دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار

دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار0%

دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 186

دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: السيد محمد علي الحسيني البقاعي
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
تصنيف: الصفحات: 186
المشاهدات: 40832
تحميل: 8220

توضيحات:

بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 186 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 40832 / تحميل: 8220
الحجم الحجم الحجم
دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار

دموع الأبرار على مصاب أبي الأحرار

مؤلف:
الناشر: دار الكتاب الإسلامي
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

دموع الأبرار

على مصاب أبي الأحرار

تأليف: السيّد محمّد علي الحسيني البقاعي

١

٢

دموع الأبرار

على مصاب أبي الأحرار

تأليف: السيّد محمّد علي الحسيني البقاعي

٣

« يا بن آدم: أكثرْ مِنَ الزّاد؛ فإنّ الطّريقَ بعيدٌ بعيدٌ، وجَدّدِ السفينةَ؛ فإنَّ البحرَ عَميقٌ عميقٌ، وخفّفِ الحملَ؛ فإنّ الصِّراطَ دقيقٌ دقيقٌ، وأخلِصِ العملَ؛ فإنَّ النَّاقِدَ بصيرٌ بصيرٌ، وأخَّر نومَكَ إلى القبرِ، وفخرَكَ إلى الميزانِ، وشهوَتَكَ إلى الجنَّةِ، وراحَتَكَ إلى الآخِرِة، ولَذَّتَكَ إلى الحورِ العيِنِ، وكُن لي أكنْ لكَ ».

٤

الإهداء

إلى الطالب بدم المقتول بكربلاء.

إلى السبب المتصل بين الأرض والسماء.

إلى بقيّة الله قائم آل محمّد روحي لتراب مقدمه الفداء, اُهدي هذه الدموع.

٥

اُرسلت إلى السيد (محمد الحسيني) بمناسبة إنجازه لكتابه الموسوم بـ (دموع الأبرار على مصائب أبي الأحرار) الشيخ إبراهيم الباوي

سيد (محمّد) ما ملكتُ خيارا

مُذ صرتَ ترسي للهدى معيارا

فمن المحاجرِ قد سجمتَ مدامعاً

تكوي الخدودَ وتسعدُ الأبرارا

فعلى مصائبِ مَنْ غدا في كربلا

يفني الطغاةَ ويُلهم الأحرارا

دبّجتَ سفراً طالما حلمت به

أهلُ الخطابةِ إذ تراه منارا

يابن (الحسين) فدتكَ نفسٍ قد غدت

تأبى الخنوع وتركبُ الأخطارا

فاكتب فما أوردتَ إلاّ منهلاً

يروي الظُماةَ ويغسلُ الأوضارا

٦

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

بقلم: الاُستاذ الشيخ أبي علي البصري

الحمد والثناء لله ربّ العالمين، حمداً وشكراً منتهى رضاه، ثمّ الصلاة والسلام على خير خلقه وأشرف بريته وسيد أنبيائه ورسله، حبيب إله العالمين وحبيبنا، وطبيب قلوبنا وشفيع ذنوبنا أبي القاسم محمّد وعلى آله الطاهرين الميامين المعصومين، لا سيما بقيّة الله في الأرضين الحجّة بن الحسن العسكري المهدي (عجل الله فرجه الشريف)، وجعلنا من خيار شيعته ومواليه، ومن المستشهدين بين يديه، إنّه سميع الدعاء، قريب مجيب.

عن عبد السلام بن صالح الهروي المعروف بـ (أبي الصلت الهروي) قال: سمعت أبا الحسن الرضا (عليه السّلام) يقول:« رحم الله عبداً أحيا أمرنا » . فقلت له: كيف يُحيي أمركم؟ قال:« يتعلّم علومنا ويُعلّمها الناس؛ فإنّ الناس لو علموا محاسن كلامنا لاتّبعونا » (1) .

