ما منا إلا مقتول أو مسموم

ما منا إلا مقتول أو مسموم0%

ما منا إلا مقتول أو مسموم مؤلف:
تصنيف: الإمام الحسين عليه السلام
الصفحات: 181

ما منا إلا مقتول أو مسموم

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

مؤلف: جعفر البياتي
تصنيف: الصفحات: 181
المشاهدات: 29790
تحميل: 6571

توضيحات:

ما منا إلا مقتول أو مسموم
بحث داخل الكتاب
  • البداية
  • السابق
  • 181 /
  • التالي
  • النهاية
  •  
  • تحميل HTML
  • تحميل Word
  • تحميل PDF
  • المشاهدات: 29790 / تحميل: 6571
الحجم الحجم الحجم
ما منا إلا مقتول أو مسموم

ما منا إلا مقتول أو مسموم

مؤلف:
العربية

هذا الكتاب نشر الكترونيا وأخرج فنيّا برعاية وإشراف شبكة الإمامين الحسنين (عليهما السلام) وتولَّى العمل عليه ضبطاً وتصحيحاً وترقيماً قسم اللجنة العلمية في الشبكة

ففي حديثٍ رواه ابن قولويه: «وما من نبيّ إلاّ وقد زار كربلاء ووقف عليها وقال: إنّكِ لَبقعة كثيرة الخير، فيك يُدفن القمر الأزهر»(1) .

وروى الطريحي: أنّ آدمعليه‌السلام لمّا أُهبط إلى الأرض لم يَرَ حواء، فصار يطوف الأرض في طلبها فمرّ بكربلاء، فاعتلّ وأُعيق وضاق صدره من غير سبب، وعثر في الموضع الذي قُتل فيه الحسينعليه‌السلام حتّى سال الدم من رجله، فرفع رأسه إلى السماء وقال: إلهي، هل حدث منّي ذنب آخر فعاقبتني به؛ فإنّي طفت جميع الأرض فما أصابني سوءٌ مثل ما أصابني في هذه الأرض؟

فأوحى اللَّه إليه: «يا آدم، ما حدث منك ذنب، ولكن يُقتل في هذه الأرض ولدك الحسين ظلماً، فسال دمك موافقةً لدمه».

فقال آدم: يا ربّ، أيكون الحسين نبيّاً؟

قال: «لا، ولكنّه سبط النبيّ محمّد».

فقال: ومَنْ القاتلُ له؟

قال: «قاتِلُه يزيد».

فقال آدم: فأيّ شيء أصنع يا جبرئيل؟

فقال: العَنْه يا آدم. فلعنه أربع مرّات، ومشى خطوات إلى جبل عرفات فوجد حواء هناك.

ورُوي أنّ نوحاًعليه‌السلام لمّا ركب في السفينة طافت به جميع

____________________

(1) كامل الزيارات / 143.

٨١

الدنيا، فلمّا مرّت بكربلاء أخذته الأرض، وخاف نوح الغرق، فدعا ربَّه وقال: إلهي، طفتُ جميع الدنيا وما أصابني فزع مثل ما أصابني من هذه الأرض؟ فنزل جبرئيل وقال: يا نوح، في هذا الموضع يُقتل الحسين سبط محمّد خاتم الأنبياء وابن خاتم الأوصياء.

فقال: ومَنْ القاتل له يا جبرئيل؟

قال: قاتله لعين أهل سبع سماوات وسبع أرضين. فلعنه نوح أربع مرّات، فسارت السفينة حتّى بلغت الجوديّ واستقرّت عليه.

وروي أنّ إبراهيمعليه‌السلام شُجّ رأسه وسال دمه، فأخذ في الاستغفار، وقال: إلهي، أيُّ شيء حدث منّي؟! فنزل إليه جبرئيلعليه‌السلام وقال: يا إبراهيم، ما حدث منك ذنب، ولكن هنا يُقتل سبط خاتم الأنبياء، وابن خاتم الأوصياء، فسال دمك موافقةً لدمه.

