ما منا إلا مقتول أو مسموم

ما منا إلا مقتول أو مسموم0%

ما منا إلا مقتول أو مسموم مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 181

ما منا إلا مقتول أو مسموم

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: جعفر البياتي
تصنيف: الصفحات: 181
المشاهدات: 29785
تحميل: 6571

توضيحات:

ما منا إلا مقتول أو مسموم
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 181 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 29785 / تحميل: 6571
الحجم الحجم الحجم
ما منا إلا مقتول أو مسموم

ما منا إلا مقتول أو مسموم

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بالسوط على عضدِها حتّى صار كالدملج الأسود، وركل الباب برجله حتّى أصاب بطنَها وهي حاملةٌ بالمحسن لستّة أشهر، وإسقاطها إيّاه، وهجوم عمر وقنفذ وخالد بن الوليد، وصفقه خدّها حتّى بدا قرطاها تحت خمارها وهي تجهر بالبكاء وتقول: وا أبتاه! وا رسولَ اللّه! ابنتُك فاطمةُ تُكذَّب وتُضرب، ويُقتل جنينٌ في بطنها! وخروج أمير المؤمنينعليه‌السلام مِن داخل الدار محمرَّ العين حاسراً حتّى ألقى ملاءتَه عليها، وضمَّها إلى صدره...»(1) .

أجل، جملة عظيمة من المصائب والآلام، ثمّ يقوم أهلُ بيت النبيّصلى‌الله‌عليه‌وآله يشكون إليه ما جرى عليهم بعدَه.

ويستمرّ الحديث على لسان مولانا الإمام الصادقعليه‌السلام فيقول: «ثمّ يقوم الحسينعليه‌السلام مخضّباً بدمه، هو وجميعُ مَنْ قُتل معه، فإذا رآه رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله بكى، وبكى أهل السماواتِ والأرض لبكائه، وتصرخ فاطمةُعليها‌السلام فتُزلزل الأرض ومَنْ عليها، ويقف أميرُ المؤمنينعليه‌السلام والحسن عن يمينه، وفاطمةعليها‌السلام عن شماله، ويُقبل الحسينعليه‌السلام فيضمّه رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله إلى صدره ويقول: يا حسين، فديتُك!

ويأتي (محسن) تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمةُ بنت أسد اُمّ

____________________

(1) بحار الأنوار 53 / 18 - 19.

١٤١

أمير المؤمنين، وهُنّ صارخات، وأُمُّه فاطمةُ تقول:( هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ ) (1) ، اليوم( تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ) »(2) .

وهنا يذكر المفضّل حال المولى الإمام الصادقعليه‌السلام فيقول: فبكى الصادقعليه‌السلام حتّى اخضلّتْ لحيتُه بالدموع، ثمّ قال: «لا قرّتْ عينٌ لا تبكي عند هذا الذِّكر».

وهنا أيضاً بكى المفضّل بن عمر بكاءً طويلاً، ثمّ قال: يا مولاي، ما في الدموع يا مولاي؟

فقال: «ما لا يُحصى إذا كان من محقّ».

ثمّ قال المفضّل: يا مولاي، ما تقول في قوله تعالى:( وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ * بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ) (3) ؟

قال:«يا مفضّل، الموءودةُ واللّهِ محسن؛ لأنّه منّا لا غير، فمَنْ قال غيرَ هذا فكذِّبوه».

قال المفضّل: يا مولاي، ثمّ ماذا؟

قال الصادقعليه‌السلام : «تقوم فاطمة بنت رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله فتقول: اللّهمّ أنجزْ وعدَك وموعدَكَ لي فيمَنْ ظلمني، وغصَبني وضربني، وجرّعني ثكْل(4) أولادي.

فتبكيها ملائكةُ السماواتِ السبع، وحملةُ العرش، وسكّان الهواء، ومَنْ في الدنيا ومَنْ تحت أطباق الثرى، صائحين صارخين إلى اللّه

____________________

(1) سورة الأنبياء / 103.

