ما منا إلا مقتول أو مسموم

ما منا إلا مقتول أو مسموم0%

ما منا إلا مقتول أو مسموم مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 181

ما منا إلا مقتول أو مسموم

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: جعفر البياتي
تصنيف: الصفحات: 181
المشاهدات: 29774
تحميل: 6571

توضيحات:

ما منا إلا مقتول أو مسموم
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 181 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 29774 / تحميل: 6571
الحجم الحجم الحجم
ما منا إلا مقتول أو مسموم

ما منا إلا مقتول أو مسموم

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

شهادة الإمام موسى الكاظم (صلوات اللّه عليه)

وهي معروفة لدى العام والخاص، حيث غيّبه هارون الرشيد (عليه لعائن اللّه الشديدة) في السجون والحبوس سنوات متمادية حتّى أخرجه للناس يدّعي أنّه مات حتف أنفه. وكانت له مع عمّه سليمان خطّة لامتصاص نقمة الناس، ليس هنا محلّ شرحها.

أمّا أهمّ المصادر التي أثبتت شهادة الإمام الكاظمعليه‌السلام فهي:

(1) إثبات الوصيّة - للمسعودي صاحب مروج الذهب، حيث قال على الصفحة 169: فأدخل السنديُّ القضاة قبل موته بثلاثة أيّام فأخرجه إليهم، وقال لهم: إنّ الناس يقولون إنّ أبا الحسن في يدي في ضنَك وضرر، ها هو ذا صحيح لا علّة به ولا مرض ولا ضرر. فالتفت الكاظمعليه‌السلام فقال لهم: «اشهدوا عليَّ أنّي مقتول بالسمّ بعد ثلاثة أيّام». فانصرفوا.

(2) تاريخ الفخري / 196، وأمّا الرشيد فإنّه حجّ في تلك السنة، فلمّا ورد المدينة قبض على موسى بن جعفرعليهما‌السلام ، وحمله في قبّةٍ إلى بغداد فحبسه عند السندي بن شاهَك، وكان الرشيد بالرقّة،

١٠١

فأمر بقتلهِ قتلاً خفيّاً، ثمّ أدخلوا عليه جماعةً من العدول بالكرخ ليشاهدوه؛ إظهاراً أنّه مات حتف أنفه (صلواتُ اللّه وسلامه عليه).

(3) الفصول المهمّة / 238، وأوصى الرشيد القومَ الذين كانوا معه أن يسلّموه إلى عيسى بن جعفر بن منصور، وكان على البصرة يومئذ والياً، فسلّموه إليه فتسلّمه منهم وحبسه عنده سنة، فبعد السنة كتب إليه الرشيد في سفك دمه، وإراحته منه...

وكتب الرشيد إلى السندي أن يتسلّم موسى بن جعفر الكاظم مِن عيسى، وأمره فيه بأمره، فكان الذي تولّى به قتله السندي أن يجعل سمّاً في طعام وقدّمه إليه - وقيل: في رطب - فأكل منه موسى بن جعفرعليه‌السلام .

ثمّ إنّه أقام موعوكاً ثلاثة أيّام ومات، فأدخل السندي (لعنه اللّه) الفقهاء ووجوه الناس مِن أهل بغداد ينظرون إليه أنّه ليس به أثر من جراح أو مغل أو خنق، وأنّه مات حتف أنفه.

(4) عمدة الطالب / 196، قال ابن عنبة: مضى الرشيد إلى الشام فأمر يحيى بن خالد بقتله. فقيل: إنّه سُمّ، وقيل: بل غُمر في بساطٍ ولُفّ حتّى مات.

(5) مصباح الزائر - لابن طاووس / 378 في الزيارة الأولى التي رواها للإمام الكاظمعليه‌السلام ، وفيها: السلام عليك أيّها المقتولُ الشهيد.

