الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)

الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)0%

الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين (عليه السلام) مؤلف:
الناشر: دار الغدير
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 304

الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد عبد الكريم الحسيني القزويني
الناشر: دار الغدير
تصنيف: الصفحات: 304
المشاهدات: 156417
تحميل: 5399

توضيحات:

الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 304 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 156417 / تحميل: 5399
الحجم الحجم الحجم
الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)

الوثائق الرسمية لثورة الإمام الحسين (عليه السلام)

مؤلف:
الناشر: دار الغدير
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

محرّم سنة 61هـ، وقال: «أهذه كربلاء؟». قالوا: نعم يابن رسول الله.

قالعليه‌السلام : «هذا موضع كرب وبلا، انزلوا، ها هنا مناخ ركبانا، ومحطّ رحالنا، ومقتل رجالنا، ومسفك دمائنا»(1) .

فنزلوا جميعاً في جانب، ونزل الحرّ وأصحابه في جانب آخر.

____________________

(1) تاريخ الطبري 4 / 309.

١٤١

١٤٢

الركب الحسيني وكربـلاء

«انـزلوا، هـاهنا منـاخ ركبانـا، ومحـطّ رحالنا، ومقتل رجالنا، ومسفك دمائنا»

١٤٣

١٤٤

63 - خطبة الحسينعليه‌السلام في كربلاء

وهي أوّل خطبة للحسينعليه‌السلام في مدينة كربلاء بعد وصوله إليها؛ فإنّهعليه‌السلام أقبل على أصحابه؛ ليرى رأيهم، وما هي عليه ضمائرهم، فقالعليه‌السلام : «الناس عبيد الدنيا، والدين لعق على ألسنتهم، يحوطونه ما درّت معائشهم، فإذا محّصوا بالبلاء قلّ الديّانون»(1) .

ثمّ حمد الله وأثنى عليه، وصلّى على النبي وآله، وقال: «أمّا بعد، فقد نزل بنا من الأمر ما قد ترون، ألا وإن الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبر معروفها، ولم يبقَ منها إلاّ صبابة(2) كصبابة الإناء، وخسيس(3) عيش كالمرعى الوبيل(4) .

ألا ترون إلى الحقّ لا يُعمل به، وإلى الباطل لا يُتناهى عنه؟

____________________

(1) مقتل الحسين - محسن الأمين / 90.

(2) الصبابة: البقية من الماء ونحوه في الإناء.

(3) الخسيس: الحقير.

(4) الوبيل: الوخيم. والمرعى الوبيل: المرعى الوخيم.

١٤٥

ليرغب المؤمن في لقاء الله محقّاً؛ فإنّي لا أرى الموت إلاّ سعادة، والحياة مع الظالمين إلاّ برماً(1) »(2) .

64 - الحسينعليه‌السلام وأصحابه

وعندما انتهى الحسينعليه‌السلام من خطبته التفّ حوله أصحابه، والفدائيون عنه.

فقال زهير بن القين (رضوان الله عليه): «قد سمعنا هداك الله يابن رسول الله مقالتك، والله لو كانت الدنيا باقية، وكنّا فيها مخلدين، إلاّ أنّ فراقها في نصرك ومواساتك لآثرنا الخروج معك على الإقامة فيها»(3) .

وتكلّم برير بن خضيررحمه‌الله : «والله يابن رسول الله، لقد منّ الله بك علينا أن نقاتل بين يديك، وتُقطّع فيك أعضاؤنا، ثمّ يكون جدّك شفيعنا يوم القيامة»(4) .

وقام نافع بن هلال (رضوان الله عليه)، وقال: «سر بنا

____________________

(1) البرم: السأم والضجر.

(2) تاريخ الطبري 4 / 305، مقتل الحسين - محسن الأمين / 90.

(3) المصدر نفسه.

(4) المصدر نفسه.

