النص والاجتهاد

النص والاجتهاد9%

النص والاجتهاد مؤلف:
تصنيف: مناظرات وردود
الصفحات: 629

النص والاجتهاد
  • البداية
  • السابق
  • 629 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 165806 / تحميل: 7981
الحجم الحجم الحجم
النص والاجتهاد

النص والاجتهاد

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة


1

2

3

4

5

6

7

8

9

10

11

12

13

14

15

16

17

18

19

20

21

22

23

24

25

26

27

28

29

30

31

32

33

34

35

36

37

38

39

40

41

42

43

44

45

46

47

48

49

50

51

52

53

54

55

56

57

58

59

60

61

62

63

64

65

66

67

68

69

70

71

72

73

74

75

76

77

78

79

80

81

82

83

84

85

86

87

88

89

90

91

92

93

94

95

96

97

98

99

100

101

102

103

104

105

106

107

108

109

110

111

112

113

114

115

116

117

118

119

120

121

122

123

124

125

126

127

128

129

130

131

132

133

134

135

136

137

138

139

140

141

142

143

144

145

146

147

148

149

150

151

152

153

154

155

156

157

158

159

160

161

162

163

164

165

166

167

168

169

170

171

172

173

174

175

176

177

178

179

180

181

182

183

184

185

186

187

188

189

190

191

192

193

194

195

196

197

198

199

200

201

202

203

204

205

206

207

208

209

210

211

212

213

214

215

216

217

218

219

220

221

222

223

224

225

226

227

228

229

230

231

232

233

234

235

236

237

238

239

240

241

242

243

244

245

246

247

248

249

250

251

252

253

254

255

256

257

258

259

260

261

262

263

264

265

266

267

268

269

270

271

272

273

274

275

276

277

278

279

280

281

282

283

284

285

286

287

288

289

290

291

292

293

294

295

296

297

298

299

300

301

302

303

304

305

306

307

308

309

310

311

312

313

314

315

316

317

318

319

320

321

322

323

324

325

326

327

328

329

330

331

332

333

334

335

336

337

338

339

340

341

342

343

344

345

346

347

348

349

350

351

352

353

354

355

356

357

358

359

360

361

362

363

364

365

366

367

368

369

370

371

372

373

374

375

376

377

378

379

380

381

382

383

384

385

386

387

388

389

390

391

392

393

394

395

396

397

398

399

400

الإمام علي في ميزان الاعتبار: ٦٦

استغلال لقب المهدي: ٦٧

موقف كل خليفة منهم على حدة: ٧١

جانب من رسالة الخوارزمي لأهل نيشابور: ٨٥

سياسة العباسيين مع الرعية ٩١

نظرة عامة: ٩١

تفصيل مواقف الخلفاء مع الرعية: ٩٥

وصية إبراهيم الإمام: ١٠٧

ولا مجال ثمة للشك: ١١١

وبعد فلا بد لنا من كلمة أخرى: ١١١

العباسيون في حياتهم الخاصة: ١١٢

وفي نهاية المطاف: ١١٣

فشل سياسة العباسيين ضد العلويين. ١١٣

سؤال لا بد منه: ١١٣

أما الجواب: ١١٤

ولعل الأهم من ذلك كله: ١١٥

التشيع للعلويين: ١١٦

الخطر الحقيقي: ١١٨

القسم الثاني. ١٢٠

ظروف البيعة وأسبابها ١٢٠

شخصية الإمام الرضا عليه‌السلام.... ١٢٠

لمحات: ١٢٠

فأما علمه، وورعه وتقواه: ١٢٢

وأما مركزه وشخصيته عليه‌السلام: ١٢٣

وأما ما جرى في نيسابور: ١٢٥

وها نحن أمام نصوص أخرى: ١٢٧

٤٠١

وفي نهاية المطاف: ١٢٨

من هو المأمون؟ ١٢٨

لمحات: ١٢٨

ميزات وخصائص: ١٢٩

ما يقال عن المأمون: ١٣٠

شهادة ذات أهمية: ١٣٢

آمال المأمون وآلامه ١٣٥

العباسيون لا يرضون بالمأمون! ١٣٥

مركز الأمين هو الأقوى: ١٣٨

محاولات الرشيد لصالح المأمون: ١٤١

مركز المأمون ظل في خطر: ١٤٢

على من يعتمد المأمون؟ ١٤٥

موقف العلويين من المأمون: ١٤٦

موقف العرب من المأمون، ونظام حكمه: ١٤٦

لا بد من اختيار خراسان: ١٤٩

تشيع الإيرانيين: ١٥٠

ما هو سر تشيع الإيرانيين؟ ١٥١

عودة على بدء: ١٥٣

كيف يثق العرب بالمأمون؟! ١٥٤

قتل الأمين وخيبة الأمل: ١٥٤

المأمون في الحكم: ١٥٦

أما سياسته مع العرب: ١٥٦

والإيرانيون أيضاً لم يكونوا أحسن حالاً: ١٥٧

المأمون مع الرعية عموماً: ١٥٨

وماذا بعد الوصول إلى الحكم: ١٥٩

الموقف الصعب: ١٦٠

٤٠٢

ثورات العلويين. وغيرهم: ١٦١

الزعيم العباسي الأول يعترف: ١٦٣

دلالة هامة: ١٦٤

عودة على بدء: ١٦٥

الناس لم يبايعوا المأمون كلهم بعد: ١٦٦

المأمون يدرك حراجة الموقف: ١٦٧

ماذا يمكن للمأمون أن يفعل: ١٦٨

ظروف البيعة وأسبابها ١٦٨

إنقاذ الموقف!. كيف؟! ١٦٨

لا بد من الاعتماد على النفس: ١٦٩

أي الأساليب أنجع: ١٧١

خطة المأمون: ١٧٢

فبينما نراه من جهة: ١٧٢

نراه من جهة ثانية ١٧٣

وأيضاً. لا بد من خطوة أخرى. ١٧٧

لم يبق إلا خيار واحد: ١٧٧

مع رسالة الفضل بن سهل للإمام: ١٧٨

ملاحظات لا بد منها: ١٧٩

ملاحظات هامة: ١٨٠

أهداف المأمون من البيعة: ١٨٦

ملاحظة لا بد منها: ٢١٣

سؤال وجوابه: ٢١٥

رأي الناس فيمن يتصدى للحكم: ٢١٦

العلويون يدركون نوايا المأمون: ٢١٨

موقف الإمام في مواجهة مؤامرات المأمون: ٢٢٠

المأمون في قفص الاتهام: ٢٢١

٤٠٣

مع المأمون في وثيقة العهد: ٢٢٢

كلمة أخيرة: ٢٢٤

أسباب البيعة لدى الآخرين. ٢٢٤

أحمد أمين المصري، وأسباب البيعة: ٢٢٤

آراء أحمد أمين في الميزان: ٢٢٥

رأي غريب آخر في البيعة: ٢٢٨

وفريق آخر يرى: ٢٢٩

ولكنه رأي لا تمكن المساعدة عليه: ٢٢٩

الفضل في قفص الاتهام: ٢٣٠

الفضل بريء من كل ما نسب إليه: ٢٣١

موقف الإمام من الفضل ينفي نسبة التشيع له: ٢٣٤

والمأمون نفسه يستنكر ذلك: ٢٣٤

أما حصيلة هذه الجولة: ٢٣٥

ولعل الفضل كان مخدوعاً!. ٢٣٦

الفضل يقع في الشرك: ٢٣٧

لماذا الإصرار على اتهام الفضل: ٢٣٨

احتمال وجيه جداً: ٢٤٠

القسم الثالث.. ٢٤١

أضواء على الموقف.. ٢٤١

عرض الخلافة، ورفض الإمام عليه‌السلام.... ٢٤١