(2) سورة آل عمران / 30. وهو في بحار الأنوار 53 / 23.

(3) سورة التكوير / 8 - 9.

(4) في بعض النسخ: (وجزّعني بكُلّ أولادي).

١٤٢

تعالى، فلا يبقى أحدٌ ممّنْ قاتلَنا وظَلَمنا ورضي بما جرى علينا إلاّ قُتل في ذلك اليوم ألفَ قتلة».

قال المفضّل: يا مولاي، فإنّ مِن شيعتكم مَنْ لا يقول برجعتكم.

فقالعليه‌السلام : «أما سمعوا قول جدِّنا رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن سائر الأئمّة نقول:( ولَنُذيقنَّهم مِنَ العذابِ الأدنى دونَ العذابِ الأكبر ) ؟»(1) .

قال الصادقعليه‌السلام : «العذابُ الأدنى عذاب الرجعة، والعذابُ الأكبر عذاب يوم القيامة الذي فيه:( تُبدَّل الأرضُ غيرَ الأرض والسماواتُ * وبرزوا للّهِ الواحدِ القهّار ) »(2)(3) .

وجاء عن أبي الجارود أنّه سأل الإمام أبا جعفر الباقرعليه‌السلام : متى يقوم قائمُكم؟

فقال له: «يا أبا الجارود، لا تُدرِكون».

قال أبو الجارود: قلتُ: أهل زمانه؟

فقال: «ولن تُدرك أهلَ زمانه؛ يقوم قائمنا بالحقِّ بعد إياسٍ من الشيعة، يدعو الناسَ ثلاثاً فلا يُجيبه أحد، فإذا كان الرابع تعلّق بأستار الكعبة، فقال: يا ربّ انصرْني، ودَعْوَتُه لا تسقط، فيقول (تبارك وتعالى) للملائكة الذين نصروا رسولَ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله يوم بدر، ولم يحطّوا سروجَهم، ولم يضعوا أسلحتَهم، فيبايعونه، ثمّ يبايعه من الثلاثمئة وثلاثة عشر رجلاً، ثمّ

____________________

(1) سورة السجدة / 21.

(2) سورة إبراهيم / 48.

(3) بحار الأنوار 53 / 23 - 24.

١٤٣

يسير إلى المدينة...»(1) .

بعد شهادتهعليه‌السلام

هذا قبل شهادة المولى المنتظر (عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف)، أمّا بعدها فإنّ الدنيا آذنة بعد الرجعة بتغيّر عوالمها، حيث تقترب أشراط الساعة، والحياة تُصبح لا خيرَ فيها.

وبين أيدينا جملة من الروايات تصوّر لنا ذلك، فلنتأمّل: عن أبي سعيد الخدري (رضي اللّه عنه) قال: قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أُبشّركم بالمهدي؟»، فذكر الحديث، وفي آخره: «فيمكث سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين»، ثمّ قال: «لا خير في العيش بعده». أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده(2) .

وعن عبد اللّه بن مسعود (رضي اللّه عنه)، قال: قال رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «لو لم يبقَ من الدنيا إلاّ ليلة لطوّل اللّه تلكَ الليلة حتّى يملكَ رجلٌ مِن أهل بيتي». وقال في آخر الحديث: «فيمكث سبعاً، أو تسعاً، ثمّ لا خيرَ في عيش الحياة بعد المهدي»(3) .

____________________

(1) دلائل الإمامة - للطبريّ / 242 - طبعة الغريّ، وفيه صور من الانتقام ممّن تعرّض لإيذاء أهل البيتعليهم‌السلام وقتلهم.

(2) ج 3 ص 37 و 52، وكذا أخرجه ابن طاووس في (الملاحم والفتن) / 135.

(3) عقد الدرز في أخبار المنتظر - ليوسف بن يحيى بن عليّ بن عبد العزيز المقدسيّ الشافعيّ السلَميّ (من علماء القرن السابع) / 304. وأخرجه أيضاً الإربليّ عن أربعين الإصفهانيّ 3 / 264.