قال: يا جبرئيل، ومَنْ يكون قاتله؟

قال: لعين أهل السماوات والأرض، والقلم جرى على اللوح بلعنه بغير إذن ربّه، فأوحى اللَّه تعالى إلى القلم: إنّك استحققتَ الثناء بهذا اللعن.

فرفع إبراهيمعليه‌السلام يديه ولعن يزيد لعناً كثيراً، وأمَّنَ فرسه بلسان فصيح، فقال إبراهيمعليه‌السلام لفرسه:أيَّ شيء عرفتَ حتّى تؤمّن على دعائي؟

فقال: يا إبراهيم، أنا أفتخر بركوبك عَلَيَّ، فلمّا عثرتَ وسقطت عن ظهري عظمت خجلتي، وكان سبب ذلك من يزيد (لعنه اللَّه).

وروي أنّ إسماعيلعليه‌السلام كانت أغنامه ترعى بشطّ

٨٢

الفرات، فأخبره الراعي أنّها لا تشرب الماء من هذه المشرعة منذ كذا يوماً، فسأل ربَّه عن سبب ذلك؟ فنزل جبرئيلعليه‌السلام وقال: يا إسماعيل، سَل غنمك فإنّها تُجيبك عن سبب ذلك. فقال: لِمَ لا تشربين من هذا الماء؟ فقالت بلسان فصيح: قد بلَغَنا أنّ ولدك الحسين سبط محمّدٍ يُقتل عطشانَ، فنحن لا نشرب من هذه المشرعة حزناً عليه. فسألها عن قاتله، فقالت: يقتله لعين أهل السماوات والأرضين والخلائق أجمعين.فقال إسماعيل: اللّهمّ العن قاتلَ الحسينعليه‌السلام .

وروي أنّ موسىعليه‌السلام كان ذات يوم سائراً ومعه يُوشَع بن نون، فلمّا جاء إلى أرض كربلاء انخرق نعله وانقطع شراكه، ودخل الحسك في رجليه وسال دمه، فقال: إلهي، أيُّ شيء حدث منّي؟ فأوحى اللَّه إليه: «إنّ هنا يُقتل الحسينعليه‌السلام ، وهنا يُسفك دمك موافقةً لدمه».

فقال: ربّ ومَنْ يكون الحسين؟

فقيل له: «هو سبط محمّد المصطفى، وابن عليّ المرتضى».

فقال: ومَنْ يكون قاتله؟

فقيل: «هو لعين السَّمَك في البحار، والوحوش في القفار، والطير في الهواء». فرفع موسىعليه‌السلام يديه ولعن يزيدَ ودعا عليه، وأمّن يوشع بن نون على دعائه، ومضى لشأنه.

وروي أنّ سليمانعليه‌السلام كان يجلس على بساطه ويسير في الهواء، فمرّ ذات يوم وهو سائر في أرض كربلاء، فأدارت الريح بساطه

٨٣

ثلاث دورات حتّى خافوا السقوط، فسكنت الريح ونزل البساط في أرض كربلاء، فقال سليمان للريح: لِمَ سكنتي؟

فقالت: إنّ هنا يُقتل الحسين.

فقال: ومَنْ يكون الحسين؟

قالت: هو سبط محمّد المختار، وابن عليّ الكرّار.

فقال: ومَنْ قاتله؟

قالت: لعين أهل السماوات والأرض يزيد. فرفع سليمان يديه ولعنه ودعا عليه، وأمّن على دعائه الإنس والجنّ، فهبّت الريح وسار البساط.

وروي أنّ عيسىعليه‌السلام كان سائحاً في البراري ومعه الحواريّون، فمرّوا بكربلاء فرأوا أسداً كاسراً قد أخذ الطريق، فتقدّم عيسى إلى الأسد وقال له: لِمَ جلستَ في هذا الطريق ولا تَدَعُنا نمرّ فيه؟

فقال الأسد بلسان فصيح: إنّي لا أدع لكم الطريق حتّى تلعنوا يزيدَ قاتل الحسين.

