النص والاجتهاد

النص والاجتهاد12%

النص والاجتهاد مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 629

النص والاجتهاد
  • البداية
  • السابق
  • 629 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165894 / تحميل: 7982
الحجم الحجم الحجم
النص والاجتهاد

النص والاجتهاد

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

الموقف التاسع:

شروطهعليه‌السلام على المأمون لقبول ولاية العهد، وهي:

((أن لا يولي أحداً، ولا يعزل أحداً، ولا ينقض رسماً، ولا يغير شيئاً مما هو قائم، ويكون في الأمر مشيراً من بعيد)) (١) ، فأجابه المأمون إلى ذلك كله!!!.

وفي ذلك تضييع لجملة من أهداف المأمون.. إذ إن:

١ ـ السلبية تعني الاتهام:

فإن من الطبيعي أن تثير سلبيته هذه الكثير من التساؤلات لدى الناس، ولسوف تكون سبباً في وضع علامات استفهام كبيرة، حول الحكم، والحكام. وكل أعمالهم وتصرفاتهم، إذ إن السلبية إنما تعني: أن نظام الحكم لا يصلح حتى للتعاون معه، بأي نحو من أنحاء التعاون، وإلا فلماذا يرفض ـ حتى ولي العهد ـ التعاون مع نظام هو ولي العهد فيه، ويأبى التأييد لأي من تصرفاته وأعماله؟!.

____________

(١) الفصول المهمة، لابن الصباغ المالكي ص ٢٤١، ونور الأبصار من ص ١٤٣، وعيون أخبار الرضا ج ١ ص ٢٠، و ج ٢ ص ١٨٣، ومواضع أخرى، ومناقب آل أبي طالب ج ٤ ص ٣٦٣، وعلل الشرايع ج ١، ص ٢٣٨، وإعلام الورى ص ٣٢٠، والبحار ج ٤٩ ص ٣٤ و ٣٥، وغيرها، وكشف الغمة ج ٣ ص ٦٩، وإرشاد المفيد ص ٣١٠، وأمالي الصدوق ص ٤٣، وأصول الكافي ص ٤٨٩، وروضة الواعظين ج ١ ص ٢٦٨، ٢٦٩، ومعادن الحكمة ص ١٨٠، وشرح ميمية أبي فراس ص ١٦٥.

٣٠١

٢ ـ رفض الاعتراف بشرعية ذلك النظام:

ولقد قدمنا: أن من جملة أهداف المأمون هو أن يحصل من الإمامعليه‌السلام على اعتراف ضمني بشرعية حكمه وخلافته، كما صرح هو نفسه بذلك (وليعترف بالملك، والخلافة لنا).

والإمام.. بشروطه تلك يكون قد رفض الاعتراف بشرعية النظام القائم. بأي نحو من أنحاء الاعتراف، ولم يعد قبوله بولاية العهد يمثل اعترافا بذلك، ولا يدل على أن ذلك الحكم يمثل الحكم الإسلامي الأصيل.

هذا.. وقد عضد شروطه هذه، بسلوكه السلبي مع المأمون، والهيئة الحاكمة، طيلة فترة ولاية العهد، يضاف إلى ذلك تصريحاته المتكررة، التي تحدثنا عنها فيما سبق.

٣ ـ النظام القائم لا يمثل وجهة نظره في الحكم:

والأهم من كل ذلك: أن شروطه هذه كانت بمثابة الرفض القاطع لتحمل المسؤولية عن أي تصرف يصدر من الهيئة الحاكمة. وليس للناس ـ بعد هذا ـ أن ينظروا إلى تصرفات وأعمال المأمون وحزبه، على أنها تحظى برضى الإمامعليه‌السلام وموافقته. ولا يمكن لها ـ من ثم ـ أن تعكس وجهة نظرهعليه‌السلام في الحكم ورأيه في أساليبه، التي هي في الحقيقة وجهة نظر الإسلام الصحيح فيه. الإسلام.. الذي يعتبر الأئمةعليه‌السلام الممثلين الحقيقيين له، في سائر الظروف، ومختلف المجالات..

وانطلاقاً مما تقدم: نراهعليه‌السلام يرفض ما كان يعرضه عليه المأمون، من: كتابة بتولية أو عزل إلى أي إنسان.. ويرفض أيضاً: أن يؤم الناس في الصلاة مرتين.. إلى آخر ما سيأتي بيانه.

وفي كل مرة كان يرفض فيها مطالب المأمون هذه نراه يحتج عليه بشروطه تلك، فلا يجد المأمون الحيلة لما يريده، وتضيع الفرصة من يده، ولا بد من ملاحظة: أنه عندما أصر عليه المأمون بأن يؤم الناس في الصلاة، ورأىعليه‌السلام : أنه لا بد له من قبول ذلك ـ نلاحظ ـ: أنه اشترط عليه أن يخرج كما كان يخرج جده رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، لا كما يخرج الآخرون..

٣٠٢

ولم يكن المأمون يدرك مدى أهمية هذا الشرط، ولا عرف أهداف الإمام من وراء اشتراطه هذا، فقال له ولعله بدون اكتراث: أخرج كيف شئت.. وكانت نتيجة ذلك.. أنهعليه‌السلام قد أفهم الناس جميعاً:

أن سلوكه وأسلوبه، وحتى مفاهيمه، تختلف عن كل أساليب ومفاهيم وسلوك الآخرين. وأن خطه هو خط محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ومنهاجه هو منهاج عليعليه‌السلام ، ربيب الوحي، وغذي النبوة، وليس هو خط المأمون وسواه من الحكام، الذين اعتاد الناس عليهم، وعلى تصرفاتهم وأعمالهم.

ولم يعد يستطيع المأمون، أن يفهم الناس: أن الحاكم: من كان، ومهما كان، هذا هو سلوكه، وهذه هي تصرفاته. وأن كل شخصية: من ومهما كانت، وإن كانت قبل أن تصل إلى الحكم تتخذ العدل، والحرية: والمساواة، وغير ذلك شعارات لها، إلا أنها عندما تصل إلى الحكم، لا يمكن إلا أن تكون قاسية ظالمة، مستأثرة بكل شيء، ومستهترة بكل شيء، ولذا فليس من مصلحة الناس أن يتطلعوا إلى حكم أفضل مما هو قائم، حتى ولو كان ذلك هو حكم الإمامعليه‌السلام المعروف بعلمه وتقواه وفضله الخ.. فضلاً عن غيره من العلويين أو من غيرهم ـ لم يعد يستطيع أن يقول ذلك ـ لأن الواقع الخارجي قد أثبت عكس ذلك تماماً، إذ قد رأينا: كيف أن الإمامعليه‌السلام بشروطه تلك، وبسائر مواقفه من المأمون ونظام حكمه.. يضيع على المأمون هذه الفرصة، ولم تجده محاولاته فيما بعد شيئاً، بل إن كثيراً منها كان سوءا ووبالاً عليه، كما سيأتي.

٤ ـ لا مجال بعد للمأمون لتنفيذ مخططاته:

ولعل من الواضح: أن شروطه تلك قد مكنته من أن يقطع الطريق على المأمون، ولا يمكنه من استغلال الظروف لتنفيذ بقية حلقات مؤامرته، إذ لم يعد بإمكانه أن يصر على الإمام أن يقوم بأعمال تنافي وتضر بقضيته هو، وقضية العلويين، ومن ثم تؤثر على الأمة بأسرها.. وعدا عن ذلك فإن هذه الشروط، قد حفظت لهعليه‌السلام حياته في حمام سرخس، حيث كان المأمون قد حاك مؤامرته للتخلص من وزيره وولي عهده مرة واحدة، كما سيأتي بيانه.. مما يعني أن سلبيتهعليه‌السلام مع النظام كانت أمراً لابد منه، إذا أراد أن لا يعرض نفسه إلى مشاكل، وأخطار هو في غنى عنها.. والذي أمن له هذه السلبية ليس إلا شروطه تلك، التي جعلت من لعبة ولاية العهد لعبة باهتة مملة لا حياة فيها، ولا رجاء..

٣٠٣

ولعل الأهم من كل ذلك.. أنها ضيعت على المأمون الكثير من أهدافه من البيعة، التي صرح الإمامعليه‌السلام أنه كان عارفاً بها، ولم يكن له خيار في تحملها، والصبر عليها، إلى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.

وعدا عن ذلك كله أن تعاونه مع النظام إنما يعني أن يحاول تصحيح السلوك، وتلافي الأخطاء، التي كان يقع فيها الحكم، والهيئة الحاكمة. وذلك معناه أن ينقلب جهاز الحكم كله ضد الإمام، ويجد المأمون ـ من ثم ـ العذر، والفرصة لتصفيتهعليه‌السلام من أهون سبيل، فشروطه تلك أبعدت عنه الخطر ـ إلى حد ما ـ الذي كان يتهدده من قبل المأمون وأشياعه، وجعلته ـ كما قلنا ـ في منأى ومأمن من كل مؤامراتهم ومخططاتهم.

٥ ـ الإمام.. لا ينفذ إرادات الحكم:

ولعل من الأهمية بمكان.. أن نشير إلى أنهعليه‌السلام كان يريد بشروطه تلك أن يفهم المأمون: أنه ليس على استعداد لتنفيذ إرادات الحكم، والحاكم، ولا على استعداد لأن يقتنع بالتشريفات، والأمور الشكلية، فإنه.. بصفته القائد والمنقذ الحقيقي للأمة، لا يمكن أن يرضى بديلاً عن أن ينقذ الأمة، ويرتفع بها من مستواها الذي أوصلها إليه الطواغيت والظلمة، الذين جلسوا في مكان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وأوصيائهعليهم‌السلام ، وحكموا بغير ما أنزل الله.

إنه يريد أن يخدم الأمة، ويحقق لها مكاسب تضمن لها الحياة الفضلى، والعيش الكريم، ولا يريد أن يخدم نفسه، ويحقق مكاسب شخصيته على حساب الآخرين، ولذلك فهو لا يستطيع أن يقتنع بالسطحيات والشكليات التي لا تسمن، ولا تغني من جوع..

٦ ـ لا زهد أكثر من هذا:

إنه مضافاً إلى أن مجرد رفض الإمام كلا عرضي المأمون: الخلافة، وولاية العهد، دليل قاطع على زهده فيه. فإن هذه الشروط كان لها عظيم الفائدة، وجليل الأثر في الإظهار لكل أحد أن الإمام ليس رجل دنيا، ولا طالب جاه ومقام. وما أراده المأمون من إظهار الإمام على أنه لم يزهد بالدنيا، وإنما الدنيا هي التي زهدت فيه.. لم يكن إلا هباء اشتدت به الريح في يوم عاصف.. ولم تفلح بعد محاولات المأمون وعمله الدائب، من أجل تشويه الإمام والنيل من كرامته.

٣٠٤

ولقد قدمنا: أن الإمامعليه‌السلام قد واجه نفس المأمون بحقيقة نواياه، وأفهمه أن خداعه لن ينطلي عليه، ولن تخفى عليه مقاصده، ولذا فإن من الأفضل والأسلم له أن يكف عن كل مؤامراته ومخططاته.. وإلا فإنه إذا ما أراد إجبار الإمام على التعاون معه، فلسوف يجد أنهعليه‌السلام على استعداد لفضحه، وكشف حقيقته وواقعه أمام الملأ، وإفهام الناس السبب الذي من أجله يجهد المأمون ليزج بالإمامعليه‌السلام في مجالات لا يرغب، بل واشترط عليه أن لا يزج فيها ـ كما فعل في مناسبات عديدة ـ الأمر الذي لن يكون أبداً في صالح المأمون، ونظام حكمه..

ومن هنا رأيناهعليه‌السلام يجيب الريان عندما سأله عن سر قبوله بولاية العهد، وإظهاره الزهد بالدنيا ـ يجيبه ـ: ببيان أنه مجبر على هذا الأمر، ويذكره بالشروط هذه، التي يعني أنه قد دخل فيه دخول خارج منه، كما تقدم..

وهكذا.. وبعد أن كانعليه‌السلام سلبياً مع النظام، وبعد رفضه لكلا عرضي المأمون، وبعد أن اشترط هذه الشروط للدخول في ولاية العهد، فليس من السهل على المأمون، ولا على أي إنسان آخر أن ينسب إليهعليه‌السلام : أنه رجل دنيا فقط، وأنه ليس زاهدا في الدنيا، وإنما هي التي زهدت فيه.

وعلى كل حال: ورغم كل محاولات المأمون تلك.. فقد استطاع الإمامعليه‌السلام ، بفضل وعيه، ويقظته، وإحكام خطته: أن يبقى القمة الشامخة للزهد، والورع، والنزاهة، والطهر، وكل الفضائل الإنسانية، وإلى الأبد.

الموقف العاشر:

موقفهعليه‌السلام في صلاتي العيد.. ففي إحداهما:

(بعث المأمون له يسأله: أن يصلي بالناس صلاة العيد، ويخطب، لتطمئن قلوب الناس، ويعرفوا فضله، وتقر قلوبهم على هذه الدولة المباركة، فبعث إليه الرضاصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، وقال:((قد علمت ما كان بيني وبينك من الشرط في دخولي في هذا الأمر، فأعفني من الصلاة بالناس، فقال المأمون: إنما أريد بهذا أن يرسخ في قلوب العامة، والجند، والشاكرية هذا الأمر، فتطمئن قلوبهم، ويقروا بما فضلك الله تعالى به..

٣٠٥

ولم يزل يراده الكلام في ذلك. فلما ألح عليه قال:يا أمير المؤمنين، إن أعفيتني من ذلك، فهو أحب إلي، وإن لم تعفني خرجت كما كان يخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وكما خرج أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام )) قال المأمون: أخرج كيف شئت..

