فرائد السمطين الجزء ١

فرائد السمطين0%

فرائد السمطين مؤلف:
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
تصنيف: مكتبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل البيت عليهم السلام
الصفحات: 454

فرائد السمطين

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: إبراهيم بن محمد بن المؤيد الجويني الخراساني
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
تصنيف: الصفحات: 454
المشاهدات: 104348
تحميل: 17425


توضيحات:

الجزء 1 الجزء 2
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 454 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 104348 / تحميل: 17425
الحجم الحجم الحجم
فرائد السمطين

فرائد السمطين الجزء 1

مؤلف:
الناشر: مؤسّسة المحمودي للطباعة والنشر
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

أنشدكم الله أيّها الخمسة أفيكم [أحد هو] أخو رسول الله صلّى الله عليه وسلّم غيري؟ (1) قالوا: لا.

قال: أمنكم أحد له عمّ مثل عمّي حمزة بن عبد المطلب أسد الله وأسد رسوله غيري؟ قالوا: لا.

[قال: أمنكم أحد له ابن عمّ مثل ابن عمّي رسول الله؟ قالوا: لا.] (2) .

قال: أمنكم أحد له أخ مثل أخي [جعفر] المزيّن بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنّة؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله سيّدة نساء هذه الأُمّة؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن والحسين سبطا هذه الأُمّة ابنا رسول الله غيري؟ قالوا: لا (3) .

قال: أمنكم أحد قتل مشركي قريش قبلي؟ (4) قالوا: لا.

قال: أمنكم أحد وحّد الله قبلي؟ قالوا: لا. (5)

قال: أمنكم أحد أمر الله بمودّته غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحد غسّل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قبلي؟ قالوا: لا. (6) .

قال: أمنكم أحد سكن المسجد يمرّ فيه جنباً غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحد رُدّت عليه الشمس بعد غروبها حتى صلّى العصر غيري؟ قالوا: لا (7) .

____________________

(1) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (أمنكم أخو...) وما بين المعقوفين قد سقط عن أصلي.

(2) ما بين المعقوفين غير موجود في نسخة طهران، وإنّما هو من نسخة السيد علي نقي. ولا يوجد أيضاً في نسخة الظاهرية من تاريخ دمشق ولا في نسخة لسان الميزان.

(3) هذه القطعة قد سقطت عن نسخة السيد علي نقي.

(4) كذا في الأصل هاهنا، وقريباً منه يجيء أيضاً بعد ثمانية فقرات.

وفي تاريخ دمشق ولسان الميزان: ( أفيكم أحد كان أقتل لمشركي قريش عند كل شديدة تنزل برسول الله منّي؟ قالوا لا).

(5) هذه القطعة قد سقطت عن مخطوطة طهران.

(6) كذا في الأصل.

(7) وهذا الفصل مع الفصل التالي قد اشتملت عليهما أيضاً رواية الحاكم النيسابوري المروية بسند آخر عنه في كتابه حديث الطير، على ما رواه عنه في الباب: (100) من كفاية الطالب ص 386 ط 2، وقد ذكرناها بنصّها في المختار: (28) من باب خطب لهج السعادة: ج 1، ص 136.

٣٢١

قال: أمنكم أحد قال له رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - حين قرّب إليه الطير فأعجبه -: اللّهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير - فجئت أنا لا أعلم ما كان من قوله فدخلت [عليه فـ] قال: وإليّ يا ربّ وإليّ يا ربّ - غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحد كان أقتل للمشركين عند كلّ شديدة تنزل برسول الله صلّى الله عليه وسلّم منّي؟ قالوا: لا ز

قال: أمنكم أحد كان أعظم غناءً عن رسول الله صلّى الله عليه وآله - حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت [له] مهجتي - غيري؟ قالوا: لا.

قال: أمنكم أحد كان يأخذ الخمس غيري وغير فاطمة؟ قالوا: لا.

قال: أفيكم أحد يأخذ الخمس سهم في الخاصّ وسهم في العام غيري؟ قالوا: لا.

قال: أفيكم أحد يطهّره كتاب الله غيري؟ حتى سدّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أبواب المهاجرين جميعاً وفتح بابي إليه حتى قام إليه عمّاه حمزة والعبّاس وقالا: يا رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب علي؟!! فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسدّ أبوابكم. قالوا: لا.

قال: أفيكم أحد تمّم الله نوره من السماء؟ حتى قال: ( فَآتِ ذَا الْقُرْبَى‏ حَقّهُ ) [الروم: 38] قالوا: اللّهمّ لا.

قال: أفيكم أحد ناجى رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] ستّ عشرة مرّة غيري؟ (1) حين نزل: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ) [المجادلة: 12] قالوا: اللّهمّ لا.

قال: أفيكم أحد ولي غمض رسول الله [صلّى الله عليه وآله وسلّم] غيري؟ قالوا: لا.

قال: أفيكم أحد [كان] آخر عهده برسول الله صلّى الله عليه وسلّم حتى وضعه في حفرته غيري؟ قالوا: لا.

____________________

(1) كذا في هذا الطريق من الحديث، وفي رواية العقيلي وكنز العمال: ج 3 ص 155 وابن عساكر (اثنتي عشرة مرة).

والمستفاد من الروايات الواردة في تفسير الآية الكريمة أنّه عليه السلام ناجى مع النبي عشر مرات وفي كل مرّة تصدّق بدرهم، وعليه فيحتمل قوياً أنّ لفظة: (ست) هاهنا، ولفظة: (اثنتي) في رواية العقيلي وكنز العمال من سهو الرواة أو من زيادات الكتاب والناسخين سهواً وغفلة.

٣٢٢

[فضيلة]

في إخبار النبي [صلّى الله عليه وآله وسلّم] عمّه (1) [بأنّ] ذرّيته تنشر من صلب علي.

252 - أخبرني القاضي بهاء الدين عبد الغفّار بن عبد المجيد بن وهسوذان ابن أبي الماجد بن عمر الزياتي (2) الزنجاني رحمه الله إجازة، قال: أنبأنا الإمام ضياء الدين الغزنوي إجازة (3) قال: أنبأنا الإمام رضي [الدين] أبو الخير أحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني رحمه الله (4) قال: أنبأنا أبو طاهر ابن أبي نصر ابن أبي القاسم - يعرف بهاجر - بخطّه إجازة قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن عليّ بن ثابت البغدادي الخطيب (5)، أنبأنا محمد بن أبي السرى (6) حدثنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني

____________________

(1) الظاهر أنّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: (في أخبار النبي (ص) عن ذرّيته...).