١٤٦

راشداً معافى، مشرقاً إن شئت أو مغرباً، فوالله ما أشفقنا من قدر الله، ولا كرهنا لقاء ربّنا، وإنّا على نيّاتنا وبصائرنا، نوالي مَنْ والاك، ونعادي مَنْ عاداك»(1) .

فدعا الحسينعليه‌السلام لهم خيراً، ثمّ نظر إلى أهل بيته وإخوته وبني عمومته، وقال:

«اللّهمّ إنّا عترة نبيّك محمدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد اُزعجنا وطُردنا، واُخرجنا عن حرم جدّنا، وتعدّت بنو اُميّة علينا، اللّهمّ فخذ لنا بحقّنا، وانصرنا على القوم الظالمين»(2) .

65 - كتاب الحرّ إلى ابن زياد

ولمّا استقر المكان بالحسينعليه‌السلام وركبه الثائر، كتب الحرّ بن يزيد التميمي قائد الكتيبة الأولى إلى عبيد الله بن زياد يخبره بقدوم الحسينعليه‌السلام ، ونزوله بعرصات كربلاء.

66 - كتاب ابن زياد إلى الحسينعليه‌السلام

ولمّا وصل كتاب الحرّ إلى عبيد الله بن زياد، وجّه كتاباً إلى الحسينعليه‌السلام جاء فيه:

____________________

(1) ثورة الحسين - محمد مهدي شمس الدين / 193.

(2) مقتل الحسين - محسن الأمين / 92.

١٤٧

«أمّا بعد، فلقد بلغني يا حسين نزولك بكربلاء، وقد كتب إليّ أمير المؤمنين يزيد بن معاوية أن لا أتوسّد الوثير، ولا أشبع من الخمير، أو ألحقك باللطيف الخبير، أو أن ترجع إلى حكمي، وحكم يزيد، والسلام»(1) .

ولمّا وصل الكتاب إلى الحسينعليه‌السلام وقرأه ألقاه من يده، وقال: «لا أفلح قوم اشتروا مرضاة المخلوق بسخط الخالق».

فقال الرسول: الجواب يا أبا عبد الله. فقالعليه‌السلام : «ما له عندي جواب؛ لأنّه قد حقّت عليه كلمة العذاب»(2) .

فرجع الرسول إلى عبيد الله وأخبره بما قال الحسينعليه‌السلام عنه، فازداد غضباً وحقداً.

67 - خروج عمر بن سعد وبإمرته أربعة آلاف فارس لحرب الحسينعليه‌السلام

ثمّ إنّ ابن زياد جمع الرجال والكتائب لحرب الحسينعليه‌السلام ، وبعث خلف عمر بن سعد بن أبي وقاص وكان قد كتب له عهداً على الري، ولمّا كان من أمر الحسينعليه‌السلام ،

____________________

(1) مقتل الحسين - عبد الرزاق المقرّم / 236.

(2) مقتل الحسين - محسن الأمين / 92.

١٤٨

قال له عبيد الله: سرّ إلى الحسين، فإذا فرغنا منه، رجعت إلى عملك. فقال له عمر بن سعد: إن رأيت أن تعفيني. فقال عبيد الله: نعم، على أن تردّ عهدنا. فقال عمر بن سعد: أمهلني اليوم حتّى أنظر.

وانصرف يستشير نصحاءه، فنهوه عن الخروج إلى حرب الحسينعليه‌السلام . وجاء إليه ابن اُخته حمزة بن المغيرة بن شعبة، فقال: «اُنشدك الله يا خال أن تسير إلى الحسين فتأثم بربّك، وتقطع رحمك، فوالله لئن تخرج من دنياك ومالك وسلطان الأرض كلّها لو كان لك، خير لك من أن تلقى الله بدم الحسين».

فقال له عمر بن سعد: فإنّي أفعل إن شاء الله(1) .