نصوص تاريخية: ٢٤١

قبول ولاية العهد بعد التهديد. ٢٤٤

مع محاولات المأمون لإقناع الإمام: ٢٤٤

بعض ما يدل على عدم رضا الإمام عليه‌السلام: ٢٤٥

أما الباحثون وغيرهم فيقولون: ٢٤٧

مدى جدية عرض الخلافة ٢٤٨

٤٠٤

عرض الخلافة ليس جدياً.. ٢٤٨

الإجابة على السؤال الأول: ٢٤٨

المأمون يرتبك في تبريراته: ٢٥٠

مع تبريرات المأمون تلك: ٢٥١

الإمام يدرك أهداف المأمون من عرض الخلافة: ٢٥٣

ويبقى هنا سؤال: ٢٥٣

والجواب: ٢٥٣

وفي النهاية: ٢٥٨

موقف الإمام عليه‌السلام.... ٢٥٩

سؤال يطرح نفسه: ٢٥٩

لا يرضى الإمام عليه‌السلام ، ولا يقتنع المأمون: ٢٦٠

هي قضية مصير: ٢٦١

مبررات قبول الإمام لولاية العهد: ٢٦٣

هل الإمام راغب في هذا الأمر: ٢٦٤

فالسلبية إذن هي الموقف الصحيح: ٢٦٦

لا بد من خطة لمواجهة الموقف: ٢٦٦

خطة الإمام عليه‌السلام.... ٢٦٧

انحراف الحكام: ٢٦٧

العلماء المزيفون وعقيدة الجبر: ٢٦٧

عقيدة الخروج على سلاطين الجور: ٢٦٧

والذي زاد الطين بلة: ٢٦٨

الأئمة في مواجهة مسؤولياتهم: ٢٦٩

وأما عن الإمام الرضا بالذات: ٢٦٩

الخطة الحكيمة: ٢٦٩

مواقف لم يكن يتوقعها المأمون: ٢٧٠

الحكم ليس امتيازاً وإنما هو مسؤولية: ٣٠٩

٤٠٥

وفي نهاية المطاف نقول: ٣١١

القسم الرابع. ٣١١

من خلال الأحداث.. ٣١١

مع بعض خطط المأمون. ٣١١

التوجيهات الراضية غير مقبولة: ٣١١

المأمون يفضح نفسه: ٣١٢

والذي يعنينا الحديث عنه هنا: ٣١٣

لماذا على البصرة فالأهواز: ٣١٤

الإمام يرفض كل مشاركة تعرض عليه: ٣١٨

الاختبار لشعبية الإمام عليه‌السلام: ٣١٩

سؤال.. وجوابه: ٣١٩

وأما كتمه لفضائل الإمام عليه‌السلام: ٣١٩

الشائعات الكاذبة! ٣٢٠

التركيز على إفحام الإمام عليه‌السلام: ٣٢٢

وحتى مع الإمام الجواد قد حاول ذلك: ٣٢٤

ملاحظة لا بد منها: ٣٢٥

الإمام يقول: المأمون سوف يندم: ٣٢٦

الاقتراح العجيب: ٣٢٦

موقف بغداد من المأمون والبيعة للرضا عليه‌السلام: ٣٢٧

وأما نصب ابن شكلة: ٣٢٨

المأمون: هو الذي ينقل لنا اقتراحه العجيب: ٣٢٩

ولماذا هذا العرض: ٣٣٠

المأمون يتحرك نحو بغداد بنفسه: ٣٣١

لكن المأمون لم يكن يثق بالعباسيين: ٣٣٢

ولا كان واثقاً من سكوت الإمام عليه‌السلام: ٣٣٢

كيف يخرج المأمون من المأزق إذن؟! ٣٣٢

٤٠٦

تصفية الإمام عليه‌السلام جسدياً: ٣٣٤

قضية حمام سرخس: ٣٣٤

مقتل الفضل بن سهل: ٣٣٤

ظاهرة قتل الوزراء: ٣٣٧

لا بد من العودة إلى سنة معاوية: ٣٣٧

نبوءة الإمام عليه‌السلام قد تحققت: ٣٣٩

الحقد الدفين: ٣٣٩

كاد المريب أن يقول: خذوني. ٣٤٠

ومع غض النظر عن كل ما تقدم: ٣٤٠

والذي نريده هنا: ٣٤١

الأسئلة التي لن تجد جوابا: ٣٤١

كاد المريب أن يقول: خذوني: ٣٤٣

ما يقال حول وفاة الإمام عليه‌السلام.... ٣٤٣

ماذا ترى بعض الفرق في الحكام: ٣٤٣

انعكاسات هذه العقيدة على التراث: ٣٤٤

إخفاء كل الحقائق عن الأئمة عليهم‌السلام: ٣٤٤

ويبقى هنا سؤال: ٣٤٧

سر اهتمام الخلفاء بأهل العلم: ٣٤٧

ويتفرع على ما سبق: ٣٤٨

عودة على بدء: ٣٤٩

ما عشت أراك الدهر عجبا: ٣٥٠

قول فريق آخر من المؤرخين: ٣٥١

رأي فريق ثالث في ذلك: ٣٥٢

ورأي آخر يقول: ٣٥٢

ورأي فريق خامس يقول: ٣٥٣

ملخص ما سبق: ٣٥٥

٤٠٧

آفة ذلك: هل هو الجهل، أم التعصب: ٣٥٥

نحن.. وما يقوله هؤلاء: ٣٥٦

وبعد. فعلى المكابر: أن يجيب على السؤال التالي: ٣٦٠

رأي الفريق السادس: الرأي الحق: ٣٦١

صدى قتل الرضا في نفس زمن المأمون: ٣٦٤

وفي الشعر أيضاً نجد ما يدل على ذلك: ٣٦٨

الإمام وآباؤه عليهم‌السلام يخبرون بشهادته: ٣٦٩

وحتى الزيارة تؤكد على استشهاده عليه‌السلام: ٣٧٠

القمة الشامخة الخالدة: ٣٧٠

دعبل والمأمون! ٣٧١

الموقف الجريء ٣٧١

كلمة ختامية ٣٧٢

وفي الختام: ٣٧٢

الإكثار من النصوص التاريخية في الكتاب: ٣٧٢

رجاء واعتذار: ٣٧٣

شكر وتقدير: ٣٧٣

رسالة نقد وجوابها ٣٧٤

أما نحن فنقول: ٣٧٤

وثائق هامة ٣٧٧

قصيدة الأمير أبي فراس الحمداني. ٣٧٧

رسالة الفضل بن سهل إلى الإمام عليه‌السلام.... ٣٧٧

هذه الرسالة: ٣٧٧

نص الرسالة: ٣٧٨

وثيقة ولاية العهد. ٣٧٩

مصادر الوثيقة: ٣٧٩

نص الوثيقة ٣٧٩

٤٠٨

صورة ما كان على ظهر العهد، بخط الإمام علي بن موسى الرضا عليهما‌السلام..... ٣٨٣

الشهود على الجانب الأيمن: ٣٨٤

الشهود على الجانب الأيسر: ٣٨٤

رسالة المأمون إلى العباسيين. ٣٨٥

مصادر الكتاب: ٣٨٥

نص الكتاب: ٣٨٥

رسالة عبد الله بن موسى إلى المأمون. ٣٩٠

النص الأول للرسالة: ٣٩٠

وثمة نص آخر: ٣٩٢

رسالة سفيان إلى هارون. ٣٩٣

مصادر الرسالة: ٣٩٣

مناقشة لا بد منها: ٣٩٣

نص الرسالة: ٣٩٣

قصيدة الأمير أبي فراس الحمداني. ٣٩٥

نقاط رئيسية: ٣٩٥

ولاء. وشجاعة: ٣٩٦

والقصيدة هي: ٣٩٦

٤٠٩

410

411

412

413

414

415

416

417

418

419

420

421

422

423

424

425

426

427

428

429

430

431

432

433

434

435

436

437

438

439

440

441

442

443

444

445

446

447

448

449

450

451

452

453

454

455

456

457

458

459

460

461

462

463

464

465

466

467

468

469

470

471

472

473

474

475

476

477

478

479

480

481

482

483

484

485

486

487

488

489

490

491

492

493

494

495

496

497

498

499

500

501

502

503

504

505

506

507

508

509

510

511

512

513

514

515

516

517

518

519

520

521

522

523

524

525

526

527

528

529

530

531

532

533

534

535

536

537

538

539

540

ما يحدثهم الصحابي به عن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من شرائع الله وأحكامه، يحتجون به ويعملون على مقتضاه، من غير بحث منهم عن عدالته، ولا عن استقامته، ولا عن صدقه وأمانته، وهذا مالا يمكن أن يقوم على جوازه دليل من عقل أو نقل أبدا فان الصحبة بمجردها وان كانت فضيلة لكنها مما لا دليل على عصمتها بلا ريب فالصحابة من حيث العصمة انما هم كسائر الناس، فيهم الثقة العدل النزيه عن معصية الله تعالى وهم كثيرون، وفيهم العصاة العتاة، وفيهم مجهول الحال.