(2) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (وهودان بن... الزياني...).

وفي الباب (45) من السمط الثاني: (أخبرنا القاضي - فاضل قطره بل كامل عصره - بهاء الدين عبد الغفار بن عبد المجيد بن وهسوزان الرناني...) كذا ذكره في نسخة طهران بالراء المهملة ثم النون.

(3) كذا في مخطوطة طهران، ومثله يأتي أيضاً تحت الرقم: (161) في الباب: (45) من السمط الثاني. وفي نسخة السيد علي نقي هاهنا: (العربوي). وانظر ما تقدّم في الحديث: (102) في الباب (24) ص 139.

(4) الحديث رواه أبو الخير هذا في الباب: (26) من الأربعين المنتقى.

(5) رواه الخطيب في ترجمة () تحت الرقم (0000) من تاريخ بغداد ج 1، ص 434.

والحديث رواه بسنده عنه ابن عساكر تحت الرقم: (643) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 159، ط 1 قال: أخبرنا أبو القاسم العلوي وأبو الحسن علي بن أحمد، قالا: أنبأنا أبو منصور ابن خيرون، أنبأنا أبو بكر الخطيب، أنبأنا محمد بن أبي السري الوكيل، أنبأنا أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني...

ورواه أيضاً ابن المغازلي تحت الرقم: (72) من مناقبه ص 49 ط 1، ولكن بسند آخر واختصار في متنه. ورواه في هامشه عن مصادر جمّة.

ورواه أيضاً المسعودي بسند آخر وزيادة في آخره في ترجمة الإمام الحسن من مروج الذهب: ج 2 ص 428.

(6) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (الثري).

٣٢٣

حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الرحيم المؤدب حدثني عبد الله [بن] عبد الرّحمان بن محمد الحاسب، حدثني أبي حدثني خزيمة بن حازم، حدثني أمير المؤمنين المنصور، حدثني أبي محمّد بن علي حدثني أبي علي بن عبد الله، حدثني أبي عبد الله بن عباس قال: كنت أنا والعباس جالسين عند رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فسلّم، فردّ عليه رسول الله صلّى الله عليه وبشّ به (1) وقام إليه فاعتنقه وقبّل ما بين عينيه وأجلسه عن يمينه، فقال العباس: يا رسول الله أتحبّ هذا؟!! فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: يا عمّ رسول الله، والله لله أشدّ حبّاً له منّي إنّ الله تعالى جعل ذرّية كل نبي من صلبه، وجعل ذرّيّتي في صلب هذا (2) .

____________________

(1) هذا هو الصواب الموافق لرواية ابن عساكر، وفي أصلي من فرائد السمطين: (بشرية). يقال: (بش زيد - بصديقه - من باب منع - بشا وبشاشة). سر به. أقبل عليه وفرح به.

(2) وفي رواية ابن عساكر: (جعل ذرّيّة كل نبي في صلبه وجعل ذرّيّتي في صلب هذا).

٣٢٤

الباب التاسع والخمسون

253 - أخبرنا الشيخ شرف الدين أحمد بن هبة الله بن أحمد بن (1) محمد بن الحسن بن عساكر سماعاً عليه، قال: أخبرتنا زينب بنت أبي القاسم عبد الرحمان الشعري الجرجاني إجازة عن الشيخ أبي القاسم زاهر بن طاهر الشحامي إجازة قال: أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد السكاكي قال: أنبأنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب، حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد حافد العباس بن حمزة سنة سبع وثلاثين وثلاثمئة، قال: أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدثنا أبي أحمد بن عامر بن سليمان، حدثنا أبو الحسن علي بن موسى الرضا، حدثني أبي موسى بن جعفر، حدثني أبي جعفر بن محمد، حدثني أبي محمد بن علي، حدثني أبي علي بن الحسين، حدثني أبي الحسين بن علي بن أبي طالب، حدثني أبي عليّ ابن أبي طالب عليه السلام قال: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: يا علي إنّك قسيم النار وإنّك تقرع باب الجنّة فتدخلها بلا حساب (2) .

254 - أنبأني أبو الفضل ابن أبي الثناء ابن مودود بن محمود بن عبد الله بن محمود الحنفي رحمه الله، قال: أنبأنا أبو حفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد الدارقر (كذا) قال: أنبأنا أبو القاسم ابن أبي عبد الرحمان ابن أبي نصر المستملي الشحامي إجازة، قال: أنبأنا أبو بكر [أحمد] بن الحسين الحافظ، قال: أنبأنا أبو الحسين ابن الفضل القطاني قال: أنبأنا عبد الله بن جعفر، قال حدثنا يعقوب بن

____________________

(1) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (أخبرنا الشيخ شرف الدين أحمد بن هبة الله بن أحمد بن هبة الله بن أحمد بن محمد بن الحسن بن عساكر...).

(2) ورواه أيضاً الخوارزمي في الحديث: (3) من الفصل: (19) من مناقبه ص 209 قال: وأخبرني الشيخ الفقيه الحافظ العدل أبو بكر محمد بن عبد الله بن نصر الزعفراني، حدثني أبو الحسين محمد بن إسحاق عن إبراهيم بن مخلد الباقرجي، حدثني أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن العلي بن بندار، حدثني أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان، حدثني أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، قال: حدثنا أبي أحمد بن عامر بن سليمان، حدثني أبو الحسن...

والحديث - أي حديث (قسيم الجنّة والنار) - رواه ابن عساكر بطرق وأسانيد تحت الرقم: (753) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج2 ص 244 ط 1.

٣٢٥

سفيان، قال: حدثني يحيى بن عبد الحميد، قال: حدثنا علي بن مسهر، عن الأعمش، عن موسى بن طريف، عن عباية: عن علي عليه السلام قال: أنا قسيم النار إذا كان يوم القيامة قلت: هذا لك وهذا لي .

قوله عليه السلام أنا قسيم النار أي مقاسمها ومساهمها يعني أصحابه على شطرين مهتدون وضالّون (1) فكأنّه قاسم النار إيّاهم فشطر لها، وشطر معه في الجنّة، فالذين هم ضالّون في نار الجحيم، والذين هم مهتدون مهتدون إلى جناب جنّات النعيم.