وبات ليلته قلقاً مضطرباً؛ لأنّ نفسه في صراع بين الدنيا وقتل الحسين، وسُمع يقول:

فـوالله مـا أدري وإنّي لحائرٌ

اُفـكّر في أمري على خطرينِ

أأترك ملك الرّي والرّي منيتي

أم أرجـع مـأثوماً بقتلِ حسينِ

وفي قتلهِ النار التي ليس دونها

حجابٌ وملكُ الرّي قرّة عيني(2)

فجاء إلى عبيد الله وقال له: إنّك ولّيتني الرّي، وتسامع

____________________

(1) تاريخ الطبري 4 / 310.

(2) الكامل في التاريخ - ابن الأثير 3 / 283، مقتل أبي مخنف / 51.

١٤٩

الناس به، فإن رأيت أن تنفذ لي ذلك فافعل، وابعث إلى الحسين من أشراف الكوفة مَنْ لست بأغنى ولا أجزأ عنك في الحرب. وسمّى له أشخاصاً، فقال له ابن زياد: لا تعلّمني بأشراف الكوفة، [ ولست أستأمرك فيمن اُريد أن أبعث، إن سرت بجندنا ](*) وإلاّ فابعث إلينا بعهدنا. فلمّا رآه قد أصرّ على رأيه قال: إنّي سائر(1) .

فسار إلى الحسينعليه‌السلام ومعه أربعة آلاف فارس حتّى نزل كربلاء في اليوم الثالث من محرّم سنة 61 هـ(2) .

68 - رسول عمر بن سعد إلى الحسينعليه‌السلام

ثمّ طلب من عزرة بن قيس الأحمسي، وكان من جيشه، أن يذهب إلى الحسينعليه‌السلام ويسأله عمّا جاء به، وماذا يريد؟ فاستحى من أن يأتيه؛ لأنّه ممّن كاتبوا الحسينعليه‌السلام بالمجيء. ثمّ طلب أيضاً من الرؤساء أن يذهبوا إلى الحسينعليه‌السلام ويسألوه عن مقدمه، فأبوا وكرهوا؛ لأنّهم أيضاً ممّن كاتبوه(3) بالتوجّه إليهم.

فقال لقرة بن قيس الحنظلي: ويحك! القَ حسيناً

____________________

(*) أثبتنا ما بين المعقوفتين من أصل كتاب الطبري؛ وذلك لأنّ العبارة التي ذكرها المؤلّف كانت خالية منها ممّا أربك السياق.(موقع معهد الإمامين الحسنين)

(1) تاريخ الطبري 4 / 310.

(2) المصدر نفسه.

(3) المصدر نفسه.

١٥٠

واسأله ما جاء به، وماذا يريد؟

فجاء إلى الحسينعليه‌السلام وسلّم عليه، وأبلغه رسالة عمر بن سعد، فقال الحسينعليه‌السلام : «كتب إليّ أهل مصركم هذا أن اقدم؛ فأمّا إذ كرهوني فأنا أنصرف عنهم»(1) .

ثمّ قال حبيب بن مظاهر: ويحك يا قرة بن قيس! أنّى ترجع إلى القوم الظالمين! انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيّدك الله بالكرامة وإيّانا معك.

فقال له قرة: أرجع إلى صاحبي بجواب رسالته، وأرى رأيي(2) .

فانصرف إلى عمر بن سعد وأخبره بما قال الحسينعليه‌السلام ، فقال عمر بن سعد: إني لأرجو أن يعافيني الله من حربه وقتاله.

69 - كتاب عمر بن سعد إلى ابن زياد

ثمّ إنّ عمر بن سعد كتب كتاباً إلى عبيد الله بن زياد، جاء فيه(3) :

____________________

(1) المصدر نفسه / 311.

(2) المصدر نفسه.

(3) المصدر نفسه.

١٥١

«بسم الله الرحمن الرحيم. أمّا بعد، فإنّي حيث نزلت بالحسين بعثت إليه رسولي، فسألته عمّا أقدمه، وماذا يطلب ويسأل، فقال: كتب إليّ أهل هذا البلاد وأتتني رسلهم، فسألوني القدوم ففعلت؛ فأمّا إذ كرهوني، وبدا لهم غير ما أتتني به رسلهم، فأنا منصرف عنهم»(1) .