١٤٤

أجَل، لا خير في الحياة بعده (صلواتُ اللّهِ وسلامُه عليه) حيث الفتن، وبعدها تغيّر العوالم وقيام الساعة.

قال الشافعي السلَمي بعد ذكر قصّة الدجّال:... فهذا طرَفٌ من قصّة الدجّال اللعين، ومدّةُ أيّامه في الأرض أربعون، وما مِن نبيٍّ إلاّ حذّر أمّتَه منها، ولا وصيٍّ إلاّ خبّر شيعتَه عنها، وليس بين يدَيِ الساعة أمرٌ أكبر مِن فتنتها، ولا شرٌّ أكثَر مِن محنتها، وإنْ كانت مدّتُها قصيرة فوَطأَتُها أليمةٌ ثقيلة، وإنْ كانت عِدّتها يسيرة فخطّتُها وخيمة وبيلة.

وهي أدلُّ دليل على انقضاء الأيّام المهديّة (سَقى اللّهُ عهدَها)، ثمّ لا خير في عيش الحياة بَعدها، وليس بينها وبين النفخة الأولى مدّة طويلة، ولا نعمةٌ طائلة بل تترى فيما بين ذلك أمور معضلات، وأهوالٌ هائلة، وتضرِب الفتنُ بكلّ خِطّةٍ فُسطاطَها، وتؤجِّحُ نارها، وتنصب الِمحَنُ بكلّ بقعةٍ سِراطَها، وتُرهجُ غبارَها.

ويخرج يأجوجُ ومأجوج في عددٍ لا يُحصيه غيرُ الذي خلَقَهم، مختلفة أحوالهم وأشكالهم، وينتشرون في السهلِ والوعْر... ويحصرون نبيَّ اللّه عيسى ومَنْ معه مِن المسلمين، ويرمون بنُشّابهم إلى السماء مقاتلين، فيُهلكهُم في ليلةٍ واحدةٍ ذو القوّة المتين...

ثمّ يبعث اللّه تعالى ريحاً طيّبةً، فتقبض كلَّ روحٍ طيّبةٍ زكيّة، ويبقى

١٤٥

شرارُ الناس يتهارجون تهارجَ الحُمر الإنسيّة.

وتخرج الدابّة فتسِمُ كلَّ بادٍ وحاضر، وتُميّز بين كلّ مؤمنٍ وكافر، وتنقطع سبُل الحاجّ، وتخرَبُ يثربُ، ويُغلقُ بابُ التوبة، وتطلع الشمس من المغرب، ويرتفع القرآنُ الكريم من المصاحف والصدور، ويمتدّ البلاء، وتشتدّ الأمور، وتُعبَدُ الأصنامُ والأوثان، وتقلّ الرجال ويكثر النسوان، ولا يشتغل أحدٌ بسُنّةٍ ولا فرض، ولا تُمطر السماءُ ولا تُنبت الأرض.

وينقطع الأمر بالمعروف والنهيُ عن المنكر، ويشتدّ البأس، ولا يبقى على الأرض مَنْ للّه فيه حاجة، وتُكلّم السباعُ الناس، ويندرسُ الإسلام وتنتقضُ عُراه، ولا يبقى مَنْ يُعرف صياماً ولا نسُكاً ولا صلاة، وتحلّ مِحَنٌ أفواجُها كالقُلل تُشيب الوليد، وتُظلّ فتنٌ أمواجُها كالظُللِ تُذيب الحديد، حتّى لا تُرى إلاّ نكبة بعد نكبة، وتَهدِم الحبشةُ الكعبة، وتلك خاتمة الأُمور، وقاصمةُ الظهور، ولا مطمعَ بعدها في الحياة لراغب، ولا عاصمَ مِن أمر اللّه تعالى لهارب.

