراهيم يجود بنفسه فجعلت عينا رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله تذرفان فقال له عبدالرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله ! فقال: يابن عوف انها رحمة، ثم أتبعها باخرى، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : ان العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول الا

____________________

(٤١٤) أخرجه البحتري في باب الرجل ينعى إلى أهل الميت بنفسه صفحة ١٤٨ من الجزء الأول من صحيحه المطبوع سنة ١٣٣٤ بالمطبعة الملجية، وأخرجه أيضا في باب غزوة مؤتة أواخر صفحة ٣٩ من جزئه الثالث (منه قدس).

بكاء الرسول على جعفر: الكامل ج ٢ / ١٦١ ط دار الكتاب العربي، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ / ٢٨٢، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ٤٣، صحيح البخاري ك الجنائز باب الرجل ينعى إلى أهل الميت وكتاب فضل الجهاد والسير باب من تأمر في الحرب بغير امرة وكتاب المغازي باب غزوة مؤتة، ابن أبى الحديد ج ١٥ / ٧١.

(٤١٥) بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على جعفر وزيد: الاستيعاب بهامش الإصابة ج ١ / ٥٤٨، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك الطهارة ب ٨٧ من أبواب جواز البكاء ح ٦، صحيح البخاري ك المناقب باب علامات النبوة في الإسلام، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ / ٤٧، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ٤٣، شرح ابن أبى الحديد ج ١٥ / ٧٣.

(١) راجع باب قول النبي انا بك لمحزونون من أبواب الجنائز ص ١٥٤ والتي بعدها من ج ١ (منه قدس) (*).

٣١٣

ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون(٤١٦) .

وعن أسامة بن زيد قال: أرسلت ابنة النبي إليه ان ابنا لي قبض فأتنا فقام ومعه سعد بن عبادة، ومعاذ بن جبل، وأبي بن كعب، وزيد بن ثابت فرفع الصبي إلى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونفسه تتقعقع ففاضت عينا رسول الله، فقال سعد: يا رسول الله ما هذا ؟ فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : هذه رحمة جعلها الله في قلوب عباده، وانما يرحم الله من عباده الرحماء. (الحديث)(٤١٧) .

وعن عبدالله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة شكوى له فأتاه النبي يعوده ومعه عبدالرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وعبد الله بن مسعود فوجده في غاشية أهله فقال قد قضى ؟ قالوا: لا يا رسول الله، فبكى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله فلما رأى القوم بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بكوا فقال: ألا تسمعون، ان الله لا يعذب بدمع العين، ولا بحزن القلب، ولكن يعذب بهذا - وأشار إلى لسانه - أو يرحم

____________________

(٤١٦) بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على ابنه إبراهيم: صحيح البخاري ك الجنائز باب قول النبي انا بك لمحزونون، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢١ ب ٨٧ من أبواب جواز البكاء ك الطهارة ح ٣ و ٤ و ٨، سنن أبى داود ج ٣ / ٥٨، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٨٢، الغدير ج ٦ / ١٦٤، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ١ / ١٣٧ و ١٣٨ و ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤٢ و ١٤٣ و ١٤٤، ذخائر العقبى ص ١٥٣ و ١٥٥، دعوة الحسينية ص ٥٠ و ٥١.

(٤١٧) أخرجه الشيخان في صحيحيهما، فراجع من صحيح البخاري صفحة ١٥٢ من جزئه الأول ومن صحيح مسلم باب البكاء على الميت من جزئه الأول (منه قدس).

بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله على ابن بنته: راجع: سنن أبى داود ج ٢ / ٦٣، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٥، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٨١، صحيح البخاري ك الجنائز، دعوة الحسينية ص ٤٨، صحيح مسلم ك الجنائز باب البكاء على الميت ج ٣ / ٣٩ ط العامرة.

٣١٤

(الحديث)(٤١٨) .

وفي ترجمة جعفر من الاستيعاب قال: لما جاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله نعي جعفر، أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها، قال: ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " على مثل جعفر فلتبكي البواكي "(٤١٩) .

وذكر أهل السير والأخبار كابن جرير وابن الأثير وابن كثير وصاحب العقد الفريد وغيرهم، ما قد أخرجه الإمام أحمد بن حنبل من حديث ابن عمر في ص ٤٠ من الجزء الثاني من مسنده: من أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لما رجع من أحد جعلت نساء الأنصار يبكين على من قتل من أزواجهن، قال: فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : ولكن حمزة لا بواكي له. قال: ثم نام فانتبه وهن يبكن، قال فهن اليوم إذا يبكين يندبن حمزة(٤٢٠) .

____________________

(٤١٨) أخرجه البخاري في باب البكاء عند المريض من أبواب الجنائز صفحة ١٥٥ من الجزء الأول من صحيحه، وأخرجه أيضا مسلم في باب البكاء على الميت صفحة ٣٤١ من الجزء الأول من صحيحه (منه قدس). بكاء النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وجملة من الصحابة على سعد بن عبادة: راجع: صحيح البخاري ك الجنائز باب البكاء عند الميت، صحيح مسلم ك الجنائز باب البكاء على الميت ج ٣ / ٤٠ ط العامرة، دعوة الحسينية ص ٥٢.

(٤١٩) تضمن هذا الحديث تقريرهصلى‌الله‌عليه‌وآله على البكاء وأمره به على أن مجرد صدوره من سيدة النساء حجة (منه قدس). بكاء فاطمة الزهراء على جعفر وأمر النبي به: الاستيعاب بهامش الإصابة ج ١ / ٢١١، أسد الغابة ج، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ / ٢٨٢، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ٤٢ ط بيروت.

(٤٢٠) أي يبكينه ويعددن محاسنه (منه قدس). النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يعتب على الأنصار لعدم البكاء على حمزة: الكامل لابن الأثير ج ٢ / ١١٣، السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ / ١٠٤، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٥، =>

٣١٥

وفي ترجمة حمزة من الاستيعاب نقلا عن الواقدي، قال: لم تبك امرأة من الأنصار على ميت - بعد قول رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لكن حمزة لا بواكي له - إلى اليوم، الا بدأن بالبكاء على حمزة(٤٢١) .

قلت: حسبك تلك السيرة المستمرة على بكاء حمزة من عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعهد أصحابه والتابعين لهم بإحسان، وكفى بها في رجحان البكاء على من هو كحمزة وان بعد العهد بموته. ولا تنسى ما في قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : لكن حمزة لا بواكي له من العتب عليهن لعدم نياحتهن عليه والبعث لهن على ندبه وبكائه. وحسبك به وبقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " على مثل جعفر فلتبك البواكي " دليلا على الاستحباب.

ومع ذلك كله فقد كان من رأي الخليفة عمر بن الخطاب النهي عن البكاء على الميت مهما كان عظيما حتى أنه كان يضرب فيه بالعصا ويرمي بالحجارة، ويحثي بالتراب(١) يفعل هذا على عهد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله واستمر عليه طيلة حياته(٤٢٢) .

____________________

=> مجمع الزوائد ج ٦ / ١٢٠، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٤٤ وج ٣ / ١١ و ١٧، وسائل الشيعة ج ٢ / ٩٢٢ ك الطهارة ب ٨٨ من أبواب الدفن ح ٣.

(٤٢١) نساء الأنصار يبدئن بالبكاء على حمزة قبل البكاء على موتاهن: راجع: الاستيعاب بهامش الإصابة ج ١ / ٢٧٥، أسد الغابة ج، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٤٤ وج ٣ / ١١ و ١٧ و ١٨ و ١٩، ذخائر العقبى ص ١٨٣، السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ / ١٠٤، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٥ / ٤٢.

(١) تجد فعله هذا كله في آخر باب البكاء عند المريض ص ٢٥٥ من ج ١ من صحيح البخاري (منه قدس).