فقال عيسىعليه‌السلام : ومَنْ يكون الحسين؟

قال: سبط محمّد النبيّ الأُمّي، وابن عليّ الولي.

قال: ومَنْ قاتله؟

قال: قاتله لعين الوحوش والذئاب والسباع أجمع، خصوصاً أيّام عاشوراء.

فرفع عيسىعليه‌السلام يديه ولعن يزيد ودعا عليه،

٨٤

وأمّن الحواريّون على دعائه، فتنحّى الأسد عن طريقهم ومشوا لشأنهم(1) .

بعد هذا نقول: إنّ شهادة الحسينعليه‌السلام كُتبت فيها مقاتل عديدة، مطوّلة مفصّلة، ننقل منها المشهد الأخير من مصرعهعليه‌السلام ، لاعنين قاتليه وسالبيه وخاذليه والراضين بقتله:

قال عمر بن سعد: ويحكم! اهجموا عليه مادام مشغولاً بنفسه وحرَمِه، واللّهِ إنْ فرغَ لكم لا تمتاز ميمنتُكم عن ميسرتكم. فحملوا عليه يرمونه بالسهام حتّى تخالفتْ بين أطناب المخيّم، وشكّ سهمٌ بعض أُزر النساء فدُهشْنَ وأُرعبْن، وصِحْن ودخلْنَ الخيمة ينظرنَ إلى الحسين كيف يصنع، فحمل عليهم كالليث الغضبان، فلا يلحق أحداً إلاّ بعجه بسيفه فقتله، والسهام تأخذه مِن كلّ ناحية وهو يتّقيها بصدره ونحره...

ثمّ رماه أبو الحتوف الجعفي بسهمٍ في جبهته، فنزعه وسالت الدماء على وجهه... ولمّا ضعف عن القتال ووقف يستريح رماه رجل بحجرٍ على جبهته فسال الدمُ على وجهه، فأخذ الثوبَ ليمسح الدم عن عينه فرماه آخر بسهمٍ محدَّدٍ له ثلاث شُعب وقع في قلبه، فقال: «بسم اللّه وباللّه، وعلى ملّة رسول اللّه».

ثمّ أخرج السهم مِن قفاه وانبعث الدم كالميزاب، فوضع يده تحت الجرح، فلمّا امتلأت رمى به نحو السماء وقال: «هوّنَ

____________________

(1) المنتخب للطريحيّ 1 / 48 - 50.

٨٥

علَيّ ما نزل بِي أنّه بعين اللّه». فلم يسقط مِن ذلك الدم قطرة إلى الأرض.

وأعياه النزف فجلس على الأرض ينوء برقبته، فانتهى إليه في هذا الحال مالك بن النسر فشتمَه، ثمّ ضربه بالسيف على رأسه، و كان عليه برنس فامتلأ دماً.

وبقي الحسينعليه‌السلام مطروحاً مليّاً، ولو شاؤوا أنْ يقتلوه لفعلوا، إلاّ أنّ كلّ قبيلة تتّكل على غيرها وتكره الإقدام، فصاح شمر: ما وقوفكم، وما تنتظرون بالرجل وقد أثخنتْه السهام والرماح؟! اِحملوا عليه.

فضربه زرعة بن شريك على كتفِهِ الأيسر، ورماه الحصين في حلقه، وضربه آخَرُ على عاتقه، وطعنه سنان بن أنس النخعي في ترقوته، ثمّ في بواني صدره، ثمّ رماه بسهمٍ في نحره، وطعنه صالح بن وهب في جنبه. ثمّ كان الذي كان من شمر وبَجدَل وغيرهما من الحزّ والقطع، والسحق والسلب، ألا لَعنةُ اللّه وأليم عذابه عليهم أجمعين.

