فرائد السمطين الجزء ١

فرائد السمطين0%

فرائد السمطين مؤلف:
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 454

فرائد السمطين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 454
المشاهدات: 104349
تحميل: 17425


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 454 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 104349 / تحميل: 17425
الحجم الحجم الحجم
فرائد السمطين

فرائد السمطين الجزء 1

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

قال: أخبرنا أبو عمرو ابن السماك، قال: حدثنا الحسين بن بن سالم السواق (1) قال: أخبرني [أحمد بن عبد الله بن] يونس قال: حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن نصر بن سليمان الأحمسي، عن أبيه: عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيم نزلت، وأين نزلت، وعلى مَن نزلت، إنّ ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً ناطقاً (2) .

158 - أنبأني الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن عمر ابن أبي الحسن النجار البغدادي المعروف بابن المريخ بروايته عن القاضي جمال الدين أبي القاسم عبد الصمد بن محمد ابن أبي الفضل الحرستاني الأنصاري إجازة، بروايته عن الغمام فقيه الحرم كمال الدين أبي عبد الله محمد بن الفضل الفراوي إجازة قال: أخبرنا الحافظ أبو بكر ابن الحسين الخسروجردي رحمه الله، قال: أخبرنا أبو علي الروذباري قال: أخبرنا أبو عبد الله عمر بن شوذب الواسطي قال: حدثنا شعيب بن أيّوب، قال:

____________________

(1) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (الحسن بن سلام السواقي؟).

ثم إنّ ما وضعناه بعد ذلك بين المعقوفين مأخوذ من طبقات ابن سعد وغيره.

(2) كذا في الأصل، وهذا رواه أيضاً البلاذري في الحديث: (27) من ترجمة أمير المؤمنين من أنساب الأشراف: ج 2 ص 98 ط 1، وقال: (حدثنا عبد الله بن صالح العجلي، حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن نصير - إلى أن قال: - ولساناً سؤلاً).

ومثله رواه أبو نعيم في ترجمة أمير المؤمنين من حلية الأولياء: ج 1، ص 67 قال: حدثنا الحسن بن علي بن الخطاب، حدثنا محمد بن عثمان ابن أبي شيبة، حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا أبو بكر ابن عياش، عن نصير...

ورواه أيضاً ابن سعد، في عنوان: (مَن كان يفتي على عهد رسول الله) من الطبقات الكبرى: ج 2 ص 338 ط بيروت قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس، أخبرنا أبو بكر ابن عياش، عن نصير، عن سليمان الأحمسي، عن أبيه قال: قال علي: والله ما نزلت آية إلاّ وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى مَن نزلت، إنّ ربي وهب لي قلباً عقولاً ولساناً طلقاً.

ورواه عنه ابن عساكر، تحت الرقم: (1038) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 3 ص 21 ط 1.

ومثله رواه أيضاً الحافظ الحسكاني في الفصل (4) تحت الرقم: (38) من مقدمة شواهد التنزيل ص 32 ط 1، قال: أخبرنا أبو بكر الحارثي [أخبرنا] أبو محمد الرزاق، قال: أخبرنا إسحاق بن جميل [أخبرنا] أبو زرعة [أخبرنا] أحمد بن يونس [أخبرنا] أبو بكر ابن عياش، عن نصير ابن أبي الأشعث، عن سليمان الأحمسي...

ورواه أيضاً تحت الرقم: (32) منه ولكن بمغايرة كثيرة سنداً، وقليلة متناً.

٢٠١

أنبأنا أبو أسامة - فيما أظنّ - عن شرحبيل بن المدرك الجعفي قال: حدثنا عبد الله ابن نجيّ الحضرمي (1) عن أبيه - وكان صاحب مطهرة علي - قال: قال علي: كانت لي منزلة من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يكن لأحد من الخلائق، فكنت آتيه كلّ سحر فأقول: السلام عليك يا نبيّ الله، فإن سبّح (2) انصرفت إلى أهلي وإلاّ دخلت عليه، فجئت ذات ليلة فقال: على رسلك حتى أخرج إليك. فلمّا خرج قلت: ما لك لم تكن تكلّمني فيما مضى وكلمتني الليلة؟ فقال: إنّي سمعت حركة في الحجرة فخرجت فقلت: مَن هذا؟ قال: جبرئيل. فقلت: لج. فقال: إنّ في بيتك شيئاً لا تلج ملك بيتاً ما دام فيه. فقلت: ما أعلم ذلك في بيتي. قال: اذهب وانظر. فذهبت ونظرت فإذا أنا بجرو للحسن والحسين فقلت: ما وجدت غير جرو - وكان يلعب به الحسن والحسين (3) - فقال: ثلاثة إذا كنّ في بيت لم يلجه ملك ما دام فيه منهنّ شيء: كلب وجنابة وصورة [ذي] روح.

____________________

(1) هذا هو الصواب، وفي الأصل - ومثله في ط مصر، من خصائص النسائي -: (يحيى). وهذا الحديث رواه النسائي باختصار في المتن في الحديث (114) وما قبله من كتاب الخصائص ص 30 ط مصر، بطرق كثيرة ولا يوجد، الذيل الموجود هاهنا في روايات النسائي، فقال في الحديث: (114) وتاليه منه: أخبرني محمد بن عبيد بن محمد الكوفي قال: حدثنا ابن عباس، عن المغيرة، عن الحرث العكي عن أبي يحيى [كذا] قال: قال علي رضي الله عنه كان لي من النبي صلّى الله عليه وسلّم مدخلان مدخل بالليل ومدخل بالنهار، إذا دخلت بالليل تنحنح لي. [قال النسائي]: خالفه شرحبيل بن مدرك في إسناده ووافقه على قوله تنحنح. أخبرنا القاسم بن زكريا بن دينار، قال: حدثنا أبو أسامة، قال: حدثني شرحبيل يعني ابن مدرك الجعفري [كذا] قال: حدثني عبد الله بن نجي الحضرمي، عن أبيه - وكان صاحب مطهرة علي - قال: قال علي رضي الله عنه: كانت لي منزلة من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم تكن لأحد من الخلائق فكنت آتيه كل سحر فأقول: السلام عليك يا نبي الله فإن تنحنح انصرفت إلى أهلي، وإلاّ دخلت عليه.