(٤٢٢) زجر وضرب عمر لمن يبكى على ميته: راجع: شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٢ / ٦٨، الغدير للأميني ج ٦ / ١٦٠، =>

٣١٦

وقد أخرج الإمام أحمد من حديث ابن عباس(١) من جملة حديث ذكر فيه موت رقية بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وبكاء النساء عليها، قال: فجعل عمر يضربهن بسوطه، فقال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : دعهن يبكين، وقعد على شفير القبر وفاطمة إلى جنبه تبكي، قال فجعل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يمسح عين فاطمة بثوبه رحمة لها. آه(٤٢٣)

وأخرج أيضا في مسند أبي هريرة(٢) حديثا جاء فيه: انه مر على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله جنازة معها بواكي فنهرهن عمر، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " دعهن فان النفس مصابة، والعين دامعة "(٤٢٤) .

وكانت عائشة وعمر في هذه المسألة على طرفي نقيض، فكان عمر وابنه

____________________

=> السنن الكبرى للبيهقي ج ٤ / ٧٠، المستدرك للحاكم ج ١ / ١٨١ وج ٣ / ١٩١، سنن ابن ماجة ج ١ / ١٨١، مسند أحمد ج ٣ / ٣٣٣ وج ١ / ٢٣٧ و ٣٣٥، عمدة القاري ج ٤ / ٨٧، مسند الطيالسي ص ٣٥١، الاستيعاب بهامش الإصابة ترجمة عثمان بن مظعون ج ٢ / ٤٨٢، مجمع الزوائد ج ٣ / ١٧، الطبقات لابن سعد ج ٨ / ٣٧.

(١) في ص ٣٣٥ من الجزء الأول من مسنده (منه قدس).

(٤٢٣) النساء يبكين على رقية وعمر يضربهن: راجع: مسند أحمد ج ١ / ٣٣٥ ط ١، وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ج ٣ / ٨٩٤، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، الغدير ج ٦ / ١٥٩، الطبقات لابن سعد ج ٨ / ٣٧.

(٢) في ص ٣٣٣ من الجزء الثاني من مسنده (منه قدس).

(٤٢٤) وسمع يوما نائحة في بيت فدخل عليها - وذلك في عهد خلافته - فمال عليهن ضربا بدرته حتى بلغ النائحة فضربها حتى سقط خمارها ثم قال لغلامه: اضرب النائحة ويلك اضربها فانها نائحة لا حرمة لها إلى آخر ما كان منه يومئذ مما ذكره ابن أبى الحديد من هذه الواقعة ص ١١١ من المجلد الثالث من شرح النهج (منه قدس). السنن الكبرى للبيهقي ج ٤ / ٧٠، مسند أحمد ج ٢ / ٤٠٨، الغدير ج ٦ / ١٦٠ (*).

٣١٧

عبدالله يرويان عن النبي انهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: ان الميت يعذب ببكاء أهله عليه(٤٢٥) .

وفي رواية: ببعض بكاء أهله عليه(٤٢٦) .

وفي ثالثة: ببكاء الحي عليه(٤٢٧) .

وفي رابعة: يعذب في قبره بما ينح عليه(٤٢٨) .

وفي رواية خامسة: من يبك عليه يعذب(٤٢٩) .

وهذه الروايات كلها خطأ من راويها بحكم العقل والنقل.

قال الفاضل النووي (حيث أورد هذه الروايات في باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه من شرح صحيح مسلم): هذه الروايات كلها من رواية عمر بن الخطاب وابنه عبدالله (قال): وأنكرت عائشة عليهما ونسبتهما إلى النسيان والاشتباه واحتجت بقوله تعالى:( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) (٤٣٠) .

قلت: وأنكر هذه الروايات أيضا ابن عباس(٤٣١) . وأئمة أهل البيت

____________________

(٤٢٥) صحيح مسلم ك الجنائز باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه ج ٣ / ٤١ و ٤٣ ط العامرة.

(٤٢٦) صحيح مسلم ج ٣ / ٤٣.

(٤٢٧) صحيح مسلم ج ٣ / ٤١.

(٤٢٨) صحيح مسلم ج ٣ / ٤١.

(٤٢٩) صحيح مسلم ج ٣ / ٤٢.

(٤٣٠) سورة الأنعام: ١٦٤.

(٤٣١) ابن عباس ينكر روايات المنع عن البكاء: صحيح مسلم ج ١ / ٤٢ و ٤٣، اختلاف الحديث للشافعي في هامش كتاب الأم ج ٧ / ٢٦٦، صحيح البخاري في أبواب الجنائز، مسند أحمد ج ١ / ٤١، سنن النسائي ج ٤ / ١٨، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٣، الغدير ج ٦ / ١٥٩ (*).

٣١٨

كافة واحتجوا على خطأ راويها(٤٣٢) ، وما زالت عائشة وعمر في هذه المسألة على طرفي نقيض(٤٣٣) حتى ناحت على أبيها يوم وفاته، فكان بينها وبينه ما قد أخرجه الطبري عند ذكر وفاة أبي بكر في حوادث سنة ١٣ من الجزء الرابع من تاريخه بالإسناد إلى سعيد بن المسيب.

____________________

(٤٣٢) أهل البيت ينكرون روايات منع البكاء: وقد روت الشيعة عدة روايات في جواز البكاء على الميت ما لم يقل ما يسخط الرب. راجع: وسائل الشيعة ك الطهارة ب ٨٧ و ٨٨ من أبواب الدفن ج ٢ / ٩٢٠، جامع أحاديث الشيعة ج ٣ / ٤٦٩ ب ٦.

(٤٣٣) عائشة تنكر روايات عمر وابنه في المنع عن البكاء وتخطائهما في ذلك: راجع: صحيح مسلم ج ٣ / ٤٢ و ٤٣ و ٤٤ و ٤٥، الغدير ج ٦ / ١٦٠ عن المستدرك للحاكم ج ١ / ٣٨١، اختلاف الحديث للشافعي بهامش كتاب الأم ج ٧ / ٢٦٦، صحيح البخاري أبواب الجنائز، مسند أحمد ج ١ / ٤١، جامع بيان العلم ج ٢ / ١٠٥، سنن النسائي ج ٤ / ١٨، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٣، مختصر المزني هامش كتاب الأم ج ١ / ١٨٧، الموطأ لمالك ج ١ / ٩٦، دعوة الحسينية للهمداني ص ٢٣. سنن الترمذي ك الجنائز باب ما جاء في الرخصة في البكاء على الميت ج ٢ / ٢٣٦ ح ١٠٠٩ وقال هذا الحديث صحيح وح ١٠١٠ (وقال بعده): حديث عائشة حديث حسن صحيح وقد روى من غير وجه عن عائشة.

(وقال) وقد ذهب أهل العلم إلى هذا وتأولوا هذه الآية( وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ) وهو قول الشافعي. وقد رجح الشافعي في اختلاف الحديث حديث عائشة على أحاديث عمر.

عمر لا يمنع عن البكاء في موت خالد بن الوليد المتوفى ٢٢ ه‍: راجع: الصحيح من سيرة النبي الأعظم ج ٤ / ٣٠٨ عن الإصابة ج ١ / ٤١٥، صفة الصفوة ج ١ / ٦٥٥، أسد الغابة ج ٢ / ٩٦، حياة الصحابة ج ١ / ٤٦٥، تاريخ الخميس ج ٢ / ٢٤٧. =>

٣١٩

قال: لما توفي أبو بكر أقامت عليه عائشة النوح فأقبل عمر بن الخطاب حتى قام ببابها فنهاهن عن البكاء عليه، فأبين أن ينتهين فقال عمر لهشام بن الوليد: ادخل فأخرج إلي ابنة أبي قحافة، فقالت عائشة لهشام حين سمعت ذلك من عمر: إني أحرج عليك بيتي. فقال عمر لهشام: ادخل فقد أذنت لك، فدخل هشام فأخرج أم فروة أخت أبي بكر إلى عمر فعلاها بالدرة فضربها ضربات فتفرق النوح حين سمعوا ذلك. آه(٤٣٤) .