و[لله درّ] القائل في مدحه عليه السلام وقد بلغ فيه غاية الكمال والتمام:

عليّ حبّه جنّة

قسيم النار والجنّه

وصيّ المصطفى حقّاً

إمام الإنس والجِنّه

____________________

(1) الظاهر أنّ هذا الكلام من أبي بكر البيهقي، وله من أمثال هذه التلبيسات موارد جمّة، والقارئ خبير بأنّ التخصيص والتقييد في العمومات والمطلقات بلا دليل غير جائز، لا سيّما في مثل المقام إذ بحسب المتفاهم العرفي لا يطلق أصحاب الشخص إلاّ على الذين بينهم وبينه علقة شديدة وأُنس أكيد، وعليه فأصحابه أي الذين كان بينهم وبينه عليه السلام أنس أكيد، ومودة ومحبة وتابعوه وشايعوه مهتدون كما قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم مشيراً إلى علي: إنّ هذا وشيعته هم المفلحون . نعم لو كان البيهقي قال: إنّ الناس أو المسلمون أو أصحاب رسول الله - بحسب اعتبار البيهقي - على شطرين... لكان كلامه صواباً.

٣٢٦

في آثار عن الصحابة رضوان الله عليهم تؤثر وتروى ممّا دونها صحف المحامد كلّها تهجر وتطوى في فضائل مَن اعترفوا عن آخرهم بتقدمّه في المآثر الفاخرة، واقتبسوا من أنواره الزاهرة، واغترفوا من بحار علومه الزاخرة، مفسّر التنزيل ومبيّن حقائق العرفان، وقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على تأويل القرآن: 255 - أخبرني الإمامان: العلاّمة نجم الدّين عبد الغفّار بن عبد الكريم بن عبد الغفار، وعلاء الدين أبو حامد محمد ابن أبي بكر الطاووسي القزوينيان كتابة بروايتهما عن الشيخين: عزّ الدين محمد بن عبد الرحمان الواريني، وتاج الدين عبد الله بن إبراهيم الشحاذي القزويني إجازة، قالا: أنبأنا الشيخان محمد بن الفضل بن أحمد، وزاهر ابن طاهر بن محمد إجازة قال: أنبأنا الحافظ أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ (1) ، قال: أنبأنا أحمد بن جعفر القطيعي قال: حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، قال: أنبأني أبي (2) قال: حدثنا يحيى بن حمّاد، قال حدثنا أبو عوانة، قال: حدثنا أبو بلج [يحيى ابن سليم] قال: حدثنا عمرو بن ميمون قال:

____________________

(1) وهو الحاكم النيسابوري والحديث رواه في باب مناقب علي عليه السلام من المستدرك: ج3 ص 132، قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ببغداد من أصل كتابه، حدثنا عبد الله ابن أحمد بن حنبل، حدثني أبي...

ورواه الخوارزمي أيضاً في الفصل (12) من مناقبه.

(2) رواه أحمد بهذا السند تحت الرقم: (291) من باب فضائل علي عليه السلام من كتاب الفضائل.

ورواه أيضاً بهذا السند، وبسند آخر في أواخر مسند عبد الله بن عباس في الحديث: (1266) منه من كتاب المسند: ج1، ص 330 ط 1.

ورواه أيضاً النسائي في الحديث: (23) من كتاب الخصائص ص61، ورواه عنهما باختصار في أول ترجمة أمير المؤمنين من الإصابة: ج2 ص 509.

ورواه ابن عساكر تحت الرقم: (251) وما قبله من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج1، ص 187، وما حولها بأسانيده عن أحمد وأبي يعلى والمحاملي.

وقد ذكرناه في تعليقها عن مصادر جمّة وثيقة، بأسانيد.

٣٢٧

إنّي لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا: يا أبا العباس إمّا أن تقوم معنا وإمّا أن تخلو بنا من بين هؤلاء. قال: فقال ابن عباس: بل أنا أقوم معكم - قال: وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - فابتدؤا فتحدثوا (1) فلا يدرى ما قالوا، قال: فجاء [ابن عباس وهو] ينفض ثوبه ويقول: أفّ وتف (2) [وقعوا في رجل له بضعة عشر فضائل ليست لأحد غيره]: وقعوا في رجل قال له النبي صلّى الله عليه وسلّم [يوم خيبر]: لأبعثنّ رجلاً لا يخزيه الله أبداً، يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله . فاستشرف لها مَن استشرف (3) فقال: أين عليّ؟ فقالوا: إنّه في الرحا يطحن. قال: (أ) ما كان أحد غيره ليطحن؟ (4) قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد أن يبصر. قال: فنفث في عينيه ثم هزّ الراية ثلاثاً فأعطاها إيّاه، فجاء عليّ بصفيّة بنت حيي.

فقال ابن عباس: ثمّ بعث النبي صلّى الله عليه وسلّم [فلاناً] بسورة التوبة (5) فبعث عليّاً خلفه وأخذها منه، وقال: لا يذهب بها إلاّ رجل هو منّي وأنا منه .

قال ابن عباس: وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم [لنبي عمّه]: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ - قال: وعليّ جالس معهم - فأبوا!!! فقال عليّ: أنا أواليك في الدنيا والآخرة . قال: فتركه ثم أقبل على رجل [رجل] منهم فقال: أيّكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا فقال عليّ: أنا أواليك في الدنيا والآخرة [فـ] قال [له]: أنت وليّي في الدنيا والآخرة (6) .

قال ابن عباس: وكان علي أوّل مَن آمن من الناس بعد خديجة.

____________________

(1) ومثله في مسند أحمد وخصائص النسائي ومستدرك الحاكم والرواية الثانية والثالثة لابن عساكر، في ترجمة علي عليه السلام من تاريخ دمشق نقلاً عن أبي يعلى وأحمد.

وفي الرواية الأُولى من ترجمة الإمام من تاريخ دمشق نقلاً عن طريق المحاملي: (فانتدبوا). وفي الباب: (62) من: كفاية الطالب ص 241 نقلاً عن الأربعين الطوال لابن عساكر: (فانتدؤا) أي جلسوا ندياً وجماعة في النادي.

(2) ما بين المعقوفات هاهنا وما بعده زيادة توضيحية منّا.

(3) هذا هو الظاهر الموافق لما في تاريخ دمشق، وفي الأصل: (فاستشرف لهما مستشرف).

(4) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (ما كان أحدهم ليطحن).

(5) ما بين المعقوفين قد سقط عن أصلي من فرائد السمطين وأخذناه من رواية ابن عساكر عن أحمد. وما ذكره أيضاًَ عدول عن صريح لفظ ابن عباس، وصريحه هو ما رواه من طريق أبي يعلى والمحاملي: (وبعث أبا بكر بسورة براءة وبعث عليّاً خلفه...).