(2) ورواه في الحديث: (111) من خصائص النسائي ص 29 ط مصر، بسند آخر وقال: (فإن كان يصلّي سبح فدخلت [بيتي] وإن لم يكن يصلّي أذن لي فدخلت [عليه]. أقول: وما زدناه بين المعقوفين زيادة توضيحية منّا. ورواه أيضاً في الحديث (112) من كتاب الخصائص بمغايرة في صدر السند، وقال: (فإن كان في صلاته صبح وإن لم يكن في صلاته أذن لي).وقال في تاليه بسند آخر صدراً:(وإذا أتيته استأذنت،فإن وجدته يصلّي سبّح،وإن وجدته فارغاً أذن لي).

(3) هذا الذيل من سنخ الأخبار الآحاد التي لا توجب علماً ولا عملاً، ومن الروايات التي لا يجوز الاعتماد عليها والاعتقاد بما فيها ونسبته إلى الشارع؛ لأنّها بالوصف المذكور يعد من الاختلاق والافتراء على الشارع المحرم بالأدلة الأربعة. هذا مع قطع النظر عن القرائن على خلافها فكيف مع وجود القرينة على خلافها كما فيما نحن فيه فإنّ أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس أعلا شأناً وأجلّ مقاماً من أن يستأنسوا بزخارف الدنيا فكيف بكلابها، سبحان الله، النبي الذي يأخذ تمرة الصدقة من فم ابنيه ويقول لهما: كخ كخ فإنّها من الصدقة ولا تحل لنا!!! هل يمكن أن يقتني كلباً لابنيه ليلعبا به، أو يتغافل عن اقتنائهما الكلب ولعبهما به؟ مع كثرة ذمّه للكلاب وللمولعين بها، فهذا الذيل اختلاق قطعاً.

٢٠٢

الباب الحادي والأربعون

159 - اخبرني شيخنا مجد الدين أبو الفضل ابن أبي الثناء ابن مودود إجازة قال: أخبرنا أبو محمد عبد المجيب ابن أبي القاسم ابن زهر الحربي بروايته عن أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي إجازة قال: أخبرنا محمود بن أحمد بن عبد المنعم بن ماشاذة إجازة، قال: أخبرنا الصاحب الأجل السعيد نظام الملك أبو علي الحسن بن علي بن إسحاق تغمّده الله برحمته إجازة بجميع مسموعاته، قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحدّاد - سماعاً عليه في ذي القعدة سنة سبعين وأربعمئة - قال: أنبأنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق الأصفهاني قال: أخبرنا عمر بن أحمد بن عثمان، قال: حدثنا علي بن محمود المصري قال: حدثنا حبرون بن عيسى [بن يزيد البلوي بمصر، قال: حدثنا] يحيى بن سليمان القرشي (1) قال: حدثنا عبّاد بن عبد الصمد أبو معمر، عن أنس بن مالك قال: قعد العباس بن عبد المطلب وشيبة صاحب البيت يفتخران، فقال [له] العباس أنا أشرف منك، أنا عمّ رسول الله ووصيّ أبيه وسقاية الحجيج لي. فقال له شيبة: أنا أشرف منك أنا أمين الله على بيته وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟ وهما في ذلك يتشاجران حتى أشرف عليهما علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له العباس: أفترضى بحكمه؟ قال [شيبة]: نعم قد رضيت. فلمّا جاءهما قال العباس: على رسلك يا ابن أخي. فوقف علي عليه السلام فقال له العباس: إنّ شيبة فاخرني فزعم أنّه أشرف منّي. قال: فماذا قلت أنت يا عمّاه؟ قال: قلت له: أنا عمّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ووصيّ أبيه وساقي الحجيج أنا أشرف [منك]. فقال لشيبة: ما [ذا] قلت [له] أنت يا شيبة؟ قال: قلت له: بل أنا أشرف منك أنا أمين الله وخازنه أفلا ائتمنك كما ائتمنني؟ قال: فقال لهما:

____________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق لما رواه في تفسير الآية الكريمة من شواهد التنزيل: ج 1، ص 24 ولما في الحديث: (909) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ج 2 ص 412 ط 1، وفي الأصل: (وحدثنا خثيرون بن عيسى بن يحيى بن سلمان القرشي). ولكن في نسخة تاريخ دمشق: (جبرون) بالجيم ثم الباء، وفي الباب: (62) من كفاية الطالب نقلاً عن ابن عساكر: (خيرون) بالخاء ثم الياء المثناة التحتانية.

٢٠٣

اجعلا لي معكما فخراً (1) قالا: نعم. قال: فأنا أشرف منكما: أنا أوّل مَن آمن بالوعيد من ذكور هذه الأُمّة وهاجر وجاهد . فانطلقوا ثلاثتهم إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فجثوا بين يديه فأخبر كلّ واحد منهم بفخره (2) فما أجابهم [النبي] صلّى الله عليه وسلّم بشيء فنزل الوحي بعد أيّام فأرسل إلى ثلاثتهم فأتوه فقرأ عليهم النبي صلّى الله عليه وسلّم: ( أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ * الّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدَوا فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ) [9 التوبة: 19 - 20] (3) .

____________________

(1 - 2) ومثل المتن في شواهد التنزيل في الموردين، وفي تاريخ دمشق في المورد الأول: (مفخراً) وفي المورد الثاني: (بمفخره).

(3) ومن قوله تعالى: (لا يستوون) إلى قوله: (الفائزون) زدناه بقرينة سياق الآيات، وبقرينة ما في شواهد التنزيل وتاريخ دمشق حيث ساقا الآية الكريمة إلى قوله: (واليوم الآخر) ثم قالا: إلى آخر العشر قرأها أبو معمر.

وأمّا في أصلي كليهما من فرائد السمطين فذكر الآية الكريمة إلى قوله: (في سبيل الله) ثم قال إلى آخر الآية.