وقد قامت الأدلة الشرعية على اشتراط عدالة الراوي للخبر الواحد مطلقا(٨٠٧) وان كان صحابيا، أما من لم يكن عدلا فلا وزن لحديثه بحكم الأدلة القطعية مطلقا أيضا، ومجهول الحال - على الإطلاق - تتبينه حتى تثبت عدالته، فنحتج حينئذ به في الفروع خاصة، دون أصول الدين، وان لم تثبت عدالته، فلا سبيل إلى العمل بما حدث.

وهذا ما نعلمه من رأي الجمهور في خبر الآحاد، لا خلاف بيننا وبينهم فيه وانما تجشموا في الاحتجاج بحديث الصحابة من غير بحث ولا تريث بناءا على عدالتهم أجمعين أكتعين أبصعين، وكأنهم أرادوا تقديس رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله بتعديل أصحابه عامة، وحفظه فيهم كافة، وهذا خطأ واضح، وجهل نربأ بهم عنه، فان تنزيهه وحفظهصلى‌الله‌عليه‌وآله انما يكون بتنزيه سنته وحفظهما من تشويه الكذابة عليه، وقد أنذر أمته وحذرها بقولهصلى‌الله‌عليه‌وآله " ستكثر الكذابة علي

____________________

(٨٠٧) كما ثبت ذلك في علم: أصول الفقه. راجع: دروس في علم الأصول للسيد الشهيد الصدر (قدس)، الحلقة الثالثة ج ١ / ٢٢٣ - ٢٥٢، أصول الفقه للمظفر ج ٣ / ٦٩، أضواء على السنة المحمدية ص ٣٣١. والصحيح هو اشتراط الوثاقة في قبول الخبر ولا يشترط العدالة كما عليه جمهور المتأخرين من العلماء. (*)

٥٤١

فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار "(٨٠٨) .

ولو تدبر اخواننا - هداهم الله وإيانا - محكمات القرآن لوجداها مشحونة بذكر المنافقين، وأذى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله منهم، وحسبك من سورة التوبة - الفاضحة - وإذا جاءك المنافقون، والأحزاب.( إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا * وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا ) إلى آخر السورة(٨٠٩) .

وحسبك من آياته المحكمة قوله تعالى:( وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ ) (٨١٠)

( لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ ) (٨١١)

( وَهَمُّواْ بِمَا لَمْ يَنَالُواْ وَمَا نَقَمُواْ إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ ) (٨١٢) .

____________________

(٨٠٨) الفتح الكبير للنبهاني ج٣ / ٢٣٤ - ٢٣٥، الغيبة للنعماني ص ٧٦. وبروايات مختلفة راجع: أضواء على السنة المحمدية ص ٥٩ وما بعدها.

(٨٠٩) سورة الأحزاب: ١٠ - ١٢.

(٨١٠) من يتدبر هذه الآية وغيرها من أمثالها يحصل له العلم الإجمالي بوجود المنافقين في غير معلومي الإيمان والعدالة، ونحن في غنى عن أطراف هذه الشبهة المحصورة بحديث معلومي العدالة من الصحابة وهم علماؤهم وعظماؤهم وأهل الذكر الذين أمر الله بسؤالهم، والصادقون الذين أمر الله سبحانه بأن نكون معهم. على أن في حديث الأئمة من أهل بيت النبوة وموضع الرسالة ومهبط الوحي والتنزيل كفاية، فهم أعدال الكتاب وبهم يعرف الصواب (منه قدس). سورة التوبة: ١٠١.

(٨١١) سورة التوبة: ٤٨.

(٨١٢) سورة التوبة: ٧٤. وراجع فهرس بقية الآيات في كتاب أضواء على السنة المحمدية ص ٢٥٦ (*).

٥٤٢

فليتني أدري أين ذهب المنافقون بعد رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله ؟ وكانوا قد جرعوه الغصص مدة حياته، حتى دحرجوا الدباب(١) وصدوه عن الكتاب(٨١٣) .

وقد أجمع أهل الأخبار أنهصلى‌الله‌عليه‌وآله خرج أحد بألف من أصحابه، فرجع منهم قبل الوصول ثلاثمائة من المنافقين(٨١٤) وربما بقي من المنافقين من لم يرجعوا خوف الشهرة. على أنه لو لم يكن في الآلف إلا ثلاثمائة منافق لكفى دليلا على أن النفاق كان زمن الوحي فاشيا بينهم، فكيف انقطع بمجرد انقطاع الوحي، ولحوق النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله بالرفيق الأعلى ؟.

فهل كانت حياته سببا في نفاق المنافقين ؟

أو موته سببا في إيمانهم وعدالتهم، وصيرورتهم أفضل الخلائق بعد الأنبياء ؟.

وكيف انقلبت حقائقهم بوفاته ؟.

فأصبحوا - بعد ذلك النفاق - بمثابة من القدس لا يقدح لها فيها شئ مما ارتكبوه من الجرائم والعظائم ؟ ؟.

وما المقتضي للالتزام بهذه المكابرات التي تنفر منها الأسماع والأبصار والأفئدة ؟ ؟.

على أن في الكتاب والسنة ما يثبت بقاء المنافقين على نفاقهم، لا يؤوبون إلى الله تعالى ولا يرعوون.

وحسبك من محكمات الكتاب قوله عز من قائل :

____________________

(١) كان قوم من الصحابة دحرجوا الدباب ليلة العقبة لينفروا برسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ناقته فيطرحوه، وكانصلى‌الله‌عليه‌وآله إذ ذاك راجعا من وقعة تبوك التي استخلف فيها عليا. وحديث أحمد بن حنبل في آخر الجزء الخامس من مسنده عن أبى الطفيل في هذه الطامة طويل، وفى آخره: ان رهطا من الصحابة لعنهم رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله يومئذ هذا الحديث مشهور مستفيض بين المسلمين كافة (منه قدس).

(٨١٣) الذي أراد أن يكتبه الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله في مرضه: هو الأمان للأمة من الضلال ولكن عمر بن الخطاب مانعه وزعم أن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله يهجر. راجع: ما تقدم تحت رقم (١٩٩ - ٢٠٦).

(٨١٤) نص على هذا كل من أرخ غزوة أحد من أهل السير والأخبار فراجع (منه قدس). الكامل في التاريخ ج ٢ / ١٠٥ وكان الذين رجعوا بقيادة عبدالله بن أبى. (*)

٥٤٣

( وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ ) (٨١٥) .

ويكفيك من صحاح السنن ما أخرجه البخاري في باب الحوض وهو في آخر كتاب الرقاق ص ٩٤ من الجزء الرابع من صحيحه - بالإسناد إلى أبي هريرة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: " بينا أنا قائم فإذا زمرة حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم، قال: هلم(١) قلت: أين قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم ؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، قال: هلم. قلت: أين ؟. قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم ؟ قال: انهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى فلا أرى يخلص منهم الا مثل همل النعم"(٨١٦) .

وأخرج في آخر الباب المذكور عن أسماء بنت أبي بكر. قالت: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : " اني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ ناس دوني. فأقول: يا رب مني ومن أمتي فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك ؟

____________________

(٨١٥) سورة آل عمران: ١٤٤.

(١) هلم في لغة أهل الحجاز يستوي فيها المفرد والمثنى والجمع والمذكر والمؤنث. تقول: هلم يا زيد. وهلم يا زيدان. وهلم يا زيدون وهلم يا هند. وهلم يا هندات. فهي اسم فاعل وفاعلة ضمير مستتر تقديره في هذا الحديث: أنتم لان المخاطبين بها انما هم الزمرة (منه قدس).

(٨١٦) قال السندي في تعليقته على صحيح البخاري: همل النعم بفتح الهاء والميم الإبل بلا راع، أي لا يخلص منهم من النار الا قليل (منه قدس). أضواء على السنة المحمدية ص ٣٥٤ ط ٥ بمصر وفيه روايات أخرى أيضا، دلائل الصدق ج ٣ ق ٢ / ١١ عن الجمع بين الصحيحين للحميدي. (*)

٥٤٤

والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم. فكان ابن مليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو نفتن عن ديننا "(٨١٧) .