فلمّا قُرئ الكتاب على ابن زياد، استشهد بهذا البيت:

الآن إذ علقت مخالبنا به

يرجو النجاةَ ولاتَ حين مناصِ

70 - كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد(1)

ثمّ إنّ ابن زياد كتب إلى عمر بن سعد ردّاً على كتابه، وهذا نصّه: «بسم الله الرحمن الرحيم. أمّا بعد، فقد بلغني كتابك، وفهمت ما ذكرت، فاعرض على الحسين أن يبايع ليزيد بن معاوية هو وجميع أصحابه، فإذا فعل ذلك رأيْنا رأيَنا، والسّلام»(2) .

فلمّا قرأ عمر بن سعد الكتاب قال: قد حسبت أن لا يقبل ابن زياد العافية.

____________________

(1) المصدر نفسه.

(2) المصدر نفسه.

١٥٢

71 - ابن زياد يمني الناس بالخروج لحرب الحسينعليه‌السلام

ثمّ إنّ ابن زياد أخذ الناس بالشدّة، فكان يقتل على الظنّة والتهمة، فهابه الناس وصاروا لأمره مطيعين ومنقادين، فجمعهم في مسجد الكوفة ليمنّيهم بالمال ويغريهم به، فقام فيهم خطيباً وقال: «أيها الناس، إنّكم بلوتم آل أبي سفيان فوجدتموهم كما تحبّون، وهذا أمير المؤمنين يزيد قد عرفتموه، حسن السيرة، محمود الطريقة، محسناً إلى الرعية، يُعطي العطاء في حقّه، وقد أمنت السبل على عهده، وكذلك كان أبوه معاوية في عصره، وهذا ابنه يزيد يُكرم العباد، ويُغنيهم بالأموال، وقد زادكم في أرزاقكم مئة مئة، وأمرني أن أوفرها عليكم، وأخرجكم إلى حرب عدوّه الحسين، فاسمعوا له وأطيعوا»(1) .

72 - القوات الاُمويّة تزحف إلى كربلاء

ثمّ إنّ عبيد الله بن زياد أخذ يرسل الكتيبة تلو الكتيبة، والفوج تلو الفوج إلى عمر بن سعد، ويحثّ الناس على

____________________

(1) مقتل الحسين - عبد الرزاق المقرّم / 239، تاريخ الطبري 4 / 311.

١٥٣

الخروج لحرب الحسين، وزاد في عطائهم مئة مئة(1) .

ثمّ نودي في شوارع وسكك وأزقة الكوفة: «ألا برئت الذمّة ممّن وجد في الكوفة ولم يخرج لحرب الحسين».

واُدخل رجل على ابن زياد، فسأله: من أين الرجل؟ فقال: إنّي رجل من أهل الشام، جئت لدَين لي في ذمّة رجل من أهل العراق. فقال ابن زياد: اقتلوه؛ ففي قتله تأديب لمَنْ لم يخرج بعد. فقُتل(2) .

فتأثر الرأي العام بالجو اللاشعوري، أو ما يُسمّى بالسلوك الجمعي، وإذا بالغوغائية جماعات وجماعات تخرج لحرب ابن بنت نبيّها محمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله ، غير ملتفتة إلى ما ينتج من هذا المصير الوخيم الذي أقبلت إليه مسرعة. وفقد الفرد سيطرته على نفسه وعقله، وأصبح يعيش في حالة هستيرية، لا يعي ولا يشعر؛ لأنّه تأثّر بالعقل الجمعي وسلوكه، وخصوصاً بعد أن قتل جماعة من النخبة الواعية

____________________

(1) ثورة الإمام الحسين - عبد الهادي الفضلي / 16، وانظر الوثيقة (71) من هذا الكتاب.

(2) إبصار العين ي أنصار الحسين - محمد السماوي / 10.

١٥٤

أمثال ميثم التمار وغيره، واعتقل البقيّة مثل: المختار بن أبي عبيدة الثقفي، وسليمان بن صرد الخزاعي، والمسيّب بن نجية وغيرهم.