يراجع في ذلك: تاريخ الطبري الجزء السادس، مقتل الحسينعليه‌السلام للخوارزمي الجزء الثاني، مثير الأحزان لابن نما، اللهوف في قتلى الطفوف للسيّد ابن طاووس، مناقب آل أبي طالب الجزء الرابع، مقاتل الطالبيّين لأبي الفرج الأصفهاني، تهذيب تاريخ ابن عساكر الجزء الرابع، الكامل في التاريخ لابن

٨٦

الأثير الجزء الرابع، البداية والنهاية لابن كثير الجزء الثامن، الإتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي الشافعي، فرائد السمطين 2 / 36.

إضافة إلى: الإرشاد للشيخ المفيد، وأمالي الصدوق / 99 - 101، وبحار الأنوار 33 / 157 عن كتاب سليم، وأسرار الشهادة للفاضل الدربندي، ومقتل أبي مخنف، ومقتل الحسينعليه‌السلام للسيّد عبد الرزّاق المقرّم، والخصائص الحسينيّة للشيخ جعفر الشوشتري، وعشرات المصادر التي فصّلت قصّة الطفّ وفاجعة كربلاء.

٨٧

٨٨

شهادة الإمام زين العابدين

عليّ بن الحسينعليه‌السلام

وهي وإنْ لم تكن متواترة إلاّ أنّها مشهورة، والمصادر التي ذكرتْها مهمّة، منها:

(1) الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمّةعليهم‌السلام - لابن الصبّاغ المالكيّ / 208.

ذكر خبراً أنّ عليّ بن الحسينعليه‌السلام مات مسموماً، وأنّ الذي سمّه هو الوليد بن عبد الملك.

(2) الصواعق المحرقة - لابن حجر / 200.

ذكر الخبر ذاته، وأنّهعليه‌السلام دُفن عند عمّهِ الحسنعليه‌السلام بالبقيع.

(3) ما روته العامّة من مناقب أهل البيتعليهم‌السلام - للمولى حيدر عليّ بن محمّد الشرواني، من أعلام القرن الثاني عشر / 257.

(4) تذكرة خواصّ الأمّة - لسبط ابن الجوزي - كما نقله الشيخ المجلسي في بحار الأنوار 46 / 154، ح17، قال فيه: وقيل: تُوفّيعليه‌السلام

٨٩

سنة 75 بالمدينة، سمّه الوليد بن عبد الملك بن مروان.

(5) إقبال الأعمال - للسيّد ابن طاووس (أعلى اللّه مقامه) / 97، وفيه:وضاعفِ العذابَ على مَنْ قتله، وهو الوليد.

(6) وفي بعض مؤلّفات الشيخ الصدوق (رضوان اللّه عليه) كالاعتقادات أكّد أنّ الذي سمَّ الإمامَ عليّ بن الحسينعليه‌السلام هو الوليدُ بن عبد الملك.

(7) لكنّ الشيخ تقيّ الدين إبراهيم بن عليّ الكفعمي يرى في (المصباح) / 509، أنّ الذي سمّه هو هشام بن عبد الملك في مُلْك أخيه الوليد.

(8) تذكرة خواصّ الأمّة - لسبط ابن الجوزي / 187، حيث أورد أنّهعليه‌السلام تُوفّي سنة خمس وسبعين بالمدينة المنوّرة، سمّه الوليد بن عبد الملك بن مروان.

(9) مناقب آل أبي طالب - لابن شهر آشوب 2 / 269، قال: قال أبو جعفر بن بابويه (الصدوق): سمّه الوليد بن عبد الملك.

(10) دلائل الإمامة - لابن جرير الطبري / 80.

(11) تاريخ القرماني / 111.

(12) جنّات الخلود - للعالم محمّد رضا إمامي خواتون آبادي / 25.

(13) الأنوار النعمانيّة - للسيّد نعمة اللّه الجزائري / 125.

(14) شرح ميميّة أبي فراس - للهاشمي / 16.