وفيه أيضاً / 382 في الزيارة الثانية: اللّهمّ صَلِّ على محمّدٍ وأهل بيته، وصلِّ على موسى بن جعفر وصيّ الأبرار، وإمام الأخيار، وعيبة الأنوار... ومألف البلوى والصبر، والمضطهَد بالظلم، والمقبور

١٠٢

بالجور، والمعذَّب في قعر السجون وظُلَمِ المطامير، ذي الساق المرضوض بحلَق القيود، والجنازة المنادى عليها بذُلّ الاستخفاف، والوارد على جَدّهِ المصطفى وأبيه المرتضى وأُمّهِ سيّدة النساء بإرثٍ مغصوب، وولاءٍ مسلوب، وأمرٍ مغلوب، ودمٍ مطلوب، وسمّ مشروب....

(6) إرشاد المفيد، باب السبب في وفاته، وقد ذكر شهادتهعليه‌السلام بشيءٍ من التفصيل / 298 - 302.

(7) دلائل الإمامة / 148.

(8) إعلام الورى بأعلام الهدى - للطبرسي / 180.

(9) مناقب آل أبي طالب 2 / 383.

(10) الأنوار النعمانيّة / 27.

(11) روضة الواعظين / 185.

(12) اُرجوزة الحرّ العاملي.

(13) تذكرة خواصّ الأمّة / 350، نقلاً عن ربيع الأبرار للزمخشري: فعند ذلك عزم [هارون الرشيد] على قتله، واستكفى أمره.

(14) الإقبال 1 / 214، في أدعية شهر رمضان: وضاعفِ العذابَ على مَنْ شرك في دمه - وهو الرشيد -....

(15) الدروس - للشهيد الأوّل / 155، قال: قُبضعليه‌السلام مسموماً ببغداد في حبس السندي بن شاهك....

(16) أمالي الصدوق / 146، فأكل فمرض، فلمّا كان من غدٍ بُعث

١٠٣

إليه بالطبيب ليسأله عن العلّة، فقال: ما حالك؟ فتغافل عنه، فلمّا أكثر عليه أخرج إليه راحته فأراها الطبيب، ثمّ قال:«هذه علّتي». وكانت خُضرةٌ وسط راحته تدلّ على أنّه سُمّ، فاجتمع في ذلك الموضع....

وعلى الصفحة 149، قالعليه‌السلام : «غيرَ أنّي اُخبركم أيُّها النفر، أنّي قد سُقيت السمَّ في تسع تمرات، وأنّي أحضر غداً، وبعدَ غدٍ أموت».

قال الراوي: فنظرت إلى السندي بن شاهك يرتعد ويضطرب مثل السعفة....

(17) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام - للشيخ الصدوق 1 / 93 ح13، آخره:... وكان يدخل عليه في كلّ خميس إلى أن حبسه الثانية، فلم يُطلق عنه حتّى سلّمه إلى السندي وقتله بالسمّ.

وعلى الصفحة 85 ح 10، آخره: ثمّ حُبس وسُلّم إلى السندي، فحبسه وضيّق عليه، ثمّ بعث إليه الرشيد بسمّ في رطب وأمره أن يقدّمه إليه، ويُحتّم عليه في تناوله منه، ففعل، فمات (صلوات اللّه عليه).

وعلى الصفحة 99 ح 4، وفيه: عن مشايخ أهل المدينة قالوا: لمّا مضى خمس عشرة سنة من ملك الرشيد... استُشهد وليُّ اللّه موسى بن جعفرعليه‌السلام مسموماً، سمّه السندي بأمر الرشيد....

(18) بصائر الدرجات باب 9 / 141.

(19) بحار الأنوار 48 / 206 - 249، حيث نقل المجلسي (رضوان اللّه عليه) جملة وافرة من الأخبار القائلة بشهادة الإمام المظلوم موسى الكاظم (صلوات اللّه وسلامه عليه)، ثمّ قال:

١٠٤

أقول: رأيت في بعض مؤلّفات أصحابنا: رُوي أنّ الرشيد (لعنه اللّه) لمّا أراد أن يقتل الإمام موسى بن جعفرعليه‌السلام عرض قتْله على سائر جنده وفرسانه فلم يقبله أحد، فأرسل إلى عمّاله في بلاد الإفرنج يقول لهم: التمسوا لي قوماً لا يعرفون اللّه ورسولَه؛ فإنّي أريد أن أستعينَ بهم على أمره....