وأخرج في الباب المذكور أيضا عن ابن المسيب أنه كان يحدث عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: " يرد علي الحوض رجال من أصحابي فيحلاون عنه، فأقول: يا رب أصحابي. فيقول انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، انهم ارتدوا على ادبارهم القهقرى "(٨١٨) .

وأخرج في الباب المذكور عن سهل بن سعد قال: قال النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله : " إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا. ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم.

قال أبو حازم: فسمعني النعمان ابن أبي عياش. فقال: هكذا سمعت من سهل ؟ فقلت: نعم. فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها: فأقول انهم مني. فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك ؟. فأقول سحقا سحقا لمن غير بعدي "(٨١٩) .

وأخرج في الباب المذكور أيضا عن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: " يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيحلاون على الحوض فأقول: يا رب أصحابي. فيقول انك لا علم لك بما أحدثوا بعدك ،

____________________

(٨١٧) الفتح الكبير للنبهاني ج ١ / ٤٥٥، أضواء على السنة المحمدية ص ٣٥٥.

(٨١٨) الفتح الكبير للنبهاني ج ٣ / ٤٢٣.

(٨١٩) قال القسطلاني في شرح هذه الكلمة من أرشاد الساري ما هذا لفظه: لمن غير بعدى أي دينه لأنه لا يقول في العصاة بغير الكفر: سحقا سحقا بل يشفع لهم ويهتم بأمرهم كما لا يخفى (منه قدس). الفتح الكبير للنبهاني ج ١ / ٤٥٥، أضواء على السنة المحمدية ص ٣٥٥، دلائل الصدق ق ٢ ج ٣ / ٢ عن الجمع بين الصحيحين أقول: والحديث متفق عليه. (*)

٥٤٥

انهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى "(٨٢٠) .

وأخرج في أول الباب المذكور عن عبدالله عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال: " أنا فرطكم على الحوض وليرفعن رجال منكم ثم ليختلجن دوني، فأقول: يا رب أصحابي، فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك "(٨٢١) قال البخاري: تابعه عاصم عن أبي وائل وقال حصين: عن أبي وائل عن حذيفة عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله .

وأخرج أيضا - في باب غزوة الحديبية ص ٣٠ من صحيحه - عن العلاء ابن المسيب عن أبيه. قال: لقيت البراء بن عازب. فقلت له: طوبى لك صحبت النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله وبايعته تحت الشجرة. فقال: يا ابن أخي انك لا تدري ما أحدثنا بعده(٨٢٢) .

وأخرج أيضا - في أول باب قوله تعالى (واتخذ الله إبراهيم خليلا) من كتاب بدء الخلق ص ١٥٤ من جزئه الثاني - عن ابن عباس عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله قال من حديث: " وان أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: صحابي أصحابي. فيقال انهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم. (الحديث) "(٨٢٣) .

____________________

(٨٢٠) الفتح الكبير ج ٣ / ٤٢٣، أضواء على السنة المحمدية ص ٣٥٥.

(٨٢١) الفتح الكبير ج ١ / ٤٧٥، أضواء على السنة المحمدية ص ٣٥٥.

(٨٢٢) أضواء على السنة المحمدية ص ٣٥٥.

(٨٢٣) أضواء على السنة المحمدية ص ٣٥٥. وتوجد أحاديث أخرى غير هذه راجعها في: دلائل الصدق ج ٣ ق ٢ / ٩ وما بعدها، مسند أحمد ج ٦ / ٢٩٧، صحيح مسلم ك الجنة وصفة نعيمها ج ٢ / ٣٥٠ (*).

٥٤٦

النص والاجتهاد - السيد شرف الدين ص ٥٢٦: -

[ المورد - (٩٩) -: اعراضهم عن أئمة العترة الطاهرة في أصول الدين وفروعه وفيما هو إليهما ]

وذلك أنهم أخذوا أصول الدين عن أبي الحسن الأشعري والماتريدي وأضرابهما. وأخذوا الفروع عن الفقهاء الأربعة مع ما يؤثرونه من النصوص الصريحة التي أنزلت أئمة العترة الطاهرة منزلة الكتاب( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ ) (٨٢٤) وجعلهم في هذه الأمة بمنزلة سفينة نوح في قومه، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق، وكباب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له وكانوا في الأمة مكان الرأس من الجسد، بل مكان العينين من الرأس إلى كثير من أمثال هذه النصوص(٨٢٥) .

وقد فصلنا القول في هذا المورد وما إليه في المقصد الأول من الفصل ١٢ من فصولنا المهمة، إذ ذكرنا اعراض الجمهور عن أهل البيت.

والآن نتلو عليك ما قد قلناه هناك اتماما للفائدة بنصه وعين لفظه.

فقلنا أعرض اخواننا أهل السنة عن مذهب الأئمة من أهل البيت، فلم يعنوا بأقوالهم في أصول الدين وفروعه بالمرة، ولم يرجعوا إليهم في تفسير القرآن العزيز - وهو شقيقهم - إلا دون ما يرجعون إلى مقاتل بن سليمان المجسم المرجئ الدجال(٨٢٦) ، ولم يحتجوا بحديثهم إلا دون

____________________

(٨٢٤) سورة فصلت: ٤٢.

(٨٢٥) تقدمت هذه النصوص وغيرها تحت رقم (١٥ و ١٦ و ١٧ و ١٨ و ١٩).

(٨٢٦) مقاتل بن سليمان البلخلى المتوفى ١٥٠، كذاب دجال وضاع عده النسائي من الكذابين المعروفين بوضع الحديث على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول لأبي جعفر المنصور: أنظر ما تحب أن أحدثه فيك حتى أحدثه، وقال للمهدي: ان شئت وضعت لك أحاديث في العباس ؟ قال لا حاجة لي فيها. راجع: تاريخ بغداد ج ١٣ / ١٦٨، تاريخ الشام لابن عساكر ج ٥ / ١٦٠، ميزان الاعتدال ج ٣ / ١٩٦ ط ١، تهذيب التهذيب ج ١٠ / ٢٨٤، اللئالي المصنوعة للسيوطي ج ١ / ١٢٨ وج ٢ / ٦٠ و ١٢٢ =>

٥٤٧

ما يحتجون بالخوارج والمشبهة والمرجئة والقدرية، ولو أحصيت جميع ما في كتبهم من حديث ذرية المصطفىصلى‌الله‌عليه‌وآله ما كان إلا دون ما أخرجه البخاري وحده عن عكرمة البربري الخارجي المكذب(٨٢٧)

وأنكى من هذا كله عدم احتجاج البخاري في صحيحه بأئمة أهل البيت النبوي، إذ لم يرو شيئا عن الصادق(٨٢٨)

____________________

=> وراجع أيضا: الغدير للأميني ج ٥ / ٢٦٦، الفصول المهمة لشرف الدين ص ٢١٢. بل هو أحد الأربعة المشهورين بوضع الأحاديث: راجع: أضواء على السنة المحمدية ص ١٢٦.

(٨٢٧) عكرمة البربري مولى ابن عباس: روى عنه أصحاب الصحاح الستة وهو أحد الأشخاص المنحرفين عن أهل البيت وهو يرى رأى الحرورية من الخوارج بل يرى رأى الاباضية الذين هم غلاة الخوارج وكان على بن عبدالله بن عباس قد أوثقه كتافا لأنه كان يكذب على أبيه عبدالله بن عباس وفى رواية أنه يكذب أيضا على ابن مسعود. وكذبه ابن المسيب وابن عمر ويحيى بن سعيد وذكر عند أيوب انه لا يحسن الصلاة فقال: أيوب أو كان يصلى ؟ وعن مطرف كان مالك يكره أن يذكره. وقال محمد ابن سيرين كذاب. وقال ابن أبى ذؤيب: غير ثقة. وقال الشافعي قال مالك: لا أرى لأحد أن يقبل حديثه. إلى غير ذلك مما ذكروه في ترجمته.

راجع: ميزان الاعتدال للذهبي ترجمة عكرمة، معجم الأدباء لياقوت الحموي ترجمة عكرمة، تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني في ترجمته أيضا، الفصول المهمة لشرف الدين ص ٢٠٩ - ٢١٢، دلائل الصدق ج ١ / ٤٨.