وأمر المأمون القواد، والحجاب، والناس: أن يبكروا إلى باب أبي الحسنعليه‌السلام ، فقعد الناس لأبي الحسن في الطرقات، والسطوح: من الرجال، والنساء، والصبيان، وصار جميع القواد، والجند إلى بابهعليه‌السلام ، فوقفوا على دوابهم حتى طلعت الشمس.

فلما طلعت الشمس قام الرضاعليه‌السلام فاغتسل، وتعمم بعمامة بيضاء من قطن، وألقى طرفاً منها على صدره، وطرفاً بين كتفيه، ومس شيئاً من الطيب، وتشمر. ثم قال لجميع مواليه:((افعلوا مثل ما فعلت)) .

ثم أخذ بيده عكازة، وخرج، ونحن بين يديه، وهو حاف قد شمر سراويله إلى نصف الساق، وعليه ثياب مشمرة..

فلما قام، ومشينا بين يديه، رفع رأسه إلى السماء، وكبر أربع تكبيرات، فخيل إلينا: أن الهواء والحيطان تجاوبه، والقواد والناس على الباب، قد تزينوا، ولبسوا السلاح، وتهيئوا بأحسن هيئة..

فلما طلعنا عليهم بهذه الصورة: حفاة، قد تشمرنا. وطلع الرضا وقف وقفة على الباب، وقال:((.. الله أكبر، الله أكبر على ما هدانا، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام، والحمد لله على ما أبلانا)) . ورفع بذلك صوته، ورفعنا أصواتنا.

فتزعزعت مرو بالبكاء، فقالها: ثلاث مرات، فلما رآه القواد والجند على تلك الصورة، وسمعوا تكبيره سقطوا كلهم من الدواب إلى الأرض، ورموا بخفافهم، وكان أحسنهم حالاً من كان معه سكين قطع بها شرابة جاجيلته ونزعها، وتحفى.. وصارت مرو ضجة واحدة، ولم يتمالك الناس من البكاء والضجة.

فكان أبو الحسن يمشي، ويقف في كل عشر خطوات وقفة يكبر الله أربع مرات: فيتخيل إلينا: أن السماء، والأرض، والحيطان تجاوبه.

وبلغ المأمون ذلك، فقال له الفضل بن سهل ذو الرئاستين: يا أمير المؤمنين: إن بلغ الرضا المصلى على هذا السبيل افتتن به الناس، وخفنا كلنا على دمائنا، فالرأي أن تسأله أن يرجع..

٣٠٦

فبعث المأمون إلى الإمام يقول له: إنه قد كلفه شططا، وأنه ما كان يحب أن يتعبه، ويطلب منه: أن يصلي بالناس من كان يصلي بهم..

فدعا أبو الحسن بخفه، فلبسه، ورجع.

واختلف أمر الناس في ذلك اليوم، ولم ينتظم في صلاتهم إلخ..)(١) .

ولقد قال البحري يصف هذه الحادثة والظاهر أنه يمين بن معاوية العائشي الشاعر على ما في تاج العروس:

ذكـروا بطلعتك النبي، فهللوا

لما طلعت من الصفوف وكبروا

حتى انتهيت إلى المصلى لابساً

نـور الهدى يبدو عليك فيظهر

ومـشيت مشية خاشع متواضع

لـله، ولا يـزهى، ولا يـتكبر

ولـوان مـشتاقا تكلف غير ما

في وسعه لمشى إليك المنبر(٢)

ومما يلاحظ هنا: أنه في هذه المرة أرسل إليه من يطلب منه أن يرجع. ولكننا في مرة أخرى نراه يسارع بنفسه، ويصلي بالناس، رغم تظاهره بالمرض..

وعلى كل حال.. فإننا وإن كنا قد تحدثنا في هذا الفصل، وفي فصل: ظروف البيعة وسنتحدث فيما يأتي عن بعض ما يتعلق بهذه الرواية، إلا أننا سوف نشير هنا إلى نقطتين فقط.. وهما:

١ ـ الأثر العاطفي، والقاعدة الشعبية:

فنلاحظ: أننا حتى بعد مرور اثني عشر قرنا على هذه الواقعة، لا نملك أنفسنا ونحن نقرأ وقائعها، من الانفعال والتأثر بها، فكيف إذن كانت حال أولئك الذين قدر لهم أن يشهدوا ذلك الموقف العظيم؟!.

____________

(١) قد ذكرنا بعض مصادر هذه الرواية في فصل: ظروف البيعة.. فراجع..

(٢) مناقب آل أبي طالب. لابن شهر آشوب ج ٤ ص ٣٧٢، ولكن هذا الشعر ينسب أيضاً للبحتري في المتوكل عندما خرج لصلاة العيد.. وانتحال الشعر، وكذلك الاستشهاد بشعر الآخرين، في المواضع المناسبة ظاهرة شائعة في تلك الفترة ومن يدري فلعل الشعر للبحتري ونسب للبحري أو لعله للبحري وانتحله أو نسب للبحتري، ولعل البحتري قد صحف وصار: البحري.. ولعل العكس.

٣٠٧

وغني عن البيان هنا: أن شأن هذه الواقعة هو شأن واقعة نيشابور، من حيث دلالتها دلالة قاطعة على كل ما كان للرضا من عظمة وتقدير في نفوس الناس وقلوبهم، وعلى مدى اتساع القاعدة الشعبية لهعليه‌السلام ..

٢ ـ لماذا يجازف المأمون بإرجاعهعليه‌السلام :

وإذا كان هدف المأمون من الإصرار على الإمام بأن يصلي بالناس هو أن يخدع الخراسانيين والجند والشاكرية، ويجعلهم يطمئنون على دولته المباركة فإنه من الواضح أيضاً أن إرجاع المأمون للإمامعليه‌السلام في مثل تلك الحالة، وذلك التجمع الهائل، وتلك الثورة العاطفية في النفوس، كان ينطوي على مجازفة ومخاطرة لم تكن لتخفى على المأمون، وأشياعه، حيث لا بد وأن يثير تصرفه هذا حنق تلك الجماهير التي كانت في قمة الهيجان العاطفي، ويؤكد كراهيتها له.. وعلى الأقل لن تكون مرتاحة لتصرفه هذا على كل حال.

وبعد هذا.. فإنه إذا كان المأمون يخشى من مجرد إقامة الإمام للصلاة.. فلا معنى لأن يلح عليه هو بقبولها.. وكذلك لا معنى لأن يخشى ذلك الهيجان العاطفي، وتلك الحالة الروحية، التي أثارها فعل الإمامعليه‌السلام وتصرفه في هذا الموقف.. فذلك إذن ما لم يكن يخافه ويخشاه.. فمن أي شيء خاف المأمون إذن؟! إنه كان يخشى ما هو أعظم وأبعد أثراً، وأشد خطراً.. إنه خشي من أن الرضا إذا ما صعد المنبر، وخطب الناس، بعد أن هيأهم نفسيا، وأثارهم عاطفيا إلى هذا الحد ـ خشي ـ أن يأتي بمتمم لكلامه الذي أورده في نيشابور:((وأنا من شروطها..)) وأنه ظهر إليهم على الهيئة التي كان يخرج عليها النبي محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ، ووصيه عليعليه‌السلام وهو أمر جديد عليهم.. ما من شأنه أن يجعل المأمون وأشياعه لا يأمنون بعد على أنفسهم، كما ذكر الفضل بن سهل.. ولسوف يحول الإمام مرواً من معقل للعباسيين والمأمون، وعاصمة، وحصن قوي لهم ضد أعدائهم ـ من العرب وغيرهم ـ سوف يحولها إلى حصن لأعداء العباسيين والمأمون، حصن لأئمة أهل البيت. ففضل المأمون: أن يختار إرجاعهعليه‌السلام عن الصلاة، لأنه رأى أن ذلك هو أهون الشرين، وأقل الضررين..

ولقد جرب المأمون الرضا أكثر من مرة، وأصبح يعرف أنه مستعد لأن يعلن رأيه صراحة في أي موقف تؤاتيه فيه الفرصة، ويقتضي الأمر فيه ذلك. ولم ينس بعد موقفه في نيشابور، ولا ما كتبه في وثيقة العهد، ولا غير ذلك من مواقفهعليه‌السلام وتصريحاته في مختلف الأحوال والظروف..

٣٠٨

الموقف الحادي عشر:

وأخيراً.. فقد كان سلوك الإمامعليه‌السلام العام، سواء بعد عقد ولاية العهد له، أو قبلها. يمثل ضربة لكل خطط المأمون ومؤامراته، ذلك السلوك المثالي، الذي لم يتأثر بزبارج الحكم وبهارجه.. ويكفي أن نذكر هنا ما وضعه به إبراهيم بن العباس، كاتب القوم وعاملهم، حيث قال: (ما رأيت أبا الحسن جفا أحداً بكلامه قط، وما رأيته قطع على أحد كلامه حتى يفرغ منه. وما رد أحداً عن حاجة يقدر عليها، ولا مد رجليه بين يدي جليس له قط. ولا اتكأ بن يدي جليس له قط، ولا شتم أحداً من مواليه ومماليكه قط، ولا رأيته تفل قط، ولا رأيته يقهقه في ضحكه قط، بل كان ضحكه التبسم. وكان إذا خلا، ونصبت مائدته أجلس معه على مائدته مماليكه، حتى البواب والسائس.

وكان قليل النوم بالليل، يحيى أكثر لياليه من أولها إلى الصبح. وكان كثير الصيام، فلا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر، ويقول:((ذلك صوم الدهر)) . وكان كثير المعروف والصدقة في السر، وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة، فمن زعم أنه رأى مثله في فضله، فلا تصدقوه..)(١) .

وهذه الصفات بلا شك قد أسهمت إسهاماً كبيراً في أن يكون الإمامعليه‌السلام هو الأرضى في الخاصة والعامة، وأن تنفذ كتبه في المشرق والمغرب، إلى غير ذلك مما تقدم..

الحكم ليس امتيازاً وإنما هو مسؤولية:

وقد اعترض عليه بعض أصحابه، عندما رآه يأكل مع خدمه وغلمانه، حتى البواب والسائس، فأجابهعليه‌السلام :((مه، إن الرب تبارك وتعالى واحد، والأم واحدة، والأب واحد، والجزاء بالأعمال..)) (٢) .

وقال له أحدهم: أنت والله خير الناس، فقال له الإمام:((لا تحلف يا هذا، خير مني من كان أتقى لله تعالى. وأطوع له، والله ما

____________

(١) كلام إبراهيم بن العباس هذا معروف ومشهور، تجده في كثير من كتب التاريخ والرواية، ولذا فلا نرى أننا بحاجة إلى تعداد مصادره.

(٢) البحار ج ٤٩ ص ١٠١، والكافي الكليني، ومسند الإمام الرضا ج ١ قسم ١ ص ٤٦.

٣٠٩

نسخت هذه الآية: ( وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللّهِ أَتْقَاكُمْ.. ) )) (١) .

وقال لإبراهيم العباسي إنه لا يرى أن قرابته من رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم تجعله خيراً من عبد أسود، إلا أن يكون له عمل صالح فيفضله به(٢) .

وقال رجل له: ما على وجه الأرض أشرف منك إباء. فقال:((التقوى شرفتهم، وطاعة الله أحظتهم))( ٣) .

وما نريد أن نشير إليه ونؤكد عليه هنا، هو أنهعليه‌السلام يريد بذلك أن يفهم الملأ: أن الحكم لا يعطي للشخص ـ من كان، ومهما كان ـ امتيازاً، ولا يجعل له من الحقوق ما ليس لغيره، وإنما الامتياز ـ فقط ـ بالتقوى والفضائل الأخلاقية.. وكل شخص حتى الحاكم سوف يلقى جزاء أعماله: إن خيراً فخير، وإن شرا فشر، وعليه فما يراه الناس من سلوك الحكام، ليس هو السلوك الذي يريده الله، وتحكم به النواميس الأخلاقية، والإنسانية. والامتيازات التي يجعلونها لأنفسهم، ويستبيحون بها ما ليس من حقهم لا يقرها شرع، ولا يحكم بها قانون..

وبكلمة مختصرة: إن الإمامعليه‌السلام يرى: أن الحكم ليس امتيازاً، وإنما هو مسؤولية.

وعلى كل حال.. فإن سلوك الإمامعليه‌السلام ، لخير دليل على ما كان يتمتع به من المزايا الأخلاقية، والفضائل النفسية.. ويكفي أنه لم يظهر منهعليه‌السلام طيلة الفترة التي عاشها في الحكم إلا ما ازداد به فضلاً بينهم، ومحلاً في نفوسهم، على حد تعبير أبي الصلت. وعلى حد تعبير شخص آخر: أقام بينهم لا يشركهم في مأثم من مآثم الحكم.. بل لقد كان لوجوده أثر كبير في تصحيح جملة من الأخطاء والانحرافات التي اعتادها الحكام آنئذٍ.. حتى لقد استطاع أن يؤثر على نفس المأمون، ويمنعه من الشراب والغناء، طيلة الفترة التي عاشها معه، إلى آخر ما هنالك، مما لسنا هنا في صدد تتبعه واستقصائه.

____________

(١) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٣٦، ومسند الإمام الرضا ج ١ قسم ١ ص ٤٦.

(٢) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٣٧.

(٣) عيون أخبار الرضا ج ٢ ص ٢٣٦. ومسند الإمام الرضا ج ١ قسم ١ ص ٤٦.