فقد ذكر الشيخ المظفررحمه‌الله ما نصّه: ولمّا دخل عبيد الله بن زياد الكوفة، وظفر بمسلم بن عقيل، رسول الحسين وداعيته، فأخذ يقتل مَنْ يظنّ ولاءه لأمير المؤمنينعليه‌السلام ويحبس مَنْ يتّهمه به حتّى ملأ السجون منهم؛ خشية أن يتسللوا لنصرة الحسينعليه‌السلام ، ومن ثم تجد قلّة في أنصاره مع كثرة الشيعة بالكوفة، ولقد كان في حبسه اثنا عشر ألفاً كما قيل، وما أكثر الوجوه والزعماء فيهم، أمثال: المختار، وسليمان بن صرد، والمسيّب بن نجيّة، ورفاعة بن شدّاد، وإبراهيم بن مالك الأشتر(1) .

وقد اختفى الآخرون، وصفا الجو إلى ابن زياد، حيث أخذ يلعب بالطبقة التي سمّاها أمير المؤمنين عليعليه‌السلام بـ «الهمج الرعاع، اتباع كلّ ناعق، يميلون مع كلّ ريح، لم يستنيروا بنور العلم، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق»(2) .

____________________

(1) تاريخ الشيعة - محمد حسين المظفر / 34.

(2) نهج البلاغة - محمد عبده 3 / 172.

١٥٥

73 - التعداد الكمي للجيش الاُموي في كربلاء

الإحصائيات التي يرويها أرباب المقاتل وبعض الكتب التاريخية عن عدد الجيش الاُموي الذي أرسله عبيد الله بن زياد إلى كربلاء لحرب الحسينعليه‌السلام ؛ وللقضاء على ثورته المقدّسة، وهي على حسب الترتيب الزمني.

اسم القائدعددها

كتيبة الحرّ بن يزيد التميمي1000 مقاتل

كتيبة عمر بن سعد قائد الجيش4000 مقاتل

كتيبة شمر بن ذي الجوشن4000 مقاتل

كتيبة يزيد بن ركاب الكلبي2000 مقاتل

كتيبة الحصين بن نمير التميمي4000 مقاتل

كتيبة مغاير بن رهينة المازني3000 مقاتل

كتيبة نصر بن حرشة2000 مقاتل

كتيبة كعب بن طلحة3000 مقاتل

كتيبة شبث بن ربعي الرياحي1000 فارس

كتيبة حجّار بن أبجر1000 فارس

المجموع:25000 مقاتل وفارس

وما زال عبيد الله بن زياد يرسل إليه الخيل والرجال حتّى

١٥٦

تكامل عنده ثلاثون ألفاً ما بين فارس وراجل(1) ، على رواية الإمام جعفر بن محمّد الصادقعليه‌السلام (2) .

وفي رواية الإمام علي بن الحسينعليه‌السلام : «ما من يوم أشدّ على رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله من يوم اُحد؛ قُتل فيه عمّه حمزة بن عبد المطلب، أسد الله وأسد رسوله، وبعده يوم مؤتة قُتل فيه ابن عمّه جعفر بن أبي طالب». ثمّ قال: «ولا يوم كيوم الحسين؛ ازدلف إليه ثلاثون ألفاً يزعمون أنّهم من هذه الاُمّة، كلّ يتقرّب إلى الله عزّ وجلّ بدمه، وهو والله يذكّرهم فلا يتّعظون حتّى قتلوه بغياً وظلماً وعدواناً»(3) .

كما أنّ بقية الجيوش الاُمويّة كانت في حالة إنذار واستنفار عام كما يُقال.

____________________

(1) انظر، تفصيل ذلك في مقتل الحسين - محسن الأمين / 94 - 95، ومقتل الحسين - عبد الرزاق المقرّم / 241، تاريخ الطبري 4 / 309.

(2) مقتل الحسين - للإمام كاشف الغطاء / 14.