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٠١: -

وهنا نلفت أولي الألباب إلى البحث عن السبب في تنحي الزهراء عن البلد في نياحتها على أبيهاصلى‌الله‌عليه‌وآله وخروجها بولديها في لمة من نسائها إلى البقيع يندبن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في ظل أراكة كانت هناك فلما قطعت بنى لها علي بيتا

____________________

=> النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله ينهى عمر عن التعرض للذين يبكون موتاهم: راجع: الغدير ج ٦، مسند أحمد ج١ / ٢٣٧ و ٣٣٥ وج ٢ / ٤٠٨ وج ٣ / ٣٣٣، مستدرك الحاكم ج ٣ / ١٩١ وصححه وج ١ / ٣٨١، تلخيص المستدرك للذهبي، مسند أبى داود الطيالسي ص ٣٥١، الاستيعاب بهامش الإصابة بترجمة عثمان بن مضعون ج ٢ / ٤٨٢ مجمع الزوائد ج ٣ / ١٧، سنن البيهقي ج ٤ / ٧٠، عمدة القاري ج ٤ / ٨٧، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٨١، دعوة الحسينية ص ١٦، كنز العمال ج ٨ / ١١٧ ط ١.

(٤٣٤) عمر يضرب النساء في البكاء على أبى بكر: كنز العمال ج ٨ / ١١٩، الإصابة لابن حجر ج ٣ / ٦٠٦، الغدير ج ٦ / ١٦١، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد.

عمر يسمح لعائشة فقط أن تبك على أبيها: كنز العمال ج ٨ / ١١٩، الإصابة لابن حجر ج ٣ / ٦٠٦، الغدير ج ٦ / ١٦١. ولأجل المزيد من الاطلاع على جواز البكاء راجع: كتاب دعوة الحسينية إلى مواهب الله السنية للشيخ محمد باقر الهمداني ففيه مباحث جيدة ومفيدة. (*)

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٤١: -

[ المورد - (٥١) - نهيهصلى‌الله‌عليه‌وآله لأصحابه عن جواب أبى سفيان في احد ]

كان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله نزل يوم احد بأصحابه - وهم سبعمائة - في عدوة الوادي، وجعل ظهره إلى الجبل، وكان المشركون ثلاثة آلاف فيهم سبعمائة دارع ومائتا فارس، ومعهم خمسة عشر امرأة وفي المسلمين مائتا دارع وفارسان.

وتعبأ الجيشان للقتال، فاستقبل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله المدينة، وترك أحدا

٣٦١

خلف ظهره، وجعل وراءه الرماة وهم خمسون راميا، أمر عليهم عبدالله بن جبير وقال له: انضح عنا الخيل بالنبل لا يأتونا من خلفنا، واثبتوا مكانكم، ان كانت لنا، أو كانت علينا، فانا انما نؤتى من هذا الشعب شعب أحد(١) .

وخرج طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين ينادي: يا معشر أصحاب محمد انكم تزعمون ان يعجلنا بسيوفكم إلى النار، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة فهل أحد منكم يعجله سيفي إلى الجنة، ويعجلني سيفه إلى النار ؟

قال ابن الأثير في كامله: فبرز إليه علي بن أبي طالب فضربه فقطع رجله فسقط وانكشفت عورته، فناشده الله فتركه - لما به يخور بدمه حتى هلك - فكبر رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقال: كبش الكتيبة، وكبر المسلمون بتكبيره، وقال لعلي: ما منعك ان تجهز عليه ؟ فقال ناشدني الله والرحم فاستحييت منه. وصمد علي بعده لأصحاب اللواء يحمل عليهم فيقتلهم واحدا بعد واحد.

قال ابن الأثير وغيره: وقد كان المسلمون قتلوا أصحاب اللواء وبقي مطروحا لا يدنو منه أحد، فأخذته عمرة بنت علقمة الحارثية فرفعته فاجتمعت قريش حوله، وأخذه صواب عبد لبني عبد الدار - كان من أشد الناس قوة - فقتل عليه (قال) وكان الذي قتل أصحاب اللواء علي بن أبي طالب، قاله أبو رافع.

واقتتل الناس قتالا شديدا. وأمعن حمزة وعلي وأبو دجانة في رجال من المسلمين وأبلوا بلاء حسنا، وأنزل الله نصره عليهم وكانت الهزيمة على المشركين، وهرب النساء مصعدات في الجبل، ودخل المسلمون عسكرهم ينهبون، فلما نظر بعض الرماة إلى اخوانهم ينهبون، آثروا النهب على البقاء في الشعب، ونسوا ما أمرهم به رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وحضهم عليه. وحين رأى خالد بن الوليد قلة من بقي من الرماة حمل عليهم فقتلهم، وشد

____________________

(١) الشعب بالكسر ما انفرج بين الجبلين (منه قدس) (*).

٣٦٢

بمن معه على أصحاب رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من خلفهم، وتبادر المنهزمون من المشركين حينئذ بنشاط مستأنف لقتال المسلمين حتى هزموهم بعد أن قتلوا سبعين من أبطالهم، فيهم أسد الله وأسد رسوله حمزة بن عبدالمطلب وقاتل رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ قتالا شديدا، فرمى بالنبل حتى فني نبله وانكسرت سية قوسه، وانقطع وتره، وأصيب بجرح في وجنته، وآخر في جبهته وكسرت رباعيته السفلى، وشقت - بأبي هو وأمي - شفته، وعلاه ابن قمئة بالسيف.

وقاتل دونه علي، ومعه خمسة من الأنصار استشهدوا في الدفاع عنه رضي ‌الله‌ عنهم وأرضاهم، وترس أبو دجانة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بنفسه، فكان يقع النبل بظهره وهو منحن عليه، وقاتل مصعب بن عمير فاستشهد، قتله ابن قمئة الليثي وهو يظنه رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله فرجع إلى قريش يقول لهم: قتلت محمدا، فجعل الناس يقولون: قتل محمد، قتل محمد فأوغل المسلمون في الهرب على غير رشد، وكان أول من عرف رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كعب بن مالك، فنادى بأعلى صوته: يا معشر المسلمين ابشروا هذا رسول الله حي لم يقتل فأشار إليهصلى‌الله‌عليه‌وآله أن أنصت(١) .

وحينئذ نهض علي بمن كان معه حتى خلصوا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى الشعب، فتحصن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله به، وهم يحوطونه مدافعين عنه.

قال ابن جرير وابن الأثير في تاريخيهما وسائر أهل الأخبار: فأبصر النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - أي وهو في الشعب - جماعة من المشركين، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي: احمل عليهم، فحمل عليهم ففرقهم وقتل منهم، ثم أبصر جماعة أخرى، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : اكفنيهم يا علي فحمل عليهم وفرقهم وقتل منهم. فقال جبرائيل: يا رسول الله هذه المواساة، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : انه مني وأنا منه. فقال

____________________

(١) مخافة أن يسمع العدو فيهجم عليه (منه قدس) (*).

٣٦٣

جبرائيل: وأنا منكما. (قالوا) وسمع صوت :

لا سيف إلا ذو الفقار

ولا فتى إلا علي(٤٨٥)

وجعل علي ينقل الماء لرسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله في درقته من المهراس يغسل به جرح النبي فلم ينقطع الدم(١) .

ووقعت هند وصواحباتها على الشهداء يمثلن بهم، فاتخذت من آذان الرجال وآنافهم وأصابع أيديهم وأرجلهم ومذاكيرهم قلائد ومعاضد، وكانت أعطت وحشيا معاضدها وقلائدها جزاء قتلة حمزة فلاكتها فلم تسغها فلفظتها(٤٨٦) .