فيا لها من رزايا عمّتْ مشارقَ الدنيا ومغاربها، وجبّتْ كواهلَ العلياءِ وغواربها، وغادرت القلوبَ مرضوضةً ملتهبة، والدموعَ مفضوضةً منسكبة!(1)

وقال الشيخ المفيدرحمه‌الله : ليس بعد دولة القائم لأحدٍ دولة إلاّ ما جاءتْ به الرواية من قيام

____________________

(1) عِقد الدرر في أخبار المنتظر (عجل الله تعالى فرجه) / 318- 321.

١٤٦

ولده إن شاء اللّه ذلك...

وأكثر الروايات أنّه لن يمضي مهديّ هذه الأمّةعليه‌السلام إلاّ قبل القيامة بأربعين يوماً يكون فيها الهرج، وعلامة خروج الأموات، وقيام الساعة للحساب والجزاء. واللّه أعلم(1) .

____________________

(1) الإرشاد / 345.

١٤٧

١٤٨

الخاتمة

هذا ما استطعنا نحن - على ضعف الهمّة - جَمعَه والعثور عليه، وما أمكننا - على قلّة العلم وفتور الجهد - إحصاءَه وتقديمه بين أيدي المؤمنين والمحبّين للآل الكرام (عليهم من اللّه أفضلُ الصلاة والسلام).

وإلاّ فهنالك - بلا أدنى شكّ - المزيدُ من المصادر والعشرات من مراجع الكتب الصادرة عن المذاهب كافّة لمَنْ أراد الاستزادة، حيث تُوقفه على الحقيقة التي ثبتتْ عندنا من خلال ما توفّر لدينا، وسهل نوالُه علينا مِن كتبٍ مختلفة عن طبعاتٍ متعدّدةٍ قد تتفاوت في صفحاتها.

وإذا كان البعض يرى ما عرضناه قليلاً، فليعلم أنّ أئمّة أهل البيت (صلوات اللّه تعالى عليهم جميعاً) خيّمت أجواء الإرهاب والظلم والتعتيم على حياتهم المباركة، وقد فُرض كلُّ ذلك مِن قِبَل السلطات الجائرة في زمانهم، منذ عهد المجرمين الأوائل إلى عهد المجرمين الأواخر.

ذلك، إضافة إلى الحصار الاجتماعي، والإقامة الجبريّة والرقابة الشديدة، وعزل الأئمّة الأطهار (صلوات اللّه عليهم) عن الناس عموماً، وعن شيعتهم ومحبّيهم على وجه الخصوص.

١٤٩

لذا لم يُنقَلْ عنهم (سلام اللّه عليهم) مِن علومهم وأحوالهم - ومنها شهاداتهم - إلاّ النزرُ اليسير، والنقول القليلة قياساً بحجم أدوارهم وعظم مأساتهم.

ومع هذا كلّه، فقد وفد علينا من الأخبار ما يبعث على الاطمئنان أنّهم (صلوات اللّه عليهم) قد قضَوا شهداء بالسيف أو بالسمّ على أعلى درجات الشهادة، والشهادة هي أشرف خاتمة لعُمرِ المؤمن. ألم يقل رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله : «فوق كلِّ ذي برٍّ برّ حتّى يُقتَل الرجلُ في سبيل اللّه فليس فوقه برّ»(1) ؟ ألم يقلصلى‌الله‌عليه‌وآله : «أشرف الموت قتلُ الشهادة»(2) ؟

وبما أنّ النبيَّ وآله (صلواتُ اللّه عليه وعليهم) هم أشرفُ مَنْ خلقَ اللّه (جَلّ وعلا)، وهم قد حباهُم اللّه مِن كلِّ شرفٍ أشرفَه، فلا بدّ أنْ تكونَ حياتهم مختومةً بأشرف خاتمة، وهي الشهادة في سبيل اللّه (تعالى).