(20) الدرّ النظيم / 671، قال: وكان سبب وفاتهعليه‌السلام أنّ يحيى بن خالد البرمكي سمّه في رطبٍ ورمّان أرسل بهما إليه مسمومَين بأمر الرشيد.

(21) غيبة الطوسي / 24.

(22) الكافي 1 / 203، ح 5.

(23) المصباح - للكفعمي، في جدوله: إنّهعليه‌السلام تُوفّي مسموماً في عنب.

(24) شرح شافية أبي فراس / 428 - 429، قال: ومن الدماء التي لرسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند بني العبّاس قتلُ الإمام أبي الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام .

(25) جنّات الخلود / 31.

(26) أرجوزة الشيخ الفتوني، وفيها: وسمَّهُ السِّنديُّ بعدَ الحبسِ.

(27) التتمّة في تواريخ الأئمّةعليهم‌السلام / 116.

(28) أسرار الإمامة / 82، قال: مات شهيداً ببغداد... ودُفن بمقابر قريش.

وغير ذلك من المصادر.

١٠٥

١٠٦

شهادة الإمام الرؤوف عليّ بن موسى الرضا

(صلوات اللّه وسلامه عليه )

وقد قال بها على وجه القطع والتواتر والشهرة جمعٌ غفير من المؤرّخين والمحدّثين، ودُوّنت في عشرات الكتب؛ مصادرها ومراجعها.وهي من السعة في أخبارها بحيث تحتاج إلى مؤلّفٍ مستقلٍّ، أو فصل موسّع.ومنهج هذا البحث لا يتحمّل مثلَ هذا؛ لذلك نعتذر عن الإطالة، ونركب غارب الإشارة والاختصار.

أمّا ما نكتفي بذكره فهو على أربعة أقسام:

الأوّل : الأخبار المُنْبئة بشهادته (صلوات اللّه عليه) قبل وقوعها.

الثاني : الأخبار القائلة بوقوع الشهادة في حينها.

الثالث : أخبار شهادته على ألسن الناس والرواة؛ شهوداً كانوا أو نقلةً أمناء.

الرابع : المصادر التي فصّلت أو أشارت إلى شهادته (سلام اللّه عليه)، ندرجها على محمل العجالة:

١٠٧

(1) عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2 / 203 - 264.

أورد فيه الشيخ الصدوق جملةً وافرة من الروايات والأخبار الحاكمة بشهادتهعليه‌السلام ، وهي مفصّلة وطويلة، وموثّقة بالأسانيد الصحيحة. منها: عن أبي الصلت الهروي، قالعليه‌السلام : «... وما منّا إلاّ مقتول، وإنّي واللّهِ لمقتول بالسمّ باغتيال مَنْ يغتالني، أعرف ذلك بعهدٍ معهود إليّ مِن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، أخبره به جبرئيل عن ربّ العالمين (عزّ وجلّ)» ص 203، ح 5.

وعن أحمد بن عليّ الأنصاري، قال: سألت أبا الصلت الهروي: كيف طابت نفس المأمون بقتل الرضاعليه‌السلام مع إكرامه؟... ص239، ح 3.

وعقد الشيخ الصدوق في ص240 الباب 61 بعنوان: وفاة الرضاعليه‌السلام مسموماً باغتيال المأمون.

وأورد تحته رواية يذكر فيها الطريقة التي استخدمها المأمون في القتل.

وعن طريق الخاصّة يورد رواية تحت الباب 62.

وتحت الباب 63 يذكر ما حدّث به أبو الصلت حول وفاة الإمام الرضاعليه‌السلام ، في روايتين أنّه سُمّ في عنب، بينما يذكر رواية مفصّلة طويلة أنّه سُمّ في العنب والرّمان جميعاً؛ ينقلها عن أبي حبيب هرثمة بن أعيَن تحت الباب 64.