٢٠٤

فضيلة

عظة [موسومة] بإخلاص، ونهي عن أشياء اقتضاء كمال باختصاص؟

160 - أخبرني المشايخ الإمام العلاّمة تاج الدين أبو المفاخر محمد ابن أبي القاسم محمود السديدي الزوزني من واشر كرمان (1) ، وقاضي القضاة خطيب المسلمين شمس الدين أبو محمد عبد الرحمان بن محمد بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي كتابة إليّ من دمشق - في سنة أربع وسبعين وستمئة - وتاج الدين علي بن أنجب بن عبد الله الخازن مشافهة ببغداد، بروايتهم عن الإمام مجد الدين أبي سعد عبد الله بن عمر بن أحمد بن منصور الصفاري النيسابوري إجازة قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد إجازة، قال: أخبرنا الحافظ أحمد بن عبد الله بن أحمد أبو نعيم (2) قال: حدثنا سليمان بن أحمد، قال: حدثنا محمد ابن عثمان ابن أبي شيبة، قال: حدثنا زكريا بن يحيى قال: حدثنا خالد بن مخلد، قال: حدثنا راشد أبو سلمة (3) ، عن أبي داود، عن بريدة الأسلمي قال: أمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بسدّ الأبواب فشقّ ذلك على أصحابه (4) ، فلمّا بلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلّم دعا الصلاة جامعة حتى إذا اجتمعوا صعد المنبر - [وخطبهم] فلم يسمع (5) لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم تحميداً وتعظيماً في خطبة مثل يومئذ - فقال: يا أيّها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها،

____________________

(1) وفي نسخة السيد علي نقي: (محمود السندي... من واسير كرمان).

وانظر الحديث: (167) في الباب: (43) والحديث: (48) في الباب (19) من السمط الثاني.

(2) رواه أبو نعيم في كتاب معرفة الصحابة، كما رواه عنه السيوطي في كتاب اللآلي المصنوعة: ج 1، ص 181، ط بولاق، وقد علقناه حرفياً على الحديث: (335) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ج 1، ص 276 ط 1، ورواه أيضاً العلاّمة الأميني رفع الله مقامه في الغدير: ج 3 ص 208 نقلاً عن أبي نعيم في فضائل الصحابة.

(3) كذا في الأصل: وفي اللآلي المصنوعة: (قال: حدثنا راشد بن سلمة).

(4) هذا هو الظاهر الموافق لما في اللآلي المصنوعة، وفي الأصل: (وشق ذلك على الأصحاب).

(5) كذا في الأصل عدا ما بين المعقوفين فإنّه زيادة توضيحية منّا، وفي اللآلي المصنوعة: (ولم نسمع).

٢٠٥

بل الله عزّ وجلّ سدّها!!! ثم قرأ [رسول الله] ( وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى ) .

فقال رجل: دع لي كوّة تكون في المسجد. فأبى [النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم] وترك باب علي مفتوحاً فكان يدخل ويخرج منه وهو جنب (1) .

161 - (وبالسند المتقدّم) قال الحافظ أبو نعيم: أنبأنا عمر بن أحمد، قال: حدثنا عبد الله بن أبي داوود، قال: حدثنا يحيى بن حاتم العسكري (2) قال: حدثنا بشر بن مهران، قال: حدثنا شريك، عن عثمان بن المغيرة، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود قال: انتهى إلينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ذات ليلة ونحن في المسجد [جماعة من الصحابة فينا أبو بكر، وعمر، وعثمان وحمزة وطلحة والزبير] (3) وجماعة من الصحابة بعدما صلّينا العشاء فقال: ما هذه الجماعة؟ قالوا: يا رسول الله قعدنا نتحدّث، منّا مَن يريد الصلاة ومنّا مَن ينام (4) فقال: إنّ مسجدي لا ينام فيه، انصرفوا إلى منازلكم ومَن أراد الصلاة فليصل في منزله راشداً، ومَن لم يستطع فلينم، فإنّ صلاة السرّ تضعف على صلاة العلانية .

قال [ابن مسعود]: فقمنا فتفرّقنا وفينا علي بن أبي طالب عليه السلام، فقام معنا، قال: فأخذ بيد علي وقال: أمّا أنت فإنّه يحلّ لك في مسجدي ما يحلّ لي ويحرم عليك ما يحرم عليّ . فقال له حمزة بن عبد المطلب: يا رسول الله أنا عمّك وأنا أقرب إليك من علي. قال: صدقت يا عمّ إنّه والله ما هو عنّي إنّما هو عن الله عزّ وجلّ .

____________________

(1) هذا هو الظاهر الموافق لما في اللآلي المصنوعة، وفي الأصل: (وكان).

(2) هذا هو الصواب الموافق لما رواه السيوطي في الحديث: (14) من أحاديث سدّ الأبواب عن باب فضائل علي عليه السلام من اللآلي المصنوعة ج 1، ص 181، ط بولاق، نقلاً عن كتاب فضائل الصحابة.

وفي مخطوطة طهران: (خادم العسكري) وفي نسخة السيد علي نقي (حازم العسكري).

(3) ما بين المعقوفين مأخوذ من اللآلي المصنوعة، وقد سقط من كلي أصلي من فرائد السمطين.

(4) هذا هو الظاهر الموافق لما نقله في اللآلي المصنوعة عن كتاب فضائل الصحابة، وفي أصلي كليهما: (ومنّا مَن نام).

٢٠٦

فضيلة

مفتوحة الأبواب، مخضلة الجناب، محصلة الآداب، وسيعة الرحاب، رفيعة القباب.

162 - أنبأني السيّد بهاء الدين أبو محمد ابن الشريف مودود بن الحسين بن (1) يحيى الأسود الحسني العلوي التبريزي فيما كتب إليّ منها، وأخبرني الشيخ ناصر الدين عمر بن محمد بن عبد المنعم بن عمر القواس الدمشقي بها إجازة، قالا: أخبرنا القاضي جمال الدين عبد الصمد بن محمد ابن أبي الفضل إجازة، قال: أخبرنا محمد بن الفضل الصاعدي قال: أخبرنا أبو بكر أحمد البيهقي الحافظ، قال: أخبرنا الشريف أبو الحسن محمد بن الحسين بن داوود العلوي رحمه الله، قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن مسعود بن حمويه النسوي (2) قال: حدثنا أبو الأحوص العكبري قال: حدثنا ابن نفيل، قال: أنبأنا مسكين بن بكير (3) قال: أنبأنا شعبة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أمر بالأبواب كلّها أن تسدّ إلاّ باب علي.