(6) كذا في رواية ابن عساكر نقلاً عن أحمد، وهاهنا في أصلي من فرائد السمطين حذف جل.

٣٢٨

قال: وأخذ النبي صلّى الله عليه وسلّم ثوبه فوضعه على عليّ وفاطمة وحسن وحسين وقال: ( إِنّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهّرَكُمْ تَطْهِيراً ) [33 / الأحزاب: 33].

قال ابن عباس: وشرى علي نفسه (1) فلبس ثوب النبي صلّى الله عليه وسلّم ثم نام مكانه.

قال ابن عباس: وكان المشركون يرمون النبي صلّى الله عليه وسلّم - فجاء أبو بكر (رض) وعلى نائم وأبو بكر يحسب أنّه رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: فقال: يا نبيّ الله. فقال له علي: إنّ نبيّ الله قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه. قال: فانطلق أبو بكر ودخل معه الغار. قال: - وجعل عليّ يرمى بالحجارة كما كان يرمى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يتضوّر (2) ، وقد لفّ رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح ثمّ كشف عن رأسه فقالوا: إنّك لئيم وكان صاحبك لا يتضوّر ونحن نرميه وأنت تتضوّر وقد استنكرنا ذلك.

قال ابن عباس: وخرج النبي صلّى الله عليه وسلّم في غزوة تبوك وخرج بالناس معه فقال له عليّ: أخرج معك؟ فقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: لا. فبكى علي!!! فقال له: أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي؟ إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ وأنت خليفتي !!!

قال ابن عباس: وقال له النبي صلّى الله عليه وسلّم: أنت وليّ كل مؤمن ومؤمنة بعدي .

قال ابن عباس: وسدّ النبي صلّى الله عليه وسلّم أبواب المسجد غير باب علي وكان يدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره.

قال ابن عباس: وقال النبي صلّى الله عليه وسلّم: مَن كنت مولاه فإنّ مولاه علي .

قال ابن عباس: وقد أخبرنا الله عزّ وجلّ في القرآن أنّه رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم (3) فهل أخبر (نا) أنّه سخط عليهم بعد ذلك؟ قال ابن عباس: قال النبي صلّى الله عليه وسلّم (لعمر) - حين قال: إئذن لي فأضرب عنقه - يعني عنق حاطب قال -: وما يدريك لعلّ الله أطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم.

____________________

(1) أي باع نفسه لله، وهذا إشارة إلى قوله تعالى في تقريض علي عليه السلام في تلك القضية: ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ ) [البقرة: 207].

(2) التضوّر: التلوي والتقلب من وجع أو هم.

(3) وإليك نص الآية الكريمة تحت الرقم: (18) من سورة الفتح: 48: ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً ) .

٣٢٩

الباب الستّون

256 - أخبرني الشيخ عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بن شبل بن طرخان المقدسي بقراءتي عليه بمدينة نابلس، قلت له: أخبرك الشيخ القاضي جمال الدين أبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن أبي الفضل الأنصاري إجازة؟ قال: نعم. قال: أنبأنا أبو عبد الله ابن الفضل بن أحمد إذناً، قال: أنبأنا شيخ السنة أحمد بن الحسين أبو بكر الحافظ - إجازة إن لم يكن سماعاً - قال: أنبأنا الإمام أبو عبد الله محمد بن عبد الله البيّع (1) قال: حدثنا [أبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان بمرو، قال: حدثنا عبد بن قنفذ البزاز] بالكوفة (2) قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني قال: حدثنا قيس بن الربيع، قال: حدثنا حكيم بن جبير، عن علي بن الحسين عليهما السلام [قال:]

إنّ أوّل مَن شرى نفسه ابتغاء رضوان الله [هو] علي بن أبي طالب.

[قال]: وقال عليّ عند مبيته على فراش رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:

وقيت بنفسي خير مَن وطئ الحصى

ومَن طاف بالبيت العتيق وبالحجرِ

رسول إلهٍ خاف أن يمكروا به

فنجّاه ذو الطول الإله من المكرِ

وبات رسول الله في الغار آمناً

موقّىً وفي حفظ الإله وفي سترِ

وبتّ أراعيهم وما يثبتونني

وقد وطنت نفسي على القتل والأسرِ

____________________

(1) وهو الحاكم النيسابوري والحديث رواه في كتاب الهجرة من المستدرك: ج3 ص 4.

ورواه عنه الحافظ الحسكاني في الحديث: (140) من شواهد التنزيل: ج 1، ص 101، ط 1.

ورواه عنه أيضاً الخوارزمي في الفصل: (12) من مناقبه ص 74 ط الغري.

(2) ما بين المعقوفين قد سقط من مخطوطة طهران وهو موجود في نسخة السيد علي نقي.

وفي شواهد التنزيل: (حدثني الحاكم أبو عبد الله الحافظ، حدثنا بكر بن محمد الصيرفي بمرو، حدثنا عبيد بن قنفذ...).

٣٣٠

الباب الحادي والستّون

(في) جوامع فضائل متلألئة الأنوار، ولوامع مآثر بيّنة الآثار

257 - أخبرنا الشيخ أبو الحسن ابن (1) أحمد بن عبد الواحد، والعدل أبو طالب [علي] بن أنجب بن عبد الله، أنبأنا [أحمد بن الحسن بن] (2) أحمد بن الحسن العصار (3) ، أنبأنا الشيخان أبو الفضل محمد بن ناصر بن علي السلام، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن عمرو بن الأشعث السمرقندي قالا: أنبأنا الشيخ العدل أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون - إجازة إن لم يكن سماعاً - قال: أنبأنا أبو علي [الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن محمد بن شاذان قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أنبأنا القاضي أبو بكر] أحمد بن كامل بن شجرة قراءة عليه وأنا أسمع فأقرّ به، قال: حدثنا القاسم بن العباس المعتزّي (4) قال: حدثنا زكريا بن يحيى الخزار المقدسي (5) قال: حدثنا إسماعيل بن عبّاد، قال: حدثنا شريك، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: خرج رسول الله (6) صلّى الله عليه وسلّم من بيت زينب بنت جحش وأتى بيت أُمّ سلمة - وكان يومها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم - فلم يلبث أن جاء عليّ

____________________

(1) كذا في مخطوطة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (أنبأني الشيخ أبو الحسن...).

(2) ما بين المعقوفين من نسخة طهران، ولا يوجد في نسخة السيد علي نقي.

(3) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (العطار).

(4) ما بين المعقوفين مأخوذ من نسخة السيد علي نقي: وفيه أيضاً: (المقري). وفي تاريخ دمشق (المعسري)؟.