٣١٠

وفي نهاية المطاف نقول:

وحسبنا هنا ما ذكرنا من الأمثلة، التي نحسب أنها تكفي لأن تلقي ضوءاً كاشفاً على الخطة التي اتبعها الإمامعليه‌السلام في مواجهة خطط المأمون ومؤامراته.. تلك الخطة التي كانت تكفي لأن لا تبقى الصورة التي أرادها المأمون في أذهان الناس، ولا مبرر للشكوك لأن تبقى تراود نفوسهم.

ولقد نجحت تلك الخطة نجاحا أذهل المأمون، وأعوانه، وجعلهم يتصرفون بلا روية، ويقعون بالمتناقضات.. حتى لقد أشرف المأمون منه على الهلاك. حسبما صرح به المأمون نفسه. وكانت النتيجة أن دبر فيه المأمون بما يحسم عنه مواد بلائه، كما وعد حميد بن مهران، وجماعة من العباسيين.

القسم الرابع

من خلال الأحداث

١ ـ مع بعض خطط المأمون..

٢ ـ كاد المريب أن يقول خذوني.

٣ ـ ما يقال حول وفاة الإمام..

٤ ـ دعبل والمأمون.

٥ ـ كلمة ختامية.

مع بعض خطط المأمون

التوجيهات الراضية غير مقبولة:

كل ما تقدم يلقي لنا ضوءاً على بعض نوايا المأمون مع الإمامعليه‌السلام ، وعلى كثير من الأحداث التي اكتنفت ذلك الحدث التاريخي الهام.

وإننا حتى لو سلمنا جدلاً، وغضضنا النظر عن كل تلك الأسئلة، وعلامات الاستفهام التي يمكن استخلاصها مما تقدم.. فإننا لا نستطيع ـ مع ذلك ـ أن نعتبر البيعة صادرة عن حسن نية، وسلامة طوية.

٣١١

ولا أن نقبل بالتوجيهات الراضية عن تصرفاته، طيلة فترة ولاية العهد، وبعدها تجاه الإمام، الذي كان يكبر المأمون بـ (٢٢‍) سنة، والذي كان مجبراً على قبول هذا الأمر، ومهددا بالقتل إن لم يقبل. ولم يتركه وشأنه ما دام أنه لا يريد أن يتقلد هذا الشرف الذي تتهافت النفوس عليه، وتزهق الأرواح من أجله.

نعم.. إننا لا نستطيع أن نسلم بذلك، ونحن نرى منه تلك التصرفات والمواقف المشبوهة، بل والمفضوحة تجاه الإمامعليه‌السلام ، والتي لا تبقي مجالاً للشك في حقيقة نواياه وأهدافه من كل ما أقدم وما كان عاقداً العزم على الإقدام عليه..

وهذا الفصل معقود للحديث عن بعض تلك التصرفات، ومن أجل بيان تلك الخطط.

المأمون يفضح نفسه:

وقد تعجب إذا قلنا لك: إن المأمون نفسه يصرح ببعض خططه، التي كانت تصرفاته تدور في فلكها، ويعلن بعض الدوافع، ويبوح ببعض النوايا تجاه الإمام، وبالنسبة لقضية ولاية العهد فإليك ما أجاب به حميد بن مهران، وجمعاً من العباسيين، عندما عاتبوه ولاموه على ما أقدم عليه، من البيعة للرضاعليه‌السلام يقول المأمون:

(.. قد كان هذا الرجل مستتراً عنا، يدعو إلى نفسه، فأردنا أن نجعله ولي عهدنا، ليكون دعاؤه لنا، وليعترف بالملك والخلافة لنا، وليعتقد فيه المفتونون به بأنه ليس مما ادعى في قليل ولا كثير، وأن هذا الأمر لنا دونه.

وقد خشينا إن تركناه على تلك الحال: أن ينفتق علينا منه ما لا نسده، ويأتي علينا ما لا نطيقه..

والآن.. فإذ قد فعلنا به ما فعلنا، وأخطأنا في أمره بما أخطأنا. وأشرفنا من الهلاك بالتنويه باسمه على ما أشرفنا، فليس يجوز التهاون في أمره. ولكننا نحتاج إلى أن نضع منه قليلاً، قليلاً، حتى نصوره عند الرعية بصورة من لا يستحق هذا الأمر، ثم ندبر فيه بما يحسم عنا مواد بلائه..).

ثم طلب منه حميد بن مهران: أن يسمح له بمجادلة الإمامعليه‌السلام ، ليفحمه، وينزله منزلته، ويبين للناس قصوره، وعجزه، فقال المأمون: (لا شيء أحب إلي من هذا).

٣١٢

ثم كانت النتيجة عكس ما كان يتوقعه المأمون والعباسيون، وأشياعهم وباءوا كلهم بالفشل الذريع، والخيبة القاتلة(١) .

والذي يعنينا الحديث عنه هنا:

هو قوله: وقد خشينا إن تركناه على تلك الحال.. إلى آخر ما نقلناه عنه آنفاً، فإنها أوضحت أن المأمون الذي كان يخشى الإمام خشية شديدة، كان يخطط أولاً إلى أخذ زمام المبادرة من الإمام، وتحاشي الاصطدام معه ثم كان يخطط بعد ذلك إلى الوضع منهعليه‌السلام قليلاً قليلاً إلى آخر ما تقدم..

ولا يرد: أن كلام المأمون مع حميد بن مهران ظاهره: أنه لم يكن يريد في بادئ الأمر الحط من الإمامعليه‌السلام ، وإنما بدا له ذلك حين قوي مركز الإمامعليه‌السلام ، واستحكم أمره.. لا يرد ذلك..

لأن كلامه هذا لا ينفي أنه كان يريد من أول الأمر ذلك. بل هو يؤكد ذلك. لأنه يصرح فيه: أنه إنما قدم على ما أقدم عليه، عندما رأى افتتان الناس بهعليه‌السلام ، فأراد أن يعمل عملا يفقد الإمامعليه‌السلام مركزه، ويقضي على كل نشاطاته، ويذهب بماله من القدرة والنفوذ نهائياً، وإلى الأبد.

ولقد تحدثنا فيما سبق عن بعض تصرفاته التي تدور في فلك خطط تلك مثل: فرضه للرقابة على الإمامعليه‌السلام ، والتضييق عليه، فلا يصل إليه إلا من أحب، وعزله عن شيعته ومواليه، وأيضاً تفريقه الناس عنه، عندما أخبر أنه يقوم بمهمة التدريس، وكذلك قضية صلاة العيد، وغير ذلك ما تقدم.

____________

(١) راجع: شرح ميمية أبي فراس ص ١٩٦، وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٧٠، والبحار ج ٤٩ ص ١٨٣، ومسند الإمام الرضا ج ٢ ص ٩٦.

٣١٣

نزيد هنا بعض الأمور الأخرى، التي وإن كان قد سبق الحديث عن بعضها، ولكنه كان حديثا من زاوية أخرى، ومن أجل استفادة أمور غير الأمور التي نحاول استفادتها منها هنا. وذلك أمر طبيعي، ولا يكون تكراراً ما دام أن الواقعة الواحدة قد يكون لها دلالات متعددة، وإفادات مختلفة.. ولذا فإننا نقول:

لماذا على البصرة فالأهواز:

إن من جملة الأمور التي كانت من جملة خطط المأمون للتأثير على مكانة الإمامعليه‌السلام وحتى على معنوياته النفسية.. الطريق الذي أمر رجاء ابن أبي الضحاك(١) قرابة الفضل بن سهل، والذي كان من قواد المأمون، وولاته ـ أمره ـ بسلوكه، عندما أرسله ليأتي بالإمامعليه‌السلام من المدينة إلى مرو مهما كلفه الأمر..

فقد أمره: أن يجعل طريقه بالإمام (على البصرة، والأهواز، ففارس. وحذره كثيراً من المرور على طريق الكوفة، والجبل، وقم)(٢) .

____________

(١) وذكر أبو الفرج، والمفيد: أن المرسل هو الجلودي، ولكن الصحيح هو الذي ذكرناه.. إذ من الخطأ أن يرسله المأمون لإحضار الرضاعليه‌السلام ، لأن ذلك يضر بقضيته، ويفسد عليه ما كان دبره، لأنه موجب لسوء ظن الرضاعليه‌السلام ، والعلويين، وسائر الناس، وتنبههم مبكرا لحقيقة الأمر، وواقع القضية.

وذلك لأن الجلودي هو الذي أمره الرشيد: أن يغير على دور آل أبي طالب، ويسلب نساءهم إلخ ما تقدم.. كما أنه كان عدواً متجاهراً للإمامعليه‌السلام ، وقد سجنه المأمون بسبب معارضته للبيعة للرضاعليه‌السلام بولاية العهد! ولعل سر خطأهم هو أن الجلودي كان والياً على المدينة من قبل المأمون، حين استقدام المأمون للإمام إلى مرو، حسبما جاء في كتاب: الإمام الرضا ولي عهد المأمون ص ٣٥.

(٢) تهذيب التهذيب ج ٧ ص ٣٨٧، وتاريخ اليعقوبي ج ٣ ص ١٧٦، وينابيع المودة ص ٣٨٤، والخرائج والجرائح طبعة حجرية ص ٢٣٦. وإثبات الوصية ص ٢٠٥.

وإعلام الورى ص ٣٢٠، وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٤٩، ١٨٠، والكافي ج ١ ص ٤٨٦، ومسند الإمام الرضا ج ١ ص ٤٠ والبحار ج ٤٩ ص ٩١، ٩٢ ١١٨ و ١٣٤، وكشف الغمة ج ٣ ص ٦٥، وغير ذلك كثير.

٣١٤

بل لقد ورد: أن المأمون قد كتب إلى الرضا نفسه، يقول له: (لا تأخذ على طريق الجبل وقم. وخذ على طريق البصرة، فالأهواز، ففارس..)(١) .

وسر ذلك واضح، فإن أهل الكوفة، وقم، كانوا معروفين بالتشيع للعلويين(٢) وأهل البيت، ومرور الإمام عليه‌السلام من هذين البلدين، وخصوصاً الكوفة، التي كانت تعتبر من المراكز الحساسة جداً في الدولة.. سوف يكون من نتيجته: أن يستقبله أهلها بما يليق بشأنه: من الإجلال، والإعزاز والتكريم.

____________

(١) أصول الكافي ج ١ ص ٤٨٩، وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٤٩ و ١٨٠، وشرح ميمية أبي فراس ص ١٦٥، ومعادن الحكمة ص ١٨٠، وإثبات الوصية للمسعودي ص ٢٠٤، ومسند الإمام الرضا ج ١ ص ٧٣، والبحار ج ٤٩ ص ١٣٤.

(٢) تشيع أهل الكوفة وقم أشهر من أن يحتاج إلى بيان، أو إقامة برهان.. لكننا نورد ـ مع ذلك ـ بعض الشواهد، تبصرة للقارئ، فنقول: أما الكوفة: فقد تقدم قول محمد بن علي العباسي أنها وسوادها شيعة علي وولده.. وفي الطبري، وابن الأثير، وغيرهما تجد قول عبد الله بن علي للمنصور، عندما استشاره في أمر محمد بن عبد الله بن الحسن: (.. ارتحل الساعة حتى تأتي الكوفة، فاجثم على أكتافهم، فإنهم شيعة أهل هذا البيت، وأنصاره الخ)، وفي قضية وفاة السيد الحميري، التي ذكرها المرزباني في كتابه أخبار السيد الحميري دلالة واضحة على تشيع الكوفيين، وانحراف البصريين..

ولأجل ذلك نرى المأمون يستقبل وفدا من أهل الكوفة في منتهى الغلظة والجفاء، فراجع مروج الذهب ج ٣ ص ٤٢١. وفي البداية والنهاية ج ١٠ ص ٩٣: أن المنصور قد اعترف بأن لإبراهيم بن عبد الله بن الحسن في الكوفة مئة ألف سيف مغمدة، وأعرب عن مخاوفه من تشيع أهل الكوفة للعلويين، وولائهم لهم.. بل إننا لا نستبعد أن يكون بناء المنصور لبغداد هو من أجل أن يبتعد عن الكوفة، وأهلها، ويأمن على نفسه، قال البلاذري في فتوح البلدان ص ٤٠٥: (أخذ المنصور أهل الكوفة بحفر خندقها. وألزم كل امرئ للنفقة عليه أربعين درهما. وكان ذاما لهم. لميلهم إلى الطالبيين، وإرجافهم بالسلطان..) وقد تقدم أنه عندما ذهب إليهم العباس بن موسى، أخو الإمام الرضاعليه‌السلام يدعوهم للبيعة، لم يجبه إلا البعض منهم، وقال له آخرون: (إن كنت تدعو للمأمون، ثم من بعده لأخيك، فلا حاجة لنا في دعوتك. وإن كنت تدعو إلى أخيك، أو بعض أهل بيتك، أو إلى نفسك أجبناك..).

وعلى كل حال.. فقد كانت الكوفة مصدرا لثورات كثيرة على الأمويين والعباسيين على حد سواء، تلك الثورات التي كانت كلها تقريباً بقيادة علوي، أو داعية إلى علوي..

ولم ينس المأمون بعد ثورة أبي السرايا التي كادت تغير الموازين، وتقلب مجريات الأحداث.. إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه واستقصائه. =

٣١٥

= وأما تشيع القميين، فذلك أعرف وأشهر. وقضيتهم مع جبة دعبل التي أهداه إياه الإمام لا يكاد يجهلها أحد. وعندما طلب المأمون من الريان أن يحدث بفضائل عليعليه‌السلام ، وأجاب بأنه لا يحسن شيئاً، قال المأمون: (سبحان الله! ما أجد أحداً يعينني على هذا الأمر لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري ودثاري).