وعلى الرغم مِن أنّني عاجز عن الاستقصاء لكنّني ذكرتُ ما هو وافٍ ومغنٍ وآخذٌ بنا إلى اليقين، وقاطعٌ بالدليل العامّ والخاص أنّ الرسولَ الأعظمصلى‌الله‌عليه‌وآله وأهلَ بيته؛ بضعتَه المقدّسة الطاهرة فاطمة الزهراء (أرواحنا فداها)، وبعلها أميرَ المؤمنين (سلامُ اللّه عليه)، وأبناءَهما الميامين (صلوات اللّه عليهم أجمعين)،

____________________

(1) أصول الكافي 2: 348.

(2) بحار الأنوار 100: 8 ح 4.

١٥٠

كلُّهم شهداءُ مقتولون على يد شِرار المجرمين الذين لم يرقُبوا في مؤمنٍ إلاً ولا ذِمّة، وقد توعّدهمُ اللّه (عزّ وجلّ) بالاقتصاص منهم على صيغةٍ مؤكّدةٍ مشدّدة غاية التشدّد، وذلك في قوله (عزّ مِن قائل):( إنّا مِن المجرمين منتقمون ) (1) .

ولا يفوتنا أن نقول: إنّ أشدّ الناس عذاباً هم أعظم الناس جرماً وكفراً؛ ذلك لأنّهم:

أوّلاً : القتلةُ الأوائل، فبأيديهمُ الكافرة الغادرة قتلوا أشرفَ خلق اللّه، وسيّد أنبيائه ورسله محمّداًصلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكذلك قتلوا الأئمّة الأطهارعليهم‌السلام وسيّدة نساء العالمين مِن الأوّلين والآخرين فاطمة الزهراء (سلامُ ربّنا عليها).

ثانياً : المسبّبون في قتل الأئمّة الأطهار (صلواتُ اللّه عليهم ما اختلف الليلُ والنهار) فيما بعد؛ ذلك لأنّهم:

أ - أسّسُوا أساس الظلم والجور على آل محمّد (صَلواتُ اللّه عليه وعليهم).

ب - جرّؤوا كلَّ كافر ولعين على أنْ ينتهك حرماتِ آل محمّد (صلوات اللّهِ عليه وعليهم).

ج - دفعوا أهل البيت (عليهم أفضلُ الصلاة والسلام) عن مقامهم، وأزالوهم عن مراتبهمُ التي رتّبهمُ اللّه فيها.

____________________

(1) سورة السجدة: 22.

١٥١

وللّه دَرّ أبي بكر بن أبي قريعة حيث قال:

يا مَنْ يُسائلُ دائباً

عن كلِّ معضلةٍ سخيفهْ

لا تَكْشفنّ مغطّأً

فلَرُبّما كَشّفت جيفهْ

ولَرُبّ مستورٍ بدا

كالطبل مِن تحتِ القطيفهْ

إنّ الجوابَ لحاضرٌ

لكنّني أُخفيهِ خِيفهْ

لولا اعتداءُ رعيّةٍ

ألقى سياستَها الخليفهْ

وسيوفُ أعداءٍ بها

هاماتُنا أبداً نقيفهْ

لَنشرتُ مِن أسرار آ

لِ محمّدٍ جُمَلاً طريفهْ

تُغنيكم عمّا روا

هُ مالكٌ وأبو حنيفهْ

وأريتُكم أنّ الحسيـ

ـنَ اُصيبَ في يومِ السقيفهْ

ولأيّ حالٍ أُلْحِدَتْ

بالليلِ فاطمةُ الشريفهْ

ولما حمتْ شيخَيكمُ

عن وطءِ حجرتها المنيفهْ

آهٍ لبنتِ محمّدٍ

ماتت بغصّتها أسيفهْ(1)

ثالثاً : غيّروا دينَ اللّه (جَلّ وعَلا)، فكانتْ بعد ذلك كلُّ داهية ومصيبة.

عن الحسين بن محمّد، عنِ المعلّى، عن الوشّاء، عن أبان، عن عقبة بن بشير الأسدي، عن الكميت بن زيد الأسدي، قال: دخلتُ على أبي جعفر الباقرعليه‌السلام فقال: «واللّه يا كميت، لو كان عندنا مال لأعطيناك منه، ولكنْ لك ما

____________________

(1) بحار الأنوار 43: 190 - عن الدولابيّ.