(٨٢٨) الإمام الهمام أبو عبد الله جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على بن الحسين ابن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام ولد في ١٧ من ربيع الأول وقيل في النصف من رجب سنة ٨٣ ه‍ وتوفى ٢٥ من شوال سنة ١٤٨ ه‍ وهو أكبر الأئمة سنا ودفن بالبقيع. عظمته: لا يقدر الكاتب والمفكر الإحاطة بعظمة هذا الرجل وفضله فقد حمل عنه من العلم ما سارت به الركبان وقد تخرج عليه أكثر من أربعة آلاف عالم فيهم الفلاسفة والمفكرون والمتكلمون كجابر بن حيان الكوفي وهشام بن الحكم وإمامي الحنفية والمالكية =>

٥٤٨

والكاظم(٨٢٩) ، والرضا(٨٣٠)

____________________

=> أبو حنيفة النعمان بن ثابت ومالك بن أنس وزرارة ومحمد بن مسلم والآلاف من أضرابهم وقد فاق جميع أهل عصره في مختلف العلوم العقلية منها والنقلية. الارشاد للشيخ المفيد ص ٢٧٠ - ٢٨٧، كشف الغمة للأربلي ج ٢ / ١٥٤ - ٢١١ وقد ألف في ترجمة حياته عشرات الكتب: منها: كتاب الإمام الصادق والمذاهب الأربعة للشيخ أسد حيدر ١ - ٦ ط في النجف وبيروت، الإمام الصادق ملهم الكيمياء طبع في العراق، الإمام الصادق لأبي زهرة طبع في مصر وله ترجمة وافية في أعيان الشيعة للسيد الأمين ج ٤ ق ٢ / ٢٩ - ٧٩، والجزء السابع والأربعون من البحار في الطبع الجديد يختص بحياة هذا الإمام العظيم. وغيرها من عشرات الكتب.

(٨٢٩) هو الإمام أبو الحسن الأول موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام الملقب بالكاظم وباب الحوائج والعالم والعبد الصالح. ولد في يوم ٧ من صفر سنة ١٢٨ ه‍ بالابواء بين مكة والمدينة وتوفى مسموما في حبس السندي بن شاهك بأمر من هارون الرشيد في ٢٥ من رجب سنة ١٨٣ ه‍ ودفن في بغداد حيث قبره الآن كانعليه‌السلام سابع أئمة الهدى من أهل البيت وقد عاش مدة من حياته في زنزانات السجون ينقل من سجن إلى سجن وأقل رواية تقول انه عاش في السجن سبع سنين. وأكثر السادة الموجودين فعلا ينسبون إليه ويقال لهم الموسوية. الارشاد للشيخ المفيد ص ٢٨٨ - ٣٠٣، كشف الغمة ج ٢ / ٢١٢ - ٢٥٨، أعيان الشيعة ج ٤ ق ٢ / ٨٠. وقد ألفت في حياته وجهاده وعبادته عدة تأليفات أشهرها: حياة الإمام موسى بن جعفر للشيخ باقر القرشي ١ - ٢ طبع في النجف وغيرها والجزء الثامن والأربعون من البحار من طبع الجديد يختص بحياته.

(٨٣٠) الإمام أبو الحسن الثاني علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب سلام الله عليهم ثامن أئمة الهدى الملقب بالرضا. ولد في ١١ من ذي القعدة سنة ١٤٨ ه‍ بالمدينة المنورة وتوفى مسموما على يد =>

٥٤٩

والجواد(٨٣١) ، والزكي العسكري(٨٣٢) - وكان معاصرا له -

____________________

=> المأمون العباسي في ١٧ من صفر وقيل في ٢٣ ذي القعدة سنة ٢٠٣ ه‍ في خراسان ودفن حيث قبره هناك. الارشاد للمفيد ص ٣٠٤ - ٣١٦، كشف الغمة ج ٢ / ٢٥٩ - ٣٤٢، أعيان الشيعة ج ٤ ق ٢ / ١٠٢. وقد ألف في حياته عدة مؤلفات منها: الحياة السياسية للإمام الرضا للسيد جعفر مرتضى العاملي طبع، والجزء التاسع والأربعون من البحار من الطبع الجديد يختص بحياة هذا الإمام.

(٨٣١) الإمام أبو جعفر الثاني محمد بن علي موسى بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام تاسع أئمة أهل البيت يلقب بالجواد والتقى. ولد في اليوم العاشر من شهر رجب وقيل في رمضان سنة ١٩٥ ه‍ بالمدينة المنورة مات مسموما في آخر ذي القعدة ٢٢٠ ه‍ على يد المعتصم العباسي بواسطة زوجته أم الفضل في بغداد ودفن بجوار جده الإمام موسى بن جعفر الكاظم. وكان أقصر الأئمة عمرا. الارشاد للشيخ المفيد ص ٣١٦ - ٣٢٦، كشف الغمة للأربلي ج ٢ / ٣٤٣ - ٣٧٣، أعيان الشيعة للسيد الأمين ج ٤ ق ٢ / ١٦١، وكذلك له ترجمة ضافية في الجزء الخمسين من البحار.

(٨٣٢) الإمام أبو محمد الحسن بن علي النقي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام الملقب بالزكي والعسكري الحادي عشر من أئمة أهل بيت العصمة. ولد في اليوم ٤ وقيل في ١٠ من ربيع الثاني سنة ٢٣٢ ه‍ في المدينة المنورة مات مسموما على يد المعتمد العباسي في ٨ ربيع الأول سنة ٢٦٠ ودفن بسر من رأى حيث قبره الآن. وله من الفضائل والمزايا الكثيرة ويكفيه ان المهدي مصلح البشرية ولده. راجع: الارشاد للشيخ المفيد ص ٣٣٤ - ٣٤٦، كشف الغمة ج ٢ / ٤٠٢ - ٤٣٥ أعيان الشيعة ج ٤ ق ٢ / ١٧٣، وفى البحار ج ٥٠ / ٢٣٥ - ٣٣٧ (*).

٥٥٠

ولا روى عن الحسن(١) ابن الحسن(٨٣٣) ولا عن زيد بن علي بن الحسين(٨٣٤)

____________________

(١) الحسن هو الإمام بعد عمه الحسين السبط على رأى الشيعة الزيدية، وبعده زيد، ثم من ذكرناهم بعد زيد وترتيبهم في الإمامة على حسب ما رتبناهم في الذكرعليهم‌السلام (منه قدس).

(٨٣٣) هو أبو محمد الحسن بن الإمام السبط الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام المعروف بالحسن المثنى وقد شهد مشهد الطف مع عمه الإمام الطاهر وجاهد وأبلى وأرتث بالجراح فلما أرادوا أخذ الرؤوس وجدوا به رمقا فحمله خاله أبو حسان أسماء ابن خارجة الفزاري إلى الكوفة وعالجه حتى برئ. ثم لحق بالمدينة. قال الشيخ المفيد في الاشارد ص ١٩٦ كان جليلا رئيسا فاضلا ورعا وكان يلي صدقات أمير المؤمنين علي بن أبي طالبعليه‌السلام في وقته وله مع الحجاج بن يوسف خبر ذكره الزبير بن بكار. الخ. قتل سنة ٩٧ ه‍ حيث دس إليه السم سليمان بن عبدالملك. راجع: الغدير للأميني ج ٣ / ٢٧١ و ٢٧٥، أعيان الشيعة للسيد الأمين ج ٢١ / ١٦٦ - ١٨٤ الارشاد للمفيد ص ١٩٦، عمدة الطالب ص ٩٨، أعلام الورى بأعلام الهدى ص ٢١٢.

(٨٣٤) زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام . أحد أباة الضيم وقد اكتنفته الفضائل من شتى جوانبه وأحد علماء أهل البيت علم متدفق وورع موصوف وبسالة معلومة وشدة في البأس وقد وردت في مدحه والثناء عليه الأحاديث ونص علماء الأمة على عظمته وجلالته كما رثته شعراء أهل البيت قديما وحديثا وألف العلماء فيه الكتب أما الأحاديث فمنها: قول الرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله للحسين السبط: يخرج من صلبك رجل يقال له زيد يتخطأ هو وأصحابه رقاب الناس يدخلون الجنة بغير حساب.