163 - أنبأني عبد الله بن أحمد، عن عبد الرحمان بن عبد السميع، إجازة عن

____________________

(1) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (الحسن بن يحي...).

(2) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (محمد بن سعد بن حمويه السنوي).

(3) والحديث رواه أيضاً العقيلي في ترجمة الرجل من ضعفائه الورق 214.

وقد ذكره أيضاً العلاّمة الأميني في الغدير: ج 3 ص 202 ط 3.

ورواه أيضاً ابن المغازلي في الحديث: (307 و308) من مناقبه ص 258 ط 1.

ورواه أيضاً الطبراني في مسند عبد الله بن عباس من المعجم الكبير: ج 3 / الورق 175.

ورواه أيضاً الترمذي في الحديث: (22) من باب مناقب علي من سننه: ج 13، ص 176.

ورواه أيضاً النسائي في الحديث: (41 و42) من كتاب الخصائص ص 75.

ورواه أيضاً أبو نعيم في ترجمة عمرو بن ميمون تحت الرقم: (258) من حلية الأولياء: ج 4 ص 153، وقد علقنا جميع ذلك بإضافة روايات أُخر عن جماعة آخرين من الحفاظ على الحديث: (321) من ترجمة علي عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 252 - 255 ط 1.

٢٠٧

شاذان بن جبرئيل قراءة عليه، عن محمد بن عبد العزيز، عن محمد بن أحمد بن علي النطنزي قال: أخبرنا أبو الفرج سعيد ابن أبي الرجاء ابن [أبي] منصور الصيرفي (1) قال: حدثنا أبو أحمد عبد الواحد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن سلمة (2) قال: أخبرنا أبو أحمد ابن عبد الله بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم (3) قال: أخبرنا جدّي إسحاق بن إبراهيم، قال: أنبأنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري قال: حدثنا هشام بن سعد، عن عمرو بن أسيد، عن ابن عمر قال: لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاثاً لأن تكون لي واحدة [منها] أحب إليّ من حمر النعم: زوّجه فاطمة وولدت منه، وأعطاه الراية يوم خيبر، وسدّ أبواب المسجد غير باب علي عليه السلام (4) .

وحديث: (سدّ الأبواب) [رواه] نحو من ثلاثين رجلاً من الصحابة أغربها حديث عبد الله بن عباس (5) .

164 - أخبرنا تميم بن علي بن أحمد الخطيب، قال: حدثنا أبو طاهر عبد الرحيم، قال: أخبرنا أبو الشيخ، قال: حدثنا أبو يعلى قال: حدثنا يحيى الحمّاني قال: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: سدّوا أبواب المسجد كلّها إلاّ باب علي عليه السلام .

____________________

(1) كلمة: (أبي) الموضوعة بين المعقوفين مأخوذة من نسخة السيد علي نقي ولا توجد في مخطوطة طهران.

(2) لعلّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: (حلمة).

(3) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (قال: أخبرنا ابن أحمد عبد الواحد بن أحمد...).

(4) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (إلاّ باب علي...).

(5) موضع ما وضعناه بين المعقوفين كان في الأصل بياضاً.

ثم إنّ ما قاله من أنّ حديث ابن عباس أغرب أحاديث: (سدّ الأبواب) لعلّه أراد منه ما رآه في اللآلي المصنوعة: ج 1، ص 179، عن ابن الجوزي، وقد علقناه حرفيّاً على الحديث: (321) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 1، ص 255، ط 1، ويمكن أن يريد به ما رواه ابن عساكر تحت الرقم: (249) من ترجمة علي عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 1، ص 183، ط 1.

٢٠٨

الباب الثاني والأربعون

فضيلة

طار ذكرها في الآفاق، وأمنت ملابس فخرها من الإخلاق: [في حديث الطائر المشويّ والتماس رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من الله تعالى أن يأتيه بأحبّ خلقه إليه كي يشترك معه في أكل الطير، ومجيء علي إلى رسول الله وتناولهما من الطير].

165 - أخبرنا الشيخ الزاهد عفيف الدين أبو محمد عبد السلام بن محمد بن مزروع البصري بقراءتي عليه بالمدينة المعظمة في الحرم الشريف النبوي بين الروضة والمنبر - صلوات الله وسلامه على الحالّ به، ضحوة يوم الثاني عشر من شهر الله الحرام محرّم سنة ثمانين وستّمئة - قال: أخبرنا الشيخ موفق الدين أبو المحاسن فضل الله بن أبي بكر عبد الرزاق بن عبد القادر الحنبلي (1) رحمهم الله - بقراءة محيى الدين علي بن إبراهيم بن الدردانة الحربي (في يوم الخميس سنة خمس وخمسين وستمئة) بباب الأزج ببغداد (2) وأجاز لنا جميع رواياته لفظاً - قال: أخبرنا أبو الفتح عبد الله بن عبد الله بن محمد بن نجاء بن شاتيل الدباس قراءة [عليه] وأنا أسمع في يوم الجمعة من شوال سنة ثمان وسبعين وخمسمئة، بجامع القصر ببغداد قبل صلاة الجمعة.

وأخبرني الشيخ الصالح أبو عبد الله محمد بن يعقوب ابن أبي الفرج إذناً بروايته عن أبي الفتح عبد الله بن شاتيل إجازة قال: أخبرنا أبو غلاب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني قراءة عليه وأنا أسمع - في رمضان سنة تسع وتسعين وأربعمئة -

____________________

(1) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (الجبلي).

(2) ما بين المعقوفين مأخوذ من مخطوطة السيد علي نقي ولا يوجد في مخطوطة طهران.