وفي ذكر ثواب زيارة الإمام الرضاعليه‌السلام الباب 66

١٠٨

يورد الشيخ الصدوق خمساً وثلاثين رواية يأتي فيها الكثير مِن الأنباء بشهادته، منها عن أبي الصلت [ قال:] سمعت الرضاعليه‌السلام يقول: «واللّه، ما منّا إلاّ مقتول شهيد». فقيل له: ومَنْ يقتلك يابن رسول اللّه؟ قال: «شرّ خلْقِ اللّه في زماني، يقتلني بالسمّ، ثمّ يدفنني في دار مضيعة وبلاد غربة، ألاَ فمَنْ زارني في غربتي كتب اللّه تعالى له أجر مئة ألف شهيد...» ح 9.

وعن سليمان بن حفص المروزي، قال: سمعت أبا الحسن موسى بن جعفرعليه‌السلام [يقول]: «إنّ ابني عليّاً مقتول بالسمّ ظلماً، ومدفون إلى جنب هارون بطوس، مَنْ زاره كمَنْ زار رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله » ح23.

وعن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: قال أبو الحسن الرضاعليه‌السلام : «إنّي سأُقتل بالسمّ مظلوماً، فمَنْ زارني عارفاً بحقّي...» ح27.

وعن الحسن بن فضّال، عن أبيه، قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام يقول: «أنا مقتول ومسموم، ومدفون بأرض غربة... ألاَ فمَنْ زارني...» ح 33.

وقبل ذلك أثبت الصدوقرحمه‌الله باباً تحت عنوان:إخبارهعليه‌السلام بأنّه سيُقتل مسموماً، ويُقبر إلى جنب هارون الرشيد، في حديث واحدٍ تحت الباب 52، جاء فيه قولهعليه‌السلام :

١٠٩

«إنّي سأقتل بالسمّ مظلوماً، واُقبر إلى جنب هارون، ويجعل اللّه تربتي مختلف شيعتي وأهل محبّتي...».

وقبل هذا كلّه، وتحت الباب 45، عن إسحاق بن حمّاد...: وكان الرضاعليه‌السلام يقول لأصحابه الذين يثق بهم: «لا تغترّوا منه بقوله [أي المأمون الذي كان يتملّق له]، فما يقتلُني واللّهِ غيره، ولكنّه لا بدّ لي من الصبر حتّى يبلغ الكتابُ أجَلَه» ص184، ح 1.

(2) علل الشرائع / 226، قال المأمون: فإن لم تقبلِ الخلافةَ، ولم تحبَّ مبايعتي لك، فكن وليَّ عهدي؛ لتكون لك الخلافة بعدي. فقال الرضاعليه‌السلام : «واللّهِ لقد حدّثني أبي، عن آبائه، عن أمير المؤمنين، عن رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله أنّي أخرج من الدنيا قبلك مقتولاً بالسمّ مظلوماً، تبكي علَيّ ملائكةُ السماء وملائكة الأرض، وأُدفن في أرض غربة...». باب 173، العلّة التي من أجلها قبِل الرضاعليه‌السلام من المأمون ولاية عهده.

(3) فرائد السمطين 2 / 192 بسنده عن الحسن بن فضّال، قال: سمعتُ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا يقول: «إنّي مسموم مدفون بأرض غربة، أعلمُ ذلك بعهدٍ عَهِده إلَيَّ أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالبعليه‌السلام ، عن رسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ، ألاَ فَمَنْ زارني في غربتي كنتُ أنا وآبائي شفعاءَه يومَ القيامة، ومَنْ كنّا شفعاءَه نجا ولو كان عليه مِثْل وِزْر الثقلَين».