١٥٢

قال رسولُ اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله لحسّان بن ثابت: لن يزال معك روحُ القدس ما ذببتَ عنّا».

قال الكميت: قلتُ: خبّرْني عنِ الرجلين؟

قال: فأخذعليه‌السلام الوسادة فكسرها في صدره، ثمّ قال: «واللّهِ يا كميت، ما أُهريق محجمةٌ مِن دم، ولا أُخذ مالٌ مِن غيرِ حِلِّه، ولا قُلب حجَرٌ على حجر إلاّ ذاك في أعناقِهما»(1) .

وعن أبي الحسن الماضي (الكاظم)عليه‌السلام ، قال:«يا إسحاق، الأوّل بمنزلة العجل، والثاني بمنزلة السامري، هما واللّهِ نصّرا وهوّدا ومجّسا، فلا غفر اللّه ذلك لهما. ثلاثةٌ لا ينظر اللّهُ إليهم ولا يزكيّهم ولهم عذاب أليم؛ رجلٌ ادّعى إماماً مِن غير اللّه، وآخَرُ طعنَ في إمامٍ من اللّه، وآخَرُ زعم أنّ لهما في الإسلام نصيباً»(2) .

والحمد للّه ربّ العالمين، وصلّى اللّه على خير البريّةِ أجمعين، أشرفِ خلق اللّه في السماوات والأرضين، محمّدٍ المصطفى وآلهِ الميامين.

____________________

(1) الكافي 8 / 102.

(2) ثواب الأعمال / 256 ح 3 - باب عقاب ابن آدم الذي قتل آخاه.. ورجلينِ من هذه الأُمّة.

١٥٣

١٥٤

ثبت المصادر

أ

1 - أبواب الجِنان وبشائر الرضوان - للشيخ الفقيه خضر بن شلال العفكاوي (ت 1255هـ)، مخطوط في المكتبة الرضويّة برقم 3107.

2 - الإتحاف بحبّ الأشراف - للشيخ عبد اللَّه بن محمّد بن عامر الشبراوي الشافعي، المطبعة الأدبيّة بمصر، سنة 1316هـ.

3 - إثبات الوصيّة - لأبي الحسن عليّ بن الحسين بن عليّ المسعودي (ت346هـ)، الطبعة الثانية لمنشورات الشريف الرضي، قم.

4 - الاحتجاج على أهل اللجاج - لأبي منصور أحمد بن عليّ بن أبي طالب الطبرسي (من أعلام القرن السادس)، نشر المرتضى سنة 1403هـ، بالأُوفسيت عن طبعة بيروت، تحقيق وتعليق السيّد محمّد باقر الخرسان.

5 - إحقاق الحقّ وإزهاق الباطل - للقاضي نور اللَّه بن السيّد شريف الدين بن السيّد ضياء الدين نور اللَّه بن شمس الدين محمّد شاه التستري (المستشهد سنة 1019هـ)، مع تعليقات السيّد شهاب الدين

١٥٥

المرعشيّ النجفي، طبع المكتبة المرعشيّة في قم، سنة 1408هـ.

6 - أخبار أصبهان - لأحمد بن عبد اللَّه الإصبهاني، المعروف بأبي نعيم (ت 430هـ)، طبع مطبعة ليدن، بريل سنة 1934م.

7 - اُرجوزة الشيخ الحرّ العاملي في تاريخ المعصومين الأربعة عشرعليهم‌السلام - للمحدّث الشيخ محمّد بن الحسن الحرّ العاملي (ت1104هـ)، مخطوطة بخطّ الشيخ بهاء الدين حسين بن محمّد قاسم العاملي كتبها في المشهد الرضوي سنة 1113هـ.