(15) الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم - للشيخ يوسف بن حاتم الشامي / 591، قال: وكان سبب وفاتهعليه‌السلام ، أنّ الوليد بن عبد الملك سمّه.

٩٠

(16) نور الأبصار - للشبلنجي الشافعي / 157، قال: وقيل: [ الذي سمّه ] الوليد بن عبد الملك الاُمويّ.

(17) التتمّة في تواريخ الأئمّةعليهم‌السلام / 90، وفيه: وقيل: بل سمّه هشام بن عبد الملك، وقيل: الوليد بن عبد الملك.

(18) العُدد القويّة - للشيخ عليّ بن يوسف بن المطهَّر الحلّي، أخي العلاّمة الحلّي / 65: سمّه الوليد بن عبد الملك. وغيرها من المصادر.

(19) أسرار الإمامة لعماد الدين الطبري / 79، قال:وفي مُلْك الوليد بن عبد الملك مات شهيداً.

٩١

٩٢

شهادة الإمام الباقر

محمّد بن عليّ (صَلواتُ اللّه عليه)

وهي أيضاً غير متواترة، إلاّ أنّها مشهورة، وقد ذكرتها كثير من المصادر وأكّدتها، مثل:

(1) الفصول المهمّة: حيث ذكرَ ابن الصبّاغ المالكي أنّهعليه‌السلام مات بالسمّ في زمن إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك.يراجع الصفحة 221 من الفصول.

ويرى البعض أنّ إبراهيم بن الوليد قد نفّذ هذه الجريمة العظمى بإشارةٍ من عمّه هشام بن عبد الملك، وأكّد الأمر:

(2) الشيخ الصدوق في (الاعتقادات).

(3) السيّد ابن طاووس في الإقبال.

(4) المولى الشرواني في ما روته العامّة من مناقب أهل البيتعليهم‌السلام على الصفحة 262، وهو الذي يعتقده.

(5) ابن حجر، حيث ذكر في الصواعق المحرقة على الصفحة 201 أنّ الإمام الباقرعليه‌السلام تُوفّي عن ثمانٍ وخمسين سنة من العمر مسموماً كأبيه، ثمّ قال: وهو علويّ من جهة أبيه واُمّه، ودُفن أيضاً في قبّة الحسن والعبّاس بالبقيع.

٩٣

وذهب إلى شهادتهعليه‌السلام أيضاً:

(6) ابن شهر آشوب، حيث قال في كتابه الشهير مناقب آل أبي طالب 3 / 340: قال أبو جعفر ابن بابويه (الصدوق): سمّه إبراهيم بن الوليد.

(7) وروى الشيخ المجلسيرحمه‌الله في بحار الأنوار 46 / 329 عن الخرائج والجرائح - لقطب الدين الراوندي 2 / 600 - 604، ح11، رواية طويلة نقلها أبو بصير عن الإمام الصادق جعفر بن محمّد الباقرعليه‌السلام ، ذاكراً فيها السبب الذي كان وراء شهادة أبيهعليه‌السلام ، أوّلها: «كان زيد بن الحسن يخاصم أبي في ميراث رسول اللّهصلى‌الله‌عليه‌وآله ». ووسطها: «وكتب عبد الملك إلى عامل المدينة أن ابعث إليّ محمّد بن عليّ مقيّداً، وقال لزيد: أرأيتُك إنْ ولّيتُك قتْلَه قتَلتَه؟ قال: نعم». وآخرها: «فأُسرِج له فركِبَ أبي ونزل متورّماً، فأمر بأكفانٍ له».

وبعد ذكر الرواية مفصّلاً كتب الشيخ المجلسيقدس‌سره : بيان: الظاهر أنّه سقط مِن آخر الخبر شيء، وكان قد واطأه على أنْ يركبهعليه‌السلام على سرج مسموم بعث به إليه معه، ولعلّه كان هشام بن عبد الملك فسقط اسم (هشام) من الرواة والنسّاخ.

وفي كتاب أسرار الإمامة / 80 قال: واستُشهِد في أيّام هِشام سنة خمس وتسعين.