وفيه أيضاً 2 / 218 بسنده عن ياسر الخادم، قال:قال عليّ بن

١١٠

موسى الرضاعليه‌السلام : «لا تُشَدّ الرِّحال إلى شيء من القبور إلاّ إلى قبورنا، ألا وإنّي مقتول بالسمّ ظلماً، ومدفون في موضع غربة، فمَنْ شدّ رَحْلَهُ إلى زيارتي استُجيب دعاؤه، وغُفِرت ذنوبه».

(4) مقاتل الطالبيّين / 378، ذكر الإصبهاني أنّ الإمام الرضاعليه‌السلام بعد ما سُقي السمّ أخبر صاحبه أبا الصلت الهروي: «يا أبا الصلت، قد فعلوها!» - أي سقوني السم - وجعل يوحّد اللّه ويمجّده.

وقال أيضاً: كان المأمون عقد له على العهد من بعده، ودسّ له فيما ذُكر بعد ذلك سمّاً فمات منه. وعلى الصفحتين 630 و631 أورد رسالة عبد اللّه بن موسى ردّاً على رسالة الأمان التي بعثها إليه المأمون... جاء فيها: كأنّك تظنّ أنّه لم يبلغني ما فعلتَه بالرضا!... أم في العنب المسموم الذي قتلتَ به الرضا!... وعلى الصفحتين قبلهما 628 و629 نصّ آخر، فيه: فبأيّ شيء تغرّني؟ ما فعلته بأبي الحسن (صلوات اللّه عليه) بالعنب الذي أطعمتَه إيّاه فقتلتَه!

(5) تاريخ اليعقوبيّ 2 / 453، قال: فقيل: إنّ عليّ بن هشام أطعمه رمّاناً فيه سمّ.

(6) أمالي الصدوق / 393، وفيها: ثمّ ناول المأمون عنقود العنب فأكل منه الرضاعليه‌السلام ثلاث حبّات، ثمّ رمى به وقام، فقال المأمون: إلى أين؟ فقال: «إلى حيث وجّهتَني».

وفيه أيضاً: عن الحسين بن يزيد قال: سمعتُ أبا عبد الله الصادقَ

١١١

جعفر بن محمّدعليه‌السلام يقول: يخرج رجلٌ من وُلْدِ ابني موسى، اسمه اسم أمير المؤمنينعليه‌السلام ، فيُدفَن في أرض طوس وهي بخراسان، يُقتل فيها بالسُّمّ فيُدفن فيها غريباً، مَن زاره عارفاً بحقّه أعطاه الله (عزّ وجلّ) أجرَ مَن أنفق مِن قَبلِ الفتح وقاتل.

(7) إثبات الوصيّة / 181 - 183 ذكر المسعودي أخباراً تصوّر

خطّة المأمون في دسّ السمّ الذي كان ذريرةً بيضاء من الفضّة أودعها أظفارَ أحد خدَمه، ثمّ أمره بفتّ الرّمان وتلويثه بالسمّ....

وفي آخرها بعد ذكر شهادة المولى عليٍّ الرضاعليه‌السلام أورد المسعودي هذا النصّ: وأقبل [المأمون] يخور كما يخور الثور، وهو يقول: ويلَكَ يا مأمون! ما حالك! وعلى ما أقدمتَ! لعنَ اللّهُ فلاناً وفلاناً فإنّهما أشارا علَيّ. ويقصد: عبيد اللّه وحمزة ابني الحسن.

(8) الاحتجاج - لأبي منصور أحمد بن عليّ الطبرسي 2 / 432، إنّ الإمام الرضاعليه‌السلام أخبر عليَّ بن الجهم قائلاً له:«يابنَ الجهم، لا يغرّنّك ما سمعته منه؛ فإنّه سيغتالني، واللّهُ ينتقم منه».

(9) الفخري - لابن طقطقا / 218، قال: إنّ المأمون لمّا رأى إنكار الناس ببغداد لِما فعله من نقل الخلافة إلى بني عليّعليه‌السلام ... دسّ إلى عليّ بن موسى الرضاعليه‌السلام سمّاً في عنب، وكان يحبّ العنب، فأكل منه واستكثر، فمات من ساعته.