8 - اُرجوزة الشيخ الفتوني في تاريخ المعصومين الأربعة عشرعليهم‌السلام - للشيخ أبي صالح محمّد مهدي بن بهاء الدين محمّد، الملقّب بالصالح الفتوني (ت 1183هـ)، مخطوطة كُتبت سنة 1133هـ.

9 - الإرشاد في معرفة حجج اللَّه على العباد - لأبي عبد اللَّه محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي، الملقّب بالشيخ المفيد (ت 413 هـ)، مكتبة بصيرتي في قم.

10 - إرشاد القلوب - للشيخ أبي محمّد الحسن بن محمّد الديلمي (من أعلام القرن الثامن الهجري)، الطبعة الرابعة لمؤسّسة الأعلمي في بيروت، سنة 1398هـ - 1978م.

11 - الاستيعاب في معرفة الأصحاب - لأبي عمر يوسف بن عبد اللَّه بن محمّد بن عبد البرّ (ت 463هـ)، تحقيق علي محمّد البجاوي، طبع مطبعة نهضة مصر.

12 - أُسد الغابة في معرفة الصحابة - لأبي الحسن عليّ بن محمّد بن محمّد بن عبد الكريم الشيباني، المعروف بابن الأثير (ت 630هـ)، طبع

١٥٦

دار إحياء التراث العربي، بالأُوفسيت عن طبعة المطبعة الوهبيّة بمصر سنة 1280هـ، بتصحيح مصطفى وهبي.

13 - أسرار الإمامة - للشيخ عماد الدين الحسن بن عليّ الطبري (من علماء القرن السابع الهجري)، الطبعة الأُولى للآستانة الرضويّة سنة 1422، بتحقيق قسم الكلام.

14 - أسر الشهادة (أو إكسير العبادات في أسرار الشهادات) - للمولى أغا ابن عابد الشيرواني الحائري، المعروف بالفاضل الدربندي (ت1285هـ)، طبع شركة المصطفى في البحرين، الطبعة الأُولى سنة 1415هـ - 1994م، بتحقيق محمّد جمعة بادي، وعبّاس ملاّ عطيّة الجمري.

15 - الأصول والروضة من الكافي (الشرح الجامع) - للمولى محمّد صالح المازندراني (ت 1081هـ)، تعليق الميرزا أبي الحسن الشعراني، وتصحيح وتخريج علي أكبر الغفّاري، طبع المكتبة الإسلاميّة في طهران، سنة 1387هـ.

16 - الاعتقادات - للشيخ الصدوق محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي (ت 381هـ)، طبع المؤتمر العالمي لألفيّة الشيخ المفيد، بقم، الطبعة الأولى، سنة 1413هـ.

17 - إعلام الورى بأعلام الهدى - لأبي عليّ الفضل بن الحسن الطبرسي (ت 548هـ)، المطبعة الحيدريّة في النجف الأشرف، سنة 1390هـ.

18 - إقبال الأعمال - للسيّد رضيّ الدين عليّ بن موسى بن جعفر بن طاووس (ت 664هـ)، طبعة مركز النشر التابع لمكتب الإعلام

١٥٧

الإسلاميّ في قم، الطبعة الثانية سنة 1418هـ، بتحقيق جواد القيّومي. وقد أفدنا من الطبعة الحجريّة أيضاً، لدار الكتب الإسلاميّة بطهران، الطبعة الثانية سنة 1390هـ.

19 - إلزام الناصب في إثبات الحجّة الغائب - لعليّ اليزدي الحائري (معاصر)، طبع أصفهان - إيران، الطبعة الحجريّة سنة 1351هـ.

20 - الأمالي - لأبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن بابويه القمّي، المعروف بالشيخ الصدوق (ت 381هـ)، الطبعة الخامسة بمطبعة الأعلمي في بيروت سنة 1400هـ - 1980م.

21 - الأمالي - لأبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي (ت 460هـ)، طبع مؤسّسة الأعلمي في بيروت، الطبعة الخامسة سنة 1400هـ - 1980م، بتقديم الشيخ حسين الأعلمي.