(8) والشيخ يوسف بن حاتم الشاميّ في الدرّ النظيم في مناقب

٩٤

الأئمّة اللهاميم / 607 - 609، ذكر مثل ما مرّ من رواية القطب الراوندي في الخرائج، وقال في ص616: وكان سبب وفاتهعليه‌السلام أنّ إبراهيم بن الوليد سمّه. وفي رواية: بطريق السرج الذي أعطاه زيد بن الحسن.

وأكّد خبر شهادة الإمام الباقرعليه‌السلام أيضاً:

(9) ابن جرير الطبري في دلائل الإمامة / 94.

(10) والسيّد نعمة اللّه الجزائري في الأنوار النعمانيّة / 125.

(11) والشيخ الحرّ العاملي في اُرجوزته.

(12) والشيخ الكفعميّ في المصباح / 521 في الجدول، قال: سمّه هشام بن عبد الملك.

(13) والسيّد تاج الدين بن عليّ الحسيني في التتمّة في تواريخ الأئمّةعليهم‌السلام / 96، وغيرهم.

٩٥

٩٦

شهادة الإمام جعفر الصادق (صلوات اللّه عليه)

ذكرها جملةٌ من المؤرّخين، وأكّدتْها الأخبار الصحيحة التي قالت بأنّه (صلوات اللّه عليه) تُوفّي في الخامس والعشرين من شهر شوّال سنة 148 من الهجرة الشريفة، متأثّراً بسمٍّ دسّه إليه المنصور العبّاسيّ على يد عامله على المدينة محمّد بن سليمان.

أمّا المصادر فهذه أشهرها:

(1) دلائل الإمامة / 111، أثبت شهادته الطبري.

(2) مهج الدعوات - للسيّد ابن طاووس قال فيه على الصفحة 260: إنّ من العجب أن يبلغ طلب الدنيا بالعبد المخلوق من التراب، والنطفة الماء المهين إلى المعاندة لربّ العالمين، في الإقدام على قتل مولانا الصادق جعفر بن محمّد (صلوات اللّه عليه) بعد تكرار الآيات الباهرات حتّى يكرّر إحضاره للقتل سبع دفعات [تسع مرّات]؛ تارةً يأمر رزّام بن مسلم مولى أبي خالد أنْ يقتل الإمام وهو (سلامُ اللّه عليه) في الحيرة، وتارةً يأمر باغتياله مع ابنه موسى بن جعفر.

قال قيس بن الربيع: حدّثني أبي الربيع، قال: دعاني المنصور يوماً قال: أما ترى الذي يبلغني عن هذا الحسيني؟ قلت: ومَنْ هو يا سيّدي؟ قال: جعفر بن محمّد، واللّهِ لأستأصلنّ شأفته. ثمّ دعا بقائد

٩٧

من قوّاده فقال: انطلق إلى المدينة في ألف رجل، فاهجمْ على جعفر بن محمّد وخذْ رأسه ورأس ابنه موسى بن جعفر في مسيرك.

تلك كانت نزعته حتّى نفّذ جريمته دسّاً للسمّ.

(3) مشارق أنوار اليقين / 93، ضمن أسرار الإمام الصادقعليه‌السلام : ومِن ذلك، أنّ المنصور لمّا أراد قتلَ أبي عبد اللَّهعليه‌السلام استدعى قوماً من الأعاجم يُقال لهم: البَعَرْعَر، لا يفهمون ولا يعقلون، فخلع عليهم الديباج المثقل والوشي المنسوج، وحُملت إليهم الأموال، ثمّ استدعاهم - وكانوا مئة رجل - وقال للترجمان: قل لهم:إنّ لي عدوّاً يدخل علَيّ الليلة فاقتلوه إذا دخل.