١١٢

(10) الفصول المهمّة / 261، ذكر ابن الصبّاغ المالكي خبر هرثمة بن أعين، وكان في آخره: فواللّهِ ما طالت الأناة حتّى أكل الرضا عند الخليفة عنباً ورمّاناً مفتوتاً فمات.

(11) بحار الأنوار 49 / 311 تذييل، قال المجلسي: اِعلم أنّ أصحابنا وغيرهم اختلفوا في أنّ الرضاعليه‌السلام هل مات حتف أنفه، أو مضى شهيداً بالسمّ؟ وهل سمّه المأمون أو غيره؟ والأشهر بيننا أنّه مضى شهيداً بسمّ المأمون.

(12) وقال الذهبيّ في سِير أعلام النبلاء 9 / 393، الترجمة رقم 125: قال أبو عبد اللَّه الحاكم: استُشهد عليّ بن موسى بسناباد من طوس... سنة 203هـ.

(13) وفي تهذيب التهذيب 7 / 387 - 388 للحافظ ابن حجر، قال: استُشهد عليّ بن موسى بـ (سناباد) من طوس... سنة 203هـ.

وفيه عن أبي حاتم بن حبّان أنّهعليه‌السلام مات آخر يوم من صفر، وقد سُمّ في ماء الرّمان وسُقي.

(14) وقال سبط ابن الجوزي في تذكرة خواصّ الأمّة / 355، عن كتاب الأوراق لأبي بكر الصولي: وقيل: إنّه دخل الحمّام ثمّ خرج، فقُدّم إليه طبق فيه عنب مسموم قد أُدخلت فيه الإبر المسمومة من غير أن يظهر أثرها، فأكله فمات.

ويمكن أن يكون السمّ قد دُسّ في الرّمان والعنب معاً.

(15) قال ابن حبّان في كتاب الثقات المجلد 8 صفحة 456 - 457 ما لفظه:

١١٣

... ومات عليّ بن موسى الرضا بطوس من شربة سقاه إيّاها المأمون فمات من ساعته، وذلك في يوم السبت آخر يوم سنة ثلاثة ومئتين، وقبره بسناباذ خارج النوقان مشهور يُزار بجنب قبر الرشيد، قد زرته مراراً كثيرة، وما حلّت بي شدّة في وقت مقامي بطوس فزرت قبر عليّ بن موسى الرضا (صلوات اللَّه على جدّه وعليه)

ودعوت اللَّه إزالتها عنّي إلاّ استُجيب لي، وزالت عنّي تلك الشدّة، وهذا شيء جرّبته مراراً فوجدته كذلك. أماتنا اللَّه على محبّة المصطفى وأهل بيته (صلّى اللَّه عليه وعليهم أجمعين).

(16) وقال عماد الدين الطبري في أسرار الإمامة / 83:وأخذ المأمون البيعةَ بعهد المسلمين للرضاعليه‌السلام مُكِرهاً له فيه، وقَتَلَهُ بالسمّ، ومات شهيداً بالسمّ.

ونكتفي بهذا - وقد طال المقام - ونعرّج على ذكر جملةٍ من المصادر القائلة بشهادة الإمام الرضا (صلوات اللّه وسلامه عليه)، وهي عشرات؛ سنيّة وشيعيّة، نشير إليها إشارة: علل الشرائع 1 / 241، الإرشاد / 338، مسند الإمام الرضاعليه‌السلام 1 / 124 - 139 باب شهادتهعليه‌السلام ، مناقب آل أبي طالب 2 / 422، كشف الغمّة 2 / 280، التتمّة في تواريخ الأئمّةعليهم‌السلام / 126، روضة الواعظين 1 / 274، إعلام الورى / 325، الأنوار النعمانيّة 1 / 283، الخرائج والجرائح - الباب السابع عشر -، مرآة الجنان - لليافعي 2 / 12، شافية أبي فراس الحمداني، وفيها:

١١٤

باؤوا بقتل الرضا مِن بعد بيعتِه

وأبصروا بعض يومٍ رُشدَهم وعَمُوا

شرح شافية أبي فراس لمحمّد بن أمير الحاج الحسيني / 490 - 495، الصواعق المحرقة / 204، التنبيه والإشراف / 203، مروج الذهب - للمسعودي 3 / 417، مآثر الإنافة في معالم الخلافة - للقلقشندي 1 / 211، ينابيع المودّة / 263، تاريخ الموصل - لأبي زكريّا الموصلي،

نور الأبصار للشبلنجي / 176 - 177، الأنساب - للسمعاني 6 / 139. وغير ذلك كثير.