(5) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي (المعري).

(6) كذا في تاريخ دمشق، وفي نسخة طهران ومناقب الخوارزمي (النبي). وبما أنّ نسخة طهران غير لفظ: (رسول الله) وجعله (نبي الله) اختصاراً في أغلب الموارد، رجّحنا صحّة ما في تاريخ دمشق.

٣٣١

ودقّ الباب دقّاً خفيفاً، فأثبت النبي صلّى الله عليه الدق وأنكرته أُمّ سلمة (1) فقال لها النبي صلّى الله عليه وسلّم: قومي فافتحي له [الباب] قالت (2) : يا رسول الله مَن هذا الذي بلغ من خطره ما أفتح له الباب أتلقّاه بمعاصمي (3) وقد نزلت فيّ أية من كتاب الله بالأمس؟! فقال لها كهيئة المغضب (4) : إنّ طاعة الرسول طاعة الله ومَن عصى رسول الله فقد عصى الله، إنّ بالباب رجلاً ليس بنزق ولا علق (5) يحبّ الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، لم يكن ليدخل حتى ينقطع الوطئ. قالت: فقمت وأنا أختال في مشيتي وأنا أقول: بخ بخ مَن ذا الذي يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله؟ ففتحت الباب فأخذ بعضادتي الباب حتى إذا لم يسمع حسيساً ولا حركة وصرت في خدري (6) استأذن فدخل، فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم (7) : يا أُمّ سلمة أتعرفينه؟ قلت: نعم يا رسول الله (8) هذا علي بن أبي طالب. قال: صدقت [هو] سيّد أحبّه، لحمه [من] لحمي ودمه من دمي، وهو عيبة علمي فاسمعي واشهدي، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي.

فاسمعي واشهدي وهو قاضي عداتي. فاسمعي واشهدي وهو والله محيي سنّتي.

فاسمعي واشهدي لو أنّ عبداً عبد الله ألف عام وألف عام (9) وألف عام بين الركن والمقام ثمّ لقي الله عزّ وجلّ مبغضاً لعلي بن أبي طالب وعترتي أكبّه الله

____________________

(1) وفي تاريخ دمشق: (فانتبه النبي صلّى الله عليه وسلّم للدق).

(2) كذا في نسخة طهران، ومثله في تاريخ دمشق، وفي نسخة السيد علي نقي: (فقلت). وفي مناقب الخوارزمي: (فقالت).

(3) وفي تاريخ دمشق: (مَن هذا الذي من خطره ما يفتح له الباب). وفي مناقب الخوارزمي: (أن أفتح له الباب فأتلقاه بمعاصمي). والمعاصم: جمع المعصم: موضع السوار من الساعد.

(4) ومثله في تاريخ دمشق، وفي مناقب الخوارزمي: (فقال لها كالمغضب: إنّ طاعته [كذا] طاعة الرسول مَن عصى الرسول فقد عصى الله).

وفي نسخة السيد علي نقي: (إنّ طاعة الرسول كطاعة الله...).

(5) أي ليس ذو هوى ولا ذو خفّة وطيش.

(6) وفي تاريخ دمشق ومناقب الخوارزمي: (حتى إذا لم يسمع حسّاً).

(7) هذا هو الظاهر الموافق لما في تاريخ دمشق ومناقب الخوارزمي، وفي مخطوطة طهران من فرائد السمطين: (قال النبي).

(8) كذا في أصلي ومثله في مناقب الخوارزمي، وفي تاريخ دمشق: (قالت نعم).

(9) وفي تاريخ دمشق: (لو أنّ عبداً عبد الله ألف عام بعد ألف عام...).

٣٣٢

على منخريه يوم القيامة في [نار] جهنّم (1) .

____________________

(1) ما بين المعقوفين مأخوذ ممّا رواه ابن عساكر في الحديث: (1204) من تاريخ دمشق ج3 ص 164، ط 1، وإليك سنده قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن نصر بن الزاغواني، أنبأنا أبو الحسن ابن الحسين بن علي بن أيوب، أنبأنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان، أنبأنا أبو بكر أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة...).

ورواه قبله بسند آخر باختصار في متنه قال: أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك، وأبو نصر أحمد بن علي بن محمد، قالا: أنبأنا أبو بكر ابن خلف، أنبأنا الحاكم أبو عبد الله، أنبأنا الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أنبأنا الحسن بن علي، أنبأنا زكريا بن يحيى الحرار المقرئ، أنبأنا إسماعيل بن عباد المقرئ...

ورواه أيضاً مثل ما هاهنا في الحديث: (13) من الفصل: (7) من مناقب الخوارزمي ص 43 ط الغري وفي ط تبريز، ص 52، عن أبي العلاء الحسن بن أحمد الهمداني، عن الحسن بن أحمد المقرئ، عن أحمد بن عبد الله الحافظ، عن حبيب بن الحسن، عن عبد الله بن أيوب القرشي [ظ]، عن زكريا بن يحيى، عن إسماعيل بن عباد المدني...

ورواه بسند آخر في الباب: (86) من كفاية الطالب ص 312، وقد علقناهما على الحديث: (1204) من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج3 ص 163.

٣٣٣

الباب الثاني والستّون

فضيلة

كاملة العيار، ومنقبة تجمع الفضائل والآثار

258 - أنبأني أبو عبد الله [محمّد] بن يعقوب بن أبي الفرج الأزجي قال: أنبأنا أبو طالب عبد الرحمان بن عبد السميع الهاشمي إجازة، أنبأنا شاذان بن جبرئيل القمّي بقراءتي عليه، أنبأنا محمّد بن أحمد بن علي النطنزي رحمه الله، قال: أنبأنا أبو علي الحدّاد، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا أحمد بن القاسم ابن الريان البصري بالبصرة (1) قال: حدثنا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن نبيط بن شريط (2) أبو جعفر الأشجعي بمصر، قال: حدّثني أبي إسحاق، عن أبيه، عن جدّه نبيط بن شريط قال: خرجت مع عليّ بن أبي طالب عليه السلام ومعنا عبد الله بن عباس، فلمّا صرنا إلى بعض حيطان الأنصار وجدنا عمر (رض) جالساً ينكت في الأرض فقال له عليّ بن أبي طالب: يا أمير المؤمنين ما الذي أجلسك وحدك هاهنا؟ قال: لأمر همّني. قال علي: أفتريد أحدنا؟ قال عمر: إن كان عبد الله. قال: فتخدّف معه عبد الله بن عباس ومضيت مع علي وأبطأ علينا ابن عباس ثم لحق بنا، فقال له علي عليه السلام: ما ورا (ؤ) ك:؟ قال: يا أبا الحسن أعجوبة من عجائب أمير المؤمنين أخبرك بها واكتم عليّ!!! قال: فهلمّ. قال: لمّا أن وليّت [قال]

____________________

(1) هذا هو الصواب الموافق لما في نسخة السيد علي نقي ولما في الحديث: (15) من الباب (7) من غاية المرام ص 462 وكما في ترجمة الرجل من لسان الميزان: ج 1 ص 247 لكنّه وصفه بالمكّي وقال: له جزء عال رواه عنه أبو نعيم الحافظ. وفي نسخة طهران: (القاسم بن زياد البصري بالبصرة).