٢٠٩

قال: أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن الحسين بن إسماعيل المحاملي [في صفر سنة ثمان وعشرين وأربعمئة] (1) قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أحمد ابن مالك الأشجعي (2) قراءة عليه في شهر ذي القعدة [من سنة خمسين وثلاثمئة] (3) قال: حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم بن حمّاد القاضي الكبرى سنة ست وسبعين ومئتين، قال: حدثنا يوسف بن عدي قال: حدثنا حمّاد بن المختار من أهل الكوفة، عن عبد الملك بن عمير، عن أنس قال: أُهدي إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طير فوضع بين يديه فقال: اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك ليأكل معي . فجاء علي فدقّ الباب، فقلت: مَن ذا؟ فقال: أنا علي . فقلت: النبي صلّى الله عليه وسلّم على حاجة!!! فرجع ثلاث مرات كلّ ذلك يجيء [فأقول له ذلك فيذهب!!! حتى جاء في المرّة الرابعة فقلت له مثل ما قلت في الثلاث مرّات، قال] (4) فضرب الباب برجله فدخل، فقال النبي صلّى الله

____________________

(1) ما بين المعقوفين غير موجود في نسخة طهران وإنّما هو من مخطوطة السيد علي نقي.

(2) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (محمد بن محمد بن أحمد بن مالك الإسحاقي).

(3) ما بين المعقوفين غير موجود في مخطوطة طهران وإنّما هو من نسخة السيد علي نقي.

(4) ما بين المعقوفين قد سقط من الأصل، ولا بد منه أو ما هو بمعناه، وهذا اللفظ أخذناه من الحديث: (633) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 129، ط 1.

ثم إنّ للحديث مصادر كثيرة وطرقاً علقنا كثيراً منها على الحديث (632) من ترجمته عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 128، وما حولها.

ورواه أيضاً الطبراني في مسند أنس من المعجم الكبير: ج 1، الورق 39.

ورواه عنه في باب فضائل علي عليه السلام من مجمع الزوائد: ج 9 ص 125، ثم قال: وحماد بن مختار لم أعرفه وبقيّة رجاله رجال الصحيح.

والحديث رواه مع تالييه في الوجه: (60) من طرق إثبات حديث الطير من عبقات الأنوار، وتعرّض أيضاً فيه لترجمة صاحب فرائد السمطين مؤلّف الكتاب.

وذكره أيضاً في الباب: (69) من تاريخ أمير المؤمنين عليه السلام من بحار الأنوار: ج 38 ص 384 ط 2.

ثم إنّ الحديث قد أفرده جماعة من الحفّاظ بالتأليف: الأوّل والثاني والثالث منهم هو ابن مردويه وأبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان ومحمد بن جرير الطبري صاحب التفسير والتاريخ وغيرهما من الكتب القيّمة، كما ذكره ابن كثير في تاريخ البداية والنهاية: ج 7 ص 350 قال: وهذا الحديث قد صنّف الناس فيه وله طرق متعدّدة - وساق كلامه إلى أن قال في ص 353 منه - وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنّفات مفردة، منهم أبو بكر [أحمد بن موسى] ابن مردويه الحافظ. و[منهم] أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان - فيما رواه الذهبي [في ترجمة الرجل من كتاب تذكرة الحفّاظ: ج 3 ص 1112، ط بيروت] قال: - ورأيت فيه مجلّداً في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر [محمد] بن جرير الطبري المفسّر صاحب التاريخ...

أقول: وقد ذكر السيوطي في طبقات الحفّاظ وابن حجر الهيثمي في المنح المكيّة، وابن تيمية في منهاجه: ج 4 ص 99: أنّ ابن مردويه وابن حمدان أفردا الحديث بالتأليف.

٢١٠

عليه وسلّم: ما حبسك؟ قال: قد جئت ثلاث مرّات كلّ ذلك يقول [لي أنس]: النبي على حاجة!!! فقال صلّى الله عليه وسلّم: [يا أنس] ما حملك على ذلك؟ قال: كنت أحبّ أن يكون رجلاً من قومي!!!

____________________

الرابع ممّن أفرد هذا الحديث بالتأليف الحافظ الشهير أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن عقدة، كما ذكره عنه الحافظ السروي في مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 10.

الخامس ممّن أفرد الحديث بالتأليف هو أحمد بن عبد الله أبو نعيم الأصبهاني كما يأتي ذكره نقلاً عن ابن تيمية.

السادس ممّن أفرد الحديث بالتأليف هو أبو عبد الله الحاكم: محمد بن عبد الله البيع النيسابوري صاحب المستدرك وتاريخ نيسابور وغيرهما من الكتب القيّمة، كما نقل ذلك السبكي في ترجمة الحاكم من كتاب الطبقات الشافعية: ج 4 ص 165، ط 2، وذكره أيضاً الكنجي الشافعي في الفصل: (100) من كفاية الطالب قال السبكي في الطبقات: ذكر ابن طاهر أنّه رأى بخط الحاكم حديث الطير في جزء ضخم جمعه.

أقول: بهذا يتبيّن كذب ما ذكره رأس أرباب المكابرة وصفاقة الوجه ابن تيمية في نقضه - على الفصل: (8) من المنهج الثالث من كتاب منهاج الكرامة - الموسوم بمنهاج السنّة: ج 4 ص 99 ط 1333، قال: قال أبو موسى المديني: قد جمع غير واحد من الحفّاظ طرق أحاديث الطير للاعتبار والمعرفة - كالحاكم وأبي نعيم وابن مردويه. ثم قال ابن تيمية وسئل الحاكم عن حديث الطير، فقال: لا يصح؟ مع أنّ الحاكم منسوب إلى التشيّع وقد طلب منه أن يروي حديثاً في فصل معاوية، فقال ما يجيء من قلبي ما يجيء من قلبي: وقد ضربوه على ذلك فلم يفعل!!!

أقول ما تخرصه ابن المديني من أنّهم جمعوه للاعتبار والمعرفة كما اختلقه ابن تيمية من أنّ الحاكم سُئل عن حديث الطير فقال: لا يصح. كلاهما تقول عن مكابرة ومعاندة لأولياء الله وما لهم عند الله من عظيم المنزلة والدليل على ذلك هو إخفاء هم الكتب المذكورة وتعللهم بالأباطيل والترهات، فإن كانوا صادقين فما بالهم لا يأتون بالكتب المذكورة ويقرأون كلام مؤلفيها كي يخرجون أنفسهم عن التهمة ويدفعون عوامهم عن الشبهة ويقنعون خصومهم.