ولعل تشيع أهل قم هذا هو الذي دفع بالمأمون لأن يوجه إليهم عامله علي بن هشام، لينكل بهم، ويحاربهم حتى يهزمهم، ويدخل البلد، ويهدم سورها، ويجعل على أهلها مبلغ سبعة ملايين درهم، بدلا من مليونين، وهو ما لم يكن يدفعه أي بلد آخر يضاهي بلدهم في عدد السكان وغير ذلك من المميزات، فكيف بالسبعة.. ومع أنه كان قد خفض الخراج عن السواد، وبعد البلدان الأخرى، فلما سمعوا بذلك طالبوا بتخفيض الخراج عنهم أيضاً، ففعل ذلك.. وكان تخفيضه عنهم بزيادة المليونين إلى سبعة، كما قلنا.. راجع في تفصيل ذلك: الطبري ج ١١ ص ١٠٩٣، والكامل لابن الأثير ج ٥ ص ٢١٢، وتاريخ ابن خلدون ج ٣ ص ٢٥٥، والنجوم الزاهرة ج ٢ ص، ١٩٠ وتاريخ التمدن الإسلامي مجلد ١ جزء ٢ ص ٣٣٧، وفتوح البلدان للبلاذري ص ٤٤٠، وتجارب الأمم ج ٦ ص ٤٦٠.

٣١٦

ولا شك أن الإمامعليه‌السلام سوف يستطيع أن يستقطب المزيد من الناس، ويؤثر عليهم بما حباه الله من الفضائل والكمالات الأخلاقية، وبما آتاه الله من العلم والحكمة، والورع والتقوى، الذي سار ذكره في الآفاق، حتى لا يكاد يجهله أحد.. وإذا كان أهل نيشابور، بل وحتى أهل مرو، معقل العباسيين والمأمون، قد كان منهم تجاه الإمام ما لا يجهله أحد. حتى إنهم كانوا بين صارخ، وباك ومتمرغ في التراب إلخ.. وحتى لقد خاف المأمون وأشياعه على دمائهم ـ إذا كان هؤلاء هكذا ـ فكيف ترى سوف تكون حالة أهل الكوفة وقم، معقلي العلويين، والمحبين لأهل البيت، والمتفانين فيهم، لو أنهم رأوا الإمامعليه‌السلام بينهم، وبالقرب منهم..

يقول الراوندي في ذلك: (إن المأمون أمر رجاء بن أبي الضحاك: أن لا يمر بالإمام عن طريق الكوفة، لئلا يفتتن به أهلها..)(١) !.

والمأمون لا يريد أن يفتتن الناس بالإمام، وإنما الذي يريده هو عكس ذلك تماماً.. إنه يريد أن يضع من الإمام لا أن يرفع.

أما أهل البصرة: فعثمانية، يدينون بالكف، ويقولون: كن عبد الله المقتول، ولا تكن عبد الله القاتل.. بل لقد كانت البصرة معقلاً مهما للعباسيين، الذين حرق دورهم زيد النار، ابن الإمام الكاظمعليه‌السلام ، كما قدمنا، ولهذا نلاحظ: أن دور البصريين في التشيع لم يكن يضارع دور غيرهم، لا روائياً، ولا كلامياً..

وأما ما ربما يحتمله البعض: من أن المأمون كان يأمل أن يخرج من البصرة، أو غيرها من يخلصه من الإمامعليه‌السلام نهائياً.. فلا أرى أنه يتفق مع أهداف وأغراض المأمون، التي كان يرمي إليها من وراء لعبته تلك..

____________

(١) الخرائج والجرائح، طبعة حجرية ص ٢٣٦.

٣١٧

الإمام يرفض كل مشاركة تعرض عليه:

إنه برغم شروط الإمام على المأمون، والتي أشرنا إليها فيما سبق، فإننا نرى المأمون كل مدة يحاول أن يجري اختبارا للإمام، ليعرف حقيقة نواياه، وأنه هل أصبح له طمع بالخلافة، وطموح لها(١) ، ليعجل عليه بما يحسم عنه مواد بلائه.. أم لا. فكان يأتي كل مدة إليه، يطلب منه أن يولي فلانا، أو أن يعزل فلاناً، أو أن يصلي بالناس.. بل لقد طلب منه بعد مقتل الفضل أن يساعده في إدارة شؤون الخلافة(٢) بحجة أنه يعجز وحده أن يقوم بأعباء الحكم. ويدير دفة السلطان!

هذا.. إن لم نقل: أنه كان يريد من وراء ذلك: أن يجعل ذلك ذريعة للقضاء على الإمام، بحجة أنه نقض الشرط، وليكون بذلك قد قضى على العلويين جميعاً، وإلى الأبد.

أو على الأقل كان يريد بذلك: أن يوجد للإمام أعداء في الأوساط ذات القوة والنفوذ..

وأياً ما كانت نوايا المأمون وأهدافه، فإن الإمامعليه‌السلام كان يرفض ذلك كله بكل عزم وإصرار، ويذكره بالشروط تلك، ويقول له:((إن وفيت لي وفيت لك)) . وهذا تهديد صريح له من الإمامعليه‌السلام . ولا نعجب كثيراً ـ بعد أن اتضحت لنا نوايا المأمون وأهدافه ـ إذا رأينا المأمون يتحمل هذا التهديد، بل ويخضع له، ويقول: (بل أفي لك)!.

وهكذا.. فقد كان الإمامعليه‌السلام يضيع على المأمون ما كان يحسب أنه فرصة مؤاتية له، ولا يمكنه من معرفة ما يريد معرفته، ولا من تنفيذ ما يريد تنفيذه.

____________

(١) وما أشبه الليلة بالبارحة، فقد رأينا الخليفة الثاني عمر بن الخطاب، يسأل ابن عباس عن عليعليه‌السلام : إن كان لا يزال يطمح إلى الخلافة، ويأمل فيها.. أم لا!.

(٢) الكافي ج ٨ ص ١٥١، وكشف الغمة ج ٣ ص ٦٨ و ٨٧، وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٦٤ و ١٦٦ و ١٦٧ والبحار ج ٤٩ ص ١٤٤ و ١٥٥ و ١٧١، وغير ذلك.

٣١٨

الاختبار لشعبية الإمامعليه‌السلام :

كما أنه كان كل مدة يقوم بعملية اختبار لشعبية الإمامعليه‌السلام ، ولمدى ما يتمتع به من تأييد في الأوساط الشعبية، ليعرف إن كان أصبحعليه‌السلام يشكل خطراً حقيقياً، ليعجل بالقضاء عليه أم لا.. فكان كل مدة يكلفه بأن يؤم الناس بالصلاة للعيد. أو ما شاكل.. وهذا إن دل على شيء، فإنما يدل على مدى ما يعتمر قلب المأمون من الخوف والخشية منهعليه‌السلام . (راجع: السبب الثالث من فصل البيعة، والموقف العاشر في فصل: خطة الإمامعليه‌السلام ).

سؤال.. وجوابه:

ولعلك تقول: إذا كان المأمون يخشى الإمامعليه‌السلام إلى هذا الحد، لما يعلمه من نفوذه ومكانته، فلماذا لا يتخلص منه بذلك الأسلوب التقليدي الذي انتهجه أسلافه من الأمويين، والعباسيين، وتبعهم عليه هو فيما بعد، وكذلك من أتى بعده.. وذلك بأن يدس إليه شربة من السم، وهو في المدينة، من دون أن يحتاج إلى اشخاصه إلى مرو، والبيعة له بولاية العهد، وتزويجه ابنته، إلى غير ذلك من الأمور التي من شأنها أن تعزز من مركز الإمام، وترفع من شأنه، وتوجه إليه الأنظار والقلوب، حتى يضطر في نهاية الأمر لأن يعود إلى ما جرت عليه عادة أسلافه، وأتباعه..

ولكن الجواب على هذا قد اتضح مما قدمناه، فإن المأمون لم يكن يريد في بادئ الأمر موت الإمام، ولا كان يستطيع أن يفعل ذلك.

ولو أن ذلك كان قد حدث لوقع المأمون في ورطة، لها أول وليس لها آخر، حيث إنه كان بأمس الحاجة إلى حياة الإمامعليه‌السلام ، وذلك لما قدمناه من الأسباب والظروف التي كانت تحتم على المأمون أن يلعب لعبته تلك، التي وإن كانت تنطوي على مخاطرة جريئة، إلا أنه كان ـ كما قدمنا ـ قد رسم الخطة، وأحكم التدبير للتخلص من الإمامعليه‌السلام بمجرد أن يحقق مآربه، وأهدافه، بالطريقة التي لا تثير شك أحد، ولا توجب تهمة أحد، وقد حدث ذلك بالفعل، كما سيمر علينا..

وأما كتمه لفضائل الإمامعليه‌السلام :

ومن جملة الأمور التي كانت تدور في فلك خطة المأمون، التي لخصها بأنه يريد الوضع من الإمام قليلاً قليلا، حتى يصوره أمام الرعية بصورة من لا يستحق لهذا الأمر ـ محاولاته كتم فضائل الإمامعليه‌السلام ومزاياه عن الناس ما استطاع إلى ذلك سبيلاً..

٣١٩

وقد تقدم: أنه عندما سأل رجاء بن أبي الضحاك، الذي تولى إشخاص الرضاعليه‌السلام من المدينة إلى مرو، عن حال الرضاعليه‌السلام في الطريق، فأخبره عما شاهده من عبادتهعليه‌السلام ، وزهده وتقواه، وما ظهر له من الدلائل والبراهين، قال له المأمون: (.. بلى يا ابن أبي الضحاك، هذا خير أهل الأرض، وأعلمهم، وأعبدهم، فلا تخبر أحداً بما شهدت منه، لئلا يظهر فضله إلا على لساني..)!.

وهكذا: فإن المأمون وإن استطاع أن يمرر الكثير، إلا أنه لم يكن يجد بداً في كثير من الأحيان من أن يظهر على حقيقته وواقعه. وهذا هو أحد تلك المواقف التي مرت وسيمر معنا بعضها، والتي اضطر فيها المأمون لأن يكشف عن وجهه الحقيقي،.. وإن كان قد حاول ـ مع ذلك ـ أن يتستر بما لا يسمن ولا يغني من جوع.

ولا أعتقد أن المأمون كان يجهل: أن ما يأتي به لم يكن لينطلي كله على أعين الناس، بل كان يعلم ذلك حق العلم، ولكن كما يقولون: (الغريق يتشبث بالطحلب).

ولكن.. بالرغم من محاولات المأمون تلك.. فإننا نرى أن فضائل الإمام ومزاياه كانت كالعرف الطيب، لم تزل تظهر، وتنتشر وتذاع.. بل ولعل محاولات المأمون تلك التي كانت ترمي للحط من الإمام وإسقاطه، قد أسهمت كثيراً وساعدت على إظهار فضائله، وشيوعها، كما سيتضح.

الشائعات الكاذبة!

وكان بالإضافة إلى ما تقدم يحاول ترويج شائعات كاذبة، من شأنها أن تنفر الناس من العلويين عامة، ومن الإمامعليه‌السلام ، وسائر الأئمةعليهم‌السلام خاصة.

فهذا أبو الصلت يسأل الإمامعليه‌السلام فيقول: (يا ابن رسول الله، ما شيء يحكيه الناس عنكم؟!.

قالعليه‌السلام :((ما هو؟!.

قال: يقولون: إنكم تدعون: أن الناس لكم عبيد!.

قالعليه‌السلام :يا عبد السلام، إذا كان الناس كلهم عبيدنا ـ على ما حكوه ـ فممن نبيعهم)) ؟! إلخ(١) .

____________

(١) مسند الإمام الرضا ج ١ قسم ١ ص ٤٥، والبحار ج ٤٩ ص ١٧٠، وعيون أخبار الرضا ج ٢ ص ١٨٤.

٣٢٠

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

401

402

403

404

405

406

407

408

409

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

وقال الإمام الحافظ ابن عبد البر في ترجمة علي من الاستيعاب ما هذا لفظه وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : " من أحب عليا فقد أحبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني، ومن آذى عليا فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله "(٧٣٥) .

وقالصلى‌الله‌عليه‌وآله - فيما أخرجه الطبراني وغيره من حفظة الآثار النبوية -: " ما بال أقوام يبغضون(٧٣٦) عليا ومن أبغض عليا فقد أبغضني ومن فارق عليا فقد فارقني، ان عليا مني وأنا منه خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم(٧٣٧) ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم، يا بريدة أما علمت ان لعلي أفضل من الجارية التي أخذ وانه وليكم بعدي "(٧٣٨) .

وشكا عليا إليه بعض أصحابهصلى‌الله‌عليه‌وآله وكانوا قد تعاقدوا على شكايته لتنمره في ذات الله، فقالصلى‌الله‌عليه‌وآله : " ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، ما تريدون من علي، ان عليا مني وأنا منه وهو وليكم بعدي "(٧٣٩) .

____________________

=> في تتمة المراجعات ص ١٥٠ رقم (٥٦٩)، المعيار والموازنة ص ٢٢٤، نزل الأبرار ص ٥٦.

(٧٣٥) ذخائر العقبى ص ٦٥، المعيار والموازنة للاسكافي ص ٢٢٤، نزل الأبرار ص ٥٥. وصدر الحديث إلى - فقد أبغضني - تقدم مع مصادره تحت رقم (٧٢٨) ووسطه تحت رقم (٧٣٣) فراجع.

(٧٣٦) في الصواعق لابن حجر: ينتقصون بدل (يبغضون).

(٧٣٧) في الصواعق زيادة وهى: وأنا أفضل من إبراهيم.

(٧٣٨) الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١٠٣ ط الميمنية وص ط المحمدية مجمع الزوائد ج ٩ / ١٢٨، ينابيع المودة للقندوزي ص ٢٧٢ ط اسلامبول وص ٣٢٦ ط الحيدرية.