من المـُسلّمات عندنا وعند جميع المسلمين أنّ نبيّنا الأكرم محمّداً (صلّى الله عليه وآله) لم يأخذ أجراً ماديّاً على تبليغه للرسالة الإسلاميّة، بل كان أجره - كما وضّح لنا

____________________

(1) مستدرك الإمام الرضا (عليه السّلام).

٧

القرآن الكريم - المودّة للقربى، قال تعالى: ( قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المـَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي ) ، حتّى إنّ الإمام الشافعي نظم هذين البيتين:

يا آلَ بيتِ رسولِ اللهِ حبّكمُ

فرضٌ من اللهِ في القرآنِ أنزلهُ

كفاكمُ من عظيمِ الشأنِ أنّكمُ

مَنْ لم يُصلِّ عليكم لا صلاةَ لهُ

وكذلك ابن العربي نظم هذين البيتين من الشعر:

رأيتُ ولائي آل طه فريضةً

على رغمِ أهلِ البعدِ يورثني القُربى

فما طلبَ المبعوثُ أجراً على الهدى

بتبليغهِ إلاّ المودةَ في القربى

فكان لأهل البيت (عليهم السّلام) حقوق على هذه الاُمة الإسلاميّة، ومن جملتها المودّة، ومن جملتها دفع الخمس لهم، ومن جملتها قول الشعر فيهم، ومن جملتها زيارة قبورهم، ومن جملتها أخذ العلوم عنهم، وذلك بسؤالهم: ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلمـُونَ ) (1) .

ومن جملتها إحياء أمرهم، كما في الحديث الذي صدّرنا به المقالة عن إمامنا الرضا (عليه السّلام)، ومن قبل الإمام الرضا (عليه السّلام) جدّه الإمام الصادق (عليه السّلام) الذي أشار للفضل بن يسار أحد أصحابه حينما سأله الإمام الصادق (عليه السّلام): « أتجلسون وتتحدّثون؟ » . فقلت له: بلى. فقال الإمام: « إنّي اُحبُّ تلك المجالس، أحيوا أمرنا رحم الله مَنْ أحيا أمرنا أهل البيت » .

وهنا دعاء الإمام الصادق (عليه السّلام)، وكذلك دعاء الإمام الرضا (عليه السّلام) لكلّ مَنْ يُحيي هذه المجالس، والّتي هي مجالس الذكر الّتي

____________________

(1) سورة النحل / 43.

٨

حثّنا عليها الأئمّة (عليهم السّلام)؛ لأنّنا إذا ذكرنا أهل البيت (عليهم السّلام) كأنّنا ذكرنا الله عزّ وجلّ؛ لأنّهم أولياؤه وأحباؤه.

روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال: « إنّا نحن إذا ذُكرنا ذُكر الله عزّ وجلّ، وإذا ذُكر عدونا ذُكر الشيطان » (1) .

والإحياء تارة بعقد المجالس والاجتماع فيها والاستماع إلى مناقب وسجايا وأخلاق أهل البيت (عليهم السّلام)، وتارة يكون الإحياء بتدوين هذه الأخلاق والسجايا وجعلها في متناول الشباب والشابات؛ لينهلوا منها أخلاق القرآن وتعاليمه، أخلاق الأنبياء والأئمّة، وبالتالي يحبّهم الناس ويتعلّقون بهذه الوجودات والذوات الطاهرة المطهرة ويزدادون حبّاً لهم.

وهذا ما أشار إليه الإمام الصادق (عليه السّلام) في حديثه: « فإنّ الناس إذا عرفوا محاسن كلامنا أحبّونا واتّبعونا » .

جعلنا الله وجميع المؤمنين ممّن يوفّق لإحياء أمر أهل البيت (عليهم السّلام)، ومن الموفّقين في أداء هذه المهمّة الجليلة والّتي هي من مهام الأولياء، إنّه سميع الدعاء قريب مُجيب.