السابع ممّن ظفرنا على أنّه أفرد حديث الطير بالتأليف هو محمد بن أحمد الذهبي، كما صرّح بذلك في ترجمة الحاكم من تذكرة الحفّاظ: ج 3 ص 1043، ط 2 قال: وأمّا حديث الطير فله طرق كثيرة جداً - قد أفردتها بمصنف - ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل.

أقول: وهذا نقله عنه أيضاً أبو مهدي عيسى المغربي في مقاليد الأسانيد.

ثم إنّ الذهبي ذكر الحديث في تاريخ الإسلام: ج 2 ص 197، وقال: وهو على شرط السنن.

وليعلم أنّ جميع ما ذكرناه ها هنا ذكره صاحب العبقات في الفائدة الثالثة من حديث الطير من كتاب عبقات الأنوار، ص 46.

٢١١

فضيلة

منقبة فاضلة، وفضيلة للحسّاد مناضلة (1)

166 - أخبرني الإمام العلاّمة تاج الدين أبو المفاخر محمد ابن أبي القاسم محمود السديدي - كتابة إليّ من كرمان في رجب سنة أربع وستّين وستّمئة - قال: أخبرنا الصدر الكبير ركن الإسلام إمام الأئمّة مفتي الشرق والمغرب ابن ثابت عبد العزيز بن عبد الجبار بن علي الكوفي إجازة [في رجب سنة اثنتين وثمانين وخمسمئة] (2) قال: أخبرني قاضي القضاة عماد الدين شيخ الإسلام ذو المعالي أبو سعيد محمد بن أحمد بن محمد بن صاعد إجازة، قال: حدثنا الشيخ يعقوب ابن أحمد بن محمّد صاحب التخريج للأحاديث، قال: حدثنا الشيخ الصالح أبو بكر محمد بن إسماعيل بن محمد بن إبراهيم المؤذن رحمه الله [في شوال سنة عشر وأربعمئة] (3) قال: حدثنا أبو العباس الفضل بن عباس الكندي الهمداني الإمام في جامع همدان [قال:] حدثني أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن بهرام الزنجاني سنة ستّ وتسعين ومئتين، قال: حدثنا بشر بن الحسين ابن أبي محمد الأصفهاني قال: حدثنا الزبير ابن عدي عن أنس بن مالك (رض) قال: أُهدي إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم طير مشوي فلمّا وُضع بين يديه قال: اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير . قال [أنس]: فقلت في نفسي: اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار قال: فجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فقرع الباب قرعاً خفيفاً، فقلت: مَن هذا؟ قال: علي . فقلت: إنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم على حاجة!!! فانصرف [علي] قال: فرجعت إلى النبي صلّى الله عليه

____________________

(1) كان في الأصل المخطوط قبل هذا مكتوباً: (الباب الثالث والأربعون) والظاهر أنّه من مهر الكتاب، وأنّ محل هذا العنوان بعد حديث تالي التالي، يعني صدر الحديث: (168).

(2) ما بين المعقوفين من نسخة السيد علي نقي، ولا يوجد في نسخة طهران.

(3) ما بين المعقوفين من نسخة السيد علي نقي، ولا يوجد في نسخة طهران.

٢١٢

وسلم وهو يقول الثانية: اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي [من] هذا الطير . فقلت في نفسي: اللّهمّ اجعله رجلاً من الأنصار!!! فجاء علي فقرع الباب، فقلت: ألم أخبرك أنّ النبي صلّى الله عليه وسلّم على حاجة!!! فانصرف [علي] قال: فرجعت إلى النبي صلّى الله عليه وسلّم وهو يقول الثالثة: اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي [من] هذا الطير . فجاء علي فضرب الباب ضرباً شديداً فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: افتح افتح. [ففتحت له الباب فدخل] فلمّا نظر إليه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: اللّهمّ وإليّ اللهمّ وإليّ (1) قال: فجلس مع النبي صلّى الله عليه وسلّم وأكل معه الطير.

____________________

(1) هذا هو الظاهر، وفي الأصل: (قال: اللهم وإلى قال اللهم وإلي).

والحديث رواه أيضاً أبو نعيم في ترجمة (.............) من أخبار أصبهان: ج 2 ص 232.

ورواه عنه ابن عساكر، في الحديث: (626) من ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من تاريخ دمشق: ج 2 ص 120، ط 1، وقد علقنا عليه عن مصادر.

٢١٣

فضيلة [أُخرى]

مثلها في الشيوع والاستفاضة

167 - أخبرنا الشيخ الإمام نجم الدين عثمان بن الموّفق الأذكاني عن والدي شيخ الإسلام سعد الحق والدين محمد بن المؤيد الحموئي قدس الله روحه بقراءتي عليه بمدينة إسفرائين [في جمادى الآخرة سنة خمس وستين وستمئة] (1) إجازة كتبها له في سنة أربعين وستمئة، بروايته عن شيخ الإسلام نجم الدين أبي الجناب أحمد بن عمر بن محمد الخيّوقي رحمه الله إجازة، قال: أخبرنا محمد بن عمر بن علي الطوسي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد ابن أبي الفضل الشقاني قال: أخبرنا أبو سعيد محمد بن طلحة الجنابذي قال: أخبرنا والدي أبو منصور طلحة، قال: أخبرنا محمد بن محمد بن عبد الرحمان الذهلي ببغداد، حدثنا عبد الله بن عمر بن عبد العزيز البغوي (2) ، حدثنا عبد الله بن عمر القواريري حدثنا يونس بن أرقم، حدثنا مطير [بن أبي خالد] عن ثابت البجلي (3) ، عن سفينة مولى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم [قال]:

____________________

(1) ما بين المعقوفين غير موجود في مخطوطة طهران، وإنّما هو من نسخة السيد علي نقي.

(2) ورواه أيضاً عنه وعن أبي يعلى الموصلي في ترجمة أمير المؤمنين عليه السلام من البداية والنهاية: ج 7 ص 352.