فأخذوا أسلحتهم ووقفوا ممتثلين لأمره، فاستدعى [المنصورُ] جعفراًعليه‌السلام وأمره أن يدخل وحده، ثمّ قال للترجمان: قل لهم:هذا عدوّي فقطِّعوه. فلمّا دخل الإمام تعاوَوا عَوْيَ الكلاب، ورَموا أسلحتهم، وكتّفوا أيديَهم إلى ظهورهم، وخرّوا له سُجّداً، ومرّغوا وجوههم على التراب. فلمّا رأى المنصور ذاك خاف وقال [للصادقعليه‌السلام ]: ما جاء بك؟

قالعليه‌السلام : «أنت، وما جئتُك إلاّ مغتسلاً محنَّطاً».

فقال المنصور: معاذ اللَّه أن يكون ما تزعم، ارجع راشداً.

فخرج جعفرعليه‌السلام والقوم على وجوههم سُجّداً، فقال [المنصور] للترجمان: قل لهم: لِمَ لا قتلتم عدوَّ الملِك؟

فقالوا:نقتلُ وليَّنا الذي يلقانا كلَّ يوم، ويدبّر أُمورنا كما يدبّر الرجل أمرَ ولْده، ولا نعرِف وليّاً سواه؟!

فخاف المنصور من قولهم، فسرّحهم تحت

٩٨

الليل، ثمّ قتلَهعليه‌السلام بعد ذلك بالسمّ.

(4) الإقبال / 345 في أدعية شهر رمضان: اللّهمّ صلّ على جعفر بن محمّد إمام المسلمين، ووالِ مَنْ والاه، وعادِ مَنْ عاداه، وضاعف العذابَ على مَنْ شرِك في دمه - وهو المنصور -.

(5) مناقب آل أبي طالب 3 / 399، نقل ابن شهر آشوب عن الشيخ الصدوق قائلاً: قال أبو جعفر القمّي: سمّه المنصور.

(6) الفصول المهمّة / 208 و 216 قال ابن الصبّاغ المالكيّ:ويُقال إنّه مات بالسمّ في أيّام المنصور.

(7) الصواعق المحرقة / 203 قال ابن حجر: تُوفّي سنة ثمانٍ وأربعين ومئة مسموماً أيضاً.

(8) المصباح - للكفعمي / 523 في الجدول: وتُوفّيعليه‌السلام يوم الإثنين مسموماً في عنب. نقلاً عن الدروس الشرعيّة - للشهيد الأوّل / 153 الطبعة الحجريّة.

(9) الدرّ النظيم - للشامي / 643، قال: سمّه المنصور فقتله.

(10) الإتحاف بحبّ الأشراف / 54، قال الشبراوي الشافعي:مات بالسمّ في أيّام المنصور.

(11) أرجوزة الشيخ الحرّ العاملي، وفيها: وقتْلُه بالسمِّ في المشهورِ

(12) الأنوار النعمانيّة / 126.

(13) شرح شافية أبي فراس - لمحمّد بن أمير الحاجّ الحسيني / 426، قال عند قول أبي فراس الحمداني:

٩٩

كَمْ غَدرةٍ لَكُمُ في الدِّينِ واضِحَةٍ

وكَمْ دَمٍ لرسولِ اللَّهِ عِنْدكَمُ

ومن الدماء التي لرسول اللَّهصلى‌الله‌عليه‌وآله عند بني العبّاس: قتلُ الإمام أبي عبد اللَّه الصادقعليه‌السلام بالسمِّ.

(14) أرجوزة الشيخ الفتوني، وفيها: سمّه المنصور.

(15) مشارق أنوار اليقين، للحافظ البُرسي / 93.

(16) التتمّة في تواريخ الأئمّةعليهم‌السلام / 104، قال السيّد تاج الدين الحسيني: بل سُمّ في عنب، وقيل: قتله المنصور الدوانيقي.

(17) أسرار الإمامة / 81، قال: وبعد مُلك المنصور عشرين سنة مات شهيداً.

(18) تذكرة خواصّ الأمّة / 346، وفيه: وقيل: إنّه مات مسموماً.

١٠٠