وكان من دواعي السرور أن يكون السيد الفاضل محمّد علي الحسيني (حفظه الله) ممّن وفّقه الله وأعانه في تقديم هذا الكتاب الحاوي على ذكر مجالس شريفة ومطالب نفيسة يقدّمها لمحبّي أهل البيت (عليهم السّلام) وخَدمة المنبر؛ عسى أن يكون ممّن ساهم ولو بجزء قليل من تلبية دعوة أجداده الطاهرين للأمر الذي ندبونا إليه.

وهو أحق في تلبية ندائهم؛ لأنّه ابنهم، وفرع من تلك الشجرة الطيبة، ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ... ) .

وطلب منّي أن اُقدّم مقدّمة لكتابه هذا فاستجبت له مع شغل البال، وضيق المجال، وقلّة البضاعة، فكتبت هذه الأسطر؛ تلبية لطلبه، وتشجيعاً له،

____________________

(1) الوسائل الجزء الحادي عشر.

٩

وامتثالاً لما أدّبنا الله عزّ وجلّ في القرآن ( وتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَ التَّقْوَى ) (2) ،راجياً من الكريم أن يتقبّلها منّا بقول حسن، إنّه يقبل اليسير، ويُجازي بالجليل الكثير.

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله على خير خلقه محمّد وآله الطاهرين.

مصلّياً مستغفراً منيباً

أبو علي البصري

نزيل عش آل محمّد

____________________

(1) سورة المائدة / 2.

١٠

مقدّمة المؤلِّف

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين محمّد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين، واللّعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.

قال الإمام الخامنئي (حفظه الله): « ينبغي على الخطباء إثارة عواطف الناس تجاه الحسين (عليه السّلام)، وتوضيح واقعة عاشوراء ومبادئها، وإثارة المعرفة والإيمان ».

من خلال هذه الكلمة يُحدّد لنا السيد القائد وظيفة الخطيب الحسيني، وهي عبارة عن ثلاثة اُمور:

أوّلاً: إثارة عواطف الناس تجاه مظلومية الحسين (عليه السّلام) الّتي لم يشهد التاريخ الإنساني مثلها؛ فتستذرف الدمعة الّتي يعظم الأجر بها، وتُغفر الذنوب، وهذا ما ورد عن الإمام الرضا (عليه السّلام):« فعلى مثل الحسين فليبك الباكون؛ فإنّ البكاء عليه يحطّ الذنوب العظام » .

ثانياً: توضيح واقعة عاشوراء ومبادئها، وهذا ما صرح به الإمام

١١

الحسين (عليه السّلام):« إنّي لم أخرج أشراً ولا بطراً، ولا مُفسداً ولا ظالماً، إنما خرجت لطلب الإصلاح في اُمّة جدّي؛ اُريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، وأسير بسيرة جدّي وأبي علي بن أبي طالب، فمَنْ قبلني بقبول الحقّ فالله أولى بالحقّ، ومَنْ ردّ عليّ أصبر حتّى يحكم الله، والله خير الحاكمين » .

هذه الكلمات النورانية هي خلاصة المبدأ المحمدي الأصيل، الذي مرجعه إلى كلمة النبي (صلّى الله عليه وآله) عندما جاءه عمّه أبو طالب ينقل له ما عرضته قريش عليه من مال وجاه، فقال (صلّى الله عليه وآله): « والله يا عم، لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في شمالي، على أن أترك هذا الأمر ما فعلت، حتّى يظهره الله أو أهلك دونه » .

يعني كلّ ما لدى الإنسان يُبذل فداء للرسالة، وهذا ما فعله الحسين الشهيد (عليه السّلام).

ثالثاً: إثارة المعرفة والإيمان؛ فعلى الخطيب أن يستفيد من هذا المظهر الإعلامي، ومن المجالس المكتظّة بالناس؛ كي يوسع نطاق بحثه، فضلاً عن الموضوع الأساسي وهو عاشوراء. عليه أن يتناول جميع العناوين الإسلاميّة الاُخرى؛ من عقائد وأخلاق وسيرة، وسياسة واجمتاع، حتّى يجعل من كربلاء واقعاً حاكياً عن الحال، وليس مجرد تاريخ مضى وانقضى ولا شغل لنا به اليوم.