(٧٣٩) صحيح الترمذي ج ٥ / ٢٩٦ ح ٣٧٩٦، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٩٧ ط الحيدرية وص ٣٨ ط بيروت وص ٢٣ ط التقدم بمصر، المناقب للخوارزمي =>

٥٠١

وإذا أراد الله نشر فضيلة

طويت، أتاح لها لسان حسود

وفي ترجمة علي من الاستيعاب ما هذا نصه: وروى طائفة من الصحابة: ان رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال لعليرضي‌الله‌عنه : " لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق "(٧٤٠)

(قال): وكان عليرضي‌الله‌عنه يقول " والله انه لعهد النبي

____________________

=> ص ٩٢، المستدرك للحاكم ج ٣ / ١١١ وصححه، تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك، الإصابة لابن حجر ج ٢ / ٥٠٩، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٢ / ٤٥٠ ط ١، نور الأبصار للشبلنجي ص ١٥٨ ط السعيدية، حلية الأولياء ج ٦ / ٢٩٤، نزل الأبرار للبدخشاني ص ٥٤، أسد الغابة ج ٤ / ٢٧، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٣٨١ ح ٤٨٧ و ٤٨٨، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٢٥ ط ٢، مصابيح السنة للبغوي ج ٢ / ٢٧٥، جامع الأصول لابن الأثير ج ٩ / ٤٧٠، كنز العمال ج ١٥ / ١٢٤ ح ٣٥٩ ط ٢ بحيدر آباد، ينابيع المودة للقندوزي ص ٥٣ ط اسلامبول، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٣٦، الغدير ج ٣ / ٢١٦، مطالب السئول لابن طلحة ج ١ / ٤٨، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ١٣٣ رقم (٥١٨) ط بيروت، المراجعات ص ٢٢٢، وفى بعض هذه المصادر: " ما تريدون " مرة واحدة بدل ثلاث.

(٧٤٠) صحيح الترمذي ج ٥ / ٣٠٦ ح ٣٨١٩، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٢٧ ط التقدم وص ١٠٥ ط الحيدرية وص ٤٤ ط بيروت، سنن النسائي ج ٨ / ١١٦، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ / ١٨٨ حديث ٦٧١ و ٦٧٤ و ٦٧٥ و ٦٧٨ و ٦٨٠ و ٦٨٣ و ٦٨٤ و ٦٨٦ و ٦٨٧ و ٦٨٨ و ٦٨٩ و ٦٩٠ و ٦٩١ و ٦٩٢ و ٦٩٣ و ٦٩٤ و ٦٩٥ و ٧٠٢ و ٧٠٣، أسد الغابة ج ٤ / ٢٦، حلية الأولياء ج ٤ / ١٨٥ وصححه وذكره بعدة طرق، ميزان الذهبي ج ٢ / ٤١، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٣ / ٣٧، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٣٣، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٤ / ٥٢٠ ط ١ وج ٢٠ / ٢٢١ بتحقيق أبو الفضل، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ١٩٠ ح ٢٢٥ و ٢٢٦ و ٢٢٨ و ٢٢٩ و ٢٣١، ينابيع المودة للقندوزي ص ٤٧ و ٤٨ و ١٨٢ ط اسلامبول وص ٥٢ و ٥٣ و ٢١٥ ط الحيدرية، كنوز الحقائق للمناوي ص ٤٦ و ١٩٢ ط =>

٥٠٢

الأمي، انه لا يحبني إلا مؤمن، ولا يبغضني إلا منافق. آه(٧٤١) .

____________________

=> بولاق وص ٣٨ و ١٧١ ط آخر، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ج ٥ / ٣٠، كنز العمال ج ١٥ / ١٥٧ ح ٤٤٤ ط ٢، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٨٤ ط ٢، فرائد السمطين للحمويني ج ١ / ١٣٣، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ٨ / ٤١٧ وج ١٤ / ٤٢٦، معالم التنزيل للبغوي ج ٦ / ١٨٠، لسان الميزان ج ٢ / ٤٤٦، الفتح الكبير للنبهاني ج ١ / ج ١ / ٤٤٦، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ٢٧٢ رقم (٨٨٤)، أضواء على السنة المحمدية ص ٢١٧. ونقله في إحقاق الحق ج ٧ عن: مسند أحمد ج ١ / ٩٥ ط ١، علل الحديث لأبي حاتم ج ٢ / ٤٠٠ ط السلفية، سنن البيهقي ج ٢ / ٢٧١ ط الميمنية، طبقات الحنابلة ج ١ / ٣٢٠ ط القاهرة. موضح الجمع للبغدادي ص ٤٦٨ ط حيدر آباد، سعد الشموس والأقمار ص ٢١٠ ط التقدم شرح ديوان أمير المؤمنين للميبدي ص ١٩١ مخطوط، الشفاء للقاضي عياض ج ٢ / ٤١، تذكرة الحفاظ للذهبي ج ١ / ١٠ ط حيدر آباد، نقد عين الميزان لمحمد بهجت ص ١٤ ط مجلة القمرية، السيف اليماني المسلول ص ٤٩.

(٧٤١) صحيح مسلم ج ١ / ٤٨ ط عيسى الحلبي وج ١ / ٦٠ ط محمد على صبيح، سنن النسائي ج ٨ / ١١٧، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٣ / ٣٧، الفصول المهمة لابن الصباغ ص ١٠٩، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٢٠ ح ١٦٦ وج ٢ / ١٩١ ح ٦٧٦ و ٦٧٩ و ٦٨١ و ٦٨٢ و ٦٨٥، نور الأبصار للشبلنجى ص ٧٢ ط العثمانية و ٧١ ط السعيدية، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٢٨، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٤ / ٢١٤ و ٤٥١ ط ١، ذخائر العقبى ص ٩١، ينابيع المودة للقندوزي ص ٤٧ و ٤٨ و ٢١٣ و ٢٨٢ ط اسلامبول و ٥٢ و ٥٣ و ٢٥٢ و ٣٣٧ ط الحيدرية، سنن ابن ماجة ج ١ / ٤٢ وص ١١٤، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٢٧ ط التقدم وص ٤٤ ط بيروت وص ١٠٤ و ١٠٥ ط الحيدرية، مطالب السئول لابن طلحة الشافعي ج ١ / ٤٨، نظم درر السمطين للزرندي ص ١٠٢، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٧٠، الصواعق المحرقة ص ٧٣ ط الميمنية وص ١٢٠ ط المحمدية، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ١٥٤ ط السعيدية وص ١٤٠ ط العثمانية، كفاية الطالب للگنجى =>

٥٠٣

قلت: وأخرجه مسلم في كتاب الإيمان من صحيحه: وتواتر قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "(٧٤٢) وان

____________________

=> الشافعي ص ٦٨ ط الحيدرية وص ٢٠ ط الغرى، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص ١٩٢ ح ٢٢٧ و ٢٣٢، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ٩٧ ح ٢٠، مصابيح السنة للبغوي ج ٢ / ٢٧٥، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٨٤، كنوز الحقائق للمناوي ص ١٩٢ بولاق وص ٢٠٣ ط آخر، جامع الأصول لابن الأثير ج ٩ / ٤٧٣ ح ٦٤٨٨، مشكاة المصابيح ج ٣ / ٢٤٢، كنز العمال ج ١٥ / ١٠٥ ح ٣٠٠ ط ٢، الغدير للأميني ج ٣ / ١٨٣، إحقاق الحق ج ٧ / ١٩٠، فرائد السمطين للحمويني ج ١ / ١٢١ و ١٣٢، شذرات الذهبية لابن طولون ص ٥٦، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ١٥٣ رقم (١٧٣)، أسنى المطالب للجزري ص ٥٤، نزل الأبرار ص ٥٥.

(٧٤٢) هذا من الأحاديث المتواتر التي أطبق على روايته عموم المسلمين على اختلاف مذاهبهم واليك جملة من مصادره: ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٢١١ ح ٢٧٥ وج ٢ / ٥ ح ٥٠١ و ٥٠٢ و ٥٠٣ و ٥٠٤ و ٥٠٥ و ٥٠٦ و ٥١٢ و ٥٢٦ و ٥٢٧ و ٥٣٢ و ٥٣٥ و ٥٣٩ و ٥٤٣ و ٥٤٥ و ٥٤٦ و ٥٤٩ و ٥٦١ و ٥٦٦ و ٥٦٧ و ٥٦٨ و ٥٧٠ و ٥٧١ و ٥٧٢ و ٥٧٣ و ٥٨٠ و ٥٨٣، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٩٦ و ١٠٠ و ١٠٤ ط الحيدرية و ٢٣ و ٢٥ ط التقدم، كفاية الطالب للكنجي ص ٥٦ و ٥٩ و ٦٢ ط الحيدرية وص ١٤ و ١٧ ط الغرى، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ١٦ ح ٢٣ و ٢٦ و ٢٧ و ٢٩ و ٣٣ و ٣٧ و ٣٨ و ١٥٥، أسد الغابة لابن الأثير ج ١ / ٣٦٧ وج ٢ / ٢٣٣ وج ٣ / ٩٢ و ٩٣ و ٣٠٧ و ٣٢١ وج ٤ / ٢٨، مسند أحمد ج ٢ / ح ٩٦١ بسند صحيح ط دار المعارف وج ٤ / ٢٨١ ط ١، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج ١ / ١٩٠ ح ٢٤٥ و ٢٤٧ و ٢٤٨ مجمع الزوائد ج ٧ / ١٧ وج ٩ / ١٠٤ و ١٠٥ و ١٠٦ و ١٠٧ و ١٠٨، ينابيع المودة للقندوزي ص ٢٩ و ٣٠ و ٣١ و ٣٢ و ٣٣ و ٣٧ و ٣٨ و ٢٠٦ و ٢٤٩ و ٢٧٤ وصححه وص ٢٨١ ط اسلامبول وص ٣٣ و ٣٤ و ٣٥ و ٣٦ و ٣٧ ط الحيدرية، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٢ / ١١٢، تاريخ اليعقوبي ج ٢ / ٩٣ ط الغرى، المستدرك للحاكم ج ٣ / ١١٦ و ٣٧١ =>

٥٠٤

... ..

____________________

=> مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ٤٧، مناقب الكلابي من المسند ح ٣١ مطبوع في آخر المناقب لابن المغازلي، نظم درر السمطين للزرندي ص ١٠٩، الفصول المهمة لابن الصباغ ص ٢٣ و ٢٤، نزل الأبرار ص ٥١ - ٥٤، ذخائر العقبى ص ٦٧، المناقب للخوارزمي ص ٩٣، الحاوي للفتاوى ج ١ / ١٢٢، ميزان الذهبي ج ٣ / ٢٩٤، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٣ / ٣٦، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٦٩، الصواعق لابن حجر ص ٢٥ وصححه وص ٧٣ ط الميمنية وص ٤١ و ١٢٠ ط المحمدية، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ٤ / ٣٨٨ ط ١ وج ١٩ / ٢١٧ بتحقيق أبو الفضل، تفسير الرازي ج ٣ / ٦٣٦ ط الدار العامرة بمصر وج ١٢ / ٥٠ ط البهية، مشكاة المصابيح للعمري ج ٣ / ٢٤٦، كنز العمال ج ١٥ / ١٣٨ ح ٤٠٠ و ٤٠١ و ٤٢٦ و ٤٣٠ ط ٢، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٢٣، أخبار أصفهان لأبي نعيم ج ١ / ١٠٧ وج ٢ / ٢٢٧، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١٤ / ٢٣٦، الشرف المؤبد للنبهاني ص ١١٣، صفة الصفوة لابن الجوزي الحنبلي ج ١ / ١٢١ ط حيدر آباد، نهاية العقول للفخر الرازي ص ١٩٩، المعتصر من المختصر ليوسف بن موسى الحنفي ج ٢ / ٣٠١، البداية والنهاية لابن كثير ج ٥ / ٢١٠ و ٢١١ و ٢١٣ و ٢١٩ و ٣٦٦ وج ٧ / ٣٤٦، وفاء الوفاء السمهودي ج ٢ / ١٧٣، أسنى المطالب للجزري ص ٤٨ قال وهو متواتر أيضا عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وفى إحقاق الحق ج ٦ / ٢٣٣ عن: أرجح المطالب ص ٢١٣ و ٥٦٠ و ٥٦٢ و ٥٦٣ و ٥٧٢ و ٥٧٤ و ٥٧٧ و ٥٨٠ و ٦٧٩ ط لاهور، تفسير الثعلبي مخطوط، الاعتقاد على مذهب السلف للبيهقي ص ١٩٥، الكاف الشاف لابن حجر العسقلاني ص ٢٩ و ٩٥ ط مصر، فضائل الصحابة للسمعاني مخطوط، الروض الأزهر ص ١٠٠ ط حيدر آباد، سعد الشموس الأقمار ص ٢٠٩ ط التقدم، درر بحر المناقب ص ٩٢ مخطوط، مفتاح النجا للبدخشى ص ٥٧ وصححه مخطوط، نقد عين الميزان للشيخ محمد بهجت ص ٢٢ ط مجلة القمرية، تاريخ آل محمد لبهجت أفندي ص ٤٨ ط ٤، مختلف الحديث لابن قتيبة الدينوري ص ٢٧٦، معجم ما استعجم لأبي عبيدة الأندلسي ج ٢ / ٣٦٨ ط لجنة التأليف والنشر في القاهرة، الشفاء للقاضي عياض =>

٥٠٥

مقامنا ليضيق عما جاء في وجوب موالاته، ولا يني باستيفاء ما دل على نفاق معاداته، فنلفت الباحثين إلى ما أوردناه من الصحاح، في كتابنا سبيل المؤمنين(٧٤٣) ، فان فيه للحق المبين، والحمد لله رب العالمين.