ورواه أيضاً في الحديث: (68) من باب فضائل أمير المؤمنين من كتاب الفضائل تأليف أحمد بن حنبل.

ورواه أيضاً ابن عساكر في الحديث: (640) وتواليه من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق ج 2 ص 133، بسنده عن المحاملي والبغوي وأبي يعلى.

(3) هذا هو الصواب الموافق لما في المصادر المتقدّم الذكر، وما بين المعقوفين أيضاً مأخوذ منها، وفي الأصل: (حدثنا بكير، عن ثابت البلخي...).

٢١٤

أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم طائرين بين رغيفين [و] لم يكن في البيت غيري وغير أنس، فجاء النبي صلّى الله عليه وسلّم فدعا بغدائه، فقلت: يا رسول الله قد أهدت إلينا امرأة من الأنصار هديّة، فقدمت الطائرين إليه فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك وإلى رسولك . فجاء علي بن أبي طالب فضرب الباب ضرباً خفيفاً، فقلت: مَن هذا؟ فقال: أبو الحسن . ثم ضرب الباب فرفع صوته فقال النبي صلّى الله عليه: افتح له [الباب] . ففتحت له فأكل مع النبي صلّى الله عليه وسلّم من الطيرين حتى فنيا.

٢١٥

الباب الثالث والأربعون

فضيلة

هي أنفع ذخائر تقتنى ووصيّة هي أحلى ثمار تجتنى [في أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم كان يحبّ لعلي ما كان يحبّ لنفسه، وكان يكره له ما يكره لنفسه] (1) : 168 - أخبرنا الشيخان: أبو طالب [علي] بن أنجب بن عبيد الله، وعلي بن الحسن ابن أبي بكر (2) بسماعي عليهما ببغداد، قالا: أنبأنا محمد بن مسعود ابن بهروز المتطبّب سماعاً عليه، قال: أنبأنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى بن شعيب، قال: أنبأنا أبو الحسن عبد الرحمان بن محمد بن المظفر الداوودي سماعاً علهي، قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن حمويه السرخسي سماعاً عليه، قال: أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن خريم الشاشي (3) قال: أنبأنا أبو محمد عبيد بن حميد بن نصر الكشّي قال: أنبأنا عبيد الله بن موسى عن إسرائيل ابن أبي إسحاق، عن الحارث عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا علي إنّي أحبّ لك ما أحب لنفسي وأكره لك ما أكره لنفسي، لا تقرأ وأنت راجع ولا أنت ساجد، ولا تصلّ وأنت عاقص شعرك فإنّه كفل الشيطان، ولا تقع بين السجدتين (4) ، ولا تعبث بالحصى، ولا تفتح

____________________

(1) هاهنا ينبغي أن يكون محل هذا الباب والعنوان. وقد جعله في أصلي عنواناً للحديث (166) المتقدم في ص 212 من طبعتنا هذه.

(2) كذا هاهنا، وانظر ما تقدّم في الحديث: (140) ص 167، من هذه الطبعة.

(3) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (خزيمة الشاشي).

(4) ومثله في أواخر مسند أمير المؤمنين تحت الرقم: (1243) من مسند أحمد بن حنبل: ج 2 ص 301 ط 2 وله أيضاً شواهد في الحديث: (601) ص 37 والحديث: (829 و831 و1124 و1043 و1004، و981).

٢١٦

على الإمام، ولا تلبس القسيّ ولا تركب المياثر (1) ، ولا تفترش ذراعيك.

____________________

(1) وفي الحديث: (1243) من مسند أحمد: ج 2 ص 300: (ولا تركب على المياثر).

والقسّي - بفتح القاف وكسر السين المشددة وآخرها ياء مشددة - ثياب من كتان مخلوط بحرير كان يؤتى بها من مصر، نُسبت إلى قرية على شاطئ البحر قريب من تنيس يقال لها القس. والميثرة: مركب من مراكب العجم تعمل من حرير أو ديباج.

وفي الحديث: (1224) من مسند أحمد، ص 257 بسند آخر عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: (ونهاني رسول الله عن الميثرة، وعن القسية. قلنا: يا أمير المؤمنين وأي شيء الميثرة؟ قال: شيء يصنعه النساء لبعولتهن على رحالهن. قال. قلنا: وما القسية؟ قال: ثياب تأتينا من قبل الشام مضلعة فيها أمثال الأترج. قال: قال أبو بردة: فلما رأيت السبي عرفت أنّها هي.

٢١٧

فضيلة

خطرها جليل وكشف المزايا بالنسبة إليها قليل [في أنّ النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم ما سأل الله تعالى شيئاً من الخير إلاّ سأل لعلي مثله، وما استعاذ من شرّ إلا استعاذ لعلي مثله] (1): 169 - أخبرني الشيخ الصالح تاج الدين أبو محمد عبد الله ابن أبي القاسم ابن علي بن ورخر البغدادي بسماعي عليه بها - [في الحادي عشر من شهر ربيع الآخر سنة اثنين وسبعين وستمئة] - (2) قيل له: أخبرك الشيخ نجم الدين أبو المعالي محمد بن أحمد بن صالح بن شافع الجيلي قراءة عليه وأنت تسمع [في الخامس والعشرين من شوال سنة اثنتي عشرة وستمئة] - (3) قال: أخبرتنا شهدة بنت أحمد بن الفرج بن عمر الأسري قالت: أنبأنا أبو الخطّاب نصر بن أحمد بن عبد الله بن النظر سماعاً منه [في سنة أربعمئة وإحدى وتسعين] - قال: أنبأنا أبو محمّد عبد الله بن عبد الله بن يحيى بن زكريا البيع قراءة عليه، قال: حدثنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحالي يوم الأحد عشر ليلة خلت [ظ] من ربيع الأول سنة ثلاثمئة وثلاثين، قال: حدثنا عبد الله بن شبيب، حدثني عثمان بن اليمان [حدثني عثمان بن أبي عثمان] (4) حدثني يحيى بن زرعة، عن عمّار ابن أبي عمّار قال: قال عبد الله بن الحارث: قلت لعلي بن أبي طالب عليه السلام: أخبرني بأفضل منزلتك من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. قال: نعم، بينا أنا نائم عنده وهو يصلّي فلمّا فرغ من صلاته صلّى الله عليه وسلّم قال: يا علي ما سألت الله عزّ وجلّ [شيئاً] من الخير إلاّ سألت لك مثله، وما استعذت [الله] من الشرّ إلاّ استعذت لك مثله.