وإنّما نثبت نظرية الإمام الخميني (قدّس سرّه) حيث قال: « كلّ ما لدينا هو من بركة عاشوراء ».

وعلى أثر هذا لبّينا نداء القائد الخامنئي، وحاولنا على قدر التوفيق الإلهي أن نضع بين أيديكم كتاب «دموع الأبرار»، حيث جمعنا فيه عدداً كبيراً من القصائد الحسينيّة، مع شرحها وذكر الأطوار المختلفة.

كما وتطرّقنا إلى بعض الإشكالات الّتي اُوردت على الثورة الحسينيّة

١٢

في سياق عرضنا لسيرة مفجّرها (عليه السّلام)، وأجبنا عنها بالمقدار المناسب لهذا الكتاب.

كما قد ذكرنا ترجمة أهل بيت الحسين (عليه السّلام) وأصحابه، والأماكن الّتي لها علاقة بالواقعة، وأعداء الحسين (عليه السّلام) الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء.

وقد عرجنا إلى بعض ما يتّصل بواقع البحث، وهي مواضيع مختلفة، كالنبوة والإمامة، وبعض المفاهيم الإسلاميّة، كالدعاء وتهذيب النفوس، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما نسأل الله أن تتّسع الاستفادة من الروايات والقصائد، والسيرة والأطوار، والمصائب والنعي والآيات، وقد ذكرنا مصادر كثير منها.

وأخيراً أخصّ بالشكر اُستاذي سماحة الشيخ الخطيب أبا علي البصري وفّقه الله، وأيضاً بعض أساتذتي وإخواني على ملاحظتهم القيّمة الّتي وجّهوها لنا، فجزاهم الله خير جزاء المحسنين، ووفّقهم لخدمة الإسلام والمسلمين.

وأخيراً أسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّل منّا هذا القليل؛ فإنّه يُعطي الكثير بالقليل، ونلتمس من خطباء المنبر الحسيني الدعاء.

أقلّ ما اُقدّمه بين يديكم سيدي أيّها الطالب بدم المقتول بكربلاء في مولدكم المبارك

عبدكم: محمّد علي الحسيني

15 شعبان 1422 هـ - قم المقدسة

١٣

١٤

المجلس الأوّل

1 - القصيدة: كم يا هلال محرم.

2 - الموضوع: فضل وأهمية البكاء والجلوس في مجالس الحسين (عليه السّلام).

3 - ترجمة: خولّى بن يزيد الأصبحي.

4 - المصيبة: الزهراء (عليها السّلام) لم تكن غائبة عن مصائب كربلاء.

١٥

١٦

عظّم الله أجوركم يا بقيّة الله، يا صاحب العصر والزمان، بمصابكم بجدّكم أبي عبد الله الحسين وآل بيته وأصحابه.

صلّى الله عليك يا سيدي ومولاي يا رسول الله، صلّى الله عليك وعلى آلك المظلومين، لعن الله الظالمين لكم من الأوّلين والآخرين إلى قيام يوم الدين.

صلّى الله عليك يا سيدي ومولاي وابن مولاي يا أبا عبد الله، يا صريع الدمعة الساكبة، ويا عبرة كلّ مؤمن ومؤمنة، روحي وأرواح شيعتك لك الفدا يا شهيد كربلا، ويا قتيل العدا، ومسلوب العمامة والردا. ما خاب مَنْ تمسّك بكم، وأمن مَنْ لجأ إليكم، يا ليتنا كنّا معكم سادتي فنفوز والله فوزاً عظيماً.

كم يا هلالَ مُحرّمٍ تُشجينا(1)

ما زالَ قوسُك نبلهُ يُرمينا

كلُّ المصائبِ قد تهونُ سوى التي

تركت فؤادَ مُحمّدٍ محزونا

يومٌ بهِ ازدلفت(2) طغاةُ اُمّيةٍ

كي تَشفِيَنَّ مِنَ الحسينِ ضغونا(3)

____________________

(1) تحزننا، تحركنا.