وقد بحث الموضوعَ بتحليل وإسهاب السيّد جعفر مرتضى العامليّ في كتابه الحياة السياسيّة للإمام الرضاعليه‌السلام / 361 - 432. وأفرد السيّد المقرّمرحمه‌الله كتاباً بعنوان وفاة الإمام الرضاعليه‌السلام .

ومن اشتهار الأمر جريانُه على ألسنة الشعراء، منهم أبو القاسم القاضي التنوخي حيث يقول في ردّه على عبد اللّه بن المعتز:

ومأمونكم سمَّ الرضا بعد بيعةٍ

تَؤُدُّ ذرى شمّ الجبال الرواسبِ

وقد يعجب مَنْ يرى غزارة المصادر القائلة بشهادتهعليه‌السلام ، ولكنّنا نعجب أكثر حينما نقرأ أو نسمع مَنْ يقول بعد هذا كلّه بموت الإمام الرضاعليه‌السلام موتاً طبيعيّاً، وأنّ المأمون لم يقتله، بل كان شيعيّاً. ولا ندري كيف كان المأمون شيعيّاً وقد كان يغضب مِن مواقف الإمام ونصائحه حتّى اشتغل به فسمّه

ـ كما روى محمّد بن سنان؟! (عيون أخبار الرضاعليه‌السلام 2: 237 ح 1).

١١٥

ورحم اللّه الشيخ عبّاس القمّي حيث قال في سفينة البحار، تحت مادّة أمن: واحتال [المأمون] في قتله، فقتله بسمّ لم يعلم به أحد، حتّى أنكره بعض علمائنا مع ما ورد في اللوح السماوي مشيراً إليه: يقتله عفريت مستكبر، يُدفن بالمدينة التي بناها العبد الصالح إلى جنب شرّ خلْقي.

وقد انتقم اللّه تعالى منه، فأهلكه بما لم يعلم به أحد. ثمّ جاءرحمه‌الله بخبر هلاك المأمون (لعنه اللّه) نقلاً عن مروج الذهب للمسعودي 3 / 456.

وقال الشيخ عبّاس القمّي (رضوان اللّه عليه) في جملة العناوين المتعلّقة بالمأمون: ما جرى من المأمون على الرضاعليه‌السلام ، وقوله [أي المأمون ساعة هلاكه] وهو يهجر: ويلٌ للمأمون من اللّه! ويل له من رسول اللّه! ويل له مِن عليّ!...، وهكذا إلى الرضاعليه‌السلام ، هذا واللّهِ الخسران المبين. ذلك بعد إخباره لهرثمة بكيفيّة قتله للإمام الرضاعليه‌السلام بالعنب والرمّان.

وفي المصدر ذاته ج 1 ص 20 باب 3، عن غياث بن أسيد:فكان متى ما ظهر للمأمون من الرضاعليه‌السلام فضل وعلم وحُسنُ تدبير حسده على ذلك وحقد عليه، حتّى ضاق صدره منه، فغدر به وقتله بالسمّ، ومضى إلى رضوان اللّه تعالى وكرامته.