ثم أشرف أبو سفيان على المسلمين، فقال: أفي القوم محمد ؟ ثلاثا، فقال رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله (٢) : لا تجيبوه(٣) فقال أبو سفيان: أنشدك الله يا عمر أقتلنا

____________________

(٤٨٥)

لا سيف الا ذو الفقار

ولا فتى الا على

راجع: فرائد السمطين للحمويني الشافعي ج ١ / ٢٥٧ ح ١٩٨، ترجمة الإمام على بن أبى طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ج ١ / ١٤٨ ح ٢١٥، الكامل في التاريخ ج ٢ / ١٠٧، مناقب على بن أبى طالب لابن المغازلي ص ١٩٧، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٢٦، المناقب للخوارزمي ص ٢١٣ ط الحيدرية، السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ / ١٠٦، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٤ / ٢٥١ وقد نقل تصحيحه عن شيخه عبد الوهاب ابن سكينة.

(١) حتى أحرقت سيدة نساء العالمين بعد ذلك حصيرا وجعلت على الجرح من رماده فانقطع الدم، وقد شهدت الواقعةعليها‌السلام فكانت تعانقه وهو مجروح وتبكي (منه قدس).

(٤٨٦) الكامل في التاريخ ج ٢ / ١١١، الدرجات الرفيعة ص ٦٦ - ٦٩، السيرة النبوية لابن هشام ج ٣ / ٩٦ - ٩٧، السيرة الحلبية ج ٢ / ٢٤٦.

(٢) كما في غزوة احد من تاريخي ابن جرير وابن الأثير وطبقات ابن سعد والسيرتين الحلبية والدحلانية وكتاب البداية والنهاية لأبي الفداء وسائر الكتب المشتملة على غزوة أحد (منه قدس).

(٣) كأن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله لم يكن آمنا من أبى سفيان وأصحابه أن يشدوا عليه =>

٣٦٤

محمدا ؟ قال عمر: اللهم لا وانه ليسمع كلامك(٤٨٧) .

قلت: هذا محل الشاهد من هذه الحكاية إذ آثر رأيه في جواب أبي سفيان على نهي النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله إياهم عن جوابه كما ترى.

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٤٦: -

[ المورد - (٥٢) -: التجسس مع النهى عنه ]

قال الله عزوجل:( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ ) (٤٨٨) .

وفي الصحيح عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : إياكم والظن، فان الظن أكذب الحديث، ولا تحسسوا ولا تجسسوا، ولا تناجشوا ولا تحاسد، ولا تدابروا، ولا تباغضوا، وكونوا عباد الله اخوانا. الحديث(٤٨٩) .

لكن عمر رأى في أيام خلافته ان بالتجسس نفعا للأمة وصلاحا للدولة، فكان يعس ليلا، ويتجسس نهارا، حتى سمع هو يعس في المدينة صوت

____________________

=> إذا علموا ببقائه حيا، ولذلك نهاهم عن جوابه، وكأن عمر إذ أجابه لم يكن خائفا ولم يكن يرى لهذا الاحتياط وجها (منه قدس).

(٤٨٧) الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ / ٤٧، الكامل لابن الأثير ج ٢ / ١١١، السيرة الحلبية ج ٢ / ٢٤٥.

(٤٨٨) سورة الحجرات: ١٢.

(٤٨٩) مجمع البيان ج ٩ / ١٣٧، صحيح مسلم ج ٨ / ١٠ ط العامرة، صحيح الترمذي ج ١ / ٣٥٩، صحيح البخاري ج ٣ / ٤٣١ وج ٤ / ١٢٨، مسند أحمد ج ٢ / ٢٤٥ و ٢٨٧ و ٢٦٥ و ٥١٧، الجامع الصغير ح ٢٩٠١، وصحيح الجامع الصغير ح ٢٦٧٦، أسنى المطالب ص ٩٨، الفتح الكبير ج ١ / ٤٩٠ (*).

٣٦٥

رجل يتغنى في بيته فسور عليه فوجد عنده امرأة وزقا من خمر، فقال: أي عدو الله ظننت ان الله يسترك وأنت على معصية، فقال لا تعجل يا أمير المؤمنين ان كنت اخطأت في واحدة، فقد اخطأت انت في ثلاث. قال الله تعالى:( وَلَا تَجَسَّسُوا ) فقد تجسست وقال:( وَأْتُواْ الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ) وقد تسورت وقال:( فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا ) وما سلمت. فقال: هل عندك من خير ان عفوت عنك ؟. قال نعم. فعفا عنه وخرج(٤٩٠) .

وعن السدي قال: خرج عمر بن الخطاب فإذا هو بضوء نار ومعه عبدالله بن مسعود واتبع الضوء حتى دخل الدار، فإذا سراج في بيت، فدخل وحده وترك ابن مسعود في الدار، فإذا شيخ جالس وبين يديه شراب وقينة تغنيه، فلم يشعر حتى هجم عليه عمر، فقال: ما رأيت منظرا أقبح من شيخ ينتظر أجله فرفع الشيخ رأسه فقال: بلى صنيعك أنت أقبح مما رأيت مني، إذ تجسست وقد نهى الله عن التجسس، ودخلت بغير إذن، فقال عمر: صدقت ثم خرج عاضا على ثوبه يبكي.

وقال: ثكلت عمر أمه، إلى أن قال: وهجر الشيخ مجلس عمر حينا، فبينا عمر بعد ذلك جالس إذ به قد جاء شبه المستخفي حتى جلس في أخريات الناس فرآه عمر فقال: علي بهذا، فقيل له: أجب فقام وهو يرى ان عمر سيسوئه بما رأى منه. فقال عمر: ادن مني فلا زال يدنيه حتى

____________________

(٤٩٠) أخرجه الخرائطي في كتاب مكارم الأخلاق وهو الحديث ٣٦٩٦ من أحاديث الكنز في ص ١٦٧ من جزئه الثاني، وأورده ابن أبى الحديد في ص ٩٦ من المجلد الثالث من شرح نهج البلاغة، وذكره الغزالي في ص ١٣٧ من كتابه إحياء العلوم (منه قدس). الغدير للأميني ج ٦ / ١٢١، الرياض النضرة ج ٢ / ٤٦ ط ١، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١ / ٦١ وج ٣ / ٩٦ ط ١، الدر المنثور ج ٦ / ٩٣، الفتوحات الإسلامية ج ٢ / ٤٧٧ (*).

٣٦٦

أجلسه بجنبه، فقال: ادن مني اذنك فالتقم أذنه فقال له. والذي بعث محمدا بالحق ما أخبرت أحدا من الناس بما رأيت منك، ولا ابن مسعود فانه كان معي. (الحديث)(٤٩١) .

وعن الشعبي: ان عمر فقد رجلا من أصحابه، فقال لابن عوف: انطلق بنا إلى منزل فلان فننظر فأتيا منزله فوجدا بابه مفتوحا وهو جالس وامرأته تصب له في الإناء فتناوله أياه، فقال عمر لابن عوف: هذا الذي شغله عنا، فقال ابن عوف لعمر: وما يدريك ما في الإناء ؟. فقال عمر: أتخاف ان يكون هذا تجسسا ؟ قال: بل هو التجسس. قال: وما التوبة من هذا ؟. قال: لا تعلمه بما اطلعت عليه من أمره !. (الحديث)(٤٩٢) .