(3) بحار الأنوار 9 / 147.

١٥٧

ذكر البلاذري (المتوفّى 379 هـ) في كتابه أنساب الأشراف(1) أنّ عبيد الله بن زياد سرّح إلى الحسين في كربلاء 1000 فارس بقيادة الحرّ، و4000 فارس بقيادة عمر بن سعد، و4000 مقاتل بقيادة حصين بن تميم، و1000 مقاتل بقيادة حجّار بن أبجر العجلي، و1000 مقاتل بقيادة شبث بن ربعي.

ثمّ جعل ابن زياد يرسل العشرين والثلاثين والخمسين، فلم يبقَ بالكوفة محتلم إلاّ خرج إلى المعسكر بالنخيلة، يمدّ بهم عمر بن سعد في كربلاء(2) .

____________________

(1) انظر تفصيل ذلك في كتاب أنساب الأشراف - البلاذري - المجلد الأوّل، النسخة الخطية الموجودة في مكتبة رئيس الكتاب في المكتبة السليمانية في استنابول، برقم 597.

(2) راجع الوثيقة 73 من هذا الكتاب.

١٥٨

74 - كتاب ابن زياد إلى عمر بن سعد

ثمّ إنّ عبيد الله بن زياد أرسل كتاباً إلى عمر بن سعد جاء فيه: «أمّا بعد، إنّي لم أجعل لك علّة في كثرة الخيل والرجال، فانظر لا أصبح ولا أمسي إلاّ وخبرك عندي غدوة وعشية»(1) . وكان يستحثّه لستة أيام مضين من المحرّم سنة 61 هجرية.

75 - حبيب بن مظاهر الأسدي

ثمّ إنّ حبيب بن مظاهر الأسدي لمّا رأى كثرة الأعداء وقد أحاطوا بالحسينعليه‌السلام من كلّ جانب، جاء إلى الحسينعليه‌السلام قائلاً: يابن رسول الله، ها هنا حي من بني أسد بالقرب منّا، فأذن لي بالمسير إليهم لأدعوهم إلى نصرتك، فعسى الله أن يدفع عنك.

فأذن له الحسينعليه‌السلام ، فخرج إليهم حبيب في جوف الليل، وعرّفهم بنفسه، وقال: «إنّي قد أتيتكم بخير ما أتى به وافد إلى قوم؛ أتيتكم أدعوكم إلى نصر ابن بنت نبيّكم، فإنّه في عصابة من المؤمنين، الرجل منهم خير من ألف رجل، لن

____________________

(1) مقتل الحسين - محسن الأمين / 95.

١٥٩

يخذلوه ولن يسلموه أبداً.

وهذا عمر بن سعد قد أحاط به، وأنتم قومي وعشيرتي، وقد أتيتكم بهذه النصيحة، فأطيعوني اليوم في نصرته تنالوا بها شرف الدنيا والآخرة؛ فإنّي أقسم بالله، لا يُقتل أحد منكم في سبيل الله مع ابن بنت رسول الله صابراً محتسباً إلاّ كان رفيقاً لمحمّدصلى‌الله‌عليه‌وآله في عليّين»(1) . فقام إليه عبد الله بن بشر وقال: أنا أوّل مَنْ يجيب إلى هذه الدعوة. ثمّ تبادر رجال الحي حتّى أكملوا التسعين، وأقبلوا إلى الحسينعليه‌السلام .

وخرج رجل إلى ابن سعد وأخبره بهم، فبعث عمر بن سعد أربعمئة فارس مع الأزرق فالتقوا معهم قبل وصولهم إلى الحسينعليه‌السلام ، فتناوشوا واقتتلوا، ثمّ انهزموا إلى حيّهم؛ لأنّهم علموا أن لا طاقة لهم بالقوم(2) .

فرجع حبيب إلى الحسين وأخبره بخبرهم، فقال الحسين: «لا حول ولا قوّة إلاّ بالله».

____________________

(1) المصدر نفسه.

(2) المصدر نفسه / 96.

١٦٠