(2) كذا في الأصل ومثله في ترجمة الرجل من لسان الميزان: ج 1، ص 136، وفي غاية المرام: (أحمد بن القاسم بن إسحاق بن إبراهيم...).

٣٣٤

عمر - وهو ينظر إلى أثرك -: آه آه آه. فقلت: ممّ تأوّه يا أمير المؤمنين؟! قال: من أجل صاحبك - يا ابن عباس - وقد أعطي ما لم يعطه أحد من آل النبي صلّى الله عليه وسلّم!!!! ولولا ثلاث هنّ فيه ما كان لهذا الأمر من أحد سواه!!! قلت: ما هنّ يا أمير المؤمنين؟ قال: كثرة دعابته (1) ، وبغض قريش له، وصغر سنّه!!! قال: فما رددت عليه؟ قال: داخلني ما يدخل ابن العم لابن عمّه!!! فقلت: يا أمير المؤمنين أمّا كثرة دعابته فقد كان النبي صلّى الله عليه وسلّم يداعب فلا يقول إلاّ حقّاً، وأين أنت حيث كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول - ونحن حوله صبيان وكهول وشيوخ وشبان ويقول - للصبي: (سناقاً سناقاً) ولكل ما يعلمه الله يشتمل على قلبه (2) .

وأمّا بغض قريش له فو الله ما يبالي ببغضهم له بعد أن جاهدهم في الله حين أظهر الله دينه فقصم أقرانها وكسر آلهتها وأثكل نساءها لامه مَن لامه.

وأمّا صغر سنّة فقد علمت [أنّ] الله تعالى حيث أنزل عليه (براءة من الله ورسوله) [التوبة: 1] فوجّه النبي صلّى الله عليه وسلّم صاحبه ليبلّغ عنه، فأمره الله أن لا يبلّغ عنه إلاّ رجل من أهله فوجّهه به، فهل استصغر الله سنّه؟!!

فقال عمر لابن عباس [رضي الله عنه]: أمسك عليّ وأكتم فإن سمعتها من

____________________

(1) الدعابة - بفتح الدال -: الدفع. المزاح.

وبطلان ما قاله الرجل ونسبه إلى أمير المؤمنين من كثرة الدعابة، أمر جلي لمَن سبر تاريخ أمير المؤمنين وسيرته المنقولة من طريق الثقاة، والرجل أيضاً كان عليماً متناهياً في الخبرة بذلك، ولكن أراد من كلامه هذا أولاً استنطاق ابن عباس واستفتاح باب الكلام معه كي يستكشف من خلال بيانه ما ينطوي عليه بواطن بني هاشم وما يخطّطون في داخلتهم ونواديهم الخاصة؛ كي يأخذ حذره منهم ويحافظ على إمارته ورئاسته، وهذا أمر شائع في السياسيين فإنّهم دائماً يتصلون بأولاد خصومهم ومَن يلوذ بهم ممّن ليس له نضج وحفاظ في التحفّظ على الأسرار، ويفتحون معهم باب الكلام ويتظاهرون بالمحبّة لهم حتى يستعلموا ما في ضميره بما يجري على لسانه.

هذا إحدى دواعي الرجل من نسبة الدعابة إلى أمير المؤمنين، والثاني من دواعيه في نسبة كثرة الدعابة والمزاح إلى علي عليه السلام هو حمل ما يتنفس به ويتظلّم منه علي من اغتصاب حقّه واستيلاء غيره عليه ظلماً وعدواناً على المزاح والدعابة كي لا يؤثّر كلام علي في أحد ولا يتأثّر منه شخص فتبقى إمارتهم مأمونة عن التزلزل والانهدام، ويستريحون من المنازعة والمحاربة على استدامة رئاستهم.

(2) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي مخطوطة طهران: (دلّ كل ما يعمله أنّه يشتمل على قلبه...)؟.

٣٣٥

غيرك لم أنم بين لابتيها!! (1) .

____________________

(1) هذه اجتهادات القوم تجاه ما أمر الله ورسوله به، وإذا أضفت إلى ما رواه المؤلّف هاهنا عن الرجل - ودلّت عليه شواهد قطعية من طريق شيعته - قوله تعالى: ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ) [33/ الأحزاب: 36] وقوله تعالى في الآية: (68) من سورة القصص: 28: ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ ) . وقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم: (يا علي لا يحبّك إلاّ مؤمن ولا يبغضك إلا منافق) يتجلّى لك مقام القوم وما أعدّه الله تعالى لهم ولمَن ائتم بهم أو كان على صفتهم من الجزاء والمكافآت.

ثم إنّ لابن عباس محاورات كثيرة مع الرجل حول الموضوع وغيره كان يستفتح الكلام بها بالدواعي التي ذكرناها قبل، ويجيبه ابن عباس، وصور منها مذكورة تحت الرقم (886) وتعليقه من ترجمة أمير المؤمنين من تاريخ دمشق: ج 2 ص 387.

وصور منها ذكره ابن أبي الحديث في شرح المختار (224) من نهج البلاغة: ج 12، ص 9 و20 و46 و52 و78 و80.

ومن محاورات الرجل مع ابن عباس ما رواه في شرح المختار: (223) من النهج: ج 12، ص 9 و46 قال: وقال [عمر] يوماً لابن عباس: يا عبد الله أنتم أهل رسول الله وآله وبنو عمّه، فما منع قومكم منكم؟ قال: لا أدري علّتها، والله ما أضمرنا لهم إلاّ خيراً. قال: اللّهم غفرا، إنّ قومكم كرهوا أن يجتمع لكم النبوّة والخلافة فتذهبوا في السماء شمخاً وبذخاً!!! ولعلّكم تقولون: إنّ أبا بكر أوّل مَن أخّركم أما إنّه لم يقصد ذلك، ولكن حضر أمر لم يكن بحضرته أحزم ممّا فعل، ولولا رأي أبي بكر في لجعل لكم من الأمر نصيباً!!! ولو فعل ما هنأكم مع قومكم إنّهم ينظرون إليكم نظر الثور إلى جازره!!!