وعن المسور بن مخرمة، عن عبدالرحمن بن عوف: انه حرس المدينة مع عمر بن الخطاب ليلة فبينا هم يمشون شب لهم سراج في بيت فانطلقوا يؤمونه فلما دنوا منه فإذا باب مجاف - مغلق - على قوم لهم فيه أصوات مرتفعة ولغط، فأخذ عمر بيد عبدالرحمن بن عوف فقال له: هذا بيت ربيعة بن أمية، وهم الآن يشربون الخمر فما ترى ؟. قال أرى انا قد أتينا ما نهى الله عنه إذ تجسسنا، فانصرف عنهم عمر وتركهم !(٤٩٣) .

____________________

(٤٩١) أخرجه أبو الشيخ في كتاب القطع والسرقة، ونقله صاحب كنز العمال في ص ١٤١ من جزئه الثاني وهو الحديث ٣٣٥٤ (منه قدس).

(٤٩٢) أخرجه سعيد بن منصور وابن المنذر وهو الحديث ٣٦٩٤ في ج ٢ من الكنز (منه قدس).

(٤٩٣) أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد والخرائطي في مكارم الأخلاق وهو الحديث ٣٦٩٣ من أحاديث الكنز في الجزء المتقدم ذكره. وأخرجه الحاكم أيضا وصححه في باب النهى عن التجسس من كتاب الحدود صفحة ٣٧٧ من الجزء الرابع من المستدرك =>

٣٦٧

وعن طاووس: ان عمر خرج ليلة فمر ببيت فين ناس يشربون فناداهم أفسقا ؟ أفسقا ؟ فقال بعضهم: قد نهاك الله عن هذا، فرجع عمر وتركهم !(٤٩٤) .

وعن أبي قلابة: ان عمر حدث ان أبا محجن الثقفي يشرب الخمر في بيته هو وأصحابه فانطلق عمر حتى دخل عليه، فقال أبو محجن: يا أمير المؤمنين ان هذا لا يحل لك قد نهاك الله عن التجسس، أفسأل عمر زيد بن ثابت وعبد الرحمن بن الأرقم فقالا: صدق يا أمير المؤمنين فخرج عمر وتركه !(٤٩٥)

قلت: من تتبع ما جاء من الأخبار حول تجسسه رأى من نشاطه في سياسته وعزائمه المبذولة في سبيلها ما هو ماثل بأجلى المظاهر(٤٩٦) .

وكأنه (رض) كان يرى أن الحدود الشرعية تدرأ بخطأ الحاكم في طريق اثباتها، ولذلك لم يقم على واحد من هؤلاء المجرمين حدا، بل لم يؤذ منهم أحدا، وما ندري كيف رضي أن لا يكون لتجسسه أثر، إلا تمرد المجرمين في إجرامهم، بعد أن رأو هذا التسامح من أمامهم ؟ !.

____________________

=> أورده الذهبي في تلخيصه مصرحا بصحته (منه قدس). الغدير للأميني ج ٦ / ١٢٢، سنن البيهقي ج ٨ / ٣٣٤، الإصابة ج ١ / ٥٣١، الدر المنثور ج ٦ / ٩٣، السيرة الحلبية ج ٣ / ٢٩٣، الفتوحات الإسلامية ج ٢ / ٤٧٦.

(٤٩٤) (٤٩٥) هذا الحديث وحديث طاووس موجودان في ج ٢ / ١٤١ من كنز العمال (منه قدس). مجمع البيان ج ٩ / ١٣٥.

(٤٩٦) الغدير للأميني ج ٦ / ١٢١، مجمع البيان ج ٩ / ١٣٥ (*).

٣٦٨

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٤٩: -

[ المورد - (٥٣) - تشريع حد لمهور النساء ]

يجب في المهر أن يكون مما يملكه المسلم، عينا كان أم دينا، أم منفعة، وتقديره راجع إلى الزوجين فيما يتراضيان عليه، كثيرا كان أم قليلا، ما لم يخرج بسبب القلة عن المالية كحبة من طعام مثلا، نعم يستحب في جانب الكثرة أن لا يزيد على مهر السنة وهو خمسمائة درهم(٤٩٧) .

وكان عمر (رض) عزم على النهي عن الغلو في مهور النساء، تسهيلا لأمر التناكح الذي به التناسل، وبه صون الاحداث عن الحرام وأن من تزوج أحرز ثلثي دينه(٤٩٨)

فقام في بعض أيامه خطيبا في هذا المعنى، فكان مما قاله في خطابه: لا يبلغني ان امرأة تجاوز صداقها صداق زوجات رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله الا أرجعت ذلك منها. فقامت إليه امرأة فقالت: والله ما جعل الله ذلك لك، انه يقول:( وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً * وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ) (٤٩٩) فعدل عن حكمه قائلا: الا تعجبون من إمام أخطأ وامرأة أصابت ؟ ! ناضلت إمامكم فنضلته(٥٠٠) .

وفي رواية(١) انه قال: كل أحد أعلم من عمر، تسمعونني أقول مثل

____________________

(٤٩٧) الوسائل باب - ٢ - من أبواب المهور ح ١، جواهر الكلام ج ٣١ / ٣ و ١٤ و ١٥، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ / ١٦١ ط بيروت.

(٤٩٨) مستدرك الوسائل ك النكاح باب - ١ - من أبواب مقدمات النكاح ح ٢ و ٣، الروضة البهية في شرح اللمعة الدمشقية ج ٥ / ٨٦.

(٤٩٩) سورة النساء آية: ٢٠.

(٥٠٠) رواه بهذه الألفاظ كثير من حفظة السنن وسدنة الآثار، وأرسله ابن أبى الحديد في أحوال عمر ص ٩٦ من المجلد الثالث من شرح النهج - إرسال المسلمات (منه قدس). وراجع: الغدير للأميني ج ٦ / ٩٨، وشرح النهج الحديدي ج ١ / ٦١ وج ٣ / ٩٦ ط ١.

(١) ذكرها الزمخشري في تفسير: وآتيتم إحداهن قنطارا من سورة النساء في كشافه (منه قدس) (*).

٣٦٩

هذا القول فلا تنكرونه علي حتى ترد علي امرأة ليست أعلم من نسائكم ؟ !(٥٠١) .

وفي رواية أخرى(١) فقامت امرأة فقالت: يابن الخطاب الله يعطينا وأنت تمنع وتلت هذه الآية، فقال عمر: كل الناس أفقه من عمر ورجع عن حكمه(٥٠٢) .

قلت: استدلوا بهذه الواقعة وأمثالها على إنصافه واعترافه، وكم له من قضايا مع الخاصة والعامة من رجال ونساء تمثل له الإنصاف والاعتراف و كان إذا أعجبه القول أو الفعل يستفزه العجب، وربما ظهر عليه الطرب.

كما اتفق له مع رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وقد سئل عن أشياء كرهها، فيما أخرجه البخاري عن أبي موسى الأشعري إذ قال: سئل النبي عن أشياء كرهها لكونها

____________________

(٥٠١) الغدير للأميني ج ٦ / ٩٧، الكشاف للزمخشري ج ١ / ٣٥٧ وفى طبع آخر ج ١ / ٥١٤، شرح صحيح البخاري للقسطلاني ج ٨ / ٥٧.

(١) ذكرها الرازي في تفسير الآية آخر ص ١٧٥ من الجزء الثالث من تفسيره الكبير، وله ثمة عثرة لليدين وللفم، إذ قال: وعندي ان الآية لا دلالة فيها على جواز المنالاة. إلى آخر كلامه الملتوي عن الفهم الذي أراد به تخطثه المرأة دفاعا عن عمر وقد زاد في طينته بلة من حيث لا يدرى، فليراجع الباحثون كلامه ليعجبوا من أسفافه، وفى ص ١٥٠ من تاريخ عمر بن الخطاب لأبي الفرج ابن الجوزي حديث عن عبدالله ابن مصعب وآخر عن ابن الاجدع يتضمنان خطاب عمر في نهيه عن الغلو في مهور النساء ورد المرأة عليه بما ألزمه بالرجوع عما نهى عنه معترفا بخطأه وصواب المرأة (منه قدس).