وقول الإمام الصادق لما سمع قتله: " إنا لله وإنا إليه راجعون عند الله أحتسب عمى انه كان نعم العم، ان عمى كان رجلا لدينانا وآخرتنا، مضى والله عمى شهيدا كشهداء استشهدوا مع رسول الله وعلى والحسين مضى والله شهيدا ". عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق. الباب ٢٥ =>

٥٥١

ولا عن يحيى بن زيد(٨٣٥)

____________________

=> وفى رواية صحيحة عن الإمام الصادق (ع) قال: " ان زيدا كان عالما وكان صدوقا ولم يدعكم إلى نفسه وانما دعاكم إلى الرضا من آل محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ولو ظهر (ظفر) لوفى بما دعاكم إليه انما خرج إلى سلطان مجتمع لينقضه ". وسائل الشيعة ج ١١ / ٣٦ باب ١٣ من كتاب الجهاد وغيرها من عشرات الأحاديث في مدحه وعظمته.

كما نص الشيخ المفيد في الارشاد ص ٢٦٨ على فضله وعظمته قال: وكان زيد بن علي بن الحسين عين أخوته بعد أبى جعفرعليه‌السلام وأفضلهم وكان عابدا ورعا فقيها سخيا شجاعا وظهر بالسيف يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويطلب بثارات الحسينعليه‌السلام " وكذلك نص كل من الخزار القمي في كفاية الأثر، والنسابة العمري في المجدي، وابن داود في رجاله، والشهيد الأول في القواعد، وصاحب المعالم في شرح الاستبصار، والاستربادي في رجاله، وابن أبى جامع في رجاله والعلامة المجلسي في مرآة العقول، وميرزا عبدالله الاصبهاني في رياض العلماء ج ٢ / ٣١٨، والكاظمي في تكملة الرجال، والحر العاملي في خاتمة الوسائل ج ٢٠ / ٢٠٢، والسيد محمد جد آية الله بحر العلوم في رسالته، والشيخ أبى علي في رجاله، والنوري في خاتمة المستدرك والمامقاني في تنقيح المقال، والخوئي في معجم رجال الحديث، والتفريشي في نقد الرجال ص ١٤٣، وابن مهنا في عمدة الطالب ص ٢٥٥ على مدحه وتبجيله والثناء عليه.

واستشهد سنة ١٢٢ ه‍ وقيل ١٢١ ه‍ وقيل ١٢٠ ه‍ وبقى مصلوبا بالكناسة أربع سنين. ولأجل المزيد من الاطلاع على حاله راجع: الغدير للأميني ج ٣ / ٦٩ - ٧٦، كتاب زيد الشهيد للسيد عبد الرزاق المقرم ط في النجف، عيون أخبار الرضا ب باب ٢٥، معجم رجال الحديث في ترجمته، مقاتل الطالبيين ص ٨٦ - ١٠٢، عمدة الطالب ص ٢٥٥.

(٨٣٥) يحيى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام الشهيد بن الشهيد البطل العظيم وهو الذي يروى عن أبيه الطاهر ان الأئمة اثنا عشر وسماهم بأسمائهم: وقال انه عهد معهود عهد إلينا رسول الله. قتله الوليد بن يزيد بن عبدالملك سنة ١٢٥ ه‍ والمباشر في قتله سلم بن أحوز الهلالي =>

٥٥٢

ولا عن النفس الزكية محمد بن عبدالله الكامل بن الحسن الرضا بن الحسن السبط(٨٣٦) ولا عن أخيه إبراهيم بن عبدالله(٨٣٧)

____________________

=> راجع: الغدير ج ٣ / ٢٦٩ و ٢٧٤، مقاتل الطالبيين ص ١٠٣ ط الحيدرية. وحديث الأئمة أو الأمراء أو الخلفاء اثنا عشر كلهم من قريش. رواه البخاري ومسلم وأحمد وأبو داود والطبراني وغيرهم. أضواء على السنة المحمدية ص ٢٣٣ ط ٥، فرائد السمطين ج ٢ / ١٣٤ و ١٣٩ و ١٥٣. وراجع: كتاب طرق حديث الأئمة من قريش ص ٧ - ٢١، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٤٤٠ - ٤٤٧ ط اسلامبول، دلائل الصدق ج ٢ / ٣١٤.

(٨٣٦) وسبب تلقيبه بالنفس الزكية لما روى عن النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله انه قال: " تقتل بأحجار الزيت من ولدى نفس زكية " وهو المقتول بأحجار الزيت وكان من أصحاب الإمام الصادق كما ذكره الطوسي في رجاله.

وذكر ابن طاووس في الإقبال ص ٥٣: انه خرج للأمر بالمعروف والنهى عن المنكر وانه كان يعلم بقتله ويخبر به - إلى أن قال - كل ذلك يكشف عن تمسكهم بالله والرسولصلى‌الله‌عليه‌وآله . قتله حميد بن قحطبة سنة ١٤٥ ه‍ وجاء برأسه إلى عيسى بن موسى وحمله إلى أبى جعفر المنصور فنصبه بالكوفة وطاف به البلاد. الغدير ج ٣ / ٢٧٢، مقاتل الطالبيين ص ١٥٧، عمدة الطالب ص ١٠٤. وراجع: الكامل لابن الأثير ج ٥ / ٢.

(٨٣٧) المكنى بأبي الحسن قتيل " باخمرى " عده الشيخ الطوسي من رجال الصادقعليه‌السلام في رجاله ص ١٤٣، وقال ابن المهنا في عمدة الطالب: كان من كبار العلماء في فنون كثيرة. وذكره شاعر أهل البيت دعبل الخزاعي في تائيته المشهورة - مدارس آيات -. قتله المنصور العباسي حيث ندب عيسى بن موسى من المدينة إلى قتاله فقاتل ب‍ (باخمرى) حتى قتل سنة ١٤٥ ه‍ وجئ برأسه إلى المنصور فوضعه بين يديه وأمر به فنصب في السوق: ثم قال للربيع: احمله إلى أبيه عبدالله في السجن فحمله إليه. راجع: الغدير ج ٣ / ٢٧٢ و ٢٧٥، أعيان الشيعة ج ٥ / ٣٠٨، مقاتل الطالبيين ص ٢١٠ - ٢٥٦، الكامل في التاريخ ج ٥ / ١٥، عمدة الطالب ص ١٠٨ (*).

٥٥٣

ولا عن الحسين الفخي بن علي بن الحسن بن الحسن(٨٣٨) ولا عن يحيى بن عبدالله بن الحسن(٨٣٩) ولا عن أخيه

____________________

(٨٣٨) بطل فخ الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب صاحب فخ. كنيته: أبو عبد الله. استشهد في أيام الهادي العباسي بفخ يوم التروية سنة ١٦٩ ه‍ وقيل ١٧٠ ه‍. وكانت مصيبته تشابه مصيبة الإمام الحسين في كربلاء ولولا مأساة كربلاء لحلت محلها. ولما كانت بيعة الحسين بن علي صاحب فخ قال: أبايعكم على كتاب الله وسنة رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وعلى ان يطاع الله ولا يعصى، وأدعوكم إلى الرضا من آل محمد. وقد صارت حرب طاحنة بينه وبين موسى بن عيسى والحسين صاحب فخ قد أبلى بلاءا حسن. ولكن خصمه لما كان طالب مالك كانت أعوان الظلمة معه.

ذكر أبو العرجاء الجمال: ان موسى بن عيسى دعاه فقال له أحضر لى جمالك. قال فجئته بمائة جمل ذكر، فختم أعناقها وقال: لا أفقد منها وبرة الا ضربت عنقك، ثم تهيأ للمسير للحسين حتى تراه وتخبرني بكل ما رأيت. فمضيت فدرت فما رأيت خللا ولا فللا، ولا رأيت الا مصليا أو مبتهلا أو ناظرا في مصحف أو معدا للسلاح قال: فجئته فقلت: ما أظن القوم الا منصورين. فقال: وكيف يابن الفاعلة ؟ فأخبرته فضرب يدا على يد وبكى حتى ظننت انه سينصرف ثم قال: هم والله أكرم عند الله، وأحق بما في أيدينا منا، ولكن الملك عقيم، ولو أن صاحب هذا القبر - يعنى النبيصلى‌الله‌عليه‌وآله - نازعنا الملك ضربنا خيشومه بالسيف، يا غلام اضرب بطبلك. ثم سار إليهم فوالله ما انثنى عن قتلهم. مقاتل الطالبيين ص ٣٠١، بطل فخ للأميني ط الحيدرية، عمدة الطالب ص ١٨٣.