____________________

(1) ما بين المعقوفين زيادة منّا.

(2) ما بين المعقوفين فيه وما بعده مأخوذ من نسخة السيد علي نقي ولا يوجد في مخطوطة طهران.

(3) الظاهر أنّ ما بين المعقوفين هذا أيضاً من نسخة السيد علي نقي، ولا يوجد في نسخة طهران، وقد فات عنّا الإشارة إلى ذلك في نسختنا المحقّقة.

(4) ما بين المعقوفين قد سقط عن كلي أصلي من فرائد السمطين، وأخذناه من آخر الجزء السابع من أمالي المحاملي الورق 154 /.

ورواه عنه في الحديث: (389) في باب فضائل علي عليه السلام من كنز العمّال: ج 15، ص 132، ط 2. وقد علقناه على الحديث: (800) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 276 ط 1، وقد رواه قبله وبعده عن طرق كثيرة، كما أنّا أيضاً علقناه عليه عن مصادر.

٢١٨

فضيلة

بشارة بغفران وأمن وأمان

170 - [وبالسند المتقدّم] قال: قال أنبأنا أبو بكر ابن الحسين البيهقي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ (1) قال: أنبأنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي بمرو، قال: حدثنا سعيد بن مسعود، قال: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمان بن أبي ليلى، عن علي عليه السلام قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: يا علي ألا أعلمّك كلمات إن قلتهنّ غفر الله لك - على أنّه مغفور لك -: لا إله إلاّ الله العليّ العظيم، لا إله إلاّ الله الحليم الكريم، سبحان الله وتبارك الله ربّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين (2) .

____________________

(1) رواه الحاكم في باب مناقب علي عليه السلام من المستدرك: ج 3 ص 138.

(2) ومثله رواه في الحديث: (701) من مسند أحمد: ج 2 ص 87، ولكن بسند آخر، وفي الحديث (712) منه بسند آخر: (لا إله إلاّ الله الحليم الكريم، لا إله إلاّ الله العلي العظيم، سبحان الله ربّ السماوات السبع، وربّ العرش العظيم، الحمد لله ربّ العالمين) .

وفي الحديث: (736) منه ص 99: (لا إله إلاّ الله الكريم الحليم، سبحانه وتبارك الله ربّ العرش العظيم، والحمد لله ربّ العالمين) .

وفي الحديث: (334) من باب فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل وأواخر مسنده عليه السلام تحت الرقم: (1363) من مسند أحمد بالسند المذكور ها هنا في المتن: (لا إله إلاّ الله العلي العظيم، لا إله إلاّ الله الحليم الكريم، سبحان الله ربّ العرش العظيم، الحمد لله ربّ العالمين) .

وللحديث مصادر وأسانيد كثيرة جداً، وقد رواه النسائي تحت الرقم: (22) من كتاب الخصائص ص 9 ط مصر، بستة أسانيد.

٢١٩

فضيلة

تنبئ عن تنزيه وتطهير، ومنقبة جاوزت مراتب الوصف والتقرير [في أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما سأل ربّه شيئاً إلاّ أعطاه، وما سأل الله شيئاً لنفسه إلاّ سأله لعلي] (1): 171 - أخبرني عن أبي جعفر محمد بن أحمد بن نصر الصيدلاني إجازة جماعة منهم: الشيخ أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمان بن عمران الأنصاري بروايتهم عنه إجازة قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن [بن إسماعيل] (2) إذناً، قال: أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله الحافظ رحمه الله، قال: [حدثنا] عمران [بن] أحمد، حدثنا الحسين بن إسماعيل [الضبي]، حدثنا عبد الأعلى بن واصل (3) ، حدثنا علي بن ثابت، عن منصور بن أبي الأسود، عن يزيد بن أبي زياد (4) ، عن سليمان ابن عبد الله بن الحارث، عن جدّه: عن علي عليه السلام، قال: مرضت مرّة فعادني النبي صلّى الله عليه وسلّم فدخل عليّ وأنا مضطجع فأتى إلى جنبي فسجّاني بثوبه، فلمّا رأى [أنّي] قد ضعفت (5) قام إلى المسجد يصلّي فلمّا قضى صلاته جاء فرفع الثوب عنّي ثم قال: قم يا علي قد برئت. فقمت فكأنّي ما اشتكيت قبل ذلك (6) فقال: ما سألت ربّي شيئاً إلاّ أعطاني، وما سألت الله شيئاً إلاّ سألته لك .

____________________

(1) ما بين المعقوفين زيادة منّا.

(2) ما بين المعقوفين غير موجود في نسخة طهران وإنّما هو من نسخة السيد علي نقي.

(3) ما بين المعقوفين مأخوذ من الحديث: (800) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 277 فإنّه رواه عن محمد بن الحسين بن المهتدي، عن ابن شاهين، عن الحسين بن اسماعيل الضبي...

ورواه أيضاً النسائي في الحديث: (141) من كتاب الخصائص ص 125، عن عبد الأعلى... ثم رواه عن جعفر الأحمر، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحرث، عن علي...

(4) هذا هو الصواب الموافق لما في مصادر جمّة، وفي نسخة السيد علي نقي: (زيادة بن أبي زياد..).

(5) كذا في الأصل، ويحتمله أيضاً ما رواه ابن عساكر تحت الرقم: (800) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 277 بسنده عن ابن شاهين... كما أنّ لفظ ابن عساكر يحتمل أيضاً أن يقرأ: (قد خفقت).

(6) هذا هو الظاهر الموافق لرواية ابن عساكر نقلاً عن ابن شاهين، وفي الأصل: (فكأنّي ما اشتكيت بعد ذلك).

٢٢٠