(٥٠٢) الغدير للأميني ج ٦ / ٩٨، تفسير القرطبي ج ٥ / ٩٩، تفسير النيسابوري ج ١، تفسير الخازن ج ١ / ٣٥٣، الفتوحات الإسلامية ج ٢ / ٤٧٧ وزاد فيه: حتى النساء. وهناك روايات أخرى من أراد الاطلاع عليها مع مصادرها فاليراجعها في الغدير ج ٦ / ٩٥ وما بعدها. (*)

٣٧٠

مما لا يعنى العقلاء بها، ولا هي مما بعث الأنبياء لبيانها، فلما أكثروا عليه غضب لتعنتهم في السؤال، وتكلمهم فيما لا حاجة لهم به، ثم قال للناس. سلوني، كأنهصلى‌الله‌عليه‌وآله رآهم فشلوا أو خجلوا حيث أغضبوه فتبسط لهم بقوله: سلوني، رأفة بهم ورحمة، فقال رجل هو عبدالله بن حذافة: من أبي يا رسول الله ؟ قالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أبوك حذافة، فقام آخر وهو سعد بن سالم فقال: من أبي يا رسول الله ؟. فقال: أبوك سالم مولى أبي شيبة.

وكان سبب هذا السؤال منهما طعن الناس في نسبيهما، فلما رأى عمر ما في وجه رسول الله من الغضب قال: يا رسول الله انا نتوب إلى الله عزوجل مما يوجب غضبك اه‍. وسره من رسول الله الحاق عبدالله بحذافة، والحاق سعد بسالم تصديقا لاميهما في نسبيهما.

وفي صحيح البخاري أيضا عن أنس بن مالك ان عبدالله بن حذافة سأل رسول الله فقال له: من أبي ؟. فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : أبوك حذافة.

وفي صحيح مسلم: انه كان يدعى لغير أبيه، فلما سمعت أمه سؤاله هذا، قالت: ما سمعت بابن أعق منك أأمنت أن تكون أمك قارفت ما يقارف نساء الجاهلية فتفضحها على أعين الناس. فبرك عندها عمر على ركبتيه أمام رسول الله فقال معجبا بتصديق النبي لام عبدالله ابن حذافة في نسبه: رضينا بالله ربا، وبالاسلام دينا وبمحمد نبيا.(٥٠٣)

قالها طربا بسترهصلى‌الله‌عليه‌وآله على كثير من الأمهات المفارقات في الجاهلية وقد جب الإسلام ما قبله.

____________________

(٥٠٣) تجد هذا الحديث في باب من برك على ركبتيه عند الإمام أو المحدث، وتجد قبله حديث أبى موسى في أواخر كتاب العلم صفحة ١٩ من الجزء الأول من صحيح البخاري (منه قدس). صحيح مسلم. (*)

٣٧١

[ المورد - (٥٤) - استبدال الحد الشرعي بأمر آخر يختاره الحاكم ]

وذلك ان غلمة الحاطب بن بلتعة، اشتركوا في سرقة ناقة لرجل من مرينة فجي بهم إلى عمر فأقروا، فأمر عمر كثير بن الصلت ان يقطع أيديهم، فلما ولي بهم ردهم عمر إليه ثم استدعى ابن مولاهم وهو عبدالرحمن بن حاطب فقال له: أما والله لولا انكم تستعملونهم وتجيعونهم لقطعت أيديهم. وأيم الله إذ لم أفعل، لاغرمتك غرامة توجعك إلى آخر ما كان من هذه الواقعة فلتراجع في ص ٣٢ والتي بعدها من الجزء الثالث من أعلام الموقعين.

ونقلها عنه العلامة المعاصر أحمد أمين في ص ٢٨٧ من (فجر الإسلام). وأشار إليها ابن حجر العسقلاني في ترجمة عبدالرحمن بن حاطب، حيث أورده في القسم الثاني من الإصابة فقال: وله قضية مع عمر(٥٠٤) .

قلت: لعل ما فعله عمر من درء الحد عن هؤلاء الغلمة وجها، وذلك حيث لا تكون السرقة الا عن مخمصة اضطرتهم إليها بقيا على رمقهم ليكونوا ممن عناهم الله عزوجل بقوله:( فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ ) (٥٠٥) .

لكنهم أقروا بالسرقة فثبتت عليهم ولم يدعوا الضرورة الملجئة إليها، ولو فرض انهم ادعوها، لكان على الحاكم ان يطالبهم بما يثبتها، لكنا لم نر منه سوى أنه وسعهم باشفاقه مشتدا على ابن حاطب، وما ندري من أين علم انهم كانوا يجيعونهم هذا الجوع ؟.

____________________

(٥٠٤) وقريب من هذا ما وقع منه مع المغيرة بن شعبة وذلك لما زنى المغيرة بام جميل فدرأ عنه الحد. راجع تفصيل القضية في كتاب الغدير ج ٦ / ١٣٧ - ١٤٤.

(٥٠٥) سورة البقرة آية: ١٧٣ (*).

٣٧٢

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٥٣: -

[ المورد - (٥٥) - اخذ الدية حيث لم تشرع ]

وذلك ان أبا خراش الهذلي الصحابي الشاعر، أتاه نفر من أهل اليمن قدموا عليه حجاجا، فأخذ قربته وسعى نحو الماء تحت الليل حتى استقى لهم ثم أقبل صادرا فنهشته حية قبل ان يصل إليهم، فأقبل مسرعا حتى أعطاهم الماء وقال: اطبخوا شاتكم وكلوا. ولم يعلمهم ما أصابه، فباتوا على شأنهم يأكلون حتى أصبحوا، وأصبح أبوخراش وهو في الموتى، فلم يبرحوا حتى دفنوه وقال وهو يموت في شعر له :

لقد أهلكت حية بطن واد

على الاخوان ساقا ذات فضل

فما تركت عدوا بين بصرى

إلى صنعاء يطلبه بذحل

فبلغ خبره عمر بن الخطاب فغضب غضبا شديدا وقال: لولا ان تكون سنة لأمرت ان لا يضاف يماني أبدا، ولكتبت بذلك إلى الافاق. ثم كتب إلى عامله باليمن ان يأخذ النفر الذين نزلوا على أبي خراش الهذلي فيلزمهم ديته ويؤذيهم بعد ذاك بعقوبة يمسهم بها جزاء لفعلهم ! ؟(٥٠٦) .

[ المورد -(٥٦) - اقامة حد الزنى حيث لم يثبت مقتضيه ]

وذلك فيما أخرجه ابن سعد في أحوال عمر ص ٢٠٥ من الجزء الثالث

____________________

(٥٠٦) هذه القضية أوردها ابن عبد البر في أحوال أبى خراش الهذلى من كتابه الاستيعاب وأورده الدميري في حياة الحيوان بمادة حية (منه قدس)

٣٧٣

من طبقاته(١) بسند معتبر، أن بريدا قدم على عمر فنثر كنانته، فبدرت صحيفة فأخذها فقرأها فإذا فيها :

ألا أبلغ أبا حفص رسولا

فدا لك من أخي ثقة ازاري

قلائصنا هداك الله انا

شغلنا عنكم زمن الحصار

فما قلص وجدن معقلات

قفا سلع بمختلف البحار

قلائص من بني سعد بن بكر

وأسلم أو جهينة أو غفار

يعقلهن جعدة من سليم

معيدا يبتغي سقط العذار

فقال: ادعوا لي جعدة من سليم. [ قال ] فدعوا به فجلده مائة معقولا ونهاه ان يدخل على امرأة مغيبة. انتهى بلفظ ابن سعد(٥٠٧) .