(٨٣٩) يحيى بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليه‌السلام ويكنى أبا الحسن. وأمه: قريبة بنت عبدالله. قال أبو الفرج الاصفهانى: وكان حسن المذهب والهدى مقدما في أهل بيته بعيدا مما يعاب على مثله. روى عن الإمام جعفر بن محمد الصادقعليه‌السلام وعن أبيه وعن أخيه محمد وعن أبان ابن تغلب. وروى عنه مخول بن إبراهيم وبكار بن زياد ويحيى بن مساور وعمرو بن حماد =>

٥٥٤

إدريس بن عبدالله(٨٤٠) ولا عن محمد بن جعفر الصادق(٨٤١) ولا عن محمد

____________________

= وبعد ان عاش مدة طويلة في السجن استشهد على يد هارون الرشيد فقيل انه بني عليه في الاسطوانة وهو حي وقيل أدخل عليه رجلا وخنقه في السجن وقيل رماه للسباع فأكلوا لحمه. راجع: مقاتل الطالبيين ص ٣٠٨ - ٣٢١، عمدة الطالب ص ١٥١ - ١٥٣.

(٨٤٠) إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام . وأمه: عاتكة بنت عبدالملك بن الحرث المحزومى. وقد فلت من وقعت فخ وفر إلى مصر ثم إلى إفريقيا في طنجة حتى دس إليه الرشيد العباسي سما على يد عملائه فنال درجة الشهادة. راجع: مقاتل الطالبيين ص ٣٢٤ - ٣٢٦، عمدة الطالب ص ١٥٧.

(٨٤١) محمد بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام . أمه: أم ولد. ويكنى أبا جعفر قال أبو الفرج: كان فاضلا مقدما في أهله. وقال المفيد: وكان محمد بن جعفر شجاعا وكان يصوم يوما ويفطر يوما ويرى رأى الزيدية في الخروج بالسيف.

قال أبو الفرج الاصفهانى كان رجل قد كتب كتابا في أيام أبى السرايا يسب فاطمة بنت رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله وجميع أهل البيت، وكان محمد ابن جعفر معتزلا تلك الأمور لم يدخل في شئ منها، فجاء الطالبيون فقرؤه عليه فلم يرد عليهم جوابا حتى دخل بيته فخرج عليهم وقد لبس الدرع، وتقلد السيف.. وخرج على المأمون العباسي في سنة ١٩٩ ه‍ بمكة واتبعته الزيدية والجارودية فخرج لقتاله عيسى الجلودى ففرق جمعه فأخده وأنفذه إلى المأمون. وتوفى بخراسان أيام المأمون. راجع: الارشاد للمفيد ص ٢٨٦، كشف الغمة للأربلي ج ٢ / ١٨١، مقاتل الطالبيين ص ٢٥٨، تاريخ الطبري ج ١٠ / ٢٣٣ وقد ذكر أمورا لا تصح. وكذلك الكامل لابن الأثير ج ٥ / ١٧٧، مروج الذهب ج ٣ / ٤٣٩ (*).

٥٥٥

بن إبراهيم بن إسماعيل ابن إبراهيم بن الحسن بن الحسن المعروف بابن طباطبا(٨٤٢) ولا عن أخيه القاسم الرسي(٨٤٣) ولا عن محمد بن محمد بن زيد بن علي(٨٤٤) ولا عن محمد بن القاسم بن علي بن عمر الأشرف بن زين العابدين

____________________

(٨٤٢) قيل ان الذي يعرف بطباطبا هو جده إسماعيل بن إبراهيم. وقيل والده إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم فلهذا يقال لمحمد ابن طباطبا. وقد ثار على طواغيت زمانه وذلك في يوم الخميس لعشر خلون من جمادى الأولى سنة ١٩٩ ه‍ وكان يدعو إلى الرضا من آل محمد والعمل بالكتاب والسنة. كما ذكر الطبري في تاريخه ج ١٠ / ٢٢٧.

وفى مقاتل الطالبيين ص ٣٤٨ عن زيد بن على بن الحسين انه قال: يبايع الناس لرجل منا عند قصر الضرتين سنة تسع وتسعين ومائة في عشر من جمادى الأولى يباهى الله به الملائكة. وفيه أيضا عن جابر الجعفي عن أبى جعفر محمد بن على قال: " يخطب على أعوادكم رجل يا أهل الكوفة سنة تسع وتسعين ومائة في جمادى الأولى رجل منا أهل البيت، يباهى الله به الملائكة ".

وقد خرج معه أبو السرايا وكانت بينهما وبين بني العباس مصادمات وحروب كان النصر فيها لمحمد بن إبراهيم مع أبى السرايا حتى توفى محمد يوم الخميس لليلة خلت من رجب سنة ١٩٩ ه‍ كما ذكره الطبري. وكان يكنى بأبي عبدالله. راجع: مقاتل الطالبيين ص ٣٤٤ - ٣٥٤، تاريخ الطبري ج ١٠ / ٢٣٧، الكامل لابن الأثير ج ٥ / ١٧٣، مروج الذهب ج ٣ / ٤٣٩، عمدة الطالب ص ١٧٢.

(٨٤٣) أبو محمد وكان ينزل جبل الرس وكان عفيفا زاهدا ودعا إلى الرضا من آل محمد. عمدة الطالب ص ١٧٤.

(٨٤٤) محمد بن محمد بن زيد بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام . وأمه: فاطمة بنت على بن جعفر بن إسحاق بن على بن عبدالله بن جعفر بن أبى طالب. وقد تولى الرئاسة بعد وفاة محمد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن الحسن =>

٥٥٦

صاحب الطالقان(٨٤٥) المعاصر للبخاري(١) . ولا عن غيرهم من أعلام العترة الطاهرة، وأغصان الشجرة الزاهرة. كعبد الله بن الحسن(٨٤٦) وعلي

____________________

=> بن الحسن المتقدم ذكره تحت رقم (٨٤٢) وكان ذلك سنة ١٩٩ ه‍ وكان غلاما حدث السن فقام مقام ابن عمه مع أبى السرايا. حتى استشهد على يد المأمون العباسي في سنة (٢٠١ ه‍) وقيل ٢٠٢ ه‍. راجع: مقاتل الطالبيين ص ٣٤٣ و ٣٥٤ - ٣٥٧، تاريخ الطبري ج ١٠ / ٢٢٨ و ٢٤٤، عمدة الطالب ص ٢٩٩.

(٨٤٥) أمه: صفية بنت موسى بن عمر بن على بن الحسين. ويكنى أبا جعفر. وقال أبو الفرج الاصفهانى: وكان من أهل العلم والفقه والدين والزهد وحسن المذهب.

خرج على طواغيت زمانه بالطالقان وكان في أيام المعتصم وبايعه أربعون ألف أو أكثر وحصلت بينه وبين أعوان الظلمة حروب كان النصر فيها له. ثم أعطى بعض الجواسيس خبره حتى قبض عليه في قرية (نسا) إحدى قرى خراسان وذلك بتدبير من عبدالله ابن طاهر الوالي على (الرقة) حتى أتى به إلى المعتصم في بغداد في يوم الاثنين ١٤ شهر ربيع الآخر وقيل الأول سنة ٢١٩ ه‍. قال أحد أعدائه والذي قبض عليه وهو إبراهيم بن غسان في حقه: " ما رأيت قط أشد اجتهادا منه ولا أعف ولا أكثر ذكرا لله تعالى مع شهامة نفس واجتماع قلب، ما ظهر منه جزع ولا انكسار ولا خضوع في الشدائد التي مرت به " ثم دس إليه سم في حبسه في أيام المتوكل واستشهد على يد أعداء الله. راجع: الكامل في التاريخ ج ٥ / ٢٣١، مقاتل الطالبيين ص ٣٨٢، تاريخ الطبري ج ١٠ / ٣٠٥، مروج الذهب ج ٣ / ٤٦٤، عمدة الطالب ص ٣٠٥.

(١) قتل في العراق سنة ٢٥٠ قبل وفاة البخاري بست سنوات (منه قدس).