وروى الزبير بن بكار في الموفقيات عن عبد الله بن عباس قال: إنّي لأماشي عمر بن الخطاب في مكة من سكك المدينة، إذ قال لي: يا ابن عباس ما أرى صاحبك إلاّ مظلوماً!!! فقلت في نفسي: والله لا يسبقني بها، فقلت: يا أمير المؤمنين فاردد إليه ظلامته. فانتزع يده من يدي ومضى يهمهم ساعة ثم وقف فلحقته فقال: يا ابن عباس ما أظنهم منعهم عنه إلاّ أنّه استصغره قومه!!! فقلت في نفسي: هذه شرٌّ من الأُولى!!! فقلت: والله ما استصغره الله ورسوله حين أمره أن يأخذ براءة من صاحبك!!! [قال] فأعرض عنّي وأسرع فرجعت عنه.

٣٣٦

الباب الثالث والستّون

فضيلة

اعترف بها كل حاضر وباد، ومنقبة غصّ بذكرها كلّ محفل وناد

259 - أخبرني الإمام قطب الدين عبد المنعم بن يحيى بن إبراهيم الزهري خطيب بيت المقدس كتابة، أنبأنا شرف الدين أبو طالب عبد الرحمان بن عبد السميع الواسطي كتابة، أنبأنا شاذان بن جبرئيل القمّي قراءة عليه، أنبأنا محمد بن عبد العزيز القمّي، أنبأنا الإمام حاكم الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عليّ النطنزي رحمه الله، قال: أنبأنا الأستاذ الإمام أبو محمد حمد بن الفضل، قال: أنبأنا أبو بكر محمد بن عمران الواعظي القاري بقراءتي عليه، قال: أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمان بن أحمد القاضي قال: أنبأنا هلال بن محمد بن محمد الفقيه، قال: أنبأنا عبد الله بن أحمد بن عامر، قال: أنبأنا أبي قال: قال علي بن موسى الرضا، عن آبائه، عن علي عليه السلام قال: حمل رجل إلى عمر (رض) [و] قالوا [له قد سألناه و] قلنا له: كيف أصبحت؟ قال: [أصبحت وقد] أحبّ الفتنة وأكره الحقّ، وأصدّق اليهود والنصارى وآمن بما لم أره وأقرّ بما لم يخلق!!!

فأرسل إلى علي [فأتاه] فقال: صدق، قال الله تعالى: ( أَنّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ ) [الأنفال 28، والتغابن 15] ويكره الحقّ يعني الموت قال الله تعالى: ( وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقّ ) [ق 19]. ويصدّق اليهود والنصارى (1) قال الله تعالى: ( وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النّصَارَى‏ عَلَى‏ شَيْ‏ءٍ وَقَالَتِ النّصَارَى‏ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى‏ شَيْ‏ءٍ ) [البقرة 113] ويؤمن بما لم يره يعني الله عزّ وجلّ. ويقرّ بما لم يخلق يعني الساعة.

قال عمر: لولا عليّ لهلك عمر (2) .

____________________

(1) هذا هو الظاهر، وفي الأصل: (فصدق اليهود والنصارى).

(2) ورواه الكنجي في الباب: (...) من كفاية الطالب ص 96 ورواه عنه وعن مصادر أخر تحت الرقم: (12) من نوادر الأثر من كتاب الغدير: ج 6 ص 106، ط 3.

٣٣٧

فضيلة

في أنّه شاهد ممّن [هو] على بينّة من ربّه ومعرب عن حجّته، ويرفعه إلى أقصى غايات إربه (1)

260 - أخبرني الشيخ مجد الدين محمد بن يحيى بن الحسن الكرجي بقراءتي عليه بقزوين في داره، أنبأنا أبو المؤيد محمد بن علي الطوسي إجازة، أنبأنا جدّي لأمّي أبو العباس محمد بن العباس الغضائري المعروف بعباسة (2) أنبأنا القاضي أبو سعيد محمد بن سعيد الفرّخزادي (3) قال: أنبأنا الإمام أحمد [بن محمد] بن إبراهيم (4) أبو إسحاق الثعلبي قال: أخبرنا أبو عبد الله القاشي، أنبأنا القاضي أبو الحسين النصيبي، أنبأنا أبو بكر السبيعي، أنبأنا علي بن محمد الدهان، والحسين بن إبراهيم الجصّاص، قالا: أخبرنا الحسين بن الحكم (5) أنبأنا حسن بن الحسين، عن حبّان، عن الكلبي: عن أبي صالح: عن ابن عباس [في قوله تعالى]: ( أَفَمَن كَانَ عَلَى‏ بَيّنَةٍ مِنْ رَبّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ ) [11 / هود: 17] [قال: أريد منه] علي خاصّة.

261 - وبه [أي بالسند المتقدّم] عن [أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح] السبيعي [قال] أنبأنا علي بن إبراهيم بن محمد العلوي عن الحسين بن الحكم [الحبري]، أنبأنا إسماعيل بن صبيح، حدثنا أبو الجارود، عن حبيب بن يسار (6) ، عن زاذان قال: سمعت عليّاً [عليه السلام] يقول:

____________________

(1) هذا هو الظاهر، وفي الأصل: (من على بينة من ربه، ومعرفة من حجته ويرفعه إلى أقصى غايات ربه).

(2) كذا في نسخة السيد علي نقي، وفي مخطوطة طهران: (أخبرنا جدّي لأُمّي أبو العباس العصاري [و] يعرف بعبّاسه...).

(3) كذا في نسخة طهران، وفي نسخة السيد علي نقي: (محمد بن سعد...).

(4) ما بين المعقوفين قد سقط عن نسخة طهران، وهو موجود في نسخة السيد علي نقي.

(5) ذكره في الحديث الثاني ممّا نزل من سورة (هود) في علي عليه السلام من تفسيره ص 60 ط 1.

(6) ومثله في الحديث: (384 و386) من شواهد التنزيل: ج 1، ص 280 و281 نقلاً عن تفسير الحبري وفرات بن إبراهيم، وفي المطبوع من تفسير الحبري: (حبيبت بن سفيان).

٣٣٨

والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة لو كسرت لي وسادة - يقول: [لو] ثنيت - فأجلست عليها لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم، وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم، وبين أهل الزبور بزبورهم، وبين أهل الفرقان بفرقانهم (1) .