قلت: لا وجه لإقامة الحد هنا بمجرد هذه الأبيات، إذ لم يعرف قائلها ولا مرسلها، على انها لا تتضمن سوى استعداء الخليفة على جعدة بدعوى انه تجاوز الحد مع فتيات من بني سعد ابن بكر، وسلم، وجهينة، وغفار، فكان يعبث بهن فيعقلهن كما تعقل القلص، يبتغي بذلك سقط عذارهن، أي سقط الحياء والحشمة، هذا كل ما في الأبيات مما نسب إلى جعدة. وهو لو ثبت شرعا لا يوجب بمجرده إقامة الحد، نعم يوجب تربيته وتعزيره.

ولعل ما فعله الخليفة انما كان من هذا الباب. وشتان ما كان منه هنا، وما كان منه مع المغيرة بن شعبة مما ستسمعه قريبا ان شاء الله.

[ المورد - (٥٧) - درؤه الحد عن المغيرة بن شعبة ]

وذلك حيث فعل المغيرة (مع الإحصان) ما فعل مع أم جميل بنت عمرو

____________________

(١) وأخرجه ابن عساكر في تاريخه، وذكر جلده ونفيه إلى عمان (منه قدس).

(٥٠٧) الطبقات الكبرى ج ٢ / ٢٨٥ ط دار صادر. (*)

٣٧٤

امرأة من قيس في قضية هي من أشهر الوقائع التاريخية في العرب، كانت سنة ١٧ للهجرة لا يخلو منها كتاب يشتمل على حوادث تلك السنة، وقد شهد عليه بذلك كل من أبي بكرة - وهو معدود في فضلاء الصحابة وحملة الآثار النبوية - ونافع بن الحارث - وهو صحابي أيضا - وشبل بن معبد، وكانت شهادة هؤلاء الثلاثة صريحة فصيحة بأنهم رأوه يولجه فيها ايلاج الميل في المكحلة لا يكنون ولا يحتشمون، ولما جاء الرابع - وهو زياد بن سمية - ليشهد، أفهمه الخليفة رغبته في ان لا يخزي المغيرة، ثم سأله عما رآه فقال: رأيت مجلسا وسمعت نفسا حثيثا وانتهازا، ورأيته مستبطنها. فقال عمر: أرأيته يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة ؟. فقال لا لكن رأيته رافعا رجليها فرأيت خصيتيه تتردد إلى ما بين فخذيها، ورأيت حفزا شديدا، وسمعت نفسا عاليا. فقال عمر: رأيته يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة ؟. فقال: لا. فقال عمر: الله أكبر قم يا مغيرة إليهم فاضربهم. فقام يقيم الحدود على الثلاثة.

واليكم تفصيل هذه الواقعة بلفظ القاضي أحمد الشهير بابن خلكان في كتابه - وفيات الأعيان - إذ قال ما هذا لفظه: وأما حديث المغيرة بن شعبة والشهادة عليه، فان عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه كان قد رتب المغيرة أميرا على البصرة، وكان يخرج من دار الإمارة نصف النهار، وكان أبو بكرة يلقاه فيقول: أين يذهب الامير ؟. فيقول: في حاجة. فيقول: ان الأمير يزار ولا يزور.

[ قال ]: وكان يذهب إلى امرأة يقال لها أم جميل بنت عمرو وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث بن وهب الجشمي، ثم ذكر نسبها، ثم روى عن أبا بكرة بينما هو في غرفته مع اخوته، وهم نافع، وزياد، وشبل بن معبد أولاد سمية فهم اخوة لام، وكانت أم جميل المذكورة في غرفة أخرى قبالة هذه الغرفة فضرب الريح

٣٧٥

باب غرفة أم جميل ففتحه ونظر القوم فإذا هم بالمغيرة مع المرأة على هيئة الجماع، فقال أبو بكرة: بلية قد ابتليتم بها فانظروا فنظروا حتى أثبتوا فنزل أبو بكرة فجلس حتى خرج عليه المغيرة فقال له: ان كان من أمرك ما قد علمت فاعتزلنا.

(قال) وذهب المغيرة ليصلي بالناس الظهر ومضى أبو بكرة. فقال أبو بكرة: لا والله لا تصل بنا وقد فعلت ما فعلت. فقال الناس: دعوه فليصل فانه الأمير واكتبوا بذلك إلى عمررضي‌الله‌عنه ، فكتبوا إليه فأمرهم ان يقدموا عليه جميعا، المغيرة والشهود، فلما قدموا عليه جلس عمررضي‌الله‌عنه ، فدعا بالشهود والمغيرة، فتقدم أبو بكرة فقال له: رأيته بين فخذيها ؟ قال: نعم والله لكأني انظر إلى تشريم جدري بفخذيها، فقال له المغيرة ألطف النظر ؟

فقال أبو بكرة: لم آل ان اثبت ما يخزيك الله به.

فقال عمررضي‌الله‌عنه : لا والله حتى تشهد لقد رأيته يلج فيه ايلاج المرود في المكحلة.

فقال: نعم أشهد على ذلك.

فقال: اذهب مغيرة ذهب ربعك. ثم دعا نافعا فقال له: على م تشهد ؟

قال على مثل ما شهد أبو بكرة.

قال: لا حتى تشهد انه ولج فيها ولوج الميل في المكحلة.

قال: نعم حتى بلغ قذذة

فقال له عمررضي‌الله‌عنه : اذهب مغيرة قد ذهب نصفك.

ثم دعا الثالث فقال له: على م تشهد ؟

فقال: على مثل شهادة صاحبي فقال له عمر اذهب مغيرة فقد ذهب ثلاثة أرباعك.

ثم كتب إلى زياد وكان غائبا وقدم فلما رآه جلس له في المسجد واجتمع عنده رؤس المهاجرين والأنصار، فلما رآه مقبلا قال: الي أرى رجلا لا يخزي الله على لسانه رجلا من المهاجرين، ثم ان عمررضي‌الله‌عنه رفع رأسه إليه فقال ما عندك يا سلح الحبارى ؟ فقيل ان المغيرة قام إلى زياد. فقال: لا مخبأ لعطر بعد عروس.

٣٧٦

فقال له المغيرة: يا زياد اذكر الله تعالى واذكر موقف يوم القيامة فان الله تعالى وكتابه ورسوله وأمير المؤمنين قد حقنوا دمي الا ان تتجاوز إلى ما لم تر مما رأيت فلا يحملنك سوء منظر رأيته على أن تتجاوز إلى ما لم تر فوالله لو كنت بين بطني وبطنها ما رأيت أن يسلك ذكري فيها.

قال: فدمعت عينا زياد واحمر وجهه وقال: يا أمير المؤمنين أما ان أحق ما حقق القوم فليس عندي، ولكن رأيت مجلسا وسمعت نفسا حيثيا وانتهازا ورأيته مستبطنها.

فقال له عمررضي‌الله‌عنه : رأيته يدخله ويولجه كالميل في المكحلة

فقال: لا.

وقيل قال زياد: رأيته رافعا رجليها فرأيت خصيتيه تردد ما بين فخذيها ورأيت حفزا شديدا وسمعت نفسا عاليا.

فقال عمررضي‌الله‌عنه . رأيته يدخله ويولجه كالميل في المكحلة.

فقال لا، فقال عمر: الله اكبر قم يا مغيرة إليهم فاضربهم فقال إلى أبي بكرة فضربه ثمانين وضرب الباقين، وأعجبه قول زياد ودرأ الحد عن المغيرة.

فقال أبو بكرة بعد أن ضرب: أشهد أن المغيرة فعل كذا وكذا.

فهم عمر ان يضربه حدا ثانيا، فقال له على بن أبي طالب: ان ضربته فارجم صاحبك فتركه واستناب عمر أبا بكرة فقال: انما تستتبني لتقبل شهادتي. فقال: أجل. فقال: لا أشهد بين اثنين ما بقيت في الدنيا، فلما ضربوا الحد قال المغيرة: الله أكبر الحمد لله الذي أخزاكم. فقال عمررضي‌الله‌عنه : اخزى الله مكانا رأوك فيه.