22 - الإمامة والسياسة - لأبي محمّد عبد اللَّه بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276هـ)، طبع انتشارات الشريف الرضي في قم سنة 1413هـ، بالأُوفسيت عن طبعة بيروت، تحقيق علي شيري.

23 - الأنساب - لأبي سعيد عبد الكريم بن محمّد التميمي السمعاني (ت 562هـ). الطبعة الأولى لدار الجنان في بيروت سنة 1408هـ - 1988م، بتقديم وتعليق عبد اللَّه عمر البارودي.

24 - أنساب الأشراف - لأحمد بن يحيى بن جابر البغدادي البلاذري (ت 279هـ)، الطبعة الأولى لمؤسّسة الأعلمي في بيروت، بتحقيق الشيخ محمّد باقر المحمودي.

١٥٨

25 - الأنوار النعمانيّة - للسيّد نعمة اللَّه الجزائري الموسوي (1112هـ)، طبع مطبعة شركة چاب إيران - تبريز.

ب

26 - بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمّة الأطهار - للمولى الشيخ محمّد باقر المجلسي (ت 1111هـ)، طبع مؤسّسة الوفاء في بيروت، سنة 1403هـ - 1983م.

27 - البداية والنهاية - لأبي الفداء إسماعيل بن كثير الدمشقي (ت 774هـ)، الطبعة الأولى لدار إحياء التراث العربي سنة 1408هـ - 1988م، بتحقيق علي شيري.

28 - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى - لمحمّد بن محمّد بن عليّ الطبري الإمامي (ت 553هـ)، الطبعة الثانية لمنشورات المكتبة الحيدريّة في النجف الأشرف سنة 1383هـ.

29 - بصائر الدرجات - لأبي جعفر محمّد بن الحسن بن فروخ الصفّار (ت 290هـ)، طبع مؤسّسة الأعلمي في طهران سنة 1404هـ، الطبعة الثانية بتقديم وتعليق ميرزا محسن كوجه باغي.

30 - بيت الأحزان - للشيخ عبّاس بن محمّد رضا بن أبي القاسم القمّي (ت 1359هـ)، طبع مؤسّسة النبأ في طهران، بتحقيق باقر قرباني زرّين.

١٥٩

ت

31 - تاريخ ابن عساكر (تاريخ دمشق) - للحافظ أبي القاسم عليّ بن الحسين بن هبة اللَّه الشافعيّ الدمشقي، المعروف بابن عساكر (ت 571هـ)، طبع دار التعارف بيروت سنة 1395هـ.

32 - تاريخ الطبري (تاريخ الرسل والملوك) - لأبي جعفر محمّد بن جرير بن يزيد بن خالد الطبري (ت 310هـ)، طبع المطبعة الحسينيّة في مصر سنة 1326هـ.

33 - تاريخ القرماني (أخبار الدول وآثار الأُوَل) - لأبي العبّاس أحمد بن سنان بن يوسف الدمشقي القرماني (ت 1019هـ)، مطبوع بهامش الكامل في التاريخ لابن الأثير.

34 - تاريخ الموصل - لأبي زكريّا يزيد بن محمّد الأزدي (ت 334هـ)، تحقيق علي حبيبة، طبع لجنة إحياء التراث الإسلامي للمجلس الأعلى للشؤون الإسلاميّة بالقاهرة، سنة 1387هـ.

35 - التتمّة في تواريخ الأئمّةعليهم‌السلام - لتاج الدين بن عليّ الحسيني العاملي (من علماء القرن الحادي عشر)، طبع مؤسّسة البعثة في إيران، سنة 1412هـ.

36 - تحرير الأحكام - لجمال الدين الحسن بن يوسف بن عليّ بن المطهَّر الحلّي (ت 736هـ)، طبع طهران، بالأُوفسيت على الطبعة الحجريّة، سنة 1314هـ.

37 - تذكرة خواصّ الأُمّة - للحافظ يوسف بن قزاغلي بن عبد اللَّه، المعروف

١٦٠