والذي فلق الحبّة وبرأ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلاّ وأنا أعرف [له] آية تسوقه إلى جنّة أو تقوده إلى نار (2) .

فقام رجل [فقال: ما آيتك يا أمير المؤمنين التي نزلت فيك؟ قال:] (3) ( أَفَمَن كَانَ عَلَى‏ بَيّنَةٍ مِنْ رَبّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ ) فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم على بينّة من ربّه، وأنا الشاهد منه أتلوه وأتبعه (4) .

____________________

(1) وهذا الفصل غير موجود في المطبوع من تفسير الحبري ولا في المنقول عنه في شواهد التنزيل.

(2) وقريباً منه جداً رواه في الحديث: (384) من شواهد التنزيل: ج 1، ص 280 ط 1، نقلاً عن فرات بن إبراهيم الكوفي عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن حماد، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود، عن حبيب بن يسار...

ثم رواه بعده بحذف بعض الفقرات، عن تفسير السبيعي - بالسند المذكور هاهنا في المتن إلى أن قال: - قال: فقام رجل فقال: ما آيتك يا أمير المؤمنين التي نزلت فيك؟ قال: ( أَفَمَن كَانَ عَلَى‏ بَيّنَةٍ مِنْ رَبّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ ) فرسول الله على بيّنة من ربّه وأنا شاهد منه.

(3) كذا في المطبوع من تفسير الحبري، ومثله نقله عنه في الحديث: (386) من شواهد التنزيل، ومن قوله: (فقال ما آيتك - إلى قوله: - قال) قد سقط من مخطوطة طهران، من فرائد السمطين، وكذلك سقط من نسخة السيد علي نقي منه، ولكن ذكره في هامشه على وجه آخر هكذا: (فقال: فأنت أي شيء نزل فيك؟ فقال علي).

(4) كذا في المطبوع من تفسير الحبري، ومثله رواه عنه في الحديث: (386) من شواهد التنزيل، وفي أصلي من فرائد السمطين: (فرسول الله صلّى الله عليه وسلّم على بيّنة من ربّه، ويتلوه أنا شاهد منه).

وما اشتمل عليه الحديث له أسانيد جمّة ومصادر كثيرة تلاحظ بعضها في تفسير الآية الكريمة من شواهد التنزيل وتفسير البرهان: ج 2 ص 212 ط 2، وفي الباب: (61) من غاية المرام ص 359.

وروى ابن أبي الحديد في شرح المختار: (70) من نهج البلاغة: ج 6 ص 136، طبع الحديث بمصر، وفي ط القديم بها: ج 2 ص 50 قال: وروى المدائني قال: وخطب علي عليه السلام فقال: لو كسرت لي الوسادة لحكمت بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم وبين أهل الفرقان بفرقانهم. وما من آية في كتاب الله أُنزلت في سهل أو جبل إلاّ وأنا عالم متى أُنزلت وفي مَن أُنزلت .

وروى صاحب الغارات عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله بن الحارث قال: سمعت عليّاً يقول على المنبر: ما أحد جرت عليه المواسي إلاّ وقد أنزل فيه قرآناً . فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين فما أنزل الله تعالى فيك؟ - قال [كان] يريد تكذيبه!!! - فقام الناس إليه يلكزونه في صدره وجنبه، فقال: دعوه [ثم التفت إلى الرجل وقال له]: أقرأت سورة هود؟ قال: نعم. قال: أقرأت قوله سبحانه: ( أَفَمَن كَانَ عَلَى‏ بَيّنَةٍ مِنْ رَبّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ ) ؟ قال: نعم. قال: صاحب البيّنة محمد، والتالي الشاهد أنا .

٣٣٩

262 - وبه عن [أبي بكر محمد بن الحسين بن صالح] السبيعي [قال]: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثني الحسن بن [علي بن] بزيع (1) قال: حدثني حفص الفراء، أنبأنا صباح الفراء مولى محارب، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: قال علي بن أبي طالب عليه السلام: ما من رجل من قريش إلاّ وقد نزلت فيه آية أو آيتان [ظ] فقال له رجل (2) : فأنت أيّ شيء نزل فيك؟ قال [له] علي: أما تقرأ الآية التي هي في [سورة] هود: ( ويتلوه شاهد منه ) ؟!

[فضيلة]

[أو] إبانة فضائل غير مشارك فيها، وإظهار حقيقة أسرار خفيّة ليس غير الاعتراف بها لمناوئيها ونافيها (3) : 263 - أنبأني العدل تاج الدين علي بن أنجب بن عبيد الله أبو طالب الخازن رحمه الله، قال: أنبأنا الإمام برهان الدين ناصر ابن أبي المكارم المطرزي إجازة قال: أنبأنا الإمام أخطب خوارزم أبو المؤيد الموفق بن أحمد العاصمي رحمه الله، قال: أنبأنا شيخ القضاة إسماعيل بن شيخ السنّة أحمد بن الحسين البيهقي قال: أنبأنا أبي رحمه الله، قال: أنبأنا أبو عبد الله الحافظ، حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني إملاءً، حدثنا أحمد بن محمد بن الحرث (5) ، حدثنا أبو طاهر أحمد بن عيسى بن محمد [بن عمر بن علي بن أبي طالب]، حدثنا يحيى بن عبد الله العلوي خال جعفر بن محمد، حدثنا نوح بن قيس عن الأعمش، عن عمرو بن مرّة، عن أبي البختري قال:

____________________

(1) ما بين المعقوفين قد سقط من نسخة طهران، وإنّما هو في نسخة السيد علي نقي، وفيه أيضاً: (الحسين بن علي بن بزيع).

(2) هذا هو الظاهر الموافق لما في نسخة السيد علي نقي، وفي نسخة طهران: (فقال له واحد...).

(3) لعلّ هذا هو الصواب، وفي الأصل: (غير الاعراف بها لمناوئها ومنافيها).

(4) رواه في الحديث (24) من الفصل الرابع من مقتله: ج 1، ص 44 ط الغري ورواه أيضاً في الحديث: (23) من الفصل (7) من مناقبه ص 47، وقريباً منه مع زيادات كثيرة رواه الشيخ الصدوق في المجلس: (55) من أماليه ص 341.

(5) كذا في الأصل، وفي مناقب الخوارزمي: (أخبرني الحاكم أبو عبد الله محمد بن عبد الله الحافظ، حدثنا أحمد بن عبد الله الحافظ المزكي إملاء، حدثني أحمد بن محمد بن حرب...).

٣٤٠