____________________

=> ج ٢ / ٤١، روضات الجنات للاسفزاري ص ١٥٨ ط الحيدري في طهران، الكواكب الدرية للمناوي ج ١ / ٣٩ ط الأزهرية في مصر. وغيرها من عشرات بل مئات المصادر.

وروى عنهصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال في يوم غدير خم: " من كنت مولاه فعلى مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله " سوف يأتي مع مصادره تحت رقم. ولأجل المزيد من الاطلاع على باقي المصادر راجع سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ١٧٨ رقم (٦٢٢).

(٧٤٣) هذا الكتاب يقع في ثلاث مجلدات في إمامة أئمتنا الإثنى عشر وأحوالهم ومناقبهم وهديهم (ع) لا نظير له في موضوعه. كما عبر عنه مؤلفه. ويا للأسف الشديد ان هذا الكتاب من جملة تسعة عشر كتابا للمؤلف قد أحرقت وأتلفت من قبل الاستعمار الفرنسي حينما هجم وقتل وشرد أبناء جبل عامل.

قال المؤلف حول هذا الكتاب بعد تلفه: نكبنا في سبيل المؤمنين - لا يخفى لطافة هذا التعبير - سنة ١٩٢٠ غربية وهى سنة ١٣٣٨ هجرية يوم رزئنا بجل ما ألفناه قبل تلك النازلة التي عمت أبناء عاملة وأختصت بهذا الضعيف حيث أوغل الغاشمون في طغيانهم ولجوا في عدوانهم ومضوا في التنكيل والتقتيل والتشريد على غلوائهم وأطلقوا في البنادق والمشانق والنهب والضرب والتحريق والتمزيق أعنة أهوائهم، ركبوا في ذلك رؤوسهم متهافتين في أعمالهم لا يلوون على أحد، وكنت في طليعة من تبدد وتشرد.

وليتهم كفوا عن تلك الكتب القيمة واكتفوا بما سواها عند الله أحتسب تلك المؤلفات التي أفنيت فيها عمري ورهقني بفقدها ما نقض مرة صبرى فانا لله وإنا إليه راجعون. أنشد الله امرءا وقع في يده شئ منها الا أثلج به كبدي الحرى فان لكل كبد حرى أجرا. الخ ثم عدد تلك المؤلفات العظيمة =>

٥٠٦

... ..

____________________

=> راجع: كتاب الكلمة الغراء في تفضيل فاطمة الزهراء مطبوع في آخر الفصول المهمة ص ٢٤٥ - ٢٤٦. وهكذا في هذه السنوات يقوم العتل الزنيم " صدام التكريتي " مقام الاستعمار الفرنسي بل مقام الاستعمار العالمي في القضاء على العلم والعلماء فقد فتت وهدم الحوزات العلمية في الأماكن المقدسة كالنجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظميين وسامراء فبعد أن كانت تعج بالآلاف المؤلفة من العلماء والمجتهدين والطلاب لم يبق فيها إلا شرذمة قليلة بل ولم يبق في بعضها شئ من العلم والعلماء.

فقد هجر الآلاف من العلماء وصادر أموالهم وأحرق كتبهم وسجن المئات منهم وأعدم العشرات من تلك الوجوه النيرة والبدور المشرقة والأنجم الزاهرة ثم لم يكتف بذلك كله بل مد يده الأثيمة الكافرة بالتعاون والتواطي مع الدول الرجعية في المنطقة والدول الاستعمارية على قدسية سيدنا وأستاذنا الإمام العظيم والمرجع الشهير والفيلسوف الكبير والمفكر الإسلامي والفقيه النحرير سماحة آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدرقدس‌سره فبعد اعتقاله في بيته ما يقرب من سنة وعزل الجماهير - المتعطشة إليه - عنه أخذ إلى بغداد وبعد تعذيبه هو وأخته العلوية العالمة بنت الهدى نالا درجة الشهادة الرفيعة على يد ألئم خلق الله وأقذر عميل للصهيونية والاستعمار العالمي " صدام التكريتي الكافر " الذي لم يؤمن بالله طرفة عين ولم يبق للإسلام حرمة إلا استباحها ولا عرض للمسلمين إلا هتكه.

فعليك يا سيدي يا أبا جعفر سلام الله ورضوانه يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا. فأنت قد ذهبت واسترحت من كرب الدنيا وبلائها ونلت درجة الشهادة وختمت لك بالسعادة الابدية. وفى الايام تمر علينا ذكرى استشهادك الثانية ونحن نقاسى ونتحمل من الآلام والمصائب ما تكأدنا ثقلها من قبل عميل الامبريالية والصهيونية " صدام الكافر " ومساعدة ومساندة الرجعيين له في المنطقة. فقد سفك دمائنا وسلب أموالنا وهتك أعراضنا ولم يسلم من تعذيبه حتى الشيخ =>

٥٠٧

... ..

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٤٨٧: -

[ المورد - (٩٤) -: لعنه في قنوط الصلاة(٧٤٤) ]

سادة تعبد الله المسلمين بالصلاة عليهم في كل الصلوات، فرائضها ونوافلها(٧٤٥) . أولئك الذين أذهب الله عنهم الرجس في محكم التنزيل، وهبط بتطهيرهم جبرائيل(٧٤٦) ، وباهل بهم النبي أعداءه بأمر ربه الجليل(٧٤٧) ، وقد

____________________

=> الهرم ولا المرأة المسنة بل حتى الطفل الرضيع فهاهم يمزقون ويقطعون اربا اربا. ولا من رادع ولا مانع بل الدول التي تدعى التقدم والتي تنادى بحقوق الإنسان كأمريكا وغيرها هي التي تمده بالسلاح والعتاد وتسانده ماديا وإعلاميا وها هو يعمل هذه الأعمال اللانسانية وبمسمع وبمرى من منظمة الأمم المتحدة ومنظمة حقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية ومجلس الأمن لم تنطق واحدة منها بكلمة واحدة في مقابله ولم تحرك قلما اتجاهه أليس الحق أصبح باطلا عندها والباطل حقا بخدمتها للدول الكبرى والسير في فلكها وفى مصالحها ؟

ولماذا تريد دول عدم الانحياز أن تعقد مؤتمرها السنوي في بغداد أليس يعطيها صفة عدم الانحياز إلا إلى الباطل ومقاومة الحق ؟ أليس ذلك مساندة لصدام على ظلمه وإجرامه ؟

(٧٤٤) معاوية يسب أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام : راجع: العقد الفريد لابن عبد ربه ج ٤ / ٣٦٦ ط لجنة التأليف والنشر وج ٢ / ٣٠١ ط آخر، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١ / ٣٥٦ وج ٣ / ٢٥٨ ط ١ وج ٤ / ٥٦ وج ١٣ / ٢٢٠ بتحقيق أبو الفضل، الغدير ج ٢ / ١٣٢، أسد الغابة ج ٣ / ١٤٤، تاريخ ابن عساكر ج ٣ / ٤٠٧، شيخ المضيرة أبو هريرة ص ١٨٠ و ١٩٨، معاوية بن أبى سفيان في الميزان ص ١٦.

(٧٤٥) وجوب الصلاة عليهمعليهم‌السلام تقدم تحت رقم (١٠٩ و ١١٠ و ١١٢) فراجع.

(٧٤٦) تقدمت الآية مع مصادرها تحت رقم (١٠٧) فراجع.

(٧٤٧) تقدمت الآية مع مصادرها تحت رقم (١٠٥) فراجع. (*)

٥٠٨

فرض الله مودتهم(٧٤٨) ، وأوجب الرسول عن الله تعالى ولايتهم(٧٤٩) ، وهم أحد الثقلين لا يضل من تمسك بهما، ولا يهتدي إلى الحق من ضل عنهما(٧٥٠) ، ألا وهم علي أمير المؤمنين وسيد الوصيين(٧٥١) .

____________________

(٧٤٨) تقدمت الآية مع مصادرها تحت رقم (١٠٨) فراجع.

(٧٤٩) إشارة إلى قوله تعالى: "( إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ. ) الخ " المائدة آية: ٥٥ نزلت هذه الآية في سيد العترة الإمام أمير المؤمنين علي بن أبى طالبعليه‌السلام وهو راكع في الصلاة. راجع: شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج ١ / ١٦١ - ١٨٤ ح ٢١٦ - ٢٤١، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ٢ / ٤٠٩ ح ٩٠٨ و ٩٠٩، أسباب النزول للواحدي ص ١١٣ و ١١٤، كفاية الطالب للگنجى ص ٢٢٨ و ٢٥٠ و ٢٥١ ط الحيدرية وص ١٠٦ و ١٢٢ و ١٢٣ ط الغرى، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ٣١١ ح ٣٥٤ و ٣٥٥ و ٣٥٦ و ٣٥٧ و ٣٥٨، ينابيع المودة للقندوزي ص ١١٥ ط اسلامبول وص ١٣٥ ط الحيدرية وج ١ / ١١٤ ط العرفان بصيدا، الكشاف للزمخشري ج ١ / ٦٤٩ ط بيروت وج ١ / ٦٢٤ ط مصطفى محمد بمصر، تفسير الطبري ج ٦ / ٢٨٨ و ٢٨٩ ط ٢، راجع بقية المصادر للآية الكريمة ونزولها في (الإمام عليعليه‌السلام ) سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ١٣٧ رقم (٥٣٣).

(٧٥٠) إشارة إلى حديث الثقلين وقد تقدم بألفاظ مختلفة مع مصادره تحت رقم (١٥) فراجع.

(٧٥١) الوصية لعليعليه‌السلام من قبل النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله مما لا ريب فيها فقد بلغت الأحاديث في ذلك حد التواتر من طريق العترة الطاهرة وأما من طريق غيرهم فراجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص ٨٩ ح ١٣٢ و ١٤٤ و ٢٨٠ و ٣٠٩ و ٣٢٢ و ٣٢٦ و ٣٥٣، المناقب للخوارزمي ص ٦٣ و ١٤٩ و ٢٣٤، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ١٦٨ و ٢٦١ ط الحيدرية و ٧٠ و ١٣١ ط الغرى، البيان في أخبار صاحب الزمان له أيضا مطبوع في آخر كفاية الطالب ص ٥٠٢ ط الحيدرية، الفصول =>

٥٠٩

أخو الرسول(٧٥٢) .

____________________

=> المهمة لابن الصباغ ص ٢٨١، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٨٧ ح ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤١ و ١٤٣ وص ٢٣٩ ح ٣٠٣ وج ٣ / ٥ ح ١٠٢١ و ١٠٢٢ و ١٠٢٣، المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٧٢، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٤٣، مجمع الزوائد ج ٨ / ٢٥٣، ينابيع المودة للقندوزي ص ٥٣ و ٨١ و ٨٢ و ١١٤ و ١٢٢ و ١٢٣ و ٣٢٩ ط اسلامبول وص ٥٩ و ٨٩ و ٩٠ و ٩١ و ٩٢ و ٩٣ و ٩٨ و ١٣٥ و ١٤٥ ط الحيدرية، فرائد السمطين ج ١ / ١٥٠ و ٢٧٢ و ٣١٥ وج ٢ / ٣٥ ح ٣٧١ و ٤٠٣ و ٤٣١ و ٥٦٤. وغيرها من عشرات الكتب ولأجل المزيد من المصادر راجع: سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم (٤٥٩ و ٧٠٨ و ٧١٨ و ٧١٩ و ٧٢٠ و ٧٢١ و ٩١٩ و ٩٢٠ و ٩٢٤ - ٩٦٣) ففيها عشرات المصادر. وأيضا راجع: على والوصية للشيخ نجم الدين العسكري ط النجف.

(٧٥٢) المؤاخاة بين الرسول الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله والإمام عليعليه‌السلام راجع: ذخائر العقبى ص ٦٦، صحيح الترمذي ج ٥ / ٣٠٠ ح ٣٨٠٤، كفاية الطالب للكنجي الشافعي ص ١٩٣ و ١٩٤ ط الحيدرية وص ٨٢ و ٨٣ ط الغرى، الفصول المهمة لابن الصباغ ص ٢١، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٢٠ و ٢٢ و ٢٣ و ٢٤، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ص ٣٧ ح ٥٧ و ٥٩ و ٦٠ و ٦٥، المناقب للخوارزمي ص ٧، نظم درر السمطين للزرندي ص ٩٤ و ٩٥، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٧٠، السيرة النبوية لابن هشام ج ٢ / ١٠٨ ط بيروت، أسد الغابة ج ٢ / ٢٢١ وج ٣ / ١٣٧ وج ٤ / ٢٩، شرح نهج البلاغة لابن أبى الحديد ج ١٨ / ٢٤ وج ٦ / ١٦٧ بتحقيق أبو الفضل وج ٢ / ٦١ و ٤٥٠ ط ١، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ١٨، إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار ص ١٤٠ ط العثمانية وص ١٥٤ ط السعيدية، مجمع الزوائد ج ٩ / ١١٢، فتح الملك العلى بصحة حديث باب مدينة العلم علي ص ٤٨ ط الحيدرية وص ١٩ ط مصر، الإصابة لابن حجر ج ٢ / ٥٠٧، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٣ / ٣٥، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٠٣ ح ١٤٣ و ١٤٤ و ١٤٨ و ١٥٠ و ١٦٧ و ١٦٨، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٣ / ٢٢، منتخب كنز العمال بهامش =>

٥١٠

ووليه(٧٥٣) ، وصاحب العناء وحسن البلاء بتأسيس دينه ووصيه، ومن شهد الرسول بأنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله(٧٥٤) ، وانه منه

____________________

=> مسند أحمد ج ٥ / ٣٠ و ٤٥ و ٤٦، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٢٠ و ٢٢١ و ٢٢٢ و ٢٧٧ ط ٢، جامع الأصول لابن الأثير ج ٩ / ٤٦٨، مصابيح السنة للبغوي ج ٢ / ١٧٥، كنز العمال ج ١٥ / ٩٢ ح ٢٦٠ و ٢٧١ و ٢٨٦ و ٢٩٩ و ٣٠٤ و ٣٢٥ و ٣٣٤ و ٣٥٠ و ٣٥٥ و ٣٦٥ و ٣٨٣ ط ٢ بحيدر آباد، فرائد السمطين ج ١ / ١١١ و ١١٧ و ٣٢١، إحقاق الحق للتستري ج ٤ / ١٧١ وج ٦ / ٤٦٢، الغدير للأميني ج ٣ / ١١٣ وغيرها من مئات المصادر ولأجل المزيد من الاطلاع على بقية المصادر راجع: سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم (٤٥٩ و ٤٨٢ و ٤٨٤ و ٤٨٨ و ٤٩٠ و ٤٩٢ و ٤٩٣ و ٤٩٤ و ٤٩٥ و ٤٩٦ و ٤٩٧ و ٤٩٨ و ٤٩٩ و ٥٠٠ و ٥٠١ و ٥٠٢ و ٥٠٤ و ٥٠٥ و ٥٠٦) ففيها ما يشفى الغليل.