(٨٤٦) وهو ابن الحسن المثنى ويقال له عبدالله المحض وقد كان من أصحاب الإمام الصادق والباقرعليهما‌السلام . ووصفه الإمام الصادقعليه‌السلام : بالعبد الصالح ودعا له ولبنى عمه بالأجر والسعادة. قال السيد ابن طاووس في الإقبال ص ٥١ بعد هذا: وهذا يدل على ان الجماعة المحمولين - يعنى عبدالله وأصحابه الحسنيين - كانوا عند مولانا الصادق معذورين وممدوحين ومظلومين وبحقه عارفين وقد يوجد في الكتب انهم كانوا للصادقينعليهم‌السلام مفارقين وذلك محتمل للتقية لئلا =>

٥٥٧

بن جعفر العريضي(٨٤٧) وغيرهما من ثقل رسول الله وبقيته في أمتهصلى‌الله‌عليه‌وآله ،

____________________

=> ينسب إظهارهم لإنكار المنكر إلى الأئمة الطاهرين، ومما يدلك على انهم كانوا عارفين بالحق وبه شاهدين ما رويناه - وقال بعد ذكر السند وانهائه إلى الصادق - ثم بكا (ع) حتى علا صوته وبكينا ثم قال حدثني أبى عن فاطمة بنت الحسين عن أبيه انه قال: " يقتل منك أو يصاب نفر بشط الفرات ما سبقهم الأولون ولا يعدلهم الآخرون " ثم قال: أقول وهذه شهادة صريحة من طرق صحيحه بمدح المأخوذين من بني الحسن عليه وعليهم‌السلام وأنهم مضوا إلى الله جل جلاله بشرف المقام والظفر بالسعادة والإكرام. وقال ابن المهنا في العمدة في وصف عبدالله هذا: كان يشبه رسول الله وكان شيخ بنى هاشم في زمانه. وكان يتولى صدقات أمير المؤمنينعليه‌السلام بعد أبيه الحسن.

وعبد الله المحض كان المنصور العباسي يسميه: عبدالله المذلة قتله في حبسه بالهاشمية سنة ١٤٥ ه‍ لما حبسه مع تسعة عشر من ولد الحسن ثلاث سنين وقد غيرت السياط لون أحدهم وأسالت دمه وأصاب سوط احدى عينيه فسالت وكان يستسقى الماء فلا يسقى فردم عليهم الحبس فماتوا. وقيل انهم وجدوا مسمرين في الحيطان.

وعبد الله بن الحسن يكنى أبا محمد وأمه فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالبعليهم‌السلام . راجع: الغدير ج ٣ / ٣٧١ و ٣٧٥، الإقبال لابن طاووس ص ٥١، تاريخ اليعقوبي ج ٣ / ١٠٦، تذكرة السبط ص ٢١٧، مقاتل الطالبيين ص ١٢١ - ١٢٥، تاريخ الطبري، عمدة الطالب ص ١٠١.

(٨٤٧) كنيته أبو الحسن وقد اتفق الفقهاء والمحدثون على ثقته وجلالته والاعتماد على أخباره سكن في أول أمره العريض من نواحي المدينة فنسب هو وولده إليها. قال الشيخ المفيد: وكان على بن جعفررضي‌الله‌عنه راوية للحديث سديد الطريقة شديد الورع كثير الفضل ولزم أخاه موسىعليه‌السلام وروى عنه شيئا كثيرا من الأخبار " الارشاد ص ٢٨٧ =>

٥٥٨

حتى أنه لم يرو شيئا من حديث سبطه الأكبر وريحانته من الدنيا أبي محمد الحسن المجتبى سيد شباب أهل الجنة(٨٤٨) مع احتجاجه بداعية الخوارج وأشدهم عداوة لأهل البيت - عمران بن حطان - القائل في ابن ملجم، وضربته لأمير المؤمنينعليه‌السلام :

يا ضربة من تقي ما أراد بها

إلا ليبلغ من ذي العرش رضوانا

____________________

=> وقال الطوسي: " جليل القدر ثقة وله كتاب المناسك ومسائل لأخيه موسى الكاظم بن جعفرعليه‌السلام سأله عنها.. " ثم ذكر طرقه إليهما. الفهرست للطوسي ص ٨٧ و ٨٨ وكتابه الفقهي مطبوع متداول. توفى ٢١٠ هجرية وكان من الأشخاص الذين تعاونوا مع محمد بن محمد بن زيد بن علي بن الحسين وقد قاتل هو وابن أخيه زيد بن موسى بن جعفر قاتلا والى البصرة الحسن بن علي المعروف بالمأمون فهزموه. راجع: مقاتل الطالبيين ص ٣٥٥، عمدة الطالب ص ٢٤١.

(٨٤٨) ثاني أئمة الهدى من أهل البيتعليهم‌السلام . السبط الأول للرسول الأعظم سيد شباب أهل الجنة ريحانة الرسول وقرة عين البتول. كنيته: أبو محمد. وألقابه كثيرة منها: المجتبى والمصلح. ولد ليلة النصف من شهر رمضان سنة ٣ من الهجرة وقيل في السنة الثانية. قتله معاوية بن أبى سفيان بواسطة زوجته جعيدة بنت الأشعث في شهر صفر سنة خمسين من الهجرة وله يومئذ ثمان وأربعون سنة وكانت خلافته عشر سنين. وقد ألفت في أحواله عدة مؤلفات منها: حياة الإمام الحسن للشيخ باقر القرشي ١ - ٢، صلح الحسن للشيخ راضى آل ياسين، وله ترجمة وافية في البحار ج ٤٣ و ٤٤ ط الجديد، وفى أعيان الشيعة ج ٣ / ٣ - ٤٦ (*).

٥٥٩

إني لاذكرة يوما فأحسبه

أوفى البرية عند الله ميزانا(٨٤٩)

أما ورب الكعبة، وباعث النبيين، لقد وقفت هنا وقفة المدهوش، وقمت مقام المذعور، وما كنت أحسب أن الأمر يبلغ هذه الغاية.

وقد باح العلامة ابن خلدون، بسرها المكنون، حيث قال - في الفصل الذي عقده لعلم الفقه وما يتبعه من مقدمته الشهيرة بعد ذكر مذاهب أهل السنة ما هذا لفظه: وشذ أهل أهل البيت بمذاهب ابتدعوها، وفقه انفردوا به، بنوه على مذهبهم في تناول بعض الصحابة(٨٥٠) بالقدح، وعلى قولهم بعصمة الأئمة ورفع الخلاف عن أقوالهم ،

(قال) وهي كلها أصول واهية(١) (قال): وشذ

____________________

(٨٤٩) الغدير ج ١ / ٣٢٤ وج ٥ / ٢٩٤، الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٣ / ٦٢. وعمران بن حطان صاحب هذين البيتين رأس الخوارج وشاعرهم وهذين البيتين يدلان على خبثه بل كفر قائلهما. ومع هذا وثقه العجلي وجعله البخاري من رجال صحيحه وأخرج عنه الأحاديث. وقد رد على هذين البيتين جملة من الشعراء. راجع: الاستيعاب بهامش الإصابة ج ٣ / ٦٢ - ٦٣، الغدير ج ١ / ٣٢٤ - ٣٢٨ وج ٥ / ٢٩٤، العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل لمحمد بن عقيل ط بيروت، أضواء على السنة المحمدية ص ٣١٢.

(٨٥٠) ما أدرى كيف تبنى المذاهب الفقهية على تناول بعض الصحابة بالقدح، وما عرفت كيف تستنبط الأحكام الشرعية الفرعية من تناول أحد من الناس، وابن خلدون يعد من الفلاسفة، فما هذا الهذيان منه يا أولى الألباب (منه قدس).

الشيعة لا يقولون بعصمة كل الصحابة ولا عدالتهم كلهم بل فيهم المنافق والفاسق وفيهم المؤمن التقي. راجع ما تقدم تحت رقم (٨٠٧ - ٨٢٣) وكتاب أضواء على السنة المحمدية لأبي رية فصل عدالة الصحابة ص ٣٣٩ ط ٥.

(١) ان أصحابنا - الإمامية - أثبتوا في كتبهم الكلامية عصمة أئمتهم بالأدلة العقلية والنقلية، والمقام لا يسع بيانها، ولو تصدينا لها لخرجنا عن موضوع هذه الرسالة وحسبك دليلا على عصمتهم كونهم بمنزلة الكتاب الذي لا يأتيه الباطل، وكونهم أمان =>

٥٦٠

561

562

563

564

565

566

567

568

569

570

571

572

573

574

575

576

577

578

579

580

581

582

583

584

585

586

587

588

589

590

591

592

593

594

595

596

597

598

599

600

601

602

603

604

605

606

607

608

609

610

611

612

613

614

615

616

617

618

619

620

621

622

623

624

625

626

627

628

629