(قال) وذكر عمر بن شيبة في كتاب أخبار البصرة ان أبا بكرة لما جلد أمرت أمه بشاة فذبحت وجعل جلدها على ظهره. فكان يقال: ما كان ذاك الا من ضرب شديد.

(قال) وحكى عبدالرحمن بن أبي بكرة: ان أباه حلف لا يكلم زيادا ما

٣٧٧

عاش، فلما مات أبو بكرة كان قد أوصى ان لا يصلى عليه الا أبوبرزة الاسلمي وكان النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله آخى بينهما، وبلغ ذلك زيادا فخرج إلى الكوفة، وحفظ المغيرة بن شعبة ذلك لزياد وشكره. ثم ان أم جميل وافت عمر بن الخطابرضي‌الله‌عنه بالموسم والمغيرة هناك، فقال له عمر: أتعرف هذه المرأة يا مغيرة ؟ فقال: نعم هذه أم كلثوم بنت على. فقال عمر: أتتجاهل علي والله ما أظن أبا بكرة كذب فيما شهد عليك، وما رايتك الا خفت أن أرمي بحجارة من السماء.

(قال) ذكر الشيخ أبو إسحاق الشيرازي في أول باب عدد الشهور في كتابه المهذب: وشهد على المغيرة ثلاثة أبو بكرة، ونافع، وشبل بن معبد.

(قال) وقال زياد: رأيت استأ تنبو ونفسا يعلو ورجلين كأنهما اذنا حمار ولا أدري ما وراء ذلك فجلد عمر الثلاثة ولم يحد المغيرة.

(قال) قلت: وقد تكلم الفقهاء على قول عليرضي‌الله‌عنه لعمر: ان ضربته فارجم صاحبك. فقال أبو نصر بن الصباغ: يريد ان هذا القول ان كان شهادة أخرى فقد تم العدد، وان كان هو الأولى فقد جلدته عليه والله أعلم. انتهت هذه المأساة وما إليها بلفظ القاضي ابن خلكان عينا فراجعه في ترجمة يزيد بن زياد الحميري من الجزء الثاني من وفيات الأعيان المنتشرة(٥٠٨) .

وأخرج الحاكم هذه القضية في ترجمة المغيرة ص ٤٤٩ والتي بعدها من الجزء الثالث من صحيحه المستدرك، وأوردها الذهبي في تلخيص المستدرك أيضا، وأشار إليها مترجمو كل من المغيرة، وأبي بكرة، ونافع، وشبل بن

____________________

(٥٠٨) وفيات الأعيان ج ٢ / ٤٥٥ (*).

٣٧٨

معبد، ومن أرخ حوادث سنة ١٧ للهجرة من أهل الأخبار(٥٠٩) .

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٣٥٩: -

[ المورد - (٥٨) - تشدده على جبلة بن الايهم ]

وذلك انه وفد عليه في خمسمائة من فرسان عك وجفنة، تخب بهم مطهماتهم العربية، وعليهم الوشي المنسوج بالذهب والفضة، وفي - مقدمتهم جبلة وعلى رأسه تاجه وفيه قرط جدته مارية فاسلموا جميعا، وفرح المسلمون بهم وبمن وراءهم من أتباعهم فرحا شديدا، وحضر جبلة بأصحابه الموسم من عامهم ذاك مع الخليفة، فبينا جبلة يطوف بالبيت إذ وطأ ازاره رجل من فزارة فحله فلطمه جبلة، فاستعدى الفزاري عمر، فأمر عمر جبلة أن يقيده من نفسه أو يرضيه، وضيق عليه في ذلك حتى بلغ اليأس، فلما جنه الليل خرج بأصحابه فأتوا القسطنطينية فتنصروا جميعا مرغمين، وقد نالهم ثمة من الخطوة بهرقل ومن العز والابهة فوق ما يتمنون(٥١٠) وكان جبلة مع هذا كله يبكي أسفا على ما فاته من دين الإسلام.

وهو القائل :

____________________

(٥٠٩) الأغاني لأبي الفرج الاصبهاني ج ١٤ / ١٤٦، الغدير للأميني ج ٦ / ١٣٧ - ١٤٤ و ٢٧٤، فتوح البلدان للبلاذري ص ٣٥٢، تاريخ الطبري ج ٤ / ٢٠٧، الكامل لابن الأثير ج ٢ / ٣٧٨، البداية والنهاية لابن كثير ج ٧ / ٨١، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٣ / ١٦١ ط ١ وج ١٢ / ٢٣١ - ٢٣٩ ط بتحقيق أبو الفضل، عمدة القاري ج ٦ / ٢٤٠، سنن البيهقي ج ٨ / ٢٣٥.

(٥١٠) كما فصله ابن عبد ربه الأندلسي حيث ذكر وفود جبلة على عمر في كتابه - الجمانة - في الوفود صفحة ١٨٧ من الجزء الأول من عقده الفريد. وتجد أيضا في صفحة ٦٢ من الجزء الأول من كتاب الدروس العربية للمدارس الثانوية المطبوع في مطبعة الكشاف ببيروت نقلا عن الأغاني لأبي الفرج الاصفهانى (منه قدس). وكذلك تغريبه: ربيعة بن أمية بن خلف إلى خيبر ثم دخل أرض الروم وارتد. راجع: الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ / ٢٨٢ (*).

٣٧٩

تنصرت الاشراف من أجل لطمة

وما كان فيها لو صبرت لها ضرر

تكنفني منها لجاج ونخوة

وبعت لها العين الصحيحة بالعور

فياليت أمي لم تلدني وليتني

رجعت إلى القوم الذي قال لي عمر

ويا ليتني ارعى المخاض بقفرة

وكنت أسيرا في ربيعة أو مضر

قلت: ليت الخليفة لم يحرج هذا الأمير العربي وقومه ولو ببذل كل ما لديه من الوسائل إلى رضا الفزاري من حيث لا يدري ذلك الأمير أو من حيث يدري، وهيهات أن يفعل عمر ذلك. انه أراد أن يقود جبلة في أول بادرة تبدر منه ببرة(١) الصغار، فيجدع أنف عزه، وهذه سيرته مع كل عزيزي الجانب منيعي الحوزة كما يعلمه متتبعو سيرته من أولي الألباب.

وقد مر عليك تشدده على خالد وهو من أخواله. وشتان بين يوميه، يومه مع صاحبه المغيرة إذ درأ عنه حد الزنى محصنا كما سمعته آنفا، ويومه مع خالد إذ أصر على رجمه ولولا أبو بكر لرجم، كما سمعته أيضا، فان قوة شكيمة خالد واعتداده بنفسه أوجبا شدة وطأة عمر عليه، كما ان شمم جبلة وعزة نفسه أوجبا ذلك عليه أيضا، بخلاف المغيرة فانه كان - مع دهائه ومكره وحيله - أطوع لعمر من ظله، وأذل من نعله، ولذلك استبقاه مع فجوره.

وكانت سياسته تقتضي إرهاب الرعية بالتشدد على من كان عزيزا كجبلة وخالد، وربما أرهبهم بالوقيعة بذوي رحمه كما فعله بابنه أبي شحمة وبأم فروة أخت أبي بكر وبمن لا فائدة له به ممن لا يكون في عير السياسة ولا في نفيرها، كما فعله بجعدة السلمي، وضبيع التميمي، ونصر بن حجاج، وابن

____________________

(١) البرة حلقة من صفر أو نحوه توضع في أنف الجمل الشرود، فيربط بها حبل يقاد به ذلك الجمل (منه قدس) (*).

٣٨٠

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629