(٧٥٣) مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ٢٧٨ ح ٣٢٣، المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٣٢، تلخيص المستدرك للذهبي بذيله، مسند أحمد بن حنبل ج ٥ / ٢٥ بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٦١ - ٦٤ ط الحيدرية وص ١٥ ط بيروت وص ٨ ط التقدم بمصر، ذخائر العقبى ص ٨٧. راجع بقية المصادر في سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم (٤٦٨ و ٧٤١).

(٧٥٤) هذا اشارة إلى الحديث المتواتر عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله في يوم خيبر والمعروف بحديث الراية وهو قوله: " لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ولا يرجع حتى يفتح على يديه قال فدعى علياعليه‌السلام فأعطاه الراية فسار بها ففتح الله عليه ". وهناك ألفاظ أخرى أيضا. وهذا الحديث رواه عدة من أصحاب الرسول الأكرمصلى‌الله‌عليه‌وآله منهم: عمران بن حصين، أبو هريرة، سلمة بن الاكوع، أبو سعيد الخدرى، بريدة، سعد بن أبى وقاص، سهل بن سعد الساعدي، أبو رافع مولى رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، عكرمة جابر بن عبدالله الأنصاري، أم موسى، علي بن أبي طالب، عبدالرحمن بن أبى ليلى =>

٥١١

بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بنبي ولكنه وزير النبوة(٧٥٥) وإمام الأمة

____________________

=> راجع: صحيح مسلم ج ٥ / ١٨٩ وج ٧ / ١٢١ ط محمد على صبيح وص ١٤٤٠ - ١٤٤١ وص ١٨٧١ ط محمد فؤاد، الطبقات لابن سعد ج ٢ / ١١١ ط مصر وج ٢ ق ١ / ٨٠ - ٨١ ط لندن، مسند أحمد بن حنبل ج ١ / ١٨٥ وج ٤ / ٥٢ وج ٥ / ٣٥٣، مستدرك الحاكم ج ٣ / ٣٨ و ٤٣٧ و ١٠٨، سنن البيهقي ج ٩ / ١٣١، البداية والنهاية ج ٤ / ١٨٦ و ١٨٨ وج ٧ / ٣٣٨، نهاية الارب ج ١٧ / ٢٥٢، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ١٧٦ ح ٢١٣ - ٢٢٤، فرائد السمطين للحمويني ج ١ / ٢٥٩ ح ٢٠٠ و ٢٠١ و ٢٠٢ و ٢٠٣ و ٢٠٤ و ٢٠٥ و ٢٠٦ ط ١ بيروت، تهذيب التهذيب ج ٧ / ٤٨٠، الروض الانف للسهيلي ج ٢ / ٢٢٢٩، مجمع الزوائد ج ٩ / ١٢٤، تاريخ الإسلام للذهبي ج ٢ / ١٩٤، صبح الأعشى ج ١٠ / ١٧٤، حلية الأولياء ج ١ / ٦٢، عمدة القاري ج ١٤ / ٣١٣، السيرة الحلبية ج ٣ / ٣٧، المناقب للخوارزمي ص ٩٥، ينابيع المودة للقندوزي ص ٩٥، شيخ المضيرة أبو هريرة ص ١٩٤، كفاية الطالب للكنجي ص ٣٨ ط الغرى وص ١٦ ط مصر و ٢١ ط إيران وص ٩٨ و ١٠٤ ط الحيدرية، تاريخ بغداد ج ٨ / ٥، تاريخ الطبري ج ٣ / ١١ ط دار المعارف وج ٢ / ٣٠٠ ط دار الاستقامة، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ٢٩، صحيح الترمذي ج ١٣ / ١٧١ ط الصاوي، خصائص أمير المؤمنين للنسائي رواه بعدة طرق، نزل الأبرار ص ٤٣، أسد الغابة ج ٤ / ٢١ و ٣٣٤، السيرة النبوية لابن هشام ج ٢ / ٣٣٠، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١٥٧ وما بعدها، مسند الكلابي المعروف بابن اخت تبوك المطبوع بآخر المناقب لابن المغازلي ص ٤٤٣ ط طهران. راجع بقية المصادر فيما تقدم تحت رقمي (٤٧٤ و ٦٨٠).

(٧٥٥) اشارة إلى الحديث المتواتر عن النبي الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله لعلىعليه‌السلام : " أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا انه لا نبي بعدى ". سوف يأتي مع مصادره. وراجع سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ١١٧ رقم (٤٧٥) ط بيروت. (*)

٥١٢

ووالد سبطي رسول الله(٧٥٦) وريحانتيه من الدنيا(٧٥٧) ، الحسن والحسين

____________________

(٧٥٦) اشارة إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " ان الله جعل ذرية كل نبي من صلبه وان الله عز وعلا جعل ذرية محمد من صلب علي بن أبي طالبعليه‌السلام " وغيره من الألفاظ المتعددة. راجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ٤٩ ح ٧٢، فرائد السمطين للحمويني ج ١ / ٣٢٤، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ١١٢ ح ١٥٢ وج ٢ / ١٥٩ ح ٦٤٣، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٣٦ ط التقدم وص ١٢٢ ط الحيدرية وص ٨٥ ط بيروت، ينابيع المودة للقندوزي ص ٥٣ ط اسلامبول وص ٥٩ ط الحيدرية، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٢١ ط ٢، المناقب للخوارزمي ص ٢٧، المستدرك للحاكم ج ٣ / ٢١٧، تلخيص المستدرك للذهبي بذيله، الفتح الكبير للنبهاني ج ١ / ٣٣٠، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ٢٢٩ رقم (٤٩٧ و ٧٣٨)، ذخائر العقبى ص ٦٧.

(٧٥٧) اشارة إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله " ان الحسن والحسين هما ريحانتاى من الدنيا ". راجع: صحيح الترمذي ج ٤ / ٣٣٩ وبشرح الاحوذي ج ١٣ / ١٩٣، مسند أحمد ابن حنبل تحت رقم (٥٥٦٨ و ٥٩٤٠ و ٥٩٧٥) ط دار المعارف بمصر، صحيح البخاري ك الفضائل ب مناقب الحسن والحسين ج ٥ / ٣٣ وفى باب رحمة الولد ج ٧ / ٨ وباب الأدب المفرد ص ١٤، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ١٢٤ ط الحيدرية، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ ص ح ٥٨، أنساب الأشراف للبلاذري ج ٣ / ٢٢٧ ح ٨٥ ط ١، فرائد السمطين للحمويني ج ٢ / ١٠٩ ح ٤١٥، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج ٣ / ٨٣، الفتح الكبير للنبهاني ج ١ / ٢٩٨، ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر ص ٨٥ ح ١٤٤ ط بيروت، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ٩١، ذخائر العقبى ص ١٢٤، نزل الأبرار ص ٩٢ (*).

٥١٣

سيدي شباب أهل الجنة(٧٥٨) ، شبر الأمة وشبيرها(٧٥٩) ، ولعن معهم عبدالله بن عباس حبر الأمة وابن عم نبيها.

____________________

(٧٥٨) قول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله : " الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة " كما عن ابن عباس وبريدة وفى رواية أخرى بزيادة: " وأبوهما خير منهما " كما عن ابن عمر وابن مسعود. هذا الحديث من الأحاديث المشهورة بين الأمة الإسلامية أجمع. راجع: فرائد السمطين للحمويني ج ٢ / ٩٨ ح ٤٠٩ و ٤١٠ و ٤٢٨، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق لابن عساكر ص ٤٥ ح ٦٦ - ٧١، المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٦٧، فضائل الخمسة من الصحاح الستة ج ٣ / ٢١٥، الفتح الكبير للنبهاني ج ٢ / ٨٠، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ٩٢، ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر ص ٧٩ ح ١٣٨ و ١٣٩ و ١٤٠ و ١٤١ و ١٤٢ و ١٤٣ ط بيروت بتحقيق المحمودي، أخبار اصبهان ج ٢ / ٣٤٣، المسند لأحمد ج ٣ / ٦٢ و ٨٢ ط ١، الإصابة ج ١ / ٢٥٥، المعيار والموازنة ص ٢٠٦ و ١٥١ ط بيروت، الخصائص للنسائي ص ١١٨ ط الحيدرية، كنز العمال ج ٦ / ٢٢١ ط ١، أسنى المطالب في أحاديث مختلف المراتب للحوت ص ١٣٢ ح ٥٨٩ ط بيروت، ذخائر العقبى ص ٩٢ و ١٢٩، الجامع الصغير ح ٣٨٢٢، صحيح الجامع الصغير للألباني ح ٣١٧٧، الأحاديث الصحيحة للألباني ح ٩٧٦، المقاصد الحسنة للسخاوي ح ٤٠٧، تمييز الطيب من الخبيث للشيباني ح ٥٣٢، كشف الخفا للعجلوني ح ١١٣٩، سنن ابن ماجة ح ١٠٨، حلية الأولياء ج ٥ / ٥٨ و ٧١ وج ٤ / ١٣٩ و ١٤٠، الدرر المتناثرة للسيوطي ح ١٨٧، تاريخ بغداد للخطيب ج ٢ / ١٨٥ وج ٤ / ٢٠٧ وج ٦ / ١٣٢ وج ٩ / ٢٣٢ وج ١١ / ٩٠، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ١ / ٣٧٦، نزل الأبرار للبدخشانى ص ٩٣ عن عدة من الرواة.

(٧٥٩) اشارة إلى قولهصلى‌الله‌عليه‌وآله : " سمى هارون ابنيه شبرا وشبيرا واني سميت ابني الحسن والحسين بما سمى به هارون ابنيه شبر وشبيرا " ويوجد بألفاظ أخرى. راجع: مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي ص ٣٧٩ ح ٤٢٦، المستدرك =>

٥١٤

لعنهم مع ما علم من وجوب تعظيمهم بحكم الضرورة من دين الإسلام، ومع ما ثبت بالعيان والوجدان من شرف مقامهم لدى سيد الأنام، وكيف لا يكونون كذلك وهم أهل بيت النبوة وموضع الرسالة، ومختلف الملائكة، ومهبط الوحي والتنزيل، ومعدن العلم والتأويل(٧٦٠) .

=> للحاكم ج ٣ / ١٦٥ و ١٦٨، مسند أحمد ج ١ / ٩٨ ط ١ وج ٢ / ١٥٥ ح ٧٦٩ بسند صحيح ط دار المعارف بمصر، الصواعق المحرقة لابن حجر ص ١١٥ ط الميمنية وص ١٩٠ ط المحمدية، مجمع الزوائد ج ٨ / ٥٢، الاستيعاب بذيل الإصابة ج ٣ / ١٠٠ ط مصر بتحقيق الزيني، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١٩٣، الفتح الكبير للنبهاني ج ٢ / ١٦١، ذخائر العقبى ص ١٢٠، ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر ص ١٦ ح ١٩ و ٢٠ و ٢١ و ٢٢، ترجمة الإمام الحسين من تاريخ دمشق ص ١٩ ط ١.

____________________

(٧٦٠) قد نزلت في فضلهم وعلو مقامهم مئات الآيات وآلاف الأحاديث وقد ألفت في فضائلهم ومناقبهم مئات الكتب ذهب الكثير منها وبقى القليل وقد طبع منها عشرات الكتب فعلى سبيل المثال راجع: شواهد التنزيل في الآيات النازلة في أهل البيت للحاكم الحسكاني الحنفي من أعلام القرن الخامس الهجري ذكر فيه (٢١٠) من الآيات التي نزلت في أهل البيت بروايات متعددة تبلغ (١١٦٣) رواية طبع في بيروت، إحقاق الحق للقاضي التستري مع تعاليق وملاحق آية الله العظمى المرعشي النجفي ١ - ١٦ ط طهران عبقات الأنوار للسيد حامد الهندي ط في الهند واصفهان وقد ترجم بعض أجزائه إلى العربية وطبع في قم المقدسة وبيروت، الغدير للأميني ١ - ١١ ط بيروت، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر الشافعي ١ - ٣ ط بيروت، مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي الشافعي ط ١ بطهران، فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم ١ - ٢ ط بيروت، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ط في اسلامبول وصيدا والنجف وإيران، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي ط الحيدرية، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ط الحيدرية وغيرها، نور الأبصار للشبلنجي إسعاف الراغبين للصبان ط مصر، المناقب للخوارزمي الحنفي ط الحيدرية، فضائل الخمسة =>

٥١٥

لم يكتف معاوية بذلك مقتصرا فيه على نفسه، حتى أمر الناس بلعن أخي الرسول، وكفؤ البتول، وأبي الأئمة، وسيد الأمة لا يدافع، وحمل الناس كافة على هذا المنكر طوعا وكرها بالترهيب والترغيب وجعله سنة يجهر بها على منابر المسلمين في كل عيد وجمعة، وما زال الخطباء في جميع الانحاء تعد تلك المنكرة الفظيعة جزءا من خطبة الجمعة والعيدين إلى سنة ٩٩ فأزالها خير بني مروان عمر بن عبد العزيز جزاه الله خيرا، وهذا كله معلوم بالتواتر(٧٦١)

____________________

=> من الصحاح الستة ط النجف، خصائص أمير المؤمنين للنسائي الشافعي ط التقدم العلمية بمصر وط بيروت والنجف، نزل الأبرار ط طهران.