(2) حشدت، نزلت.

(3) الحقد.

١٧

نادى ألا هل مِنْ معينٍ لم يجدْ

إلاّ المـُحدّدةَ الرقاقِ (1) مُعينا

فهوى على وجهِ الصعيدِ(2) مُبضّعاً (3)

ما نالَ تغسيلاً ولا تكفينا

وسروا بنسوتهِ على عُجف المطا(4)

تطوي(5) سهولاً بالفلا(6) وحُزونا

أَوَ مثلُ زينبَ وهي بنتُ محمّدٍ

برزت تُخاطبُ شامتاً ملعونا

فغدا بمحضرها يُقلّبُ مبسماً

كان النبي برشفهِ مفتونا

نثرت عقيقَ دموعَها لمـّا غدا

بعصاهُ ينكتُ لؤلؤاً مكنونا(7)

وصاحت عندما رأت رأس أخيها الحسين أمام يزيد:

____________________

(1) السيف القاطع.

(2) الأرض.

(3) مقطّعاً.

(4) الخيل الهزيلة التي لا يوجد عليها سرج.

(5) تقطع المسافات.

(6) الأرض الواسعة.

(7) سحر بابل وسجع البلابل. مجمع المصائب 1 / 21.

١٨

(نعي شعبي)

يحسين رأسك حين شفته

تلعب عصا ايزيد على شفته

ذاك الوقت وجهي لطمته

صدّيتله ابحرگه وندهته

شلّت يمينك يالضربته

(بحر طويل)

قلبك هالمسيه اشلون

يبن العسكري حاله

ابعينك من شفت عاشور

بيّن بالسّمه اهلاله

يا لبلواك بلوه أيوب

قلبك ما جزع صبره

عين الثار تتربّاك

لكن تسكب العبره

كيف اهلال المحرّم

يغايب عينك اتنظره

بينه كم طفل لحسين

ابنحره فتك سهم البين

من مثلك صبر عالدين

لو صبرك على المسكون

هذه اوزلزل اجباله

عينك من تشوف الماي

يالغايب أو جاريه

ما تذكر اطفال احسين

وشعملوا بني ميّه

الكم چم طفل تلعب

على اخدوده تراچيه

١٩

يلوج امن العطش والحر

اوچبده امن الضمه اتفطر

واُمّه ليه تتفكر(1)

(أبوذيّه)

اهلال الكدر والأحزان هلّيت

أودمه عين الموالي بيك هلّيت

يشهر النوح علإسلام هلّيت

لا تظهر أو تفرح بيك اُميّه

لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

روى شيخنا الصدوق في أماليه عن ثامن الحجج وثمرة المهج، الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السّلام) أنّه قال: « مَنْ تذكّر مصابنا وبكى لما ارتُكب منّا كان معنا في درجتنا يوم القيامة، ومَنْ ذُكّر بمصابنا فبكى وأبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون، ومَنْ جلس مجلساً يُحيا فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب » (2) .

إنّ هذه الرواية تتحدّث عن فضل وأهمية البكاء والجلوس لإحياء مصائب أهل البيت (عليهم السّلام)؛ فإنّ أهل البيت (عليهم السّلام) من النبي (صلّى الله عليه وآله) إلى أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) إلى الزهراء والحسن والحسين (عليهم السّلام). من النبي (صلّى الله عليه وآله) حيث جاهد وهاجر واُوذي في سبيل الله؛ لكي يوصل الرسالة الّتي من خلالها تتمّ الحجّة الإلهية على الناس، فأوصل الرسالة ودافع عنها؛ حيث تعرّض للاعتداء والضرب، والاغتيال والتهجير، فقال (صلّى الله عليه وآله): « ما اُوذي نبي مثل ما اُوذيت » (3) .

____________________

(1) منهل الشرع 1 / 109.

(2) بحار الأنوار 44 / 278، عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) 1 / 294.

(3) بحار الأنوار 39 / 55، المناقب 3 / 247.

٢٠