١١٦

ونقرأ في إحدى زيارات مولانا الإمام الرضاعليه‌السلام ، مرويّةً عن ولده أبي جعفر الجواد (صلوات اللّه وسلامه عليه) [وهي - كما ورد - صالحة لكلّ الأوقات، وأفضلها في شهر رجب] جاء فيها: «... السلام عليك أيُّها الصدّيق الشهيد، السلام عليك أيُّها الوصيّ البَرُّ التقيّ... السلام عليك مِن إمامٍ غضيب، وإمامٍ نجيب، وبعيدٍ قريب، ومسمومٍ غريب. السلام عليك أيُّها العالِمُ النبيه، والقدر الوجيه، النازح عن تربة جَدِّه وأبيه. السلام على مَنْ أمر أولادَه وعيالَه بالنياحة عليه قبل وصول القتل إليه...». (بحار الانوار 102 / 52 - 57، وأبواب الجنان وبشائر الرضوان - الورقة 187 - مخطوط).

١١٧

١١٨

شهادة الإمام محمّد الجواد

(صلوات اللّه وسلامه عليه )

وهو (سلام اللّه عليه) أصغر الأئمّة عمراً، حيث لم يتجاوز عمره الشريف الخامسة والعشرين على أغلب الروايات وأصحّها؛ فقد عاجله المعتصم أخو المأمون، وجعفر بن المأمون، وأمّ الفضل بنت المأمون (عليهم لعائن اللّه) بالسمّ في مؤامرة خبيثة أودت بحياة جواد الأئمّة (صلوات اللّه عليه).

أمّا المصادر التي ذكرت شهادتهعليه‌السلام فهي كثيرة، نذكر أهمّها:

(1) إعلام الورى بأعلام الهدى 2 / 106، كما نقل عنه الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 50 / 13 ح 12، قال: وقيل: إنّه مضىعليه‌السلام مسموماً.

(2) مناقب آل أبي طالب 4 / 479، وقد ذكر فيه ابن شهر آشوب رأيين:

الأول : أنّ الإمام استُشهد (سلام اللّه عليه) في مُلْك الواثق.

والثاني : أنّ المعتصم العبّاسي هو الذي سمّه، وهو الصحيح.

قال: وقُبض ببغداد مسموماً في آخر ذي القعدة سنة 220... وقال ابن

١١٩

بابويه [الصدوق]: سَمَّ المعتصمُ محمّدَ بن عليّعليهما‌السلام .

(3) الاعتقادات - للصدوقرحمه‌الله / 110.

(4) روضة الواعظين / 243، حيث قال فيه: وقُبض ببغداد قتيلاً مسموماً في آخر ذي القعدة سنة عشرين ومئتين.

(5) إثبات الوصيّة / 192، قال المسعودي في خبر طويل:فلمّا انصرف أبو جعفرعليه‌السلام إلى العراق، لم يزل المعتصم وجعفر بن المأمون يدبّرون ويعملون الحيلة في قتله.

فقال جعفر لأخته أمّ الفضل - وكانت لأمّه وأبيه - في ذلك؛ لأنّه وقف على انحرافها عنه، وغيرتها عليه لتفضيله أمّ أبي الحسن (الهادي) ابنه عليها، ولأنّها لم تُرزق منه ولداً، فأجابت أخاها جعفراً، وجعلوا سمّاً في شيءٍ من عنبٍ رازقي، وكان يعجبه العنب الرازقي، فلمّا أكل منه ندمت وجعلت تبكي، فقال لها: «ما بكاؤك؟! ليضربنّك اللّه بفقرٍ لا ينجبر، وبلاءٍ لا ينستر...».

(6) الإقبال / 97، وفيه: وضاعفِ العذابَ على مَنْ شرِك في دمه - وهو المعتصم -.

(7) نور الأبصار - للشبلنجي الشافعي / 191.

(8) تفسير العيّاشي 1 / 319 -320، في خبر طويل يبيّن أحد الأسباب التي حفّزت المعتصم على قتل الإمام الجوادعليه‌السلام : وهو تحريض أحمد بن أبي دُؤاد له، وإثارة غضبه وريبته منه، قال في آخره:... فلمّا طعم [الجوادعليه‌السلام ] منها أحسّ السمّ، فدعا بدابّته... فلم يزل يومَه ذلك وليلته حتّى قُبضعليه‌السلام .

١٢٠