(٧٦١) العقد الفريد ج ٢ / ٣٠١، أسد الغابة ج ١ / ١٣٤، الإصابة ج ١ / ٧٧، الغدير للأميني ج ١٠ / ٢٦٠ و ٢٦٥ وج ٨ / ١٦٤ - ١٦٧، المحلى لابن حزم ج ٥ / ٨٦.

الذين يلعنون علي بن أبي طالبعليه‌السلام امتثالا لأمر معاوية منهم :

١ - بسر بن أرطاة. تاريخ الطبري ج ٦ / ٩٦ ط مصر.

٢ - كثير بن شهاب. الكامل لابن الأثير ج ٣ / ١٧٩.

٣ - المغيرة بن شعبة: المستدرك للحاكم ج ١ / ٣٨٥، مسند أحمد ج ١ / ١٨٨ ط ١ وج ٤ / ٣٦٩، الأغاني ج ١٦ / ٢، شرح ابن أبى الحديد ج ١ / ٣٦٠، شيخ المضيرة أبو هريرة ص ١٩٨، الغدير ج ١٠ / ٢٦٣ وج ٦ / ١٤٣، رسائل الجاحظ ص ٩٢، الأذكياء ص ٩٨.

٤ - مروان بن الحكم. تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٢٧، الصواعق المحرقة لابن حجر ص ٣٣، الغدير ج ١٠ / ٢٦٣.

٥ - زياد بن سمية. الغدير ج ٣ / ٣١.

٦ - عمرو بن سعيد بن العاص الاشدق. ارشاد الساري شرح صحيح البخاري ج ٤ / ٣٦٨، الغدير ج ١٠ / ٢٦٤.

الذين أمرهم معاوية باللعن للإمام أمير المؤمنين (ع) وامتنعوا منهم :

١ - سعد بن أبى وقاص. سوف تأتى مصادره.

٢ - عقيل بن أبى طالب. العقد الفريد ج ٢ / ١٤٤، المستطرف ج ١ / ٥٤

٥١٦

فراجع ما شئت من كتب الاخبار(١) تعرف الحقيقة فيما قلناه. وكان الحسنعليه‌السلام قد شرط على معاوية حيث اصطلحا شروطا منها أن لا

____________________

=> ٣ - عبيد الله بن عمر بن الخطاب. وقعة صفين لنصر ابن مزاحم ص ٩٢، شرح النهج لابن أبى الحديد ج ١ / ٢٥٦.

٤ - صيفي بن فسيل. تاريخ الطبري ج ٦ / ١٤٩، الغدير ج ١٠ / ٢٦٢.

٥ - حجر بن قيس المدري. المستدرك ج ٢ / ٣٥٨، الغدير للأميني ج ١٠ / ٢٥٧.

٦ - الاحنف بن قيس. العقد الفريد ج ٢ / ١٤٤ ط قديم، المستطرف ج ١ / ٥٤، الغدير ج ١٠ / ٢٦١.

وكان جملة من الأشخاص يلعنون عليا راجع ذلك في: الغدير ج ٥ / ٢٩٤.

كان في عهد بني أمية سبعون ألف منبر يلعن عليها سيد الوصيين وأخي رسول رب العالمين وحبيب اله العالمين الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام . راجع: الغدير ج ٢ / ١٠٢ وج ١٠ / ٢٦٦ نقلا عن الزمخشري في ربيع الأبرار عن السيوطي والشيخ أحمد الحفظي الشافعي.

والذي يظهر من التأريخ ان عمر بن عبد العزيز منع عن لعن أمير المؤمنينعليه‌السلام في الخطبة فحسب وأما مطلق اللعن فلم يعلم انه منع عنه وعاقب عليه. راجع: مروج الذهب ج ٢ / ١٦٧، تاريخ اليعقوبي ج ٣ / ٤٨ ط الغرى، الكامل في التاريخ ج ٧ / ١٧، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص ١٦١، الغدير ج ١٠ / ٢٦٦. ومهما يكن من قصده في نهيه فانها تعد من حسناته.

وقال السبط بن الجوزي في تذكرة خواص الأئمة ص ٦٣ نقلا عن الغزالي: استفاض لعن علىعليه‌السلام على المنابر ألف شهر وكان ذلك بأمر معاوية أتراهم أمرهم بذلك كتاب أو سنة أو إجماع ؟ ".

(١) لعلك تراجع كلام الشارحين لنهج البلاغة عند انتهائهم من شروحهم إلى قول أمير المؤمنينعليه‌السلام : أما أنه سيظهر عليكم بعدى رجل رحب البلعوم مندحق البطن يأمركم بسبي والبراءة منى. الخ، وإياكم أن يفوتكم شرح ابن أبى الحديد لهذا الكلام فعليكم منه ص ٤٦٣ والتي بعدها من المجلد الأول طبع بيروت ففيه العجب العجاب وأفحش ما يكون من السباب (منه قدس) (*).

٥١٧

يشتم أباه، فلم يجبه إلى هذه وأجابه إلى ما سواها، فطلب الحسنعليه‌السلام عندها أن لا يسمعه شتم أبيه، قال ابن الأثير في كامله، وابن جرير في تاريخ الامم والملوك، وأبو الفداء وابن الشحنة، وكل من ذكر صلح الحسن ومعاوية: فأجابه إلى ذلك ثم لم يف له به. آه(٧٦٢) .

بل شتم عليا والحسن على منبر الكوفة، فقام الحسينعليه‌السلام ليرد عليه فأجلسه الحسن سلام الله عليه ثم قام - بأبي وأمي - ففضح معاوية وألقمه حجرا، ذكر هذه القضية أبو الفرج الاصفهاني المرواني في مقاتل الطالبيين، وغير واحد من أهل السير والأخبار(٧٦٣) .

ولم يزل معاوية يلعن أمير المؤمنين ويبرأ منه أمام البر والفاجر، ويحمل عليهما الأكابر والاصاغر، حتى أمر بذلك الأحنف بن قيس(٧٦٤) فلم يجيبه وطمع في عقيل بن أبي طالب فكلفه به فلم يفعل(٧٦٥) .

____________________

(٧٦٢) تاريخ الطبري ج ٦ / ٩٢ ط قديم، الكامل لابن الأثير ج ٣ / ١٧٥ ط قديم البداية والنهاية ج ٨ / ١٤، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي ص ١١٣، الإتحاف للشبراوي ص ١٠، المختصر في أخبار البشر ج، الغدير ج ١٠ / ٢٦٢، ترجمة الإمام الحسن من تاريخ دمشق لابن عساكر ص ١٨٦، مقاتل الطالبيين ص ٤٥.

(٧٦٣) مقاتل الطالبيين ص ٤٦ ط الحيدرية. شرح النهج لابن أبى الحديد ج ٤ / ١٦ ط ١، الغدير للأميني ج ١٠ / ١٦٠، الإتحاف بحب الأشراف ص ١٠، المستطرف ج ١ / ١٥٧.

(٧٦٤) نص على ذلك أبو الفداء في أحداث سنة ٦٧ فراجع (منه قدس). وراجع: العقد الفريد ج ٢ / ١٤٤ ط قديم، المستطرف ج ١ / ٥٤، الغدير ج ١٠ / ١٦١، شيخ المضيرة أبو هريرة ص ١٩٥.

(٧٦٥) العقد الفريد ج ٢ / ١٤٤ ط قديم، المستطرف ج ١ / ٥٤، الغدير ١٠ / ٢٦٠ (*).

٥١٨

وعن عامر بن سعد بن أبي وقاص، (فيما أخرجه مسلم في باب فضائل علي من صحيحه) قال: أمر معاوية سعد بن أبي وقاص فقال له: ما منعك أن تسب أبا تراب ؟. فقال: أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله فلن أسبه لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يقول له وقد خلفه في بعض مغازيه. فقال له: يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟. فقال له رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى الا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله.

(قال) فتطاولنا لها فقال: ادعو لي عليا. فأتي به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه.

(قال) ولما نزلت هذه الآية:( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) دعا رسول الله عليا وفاطمة وحسنا وحسينا. فقال: اللهم هؤلاء أهلي آه(٧٦٦) .

____________________

(٧٦٦) وقد أخرجه النسائي في الخصائص العلوية والترمذي في صحيحه وصاحب الجمع بين الصحيحين وصاحب الجمع بين الصحاح الستة (منه قدس).

صحيح مسلم ج ٢ / ٣٦٠ ط الحلبي بمصر وج ٧ / ١٢٠ ط صبيح وص ١٨٧١ ط محمد فؤاد، صحيح الترمذي ج ٥ / ٣٠١ ح ٣٨٠٨ ط دار الفكر وج ١٣ / ١٧١ ط مع شرح الاحوذي، ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق لابن عساكر ج ١ / ٢٠٦ ح ٢٧١ و ٢٧٢، المستدرك للحاكم ج ٣ / ١٠٨ و ١٥٠، خصائص أمير المؤمنين للنسائي ص ٤٨ و ٨١ ط الحيدرية، نظم درر السمطين للزرندي ص ١٠٧، كفاية الطالب للكنجي ص ٨٤ - ٨٦ ط الحيدرية وص ٢٧ ط الغرى، المناقب للخوارزمي ص ٥٩، أسد الغابة ج ٤ / ٢٥، الإصابة ج ٢ / ٥٠٩، جامع الأصول لابن الأثير ج ٩ / ٤٦٩، الرياض النضرة ج ٢ / ٢٤٧ ط ٢، فرائد السمطين ج ١ / ٣٧٨ ح ٣٠٧، شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج ٢ / ١٩ ح ٦٥٤، مروج الذهب للمسعودي ج ٣ / ١٤ ط بيروت، الغدير ج ١ / ٢٥٧ وج ٣ / ٢٠٠، مقتل الحسين للخوارزمي ج ١ / ٢ ط الزهراء، أضواء على السنة المحمدية ص ٢١٧. وراجع ما تقدم تحت رقم (٤٧٤) (*).

٥١٩

وقد علم أهل الأخبار كافة ان معاوية لم يقتل حجرا وأصحابه الابدال إلا لامتناعهم عن لعن أمير المؤمنين، ولو أجابوه لحقنت دماؤهم فراجع مقتل حجر من أوائل الجزء ١٦ من كتاب الأغاني لأبي الفرج الاصفهاني، وأحداث سنة ٥١ من تاريخي ابن جرير وابن الأثير(٧٦٧)

وغيرهما لتعلم الحقيقة وتعرف ان عبدالرحمن بن حسان العنزي لما أبى أن يلعن عليا في مجلس معاوية أرسله إلى زياد وأمره أن يقتله قتلة ما قتلها أحد في الإسلام، فدفنه زياد حيا(٧٦٨) ، وما زال معاوية يحمل الناس على لعن أمير المؤمنين بكل طريق(٧٦٩) ، وقد قال له قوم من بني أمية - كما في أواخر ص ٤٦٣ من المجلد الأول من شرح النهج الحميدي طبع بيروت -: يا أمير المؤمنين انك قد بلغت ما أملت فلو كففت عن لعن هذا الرجل. فقال: لا والله حتى يربو عليها فالصغير، ويهرم عليها الكبير ولا يذكر له ذاكر فضلا.

هذا مع ما صح من نص رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ قال: " من سب عليا فقد سبني "(٧٧٠) أخرجه الحاكم وصححه.

وأخرج الإمام أحمد (في ص ٣٢٣

____________________

=> وتوجد هذه الرواية بطرق مختلفة: راجع: ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق ج ١ / ٢٠٩ ح ٢٧٣ - ٢٨١، الغدير ج ١٠ / ٢٥٧، سبيل النجاة في تتمة المراجعات ص ٢١٨ رقم (٧٠٣).

(٧٦٧) تاريخ الطبري ج ٥ / ٩٥ - ١٠٥ و ٢٥٣ - ٢٨٠، الكامل لابن الأثير ج ٣ / ٣٥٢ - ٣٥٧ و ٤٧٢ - ٤٨٨. وراجع بقية المصادر تحت رقم (٦٨٣) والغدير ج ١٠ / ١٦٠، الإمامة والسياسة ج ١ / ١٣١ وفى طبع آخر ص ١٤٨، جمهرة الرسائل ج ٢ / ٦٧.

(٧٦٨) الغدير ج ١١ / ٥٢.

(٧٦٩) الغدير ج ١٠ / ٢٥٧ - ٢٦٧ وراجع ما تقدم تحت رقم (٧٦١).

(٧٧٠) ذخائر العقبى ص ٦٦، سبيل النجاة في تتمة المراجعات تحت رقم (٥٧٠)، وراجع ما يأتي قريبا تحت رقم (٧٧٢).

٥٢٠

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

541

542

543

544

545

546

547

548

549

550

551

552

553

554

555

556

557

558

559

560

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629